للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ كثيرة هي متاعب الحياة التي يتعرض لها الإنسان ويواجهها كل يوم ولاسيما في ظل الضغوط الأقتصادية والنفسية والأجتماعية والحروب الروحية والأمراض الكثيرة التي نواجهها، بالأضافة الي ما نتعرض له من أزمات نفسية نتيجة لوفاة أحد المقربين أو تعرض البعض لأمراض صعبة أو يقع علي البعض من ظلم أوما نسمع به من مشاكل أو ما نراه ونسمعه من حوادث وأحداث تقع حولنا. وفى كل الصعاب التي نواجهها علينا أن نأتي الي الله بثقة وإيمان ونطلب منه العون والراحة والصبر والتعزية ونحصل منه على السلام وسط ضيقات الحياة ونثق في وعده القائل { تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ»} (مت 28:11-30). وعلينا أن نعمل مع الله لأراحة المتعبين ومساعدة المحتاجين لنجد نحن راحة وسلام. أن السعادة والسلام والراحة لن نجدهم فى حياتنا أن لم نقدمهم بمحبة للغير، ومغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ. علينا أن نقدم كلمة الله فى حكمة للغير لتريحهم وتفرحهم وتمنحهم إيمان وسلام ورجاء. علينا أن نكون دعاة سلام ونحيا فى محبة مع الغير ووئام وعلي قدر طاقتنا نسالم الجميع. ونصلي ليعطينا الله لسان المتعلمين لنعرف أن نغيث المتعبين بكلمة الله الحية والقادرة أن تريح النفس وتشفي الروح وتقوى الضعفاء { أَعْطَانِي السَّيِّدُ الرَّبُّ لِسَانَ الْمُتَعَلِّمِينَ لأَعْرِفَ أَنْ أُغِيثَ الْمُعْيِيَ بِكَلِمَةٍ. يُوقِظُ كُلَّ صَبَاحٍ يُوقِظُ لِي أُذُناً لأَسْمَعَ كَالْمُتَعَلِّمِينَ} (اش 50 : 4).
+ أن آلام الحياة قد تكون الوسيلة لتخليصنا من التعلق بالعالم وشهواته وقد تكون كالأدوية التي تقودنا لنرفع قلوبنا بالصلاة لله، والالتجاء اليه وبها نؤهل للمجد العتيد أن يستعلن فينا، وعلينا أن نعي أن الخليقة كلها تئن وتتمخض معا { فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا. لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللهِ. إِذْ أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ لَيْسَ طَوْعاً بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا عَلَى الرَّجَاءِ. لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضاً سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ. فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعاً إِلَى الآنَ. وَلَيْسَ هَكَذَا فَقَطْ بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضاً نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا.} (رو18:8-23). علينا أن نحتمل التجارب والضيقات ونواجهها بالعمل البناء والإيجابي والحلول العملية والصبر والأمل فى الغد الأفضل والرجاء الصالح فكل ضيقة لابد أن تنتهي وبالصلاة والصبر تؤول لخيرنا وبنيان نفوسنا.
+ فى العمل علي إراحة الناس يجب أن نحرص أن لا نجرح مشاعرهم وأن لا تخرج منا كلمة جارحة بل كل ما هو صالح للبنيان. نشارك من حولنا بتفهم وتقدير أفراحهم وأحزانهم { فَرَحاً مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ } (رو 12 : 15). أن المحبة العملية للناس هي أساس دخولنا للسماء كما قال السيد الرب { ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ للَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيباً فَآوَيْتُمُونِي.عُرْيَاناً فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضاً فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوساً فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ. فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ: يَارَبُّ مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً فَأَطْعَمْنَاكَ أَوْ عَطْشَاناً فَسَقَيْنَاكَ؟. وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيباً فَآوَيْنَاكَ أَوْ عُرْيَاناً فَكَسَوْنَاكَ؟. وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟. فَيُجِيبُ الْمَلِكُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ فَبِي فَعَلْتُمْ.} ( مت 34:25-40). هذه هي الراحة أن نريح المتعبين ونحمل أثقال الخطاة ونكون رحومين نحو الخليقة كلها{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ: «هَذِهِ هِيَ الرَّاحَةُ. أَرِيحُوا الرَّازِحَ وَهَذَا هُوَ السُّكُونُ». وَلَكِنْ لَمْ يَشَاؤُوا أَنْ يَسْمَعُوا.} (أش 12:28). وكما قال السيد الرب { طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ} (مت 5 : 7).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق