نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأحد، 2 أكتوبر 2022

تأملات في عيد الصليب المجيد - الأدلة التاريخية علي صلب السيد المسيح -2

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

الكنائس والاحتفال بعيد الصليب المقدس..
+ تحتفل سائر الكنائس المسيحية بعيد الصليب المقدس وتضع علامة الصليب أعلى مناراتها وترسمه فوق حجاب الهيكل أمام أعين المؤمنين. ومنذ العصر الرسولي كانت الكنائس وبيوت المؤمنين تعلق الصليب أمام عيونهم لنتعلم الفضيلة والإيمان بمحبة الله ، كما قال القديس بولس الرسول { انتم الذين امام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوبا} (غل 3 : 1). وتحتفل كنيستنا القبطية بعيد الصليب مرتين كل عام. الأولى في 17 توت من كل عام الموافق 27 سبتمبر وذلك تذكار لاكتشاف الصليب المقدس الذى صلب عليه ربنا يسوع المسيح بواسطة الملكة هيلانة أم قسطنطين التى نذرت أن تمضى إلى القدس فأعد ابنها الملك كل شيء لإتمام هذه الزيارة المقدسة. ولما وصلت إلى أورشليم بحثت بتدقيق عن مكان الصليب فأشاروا عليها بتنظيف الجلجثة، فعثرت عليه وذلك في 326 م. وبنت هناك كنيسة القيامة وما حولها واحتفلت مع الأساقفة والكهنة والشعب برفع الصليب فى موضع الجلجثة.  والاحتفال الثاني الذي تقيم فيه الكنيسة تذكار الصليب في اليوم العاشر من برمهات، ويرجع تاريخه الي إرجاع الصليب علي  يد الإمبراطور هرقل فى 628 م. عندما ذهب هيرقل واسترد خشبة الصلي
ب التي أخذها الفرس من أورشليم فى 614م. وأعاد ذخيرة الصليب المقدس ودخل بها إلى  القسطنطينية التي استقبلت الموكب باحتفال مهيب بالمصابيح وتراتيل النصر والابتهاج. بعدها نقل الصليب إلى أورشليم سنة 631 م. ويذكر التقليد أنّ الملك هرقل حمل الصليب على كتفه وسار به بحفاوة كبيرة بين الجموع المحتشدة إلى الجلجثة وهناك أحسّ الملك بقوة خفية تصده وتمنعه من دخول المكان فوقف الأسقف زكريا بطريرك أورشليم وقال للإمبراطور: (حذار أيها الملك أن هذه الملابس اللامعة وما تشير اليه من مجد وعظمة تبعدك عن فقر المسيح يسوع ومذلة الصليب) وفي الحال خلع الملك ملابسه الفاخرة وارتدى ملابس بسيطة وتابع مسيره حافي القدمين حتى الجلجثة حيث رفع عود الصليب المكرم فسجد المؤمنون على الأرض، وهم يرنمون : لصليبك يارب نسجد ولقيامتك المقدسة نمجد
.

+ ويذكر أوسابيوس القيصري بأن الملك الروماني قسطنطين الكبير (324 ـ 337) رأى علامة الصليب في السماء على مثال نور بهيئة الصليب مع مكتوب تحتها عبارة: (بهذه العلامة تغلب). ولقد شهد علي وجود خشبة الصليب المقدس في أورشليم القديس كيرلس الأورشليمي فى عظة له في سنة 347 م. كما ذكرت المؤرخة ايجيريا الاسبانية في أخبار رحلاتها الى فلسطين بأنه فى تذكار اكتشاف الصليب تعيد الكنائس فى الأراضي المقدسة وكنيسة القيامة وبأن العيد كان لمدة 7 أيام يجري خلالها تقديم الصليب المقدس لتسجد الناس له اكراماً وتشفعا. فهل هناك براهين تاريخية التي تدل علي حقيقة الصلب والقيامة .

الأدلة التاريخية علي صلب السيد المسيح...

نعرض هنا بعض الشهادات التاريخية للمؤرخين والكتّاب السياسيين الذين كتبوا عن الصلب من كتاب غير مؤمنين بالمسيح أو من المؤمنين ونحلّلها على ضوء معطيات العصر والعوامل السياسية الفاعلة فيه. إن الوثائق المسيحية والوثنية واليهودية التي بين أيدينا يرجع تاريخ معظمها إلى القرنين الأول والثاني الميلاديين وهي تشهد لكثير من الوقائع التي جرت في حياة المسيح. ومن أبرز مؤلفي تلك الوثائق القديمة ما يلي :-

أولاً :  الوثائق المسيحية...

الوثائق المسيحية دينية كانت أم أدبية أم تاريخية. هي سجل دقيق تعكس عمق إيمان آباء الكنيسة الأولى بكل ما تسلَّموه من التلاميذ من تعاليم وأخبار، إما عن طريق التواتر بالإسناد الموثق أو عن طريق الكلمة المكتوبة. وهي إثباتات قاطعة على صحّة ما ورد في الأناجيل من أحداث وعقائد ولا سيّما ما يختص بموت المسيح وقيامته. وكما أن هذين الحدثين يشغلان حيزاً كبيراً من العهد الجديد فإنهما أيضاً كانا المحور الأساسي في مؤلَّفات آباء الكنيسة الأولى. يقول الباحث جوش مكدويل وهو أحد كبار المختصين بالمخطوطات المسيحية..." لا يوجد كتاب في الدنيا تدعمه المخطوطات الكتابية القديمة كما هو الحال مع الكتاب المقدس. وقد شاءت العناية الإلهية أن يتم العثور على مخطوطات البحر الميت التي أثبتت بما لا يدع أي مجال للشك صحة الكتاب المقدس وصدقه ولا سيما نصوص العهد القديم وبالأخص سفر إشعياء”. وبالطبع فإن هذه المخطوطات تنص على النبوّات المتعلقة بموت المسيح وقيامته كما هو الحال في الكتاب المقدس الذي بين أيدينا. وأكثر من ذلك إذا رجعنا إلى مؤلفات آباء الكنيسة منذ العصر الأول الميلادي وجمعنا مقتبسات من العهد الجديد لوجدنا أنه يمكن إعادة كتابة العهد الجديد بكامل نصه  وهذه النصوص لا تختلف عما لدينا من نصوص العهد الجديد الحالي  ومن جملتها كل ما جاء عن لاهوت المسيح وموته وقيامته.

أما مؤلفات آباء الكنيسة فهي:

(1) رسالتان من تأليف أكليمنضس أسقف روما.

(2) رسائل قصيرة من تأليف أغناطيوس كان قد بعث بها إلى الأفراد والكنائس في أثناء رحلته من أنطاكية إلى روما حيث استشهد.

(3) رسالة بوليكاربوس تلميذ  يوحنا إلى أهل فيلبي.

(4) تعليم  الآباء الرسل وهو كتيب مبكر يدور حول أمور عملية متعلقة بالقيم المسيحية ونظام الكنيسة.

(5) رسالة عامة منسوبة إلى برنابا وفيها يهاجم بعنف ناموسية الديانة اليهودية. ويبين أن المسيح هو تتمة شريعة العهد القديم.

(6) دفاعيات جستنيان.. وقد أورد فيها طائفة من الحقائق الإنجيلية. ولا سيما ما يختص بشخص المسيح وحياته الأرضية وصلبه وقيامته. هذا فضلاً عن مؤلفات أخرى وصلتنا مقتطفات منها كدفاع كوادراتوس الذي اقتبس منه يوسابيوس الفقرة التالية: “إن منجزات مخلصنا كانت دائماً أمام ناظريك لأنها كانت معجزات حقيقية فالذين برئوا والذين أقيموا من الأموات لم يشهدهم الناس عندما برئوا أو أقيموا فقط بل كانوا دائماً موجودين (معهم). لقد عاشوا زمناً طويلاً. ليس فقط في أثناء حياة المسيح الأرضية بل حتى بعد صعوده. إن بعضاً منهم بقوا على قيد الحياة إلى وقتنا الحاضر”. وكذلك مخطوطة راعي هرمس وقد دعيت بهذا الاسم نسبة إلى أبرز شخصيات الكتاب. أما فحوى المؤلَّف فينطوي على مجموعة من الأمثال والأوامر المختصة بالعقيدة.

فن الرسم وشعار الصليب

يوفر لنا تاريخ الكنيسة أيضاً بيّنات هامة على اعتقاد مسيحيي القرون الأولى الوثيق بصلب المسيح وموته وقيامته وهو شعار الصليب، وهذا دليل مادّيّ، لا يجوز لأحد أن ينكره، لأنّ لكلّ دين شعاره كالنجمة السداسيّة لليهود، والهلال للمسلمين. وإشارة الصليب عُرِفَت من أقدم عهود المسيحيّة، وقد نقشها المسيحيّون الأوائل على أضرحة الموتى وفي السراديب التي كانوا يجتمعون فيها سرا في زمن الاضطهاد خوفاً من جواسيس الحكومة الرومانية الوثنية. لقد عمد المسيحيون إلى نقش شعار الصليب على أضرحة موتاهم تمييزاً لها عن أضرحة الوثنيين. فلو لم يكن هؤلاء المسيحيون على ثقة أكيدة من صلب المسيح لما أخذوا الصليب شعاراً لهم ولا سيما أن الصليب كان رمز عار عند اليهود والرومان على حد سواء. أما الآن بعد صلب يسوع المسيح البار عليه أصبح رمز فخر وإيمان. فلو لم يكن الصليب حقيقة متأصلة في إيمان هؤلاء المسيحيين لما تحملوا من أجله كل اضطهاد واستشهدوا في سبيله. وبعض هؤلاء كانوا شهود عيان لصلب المسيح? والبعض الآخر تسلموا هذه الحقائق من الحواريين أو مما وصل إلى أيديهم من الأناجيل والرسائل المكتوبة التي أوحى بها الروح القدس.

الممارسات العقائدية

الممارسات العقائدية وبالأخص الأفخارستيا التي مارسها السيد المسيح في الليلة التي سلم فيها ذاته فقد احتلت مكانة مرموقة في ممارسات الكنيسة على مر العصور. وترجع أهمية هذه الممارسة العقيدية إلى أنها تعني سفك دم السيد المسيح وصلبه لأجل خلاصنا. ومن الملاحظ أيضاً أن سر المعمودية يمنحنا بركات موت المسيح فداءً عنا ويعطينا ميلادا جديدا من الماء والروح وقد حض السيد المسيح تلاميذه على القيام به (مت 28: 19) لنوال هذه النعمه، قد مارسه التلاميذ أنفسهم تطبيقاً لوصية المسيح بالذات. وما برحت الكنيسة تمارسه إلى هذا اليوم.

ثانياً: الوثائق الرومانية التاريخية ...

(1) شهادة كورنيليوس تاسيتوس (55-125 م)

 وهو مؤلف روماني عرف بالدقة والنزاهة وعاصر تاسيتوس ستة أباطرة ولُقب بمؤرخ روما العظيم. من أشهر كتبه على الإطلاق مصنَّفيه “الحوليات" و" التواريخ”. يضم الأول نحو 18 مجلداً  والثاني نحو 12 مجلداً.  أن تاسيتوس هذا كان بحكم علاقته بالحكومة الرومانية مطلعاً على تقارير حكام أقاليم الإمبراطورية وسجلات الدولة الرسمية. وقد وردت في مصنَّفيه ثلاث إشارات عن المسيح والمسيحيّة أبرزها ما جاء في حولياته: “... وبالتالي لكي يتخلص نيرون من التهمة (أي حرق روما) ألصق هذه الجريمة بطبقة مكروهة معروفة باسم المسيحيّين. ونكَّل بها أشد تنكيل. فالمسيح الذي اشتق المسيحيون منه اسمهم. كان قد تعرض لأقصى عقاب في عهد طيباريوس على يد أحد ولاتنا المدعو بيلاطس البنطي. وراجت خرافة من أشد الخرافات إيذاء. وإن كانت قد شُكمت لفترة قصيرة. ولكنها عادت فشاعت ليس فقط في اليهودية المصدر الأول لكل شر! بل انتشرت أيضاً في روما التي أصبحت بؤرة لكل الأشياء الخبيثة والمخزية التي شرعت ترد إليها من جميع أقطار العالم”. ويتضح من هذه الوثيقة أن المسيحية قد اشتقت اسمها من المسيح. وأن بيلاطس البنطي هو الذي حكم عليه بالموت. أما الخرافة أو الإشاعة التي ألمح إليها فهي ولا شك القيامة.

2- شهادة الوالي بيلاطس البنطي..

من المعلوم ان هذا الطاغية أرسل إلى طيباريوس قيصر تقريراً صافياً، عن صلب المسيح ودفنه وقيامته. وقد حُفظ هذا التقرير في سجلاّت رومية. وكان من الوثائق، التي استند إليها العالِم المسيحيّ ترتليانوس في دفاعه المشهور عن المسيحيّين. ونورد بعض مما قد جاء في التقرير

تقرير بيلاطس، الحاكم الروماني لليهودية، إلى القيصر طيباريوس
"إلى صاحب السمو الملكي، تحية!
..... من بين الأخبار الكثيرة التي وصلت اسماعي، خبر نال اهتمامي الشديد... يقول الخبر انه ظهر في الجليل شاب، يقوم بتفان وبروح قوية بالدعوة إلى قانون جديد باسم الهه، الذي أرسله. في البداية خشيت ان يكون احد المتمردين يعمل على تحريض الشعب ضد الرومان. ولكن بعد وقت وجيز هدأ روعي. فيسوع الناصري، كما كان يسمى ذلك الشاب، كان بالاحرى يتكلم في مصلحة الرومان أكثر مما هو في مصلحة اليهود. وحينما كنت في احد الايام مارا في محلة تسمى سيلوبيا، شاهدت جمعا كبيرا من الناس، وفي وسطهم شاب جالس على الارض ومستندا الى احدى الاشجار. وبوضوح ودعة كان يعظ الشعب. وقيل لي ان هذا هو يسوع. وكانت اللوحة تبدو تماما كما كنت اتصور ان اراها. لم يكن من مجال للمقارنة بينه وبين الشعب. كان شعره ولحيته أشبه شيء بظاهرة سماوية. وكان يبدو في حوالي الثلاثين من العمر. في حياتي كلها لم أكن التقيت نظرة لطيفة وواضحة كنظرته. كم كان الفارق شاسعا بينه وبين مستمعيه، الذين كانوا ذوي لحى سوداء وجباه متغضنة! ولعدم رغبتي في مقاطعته بحضوري، تابعت طريقي، ولكني أمرت امين سري ان ينضم الى الجمع وان يستمع الى ما يجري الحديث ...

ولدى دخولي قاعة المحكمة، قابلني مانيليوس الذي ذكر لي حرفيا الكلمات التي سمعها من يسوع في  قال: "لم يسبق لي أبدا أن قرأت في كتب الفلسفة شيئا يمكن مقارنته بمواعظ يسوع. لقد سأله أحد المتمردين اليهود هل يصح أن تدفع الضريبة إلى القيصر. فأجاب يسوع: "أعطوا ما هو لقيصر لقيصر، وما هو لله لله!". وبسبب حديثه العاقل تحديدا، عملت للحصول على حرية الناصري، لأنه كانت لي السلطة أن اعتقله وارسله الى بونتيو. ولكن هذا كان من شأنه مخالفة الحقيقة، التي تميز بها الرومان على الدوام".... ويتابع بيلاطس: "لم يكن هذا الشخص ابدا متعصبا، ولا متمردا، ولهذا السبب انا منحته حمايتي. وربما لم يكن دفاعي هذا عنه معروفا لديه. كانت له الحرية في ان يعمل، ان يتكلم، ان يعقد الاجتماعات، أن يعظ شعبه وأن يختار تلاميذه دون أن يعيقه أي أمر صادر من القصر.... وقد أعلمت أن هذا الإنسان سيحصل له مكروه. ولكن هذا لم يكن ليحدث للمرة الأولى لديهم. فاورشليم كانت قد قتلت رجما بالحجارة كثيرا ممن يسمون أنبياء. وحينما كان يحدث أن يرفض رئيس الكهنة شكاوى اليهود عن بعض الانبياء، كانوا يتوجهون الى الامبراطور. أن حكمي هو مدعوم من قبل مجلس الشيوخ، وقد وُعدت بمساعدتي بقوة دعم عسكرية بعد نهاية الحرب البارابونية. وبسبب عجزي الشديد عن مواجهة أحد التمردات، فقد قررت اتخاذ تدابير، من شأنها ان تضمن الهدوء في المدينة، بدون ان استثني القصر من القيام ببعض التنازلات المتواضعة وقد كتبت الى يسوع، داعيا اياه الى اجراء محادثة في قاعة المحكمة. وانتم تعلمون انه في عروقي تجري دماء من شأنها ان تزرع الرعب. فهي ممزوجة بالدماء الرومانية. والاخيرة لا تعرف ما هو الخوف، ولا تستسلم للانفعالات المتأتية من أي أمر وفيما انا اتمشى في فناء قصري لمحت الناصري، الذي جاء تلبية لدعوتي. وفجأة شعرت وكأن يدا حديدية سمرت رجلي على الارض، واخذتني رعشة كمذنب، فيما إذا كان الناصري مطمئنا وهادئا، حينما جاء الى. وتوقف عن السير، و نظر الي وكأنه بذلك يريد أن يقول: "هاأنذا، لقد وصلت".
قلت له انا "يا يسوع الناصري، ها إني قد أعطيتك ثلاث سنوات من الحرية ولا أتأسف على ذلك. أن كلماتك هي أشبه بكلمات عالم. لا ادري اذا كنت قرأت كتابات سقراط وأفلاطون. ولكنني اعلم انه في مواعظك تختبئ بساطة عظمى، ترفعك عاليا فوق جميع هؤلاء الفلاسفة. ان الامبراطور يعلم عنك وانا، ممثله المتواضع في هذه المقاطعة، سعيد جدا لكوني حصلت لك على هذه الحرية، التي أنت هكذا جدير بها. وفيما عدا ذلك لا أستطيع أن أخفي عنك أن مواعظك ألـّبت الكثير من الاعداء الاقوياء ضدك. ولكن ليس هذا مما يثير الدهشة، لأن سقراط كان له الكثير من الأعداء وذهب ضحية حقدهم. وبلا شك ان أعداءك هم متحمسون ضدك بسبب تعاليمك، وضدي أيضا ـ بسبب الحرية التي أعطيتك اياها. يتهمونني بأن لي علاقات غير مشروعة معك، بهدف ان انتزع من اليهود القوة المدنية الصغيرة، المعطاة لهم من الرومان. ولهذا فإنني أرجو منك، ولا اقول آمرك ـ ان تكون في المستقبل اكثر انتباها وان لا تمس كبرياء اعدائك، حتى لا تستثير السكان ضدك، وحتى لا تجبرني على استخدام الوسائل القضائية".
وأجابني الناصري بهدوء: "أيها الحاكم الارضي، ان الكلمات لا تخرج من حكمة حقيقية. قل للعاصفة: " قفي على قمة الجبل، والا سأقتلع الأشجار في الوادي!" ستجيب العاصفة: "ينبغي أن نخضع لقوانين الخالق". الله وحده يعلم طريق العاصفة. الحق اقول لك، انه قبل ان تتفتح الزهرة الشارونية، سوف يسفك دم الصدّيق".... واقترب موعد العيد الكبير لدى اليهود. وبهذا الوقت كان الزعماء الدينيون يبحثون عن الاستفادة من المناسبة ـ الهياج الشعبي، الذي يحصل دائما في ايام احتفالات الفصح. كانت المدينة مزدحمة بالسكان المهتاجين، الذين يطالبون بموت الناصري  وبلغني ان رؤساء الكهنة والفريسيين كانوا يأخذون نقودا من خزينة الهيكل ويرشون الشعب. والخطر كان يتزايد كل ساعة. وتمت مهاجمة وحدة  رومانية. وكتبت لحاكم الولاية السورية طالبا ان يرسل لي مائة جندي مشاة ومثلهم من الفرسان. فرفض. وبقيت لوحدي وسط مدينة مهتاجة ومعي قبضة من الحراس العجزة. ونظرا لعجزي عن قمع هذا الهياج، فقد تحملته. أمسك المهتاجون بيسوع. لم يكونوا يخشون احدا، كما أنهم فهموا انني انا اقف الى جانب قادتهم، اي انني متفق معهم فيما يتعلق بهذه القضية، ولذلك استمروا بمزيد من الالحاح يصرخون: "أصلبه!". لقد اتحدت ثلاثة أحزاب ضد يسوع: الهيرودوسيون، الفريسيون والصدوقيون، الذين توضح توجههم التمردي لسببين ـ كانوا يكرهون يسوع ويريدون التحرر من النير الروماني. انهم لا يستطيعون ابدا ان ينسوا دخولي في مدينتهم المقدسة رافعا الإعلام التي تظهر عليها صورة الامبراطور الروماني .. ان الفريسيين كانوا اعداء سافرين ليسوع. وهم لم يقيموا وزنا كبيرا لادارتنا..... وبعد القبض عليه قدم يسوع إلى رئيس الكهنة وحكم عليه بالموت. وبهذا الصدد فإن رئيس الكهنة قيافا نفذ بتواضع قضية تعبر عن الخضوع لإرادة الشعب. وقام بارسال اسيره الي، حتى أصدر انا الحكم النهائي بالموت عليه. فأجبته أنا انه بما ان يسوع هو جليلي فإن القضية تختص بالحكم القانوني لهيرودس. ولهذا أمرت أن يرسل إليه.
ولكن هذا الماكر عبر عن تواضعه بحجة انه يحترمني بواسطة قائد المائة القيصري اوكل الى مصير هذا الشخص. وفجأة أصبح قصري يشبه مدينة محاصرة. وفي كل لحظة تمر كان يرتفع عدد المحتجين. وامتلأت أورشليم بالسكان القادمين من جبال الناصرة. وتولد انطباع بأن كل اليهودية قد تدفقت الى اورشليم.
وكنت قد اتخذت لي زوجة امرأة من غالي، وكانت لها رؤية للمستقبل. وقد جاءتني باكية وألقت نفسها عند قدمي وقالت:احذر أن تمس هذا الانسان، لانه مقدس... آه، يا بيلاطس، ان شرا مستطيرا ينتظرك، إذا لم تسمع الى امرأتك. أخش من قوة السماء!" وفي هذه الأثناء فإن الدرجات الرخامية كانت تئن تحت ثقل الجمع، وكانوا قد عادوا بالناصري مجددا الى. وتوجهت إلى قاعة المحكمة، يتبعني حرسي. وسألت الشعب بنبرة حادة ماذا يريدون.
"الموت للناصري!" ـ كان الجواب.
"ما هي الجريمة التي اقترفها؟". التجديف على الله والتنبؤ بتدمير الهيكل. ويسمي نفسه ابن الله، المسيح، ملك اليهود؟. وانا اجبتهم: "ان القضاء الروماني لا يصدر حكما بالموت لأجل مثل هذه القضايا انفجرت الصيحات من الجمع الغاضب. و ارتجت القاعة من الأساس بفعل الصيحات الغاضبة للحشود. " .اصلبه!"،  ووسط هذا الاهتياج الذي لا ينسى كان هناك شخص واحد هادئا. انه يسوع الناصري. بعد الكثير من الجهود غير المجدية لتخليصه من غضب هؤلاء المطاردين المسعورين لجأت إلى وسيلة، بدت لي لحظتها أنها ستساعدني على إنقاذ حياته. اعطيت الامر بأن يجلد، ثم طلبت طشتا، وغسلت يدي أمام الجمع لابين عدم موافقتي على هذه القضية. ولكن كل شيء ذهب سدى. فإن هؤلاء الأوغاد لم يكونوا يرضون الا بالقضاء على حياته ....وقد أسلمته إليهم ليصلب ... وبعد قليل جاءني احد العجائز ومعه مجموعة من النساء، وهن يبكين. ووقفت النسوة على الباب، أما هو فارتمى عند قدمي باكيا بمرارة. من المؤثر جدا ان تنظر الى عجوز يبكي. سألته ماذا يريد. فقال لي: "انا يوسف من الرامة، جئت لأطلب منك السماح لي بأن أدفن يسوع الناصري". قلت له: "ان طلبك سيستجاب". وحينذاك امرت مانيليوس ان يأخذ معه بعض الجنود ويذهب لمراقبة الدفن، حتى لا يتعرض لهم أحد. وفيما بعد، بعد عدة ايام، وجد القبر خاليا. واعلن تلامذته في كل الولاية ان يسوع قام من بين الاموات، كما سبق وتنبأ....

بكل خضوع وتواضع يا صاحب الجلالة
بيلاطس البنطي

3-  شهادة المؤرخ ثللوس (توفي 52م)

وهو من مؤرخي الرومان القدامى الذين كتبوا عن موت المسيح وقد عمد هذا إلى تصنيف تاريخ منطقة البحر الأبيض المتوسط منذ الحرب الطرواديّة حتى زمانه. بيد أن هذا المصنف قد فُقد ولم يبقَ منه سوى شذرات مبعثرة في مؤلفات الآخرين ومن جملتهم يوليوس الإفريقي الذي كان مطلعاً كما يبدو على هذا التاريخ. ففي سياق حديثه عن صلب المسيح والظلام الذي خيّم على الأرض عندما استودع المسيح روحه بين يدي الآب السماوي. أشار يوليوس إلى عبارة وردت في تاريخ ثللوس تدور حول هذه الحادثة قال: “إن ثللوس في المجلد الثالث من تاريخه. يعلل ظاهرة الظلمة أنه كسوف الشمس. وهذا غير معقول كما يبدو لي”. وقد رفض يوليوس الإفريقي هذا التعليل (سنة 221 م) بناء على أن الكسوف الكامل لا يمكن أن يحدث في أثناء اكتمال القمر ولا سيما أن المسيح قد صُلب مات في فصل الاحتفال بالفصح وفيه يكون القمر بدراً مكتملاً. ولم يكن ثللوس وحده هو الذي نبَّر على حدوث هذا الظلام فقد أشار إليه كثير من القدامى كمثل فليفون الفلكي في القرن الثاني فقال: “إن الظلام الذي حدث عند صلب المسيح لم يحدث في الكون مثله من قبل”.

4- شهادة  لوسيان اليوناني...

 كان هذا أحد مؤرخي اليونان البارزين في مطلع القرن الثاني الميلادي. وقد علق في مقال نقدي ساخر على المسيحيين والمسيح. وإذ كان ينتمي إلى المذهب الأبيقوري فقد عجز عن استيعاب طبيعة الإيمان المسيحي واستعداد المسيحيين للاستشهاد في سبيل عقيدتهم وحسبهم شعباً مخدوعاً يتعلق بأوهام عالم ما بعد الموت بدلاً من التمتع بمباهج العالم الحاضر وملذاته وأبرز ما قاله:  “إن المسيحيين كما تعلم ما زالوا إلى هذا اليوم يعبدون رجلاً - وهو شخصية متميزة استنّ لهم طقوسهم الجديدة وصُلب من أجلها… ومنذ اللحظة التي اهتدوا فيها (إلى المسيحية) وأنكروا آلهة اليونان وعبدوا الحكيم المصلوب? استقرّ في عرفهم أنهم إخوة”.

 5- كتابات سيتونيوس (120 م)...

كان سيتونيوس رئيس أمناء سر الإمبراطور هادريان  (117-138 م)  ومن جملة الذين ذكروا في مؤلفاتهم ورسائلهم عن المسيح المصلوب بصورة مباشرة أو غير مباشرة الذي أتاحت له وظيفته الإطلاع على سجلات الدولة الرسمية فعلم بالأسباب التي أدت إلى اضطهاد المسيحيين ومن بينها إيمانهم بصلب المسيح وموته وقيامته.

6- بليني الأصغر حاكم بيثينيا ...

 في آسيا الصغرى. وهو من رجالات الدولة الذين أهتم بشأن المسيحيين فقد ألمح في كتابه العاشر (112 م) إلى المسيح الذي يؤلّهه المسيحيون .

7-  كلسوس الفيلسوف الأبيقوري ...

المولود سنة 140م الذي كان من ألد أعداء المسيحية? هذا أيَّد في كتابه (البحث الحقيقي) قضية صلب المسيح وإن سخر من الغرض منه وقال: “احتمل المسيح آلام الصلب لأجل خير البشرية” (قضية الغفران 109).

(8) مارا بار سيرابيون....

قال هذا في رسالة كتبها لابنه من السجن يعود تاريخها إلى بين القرنين الأول والثاني: ... وأية فائدة جناها اليهود من قتل ملكهم الحكيم? لم يمت هذا الملك الحكيم إلى الأبد لأنه عاش من خلال تعاليمه التي علم بها.. بطبيعة الحال إن مارا هذا ينظر إلى المسيح من خلال منظاره الوثني. فالمسيح في رأيه? هو حكيم من الحكماء كسقراط وأفلاطون كما نمّت عن ذلك بقية رسالته. ويتبين لنا من هذه الوثائق الوثنية أن كتّابها كانوا على ثقة تامة أن المصلوب هو المسيح وليس الشبيه كما يدّعي البعض. وهكذا سجل لنا التاريخ حقيقة دامغة على صدق الكتاب.

ثالثاً : الوثائق اليهودية...

أما الوثائق اليهودية فلها أهمية خاصة على الرغم من سلبياتها. فمن الطبيعي أن يتخذ رؤساء اليهود وقادتهم الدينيون موقفاً معادياً من المسيح وهم الذين صلبوه إذ أدركوا أن تعاليمه الثورية تهدد معظم ما استنوه من تقاليد وطقوس فريسية تعزز من مكانتهم الدينية والسياسية. ومع ذلك فإن هذه الوثائق برهان ساطع على صحة ما ورد في الإنجيل من تفاصيل قصة الصلب. وفي هذا الجزء من دراستنا سنتناول أبرز هذه الوثائق...

1- يوسيفوس المؤرخ (37-97 م) ...

هذا ذكر في كتابه “التواريخ” ما بين سنتي 90-95 م فقرة عن صلب المسيح. ويبدو أن هذه الفقرة قد أثارت حولها جدلاً بين علماء المخطوطات إذ اعتقد بعضهم أن هذه الفقرة قد تلاعبت بها أيدي بعض المسيحيين المتطرفين لما جاء فيها من تقريظ للمسيح لا يمكن أن يصدر عن يهودي. ولكن في عام 1972 نشرت مخطوطة عربية يرجح العلماء أنها ترجمة دقيقة للنص الأصلي وقد جاء فيها: “وفي ذلك الوقت كان هناك رجل حكيم يُدعى يسوع اشتهر بحسن السلوك وبالتقوى فتبعه عدد غفير من بين اليهود والأمم الأخرى. غير أن بيلاطس البنطي حكم عليه بالموت صلباً. أما الذين تبعوه فلم يتخلوا عن تلمذتهم له. وادعوا أنه قد ظهر لهم بعد ثلاثة أيام من صلبه وأنه حيّ. وبناء عليه فقد يكون هو المسيح الذي عزا إليه الأنبياء أشياء عجيبة”.إن شهادة يوسيفوس هذه قد سبقت شهادة أغلبية المؤرخين الوثنيين. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن يوسيفوس قد اشتهر بين أقرانه بالموضوعية وأنه عالج هذه الواقعة التاريخية من خلال المعطيات اليهودية? تبين لنا أن هذا النص هو نص تقريري جدير بالثقة.

2- التلمود اليهودي....

التلمود كتاب مقدّس في نظر اليهود وقد جُمِع في مجلّدات ضخمة يستطيع أيّ باحث أن يطّلع عليها. يقسم التلمود إلى مجموعتين أساسيتين هما: المشنا و الجمارة.

 المشنا: هي التقاليد الشفوية القديمة التي توارثتها أجيال المجتمع اليهودي المتعاقبة ثم تمَّ تدوينها في القرن الثاني الميلادي. الجمارة: هي حصيلة الشروحات والتعليقات على المشنا. والهالاخاه : إن المواد التلمودية التي تدور حول قضايا تشريعية وأسئلة قانونية والتي أثارت جدلاً بين فقهاء اليهود وعلمائهم.

الهجَّادا ...هو الجزء المختص بالأساطير والقصص والأقوال المأثورة التي استخدمت لإيضاح الأعراف التقليدية فتدعى الهجَّادا. ونقرأ في النسخة التي نشرت في أمستردام عام 1943م. وفي صفحة 42 ما يلي: “ لقد صُلب يسوع قبل الفصح بيوم واحد. وقبل تنفيذ الحكم فيه ولمدة أربعين يوماً خرج مناد ينادي: إن (يسوع) سيُقتل لأنه مارس السحر وأغرى إسرائيل على الإرتداد  فعلى من يشاء الدفاع عنه لمصلحته والاستعطاف من أجله أن يتقدم. وإذ لم يتقدم أحد للدفاع من أجله في مساء الفصح. وهل يجرؤ أحد عن الدفاع عنه ألم يكن مفسداً! وقد قيل في الأنبياء إن شخصاً مثل هذا: لا تَسْمَعْ لَهُ وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ وَلا تَرِقَّ لَهُ وَلا تَسْتُرْهُ بَلْ قَتْلاً تَقْتُلُهُ (تث 13: 8 و9)”. فمن الواضح أن التلمود يشهد أيضاً بأن المصلوب هو يسوع من غير أن نلمح في هذه الشهادة أي شائبة شك في شخصيته.

3-  مخطوطة يهودية عن خرافة جسد المسيح

وهناك مخطوطة أخرى تُدعى Toledoth Jesu وهي مخطوطة يهودية معادية للمسيحية لا تشير فقط إلى المسيح بل تروي لنا أيضاً قصة خيالية عما حدث لجسده بعد موته. فقد ادعى مؤلفها أن حواريي المسيح حاولوا أن يسرقوا جسده فعرف بذلك بستاني اسمه يهوذا. فجاء خفية ونقل جثمان المسيح من قبر يوسف الرامي إلى قبر جديد آخر حفره له. وعندما جاء الحواريون إلى القبر الأصلي وجدوه فارغاً فادعوا أنه قام من بين الأموات. ولكن حين أقبل رؤساء اليهود إلى الضريح وشاهدوه أيضاً فارغاً أخذهم البستاني إلى القبر الجديد وأراهم جثة يسوع. وهذا ما يروجون له هذه الأيام من اكتشاف قبر السيد المسيح وابنه المزعوم!. ومع أن هذا التقليد لم يُجمع قبل القرن الخامس الميلادي فإنه ولا شك يمثل تقليداً يهودياً سابقاً شاع بين الأوساط اليهودية بعد قيامة المسيح (متى 28: 11-15) هذا من ناحية  ومن ناحية أخرى فإن هذه المخطوطة على ما فيها من عداء للمسيحية هي أكبر شاهد إثبات على صلب المسيح وموته وقيامته  لأنها شهادة من مقاومي المسيح.  قال أيضاً يوحنا بن زكا تلميذ هليل المعلم الشهير في كتابه سيرة يسوع الناصري: “إن الملك وحاخامات اليهود قد حكموا على يسوع بالموت لأنه جدف حين ادعى أنه ابن الله... وأنه الله”. ثم قال بعد ذلك: “ولما كان المسيح في طريقه إلى الموت كان اليهود يصرخون أمامه: فلتهلك كل أعدائك يا رب”.

رابعاً:  الوثائق الغنوسيّة...

الغنوسيّة كلمة معربة عن اللفظة اليونانية gnosis ومعناها المعرفة. والغنوسيّة حركة دينية فلسفية تجمع تحت مظلتها فرقاً شتى تتباين في بعض مبادئها? وتتفق في بعضها الآخر. وقد جعلت هذه الحركة المعرفة الأساس الذي بنت عليه عقائدها الدينية.  أن التعاليم الغنوسية كانت ترمي إلى غرض يختلف عما كان يرمي إليه آخرون. فالغنوسية أو بعض فرقها على الأقل  رأت أن المسيح وهو إله متجسِّد  لا يمكن أن يتعرّض للصّلب لأن جسده يغاير أجساد البشر.

لهذا يتعذر أن يكون المصلوب هو جسد المسيح. بينما الآخرون فلا ينكرون عملية الصليب  ولكنهم ينكرون أن المصلوب كان المسيح، ليس على أساس طبيعة جسده إنما على أساس أن المسيح لم يصلب إطلاقاً بل رُفع إلى السماء بقدرة الله قبل أن يتمكن أعداؤه من القبض عليه  وأوقع الله شبهه على آخر فحلّ محله.أن دراستنا للآثار الدينية والأدبية للحركة الغنوسية توفِّر لنا أدلة أخرى على صحة رواية الإنجيل عن صلب المسيح وقيامته  ولا سيما ما ورد في المؤلفات الغنوسية الأولى كمثل إنجيل الحق (135-160 م) وإنجيل يوحنا الأبوكريفي (120-130) وإنجيل توما (140-200 م) ومع أن هذه الأناجيل غير موحى بها من الله  فإنها كلها تتحدث عن الكلمة  وأن المسيح هو إله وإنسان.

ليست هناك تعليقات: