+ نفرح ونحتفل بميلاد السيد المسيح وتجسده وحلوله بيننا ومشاهدتنا لجلال مجده ونهتف مسبحين الله كل حين { وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً} (يو 1 : 14). نفرح لان التجسد الإلهي هو أعلان خلاص ومحبة ورحمة الله لكل البشرية فى كل الأجيال, وهذا ما أعلنه ملاك الرب للرعاة يوم ميلاد المخلص{ وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ.وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا. فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ} ( لو 8:2-11). ميلاد المسيح له المجد لم يكن فرح وخلاص ورحمة للبشر فقط بل هو فرح الملائكة فى السماء { وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: «الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».} (لو 13:2-14). نفرح ونتعلم من وداعة وتواضع الرب الإله الذى تواضع وولد في المذود ليرفعنا { وَهَذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطاً مُضْجَعاً فِي مِذْوَدٍ.} (لو 12:2).
+ نفرح بميلاد المخلص الذى جاء لخلاص الجميع يهود وأمم، رجال ونساء وأطفال { فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ} (مت 1 : 21). وهو القدوس الذى بلا خطية حمل خطايانا على الصليب ليحلنا من رباطات خطايانا{ وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا} (اش 53 : 5). ولم يقتصر خلاص الرب يسوع المسيح على شعب بعينه بل جاء لخلاص العالم كله فقال: {لم آت لأدين العالم، بل لأخلص العالم" (يو12: 47). وشهد له أهل السامرة بعد أن راوه لمدة يومين {هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم}(يو4: 42). وقال عن نفسه { أنه جاء لكي يخلص ما قد هلك} (متى18: 11) (لو19: 10). وكما قال القديس بولس {إن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا} (1تى1: 15). وهو الذى جاء ليفدينا من كل أثم { بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم} (تى2: 14). إنه المخلص الي التمام { يقدر أن يخلص أيضاً إلى التمام} (عب7: 25). به ننال خلاصنا الأبدي { صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي} (عب5: 9). ولهذا يتعجب القديس بولس الرسول قائلاً {فكيف تنجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره؟!} (عب2: 3). السيد المسيح جاء فادياً، ومخلصاً وكفارة، يخلص العالم كله من خطاياهم، ويفديهم من كل إثم { ليس بأحد غيره الخلاص} (أع4: 12).
+ أعلن الكتاب المقدس أن الله اله رحيم وصالح ومحب البشر { فَاجْتَازَ الرَّبُّ قُدَّامَهُ. وَنَادَى الرَّبُّ: «الرَّبُّ إِلَهٌ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الْإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ }(خر 34 : 6). {الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ} (مز 103 : 8). وجاء الرب يسوع المسيح رحمة متجسدة كما أعلن زكريا الكاهن عن ميلاد السيد الرب { بِأَحْشَاءِ رَحْمَةِ إِلَهِنَا الَّتِي بِهَا افْتَقَدَنَا الْمُشْرَقُ مِنَ الْعَلاَءِ }(لو 1 : 78) أعلن المخلص في خدمته رحمته لنا ودعوته الصادقة بالرحمة للخطاة والأثمة والبعيدين وهكذا دافع عن قبوله للخطاة قائلا { فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ} (مت 9 : 13). التجسد أعلان لوداعة وأتضاع ورحمة الله، وأن كان الله قديما كلم الأباء بطرق شتى فمن خلال شجرة عليق متقدة بالنار كلم الله موسي النبي فهل يستحيل على الله أن يتجسد ويصير بشرا معلنا محبته الإلهية للبشر كما قال القديس بولس { وَبِاعْتِرَافِ الْجَمِيعِ، أَنَّ سِرَّ التَّقْوَى عَظِيمٌ: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، شَهِدَ الرُّوحُ لِبِرِّهِ، شَاهَدَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ، بُشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، ثُمَّ رُفِعَ فِي الْمَجْدِ} (1تي 3 : 16). ولم يحد التجسد من لاهوت الأبن الكلمة بل لاهوته يملء كل مكان، كما لا يحد التلفزيون لدينا حتى نري الأشخاص تتحرك وتتحدث ويبقي الأرسال التلفزيوني من الجو حولنا ويستطيع أن يلتقط بثه غيرنا. شابهنا السيد المسيح فى كل شئ ليعلن رحمته وفدائه لنا كرئيس كهنة الخيرات العتيدة { مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيماً، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِيناً فِي مَا لِلَّهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ } (عب 2 :17). نحن نفرح بالمسيح مخلصنا وميلاده العجيب ونحيا نصنع محبة ورحمة لننال رحمة فى حينه {وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ }(يه 1 : 21). ونصلي من أجل كل أحد ليتمتع الكل بخلاص الله ومحبته ورحمته الله ونحيا فى سلام وأفراح الخلاص في كل حين، أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق