أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ أَرِنَا يَا رَبُّ رَحْمَتَكَ وَأَعْطِنَا خَلاَصَكَ.) مز 7:85
قول لقديس..
(إن زالت تجاربك في هذه الحياة مجد الله، وإن إزدادت أشكره أيضًا ولا تتعثر. إعلم أن عناية الله لا نهائية، ولا يمكن تفسيرها، وأنها حتمًا ستبلغ إلى الهدف اللائق في هذه الحياة الحاضرة والعتيدة. نقول لمن فقد صبره وهو يسمعنا نتحدث عن الحياة العتيدة، مشتهيًا أن يرى تحقيق الأمور، أن الحياة الحقيقية والحقائق الدائمة تنتظرنا في المستقبل. فإن الحياة هنا وأمورها مجرد طريق، أما مسكننا ففي الدهر الآتي.) القديس يوحنا ذهبى الفم
حكمة للحياة ..
+ ترضيت وجهك بكل قلبي ارحمني حسب قولك (مز 119 : 58)
I entreated Your favor with my whole heart; Be merciful to me according to Your word (Psa 119: 58)
صلاة..
" فيك يا الهي أحتمى عندما يهيج علي العدو فاجد العون ويختفى الأعداء. وفى حضنك ارتمي عندما تواجهنى المخاطر فاجد السلام والأمان والراحة. واليك أصرخ طالبا النصرة عندما تداهمنى التجارب فتعلمنى وتنصرنى وتقودنى فى موكب نصرتك. وفى كل حين أصلى اليك طالبا النعمة والحكمة والقوة لمواجهة مصاعب رحلة الحياة وننال الغفران والقبول والرضى. فلتكن رحمتك حصنا لشعبك ولتهبنا سلامك الكامل لتصل سفينة حياتنا بك الى بر الأمان، أمين"
من الشعر والادب
"ثقتنا فيك"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
حولينا أعداء كثيرين
ويهيجوا علينا الشياطين
باسلحة الشر محاربين
وناس أشرار ومخادعين
نصرخ لك فينك يا معين؟
تدافع عنا وأحنا صامتين
ثقتنا فيك ومعك صامدين
على الظلم أحنا صابرين
قلوبنا وعيونا اليك رافعين
تقيم العدل وترفع البائسين
بيك يارب دائما منتصرين
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 7/31
الْمَزْمُورُ الْخَامِسُ وَالثَّمَانُونَ
مز 1:85-13
1 رَضِيتَ يَا رَبُّ عَلَى أَرْضِكَ. أَرْجَعْتَ سَبْيَ يَعْقُوبَ. 2غَفَرْتَ إِثْمَ شَعْبِكَ. سَتَرْتَ كُلَّ خَطِيَّتِهِمْ. سِلاَهْ. 3حَجَزْتَ كُلَّ رِجْزِكَ. رَجَعْتَ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ. 4أَرْجِعْنَا يَا إِلَهَ خَلاَصِنَا وَانْفِ غَضَبَكَ عَنَّا. 5هَلْ إِلَى الدَّهْرِ تَسْخَطُ عَلَيْنَا؟ هَلْ تُطِيلُ غَضَبَكَ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ؟ 6أَلاَ تَعُودُ أَنْتَ فَتُحْيِينَا فَيَفْرَحَ بِكَ شَعْبُكَ؟ 7أَرِنَا يَا رَبُّ رَحْمَتَكَ وَأَعْطِنَا خَلاَصَكَ. 8إِنِّي أَسْمَعُ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ اللهُ الرَّبُّ. لأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِالسَّلاَمِ لِشَعْبِهِ وَلأَتْقِيَائِهِ فَلاَ يَرْجِعُنَّ إِلَى الْحَمَاقَةِ. 9لأَنَّ خَلاَصَهُ قَرِيبٌ مِنْ خَائِفِيهِ لِيَسْكُنَ الْمَجْدُ فِي أَرْضِنَا. 10الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ الْتَقَيَا. الْبِرُّ وَالسَّلاَمُ تَلاَثَمَا. 11الْحَقُّ مِنَ الأَرْضِ يَنْبُتُ وَالْبِرُّ مِنَ السَّمَاءِ يَطَّلِعُ. 12أَيْضاً الرَّبُّ يُعْطِي الْخَيْرَ وَأَرْضُنَا تُعْطِي غَلَّتَهَا. 13الْبِرُّ قُدَّامَهُ يَسْلُكُ وَيَطَأُ فِي طَرِيقِ خَطَوَاتِهِ.
تأمل..
+ الله غافر الخطايا.. الله هو غافر الخطايا ومانح العطايا، يغفر خطايانا ويرضى عنا ويبررنا بدمه الذكي الذى سفك على عود الصليب. هذا المزمور يتكلم عن عودة المسبيين كرمز لعودة الإنسان من سبي إبليس والخطية ولهذا نصلي هذا المزمور في صلاة منتصف النهار حيث صُلِب السيد المسيح على الصليب. والتقت الرحمة والحق معا وبالصليب رضى الله عن شعبه وغفر إثمهم، وأصبحنا مقبولين لدى الآب واستحققنا لسلام الله، نحن نطلب مراحم الله الغنية وخلاصه لتشمل ليس خطايا الماضى فقط بل وتعين فى الحاضر والمستقبل ايضا فلا نكف عن طلب الرحمة مادمنا فى الحياة وكل من عاد بالتوبة إلى الله عليه حتى وإن شعر بأن الله قد رضى عنه، ألا يكف عن التضرع أن تستمر مراحم الله، فلنا أعداء قائمين علينا ما دمنا فى الحياة، إبليس والجسد والذات والموت. والمسيح بصليبه سكَّن غضب الآب ولكن علينا أن لا نكف عن التضرع والسهر للنجاة والخلاص.
+ الله واهب السلام لشعبه .. السيد المسيح ملك السلام وهو القائل {سلامي أترك لكم، سلامي أعطيكم} لقد جاء وتجسد ليهبنا سلام مع الآب وبين الإنسان والإنسان وبين الإنسان ونفسه. وهذا السلام مشروط بأن لا يرجع الإنسان إلى الحماقة والخطية. لأن خلاص الرب قريب من خائفيه، الله عادل ويحكم بالعدل على الخطاة، والله رحيم لذلك جاء المسيح ليصلب بدلاً منَّا. لذلك الرحمة والحق إلتقيا على الصليب. والبر والسلام تلاثما بالصليب وكل من يريد أن يحيا في سلام فليحيا في بر وحق. السيد المسيح هو حبة الحنطة التي دفنت في الأرض (يو24:12) فأعطت الأرض غلتها وخرجت الكنيسة كلها من ذلك الجنب المطعون الذي أخرج دم وماء. ان الرب يسوع المسيح هو برنا وهو الراعي الصالح الذى يقودنا فى الطريق الى الآب، ومعه نسير في طريق خطواته، نحتمل ونحمل الصليب كما سار قبلنا فى درب الصليب وقام بمجد وهو قادر ان يثبتنا فيه ويقيمنا ويهبنا ملكوته السمائى.
الأربعاء، 30 يوليو 2014
الجمعة، 25 يوليو 2014
القاعدة الذهبية فى التعامل
للأب القمص / أفرايم الأنبا بيشوى
كيف تريد ان يعاملك الناس ؟
+ الإنسان كائن إجتماعي بطبعه لا يستطيع ان ينعزل عن مجتمعه الذى يعيش فيه، لقد اصبحنا نحيا فى عصر السموات المفتوحة والتلفزيون والنت والمحمول ومن خلالهم نتصل ونتواصل مع الآخرين من حولنا وحتى فى مختلف القارات. ومن العلاقات الاسرية المحدودة اصبحنا نمتد لنتواصل فى مجالات العلاقات العائلية والاجتماعية والدراسة والعمل والصداقة مع المجتمع المحيط بنا والبعيد عنا وتشعبت العلاقات وتعقدت وتباينت ويعتمد مدى نجاحنا فى الحياة على مدى قدرتنا على كسب الأصدقاء والتاثير على الناس. كما اننا فى أمس الحاجة للتأقلم مع التغيرات الكثيرة الحادثة على مجتمعاتنا بروح منفتحة على الأخر، تقبله وتحبه وتتعاون معه للتغلب على المشكلات الى تواجهنا فى مختلف نواحي الحياة، كما اننا اصبحنا عرضة للتأثر بما يحدث من حولنا من أحداث .
+ يقدم لنا السيد المسيح له المجد قاعدة ذهبية فى التعامل مع الآخرين { وكما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا (لو 6 : 31) }. فلان الله خلق الإنسان ويعلم ما بداخله، ولان كل منا جُبل على محبة نفسه علمنا الله ان نحب قريبا كأنفسنا { تحب قريبك كنفسك }(مت 22 : 39). وقريبنا هنا هو كل انسان أخ لنا فى البشرية عندما نحبه محبة روحية صادقة فاننا نعمل لخيره ولا نريد له أذى أو ضرر { لانه لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تشته وان كانت وصية اخرى هي مجموعة في هذه الكلمة ان تحب قريبك كنفسك} (رو 13 : 9). { فان كنتم تكملون الناموس الملوكي حسب الكتاب تحب قريبك كنفسك فحسنا تفعلون} (يع 2 : 8). ونحن نريد ان يعاملنا الناس حسنا وبالاحترام والتقدير، فلابد ان نكون مبادرين لمعاملتهم هكذا أيضا. فهذا هو من جوهر الإيمان فى التعامل مع الآخرين { فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم لان هذا هو الناموس والانبياء} (مت 7 : 12).
+ انت تريد ان يحترمك ويحبك الناس فعليك ان تحترمهم وتحبهم ، وتريد ان يستمع اليك الآخرين عندما تتحدث ويقدرونك كما انت بشخصيتك وافكارك ومعتقداتك فهكذا يجب ان تكون انت معهم مقدرا لهم محترما ارائهم ومعتقداتهم. انت تريد ان يقبلك الناس كما انت فاقبلهم كما هم { لذلك اقبلوا بعضكم بعضا كما ان المسيح ايضا قبلنا لمجد الله }(رو 15 : 7) وحتى عندما تخطئ تريد ان يلتمس لك الآخرين الاعذار والمبررات فهل تفعل انت هكذا ؟. يجب ان تبادر الى التعامل الإنساني الراقي حتى وان لم تجد رد الفعل المناسب من البعض. فانت تتصرف بناء علي قيمك وأخلاقك وليس بردود الفعل. ونحن فى مجتمع ينتشر فيه العنف، لكن علينا ان نتحلى بالأخلاق الفاضلة والمبادئ السامية فان العنف لا يوقفه العنف والكراهية تزيدها الكراهية اشتعالا فالنار تطفأ بالماء لا بمزيد من الحطب { ان جاع عدوك فاطعمه خبزا وان عطش فاسقه ماء} (ام 25 : 21) هكذا جاء السيد المسيح ليقدم لنا تعليما ساميا يهدف الى نشر الخير والمحبة التي تحول الاعداء الى اصدقاء وتجعلنا نتشبه بالله خالقنا وابينا السماوي { سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. و اما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم. لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين.لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك.وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا. فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل} (مت 43:5-48). وقد يقول قائل هذا الكلام صعب التنفيذ!. انه ان كان صعب التنفيذ على الإنسان العادي فانه مستطاع للمؤمن الذى تجدد على صورة خالقه ومنه يستمد القوة والنعمة والعون على طاعة وصاياه . كما اننا نثق فى ان وجود الرغبة والارادة فى طاعة الوصية تهبنا القدرة على التنفيذ { لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا و ان تعملوا من اجل المسرة }(في 2 : 13). عندما نتسامى فى تعاملنا مع الآخرين عن رد الفعل الغاضب ونقدم محبة لمن يسيئون الينا فاننا نكسبهم ونحولهم من دائرة الاعداء الى اصدقاء .
القبول والإحترام والمحبة في التعامل..
+ اننا نختلف فيما بيننا فى الميول والثقافات والاراء وقد نختلف فى الاعراق أو الاديان ونتيجة لذلك قد نختلف فى نظرتنا الى الأمور ومعالجتنا للمشكلات ولكن يجب ان نقبل بعضنا البعض ونحترم الآخر مهما كان رايه أو جنسه او معتقده الديني او السياسي . لابد ان نقبل الغير وندعهم يعبرون عن رايهم وليس معنى هذا ان نتبنى اراء الاخرين او نوافقهم عليها ولكن علينا ان نصل معهم بالحوار والاحترام والقبول الى القواسم المشتركة التي نتفق عليها بدون تعصب او انغلاق مما يصل بنا الى فهم أشمل وأعم للغير، يثرى حياتنا بتبادل وتنوع الاراء. ان القبول يمتد بنا الى بناء جسور من الإحترام والتعاون المشترك بيننا لنصل لحلول مرضية لكل المعضلات التي تواجهنا. نتعلم ان نقبل الناس كما هم لا كما نريد ان يكونوا فالانسان لن يكون الا نفسه وعندما ننطلق من مبدأ القبول نصل الى الإحترام والتفاهم والتعاون ونكسب الناس ونؤثر فيهم .
+ الإحترام المتبادل بين الناس دليل على رقي المجتمع والإنسان . الله لا يجبر الإنسان حتى على عبادته بل منحه العقل ليعبده بحرية والتزام ومسئوليه او حتى ينكر وجوده . ولكن صرنا نجد البعض يجعلوا من أنفسهم الهه ويتكبروا بل ويعطى البعض نفسه ان يكون الها وقاضي ومنفذ لاحكام الله كما يتصورها هو طبعا والله من هؤلاء براء . ويتفشى فى مجتمعاتنا النظرة الضيقة المتعصبة التي لا تقبل من هو مختلف. ويتم فى غياب العدالة والقانون تفشي ظواهر العنف وأعمال البلطجية واستغلال الديمقراطية التي تعنى حق الفرد فى التعبير عن رايه. الاحترام ينبع من إحترام الإنسان لنفسه وايمانه بكرامة الإنسان بغض النظر عن معتقده الديني او رايه السياسي او عرقه او جنسه . ان إحترامنا للاخرين يجعلنا نكرمهم ونستمع اليهم حتى ان إختلفنا فى وجهات النظر لا نسفه او نستهزئ بارائهم .الإحترام يجعلنا نصغى للناس ونتفهمهم ونقدرهم. نحترم الكبار كاباء وامهات والتي هي أول وصية بوعد لكي تطول ايامنا على الارض ويكون لنا الخير، نحترم الصغير لينشأ سليم النفس يتلقى الاحترام ويمنحه. نحن جميعا وان تعددت أجناسنا وأعراقنا ومعتقداتنا من اب واحد هو أدم وأم واحدة هي حواء ، وتقاس عظمة الإنسان بخلقه وتقواه وحسن معاملته وإحترامه لنفسه والغير، ويتقدم بنا الاحترام الى معرفة أعمق بالاخرين وتقديرهم واكرامهم لنصل الى محبتهم وخدمتهم .
+ان رسالتنا كمؤمنين هي ان نحب الآخرين محبة روحية مقدسة { وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا} (يو 13 : 34). لقد جاء مسيحنا القدوس ليقدم للبشرية الله المتسع قلبه بالمحبة لكل البشرية. وكل من يلتقى مع الله ويختبر محبته يتسع قلبه فيحب الجميع دون تمييز ويشعر بحاجة البعيدين عن دائرة المحبة الإلهية للقلب المتسع بالمحبة والترفق حتى لو أظهر البعض منهم عنفاً أو متاعب له ولاحبائه . المحبة لا تسقط ابدا لان الله محبة لكن يختلط الأمر فى أذهان البعض لاسيما الشباب والبعيدين عن الله فلا يميزوا بين المحبة التي من الله والميل العاطفي او الشهوة والأنانية ويعطى البعض صورة مقدسة لدوافع غير مقدسة أما غاية الوصية { اما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء} (1تي 1 : 5). المحبة الحقيقية هي محبة مقدسة وطاهرة وروحية التي تسعى لخلاص وخدمة الناس وتقربهم الى الله . لقد تصور قديما شمشون الجبار ان دليلة تحبه ولكنها لم تكن علاقتهما علاقة محبة حقيقية بل شهوة عابره تحولت الى خيانه وسلمته الى إيدي أعدائه ليعاملوه معاملة الحيوانات لما أباح لها بسر قوته { فقالت له كيف تقول احبك وقلبك ليس معي هوذا ثلاث مرات قد خذلتني ولم تخبرني بماذا قوتك العظيمة } (قض 16: 15). ان روح الله القدوس يستطيع ان يقدس دوافعنا وينميها ويوجهها متى أطعنا عمله داخلنا فينا .
اللطف والعطاء واجب إنساني
+ ما من احد يريد ان يعامله الأخرين بالقسوة و العنف . والإنسان اللطيف المهذب يبقى دائما وابدا محبوبا ومرغوبا من الناس ، وكما يقول الإنجيل { الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط} (ام 15 : 1). فعليك باللطف والكلام اللين وطول البال مع الناس لتربحهم وتريحهم وكما يقول أحد الأمثال " ان طبق من العسل يصطاد من الذباب أكثر من برميل من العلقم" انت بالابتسامة تقول لمن هم أمامك : (انى أحبكم ، انتم تمنحوني السعادة ). وهذه السعادة تنتقل اليك ايضا عندما تقدمها للاخرين تاخذها ايضا منهم فكن بشوشا وتذكر ان وجهك لا تراه الا فى المرآة أما الناس فيرونه دائما . قدم لهم منه ابتسامة طيبة وقدم لهم الكلمة الطيبة وقدم من القلب المحبة الصادقة ان اردت ان تكون محبوبا وتذكر ان {حديث الاحمق كحمل في الطريق وانما اللطف على شفتي العاقل} (سيراخ 21 : 19).
+ من الاشياء التي تسعد الآخرين التعامل بروح العطاء والإنفتاح على الاخرين، والعطاء لا ينطبق فقط على الأشياء المادية بل والمعنوية ايضا فكلمات التقدير هي عطاء ومحبة لها مفعول السحر فى تغيير القلوب والهدية حتى ولو بسيطة فى وقتها المناسب شئ هام يعبر عن محبتك وتقديرك وإحساسك بالأخرين { الهدية حجر كريم في عيني قابلها حيثما تتوجه تفلح} (ام 17 : 8). ان خدمتك للأخرين وقت حاجتهم اليها عمل رحمة تأخذ عليه الأجر السمائي وتربح به النفوس {في كل شيء اريتكم انه هكذا ينبغي انكم تتعبون وتعضدون الضعفاء متذكرين كلمات الرب يسوع انه قال مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ} (اع 20 : 35). فلتتذكر مثلا اعياد ميلاد اصدقائك وأحبائك ومناسباتهم الخاصة وعبر لهم عن أمتنانك وسعادتك بمعرفتهم وكن كسيدك { جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس } (اع 10 : 38).
+ وما من أحد منا عندما يخطأ فى حق الغير الا ويرجو منهم التماس العذر له ومسامحته سواء حدث ذلك عن عدم معرفة او سهوا او حتى فى ساعة غضب أو ضعف . فلماذا تنصب نفسك عزيزي ديانا للآخرين ، تذكر قول الإنجيل {ومتى وقفتم تصلون فاغفروا ان كان لكم على احد شيء لكي يغفر لكم ايضا ابوكم الذي في السماوات زلاتكم }(مر 11 : 25)، {و لا تدينوا فلا تدانوا لا تقضوا على احد فلا يقضى عليكم اغفروا يغفر لكم} (لو 6 : 37).ان من شيم العظماء ان يلتمسوا الاعذار للمخطئين ومن صفات المتواضعين ان يلوموا أنفسهم متى حدث أن أخطأ اليهم أحد ويقولوا نحن مخطئين وهذا التواضع يرفعهم فى أعين الله واعين الناس . هكذا فعل داود النبي مع شاول الملك من اجل ذلك ارتفع فى عين الله وحتى فى اعين أعدائه { فلما فرغ داود من التكلم بهذا الكلام الى شاول قال شاول اهذا صوتك يا ابني داود ورفع شاول صوته وبكى . ثم قال لداود انت ابر مني لانك جازيتني خيرا وانا جازيتك شرا. وقد اظهرت اليوم انك عملت بي خيرا لان الرب قد دفعني بيدك ولم تقتلني. فاذا وجد رجل عدوه فهل يطلقه في طريق خير فالرب يجازيك خيرا عما فعلته لي اليوم هذا. والان فاني علمت انك تكون ملكا وتثبت بيدك مملكة اسرائيل} (صم16:24-20). فان اردنا ان نحصل على الغفران من الله ومن المحيطين بنا يجب علينا ان نقدمه فى عفو عند المقدرة وفى صبر وطول بال ولطف كما ان أحوج الناس الى التعامل باللطف واللين من فقد أعصابه ومن ضاقت به السبل واحوج الناس الى الإبتسامة هو الإنسان المحزون . الذي يريد التعزية والمشاركة الوجدانية الصادقة .
اليك نصلى يا سامع الدعاء
+ اليك نرفع الصلاة ياربنا والهنا يامن أحببت الإنسان وأكرمته بنعمة العقل والروح والمشاعر . ولم تجبره على عبادتك بل تريد ان يحبك بنفس راغبة وبقلب طاهر وبإيمان بلا رياء. ايها الاله الرحوم الذى يصبر على البشرية فى بعدها وجحودها ونكرانها ملتمسا لنا الاعذار بالجهل وعدم المعرفة من أجل ان يقودنا اللطف وطول الأناة الى التوبة والرجوع اليك. أعطانا ان نتعلم منك، ونرجع اليك بالتوبة ونصلى اليك في كل حين طالبن عفوك ورضاك ومصلين ان تهبنا قلباً محبا. فانت ايها الأب الصالح تشرق شمس برك على الابرار والاشرار وتمطر على الصالحين والطالحين . فهبنا قلبا محبا يعامل الاخرين بالمحبة واللطف والوداعة .
+ ان كنا نريد ان يحبنا الناس فعلمنا يارب ان نحبهم وبدافع المحبة نصلى ونسعى من أجل خلاصهم، المحبة تحتمل وتصبر ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها . المحبة لا تسقط أبدا . فهبنا يارب ان نتعلم كيف نقدم المحبة الطاهرة الروحية المقدسة ، ومن أجل الفوز برضاك لا أنتظاراً للمعاملة بالمثل ، دعنا نجول نصنع خيرا مع الجميع ونزرع المحبة والخير لتنمو وتثمر ثمارا صالحة فلابد ان نحصد في الوقت المناسب خيرا ورحمة .
+ اننا اذ نرجو منك الغفران نتوب عن خطايانا واخطائنا. ومن أجل الحصول على الغفران منك فنصلى ان تعلمنا ان نغفر ونسامح ونصفح عن المسيئين الينا والذين يبغضوننا، متعلمين منك أيها الرحيم الغفور، المتأني فى العقاب، البطئ الغضب، يا من علمتنا {و اما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم} (مت 5 : 44). وان كان ذلك ليس فى مقدورنا كبشر ضعفاء نسرع الى المعاملة بالمثل بل وفى بعض الأحيان نسرع للعنف، لكن نحن نثق فى عمل نعمتك فى داخلنا وقيادة روحك القدوس القادر ان يغير طبيعتنا الضعيفة خالقا فينا انسانا جديدا يسرع الى العمل بوصاياك ويسر بالسير فى رضاك . لا طمعا فى الثواب ولا خوفا من العقاب بل لنكون ابناء لابينا السماوي الذى علمنا قائلا {فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي هو كامل} (مت 5 : 48) { كونوا قديسين لاني انا قدوس} (1بط 1 : 16)، أمين .
آية وقول وحكمة ليوم السبت الموافق 7/26
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ مَا أَحْلَى مَسَاكِنَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ. تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ الرَّبِّ. قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِالإِلَهِ الْحَيِّ.} (مز1:84-2)
قول لقديس..
( الموت فى الجهاد خير من الحياة فى السقوط) مار اسحاق السرياني
حكمة للحياة ..
+ ذوقوا وانظروا ما اطيب الرب طوبى للرجل المتوكل عليه (مز 34 : 8)
Oh, taste and see that the LORD is good; Blessed is the man who trusts in Him! (Psa 34 : 8)
صلاة..
" من أجل كل نفس تاهت وضلت بعيدا عنك يا الله نصلي لكي تردها الي أحضانك الأبوية. ومن أجل النفوس التى سقطت بغواية الشيطان وفخاخة نطلب ان تحررها من فخاخ إبليس وتردها من سبي الخطية. ومن أجل من قسي الشيطان قلوبهم وسد أذانهم عن معرفة الحق وأنقادوا وراء الباطل وساروا باطلا نضرع اليك يا الله لتردهم الى معرفتك الحقيقة وتنزع عنهم قساوة القلب وتفتح عيونهم ليعرفوك بالروح والحق. ونصلى من أجل اولئك الذين يعرفوك لينموا فى محبتك ويثمروا فى الفضيلة والبر من أجل أسمك القدوس، أمين"
من الشعر والادب
"أعلن رحمتك"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
سائر فى وادى الدموع
أضرع اليك في خشوع
اليك أعطش أيها الينبوع
فأنت شبعي من الجوع
انت فرحي بين الضلوع
بك أنمو وأفرح يا يسوع
أتبعك سيدى فى خشوع
أعلن رحمتك للجموع
قراءة مختارة ليوم
السبت الموافق 7/26
الْمَزْمُورُ الرَّابِعُ وَالثَّمَانُونَ
مز 1:84- 12
1 مَا أَحْلَى مَسَاكِنَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ. 2تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ الرَّبِّ. قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِالإِلَهِ الْحَيِّ. 3اَلْعُصْفُورُ أَيْضاً وَجَدَ بَيْتاً وَالسُّنُونَةُ عُشّاً لِنَفْسِهَا حَيْثُ تَضَعُ أَفْرَاخَهَا مَذَابِحَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ مَلِكِي وَإِلَهِي. 4طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ أَبَداً يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ. 5طُوبَى لِأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. 6عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ. 7يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ. 8يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ اسْمَعْ صَلاَتِي وَاصْغَ يَا إِلَهَ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ. 9يَا مِجَنَّنَا انْظُرْ يَا اللهُ وَالْتَفِتْ إِلَى وَجْهِ مَسِيحِكَ. 10لأَنَّ يَوْماً وَاحِداً فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. اخْتَرْتُ الْوُقُوفَ عَلَى الْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلَهِي عَلَى السَّكَنِ فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ. 11لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْداً. لاَ يَمْنَعُ خَيْراً عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ. 12يَا رَبَّ الْجُنُودِ طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّكِلِ عَلَيْكَ!.
تأمل..
+ المؤمن ومحبته لله وبيته .. يعبر المزمور عن محبة واشتياق المؤمنين لله وفرحتهم بالعودة إلى بيته الأبوي وقيل أن داود كتب هذا المزمور وهو هارب من إبشالوم أو أنه قد كتبه حين رفض الرب أن يبني داود الهيكل تاركاً هذا العمل لإبنه سليمان. ونحن نصلى هذا المزمور معبرين عن شوقنا لله وسعادتنا للسكنى فى بيته وفى عبادته بالروح والحق ونشبع باسراره وبكلمته المحيية ونرتل نحن هذا المزمور لأننا صرنا كالعصفور الذي وجد له في الكنيسة بيت وحماية وسلام ولكننا نعلم اننا فى فترة غربتنا على الأرض نعاني ونحمل الصليب في وادي البكاء نتعزي بالروح القدس وبكلام الله ومحبته ونشتاق أن ننطلق لنسكن مع الله في السماء.
+ الثبات والثمر الروحي .. الثبات فى الإيمان المستقيم بالله يجعلنا نثمر ويدوم ثمرنا. المؤمنين يجدون غذاءهم من على مذابح رب الجنود. ربما وجد داود أن للطيور وتحليقها فوقه ميزة لها عنه، وهو الآن بعيداً عن مسكن الله. وربما رأى فيها ضعف مثل ضعفه وهو عاجز عن الدفاع عن نفسه، وبالرغم من ضعفها فالله أعطاها مسكناً، ورأى في هذا رجاءً له أن يكون الله له مسكن ملجأ وحصناً.. ويطوب المرنم الساكنين فى بيت الرب الثابتين فيه وهم عابرين في وادي البكاء والآلام والتوبة والجهاد ليحصدوا بالابتهاج. فاذ نقضي أيام غربتنا في بكاء على خطايانا، نجد ان الله يهبنا تعزية وفرح حقيقي من عنده. ومن يبكي على خطاياه يحول له الرب وادي الدموع إلى ينبوع تعزيات. "ببركات يغطون مورة" وادى مورة كان وادي جاف والمعنى أنه حين يبارك الله حياتنا، يتحول الجفاف إلى بركة ونعمة من الروح القدس ونتقوى من فضيلة إلى فضيلة، ومن هذا العالم إلى الحياة الأبدية. الله للمؤمنين حماية ومجن وترس. نحن بدون الرب يسوع المسيح غير مقبولين أمام الآب، ولا يستجاب لنا إلا إن طلبنا باسم المسيح المبارك فيستجب لنا الآب ويوم واحد في مسكن الرب خير من ألف في مساكن الأشرار بعيداً عن الله.
الأربعاء، 23 يوليو 2014
آية وقول وحكمة ليوم الخميس الموافق 7/24
آية وقول وحكمة
لكل يوم
الخميس الموافق 7/24
آية للتأمل
{ يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالانصاف لبائسي الارض ويضرب الارض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه} (اش 11 : 4)
قول لقديس..
( السلام الحقيقي الذي يمنحه الرب لنا لا كشيء خارجي زمني يتأثر بالظروف ويتغير بعوامل الزمن ويفني وينتهي بل يقدم لنا ذاته سلاماً ويكون هو العاطى والعطية في نفس الوقت ولن نقبل عنه بديلاً ولن نستريح ونطمئن إلا به وفيه.) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ عند رجوع الشرير عن شره وعند عمله بالعدل والحق فانه يحيا بهما (حز 33 : 19)
when the wicked turneth from his wickedness, and doeth that which is lawful and right, he shall live thereby. (Eze 33 : 19)
صلاة..
" يا الله الرحيم الذى لا يشاء موت الخاطئ بل تفرح برجوعه اليك عن الشر فتحيا نفسه، ردنا يا الله الى طريق الحق والرحمة والحياة وأهدنا الى معرفتك وأنقذنا من شر نفوسنا الضعيفة ونجنا من مؤامرات الاشرار ومن الشيطان وقواته، القائمين علينا، ثبت رجائنا فيك وقوى إيماننا بك ونمى محبتنا لك وللغير ولعمل الخير وأهدنا يارب الى ملكوتك، لكي وبهذا يتمجد ويتبارك ويرتفع أسمك القدوس الأن وكل أوان والى الأبد، أمين "
من الشعر والادب
"الرحمة يا ناس"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أنا لما بشوف ظلم
من الإنسان للإنسان
بحسد الحيوان!
اللى بالرفق واللين
بيتعامل مع الحيوان
وأصلى وأطلب الرحمة
وأنشد العدل والأحسان
ولما بشوف يد حانية
بتقدم الرحمة لجريح
الاقى أيد المسيح المريح!
وأحس ان لسه فيه خير،
ورحمة وبر لدى الإنسان.
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 7/24
الْمَزْمُورُ الثَّالِثُ وَالثَّمَانُونَ
مز 1:83-18
1 اَللهُمَّ لاَ تَصْمُتْ لاَ تَسْكُتْ وَلاَ تَهْدَأْ يَا اللهُ 2فَهُوَذَا أَعْدَاؤُكَ يَعِجُّونَ وَمُبْغِضُوكَ قَدْ رَفَعُوا الرَّأْسَ. 3عَلَى شَعْبِكَ مَكَرُوا مُؤَامَرَةً وَتَشَاوَرُوا عَلَى أَحْمِيَائِكَ. 4قَالُوا: «هَلُمَّ نُبِدْهُمْ مِنْ بَيْنِ الشُّعُوبِ وَلاَ يُذْكَرُ اسْمُ إِسْرَائِيلَ بَعْدُ». 5لأَنَّهُمْ تَآمَرُوا بِالْقَلْبِ مَعاً. عَلَيْكَ تَعَاهَدُوا عَهْداً. 6خِيَامُ أَدُومَ وَالإِسْمَاعيلِيِّينَ. مُوآبُ وَالْهَاجَرِيُّونَ. 7جِبَالُ وَعَمُّونُ وَعَمَالِيقُ. فَلَسْطِينُ مَعَ سُكَّانِ صُورٍ. 8أَشُّورُ أَيْضاً اتَّفَقَ مَعَهُمْ. صَارُوا ذِرَاعاً لِبَنِي لُوطٍ. سِلاَهْ 9اِفْعَلْ بِهِمْ كَمَا بِمِدْيَانَ كَمَا بِسِيسَرَا كَمَا بِيَابِينَ فِي وَادِي قِيشُونَ. 10بَادُوا فِي عَيْنِ دُورٍ. صَارُوا دِمْناً لِلأَرْضِ. 11اجْعَلْ شُرَفَاءَهُمْ مِثْلَ غُرَابٍ وَمِثْلَ ذِئْبٍ. وَمِثْلَ زَبَحَ وَمِثْلَ صَلْمُنَّاعَ كُلَّ أُمَرَائِهِمِ. 12الَّذِينَ قَالُوا: «لِنَمْتَلِكْ لأَنْفُسِنَا مَسَاكِنَ اللهِ». 13يَا إِلَهِي اجْعَلْهُمْ مِثْلَ الْجُلِّ مِثْلَ الْقَشِّ أَمَامَ الرِّيحِ. 14كَنَارٍ تُحْرِقُ الْوَعْرَ كَلَهِيبٍ يُشْعِلُ الْجِبَالَ. 15هَكَذَا اطْرُدْهُمْ بِعَاصِفَتِكَ وَبِزَوْبَعَتِكَ رَوِّعْهُمُ. 16امْلَأْ وُجُوهَهُمْ خِزْياً فَيَطْلُبُوا اسْمَكَ يَا رَبُّ. 17لِيَخْزُوا وَيَرْتَاعُوا إِلَى الأَبَدِ وَلْيَخْجَلُوا وَيَبِيدُوا 18وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ اسْمُكَ يَهْوَهُ وَحْدَكَ الْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ.
تأمل..
+ صلاة للخلاص من الأعداء.. هذا المزمور صلاة وصراخ الى الله ليخلص شعبة وكنيسته من الأعداء الخفيين والظاهرين فى كل جيل، ويتكلم عن قيام بعض الأمم ضد شعب الله، ومن ناحية روحية ورمزية يشير لقيام الشياطين بحرب ضد أولاد الله القديسين، لاسيما وان اعدء شعب الله متكبرين ويتأمروا فى مكر وحيلة وبكثرة وشدة لابادة المؤمنين وهدفهم إفناء شعب الله. كما ان هدف الشياطين أن يفقد أولاد الله ميراثهم السماوي. وفى المزمور نرى تعدد الأمم التي تحارب شعب الله قديما . وكل منها لها سمة مميزة في شرورها، وهذه السمات تشير لشرور الشيطان.
+ هلاك الاشرار القريب.. يطلب المرنم ان يظهر الله قوته ويهلك أعدائه كما فعل قديما وأهلك أعداء شعبه مثل مديان وسيسرا فاهلك المديانيون في أرض عين دور. وفي عين دور كانت هناك المرأة العرافة التي قابلها شاول. فهي رمز الخطية والسحر وكما أهلك غراب وذئب وغيرهم، فليهلك الله أعداء شعبه الآن. لأنهم يتآمرون ليستعبدوا شعب الله وليمتلكوا لأنفسهم مساكن القديسين. ويصلي المرنم لله ليشتتهم مثل القش أمام الريح حتى لا تنجح مؤامراتهم ضد شعب الله . ويتنبأ المزمور بنهاية الاشرار فنهايتهم الحريق. ويصلى المرتل طالبا ان يتوب الاشرار كما نصلى نحن لكي يتوب الاشرار ويكفوا عن ظلمهم ويطلبوا الرب، وأما لو رفضوا فليخزوا ويرتاعوا ويكونوا بذلك اختاروا نصيبهم وتركوا عبادة الإله الحقيقي وتبعوا مشورة الشيطان ويلاقوا مصيرة ونهايته.
لكل يوم
الخميس الموافق 7/24
آية للتأمل
{ يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالانصاف لبائسي الارض ويضرب الارض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه} (اش 11 : 4)
قول لقديس..
( السلام الحقيقي الذي يمنحه الرب لنا لا كشيء خارجي زمني يتأثر بالظروف ويتغير بعوامل الزمن ويفني وينتهي بل يقدم لنا ذاته سلاماً ويكون هو العاطى والعطية في نفس الوقت ولن نقبل عنه بديلاً ولن نستريح ونطمئن إلا به وفيه.) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ عند رجوع الشرير عن شره وعند عمله بالعدل والحق فانه يحيا بهما (حز 33 : 19)
when the wicked turneth from his wickedness, and doeth that which is lawful and right, he shall live thereby. (Eze 33 : 19)
صلاة..
" يا الله الرحيم الذى لا يشاء موت الخاطئ بل تفرح برجوعه اليك عن الشر فتحيا نفسه، ردنا يا الله الى طريق الحق والرحمة والحياة وأهدنا الى معرفتك وأنقذنا من شر نفوسنا الضعيفة ونجنا من مؤامرات الاشرار ومن الشيطان وقواته، القائمين علينا، ثبت رجائنا فيك وقوى إيماننا بك ونمى محبتنا لك وللغير ولعمل الخير وأهدنا يارب الى ملكوتك، لكي وبهذا يتمجد ويتبارك ويرتفع أسمك القدوس الأن وكل أوان والى الأبد، أمين "
من الشعر والادب
"الرحمة يا ناس"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أنا لما بشوف ظلم
من الإنسان للإنسان
بحسد الحيوان!
اللى بالرفق واللين
بيتعامل مع الحيوان
وأصلى وأطلب الرحمة
وأنشد العدل والأحسان
ولما بشوف يد حانية
بتقدم الرحمة لجريح
الاقى أيد المسيح المريح!
وأحس ان لسه فيه خير،
ورحمة وبر لدى الإنسان.
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 7/24
الْمَزْمُورُ الثَّالِثُ وَالثَّمَانُونَ
مز 1:83-18
1 اَللهُمَّ لاَ تَصْمُتْ لاَ تَسْكُتْ وَلاَ تَهْدَأْ يَا اللهُ 2فَهُوَذَا أَعْدَاؤُكَ يَعِجُّونَ وَمُبْغِضُوكَ قَدْ رَفَعُوا الرَّأْسَ. 3عَلَى شَعْبِكَ مَكَرُوا مُؤَامَرَةً وَتَشَاوَرُوا عَلَى أَحْمِيَائِكَ. 4قَالُوا: «هَلُمَّ نُبِدْهُمْ مِنْ بَيْنِ الشُّعُوبِ وَلاَ يُذْكَرُ اسْمُ إِسْرَائِيلَ بَعْدُ». 5لأَنَّهُمْ تَآمَرُوا بِالْقَلْبِ مَعاً. عَلَيْكَ تَعَاهَدُوا عَهْداً. 6خِيَامُ أَدُومَ وَالإِسْمَاعيلِيِّينَ. مُوآبُ وَالْهَاجَرِيُّونَ. 7جِبَالُ وَعَمُّونُ وَعَمَالِيقُ. فَلَسْطِينُ مَعَ سُكَّانِ صُورٍ. 8أَشُّورُ أَيْضاً اتَّفَقَ مَعَهُمْ. صَارُوا ذِرَاعاً لِبَنِي لُوطٍ. سِلاَهْ 9اِفْعَلْ بِهِمْ كَمَا بِمِدْيَانَ كَمَا بِسِيسَرَا كَمَا بِيَابِينَ فِي وَادِي قِيشُونَ. 10بَادُوا فِي عَيْنِ دُورٍ. صَارُوا دِمْناً لِلأَرْضِ. 11اجْعَلْ شُرَفَاءَهُمْ مِثْلَ غُرَابٍ وَمِثْلَ ذِئْبٍ. وَمِثْلَ زَبَحَ وَمِثْلَ صَلْمُنَّاعَ كُلَّ أُمَرَائِهِمِ. 12الَّذِينَ قَالُوا: «لِنَمْتَلِكْ لأَنْفُسِنَا مَسَاكِنَ اللهِ». 13يَا إِلَهِي اجْعَلْهُمْ مِثْلَ الْجُلِّ مِثْلَ الْقَشِّ أَمَامَ الرِّيحِ. 14كَنَارٍ تُحْرِقُ الْوَعْرَ كَلَهِيبٍ يُشْعِلُ الْجِبَالَ. 15هَكَذَا اطْرُدْهُمْ بِعَاصِفَتِكَ وَبِزَوْبَعَتِكَ رَوِّعْهُمُ. 16امْلَأْ وُجُوهَهُمْ خِزْياً فَيَطْلُبُوا اسْمَكَ يَا رَبُّ. 17لِيَخْزُوا وَيَرْتَاعُوا إِلَى الأَبَدِ وَلْيَخْجَلُوا وَيَبِيدُوا 18وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ اسْمُكَ يَهْوَهُ وَحْدَكَ الْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ.
تأمل..
+ صلاة للخلاص من الأعداء.. هذا المزمور صلاة وصراخ الى الله ليخلص شعبة وكنيسته من الأعداء الخفيين والظاهرين فى كل جيل، ويتكلم عن قيام بعض الأمم ضد شعب الله، ومن ناحية روحية ورمزية يشير لقيام الشياطين بحرب ضد أولاد الله القديسين، لاسيما وان اعدء شعب الله متكبرين ويتأمروا فى مكر وحيلة وبكثرة وشدة لابادة المؤمنين وهدفهم إفناء شعب الله. كما ان هدف الشياطين أن يفقد أولاد الله ميراثهم السماوي. وفى المزمور نرى تعدد الأمم التي تحارب شعب الله قديما . وكل منها لها سمة مميزة في شرورها، وهذه السمات تشير لشرور الشيطان.
+ هلاك الاشرار القريب.. يطلب المرنم ان يظهر الله قوته ويهلك أعدائه كما فعل قديما وأهلك أعداء شعبه مثل مديان وسيسرا فاهلك المديانيون في أرض عين دور. وفي عين دور كانت هناك المرأة العرافة التي قابلها شاول. فهي رمز الخطية والسحر وكما أهلك غراب وذئب وغيرهم، فليهلك الله أعداء شعبه الآن. لأنهم يتآمرون ليستعبدوا شعب الله وليمتلكوا لأنفسهم مساكن القديسين. ويصلي المرنم لله ليشتتهم مثل القش أمام الريح حتى لا تنجح مؤامراتهم ضد شعب الله . ويتنبأ المزمور بنهاية الاشرار فنهايتهم الحريق. ويصلى المرتل طالبا ان يتوب الاشرار كما نصلى نحن لكي يتوب الاشرار ويكفوا عن ظلمهم ويطلبوا الرب، وأما لو رفضوا فليخزوا ويرتاعوا ويكونوا بذلك اختاروا نصيبهم وتركوا عبادة الإله الحقيقي وتبعوا مشورة الشيطان ويلاقوا مصيرة ونهايته.
الثلاثاء، 22 يوليو 2014
آية وقول وحكمة ليوم الاربعاء الموافق 7/23
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ ان رايت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل في البلاد فلا ترتع من الامر لان فوق العالي عاليا يلاحظ والاعلى فوقهما} (جا 5 : 8)
قول لقديس..
( الوصية تحمل تكريماً من الله للإنسان.. وفيها إعلان عن حرية الإنسان، وقوته وقدرته، لأنه من استحق أن يوهب له وصية من قبل الله غير الإنسان؟! فلو لم يكن للإنسان قدرة على تنفيذ الوصية كما على كسرها ما كان الله قد أفرده بها؟! على نفس المثال عندما قدم لنا الرب وصايا نراها صعبة أو كما يظنها البعض خيالية لم يقصد أن يعجزنا في التنفيذ أو يحطم نفوسنا بالفشل إنما أراد أن يكشف للإنسان عن الإمكانية الفائقة التي في داخله.. إنها تكريم لنا إننا بالمسيح قادرون على تنفيذ ما يبدوا صعباً ومستحيلاً.) العلامة ترتليان
+ اما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء (1تي 1 : 5)
Now the purpose of the commandment is love from a pure heart, from a good conscience, and from sincere faith, (1Ti 1 : 5(
صلاة..
" اليك يارب نرفع الصلاة من أجل أخوتنا الذين يعانوا الظلم والتعصب والكراهية والأضطهاد والتمييز الدينى والعرقى والسياسي أو يعانوا من ويلات الحروب فى شتى بقاع الأرض لاسيما فى شرقنا العربى في العراق وفلسطين وسوريا وليبيا ومصر والسودان وفى كل مكان. وانت الرب العادل والضابط الكل، الناظر بعين عنايتك التى لا تغفل، فقم يارب وأحكم للمظلومين وخلص البائسين وأحكم بالعدل والحق لكل نفس مظلومة وأعطي الحكمة للحكام والمسئولين ولكل أحد من أجل سيادة القانون العادل وأعطنا ان نحيا حياة كريمة نأمن فيها على حياتنا وممتلكاتنا من الظلم والجور ويد الارهاب. خلص يارب شعبك من كل شدة وبليه وحررنا من إبليس وجنوده وأعلن عدلك ورحمتك لطالبيك وليتمجد أسمك القدوس فى كل حين، أمين"
من الشعر والادب
" أقضي للمظلوم "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
يارب أنصف وأقضي للمظلوم
وأبعد عننا الشرير والظالم
ولا تغفل عن ما نراه حولينا
من أهوال وحروب ومظالم
ولا تسمح لاحد يبات محروم
من أجل صراخ المساكين قوم،
دا أنت ضابط الكون ومش نايم
انت اله الحق والعدل والأنصاف
أنت المالك القادر والواحد الدايم.
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 7/23
الْمَزْمُورُ الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ
مز 1:82-8
1 اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ. فِي وَسَطِ الآلِهَةِ يَقْضِي. 2حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ جَوْراً وَتَرْفَعُونَ وُجُوهَ الأَشْرَارِ؟ سِلاَهْ. 3اِقْضُوا لِلذَّلِيلِ وَلِلْيَتِيمِ. أَنْصِفُوا الْمِسْكِينَ وَالْبَائِسَ. 4نَجُّوا الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ. مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ أَنْقِذُوا. 5لاَ يَعْلَمُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. فِي الظُّلْمَةِ يَتَمَشُّونَ. تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ الأَرْضِ. 6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ. 8قُمْ يَا اللهُ. دِنِ الأَرْضَ لأَنَّكَ أَنْتَ تَمْتَلِكُ كُلَّ الأُمَمِ.
تأمل..
+ العدل فى القضاء .. هذا المزمور دعوة للقضاة والحكام أن يحكموا بالعدل. ولنتذكر إلهنا العادل الذي يقتص من الأشرار الظالمين، وعندما نرى الظلم نرفع قلوبنا لله ليجرى العدل ونشتاق للأبدية حيث نرى العدل الدائم. ان الله خلق الإنسان على صورته ويدعو المزمور القضاة والرؤساء آلهة أي سادة عظماء، بسبب سلطانهم، فالله أعطى للحاكم والقضاة سلطة للصالح العام بها يحكمون على المخطئ حتى بالقتل ويكافئوا على التصرف الحسن. الله اعطي كرامة على للحكام والقضاة ومجمع القضاة يسميه المرنم هنا مجمع الله. الله في وسطهم فهو يحكم بواسطتهم ويعطيهم حكمة ليقودوا شعبه (أم1:21). والله يفعل بهم ما يريده حينما يرشدهم فيستجيبون ويوبخهم على قضائهم الظالم كما تم مع المسيح حين حاكموه بتهم ملفقة. الله يطلب من القضاة أن ينصفوا الضعفاء والبائسين ولا يحابوا الأشرار الأقوياء او يظلموا الفقير حتى لا يفقدوا استنارتهم ويضلوا عن الحق.
+ بنوتنا لله والكرامة الإنسانية .. لقد خلق الله الانسان على صورته ومثاله ولما أخطا وسقط خلصه بالتجسد الالهي ومنحه نعمة البنوة ورفعه وجعله وارثا لملكوت السماوات، بل يقول المزمور {أنا قلت إنكم آلهة، وبنو العلي كلكم} (مز 82: 6)... إننا آلهة ليس بالطبيعة، وإنما بالنعمة والتبنى {وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله} (يو 1: 12). لقد خلق الإنسان فى كرامة ودعانا مجازا آلهة وأبناء لله وحتى لا ينتفخ الإنسان بما أخذه بل يتضع أمام الله يذكره المرنم بحقيقة موته، ويطلب المرتل من الرب ان لا يسكت عن صراخ المظلومين وتنهد البائسين بل يقوم ويحكم بالعدل ويخلص المظلومين وينصف المساكين ويجرى الحق والعدل على الارض.
آية للتأمل
{ ان رايت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل في البلاد فلا ترتع من الامر لان فوق العالي عاليا يلاحظ والاعلى فوقهما} (جا 5 : 8)
قول لقديس..
( الوصية تحمل تكريماً من الله للإنسان.. وفيها إعلان عن حرية الإنسان، وقوته وقدرته، لأنه من استحق أن يوهب له وصية من قبل الله غير الإنسان؟! فلو لم يكن للإنسان قدرة على تنفيذ الوصية كما على كسرها ما كان الله قد أفرده بها؟! على نفس المثال عندما قدم لنا الرب وصايا نراها صعبة أو كما يظنها البعض خيالية لم يقصد أن يعجزنا في التنفيذ أو يحطم نفوسنا بالفشل إنما أراد أن يكشف للإنسان عن الإمكانية الفائقة التي في داخله.. إنها تكريم لنا إننا بالمسيح قادرون على تنفيذ ما يبدوا صعباً ومستحيلاً.) العلامة ترتليان
+ اما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء (1تي 1 : 5)
Now the purpose of the commandment is love from a pure heart, from a good conscience, and from sincere faith, (1Ti 1 : 5(
صلاة..
" اليك يارب نرفع الصلاة من أجل أخوتنا الذين يعانوا الظلم والتعصب والكراهية والأضطهاد والتمييز الدينى والعرقى والسياسي أو يعانوا من ويلات الحروب فى شتى بقاع الأرض لاسيما فى شرقنا العربى في العراق وفلسطين وسوريا وليبيا ومصر والسودان وفى كل مكان. وانت الرب العادل والضابط الكل، الناظر بعين عنايتك التى لا تغفل، فقم يارب وأحكم للمظلومين وخلص البائسين وأحكم بالعدل والحق لكل نفس مظلومة وأعطي الحكمة للحكام والمسئولين ولكل أحد من أجل سيادة القانون العادل وأعطنا ان نحيا حياة كريمة نأمن فيها على حياتنا وممتلكاتنا من الظلم والجور ويد الارهاب. خلص يارب شعبك من كل شدة وبليه وحررنا من إبليس وجنوده وأعلن عدلك ورحمتك لطالبيك وليتمجد أسمك القدوس فى كل حين، أمين"
من الشعر والادب
" أقضي للمظلوم "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
يارب أنصف وأقضي للمظلوم
وأبعد عننا الشرير والظالم
ولا تغفل عن ما نراه حولينا
من أهوال وحروب ومظالم
ولا تسمح لاحد يبات محروم
من أجل صراخ المساكين قوم،
دا أنت ضابط الكون ومش نايم
انت اله الحق والعدل والأنصاف
أنت المالك القادر والواحد الدايم.
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 7/23
الْمَزْمُورُ الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ
مز 1:82-8
1 اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ. فِي وَسَطِ الآلِهَةِ يَقْضِي. 2حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ جَوْراً وَتَرْفَعُونَ وُجُوهَ الأَشْرَارِ؟ سِلاَهْ. 3اِقْضُوا لِلذَّلِيلِ وَلِلْيَتِيمِ. أَنْصِفُوا الْمِسْكِينَ وَالْبَائِسَ. 4نَجُّوا الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ. مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ أَنْقِذُوا. 5لاَ يَعْلَمُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. فِي الظُّلْمَةِ يَتَمَشُّونَ. تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ الأَرْضِ. 6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ. 8قُمْ يَا اللهُ. دِنِ الأَرْضَ لأَنَّكَ أَنْتَ تَمْتَلِكُ كُلَّ الأُمَمِ.
تأمل..
+ العدل فى القضاء .. هذا المزمور دعوة للقضاة والحكام أن يحكموا بالعدل. ولنتذكر إلهنا العادل الذي يقتص من الأشرار الظالمين، وعندما نرى الظلم نرفع قلوبنا لله ليجرى العدل ونشتاق للأبدية حيث نرى العدل الدائم. ان الله خلق الإنسان على صورته ويدعو المزمور القضاة والرؤساء آلهة أي سادة عظماء، بسبب سلطانهم، فالله أعطى للحاكم والقضاة سلطة للصالح العام بها يحكمون على المخطئ حتى بالقتل ويكافئوا على التصرف الحسن. الله اعطي كرامة على للحكام والقضاة ومجمع القضاة يسميه المرنم هنا مجمع الله. الله في وسطهم فهو يحكم بواسطتهم ويعطيهم حكمة ليقودوا شعبه (أم1:21). والله يفعل بهم ما يريده حينما يرشدهم فيستجيبون ويوبخهم على قضائهم الظالم كما تم مع المسيح حين حاكموه بتهم ملفقة. الله يطلب من القضاة أن ينصفوا الضعفاء والبائسين ولا يحابوا الأشرار الأقوياء او يظلموا الفقير حتى لا يفقدوا استنارتهم ويضلوا عن الحق.
+ بنوتنا لله والكرامة الإنسانية .. لقد خلق الله الانسان على صورته ومثاله ولما أخطا وسقط خلصه بالتجسد الالهي ومنحه نعمة البنوة ورفعه وجعله وارثا لملكوت السماوات، بل يقول المزمور {أنا قلت إنكم آلهة، وبنو العلي كلكم} (مز 82: 6)... إننا آلهة ليس بالطبيعة، وإنما بالنعمة والتبنى {وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله} (يو 1: 12). لقد خلق الإنسان فى كرامة ودعانا مجازا آلهة وأبناء لله وحتى لا ينتفخ الإنسان بما أخذه بل يتضع أمام الله يذكره المرنم بحقيقة موته، ويطلب المرتل من الرب ان لا يسكت عن صراخ المظلومين وتنهد البائسين بل يقوم ويحكم بالعدل ويخلص المظلومين وينصف المساكين ويجرى الحق والعدل على الارض.
الأحد، 20 يوليو 2014
آية وقول وحكمة ليوم الأثنين الموافق 7/21
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ ليتك اصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر} (اش 48 : 18)
قول لقديس..
( إن كان الرب عند مجيئه على الأرض اعتنى بالأجساد المائتة، فكم بالحري يعتني بالنفس غير المائتة المصنوعة على شبهه؟ ولكن بسبب قلة إيماننا وانقسام قلوبنا وعدم محبتنا له من كل القلب، وعدم إيماننا به حقيقة، لذلك لم نجد بعد الشفاء الروحي والخلاص. فلنؤمن به إذن ولنأت إليه بالحقيقة لكى يتم فينا حالاً عمل الشفاء الحقيقي لأنه وعد بأنه يعطى للذين يسألونه روحه القدوس ويفتح للذين يقرعون، والذين يطلبونه يجدونه. فالذي وعد لا يمكن أن يكذب له المجد والقدرة إلى الأبد آمين.) القديس مقاريوس الكبير
حكمة للحياة ..
+ اصغ يا شعبي الى شريعتي اميلوا اذانكم الى كلام فمي (مز 78 : 1)
Give ear, O my people, to my law; Incline your ears to the words of my mouth (Psa 78 : 1)
صلاة..
" ايها البنون أصغوا الي وصاياي وأفهموا أقوالي . أتركوا الجهالات فتحيا نفوسكم. لا تسيروا فى طريق الشر ولمشورة المنافقين لا تعطوا اذانكم، لا تغيروا من نجاح الأشرار وعمال الأثم، أحبوا الحكمة وأطلبوا الادب. من تعوزه الحكمة فليطلب ومن يحتاج للفهم فليسأل وياخذ. أقلبوا التأديب يعاملكم الرب كبنين. سيروا فى مخافة الرب وتعلموا فعل الخير فتجدوا خيرا ورحمة كل الأيام، أمين"
من الشعر والادب
"ياريت بس تسمعنى"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
ياريتك بس تسمعني
من قلبك يا ابني تتبعني
ومش لشهواتك تبيعني،
بفرحك وسلامك أنا معني
وفى حاجتك أنا المغني
وأحمل لما فى الطريق تخور
ولما تتعثر، اللي ينهدم أبني
قراءة مختارة ليوم
الأثنين الموافق 21/7
الْمَزْمُورُ الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ
مز 1:81-16
1 رَنِّمُوا لِلَّهِ قُوَّتِنَا. اهْتِفُوا لإِلَهِ يَعْقُوبَ. 2ارْفَعُوا نَغْمَةً وَهَاتُوا دُفّاً عُوداً حُلْواً مَعَ رَبَابٍ. 3انْفُخُوا فِي رَأْسِ الشَّهْرِ بِالْبُوقِ عِنْدَ الْهِلاَلِ لِيَوْمِ عِيدِنَا. 4لأَنَّ هَذَا فَرِيضَةٌ لإِسْرَائِيلَ حُكْمٌ لإِلَهِ يَعْقُوبَ. 5جَعَلَهُ شَهَادَةً فِي يُوسُفَ عِنْدَ خُرُوجِهِ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ. سَمِعْتُ لِسَاناً لَمْ أَعْرِفْهُ. 6«أَبْعَدْتُ مِنَ الْحِمْلِ كَتِفَهُ. يَدَاهُ تَحَوَّلَتَا عَنِ السَّلِّ. 7فِي الضِّيقِ دَعَوْتَ فَنَجَّيْتُكَ. اسْتَجَبْتُكَ فِي سِتْرِ الرَّعْدِ. جَرَّبْتُكَ عَلَى مَاءِ مَرِيبَةَ». سِلاَهْ. 9«اِسْمَعْ يَا شَعْبِي فَأُحَذِّرَكَ. يَا إِسْرَائِيلُ إِنْ سَمِعْتَ لِي.9لاَ يَكُنْ فِيكَ إِلَهٌ غَرِيبٌ وَلاَ تَسْجُدْ لإِلَهٍ أَجْنَبِيٍّ. 10أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ الَّذِي أَصْعَدَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. أَفْغِرْ فَاكَ فَأَمْلَأَهُ. 11فَلَمْ يَسْمَعْ شَعْبِي لِصَوْتِي وَإِسْرَائِيلُ لَمْ يَرْضَ بِي. 12فَسَلَّمْتُهُمْ إِلَى قَسَاوَةِ قُلُوبِهِمْ لِيَسْلُكُوا فِي مُؤَامَرَاتِ أَنْفُسِهِمْ. 13لَوْ سَمِعَ لِي شَعْبِي وَسَلَكَ إِسْرَائِيلُ فِي طُرُقِي 14سَرِيعاً كُنْتُ أُخْضِعُ أَعْدَاءَهُمْ وَعَلَى مُضَايِقِيهِمْ كُنْتُ أَرُدُّ يَدِي. 15مُبْغِضُو الرَّبِّ يَتَذَلَّلُونَ لَهُ وَيَكُونُ وَقْتُهُمْ إِلَى الدَّهْرِ. 16وَكَانَ أَطْعَمَهُ مِنْ شَحْمِ الْحِنْطَةِ وَمِنَ الصَّخْرَةِ كُنْتُ أُشْبِعُكَ عَسَلاً».
تأمل..
+ التسبيح والشكر لله.. يدعونا المزمور لنسبح ونرتل لالهنا، ولاسيما فى الأعياد الخلاصية ولاعمال الرب المجيدة معنا فالفرح بالرب هو سر قوة المؤمنين واستخدام الآلات الموسيقية قديما هو رمز لاستخدام كل طاقاتنا ومشاعرنا وأصواتنا وأعمالنا وقلوبنا في تسبيح الرب. والنفخ بالأبواق في رأس الشهر إشارة للكرازة في بداية المسيحية وإشارة لكلمة الله التي تبعث في الإنسان التوبة والنشاط الروحي وليتذكروا إحسانات الله لهم وحتى لا ينسوا محبته وأبوته التي أخرجتهم من نير العبودية في مصر وفى خروجهم سمعوا لساناً لا يعرفوه وهو صوت الرب.
+ الأستماع لصوت الرب.. لقد تحمل الشعب في مصر العبودية وحملوا سلال الطين على أكتافهم في عبوديتهم. ولكن الله رفع عنهم أحمالهم عندما صرخوا اليه عبوديتهم المرة وحررهم من عبودية فرعون كرمز للخلاص بالمسيح يسوع ربنا من العبودية للشيطان. ويدعونا المرنم ان لا نشك فى عمل العجيب معنا كما شك فيه الشعب قديما فى مريبة، ونسمع صوته ونطيع وصاياه ولا نعبد سواه لانه هو الله ونحن شعبه. الرب يعلمنا أنه ليس مثله إلهاً يخلص شعبه، بل يجيبهم في كل ما يطلبونه. {افغر فاك فاملأه} علينا ان نطلب ونسأل من الله وحده فيعطينا أكثر مما نسأل فنقدم له التسبيح التسبيح والشكر.
+ الرفض وقساوة القلب ... {لم يسمع شعبي لصوتي وإسرائيل لم يرض بي. فسلمتهم إلى قساوة قلوبهم. ليسلكوا في مؤامرات أنفسهم.} حين لم يسمع صوت الله وتمردوا مات منهم كثيرين بل هلك غالبيه الجيل الذي خرج من مصر. ولما رفضوا المسيح وصلبوه خربت أورشليم وتشتتوا. وهكذا كل نفس تتمرد على وصايا الله يتركها الله فتتقسي وتسلك فى الجهل بعدم حكمة وتسقط وتعاني كما عانى الشعب قديما من أعدائه الذين هم مبغضوا الرب وشعبه ولكن الله قادر أن يذللهم أمامه وأمام شعبه ولو أطاع الشعب وصايا الله فانه يشبعهم جسدا ونفسا وروحيا.
آية للتأمل
{ ليتك اصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر} (اش 48 : 18)
قول لقديس..
( إن كان الرب عند مجيئه على الأرض اعتنى بالأجساد المائتة، فكم بالحري يعتني بالنفس غير المائتة المصنوعة على شبهه؟ ولكن بسبب قلة إيماننا وانقسام قلوبنا وعدم محبتنا له من كل القلب، وعدم إيماننا به حقيقة، لذلك لم نجد بعد الشفاء الروحي والخلاص. فلنؤمن به إذن ولنأت إليه بالحقيقة لكى يتم فينا حالاً عمل الشفاء الحقيقي لأنه وعد بأنه يعطى للذين يسألونه روحه القدوس ويفتح للذين يقرعون، والذين يطلبونه يجدونه. فالذي وعد لا يمكن أن يكذب له المجد والقدرة إلى الأبد آمين.) القديس مقاريوس الكبير
حكمة للحياة ..
+ اصغ يا شعبي الى شريعتي اميلوا اذانكم الى كلام فمي (مز 78 : 1)
Give ear, O my people, to my law; Incline your ears to the words of my mouth (Psa 78 : 1)
صلاة..
" ايها البنون أصغوا الي وصاياي وأفهموا أقوالي . أتركوا الجهالات فتحيا نفوسكم. لا تسيروا فى طريق الشر ولمشورة المنافقين لا تعطوا اذانكم، لا تغيروا من نجاح الأشرار وعمال الأثم، أحبوا الحكمة وأطلبوا الادب. من تعوزه الحكمة فليطلب ومن يحتاج للفهم فليسأل وياخذ. أقلبوا التأديب يعاملكم الرب كبنين. سيروا فى مخافة الرب وتعلموا فعل الخير فتجدوا خيرا ورحمة كل الأيام، أمين"
من الشعر والادب
"ياريت بس تسمعنى"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
ياريتك بس تسمعني
من قلبك يا ابني تتبعني
ومش لشهواتك تبيعني،
بفرحك وسلامك أنا معني
وفى حاجتك أنا المغني
وأحمل لما فى الطريق تخور
ولما تتعثر، اللي ينهدم أبني
قراءة مختارة ليوم
الأثنين الموافق 21/7
الْمَزْمُورُ الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ
مز 1:81-16
1 رَنِّمُوا لِلَّهِ قُوَّتِنَا. اهْتِفُوا لإِلَهِ يَعْقُوبَ. 2ارْفَعُوا نَغْمَةً وَهَاتُوا دُفّاً عُوداً حُلْواً مَعَ رَبَابٍ. 3انْفُخُوا فِي رَأْسِ الشَّهْرِ بِالْبُوقِ عِنْدَ الْهِلاَلِ لِيَوْمِ عِيدِنَا. 4لأَنَّ هَذَا فَرِيضَةٌ لإِسْرَائِيلَ حُكْمٌ لإِلَهِ يَعْقُوبَ. 5جَعَلَهُ شَهَادَةً فِي يُوسُفَ عِنْدَ خُرُوجِهِ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ. سَمِعْتُ لِسَاناً لَمْ أَعْرِفْهُ. 6«أَبْعَدْتُ مِنَ الْحِمْلِ كَتِفَهُ. يَدَاهُ تَحَوَّلَتَا عَنِ السَّلِّ. 7فِي الضِّيقِ دَعَوْتَ فَنَجَّيْتُكَ. اسْتَجَبْتُكَ فِي سِتْرِ الرَّعْدِ. جَرَّبْتُكَ عَلَى مَاءِ مَرِيبَةَ». سِلاَهْ. 9«اِسْمَعْ يَا شَعْبِي فَأُحَذِّرَكَ. يَا إِسْرَائِيلُ إِنْ سَمِعْتَ لِي.9لاَ يَكُنْ فِيكَ إِلَهٌ غَرِيبٌ وَلاَ تَسْجُدْ لإِلَهٍ أَجْنَبِيٍّ. 10أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ الَّذِي أَصْعَدَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. أَفْغِرْ فَاكَ فَأَمْلَأَهُ. 11فَلَمْ يَسْمَعْ شَعْبِي لِصَوْتِي وَإِسْرَائِيلُ لَمْ يَرْضَ بِي. 12فَسَلَّمْتُهُمْ إِلَى قَسَاوَةِ قُلُوبِهِمْ لِيَسْلُكُوا فِي مُؤَامَرَاتِ أَنْفُسِهِمْ. 13لَوْ سَمِعَ لِي شَعْبِي وَسَلَكَ إِسْرَائِيلُ فِي طُرُقِي 14سَرِيعاً كُنْتُ أُخْضِعُ أَعْدَاءَهُمْ وَعَلَى مُضَايِقِيهِمْ كُنْتُ أَرُدُّ يَدِي. 15مُبْغِضُو الرَّبِّ يَتَذَلَّلُونَ لَهُ وَيَكُونُ وَقْتُهُمْ إِلَى الدَّهْرِ. 16وَكَانَ أَطْعَمَهُ مِنْ شَحْمِ الْحِنْطَةِ وَمِنَ الصَّخْرَةِ كُنْتُ أُشْبِعُكَ عَسَلاً».
تأمل..
+ التسبيح والشكر لله.. يدعونا المزمور لنسبح ونرتل لالهنا، ولاسيما فى الأعياد الخلاصية ولاعمال الرب المجيدة معنا فالفرح بالرب هو سر قوة المؤمنين واستخدام الآلات الموسيقية قديما هو رمز لاستخدام كل طاقاتنا ومشاعرنا وأصواتنا وأعمالنا وقلوبنا في تسبيح الرب. والنفخ بالأبواق في رأس الشهر إشارة للكرازة في بداية المسيحية وإشارة لكلمة الله التي تبعث في الإنسان التوبة والنشاط الروحي وليتذكروا إحسانات الله لهم وحتى لا ينسوا محبته وأبوته التي أخرجتهم من نير العبودية في مصر وفى خروجهم سمعوا لساناً لا يعرفوه وهو صوت الرب.
+ الأستماع لصوت الرب.. لقد تحمل الشعب في مصر العبودية وحملوا سلال الطين على أكتافهم في عبوديتهم. ولكن الله رفع عنهم أحمالهم عندما صرخوا اليه عبوديتهم المرة وحررهم من عبودية فرعون كرمز للخلاص بالمسيح يسوع ربنا من العبودية للشيطان. ويدعونا المرنم ان لا نشك فى عمل العجيب معنا كما شك فيه الشعب قديما فى مريبة، ونسمع صوته ونطيع وصاياه ولا نعبد سواه لانه هو الله ونحن شعبه. الرب يعلمنا أنه ليس مثله إلهاً يخلص شعبه، بل يجيبهم في كل ما يطلبونه. {افغر فاك فاملأه} علينا ان نطلب ونسأل من الله وحده فيعطينا أكثر مما نسأل فنقدم له التسبيح التسبيح والشكر.
+ الرفض وقساوة القلب ... {لم يسمع شعبي لصوتي وإسرائيل لم يرض بي. فسلمتهم إلى قساوة قلوبهم. ليسلكوا في مؤامرات أنفسهم.} حين لم يسمع صوت الله وتمردوا مات منهم كثيرين بل هلك غالبيه الجيل الذي خرج من مصر. ولما رفضوا المسيح وصلبوه خربت أورشليم وتشتتوا. وهكذا كل نفس تتمرد على وصايا الله يتركها الله فتتقسي وتسلك فى الجهل بعدم حكمة وتسقط وتعاني كما عانى الشعب قديما من أعدائه الذين هم مبغضوا الرب وشعبه ولكن الله قادر أن يذللهم أمامه وأمام شعبه ولو أطاع الشعب وصايا الله فانه يشبعهم جسدا ونفسا وروحيا.
الخميس، 10 يوليو 2014
القديسين بطرس وبولس، مدرسة للفضائل
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
حياة فى يد الفخارى الأعظم ..
ما من إنسان يضع ويسلم حياة فى يد الفخارى الأعظم ويطيع الله ويحبه الا ويعمل به وفيه بقوة، ويجعله نور ينير ويضئ للآخرين، فها هو سمعان ابن يونا صياد السمك الجليلي البسيط يتقابل مع الرب يسوع المسيح فيدعوه ليتبعه ويلبى سمعان الدعوة فيحوله الي بطرس صياد الناس ورسول الرجاء. وها هو شاول مضطهد الكنيسة فى طريقه الي دمشق ليسوق المؤمنين الى المحاكمة يتقابل مع الرب ويدعوه المخلص الي الإيمان ويلبى شاول الدعوة ويؤمن بالرب ويتحول الي بولس الرسول ويقضى بقية حياة مجاهدا من أجل الكرازة بملكوت الله ونشر الإيمان ليقول فى نهاية حياته { فاني انا الان اسكب سكيبا ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعي حفظت الايمان.واخيرا قد وضع لي اكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره ايضا.} ( 2تى 6:4-8).
حياة البر والفضيلة ..
عندما نكتب عن القديسين بطرس وبولس فاننا نتكلم عن الفضائل متجسدة ونكتب عن أناس كان لهما فكر المسيح والإيمان العامل بالمحبة وحياة الأقتداء بالرب يسوع المسيح وتبعية الرب من كل القلب. ومهما اختلفت الظروف أو البيئة أوالمؤهلات الشخصية فان النعمة الغنية تعمل فينا لمجد أسم الله لكنها تريد قلوب طاهرة وإناس تكون حياتهم حسب أردة الله ليعمل بهم ومعهم { فان طهر احد نفسه من هذه يكون اناء للكرامة مقدسا نافعا للسيد مستعدا لكل عمل صالح} (2تي 2 : 2). قال القديس بطرس الرسول للرب { فقال بطرس ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك} (لو 18 : 28). فماذا كان رد السيد { فاجاب يسوع وقال الحق اقول لكم ليس احد ترك بيتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امراة او اولادا او حقولا لاجلي ولاجل الانجيل.الا وياخذ مئة ضعف الان في هذا الزمان بيوتا واخوة واخوات وامهات واولادا و حقولا مع اضطهادات وفي الدهر الاتي الحياة الابدية.ولكن كثيرون اولون يكونون اخرين والاخرون اولين} ( مر 29:10-31). وها هو القديس بولس رسول الجهاد يبذل ذاته من أجل من قدم حياته فداءا عنا وصلب وقام ليقيمنا من موت الخطية ويحيينا حياة أبدية ويقول: { مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلي} (غل 2 : 20). وعندما تنبأ أغابيوس عن ما سيحدث للقديس بولس قبل ذهابة الأخير الي اورشليم من تقييد وحبس وأضطهاد وحاول المؤمنين منعه من السفر الى هناك قال لهم { اجاب بولس ماذا تفعلون تبكون وتكسرون قلبي لاني مستعد ليس ان اربط فقط بل ان اموت ايضا في اورشليم لاجل اسم الرب يسوع (اع 21 : 13).
المحبة قمة الفضائل..
+ الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه. المحبة قمة الوصايا { اول كل الوصايا هي اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد. وتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك هذه هي الوصية الاولى. وثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك ليس وصية اخرى اعظم من هاتين.} (مر 29:12-31). وعلامة محبتنا لله هو طاعتنا له ومحبتنا لاخوتنا ولهذا دعانا الرب ان نحب بعضنا بعض { بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعض لبعض} (يو 13 : 35).
+ تتلمذ القديس بطرس الرسول على الرب يسوع وعرف ما فى قلبه من محبة نحو الجميع واوضح له الرب ان المحبة لابد ان تترجم فى رعاية عملية للغير { قال يسوع لسمعان بطرس يا سمعان بن يونا اتحبني اكثر من هؤلاء قال نعم يا رب انت تعلم اني احبك قال له ارع خرافي.قال له ايضا ثانية يا سمعان بن يونا اتحبني قال له نعم يا رب انت تعلم اني احبك قال له ارع غنمي. قال له ثالثة يا سمعان بن يونا اتحبني فحزن بطرس لانه قال له ثالثة اتحبني فقال له يا رب انت تعلم كل شيء انت تعرف اني احبك قال له يسوع ارع غنمي.} (يو 15:21-17). وقد أطاع القديس بطرس سيده وأهتم برعاية قطيع المسيح للنفس الأخير وكتب يحض المؤمنين على المحبة { وانما نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا واصحوا للصلوات. لكن قبل كل شيء لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة لان المحبة تستر كثرة من الخطايا. كونوا مضيفين بعضكم بعضا بلا دمدمة. ليكن كل واحد بحسب ما اخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة. ان كان يتكلم احد فكاقوال الله وان كان يخدم احد فكانه من قوة يمنحها الله لكي يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح الذي له المجد والسلطان الى ابد الابدين امين.} (1بط 7:4-11).
+ أما القديس بولس الرسول فقد أختبر محبة الرب الغافرة والمحررة ونعمتة الغنية. وهو يدعونا للسلوك بالمحبة كغاية الوصية { واما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء}(1تي 1 : 5). المحبة تجعلنا ننمو فى كل شئ { بل صادقين في المحبة ننمو في كل شيء الى ذاك الذي هو الراس المسيح. الذي منه كل الجسد مركبا معا ومقترنا بمؤازرة كل مفصل حسب عمل على قياس كل جزء يحصل نمو الجسد لبنيانه في المحبة.} (أف 15:4-16)
فى محبة القديس بولس لله شهد انه لا شئ يبعده عن محبة الله لا شدة او ضيق أو موت بل دائما يعظم أنتصارنا بالله الذى احبنا { من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف. كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا. فاني متيقن انه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا امور حاضرة ولا مستقبلة. ولا علو ولا عمق ولا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا} (رو 35:8-39). ولهذا يدعونا الرسول الى المحبة كرباط للكمال المسيحي { وعلى جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال }(كو 3 : 14). ويشجعنا لعمل المحبة مذكرا ايانا بالاجر السمائي { لان الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي اظهرتموها نحو اسمه اذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم }(عب 6 : 10). لقد تغني القديس بولس بنشيد المحبة الخالد كاعظم فضيلة تجعلنا نثبت فى الله والله فينا { ان كنت اتكلم بالسنة الناس والملائكة وليس لي محبة فقد صرت نحاسا يطن او صنجا يرن. وان كانت لي نبوة واعلم جميع الاسرار وكل علم وان كان لي كل الايمان حتى انقل الجبال ولكن ليس لي محبة فلست شيئا. وان اطعمت كل اموالي وان سلمت جسدي حتى احترق ولكن ليس لي محبة فلا انتفع شيئا.المحبة تتانى وترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ. ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء. ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء.المحبة لا تسقط ابدا} ( 1كو 1:13-8).
+ من محبة القديس بولس لبنى جنسه رغم مقاومتهم وعدائهم واضطادهم له قال { اقول الصدق في المسيح لا اكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس. ان لي حزنا عظيما ووجعا في قلبي لا ينقطع. فاني كنت اود لو اكون انا نفسي محروما من المسيح لاجل اخوتي انسبائي حسب الجسد. الذين هم اسرائيليون ولهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد. ولهم الاباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل الها مباركا الى الابد امين.} ( رو 1:9-4). وقد كان مشهد رجم أستفانوس وهو يصلى أثناء رجمه ويغفر لراجميه أمام وفى قلب شاول {ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تقم لهم هذه الخطية واذ قال هذا رقد }(اع 7 : 60). ولهذا غفر بولس لمضطهديه وقال {فان جاع عدوك فاطعمه وان عطش فاسقه لانك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على راسه }(رو 12 : 2)
البار بالإيمان يحيا..
+ جاء السيد المسيح يدعونا للإيمان ويكرز ببشارة ملكوت الله { ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالانجيل }(مر 1 : 15). وغاية الكتاب المقدس هى ان نؤمن بان يسوع هو المسيح ابن الله { وايات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمه { يو 30:20-31).كما ان البار بالإيمان يحيا { البار بالايمان يحيا} (غل 3 : 11) فالذى يأتى الى الله يجب ان يؤمن انه موجود وانه يجازى الذين يطيعونه { لذلك اقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فامنوا ان تنالوه فيكون لكم }(مر 11 : 24). الإيمان ضرورة للخلاص { من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن} (مر 16 : 16). لهذا عمل السيد المسيح على تقوية ايمان تلاميذه ومنهم بطرس الرسول. كان بطرس هو ذو الأعتراف الحسن { ولما جاء يسوع الى نواحي قيصرية فيلبس سال تلاميذه قائلا من يقول الناس اني انا ابن الانسان. فقالوا قوم يوحنا المعمدان واخرون ايليا واخرون ارميا او واحد من الانبياء. فقال لهم وانتم من تقولون اني انا. فاجاب سمعان بطرس وقال انت هو المسيح ابن الله الحي. فاجاب يسوع وقال له طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحما ودما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات. وانا اقول لك ايضا انت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها. واعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الارض يكون مربوطا في السماوات وكل ما تحله على الارض يكون محلولا في السماوات.} ( مت 13:16-19). الإيمان الذى أعلنه بطرس هو إيمان الكنيسة المستقيم فى كل زمان ومكان. هذا الإيمان فى حياتنا العملية يحتاج الى ما يقويه وان نبتعد عن ما يعثر ويشكك فيه. وعلينا ان نثق فى الله ونؤمن بحضوره معنا وبعمل الروح القدس فينا وبوعود الله الصادقة لنا. الله يريد ويعمل على تقوية إيماننا به وهو يشجعنا ويدعونا الى عدم الخوف كما فعل مع التلاميذ قديما { واما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الامواج لان الريح كانت مضادة. وفي الهزيع الرابع من الليل مضى اليهم يسوع ماشيا على البحر. فلما ابصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين انه خيال ومن الخوف صرخوا. فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا انا هو لا تخافوا. فاجاب بطرس وقال يا سيد ان كنت انت هو فمرني ان اتي اليك على الماء. فقال تعال فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء لياتي الى يسوع. ولكن لما راى الريح شديدة خاف واذ ابتدا يغرق صرخ قائلا يا رب نجني.ففي الحال مد يسوع يده و امسك به وقال له يا قليل الايمان لماذا شككت. ولما دخلا السفينة سكنت الريح. والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة انت ابن الله.} ( مت 24:14-33). كان القديس بطرس حاضرا لاحداث كثيرة مع سيده ومنها شفاء مرضى وأقامة موتى وحدث التجلي وفى ظهورات الرب للتلاميذ بعد القيامة. بطرس الرسول بعد حلول الروح القدس علي التلاميذ نال قوة وحكمة من الأعالي وبعظة واحدة أتى بثلاتة الأف نفس للإيمان { فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل ماذا نصنع ايها الرجال الاخوة. فقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس.لان الموعد هو لكم ولاولادكم ولكل الذين على بعد كل من يدعوه الرب الهنا.وباقوال اخر كثيرة كان يشهد لهم و يعظهم قائلا اخلصوا من هذا الجيل الملتوي. فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة الاف نفس. وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات. وصار خوف في كل نفس وكانت عجائب و ايات كثيرة تجرى على ايدي الرسل. وجميع الذين امنوا كانوا معا وكان عندهم كل شيء مشتركا.} ( أع 37:2-44).
+ كان الروح القدس هو العامل مع الرسل وأعطاهم الله السلطان ان يصنعوا الأشفيه والعجائب حتى ان ظل بطرس كان يشفى الامراض ويخرج الارواح الشريرة. وحين ارسل الرب تلاميذه فى أول ارساليه قال لهم حين ارسلتكم بلا كيس ولا مذود هل أعوزكم شئ؟ قالوا له لا بل حتى الشياطين كانت تخضع لنا باسمك . فقال لهم الرب { لا تفرحوا بهذا ان الارواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري ان اسماءكم كتبت في السماوات}(لو 10 : 20). لم يكن لبطرس المال ولكن كان له الإيمان الذى يصنع المعجزات وينقل الجبال. فللمقعد الذى يستعطي على باب الجميل: { قال بطرس ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فاياه اعطيك باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش. وامسكه بيده اليمنى واقامه ففي الحال تشددت رجلاه وكعباه. فوثب ووقف وصار يمشي ودخل معهما الى الهيكل وهو يمشي ويطفر ويسبح الله.} ( أع 6:2-8). وأقام طابثا فى يافا من الموت { وكان في يافا تلميذة اسمها طابيثا الذي ترجمته غزالة هذه كانت ممتلئة اعمالا صالحة واحسانات كانت تعملها. وحدث في تلك الايام انها مرضت وماتت فغسلوها ووضعوها في علية. واذ كانت لدة قريبة من يافا وسمع التلاميذ ان بطرس فيها ارسلوا رجلين يطلبان اليه ان لا يتوانى عن ان يجتاز اليهم. فقام بطرس وجاء معهما فلما وصل صعدوا به الى العلية فوقفت لديه جميع الارامل يبكين ويرين اقمصة وثيابا مما كانت تعمل غزالة وهي معهن.فاخرج بطرس الجميع خارجا وجثا على ركبتيه وصلى ثم التفت الى الجسد وقال يا طابيثا قومي ففتحت عينيها ولما ابصرت بطرس جلست. فناولها يده واقامها ثم نادى القديسين والارامل واحضرها حية. فصار ذلك معلوما في يافا كلها فامن كثيرون بالرب.} (أع 36:9-42).
+ أما القديس بولس الرسول فقد أختاره الله ودعاه للإيمان وغيره من مضطهد لكنيسة الله الى رسول وكارز { ولكن لما سر الله الذي افرزني من بطن امي ودعاني بنعمته. ان يعلن ابنه في لابشر به بين الامم}(غل 1 : 15-16) ظهر له الرب يسوع المسيح بعد قيامته بحوالي اربعة سنوات وهو فى الطريق الي دمشق ودعاه بنعمته للإيمان ليبشر باسمه، فارسل له حنانيا الرسول معرفا اياه رسالة بولس { فقال له الرب اذهب لان هذا لي اناء مختار ليحمل اسمي امام امم وملوك وبني اسرائيل. لاني ساريه كم ينبغي ان يتالم من اجل اسمي. فمضى حنانيا ودخل البيت ووضع عليه يديه وقال ايها الاخ شاول قد ارسلني الرب يسوع الذي ظهر لك في الطريق الذي جئت فيه لكي تبصر وتمتلئ من الروح القدس.فللوقت وقع من عينيه شيء كانه قشور فابصر في الحال وقام واعتمد.} (أع 15:9-18). ثم دعى من الروح القدس للعمل الرعوى { وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه }(اع 13 : 2). فجال القديس بولس الرسول فى صلوات وأسهار وأصوام ولنسمع القديس بولس يلخص دعوته وخدمته امام اغريباس الملك { ولما كنت ذاهبا في ذلك الى دمشق بسلطان ووصية من رؤساء الكهنة. رايت في نصف النهار في الطريق ايها الملك نورا من السماء افضل من لمعان الشمس قد ابرق حولي وحول الذاهبين معي. فلما سقطنا جميعنا على الارض سمعت صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية شاول شاول لماذا تضطهدني صعب عليك ان ترفس مناخس. فقلت انا من انت يا سيد فقال انا يسوع الذي انت تضطهده. ولكن قم وقف على رجليك لاني لهذا ظهرت لك لانتخبك خادما وشاهدا بما رايت وبما ساظهر لك به. منقذا اياك من الشعب ومن الامم الذين انا الان ارسلك اليهم.لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات الى نور ومن سلطان الشيطان الى الله حتى ينالوا بالايمان بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين.من ثم ايها الملك اغريباس لم اكن معاندا للرؤيا السماوية. بل اخبرت اولا الذين في دمشق وفي اورشليم حتى جميع كورة اليهودية ثم الامم ان يتوبوا ويرجعوا الى الله عاملين اعمالا تليق بالتوبة.} ( أع 12:26-20).
+ لقد تفاضلت نعمة الله الغنية فى حياة القديس بولس الرسول وعملت معه وقد شهد الرسول بولس لعمل نعمة الله معه، وهذه النعمة قادرة ان تعمل مع كل واحد منا لتخلصنا من خطايانا وتحررنا من قيودنا وتعمل بنا لنؤمن ونثمر ونرث الحياة الأبدية { وانا اشكر المسيح يسوع ربنا الذي قواني انه حسبني امينا اذ جعلني للخدمة.انا الذي كنت قبلا مجدفا ومضطهدا ومفتريا ولكنني رحمت لاني فعلت بجهل في عدم ايمان. وتفاضلت نعمة ربنا جدا مع الايمان والمحبة التي في المسيح يسوع.صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلص الخطاة الذين اولهم انا. لكنني لهذا رحمت ليظهر يسوع المسيح في انا اولا كل اناة مثالا للعتيدين ان يؤمنوا به للحياة الابدية.} ( 1تي 12:1-16). وها هو القديس بولس الرسول يدعونا لجهاد الإيمان الحسن { جاهد جهاد الايمان الحسن وامسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا واعترفت الاعتراف الحسن امام شهود كثيرين }(1تي 6 : 12). فلنحيا يا أخوتى حياة الإيمان القوى العامل بالمحبة { واما البار فبالايمان يحيا وان ارتد لا تسر به نفسي. واما نحن فلسنا من الارتداد للهلاك بل من الايمان لاقتناء النفس} (عب 38:10-39) ولنتمثل برجال الإيمان الذين شهد لهم الكتاب وذكرهم القديس بولس كعينة نضعها أمام عيوننا ناظرين لرئيس الإيمان ومكمله الرب يسوع { ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله} (عب 12 : 2).
+ يعرف القديس بولس الإيمان بانه ثقة بالله ويقين بمحبته وإنجيله ووصاياه وهكذا سار الاباء ونسير ونقتدى بايمانهم {واما الايمان فهو الثقة بما يرجى والايقان بامور لا ترى. فانه في هذا شهد للقدماء. بالايمان نفهم ان العالمين اتقنت بكلمة حتى لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر.بالايمان قدم هابيل لله ذبيحة افضل من قايين فيه شهد له انه بار اذ شهد الله لقرابينه وبه وان مات يتكلم بعد. بالايمان نقل اخنوخ لكي لا يرى الموت ولم يوجد لان الله نقله اذ قبل نقله شهد له بانه قد ارضى الله. ولكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن بانه موجود وانه يجازي الذين يطلبونه. بالايمان نوح لما اوحي اليه عن امور لم تر بعد خاف فبنى فلكا لخلاص بيته فبه دان العالم وصار وارثا للبر الذي حسب الايمان. بالايمان ابراهيم لما دعي اطاع ان يخرج الى المكان الذي كان عتيدا ان ياخذه ميراثا فخرج وهو لا يعلم الى اين ياتي. بالايمان تغرب في ارض الموعد كانها غريبة ساكنا في خيام مع اسحق ويعقوب الوارثين معه لهذا الموعد عينه. لانه كان ينتظر المدينة التي لها الاساسات التي صانعها وبارئها الله. بالايمان سارة نفسها ايضا اخذت قدرة على انشاء نسل وبعد وقت السن ولدت اذ حسبت الذي وعد صادقا. لذلك ولد ايضا من واحد وذلك من ممات مثل نجوم السماء في الكثرة وكالرمل الذي على شاطئ البحر الذي لا يعد.في الايمان مات هؤلاء اجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها واقروا بانهم غرباء ونزلاء على الارض.فان الذين يقولون مثل هذا يظهرون انهم يطلبون وطنا. فلو ذكروا ذلك الذي خرجوا منه لكان لهم فرصة للرجوع.ولكن الان يبتغون وطنا افضل اي سماويا لذلك لا يستحي بهم الله ان يدعى الههم لانه اعد لهم مدينة.) (عب 1:11-16).
+ الرجاء الراسخ بالله ..
+ الرجاء فضيلة هامه فى حياة كل إنسان منا فهو قوة دافعة للأمل والعمل للوصول الى مستقبل أفضل فى هذه الحياة وهو دافع للتقوى والفضيلة من اجل الوصول الى الملكوت السماوى. الرجاء المسيحى يعتمد علي محبة الله الاب السماوى والقادر على كل شئ والذى يتوق لخيرنا { لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين} (عب 10 : 23). فالرجاء قوة دافعه للاتحاد بالله والصلاة اليه والعمل بوصاياه للتغلب على كل مصاعب رحلة الحياة بقوة الله وعمل نعمته ، فللخاطئ رجاء فى الله بالتوبة ، وللمريض رجاء فى مقدرة الله فى شفائه والمحزون له رجاء فى العزاء ، والمظلوم له رجاء فى الانصاف وللمحتاج ثقة فى قدرة الله على أشباع احتياجاته، ولمن يعانون من المشاكل النفسية أو العائلية او الاجتماعية رجاء فى الله ليحلها ويخلصهم . حتى للدول رجاء بالتخطيط والعمل والمتابعة مع الصلاة ،فى التغلب على مشكلاتها. فهناك أمور حتى مهما بلغنا الاتقان فى التخطيط والعمل تحتاج لمعونه وقوة الله وحفظه للتغلب عليها ، ان العالم يقف عاجزاً امام قوى الطبيعة من أعاصير وزلازل وبراكين ويتمسك بالرجاء فى الله، رجاء من ليس له رجاء ومعين من ليس له معين.
+ لهذا نرى ان اليأس وقطع الرجاء، من أخطر الحروب الروحية وأقسى الاشياء التى تحارب الانسان. ان اليأس يجعل الحياة ثقيلة بل مستحيلة ويتسبب فى عدم التكيف مع الوسط المحيط والفشل والاحباط والكأبة واخيرا قد يقود الى الانتحار فالرجاء حصن لمن يتمسك به وسبب فى هلاك من يفقده { ارجعوا الى الحصن يا اسرى الرجاء اليوم ايضا اصرح اني ارد عليك ضعفين} (زك 9 : 12). لقد راينا كيف اخطأ اثنين من الرسل . فالقديس بطرس الرسول ليلة الآم السيد المسيح انكر وجحد السيد المسيح، ويهوذا تأمر مع اليهود وسلمه لهم ، لكن بطرس رجع الى نفسه وبكى بكاءاً مراً وتاب وقبل الله توبته ورده الى رسوليته اما يهوذا فندم ولكن فقد رجائه ومضى وشنق نفسه وهلك { اذ كان معدودا بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة. فان هذا اقتنى حقلا من اجرة الظلم واذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت احشاؤه كلها. وصار ذلك معلوما عند جميع سكان اورشليم حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم حقل دما اي حقل دم.لانه مكتوب في سفر المزامير لتصر داره خرابا ولا يكن فيها ساكن ولياخذ وظيفته اخر} (أع 17:1-20).
+ اننا نضع رجائنا فى الله لانه قادر على كل شئ { من اله ابيك الذي يعينك ومن القادر على كل شيء الذي يباركك تاتي بركات السماء من فوق وبركات الغمر الرابض تحت} (تك 49 : 25). من اجل ذلك نطلبه ونلتمس معونته { اطلبوا الرب وقدرته التمسوا وجهه دائما} (مز 105 : 4). واثقين ان غير المستطاع لدى الناس مستطاع لديه { فنظر اليهم يسوع وقال عند الناس غير مستطاع ولكن ليس عند الله لان كل شيء مستطاع عند الله }(مر 10 : 27). ان رجائنا فى الله لانه قادر على كل شئ وهو اله محب ومحبته لا تعتمد على صلاحنا بل على ابوته وصلاحه من أجل هذا قال أرميا النبي { اردد هذا في قلبي من اجل ذلك ارجو. انه من احسانات الرب اننا لم نفن لان مراحمه لا تزول. هي جديدة في كل صباح كثيرة امانتك. نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه. طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه} (مرا 21:3-25). من أجل ذلك نتمسك بالرجاء لان الهنا امين وقادر ومحب { الذين اراد الله ان يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السر في الامم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد} (كو 1 : 27).
+ ان السيد المسيح كان وسيبقى رجاءاً لكل أحد ومن يتكل عليه لا يخزى ابدا وكما قال القديس بولس بالروح القدس { فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح. الذي به ايضا قد صار لنا الدخول بالايمان الى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله. وليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا. والصبر تزكية والتزكية رجاء. والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} (رو 1:5-5). السيد المسيح رجاء الخطاة فى التوبة والقبول والغفران، فمن كان يتصور ان مريم المجدلية الخاطئة تتوب وتتحول الى مبشرة بالقيامة حتى للامبراطور واي قوة وشجاعة حصلت عليها بالإيمان لتشهد لبشرى الخلاص. ومن كان يتصور ان انسانا محباٌ للمال كزكا العشار يتغير بمقابلة صادقة مع المخلص والمحرر وهكذا راينا شاول الطرسوسى المضهد للكنيسة يتقابل فى الطريق بعد القيامة مع المخلص ويهتدى الى الإيمان ويتحول الى مبشر يقدم حياته حباً فى مخلصه. السيد المسيح رجاء الخائفين وهو الذي يدافع عن المظلومين والمضطهدين من أجل اسمه فهو الذى ارسل ملائكه ليخرج الرسل من الحبس وبكت شاول على اضطهاده للمؤمنين فى دمشق وجعله يتوب ويبشر بالإيمان المسيحي.
+ السيد المسيح رجائنا الابدي.. ان حياتنا الارضية ما هي الا بخار ماء يظهر قليلا ثم يضمحل اذا قيست بالابدية وسيأتى السيد المسيح كما انطلق الى السماء فى صعوده ليأخذ قديسيه معه للسماء { وقالا ايها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سياتي هكذا كما رايتموه منطلقا الى السماء} (أع 11:1). { ايها الاحباء الان نحن اولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم انه اذا اظهر نكون مثله لاننا سنراه كما هو. وكل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر} (1يو 2:3-3). ونحن فى كل مرة نصلى قانون الإيمان نعلن انتظارنا ورجائنا بقيامة الاموات وحياة الدهر الأتي. ان هذا الرجاء تعزية المؤمنين وفرحهم كما يقول الرسول {فرحين في الرجاء صابرين في الضيق}(رو12:12). مجيء المسيح الثاني هو الرجاء الموضوع أمامنا، بحسب وعد الرب لهم {وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليَّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً}(يو3:14). الرجاء المسيحي ليس هو أن يأتي المسيح ويأخذ المؤمن إليه فقط إنما رجاؤنا هو شخص الرب نفسه ليحل فى قلوبنا ويتمجد بنا وفينا سواء بحياة او انتقال. هكذا نحيا القداسة فى رجاء فى الحياة الأبدية التى اليها دعينا كما يدعونا القديس بطرس { قدسوا الرب الاله في قلوبكم مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسالكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف } (1بط 3 : 15).
حياة فى يد الفخارى الأعظم ..
ما من إنسان يضع ويسلم حياة فى يد الفخارى الأعظم ويطيع الله ويحبه الا ويعمل به وفيه بقوة، ويجعله نور ينير ويضئ للآخرين، فها هو سمعان ابن يونا صياد السمك الجليلي البسيط يتقابل مع الرب يسوع المسيح فيدعوه ليتبعه ويلبى سمعان الدعوة فيحوله الي بطرس صياد الناس ورسول الرجاء. وها هو شاول مضطهد الكنيسة فى طريقه الي دمشق ليسوق المؤمنين الى المحاكمة يتقابل مع الرب ويدعوه المخلص الي الإيمان ويلبى شاول الدعوة ويؤمن بالرب ويتحول الي بولس الرسول ويقضى بقية حياة مجاهدا من أجل الكرازة بملكوت الله ونشر الإيمان ليقول فى نهاية حياته { فاني انا الان اسكب سكيبا ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعي حفظت الايمان.واخيرا قد وضع لي اكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره ايضا.} ( 2تى 6:4-8).
حياة البر والفضيلة ..
عندما نكتب عن القديسين بطرس وبولس فاننا نتكلم عن الفضائل متجسدة ونكتب عن أناس كان لهما فكر المسيح والإيمان العامل بالمحبة وحياة الأقتداء بالرب يسوع المسيح وتبعية الرب من كل القلب. ومهما اختلفت الظروف أو البيئة أوالمؤهلات الشخصية فان النعمة الغنية تعمل فينا لمجد أسم الله لكنها تريد قلوب طاهرة وإناس تكون حياتهم حسب أردة الله ليعمل بهم ومعهم { فان طهر احد نفسه من هذه يكون اناء للكرامة مقدسا نافعا للسيد مستعدا لكل عمل صالح} (2تي 2 : 2). قال القديس بطرس الرسول للرب { فقال بطرس ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك} (لو 18 : 28). فماذا كان رد السيد { فاجاب يسوع وقال الحق اقول لكم ليس احد ترك بيتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امراة او اولادا او حقولا لاجلي ولاجل الانجيل.الا وياخذ مئة ضعف الان في هذا الزمان بيوتا واخوة واخوات وامهات واولادا و حقولا مع اضطهادات وفي الدهر الاتي الحياة الابدية.ولكن كثيرون اولون يكونون اخرين والاخرون اولين} ( مر 29:10-31). وها هو القديس بولس رسول الجهاد يبذل ذاته من أجل من قدم حياته فداءا عنا وصلب وقام ليقيمنا من موت الخطية ويحيينا حياة أبدية ويقول: { مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلي} (غل 2 : 20). وعندما تنبأ أغابيوس عن ما سيحدث للقديس بولس قبل ذهابة الأخير الي اورشليم من تقييد وحبس وأضطهاد وحاول المؤمنين منعه من السفر الى هناك قال لهم { اجاب بولس ماذا تفعلون تبكون وتكسرون قلبي لاني مستعد ليس ان اربط فقط بل ان اموت ايضا في اورشليم لاجل اسم الرب يسوع (اع 21 : 13).
المحبة قمة الفضائل..
+ الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه. المحبة قمة الوصايا { اول كل الوصايا هي اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد. وتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك هذه هي الوصية الاولى. وثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك ليس وصية اخرى اعظم من هاتين.} (مر 29:12-31). وعلامة محبتنا لله هو طاعتنا له ومحبتنا لاخوتنا ولهذا دعانا الرب ان نحب بعضنا بعض { بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعض لبعض} (يو 13 : 35).
+ تتلمذ القديس بطرس الرسول على الرب يسوع وعرف ما فى قلبه من محبة نحو الجميع واوضح له الرب ان المحبة لابد ان تترجم فى رعاية عملية للغير { قال يسوع لسمعان بطرس يا سمعان بن يونا اتحبني اكثر من هؤلاء قال نعم يا رب انت تعلم اني احبك قال له ارع خرافي.قال له ايضا ثانية يا سمعان بن يونا اتحبني قال له نعم يا رب انت تعلم اني احبك قال له ارع غنمي. قال له ثالثة يا سمعان بن يونا اتحبني فحزن بطرس لانه قال له ثالثة اتحبني فقال له يا رب انت تعلم كل شيء انت تعرف اني احبك قال له يسوع ارع غنمي.} (يو 15:21-17). وقد أطاع القديس بطرس سيده وأهتم برعاية قطيع المسيح للنفس الأخير وكتب يحض المؤمنين على المحبة { وانما نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا واصحوا للصلوات. لكن قبل كل شيء لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة لان المحبة تستر كثرة من الخطايا. كونوا مضيفين بعضكم بعضا بلا دمدمة. ليكن كل واحد بحسب ما اخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة. ان كان يتكلم احد فكاقوال الله وان كان يخدم احد فكانه من قوة يمنحها الله لكي يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح الذي له المجد والسلطان الى ابد الابدين امين.} (1بط 7:4-11).
+ أما القديس بولس الرسول فقد أختبر محبة الرب الغافرة والمحررة ونعمتة الغنية. وهو يدعونا للسلوك بالمحبة كغاية الوصية { واما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء}(1تي 1 : 5). المحبة تجعلنا ننمو فى كل شئ { بل صادقين في المحبة ننمو في كل شيء الى ذاك الذي هو الراس المسيح. الذي منه كل الجسد مركبا معا ومقترنا بمؤازرة كل مفصل حسب عمل على قياس كل جزء يحصل نمو الجسد لبنيانه في المحبة.} (أف 15:4-16)
فى محبة القديس بولس لله شهد انه لا شئ يبعده عن محبة الله لا شدة او ضيق أو موت بل دائما يعظم أنتصارنا بالله الذى احبنا { من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف. كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا. فاني متيقن انه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا امور حاضرة ولا مستقبلة. ولا علو ولا عمق ولا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا} (رو 35:8-39). ولهذا يدعونا الرسول الى المحبة كرباط للكمال المسيحي { وعلى جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال }(كو 3 : 14). ويشجعنا لعمل المحبة مذكرا ايانا بالاجر السمائي { لان الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي اظهرتموها نحو اسمه اذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم }(عب 6 : 10). لقد تغني القديس بولس بنشيد المحبة الخالد كاعظم فضيلة تجعلنا نثبت فى الله والله فينا { ان كنت اتكلم بالسنة الناس والملائكة وليس لي محبة فقد صرت نحاسا يطن او صنجا يرن. وان كانت لي نبوة واعلم جميع الاسرار وكل علم وان كان لي كل الايمان حتى انقل الجبال ولكن ليس لي محبة فلست شيئا. وان اطعمت كل اموالي وان سلمت جسدي حتى احترق ولكن ليس لي محبة فلا انتفع شيئا.المحبة تتانى وترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ. ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء. ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء.المحبة لا تسقط ابدا} ( 1كو 1:13-8).
+ من محبة القديس بولس لبنى جنسه رغم مقاومتهم وعدائهم واضطادهم له قال { اقول الصدق في المسيح لا اكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس. ان لي حزنا عظيما ووجعا في قلبي لا ينقطع. فاني كنت اود لو اكون انا نفسي محروما من المسيح لاجل اخوتي انسبائي حسب الجسد. الذين هم اسرائيليون ولهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد. ولهم الاباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل الها مباركا الى الابد امين.} ( رو 1:9-4). وقد كان مشهد رجم أستفانوس وهو يصلى أثناء رجمه ويغفر لراجميه أمام وفى قلب شاول {ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تقم لهم هذه الخطية واذ قال هذا رقد }(اع 7 : 60). ولهذا غفر بولس لمضطهديه وقال {فان جاع عدوك فاطعمه وان عطش فاسقه لانك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على راسه }(رو 12 : 2)
البار بالإيمان يحيا..
+ جاء السيد المسيح يدعونا للإيمان ويكرز ببشارة ملكوت الله { ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالانجيل }(مر 1 : 15). وغاية الكتاب المقدس هى ان نؤمن بان يسوع هو المسيح ابن الله { وايات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمه { يو 30:20-31).كما ان البار بالإيمان يحيا { البار بالايمان يحيا} (غل 3 : 11) فالذى يأتى الى الله يجب ان يؤمن انه موجود وانه يجازى الذين يطيعونه { لذلك اقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فامنوا ان تنالوه فيكون لكم }(مر 11 : 24). الإيمان ضرورة للخلاص { من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن} (مر 16 : 16). لهذا عمل السيد المسيح على تقوية ايمان تلاميذه ومنهم بطرس الرسول. كان بطرس هو ذو الأعتراف الحسن { ولما جاء يسوع الى نواحي قيصرية فيلبس سال تلاميذه قائلا من يقول الناس اني انا ابن الانسان. فقالوا قوم يوحنا المعمدان واخرون ايليا واخرون ارميا او واحد من الانبياء. فقال لهم وانتم من تقولون اني انا. فاجاب سمعان بطرس وقال انت هو المسيح ابن الله الحي. فاجاب يسوع وقال له طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحما ودما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات. وانا اقول لك ايضا انت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها. واعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الارض يكون مربوطا في السماوات وكل ما تحله على الارض يكون محلولا في السماوات.} ( مت 13:16-19). الإيمان الذى أعلنه بطرس هو إيمان الكنيسة المستقيم فى كل زمان ومكان. هذا الإيمان فى حياتنا العملية يحتاج الى ما يقويه وان نبتعد عن ما يعثر ويشكك فيه. وعلينا ان نثق فى الله ونؤمن بحضوره معنا وبعمل الروح القدس فينا وبوعود الله الصادقة لنا. الله يريد ويعمل على تقوية إيماننا به وهو يشجعنا ويدعونا الى عدم الخوف كما فعل مع التلاميذ قديما { واما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الامواج لان الريح كانت مضادة. وفي الهزيع الرابع من الليل مضى اليهم يسوع ماشيا على البحر. فلما ابصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين انه خيال ومن الخوف صرخوا. فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا انا هو لا تخافوا. فاجاب بطرس وقال يا سيد ان كنت انت هو فمرني ان اتي اليك على الماء. فقال تعال فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء لياتي الى يسوع. ولكن لما راى الريح شديدة خاف واذ ابتدا يغرق صرخ قائلا يا رب نجني.ففي الحال مد يسوع يده و امسك به وقال له يا قليل الايمان لماذا شككت. ولما دخلا السفينة سكنت الريح. والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة انت ابن الله.} ( مت 24:14-33). كان القديس بطرس حاضرا لاحداث كثيرة مع سيده ومنها شفاء مرضى وأقامة موتى وحدث التجلي وفى ظهورات الرب للتلاميذ بعد القيامة. بطرس الرسول بعد حلول الروح القدس علي التلاميذ نال قوة وحكمة من الأعالي وبعظة واحدة أتى بثلاتة الأف نفس للإيمان { فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل ماذا نصنع ايها الرجال الاخوة. فقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس.لان الموعد هو لكم ولاولادكم ولكل الذين على بعد كل من يدعوه الرب الهنا.وباقوال اخر كثيرة كان يشهد لهم و يعظهم قائلا اخلصوا من هذا الجيل الملتوي. فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة الاف نفس. وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات. وصار خوف في كل نفس وكانت عجائب و ايات كثيرة تجرى على ايدي الرسل. وجميع الذين امنوا كانوا معا وكان عندهم كل شيء مشتركا.} ( أع 37:2-44).
+ كان الروح القدس هو العامل مع الرسل وأعطاهم الله السلطان ان يصنعوا الأشفيه والعجائب حتى ان ظل بطرس كان يشفى الامراض ويخرج الارواح الشريرة. وحين ارسل الرب تلاميذه فى أول ارساليه قال لهم حين ارسلتكم بلا كيس ولا مذود هل أعوزكم شئ؟ قالوا له لا بل حتى الشياطين كانت تخضع لنا باسمك . فقال لهم الرب { لا تفرحوا بهذا ان الارواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري ان اسماءكم كتبت في السماوات}(لو 10 : 20). لم يكن لبطرس المال ولكن كان له الإيمان الذى يصنع المعجزات وينقل الجبال. فللمقعد الذى يستعطي على باب الجميل: { قال بطرس ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فاياه اعطيك باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش. وامسكه بيده اليمنى واقامه ففي الحال تشددت رجلاه وكعباه. فوثب ووقف وصار يمشي ودخل معهما الى الهيكل وهو يمشي ويطفر ويسبح الله.} ( أع 6:2-8). وأقام طابثا فى يافا من الموت { وكان في يافا تلميذة اسمها طابيثا الذي ترجمته غزالة هذه كانت ممتلئة اعمالا صالحة واحسانات كانت تعملها. وحدث في تلك الايام انها مرضت وماتت فغسلوها ووضعوها في علية. واذ كانت لدة قريبة من يافا وسمع التلاميذ ان بطرس فيها ارسلوا رجلين يطلبان اليه ان لا يتوانى عن ان يجتاز اليهم. فقام بطرس وجاء معهما فلما وصل صعدوا به الى العلية فوقفت لديه جميع الارامل يبكين ويرين اقمصة وثيابا مما كانت تعمل غزالة وهي معهن.فاخرج بطرس الجميع خارجا وجثا على ركبتيه وصلى ثم التفت الى الجسد وقال يا طابيثا قومي ففتحت عينيها ولما ابصرت بطرس جلست. فناولها يده واقامها ثم نادى القديسين والارامل واحضرها حية. فصار ذلك معلوما في يافا كلها فامن كثيرون بالرب.} (أع 36:9-42).
+ أما القديس بولس الرسول فقد أختاره الله ودعاه للإيمان وغيره من مضطهد لكنيسة الله الى رسول وكارز { ولكن لما سر الله الذي افرزني من بطن امي ودعاني بنعمته. ان يعلن ابنه في لابشر به بين الامم}(غل 1 : 15-16) ظهر له الرب يسوع المسيح بعد قيامته بحوالي اربعة سنوات وهو فى الطريق الي دمشق ودعاه بنعمته للإيمان ليبشر باسمه، فارسل له حنانيا الرسول معرفا اياه رسالة بولس { فقال له الرب اذهب لان هذا لي اناء مختار ليحمل اسمي امام امم وملوك وبني اسرائيل. لاني ساريه كم ينبغي ان يتالم من اجل اسمي. فمضى حنانيا ودخل البيت ووضع عليه يديه وقال ايها الاخ شاول قد ارسلني الرب يسوع الذي ظهر لك في الطريق الذي جئت فيه لكي تبصر وتمتلئ من الروح القدس.فللوقت وقع من عينيه شيء كانه قشور فابصر في الحال وقام واعتمد.} (أع 15:9-18). ثم دعى من الروح القدس للعمل الرعوى { وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه }(اع 13 : 2). فجال القديس بولس الرسول فى صلوات وأسهار وأصوام ولنسمع القديس بولس يلخص دعوته وخدمته امام اغريباس الملك { ولما كنت ذاهبا في ذلك الى دمشق بسلطان ووصية من رؤساء الكهنة. رايت في نصف النهار في الطريق ايها الملك نورا من السماء افضل من لمعان الشمس قد ابرق حولي وحول الذاهبين معي. فلما سقطنا جميعنا على الارض سمعت صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية شاول شاول لماذا تضطهدني صعب عليك ان ترفس مناخس. فقلت انا من انت يا سيد فقال انا يسوع الذي انت تضطهده. ولكن قم وقف على رجليك لاني لهذا ظهرت لك لانتخبك خادما وشاهدا بما رايت وبما ساظهر لك به. منقذا اياك من الشعب ومن الامم الذين انا الان ارسلك اليهم.لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات الى نور ومن سلطان الشيطان الى الله حتى ينالوا بالايمان بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين.من ثم ايها الملك اغريباس لم اكن معاندا للرؤيا السماوية. بل اخبرت اولا الذين في دمشق وفي اورشليم حتى جميع كورة اليهودية ثم الامم ان يتوبوا ويرجعوا الى الله عاملين اعمالا تليق بالتوبة.} ( أع 12:26-20).
+ لقد تفاضلت نعمة الله الغنية فى حياة القديس بولس الرسول وعملت معه وقد شهد الرسول بولس لعمل نعمة الله معه، وهذه النعمة قادرة ان تعمل مع كل واحد منا لتخلصنا من خطايانا وتحررنا من قيودنا وتعمل بنا لنؤمن ونثمر ونرث الحياة الأبدية { وانا اشكر المسيح يسوع ربنا الذي قواني انه حسبني امينا اذ جعلني للخدمة.انا الذي كنت قبلا مجدفا ومضطهدا ومفتريا ولكنني رحمت لاني فعلت بجهل في عدم ايمان. وتفاضلت نعمة ربنا جدا مع الايمان والمحبة التي في المسيح يسوع.صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلص الخطاة الذين اولهم انا. لكنني لهذا رحمت ليظهر يسوع المسيح في انا اولا كل اناة مثالا للعتيدين ان يؤمنوا به للحياة الابدية.} ( 1تي 12:1-16). وها هو القديس بولس الرسول يدعونا لجهاد الإيمان الحسن { جاهد جهاد الايمان الحسن وامسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا واعترفت الاعتراف الحسن امام شهود كثيرين }(1تي 6 : 12). فلنحيا يا أخوتى حياة الإيمان القوى العامل بالمحبة { واما البار فبالايمان يحيا وان ارتد لا تسر به نفسي. واما نحن فلسنا من الارتداد للهلاك بل من الايمان لاقتناء النفس} (عب 38:10-39) ولنتمثل برجال الإيمان الذين شهد لهم الكتاب وذكرهم القديس بولس كعينة نضعها أمام عيوننا ناظرين لرئيس الإيمان ومكمله الرب يسوع { ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله} (عب 12 : 2).
+ يعرف القديس بولس الإيمان بانه ثقة بالله ويقين بمحبته وإنجيله ووصاياه وهكذا سار الاباء ونسير ونقتدى بايمانهم {واما الايمان فهو الثقة بما يرجى والايقان بامور لا ترى. فانه في هذا شهد للقدماء. بالايمان نفهم ان العالمين اتقنت بكلمة حتى لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر.بالايمان قدم هابيل لله ذبيحة افضل من قايين فيه شهد له انه بار اذ شهد الله لقرابينه وبه وان مات يتكلم بعد. بالايمان نقل اخنوخ لكي لا يرى الموت ولم يوجد لان الله نقله اذ قبل نقله شهد له بانه قد ارضى الله. ولكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن بانه موجود وانه يجازي الذين يطلبونه. بالايمان نوح لما اوحي اليه عن امور لم تر بعد خاف فبنى فلكا لخلاص بيته فبه دان العالم وصار وارثا للبر الذي حسب الايمان. بالايمان ابراهيم لما دعي اطاع ان يخرج الى المكان الذي كان عتيدا ان ياخذه ميراثا فخرج وهو لا يعلم الى اين ياتي. بالايمان تغرب في ارض الموعد كانها غريبة ساكنا في خيام مع اسحق ويعقوب الوارثين معه لهذا الموعد عينه. لانه كان ينتظر المدينة التي لها الاساسات التي صانعها وبارئها الله. بالايمان سارة نفسها ايضا اخذت قدرة على انشاء نسل وبعد وقت السن ولدت اذ حسبت الذي وعد صادقا. لذلك ولد ايضا من واحد وذلك من ممات مثل نجوم السماء في الكثرة وكالرمل الذي على شاطئ البحر الذي لا يعد.في الايمان مات هؤلاء اجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها واقروا بانهم غرباء ونزلاء على الارض.فان الذين يقولون مثل هذا يظهرون انهم يطلبون وطنا. فلو ذكروا ذلك الذي خرجوا منه لكان لهم فرصة للرجوع.ولكن الان يبتغون وطنا افضل اي سماويا لذلك لا يستحي بهم الله ان يدعى الههم لانه اعد لهم مدينة.) (عب 1:11-16).
+ الرجاء الراسخ بالله ..
+ الرجاء فضيلة هامه فى حياة كل إنسان منا فهو قوة دافعة للأمل والعمل للوصول الى مستقبل أفضل فى هذه الحياة وهو دافع للتقوى والفضيلة من اجل الوصول الى الملكوت السماوى. الرجاء المسيحى يعتمد علي محبة الله الاب السماوى والقادر على كل شئ والذى يتوق لخيرنا { لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين} (عب 10 : 23). فالرجاء قوة دافعه للاتحاد بالله والصلاة اليه والعمل بوصاياه للتغلب على كل مصاعب رحلة الحياة بقوة الله وعمل نعمته ، فللخاطئ رجاء فى الله بالتوبة ، وللمريض رجاء فى مقدرة الله فى شفائه والمحزون له رجاء فى العزاء ، والمظلوم له رجاء فى الانصاف وللمحتاج ثقة فى قدرة الله على أشباع احتياجاته، ولمن يعانون من المشاكل النفسية أو العائلية او الاجتماعية رجاء فى الله ليحلها ويخلصهم . حتى للدول رجاء بالتخطيط والعمل والمتابعة مع الصلاة ،فى التغلب على مشكلاتها. فهناك أمور حتى مهما بلغنا الاتقان فى التخطيط والعمل تحتاج لمعونه وقوة الله وحفظه للتغلب عليها ، ان العالم يقف عاجزاً امام قوى الطبيعة من أعاصير وزلازل وبراكين ويتمسك بالرجاء فى الله، رجاء من ليس له رجاء ومعين من ليس له معين.
+ لهذا نرى ان اليأس وقطع الرجاء، من أخطر الحروب الروحية وأقسى الاشياء التى تحارب الانسان. ان اليأس يجعل الحياة ثقيلة بل مستحيلة ويتسبب فى عدم التكيف مع الوسط المحيط والفشل والاحباط والكأبة واخيرا قد يقود الى الانتحار فالرجاء حصن لمن يتمسك به وسبب فى هلاك من يفقده { ارجعوا الى الحصن يا اسرى الرجاء اليوم ايضا اصرح اني ارد عليك ضعفين} (زك 9 : 12). لقد راينا كيف اخطأ اثنين من الرسل . فالقديس بطرس الرسول ليلة الآم السيد المسيح انكر وجحد السيد المسيح، ويهوذا تأمر مع اليهود وسلمه لهم ، لكن بطرس رجع الى نفسه وبكى بكاءاً مراً وتاب وقبل الله توبته ورده الى رسوليته اما يهوذا فندم ولكن فقد رجائه ومضى وشنق نفسه وهلك { اذ كان معدودا بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة. فان هذا اقتنى حقلا من اجرة الظلم واذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت احشاؤه كلها. وصار ذلك معلوما عند جميع سكان اورشليم حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم حقل دما اي حقل دم.لانه مكتوب في سفر المزامير لتصر داره خرابا ولا يكن فيها ساكن ولياخذ وظيفته اخر} (أع 17:1-20).
+ اننا نضع رجائنا فى الله لانه قادر على كل شئ { من اله ابيك الذي يعينك ومن القادر على كل شيء الذي يباركك تاتي بركات السماء من فوق وبركات الغمر الرابض تحت} (تك 49 : 25). من اجل ذلك نطلبه ونلتمس معونته { اطلبوا الرب وقدرته التمسوا وجهه دائما} (مز 105 : 4). واثقين ان غير المستطاع لدى الناس مستطاع لديه { فنظر اليهم يسوع وقال عند الناس غير مستطاع ولكن ليس عند الله لان كل شيء مستطاع عند الله }(مر 10 : 27). ان رجائنا فى الله لانه قادر على كل شئ وهو اله محب ومحبته لا تعتمد على صلاحنا بل على ابوته وصلاحه من أجل هذا قال أرميا النبي { اردد هذا في قلبي من اجل ذلك ارجو. انه من احسانات الرب اننا لم نفن لان مراحمه لا تزول. هي جديدة في كل صباح كثيرة امانتك. نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه. طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه} (مرا 21:3-25). من أجل ذلك نتمسك بالرجاء لان الهنا امين وقادر ومحب { الذين اراد الله ان يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السر في الامم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد} (كو 1 : 27).
+ ان السيد المسيح كان وسيبقى رجاءاً لكل أحد ومن يتكل عليه لا يخزى ابدا وكما قال القديس بولس بالروح القدس { فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح. الذي به ايضا قد صار لنا الدخول بالايمان الى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله. وليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا. والصبر تزكية والتزكية رجاء. والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} (رو 1:5-5). السيد المسيح رجاء الخطاة فى التوبة والقبول والغفران، فمن كان يتصور ان مريم المجدلية الخاطئة تتوب وتتحول الى مبشرة بالقيامة حتى للامبراطور واي قوة وشجاعة حصلت عليها بالإيمان لتشهد لبشرى الخلاص. ومن كان يتصور ان انسانا محباٌ للمال كزكا العشار يتغير بمقابلة صادقة مع المخلص والمحرر وهكذا راينا شاول الطرسوسى المضهد للكنيسة يتقابل فى الطريق بعد القيامة مع المخلص ويهتدى الى الإيمان ويتحول الى مبشر يقدم حياته حباً فى مخلصه. السيد المسيح رجاء الخائفين وهو الذي يدافع عن المظلومين والمضطهدين من أجل اسمه فهو الذى ارسل ملائكه ليخرج الرسل من الحبس وبكت شاول على اضطهاده للمؤمنين فى دمشق وجعله يتوب ويبشر بالإيمان المسيحي.
+ السيد المسيح رجائنا الابدي.. ان حياتنا الارضية ما هي الا بخار ماء يظهر قليلا ثم يضمحل اذا قيست بالابدية وسيأتى السيد المسيح كما انطلق الى السماء فى صعوده ليأخذ قديسيه معه للسماء { وقالا ايها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سياتي هكذا كما رايتموه منطلقا الى السماء} (أع 11:1). { ايها الاحباء الان نحن اولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم انه اذا اظهر نكون مثله لاننا سنراه كما هو. وكل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر} (1يو 2:3-3). ونحن فى كل مرة نصلى قانون الإيمان نعلن انتظارنا ورجائنا بقيامة الاموات وحياة الدهر الأتي. ان هذا الرجاء تعزية المؤمنين وفرحهم كما يقول الرسول {فرحين في الرجاء صابرين في الضيق}(رو12:12). مجيء المسيح الثاني هو الرجاء الموضوع أمامنا، بحسب وعد الرب لهم {وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليَّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً}(يو3:14). الرجاء المسيحي ليس هو أن يأتي المسيح ويأخذ المؤمن إليه فقط إنما رجاؤنا هو شخص الرب نفسه ليحل فى قلوبنا ويتمجد بنا وفينا سواء بحياة او انتقال. هكذا نحيا القداسة فى رجاء فى الحياة الأبدية التى اليها دعينا كما يدعونا القديس بطرس { قدسوا الرب الاله في قلوبكم مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسالكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف } (1بط 3 : 15).
الأربعاء، 9 يوليو 2014
عيد الأباء الرسل
الأب أفرايم الأنبا بيشوى
عيد الأباء الرسل .. تحتفل الكنيسة القبطية بعيد الرسل القديسين يوم 5 أبيب من كل عام الموافق 12 يوليو, وإن كان يسمي عيد الرسل, إلا أنه بوجه خاص عيد استشهاد القديسين بطرس وبولس. والكنيسة توقر هذين الرسولين توقيرا عميقا, وتكرمهما إكرام جزيل ونتعلم من سيرتهم المقدسة وجهادهم لنشر الإيمان{ اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم }(عب 13 : 7).
لقد كان القديس بطرس الرسول في مقدمة من اختارهم الرب للعمل معه (مت10). أما القديس بولس فلم يكن من الاثني عشر, ولا حتي من السبعين رسولا, بل اختاره الرب أخيرا بعد القيامة وبعد اختيار متياس بسنوات ومع اختلاف شخصية وظروف كل من الرسولين الا أن نعمة الله عملت فى كليهما بقوة لنشر بشارة الملكوت. لقد ولد القديس بطرس ببيت صيدا وكان يعمل بصيد السمك عندما دعاه الرب يسوع للتلمذة له وكان متزوجا وقد شفى الرب حماته من حمى شديدة وكان أكبر التلاميذ سنا وذكر كاول قائمة الرسل لهذا السبب، أما القديس بولس الرسول فقد ولد بعد ميلاد السيد المسيح بخمسة سنوات تقريبا فى طرسوس بكليكية وتعلم اليونانية والعبرية وتثقف بالعلوم والفلسفة فى طرسوس ثم تتلمذ فى العلوم الدينية فى أورشليم على يد غمالائيل ( أع 22:3) معلم الناموس وكان ناموسي غيور علي يهوديته وعدوا ومضطهد للكنيسة حتى ظهر له السيد المسيح فى 37م وهو الطريق الى دمشق ليضطهد كنيسة الله فآمن بالرب عى يد القديس حنانيا فى دمشق .
القديس بطرس الرسول ... هو سمعان ابن يونا الذي دعاه الرب يسوع بطرس أي صخرة الذي بالارامية يدعي صفا (يو40:1-42 ) وهو من المعتبرين أعمدة بالكنيسة وعندما تكلم الرب عن التناول من جسده ودمه رجع الكثيرين من اليهود من وراءه فقال الرب للتلاميذ {ألعلكم أنتم أيضاً تريدون أن تمضوا ؟ أجابة سمعان بطرس يارب الي من نذهب ؟ كلام الحياة الأبدية عندك} (يو 66:6-68 ). كان القديس بطرس باكورة التلاميذ الا انه يمثل الضعف البشرى أيضا وقد انكر انه يعرف الرب يسوع أمام الخدم ليلة الآم الرب ولكنه ندم وخرج بعدها وبكي بكاً مراً (مت 75:26 ). وبعد ظهر القيامة اظهر الرب له قبوله لتوبته ورد له رسوليته قائلاً له {ارع غنمي ، أرع خرافي} (يو 15:21-16 ). اظهر القديس بطرس شجاعة كبيرة بعد حلول الروح القدس علي التلاميذ يوم الخمسين وآمن علي يديه حوالي ثلاثة آلاف رجل وتعمدوا (أع 2 ) وقد وقف مدافعا عن الأيمان امام رؤساء اليهود وكهنتهم وكثيرا ما اقتبس من العهد القديم في عظاته التي آمن بسببها الكثيرين.
القديس بولس الرسول .. كارز عظيم اختاره الله للعمل في بناء الملكوت وعمل به لنشر الايمان في العالم في عصره الرسولي وقضي حياته يبشر من مدينه الي اخري وتكلم بألسنة اكثر من الكل لنشر الإيمان وتمتع بمواهب واستعلانات وصعد الي السماء الثالثة (2كو2:12-7 ). وكرز وأسس كنائس في اليونان وروما التي اقام فيها سنتين يكرز بالكلمة بلا مانع (أع 30:28-31 ). وخدم في اوشليم وانطاكيا وكرز في اسيا واوربا وخدم في جزر قبرص وكريت ومالطة وصقليه وأسس كنائسها، ووصل غربا الي اسبانيا واسس كنائس كثيرة. كان القديس بولس يكرز ببشارة الملكوت في الهيكل والمجامع والبيوت والمعابد والميادين وفي كل الاماكن المتاحه وتعرض للاضطهاد من غير المؤمنين ووقف امام ولاة وملوك ومجمع السنهدريم مدافعا عن الأيمان المسيحي وكتب اربعة عشر رسالة للكنائس والتلاميذ يثبتهم في الايمان ويعالج قضايا الايمان والفداء والقيامة والاسرار والسلوك المسيحي والترتبات الكنسيه ونال اكليل الرسوليه والشهادة والبتولية علي يد نيرون في 12يوليو 67 ميلادية حسب التقويم الشرقي.
نواحي التشابه بين الرسولين.. توقر الكنيسة الرسولين وتطلب صلواتهما لما لهما من دور بارز في نشر الايمان المسيحي ولتشابهما في الغيرة والأستشهاد فكل منهما دعاة الرب. القديس بطرس كان صيادا للسمك مع اخيه اندراوس الرسول عند بحر طبريه فقال لهم الرب هلمً ورائي فاجعلكما صيادي الناس فللوقت تركا الشباك وتبعاه (مت18:4-20). والقديس بولس دعاه الرب في الطريق الي دمشق، اذ ابرق حوله نور من السماء (أع1:9-4) وبعد ان امن واعتمد دعاة الروح القدس قائلاً افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهم اليه (أع2:13) لقد دعا الله الرسولين الا ان طريقة الدعوة اختلفت لكل شخص والله يدعونا اليوم لنتبعه ونسير في طريق الاباء الرسل مع أختلاف ظروف كل منا. وكل من الرسولين غير الرب اسمه من سمعان الي بطرس وقد غير اسم شاول الي بولس وكل منهما حل عليه الروح القدس وامن بوسطتهما الكثيرين وكان لهم السلطان الرسولي الذي به يحل الروح القدس علي الذين يؤمنون بالرب. وكل من الرسولين صنع آيات وقوات وعجائب فجاء عن بطرس الرسول {كانوا يحملون المرضي خارجا في الشوارع ويضعونهم علي فرش وأسرة حتي اذا جاء بطرس يخيم ولو ظله علي أحد منهم. واجتمع جمهور المدن المحيطة الي اورشليم حاملين مرضي ومعذبين من أرواح نجسة وكانوا يبرأون جميعهم}(اع15:5-16). وقيل عن القديس بولس {وكان الله يصنع علي ايدي بولس قوات غير معتادة.حتي كان يؤتي عن جسده بمنادلين اومآزر فتزول عنهم الأمراض وتخرج الارواح الشريرة منهم} (أع11:19). وكلا الرسولين اقام بصلواتة ميتاً. بطرس اقام طابيثا في يافا (أع36:9-41) وبولس الرسول اقام افتيخوس الشاب من الموت (أع7:20-12 ) وقد كان الرسولين يبشرا ويعلما ويكرزا بغيرة لا تنقطع ويشهدا للتجسد الالهي وللصلب والفداء وقيامة الرب يسوع من الاموات. بشر القديس بطرس في اورشليم ويافا وقيصرية وبين المتغربين في الشتات في بنطس وغلاطية وكبادوكية واسيا وبيثينية (1بط1:1 ).
لقد كان القديسين بطرس وبولس يكرزان في شجاعه وعمل الروح القدس معهم وكانا يصرا علي التبشير امام مقاومة قيادات اليهود قال القديس بطرس {ينبغي ان يطاع الله أكثر من الناس} (أع19:5). والقديس بولس كان جرئيا في الحق واما فيلكس الوالي عندما تكلم عن البر والدينونه والتعفف ارتعد امامه الوالي (أع25:24 ). كان بولس قويا امام اغريباس الملك حتي قال له أغريباس {بقليل تقنعني ان أصير مسيحياً} فقال له بولس { كنت اصلي الي الله بقليل وبكثير، ليس أنت فقط بل أيضاً جميع الذين يسمعونني اليوم ، يصيرون هكذا كما انا ما خلا هذه القيود} (أع27:26-29) . وكان كلا الرسولين حازمين في مواجهة السحرة فبطرس الرسول واجه سيمون الساحر الذي ظن ان مواهب الله تقتني بالمال قائلاً { لتكن فضتك معك للهلاك لانك ظننت أن تقتني موهبة الله بدراهم. تب عن شرك هذا واطلب الي الله عسي ان يغفر لك فكر قلبك . لاني أراك في مرارة المر وربط الظلم} (أع18:8-23). وهكذا بولس الرسول تصرف مع عليم الساحر منتهرا اياه وعاقبه {هوذا يد الرب عليك. فتكون أعمي لا تبصر الشمس الي حين} (أع 6:13-11) ففي الحال سقط عليه ضباب وظلمة فجعل يدور ملتمسا من يقوده بيده. وتميز الرسولين بالتواضع فبطرس الرسول خر ساجدا بعد معجزة صيد السمك قائلاً للرب أخرج يارب من سفينتي فاني رجل خاطئ ( لو8:5) وعندما قدم للاستشهاد طلب ان يصلب منكس الرأس لاحساسه بعدم الاستحقاق ان يشبه سيده . والقديس بولس رغم تعبه في الكرازه يقول { وآخر الكل كأنه للسقط ظهر لي أنا ، لاني أصغر الرسل، أنا الذي لست أهلا ان أدعي رسولاً لأني أضطهدت كنيسة الله} (1كو8:15-9) .
نواحي الأختلاف بين الرسولين... لقد كان القديس بطرس من اول الرسل وكان صيادا للسمك في بحيرة طبريه الذين تبعوا المخلص اما بولس الرسول فلم يتبع الرب يسوع المسيح الا بعد القيامة بسنوات رغم انه تعب في الخدمة أكثر من جميع الرسل( اكو10:15) وقد كان بطرس الرسول من بيت صيدا الجليل وعاشت اسرته في كفر ناحوم وكان صيادا للسمك قبل دعوته ومتزوجا .اما القديس بولس فكان طرسوسي من كيليكية فريسي من سبط بنيامين كان ابيه غنيا وتعلم اليونانيه وحرفة صنع الخيام في كيليكية ثم تعلم الناموس والتلمود في اورشليم علي يد غملائيل، اعظم اساتذة عصرة وكان بتولاً وهذا يدل علي ان لكل واحد موهبته الخاصه من الله وان الله يدعو الجميع للايمان والي الخدمة سواء متزوجين أو بتوليين ومهما كان عملهم ومستواهم التعليمي وامكاناتهم فالروح القدس قادر ان يقودنا في موكب نصرته ويجعل منا أواني مقدسة للكرازه. وأن كان القديس بطرس هو بحق رسول الرجاء والإيمان فان القديس بولس هو رسول الجهاد والإيمان والمحبة والنعمة الإلهية المغيرة والمحررة . لقد أؤتمن بطرس الرسول علي تبشير الكرازة لليهود رغم ان الله استخدمه لقبول كرنيليوس واهل بيته من الأمم فاتحاً باب دخولهم علي يديه اما بولس الرسول للتبشير للأمم وهكذا قال لرب لبولس {أذهب فأني سأرسلك بعيداً الي الأمم } (أع 12:22) . وكتب بولس اربعة عشر رسالة الي كنائس الأمم ومنها الرساله الي رومية اما القديس بطرس فكتب رسالتين فقط الي اليهود المتغربين في الشتات. وكان القديس بطرس متحمسا مندفعا وقد مدحه الرب لشهادتة له بانه يسوع المسيح ابن الله الحي(مت15:16-19) وان كان في اندفاعه قد اخطأ وانتهره الرب علي ذلك (مت12:16، يو8:13-23 ، مت 51:26-52 ). ولقد حول الرب هذا الاندفاع الي الخير بعد حلول الروح القدس علي التلاميذ فدعا الجموع الي الايمان وبعظه واحدة امن علي يديه اكثر من ثلاثة الأف نفس. وكلا الرسولين تعرضا للاضطهاد والسجن والجلد وكان الرب يقويهم الي ان اكملا جهادهما ونالا أكليل الرسولية والشهادة سنة 67ميلادية بامر نيرون. بركة شفاعة وصلوات القديسين والرسولين العظيمين فلتكون معنا أمين.
عيد الأباء الرسل .. تحتفل الكنيسة القبطية بعيد الرسل القديسين يوم 5 أبيب من كل عام الموافق 12 يوليو, وإن كان يسمي عيد الرسل, إلا أنه بوجه خاص عيد استشهاد القديسين بطرس وبولس. والكنيسة توقر هذين الرسولين توقيرا عميقا, وتكرمهما إكرام جزيل ونتعلم من سيرتهم المقدسة وجهادهم لنشر الإيمان{ اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم }(عب 13 : 7).
لقد كان القديس بطرس الرسول في مقدمة من اختارهم الرب للعمل معه (مت10). أما القديس بولس فلم يكن من الاثني عشر, ولا حتي من السبعين رسولا, بل اختاره الرب أخيرا بعد القيامة وبعد اختيار متياس بسنوات ومع اختلاف شخصية وظروف كل من الرسولين الا أن نعمة الله عملت فى كليهما بقوة لنشر بشارة الملكوت. لقد ولد القديس بطرس ببيت صيدا وكان يعمل بصيد السمك عندما دعاه الرب يسوع للتلمذة له وكان متزوجا وقد شفى الرب حماته من حمى شديدة وكان أكبر التلاميذ سنا وذكر كاول قائمة الرسل لهذا السبب، أما القديس بولس الرسول فقد ولد بعد ميلاد السيد المسيح بخمسة سنوات تقريبا فى طرسوس بكليكية وتعلم اليونانية والعبرية وتثقف بالعلوم والفلسفة فى طرسوس ثم تتلمذ فى العلوم الدينية فى أورشليم على يد غمالائيل ( أع 22:3) معلم الناموس وكان ناموسي غيور علي يهوديته وعدوا ومضطهد للكنيسة حتى ظهر له السيد المسيح فى 37م وهو الطريق الى دمشق ليضطهد كنيسة الله فآمن بالرب عى يد القديس حنانيا فى دمشق .
القديس بطرس الرسول ... هو سمعان ابن يونا الذي دعاه الرب يسوع بطرس أي صخرة الذي بالارامية يدعي صفا (يو40:1-42 ) وهو من المعتبرين أعمدة بالكنيسة وعندما تكلم الرب عن التناول من جسده ودمه رجع الكثيرين من اليهود من وراءه فقال الرب للتلاميذ {ألعلكم أنتم أيضاً تريدون أن تمضوا ؟ أجابة سمعان بطرس يارب الي من نذهب ؟ كلام الحياة الأبدية عندك} (يو 66:6-68 ). كان القديس بطرس باكورة التلاميذ الا انه يمثل الضعف البشرى أيضا وقد انكر انه يعرف الرب يسوع أمام الخدم ليلة الآم الرب ولكنه ندم وخرج بعدها وبكي بكاً مراً (مت 75:26 ). وبعد ظهر القيامة اظهر الرب له قبوله لتوبته ورد له رسوليته قائلاً له {ارع غنمي ، أرع خرافي} (يو 15:21-16 ). اظهر القديس بطرس شجاعة كبيرة بعد حلول الروح القدس علي التلاميذ يوم الخمسين وآمن علي يديه حوالي ثلاثة آلاف رجل وتعمدوا (أع 2 ) وقد وقف مدافعا عن الأيمان امام رؤساء اليهود وكهنتهم وكثيرا ما اقتبس من العهد القديم في عظاته التي آمن بسببها الكثيرين.
القديس بولس الرسول .. كارز عظيم اختاره الله للعمل في بناء الملكوت وعمل به لنشر الايمان في العالم في عصره الرسولي وقضي حياته يبشر من مدينه الي اخري وتكلم بألسنة اكثر من الكل لنشر الإيمان وتمتع بمواهب واستعلانات وصعد الي السماء الثالثة (2كو2:12-7 ). وكرز وأسس كنائس في اليونان وروما التي اقام فيها سنتين يكرز بالكلمة بلا مانع (أع 30:28-31 ). وخدم في اوشليم وانطاكيا وكرز في اسيا واوربا وخدم في جزر قبرص وكريت ومالطة وصقليه وأسس كنائسها، ووصل غربا الي اسبانيا واسس كنائس كثيرة. كان القديس بولس يكرز ببشارة الملكوت في الهيكل والمجامع والبيوت والمعابد والميادين وفي كل الاماكن المتاحه وتعرض للاضطهاد من غير المؤمنين ووقف امام ولاة وملوك ومجمع السنهدريم مدافعا عن الأيمان المسيحي وكتب اربعة عشر رسالة للكنائس والتلاميذ يثبتهم في الايمان ويعالج قضايا الايمان والفداء والقيامة والاسرار والسلوك المسيحي والترتبات الكنسيه ونال اكليل الرسوليه والشهادة والبتولية علي يد نيرون في 12يوليو 67 ميلادية حسب التقويم الشرقي.
نواحي التشابه بين الرسولين.. توقر الكنيسة الرسولين وتطلب صلواتهما لما لهما من دور بارز في نشر الايمان المسيحي ولتشابهما في الغيرة والأستشهاد فكل منهما دعاة الرب. القديس بطرس كان صيادا للسمك مع اخيه اندراوس الرسول عند بحر طبريه فقال لهم الرب هلمً ورائي فاجعلكما صيادي الناس فللوقت تركا الشباك وتبعاه (مت18:4-20). والقديس بولس دعاه الرب في الطريق الي دمشق، اذ ابرق حوله نور من السماء (أع1:9-4) وبعد ان امن واعتمد دعاة الروح القدس قائلاً افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهم اليه (أع2:13) لقد دعا الله الرسولين الا ان طريقة الدعوة اختلفت لكل شخص والله يدعونا اليوم لنتبعه ونسير في طريق الاباء الرسل مع أختلاف ظروف كل منا. وكل من الرسولين غير الرب اسمه من سمعان الي بطرس وقد غير اسم شاول الي بولس وكل منهما حل عليه الروح القدس وامن بوسطتهما الكثيرين وكان لهم السلطان الرسولي الذي به يحل الروح القدس علي الذين يؤمنون بالرب. وكل من الرسولين صنع آيات وقوات وعجائب فجاء عن بطرس الرسول {كانوا يحملون المرضي خارجا في الشوارع ويضعونهم علي فرش وأسرة حتي اذا جاء بطرس يخيم ولو ظله علي أحد منهم. واجتمع جمهور المدن المحيطة الي اورشليم حاملين مرضي ومعذبين من أرواح نجسة وكانوا يبرأون جميعهم}(اع15:5-16). وقيل عن القديس بولس {وكان الله يصنع علي ايدي بولس قوات غير معتادة.حتي كان يؤتي عن جسده بمنادلين اومآزر فتزول عنهم الأمراض وتخرج الارواح الشريرة منهم} (أع11:19). وكلا الرسولين اقام بصلواتة ميتاً. بطرس اقام طابيثا في يافا (أع36:9-41) وبولس الرسول اقام افتيخوس الشاب من الموت (أع7:20-12 ) وقد كان الرسولين يبشرا ويعلما ويكرزا بغيرة لا تنقطع ويشهدا للتجسد الالهي وللصلب والفداء وقيامة الرب يسوع من الاموات. بشر القديس بطرس في اورشليم ويافا وقيصرية وبين المتغربين في الشتات في بنطس وغلاطية وكبادوكية واسيا وبيثينية (1بط1:1 ).
لقد كان القديسين بطرس وبولس يكرزان في شجاعه وعمل الروح القدس معهم وكانا يصرا علي التبشير امام مقاومة قيادات اليهود قال القديس بطرس {ينبغي ان يطاع الله أكثر من الناس} (أع19:5). والقديس بولس كان جرئيا في الحق واما فيلكس الوالي عندما تكلم عن البر والدينونه والتعفف ارتعد امامه الوالي (أع25:24 ). كان بولس قويا امام اغريباس الملك حتي قال له أغريباس {بقليل تقنعني ان أصير مسيحياً} فقال له بولس { كنت اصلي الي الله بقليل وبكثير، ليس أنت فقط بل أيضاً جميع الذين يسمعونني اليوم ، يصيرون هكذا كما انا ما خلا هذه القيود} (أع27:26-29) . وكان كلا الرسولين حازمين في مواجهة السحرة فبطرس الرسول واجه سيمون الساحر الذي ظن ان مواهب الله تقتني بالمال قائلاً { لتكن فضتك معك للهلاك لانك ظننت أن تقتني موهبة الله بدراهم. تب عن شرك هذا واطلب الي الله عسي ان يغفر لك فكر قلبك . لاني أراك في مرارة المر وربط الظلم} (أع18:8-23). وهكذا بولس الرسول تصرف مع عليم الساحر منتهرا اياه وعاقبه {هوذا يد الرب عليك. فتكون أعمي لا تبصر الشمس الي حين} (أع 6:13-11) ففي الحال سقط عليه ضباب وظلمة فجعل يدور ملتمسا من يقوده بيده. وتميز الرسولين بالتواضع فبطرس الرسول خر ساجدا بعد معجزة صيد السمك قائلاً للرب أخرج يارب من سفينتي فاني رجل خاطئ ( لو8:5) وعندما قدم للاستشهاد طلب ان يصلب منكس الرأس لاحساسه بعدم الاستحقاق ان يشبه سيده . والقديس بولس رغم تعبه في الكرازه يقول { وآخر الكل كأنه للسقط ظهر لي أنا ، لاني أصغر الرسل، أنا الذي لست أهلا ان أدعي رسولاً لأني أضطهدت كنيسة الله} (1كو8:15-9) .
نواحي الأختلاف بين الرسولين... لقد كان القديس بطرس من اول الرسل وكان صيادا للسمك في بحيرة طبريه الذين تبعوا المخلص اما بولس الرسول فلم يتبع الرب يسوع المسيح الا بعد القيامة بسنوات رغم انه تعب في الخدمة أكثر من جميع الرسل( اكو10:15) وقد كان بطرس الرسول من بيت صيدا الجليل وعاشت اسرته في كفر ناحوم وكان صيادا للسمك قبل دعوته ومتزوجا .اما القديس بولس فكان طرسوسي من كيليكية فريسي من سبط بنيامين كان ابيه غنيا وتعلم اليونانيه وحرفة صنع الخيام في كيليكية ثم تعلم الناموس والتلمود في اورشليم علي يد غملائيل، اعظم اساتذة عصرة وكان بتولاً وهذا يدل علي ان لكل واحد موهبته الخاصه من الله وان الله يدعو الجميع للايمان والي الخدمة سواء متزوجين أو بتوليين ومهما كان عملهم ومستواهم التعليمي وامكاناتهم فالروح القدس قادر ان يقودنا في موكب نصرته ويجعل منا أواني مقدسة للكرازه. وأن كان القديس بطرس هو بحق رسول الرجاء والإيمان فان القديس بولس هو رسول الجهاد والإيمان والمحبة والنعمة الإلهية المغيرة والمحررة . لقد أؤتمن بطرس الرسول علي تبشير الكرازة لليهود رغم ان الله استخدمه لقبول كرنيليوس واهل بيته من الأمم فاتحاً باب دخولهم علي يديه اما بولس الرسول للتبشير للأمم وهكذا قال لرب لبولس {أذهب فأني سأرسلك بعيداً الي الأمم } (أع 12:22) . وكتب بولس اربعة عشر رسالة الي كنائس الأمم ومنها الرساله الي رومية اما القديس بطرس فكتب رسالتين فقط الي اليهود المتغربين في الشتات. وكان القديس بطرس متحمسا مندفعا وقد مدحه الرب لشهادتة له بانه يسوع المسيح ابن الله الحي(مت15:16-19) وان كان في اندفاعه قد اخطأ وانتهره الرب علي ذلك (مت12:16، يو8:13-23 ، مت 51:26-52 ). ولقد حول الرب هذا الاندفاع الي الخير بعد حلول الروح القدس علي التلاميذ فدعا الجموع الي الايمان وبعظه واحدة امن علي يديه اكثر من ثلاثة الأف نفس. وكلا الرسولين تعرضا للاضطهاد والسجن والجلد وكان الرب يقويهم الي ان اكملا جهادهما ونالا أكليل الرسولية والشهادة سنة 67ميلادية بامر نيرون. بركة شفاعة وصلوات القديسين والرسولين العظيمين فلتكون معنا أمين.
الأحد، 6 يوليو 2014
آية وقول وحكمة ليوم الأثنين الموافق 7/7
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ يَا إِلَهَ الْجُنُودِ ارْجِعَنَّ. اطَّلِعْ مِنَ السَّمَاءِ وَانْظُرْ وَتَعَهَّدْ هَذِهِ الْكَرْمَةَ.} (مز80: 14)
قول لقديس..
(أساس طريق الله هو الصبر الكثير، والرجاء، والاتضاع، ومسكنة الروح التي أوصانا بها الرب، هي مثل علامات ولافتات في الطريق الملوكي لإرشاد المسافرين إلى المدينة السماوية. لأنه يقول: طوبى للمساكين بالروح، طوبى للودعاء، طوبى لصانعي السلام. وهذه هي المسيحية. أما الذي لا يسير في هذا الطريق فإنه يضلّ إلى حيث لا طريق. ويكون قد بنى على غير أساس.) القديس مكاريوس الكبير
حكمة للحياة ..
+ اذكرني يا رب برضا شعبك تعهدني بخلاصك (مز 106 : 4)
Remember me, O LORD, with the favor You have toward Your people; Oh, visit me with Your salvation, (Psa 106 : 4 )
صلاة..
" اليك نصلى أيها الرب الهنا لتدركنا ببركات صلاحك، وتتعهد الكرمة بعين عنايتك التى لا تغفل، وتسيج حول الكرم بقوة يمينك وتهبنا الحكمة والقوة والنعمة لننقب فى اعماق نفوسنا ونستأصل كل فكر وعاطفة وميل لا يرضى صلاحك ويسكن روحك القدوس ويحل بالإيمان فينا فتنمو الفضائل الروحية ونثمر ثمر البر ويدوم ثمرنا ولا نكون بعد عاراً عند أعدائنا ولا يقوى علينا موت الخطية ولا علي كل شعبك بل نكون رعية واحدة لراع واحد، أمين"
من الشعر والادب
"تعهدنا بخلاصك"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أيها الرب اله القوات
أطلع الينا من السموات
بعين الرحمة والرأفات
ونقى الكرم من الأفات
لنعوض ما قد ولى وفات
بروحك تتكاثر الثمرات
خلاصك يدركنا بالبركات
قراءة مختارة ليوم
الأثنين الموافق 7/7
الْمَزْمُورُ الثَّمَانُونَ
مز 1:80-19
1 يَا رَاعِيَ إِسْرَائِيلَ اصْغَ يَا قَائِدَ يُوسُفَ كَالضَّأْنِ يَا جَالِساً عَلَى الْكَرُوبِيمِ أَشْرِقْ. 2قُدَّامَ أَفْرَايِمَ وَبِنْيَامِينَ وَمَنَسَّى أَيْقِظْ جَبَرُوتَكَ وَهَلُمَّ لِخَلاَصِنَا. 3يَا اللهُ أَرْجِعْنَا وَأَنِرْ بِوَجْهِكَ فَنَخْلُصَ. 4يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ إِلَى مَتَى تُدَخِّنُ عَلَى صَلاَةِ شَعْبِكَ؟ 5قَدْ أَطْعَمْتَهُمْ خُبْزَ الدُّمُوعِ وَسَقَيْتَهُمُ الدُّمُوعَ بِالْكَيْلِ. 6جَعَلْتَنَا نِزَاعاً عِنْدَ جِيرَانِنَا وَأَعْدَاؤُنَا يَسْتَهْزِئُونَ بَيْنَ أَنْفُسِهِمْ. 7يَا إِلَهَ الْجُنُودِ أَرْجِعْنَا وَأَنِرْ بِوَجْهِكَ فَنَخْلُصَ. 8كَرْمَةً مِنْ مِصْرَ نَقَلْتَ. طَرَدْتَ أُمَماً وَغَرَسْتَهَا. 9هَيَّأْتَ قُدَّامَهَا فَأَصَّلَتْ أُصُولَهَا فَمَلَأَتِ الأَرْضَ. 10غَطَّى الْجِبَالَ ظِلُّهَا وَأَغْصَانُهَا أَرْزَ اللهِ. 11مَدَّتْ قُضْبَانَهَا إِلَى الْبَحْرِ وَإِلَى النَّهْرِ فُرُوعَهَا. 12فَلِمَاذَا هَدَمْتَ جُدْرَانَهَا فَيَقْطِفَهَا كُلُّ عَابِرِي الطَّرِيقِ؟ 13يُفْسِدُهَا الْخِنْزِيرُ مِنَ الْوَعْرِ وَيَرْعَاهَا وَحْشُ الْبَرِّيَّةِ! 14يَا إِلَهَ الْجُنُودِ ارْجِعَنَّ. اطَّلِعْ مِنَ السَّمَاءِ وَانْظُرْ وَتَعَهَّدْ هَذِهِ الْكَرْمَةَ 15وَالْغَرْسَ الَّذِي غَرَسَتْهُ يَمِينُكَ وَالاِبْنَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ. 16هِيَ مَحْرُوقَةٌ بِنَارٍ مَقْطُوعَةٌ. مِنِ انْتِهَارِ وَجْهِكَ يَبِيدُونَ. 17لِتَكُنْ يَدُكَ عَلَى رَجُلِ يَمِينِكَ وَعَلَى ابْنِ آدَمَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ 18فَلاَ نَرْتَدَّ عَنْكَ. أَحْيِنَا فَنَدْعُوَ بِاسْمِكَ. 19يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ أَرْجِعْنَا. أَنِرْ بِوَجْهِكَ فَنَخْلُصَ.
تأمل..
+ الصلاة ليتدخل الراعي الصالح.. هنا نجد المرنم يصلى طالبا تدخل الراعي الصالح ليقود ويخلص شعبه كراعٍ يقود خرافه وهذا الراعي هو الرب الذي أتى متجسداً وهو نفسه الله يهوه الجالس على الكروبيم وأشرق علينا بتجسده. ولكن لماذا يذكر أفرايم وبنيامين ومنسى بالذات؟ لقد وقعت الاسباط العشرة فى الشمال تحت يد أشور وكان أقوى أسباطها أفرايم ومنسى. وبنيامين ويهوذا سبيا الي بابل. وكان الثلاثة أسباط يتقدمون مسيرة الشعب. فالنبي يطلب عودتهم لسابق مجدهم، إفرايم تعنى الثمر المتكاثر. وبنيامين ابن اليمين ومنسى بمعنى ان ننسي اتعابنا ويغفر الله خطايانا. ومن يرجع لله، يعود يتمتع بنعمة وعمل الله معه، ويكون ابن اليمين وله ثمر متكاثر.
+ الرحمة والخلاص من الرب.. يشكو المرنم من سوء حالة القطيع والمشقات التي يتحملها ويطلب العطف والشفقة على الرعية والكرمة اشارة الى شعب الله قديما أو الكنيسة فى العهد الجديد وتشير ايضا الى النفس البشرية التى كان مثل كرمة في فردوس الله وحينما أخطأت قطعها الله بفأس عدالته وطرحها خارج الفردوس فيبست. وإسرائيل كانت كرمة غرسها الله في أرض الميعاد ثم أخطأت وصارت تعطى عنباً مراً. والمرنم يستغيث إلى سيد الكرم لكي ينزل هو ويصير لنا الكرمة الحقيقية والكرام الأمين، ويطعمنا فيه ويصلى ويطلب المرتل رحمة الله وتدخله لينزع الرب الحزن من نفوسنا ويفرحنا بظهوره وسطنا لكي لا يفسد الشيطان حياتنا ولا تتهدم جدارن بستاننا الروحي ونثمر ثمر البر.
+ معونتنا من عند الرب.. {لتكن يدك على رجل يمينك وعلى ابن آدم الذي اخترته لنفسك.} أننا نطلب المعونة والقوة من اللة الآب بالابن الوحيد ربنا والهنا يسوع المسيح وقد دعاه المرنم هنا رجل يمينك فهو قوة الله وحكمة الله، الكلمة الازلي الذي تجسد من أجل خلاصنا وأعطاه الآب كل قوة وكل سلطان ثم رفعه وجلس عن يمينه. عمل المسيح هو نشر ملكوت الله بقوة على الأرض. وقد كانت عليه يد الآب ليتم عمله ثم يصلب ويقوم، لذلك مرات كثيرة إذ أرادوا قتل الابن وكان يمر من وسطهم دون أن يشعروا (يو59:8). ثم كانت يد الله عليه ليقوم من الأموات بقوة (رو4:1). فالسيد المسيح هو قوة وثبات الكنيسة والمؤمنين والكرمة الحقيقية والراعي الصالح الذى يخلصنا ويقودنا الى الحياة الأبدية.
الخميس، 3 يوليو 2014
آية وقول وحكمة ليوم الجمعة الموافق 7/4
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ أَعِنَّا يَا إِلَهَ خَلاَصِنَا مِنْ أَجْلِ مَجْدِ اسْمِكَ وَنَجِّنَا وَاغْفِرْ خَطَايَانَا مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ.} (مز9:79)
قول لقديس..
(عندما يشعر القديسون بأن ثقل الأفكار الأرضية يضايقهم، وأنهم يرتدون بعيدًا عن سمو أذهانهم، منقادين بغير إرادتهم أو بالأحرى لا شعوريًا إلى ناموس الخطية والموت، وتعوقهم الأعمال الأرضية التي هي نافعة وصالحة عن معاينة الله، فإنهم يئنون إلى الله باستمرار، معترفين بانسحاق قلب لا بالكلام بل بقلوبهم إنهم خطاة، وبينما هم بغير انقطاع يلتمسون من رحمة الله الصفح عما يقترفونه يومًا فيومًا بسبب ضعف الجسد، يزرفون دموعًا حقيقية للتوبة بغير انقطاع.) من مناظرات يوحنا كاسيان مع اباء البرية.
حكمة للحياة ..
+ فاذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الردية فانني اسمع من السماء واغفر خطيتهم وابرئ ارضهم (2اخ 7 : 14)
If My people who are called by My name will humble themselves, and pray and seek My face, and turn from their wicked ways, then I will hear from heaven, and will forgive their sin and heal their land (2Ch 7 : 14)
صلاة..
" ايها الراعى الصالح الذى يسعى من أجل رعاية وخلاص كل أحد، اليك نرفع الدعاء من أجل الرعاة والرعية، ومن أجل كل من لهم تعب فى حقل الخدمة. أنظر الي ضعفنا ومذلتنا وأنقذنا من خطايانا من أجل اسمك القدوس الذى دعى علينا، ونجنا من سهام إبليس المتقدة ناراً وهبنا حكمة وقوة ونعمة لصنع ارادتك المقدسة والعمل بوصاياك المحيية، ودبر حياتنا كما يليق ولتدركنا مراحمك كل حين ليتبارك أسمك القدوس فى كل حين، أمين"
من الشعر والادب
"في ظل رعايتك"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
من كل قلبى أيوه ياربي
نفسى أحبك وكمان أطيعك
وأكون حمل أنا من قطيعك
مش عاوز أشرد ولا أضيع
أو أتكبر ولا احس انى وضيع
دا أنا برضه أبنك، غالي عليك
وحياتى أضعها ما بين أيديك
معك انا بحيا فى واحة سلام
وفى ظل حبك يحلالي القيام.
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 7/4
الْمَزْمُورُ التَّاسِعُ وَالسَّبْعُونَ
مز 1:79-13
1 اَللهُمَّ إِنَّ الأُمَمَ قَدْ دَخَلُوا مِيرَاثَكَ. نَجَّسُوا هَيْكَلَ قُدْسِكَ. جَعَلُوا أُورُشَلِيمَ أَكْوَاماً. 2دَفَعُوا جُثَثَ عَبِيدِكَ طَعَاماً لِطُيُورِ السَّمَاءِ لَحْمَ أَتْقِيَائِكَ لِوُحُوشِ الأَرْضِ. 3سَفَكُوا دَمَهُمْ كَالْمَاءِ حَوْلَ أُورُشَلِيمَ وَلَيْسَ مَنْ يَدْفِنُ. 4صِرْنَا عَاراً عِنْدَ جِيرَانِنَا هُزْءاً وَسُخْرَةً لِلَّذِينَ حَوْلَنَا. 5إِلَى مَتَى يَا رَبُّ تَغْضَبُ كُلَّ الْغَضَبِ وَتَتَّقِدُ كَالنَّارِ غَيْرَتُكَ؟ 6أَفِضْ رِجْزَكَ عَلَى الأُمَمِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَكَ وَعَلَى الْمَمَالِكِ الَّتِي لَمْ تَدْعُ بِاسْمِكَ. 7لأَنَّهُمْ قَدْ أَكَلُوا يَعْقُوبَ وَأَخْرَبُوا مَسْكَنَهُ. 8لاَ تَذْكُرْ عَلَيْنَا ذُنُوبَ الأَوَّلِينَ. لِتَتَقَدَّمْنَا مَرَاحِمُكَ سَرِيعاً لأَنَّنَا قَدْ تَذَلَّلْنَا جِدّاً. 9أَعِنَّا يَا إِلَهَ خَلاَصِنَا مِنْ أَجْلِ مَجْدِ اسْمِكَ وَنَجِّنَا وَاغْفِرْ خَطَايَانَا مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ. 10لِمَاذَا يَقُولُ الأُمَمُ: «أَيْنَ هُوَ إِلَهُهُمْ؟» لِتُعْرَفْ عِنْدَ الأُمَمِ قُدَّامَ أَعْيُنِنَا نَقْمَةُ دَمِ عَبِيدِكَ الْمُهْرَاقِ. 11لِيَدْخُلْ قُدَّامَكَ أَنِينُ الأَسِيرِ. كَعَظَمَةِ ذِرَاعِكَ اسْتَبْقِ بَنِي الْمَوْتِ. 12وَرُدَّ عَلَى جِيرَانِنَا سَبْعَةَ أَضْعَافٍ فِي أَحْضَانِهِمِ الْعَارَ الَّذِي عَيَّرُوكَ بِهِ يَا رَبُّ. 13أَمَّا نَحْنُ شَعْبُكَ وَغَنَمُ رِعَايَتِكَ نَحْمَدُكَ إِلَى الدَّهْرِ. إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ نُحَدِّثُ بِتَسْبِيحِكَ.
تأمل..
+ صلاة لطلب النجدة والمغفرة .. لقد زحف جيش الأعداء من بابل وخرب أورشليم والهيكل كما يفعل إبليس بالانسان ويستعبده بالخطية ولهذا يصرخ ويصلى المرتل طالبا النجاة لنفسه ولشعبة ومدينته. أننا كميراث الله يجب ان نجاهد لكي نحيا فى قداسة السيرة والنفس ولا يدنسنا إبليس كما دنس ونجس أورشليم وهيكلها وقد دمره البابليون وقتلوا الكثيرين واستعبد البابليون شعب الرب. كما يستعبد إبليس الإنسان بالخطية فيصير الإنسان عاراً. والمزمور صرخة لله لكي يخلصه شعبه. ولكي يؤدب الأمم وينصفنا من إبليس خصمنا. ونصلى لله العادل أن لا يعاقبنا من اجل ذنوبنا بل يرحمنا حسب كثرة رحمته.
+ الله يعاقب الأشرار ويخلص شعبه... الله يعاقب الاشرار الذين يظلموا شعبه ويستهينوا باسمه القدوس ويدخل امامه صراخ المساكين ويقضى لهم وينصفهم سريعا ويخلصنا من الخطية والظلم والموت ويغفر اثام شعبه من أجل اسمه القدوس الذى دعي علينا.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)