الأحد، 27 أغسطس 2017
الأصغاء لصوت الله طرق سماع صوت الله (3)
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
1- الله يكلمنا بطرق متعددة ....
+ منذ أن خلق الله الإنسان وهو يعمل علي أن تكون لنا معرفة به وأن نسمع صوته ونعرفه ونطيعه ونحبه، لقد تحرك الله بالمحبة نحو البشرية ليتكلم معنا بطرق كثيرة { الله بعدما كلم الآباء بالانبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه} (عب 1 : 1 ، 2) . لذلك يحث الروح القدس الناس على طاعة صوت الله عند سماعه ويدعونا الي قبوله {اليوم ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم}( عب 3 : 7 و 8). أليس الله هو الذي تكلم في بدء البشرية مع آدم (تك 3: 17)؟ وتكلم مع قايين ونوح وإبراهيم وإسحق ويعقوب وموسى وأشعياء وأرميا والأنبياء ؟ بل ويتحدث حتى مع الشخص الواحد ليس فقط مرة بل مرات كثيرة بطرق متنوعه تتناسب وفهمنا الروحي وأنفتاح بصيرتنا الداخلية. مستخدمًا كل وسيلة، لعلنا نسمع صوته، ونقبله ونتجاوب معه. يقول الوحي الإلهي: { كلمت الأنبياء وكثرت الرؤى وبيد الأنبياء مثلت أمثالاً} (هو 12: 10)، وجاء في النبي {اصغوا واسمعوا صوتي انصتوا واسمعوا قولي} (اش 28 : 23). تكلم بنفسه أو بواسطة ملائكة، أو بواسطة الأنبياء، وتكلم بواسطة مؤمنيه الأتقياء عندما ينطقوا بالحق. إنه يتكلم بطرق متنوعة، وبأوانٍ كثيرة، وفي العهد الجديد تكلم معنا في أبنه، كلمة الله، الواحد مع الآب. تجسد الابن لكي يقترب الينا ويعلن لنا ذاته ومحبته ووصاياه، حمل الصليب ليهبنا حق الدخول فيه، نازعا العداوة، وبقيامته صرنا كأبرارٍ، فيه نلتقي مع أبيه أباً لنا، لم يعد كلام الله مجرد وصايا نتقبلها لنطيعها، وإنما بالأكثر قبول للكلمة الإلهي وثبوت فيه وأتحاد به ويعلمنا بروحه القدوس داخلنا.
+ لقد أبلغ الأنبياء الصوت الإلهي للآباء بكونهم قنوات، لا فضل لهم سوى تبليغ الرسالة كما هي { استؤمنوا على أقوال الله} (رو 3: 2)، ويشهد السيد المسيح نفسه أن موسى والأنبياء تحدثوا عنه؛ أما السيد المسيح فهو الكلمة عينه، الحق بذاته، يعلن عن الآب بكونه واحدًا معه في الجوهر، لهذا قال { ليس أحد يعرف الابن إلاَّ الآب، ولا أحد يعرف الآب إلاَّ الابن ومن أراد الابن أن يعلن له} (مت 11: 37). في القديم كلم الله الآباء بالأنبياء، أما الآن فيكلمنا في ابنه. ماذا يعني الرسول بهذا؟ الله دائم الحديث معنا، يتحرك نحونا بحركة الإعلان عن حبه. يريد أن يتعامل معنا، فهو وإن كان مطلقًا فوق كل إدراك لكنه ليس عنا ببعيد، ولا بمعزل عنا، أنه يود إتحاد الإنسان معه لينعم بشركة أمجاده الأبدية. كلام الله معنا ليس ألفاظًا تقف عند سماع الأذن لها، إنما هو حياة فعّالة {لأن كلمة الله حية وفعالة، وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته. وليست خليقة غير ظاهرة قدامه} (عب4: 12, 13). حين تحدث الأنبياء مع الآباء قدموا رسائل إلهية مجيدة، أما وقد تحدث الآب إلينا في ابنه فإنه قدم لنا ابنه ذاته سرّ حياة وخلاص وقيامة. فالابن واحد مع أبيه يحمل فيه الآب على مستوى فريد ويحوينا نحن أيضًا داخله بتقديسنا بدمه، فنلتقي مع الآب فيه، نتعرف عليه وندخل إلى حالة إتحاد معه وشركة فائقة. حقًا لقد كان الروح القدس يهيء الأنبياء لقبول الرسالة الإلهية وتبليغها، لكن لم يكن ممكنًا للبشر أن يدخلوا إلى أعماقهم ليلتقوا بالآب. الابن الوحيد الجنس هو القادر وحده أن يصالحنا مع أبيه لنبقى معه وبه وفيه إلى الأبد.
2- سماع صوت الله من خلال الكتاب المقدس...
+ حين نقرأ في الكتاب المقدس نكون عمليا في حالة استماع الى صوت الله يكلمنا من خلال الكتاب. فاذا كنا نقرأ كلمة الله بروح الخشوع وبرغبة قلبية صادقة نحفظها في قلوبنا وننفذها في حياتنا العملية، سنكتشف اننا بالفعل نسمع صوت الله يرشدنا الى ما يجب عمله او تقريره في مواجهة اي ظرف من الظروف التي نتعرض لها. فعندما يهاجمنا ابليس بتجربة معينة، ثم تلمع في افكارنا الآية المناسبة التي تعيننا على مواجهة الموقف والانتصار على التجربة، نكون عمليا في حالة استماع لصوت الله. لذلك يقول الكتاب { لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى. وانتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح واغاني روحية بنعمة مترنمين في قلوبكم للرب} (كو 3 : 16). والرسالة الى العبرانيين يوبخ فيها من وصفهم بمتباطئي المسامع تجاه اقوال الله، بسبب عدم تغذيهم بلبن الكلمة، ويشجعهم على تناول طعام الكلمة المقدسة القوي لكي يصيروا بالغين روحيا، الامر الذي يجعل حواسهم مدربة على سماع اقوال الله والتمييز بين الخير والشر.
+ علينا أن نسمع صوت الله فى الإنجيل ونطيعه ونعمل به { هوذا الاستماع افضل من الذبيحة والاصغاء افضل من شحم الكباش} (1صم 15 : 22). وتكون لنا علاقة شخصية وعشرة حب مع الله ونتبعه بكل قلوبنا {خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني} (يو 27:10). الخراف تسمع صوت راعيها وتميزه بين كل الأصوات وعندما تسمعه يأتوا مسرعين ليتناولوا الطعام من بين يديه أو يتبعوه. فأن أردنا معرفة وتمييز صوت الله فلا بد لنا من قضاء وقت معه وفي كلمته بصورة مستمرة ويومية. نحرص علي الصلاة، قراءة الكتاب ودراسته، والتأمل في كلمة الله يومياً. فكلما قضيت وقتاً مع الله وكلمته، كلما أصبح سهلاً عليك معرفة صوته وتمييز قيادته لأمور حياتك. أن موظفي البنوك يتدربو علي تمييز العملات المزورة وذلك بالتعمق في دراسة الأوراق المالية الحقيقية. وبالمثل، فعند دراستنا لكلمة الله وتعاليمه والتعمق فيها، يمكننا معرفة وتمييز صوت الله بوضوح عند سماعه وايضا عند قيادته لنا. فالله يتحدث لنا حتي نتفهم الحق. وبينما يتحدث الله أحياناً بصوت مسموع، فأنه غالباً ما يخاطبنا من خلال كلمته، وفي بعض الأحيان الأخري يقوم الروح القدس بتبكيت ضمائرنا من خلال ظروف معينة، بالعمل بما تعلمناه من الحق الموجود في كلمته وطاعتنا لوصاياه.
+ لقد سمع صموئيل صوت الله ولكنه لم يميزه وظنه صوت الكاهن الي أن أرشده عالي { ثم عاد الرب ودعا ايضا صموئيل فقام صموئيل وذهب الى عالي وقال هانذا لانك دعوتني فقال لم ادع يا ابني ارجع اضطجع. ولم يعرف صموئيل الرب بعد ولا اعلن له كلام الرب بعد. وعاد الرب فدعا صموئيل ثالثة فقام وذهب الى عالي وقال هانذا لانك دعوتني ففهم عالي ان الرب يدعو الصبي. فقال عالي لصموئيل اذهب اضطجع ويكون اذا دعاك تقول تكلم يا رب لان عبدك سامع فذهب صموئيل واضطجع في مكانه. فجاء الرب ووقف ودعا كالمرات الاول صموئيل صموئيل فقال صموئيل تكلم لان عبدك سامع.} (1صمو 6:3-10). عندما نستمع لصوت الله، كيف نميز انه هو الذي يتحدث الينا؟ يوجد لدينا ما لم يمتلكه صموئيل وجدعون، الا وهو الكتاب المقدس بأكمله، كلمة الله المقدسة النافعة للتعليم والتأمل. فهل لدينا سؤال عن موضوع معين أو قرار ما في حياتنا ؟ لابد من تأمل ما يقول الكتاب المقدس عن هذا الموضوع. فالله لن يقودنا أو يرشدنا بطريقة مخالفة لتعاليمه أو وعوده الموجودة في الإنجيل.
3- الروح القدس وسماع صوت الرب ....
+ لم يتركنا الله بلا رفيق فى الطريق، بل أعطنا روحه القدوس مرشداً ومعلماً حكيماً يقودنا ويخبرنا بكل تعاليمه ووصاياه { اما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء و يذكركم بكل ما قلته لكم} (يو 14 : 26). الروح القدس هو روح الحكمة والحق الذى يخبرنا بالحق { واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بامور اتية. ذاك يمجدني لانه ياخذ مما لي ويخبركم.} (يو 13:16-14). وعلينا أن نحيا فى حياة التوبة والنقاوة الروحية لنمتلئ بالروح القدس ونستجيب لعمله داخلنا لاسيما عندما يبكتنا لنتوب عن خطية أو يحثنا علي عمل البر أو يشجعنا علي الصلاة والحياة مع الله فينبغي علينا أن نطيعه. ولا نتساهل مع الشر في حياتنا العملية حتى لا نحزن الروح القدس ونعطل الشركة التي تجمعنا مع روح الله فنفقد امكانية سماع صوته. ولنتذكر ان الروح القدس الذي فينا هو الذي يقدم صلواتنا الى الله ويشفع فينا كما يقول الكتاب { وكذلك الروح ايضا يعين ضعفاتنا. لاننا لسنا نعلم ما نصلي لاجله كما ينبغي. ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها. ولكن الذي يفحص القلوب يعلم ما هو اهتمام الروح، لانه بحسب مشيئة الله يشفع في القديسين} (رو 8 : 26 ، 27). فلا يمكننا سماع صوت الله في حالة احزان الروح القدس. وعلى العكس من ذلك، فان انتعاش الروح فينا، ولا سيما في حالة التغذية المستمرة بكلمة الله، يجعلنا نميز تماما صوت الله كما يقول الكتاب ايضا { ما لم تر عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على بال انسان ما أعده الله للذين يحبونه، فأعلنه الله لنا نحن بروحه. لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله. لان من من الناس يعرف امور الانسان الا روح الانسان الذي فيه؟ هكذا ايضا امور الله لا يعرفها احد الا روح الله. ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من الله ... لانه من عرف فكر الرب فيعلمه. واما نحن فلنا فكر المسيح} ( 1كو 2 : 9-16.( نمونا الروحي يفتح امامنا آفاقا اوسع لفهم المشيئة الالهية والقبول بها، حتى ولو كانت استجابة الصلاة مغايرة لما نريده او نتمناه نحن. فالله الكلي الحكمة يعرف اكثر منا ما هو لازم ومفيد لنا، فان كنا نصغي اليه من خلال شركة الصلاة، ولا نسمح لضجيج رغباتنا وارادتنا الشخصية بل نصغي لصوته اللطيف الهادىء في أعماقنا، سنختبر ما اختبرته عروس سفر النشيد عندما قالت { صوت حبيبي. هوذا آت ...}
4- صوت الله من خلال المواقف والأحداث...
+ المؤمن له الأذن الروحية المدربة علي تمييز صوت الله وارادته وتنفتح بصيرته الروحية ويستجيب لصوت الله من خلال المواقف والأحداث التي يمر بها {هلم ايها البنون استمعوا الي فاعلمكم مخافة الرب} (مز 34 : 11). أن صوت الله لن يدعونا إلى شئ ضد وصاياه أو لعمل خطية أو أثم، فالله قدوس و يدعونا جميعاً للقداسة. لقد سمع الأنبا أنطونيوس لصوت الله وقد أتاه من حيث لا نتوقع مثل صوت المرأة التى نزلت لتستحم أمام الأنبا أنطونيوس، وعندما لامها علي ذلك قالت له لو كنت راهبا لذهبت للصحراء بعيداً فتعلم منها وقال هذا صوت الله لي وذهب إلى البرية الجوانية. كما أن صوت الله قد يأتى من خلال الأحداث التي نمر بها، كموت شخص عزيز كما حدث مع الأنبا بولا عندما راي ميت محمول علي الأكتاف وقد ترك ثروة كبيرة، فترك الخصومة و الارث مع أخيه، و صار أول المتوحدين. وقد يرسل الله صوته لنا على لسان أب الإعتراف، أو المرشدين الروحيين {طريق الجاهل مستقيم في عينيه . اما سامع المشورة فهو حكيم} (أم 12 : 15).
+ إن الله قد يرسل لنا صوته ولكن قد نحن نسد آذاننا عنه. فقد يكون الانسان محتارا فى كيفية إختيار شريكة لحياته، و يرسل له الله فتاة بها كل المواصفات الحسنة، و لكنه لا يبصرها لأنه متعلق بعلاقة عاطفية خاطئة وكثيرون يقولون له ذلك، ولكنه يعند مع الجميع ولا ينصت وقد يستمر فى الخطوبة بل والزواج أيضاً. ثم تأتى ساعة يتمنى فيها أن يفترق عنها، ويبدأ بصب جام غضبه على الكنيسة التى منعت الطلاق إلا لعلة الزنا. وكأن الكنيسة هى السبب فى سوء إختياره. أو أن يختار شاب عمل ما وهو يعلم أن هذا المكان فاسد ويقوده للعثرات، ولكنه يصر ويسد آذانه عن كل نصيحة يرسلها له الله على لسان الآخرين. علينا أن ننقاد لصوت الله ونطيعه ونرفض الأصوات التي تبعدنا عنه {هادمين ظنونا وكل علو يرتفع ضد معرفة الله ومستاسرين كل فكر الى طاعة المسيح} (2كو 10 : 5).
5- الصلاة وطاعة الله في حياتنا ....
+ الله لا يتركنا بل ويريدنا أن نعرف أرادته الصالحة لخلاصنا وحياتنا الأفضل وهو مستعد أن يعلنها لنا لاسيما عندما نطلب أرادته بروح الصلاة بتواضع قلب وطلب المعونة من رب المجد أن يرسل لنا صوته و يرشدنا لسماعه {قلب الانسان يفكر في طريقه والرب يهدي خطوته} (أم 16 : 9)، فلن يتوقف الانسان عن التفكير حيث إنه مخير، و لكن عليه باللجوء لله والطاعة لمشيئته حتى يهدى الله خطواتنا دون أن نفرض علي الله كيف يكلمنا وكيف يرسل صوته لكن أرادة الله معلنة لنا عامة ومكتوبة في ضمائرنا وفي كتابه المقدس لنعبده وحده ونحبه ونحفظ وصاياه وأن نحب حتى أعداؤنا، وأن نتوب عن خطايانا، وأن نكون قديسين كما هو قدوس. إن قوانين الله، سواء الموجودة في قلوبنا أو في الكتاب المقدس ملزمة لنا. فنحن نتحمل مسئولية عدم طاعتها. إن العلامة الحقيقية لبنوتنا لله هي سعينا أن نعرف ونعيش إرادة الله كما تعلنها كلمته والتي يمكن أن تلخص في "كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ" (1بط 1: 16). ونسعى لأن "ننقاد بالروح" الذى يقودنا إلى البر وإلى التغيير حتى يتمجد الله في حياتنا. { ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة} (رو 12 : 2). نصلي لكي يغيرنا الروح القدس من خلال تجديد أذهاننا فتكون النتيجة عمل أرادة الله صالحة ومرضية وكاملة.
+ علينا أن لا نفرض أو نحدد لله شروط أو أوقات ليعرفنا أرادته أو يعلن لنا رايه فى موضوع ما كما جاء في سفر يهوديت حينما حاصر أليفانا قائد جيوش نبوخذ نصر مدينة أورشليم، إذ أن شعب الله قد شاروا على عزيا الكاهن أن يضعوا لله خمسة أيام حتى ينقذهم فيها أو يلجأوا للطرق البشرية. فما كان من يهوديت إلا أن قالت لهم { من انتم حتى تجربوا الرب؟ ليس هذا بكلام يستعطف الرحمة ولكنه بالاحرى يهيج الغضب ويضرم السخط. فانكم قد ضربتم اجلا لرحمة الرب وعينتم له يوما كما شئتم، و لكن بما ان الرب طويل الاناة فلنندم على هذا ونلتمس غفرانه بالدموع المسكوبة} (يهو 8: 11-14). فلا نضع لله حدوداً و نفرض عليه طرقنا البشرية ليسمعنا صوته كمن يفتح الكتاب المقدس كمن يفتح الكوتشينة وما إلى ذلك من الطرق البشرية فى فرض طريقة معينة على الله بل نفتح قلوبنا ونستجيب بارواحنا وعقولنا لصوت الله ولنتمم أرادته الكاملة الصالحة لخلاصنا.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق