للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
السيد
المسيح واهب الحياة وتحننه ..
+ جاء السيد المسيح الي مدينة " نايين" الواقعة
الي الجنوب الغربي من جبل طابور بالجليل الأسفل وهي بمعني الجميلة ولكنها لم تكن بالجملة
فى هذا اليوم، أذ كان يلف باب دخوله اليها الموت والحزن والألم بموت أبن وحيد
لارملة محمول علي نعش ليدفن خارج المدينة. نظر السيد المسيح بحنانه وشفقته الي
الأم التى فقدت رجائها فى أبنها الوحيد وأذ به يقول لها " لا تبكي" أنه المسيح المعزي القادر أن يحول حزننا ودموعنا وأحزننا الي فرح ويقيم الموتى بالجسد
أو الموتى بالخطية والأنانية والشهوات الشبابية. لقد لمس السيد المسيح النعش بلمسته المعطية
الحياة وعندما يواجه الموت رئيس الحياة لابد أن تدب فيه روح البعث والقيامة
والحياة وهذا ما سيحدث لنا فى القيامة العامة عندما يسمع الاموات صوت أبن الله
والسامعون يحيون{ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي
الْقُبُورِ صَوْتَهُ. فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى
قِيَامَةِ الْحَيَاةِ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ
الدَّيْنُونَةِ.} (يو28:5-29).
+ أن شفقة الله وتحننه تجعلنا نأتي اليه بثقة ورجاء أن
يحيي نفوسنا الشقية بمراحمة ومحبتة وكلمته وقدرته الإلهية فنحن لنا نفس وأحده
وحيدة لابد أن نربحها للسماء وتحيا دائما مع المسيح أو نفقد كل شئ { لأَنَّهُ
مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟
أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءًعَنْ نَفْسِهِ؟} (مت 16 :
26). فلنحرص علي أن نحيا الحياة المقامة في الرب بالإيمان العامل بالمحبة
ويكون لنا أحشاء رحمة نحو الخطاة والضعفاء والمظلومين والأرامل والأيتام { اَلدِّيَانَةُ
الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللَّهِ الآبِ هِيَ هَذِهِ: افْتِقَادُ
الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ
دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ } (يع 1 : 27).
حاجتنا الي التوبة ...
+ لقد جاء السيد المسيح الى ارضنا يجول يصنع خيراً يشفى
المرضى ويعلم الجهال ويشبع الجياع ويفتح أعين العميان ويكرز ببشارة التوبة والخلاص
{ من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات}
(مت 4 :
17). وهو يدعونا فى وقتنا الحاضر {ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله
فتوبوا وامنوا بالانجيل }(مر 1 : 15). ولا تظنوا ان هؤلاء الذين دعاهم الرب الى
التوبة كانوا أكثر شراً منا نحن { وكان حاضرا في ذلك الوقت قوم يخبرونه عن
الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم. فاجاب يسوع وقال لهم اتظنون ان هؤلاء
الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا. كلا اقول لكم بل
ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. او اولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج
في سلوام وقتلهم اتظنون ان هؤلاء كانوا مذنبين اكثر من جميع الناس الساكنين في
اورشليم. كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون} (لو1:13-5).
+ نحن نحتاج الى قوة التوبة والقيامة من حياة الخطية
والكسل لحياة التوبة والعمل، ومن حياة الضعف والموت الروحى الى حياة القوة الروحية
العاملة فينا بقوة القيامة المجيدة . ان السيد المسيح له المجد يلح علينا ويدفعنا
للقيامة والصلاة بلجاجة لتعبر عنا أزمنة الضيق الى حياة القيامة المجيدة. ونقوم
كما فعل الابن الضال اذ أحس بالجوع والحرمان والحاجة الى الاحساس بالشبع والأمان
فى بيت الله الابوى { فرجع الى نفسه وقال كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز وانا
اهلك جوعا. اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء و قدامك} (لو17:15-18).
+ أن الله والكنيسة تطلب منا حياة التوبة الدائمة والصلاة والقيام من حياة
الخطية والكسل والخوف والضعف { فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث
المسيح جالس عن يمين الله } (كو 3 : 1) ان خطيئة وشر فرد قد تلحق الهزيمة بشعب كامل
وقد راينا قديما ان خطيئة عخان بن كرمى تسببت فى هزيمة أمه {فقال الرب ليشوع قم
لماذا انت ساقط على وجهك. قد اخطا اسرائيل بل تعدوا عهدي الذي امرتهم به بل اخذوا
من الحرام بل سرقوا بل انكروا بل وضعوا في امتعتهم.فلم يتمكن بنو اسرائيل للثبوت
امام اعدائهم يديرون قفاهم امام اعدائهم لانهم محرومون ولا اعود اكون معكم ان لم
تبيدوا الحرام من وسطكم. قم قدس الشعب وقل تقدسوا للغد لانه هكذا قال الرب اله
اسرائيل في وسطك حرام يا اسرائيل فلا تتمكن للثبوت امام اعدائك حتى تنزعوا الحرام
من وسطكم}( يش 10:7-13). كما ان قداسة الافراد ونهضتهم قد يقودها افراد فلقد قبل الله ان لا يحرق سدوم وعمورة ان
وجد فيها عشرة أبرار بل وقال لارميا النبى قديما { طوفوا في شوارع اورشليم و
انظروا واعرفوا وفتشوا في ساحاتها هل تجدون انسانا او يوجد عامل بالعدل طالب الحق
فاصفح عنها}( أر 1:5).
قوة القيامة وعمل الله فينا ...
+ فى سعينا الى حياة التوبة والقيامة والصلاة لا نعتمد
على قوتنا الذاتية ونطلب على المستوى الفردى او الكنسى المعونة والقوة والتوبة من اله السماء الذى
يعطينا أكثر مما نطلب أو نفتكر. اننا نتكل على الله الهنا القوي ونثق انه قادر ان
يقودنا فى موكب نصرته { الرب قوتي ونشيدي وقد صار خلاصي هذا الهي فامجده اله ابي
فارفعه} (خر 15 : 2). الله يعمل في كنيسته عبر التاريخ، للكنيسة
رب يحميها ويتحنن ويشفق عليها { ولما راى الجموع تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين
كغنم لا راعي لها} (مت 9 : 36). الهنا قوى يدافع عنا ويقودنا في موكب
نصرته وعلى مدى التاريخ نري عمل الله العجيب مع كنيسته ومع كل عضو فيها فهو قادر أن ينجينا من أتون
النار ومن شر الأشرار ومؤامراتهم وحتى ان سمح الله بالتجارب فذلك لتقوية إيماننا
وتوبتنا وخلاصنا وثباتنا فيه.
+ ان مسيحنا القدوس رئيس الحياة وملك الدهور وواهب
القيامة ، ومن أمن به ولو مات فسيحيا وهو أمس واليوم والي الإبد يتحنن على شعبه
وعلى كل نفس تعانى. نعم هو يتحنن كل كل أرملة فقدت رجلها وكل أم فقدت أبنها وكل كل
شاب وفتاه لا يجد الحنان او المحبة وعلى كل طفل يعانى الخوف او الضعف ويتقدم الينا
اليوم وفى كل يوم ليعين المتعبين ويشفى المرضى ويداوى المجروحين ويقول لنا {تعالوا
الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال وانا اريحكم.احملوا نيري عليكم وتعلموا
مني لاني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم. لان نيري هين و حملي خفيف} (مت
28:11- 30 ). اننا ندعوه اليوم وكل يوم ان يتحنن علينا فى مصر وعلى منطقتنا والى
عالمنا لكى ما يقيمنا بقوة قدرته وعمل مجده ناظراً الي دموعنا وأنينا ومتاعبنا
وضيقاتنا لكى نفرح وتفرح الكنيسة بعمل الله فيها .
+ اننا نثق فى عمل الله فى كنيسته ومع ابناءه وهو رب
الكنيسة وملجانا فى الضيقات والشدائد ننصلى اليه لي وهو معين لمن ليس له معين ، هو
قديما جاء خصيصاً الى مريض بركة حسدا الذى قال له { ياسيد ليس لى انسان يقلقينى في
البركة متى تحرك الماء بل بينما انا ات ينزل قدامي اخر.قال له يسوع قم احمل سريرك
و امش. فحالا برئ الانسان و حمل سريره} (يو7:5-9 ) وهو لا يشفى فقط من المرض
الجسدى بل له السلطان على مغفرة الخطايا {و لكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا
على الارض ان يغفر الخطايا قال للمفلوج لك اقول قم واحمل فراشك و اذهب الى بيتك ففي
الحال قام امامهم و حمل ما كان مضطجعا عليه و مضى الى بيته وهو يمجد الله. فاخذت
الجميع حيرة و مجدوا الله و امتلاوا خوفا قائلين اننا قد راينا اليوم عجائب.}
(لو 5 :
24-26 ).
+ ان قدرة الله وقوة القيامة لاتشمل فقط اقامتنا فى
اليوم الأخير ليعطى كل واحد كحسب عمله ولكنها ايضاً تشمل اقامة الاحياء لانه يوجد
الكثيرين ممن يظنون انهم احياء وهم أموات، الضالين والمنحرفين والمتعصبين والجهال
، والمتكبرين والخطاة والأنانيين والبعيدين والجهال والذين يبيعون الإيمان تحت
تأثير الخوف او تحت الأغراء او الوعيد او التهديد لكل هؤلاء جاء المسيح المحرر { وجاء الى الناصرة حيث كان قد تربى ودخل المجمع
حسب عادته يوم السبت وقام ليقرا. فدفع اليه سفر اشعياء النبي ولما فتح السفر وجد
الموضع الذي كان مكتوبا فيه. روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي
المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في
الحرية. واكرز بسنة الرب المقبولة. ثم
طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. فابتدا
يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم}(لو 16:4-21).
+ ان السيد المسيح له المجد يقول لكل من يشعرون بالضعف
انا هو قوتكم ، ولمن يعانون الخوف انا هو سلامكم ولمن يشعرون بضعف أمكانياتهم انا
هو مفجر الطاقات هو { يعطي المعيي قدرة و لعديم القوة يكثر شدة (اش 40 :
29) ان مسيحنا القدوس قام ليقيمنا ويجلسنا معه فى ملكوت السموات وهو يقول لم فقد عزيز لديه { انا
هو القيامة و الحياة من امن بي و لو مات فسيحيا} (يو 11
: 25) نعم أحبائنا احياء وكملائكة الله فى الفردوس
وسنلتقى بهم ونسعد معا بالوجود فى حضرة الله
{ واما ان الموتى يقومون فقد دل عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول
الرب اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب. وليس هو اله اموات بل اله احياء لان
الجميع عنده احياء} (لو 37:20-38) .
قم ايها النائم ..
+ انها دعوة لنا للقيام والتوبة والرجوع الى الله ، فلا
نتوانى فى زمن الجهاد فخير لنا ان نموت ونحن نجاهد فى حياة التوبة والصلاة والعمل
من ان نموت فى حياة الكسل والخطية ونهلك وماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله
وخسر نفسه { لذلك يقول استيقظ ايها النائم
وقم من الاموات فيضيء لك المسيح }(اف 5
: 14). لنقوم ونقول لا تشمتى بي يا عدوتى
فانى ان سقطت أقوم ، وان مشيت فى الظلمة فالرب نوراً لي.
+ الى تلك الركب المخلعة نقول ان المسيح القائم يدعونا
الى ان نتشدد متعلقين بذراعه القوية وقوته المقتدرة فمن كان يظن ان شاول الطرسوسى
يتغير ويتحول الى القديس بولس الرسول الذى جال العالم كله مبشراً بالإنجيل او
سمعان بن يونا الصياد الذى ضعف وانكر أمام الجوارى يجاهد وبعظة واحدة يرد ثلاثة
الأف نفس . ومن كان يظن ان مريم الخاطئة التى كانت الشياطين تسيطر عليها تصبح مبشرة
بالقيامة حتى أمام القصر نفسه. ومن كان يظن ان لص كموسى الإسود يؤمن بالمسيح ويصير
اباً ومعلماً للرهبنة ومرشداً تهابه الشياطين . انها اذن قوة القيامة العاملة فى
كل أحد وفى كل جيل.
+ اننا مدعوين
الى تبعية رئيس إيماننا ومكمله الذى أحتمل فى صبر وطاعة للأب السماوى، طاعة حتى
الموت، موت الصليب ، فجلس عن يمين الأب { لاعرفه وقوة قيامته وشركة الامه متشبها
بموته }(في 3 : 1). مدعوين الى معرفة
أختبارية نذوق فيها نعمة الله وحنانه وصبره وعمل قوة قيامته فينا ومن أجل خلاصنا .
ولكى نذوق أمجاد القيامة فاننا مدعوين الى شركة الآلام ، حمل الصليب بفرح وشكر
لنخلص انفسنا والبشرية الساقطة .
+ واذ لنا رئيس كهنة مجرب فى كل شئ يقدر ان يعين
المجربين نرفع اليه أعين قلوبنا ونسلم
اليه أمر حاضرنا ومستقبلنا ، ونطلب منه القوة والصبر والعزاء فى أزمنه الضيق ونكنز
فى السماء كنوزنا ودموعنا والآمنا وهو قادر ان يمسح الدموع ويعين المجربين ويعطى
عزاء للمحزونين ويكأفانا بأكليل الظفر {فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق
حيث المسيح جالس عن يمين الله }(كو 3
: 1). اننا مدعوين بقوة القيامة لنحيا فى سلام الإيمان {منتظرين الرجاء المبارك وظهور
مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح} (تي
2 : 13). {وليملاكم اله الرجاء كل
سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} (رو 15 :
13).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق