نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأحد، 10 نوفمبر 2019

تاملات في صوم الميلاد المجيد



القمص أفرايم الأنبا بيشوى

 صوم الميلاد رحلة أستعداد ... 
في صوم الميلاد المجيد تستعد الكنيسة وتهيئ وتعد المؤمنين لاستقبال الله الكلمة المتجسد ليحل بالإيمان فى قلوبنا وندرك عظمة هذا السر{ عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد}(1تي 3 : 16). فكما صام موسي النبي قديما أربعين يوما وأربعين ليلة ليستضئ فكره وقلبه وروحه لاستلام لوحى العهد المكتوبة بإصبع الله { وقال الرب لموسى اكتب لنفسك هذه الكلمات لانني بحسب هذه الكلمات قطعت عهدا معك ومع اسرائيل. وكان هناك عند الرب اربعين نهارا واربعين ليلة لم ياكل خبزا ولم يشرب ماء فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر. وكان لما نزل موسى من جبل سيناء ولوحا الشهادة في يد موسى عند نزوله من الجبل ان موسى لم يعلم ان جلد وجهه صار يلمع في كلامه معه. فنظر هرون وجميع بني اسرائيل موسى واذا جلد وجهه يلمع} (خر27:34-30). في صوم  الميلاد نفهم  ونعيش فرحة التجسد الالهي والخلاص والتحرر من عبودية إبليس وثقل الإنسان العتيق فيستحيل على الإنسان الطبيعي المنغمس فى لذة الأكل والشرب وملاهي العالم أن يهدأ وتصفو  وتسمو روحه  ويحيا قوة الإيمان العامل بالمحبة، ويحيا بالروح والحق ويدرك أبعاد التجسد الالهي في تواضع ووداعة وعمق محبة الله الآب الذى أرسل ابنه الوحيد الى العالم لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. والكنيسة تدعونا للصلاة والصوم  والتوبة لنستعد روحيا لنحيا أفراح ميلاد المسيح الذى إنتظرته الأجيال في ترقب وبالصوم والتوبة يتقدس الجسد والفكر والروح
الرجوع الى الله من كل القلب هو صميم دعوة الرب يسوع المسيح { من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول الأستعداد بالصوم للتوبة .... توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات} (مت 4:17). الصوم عن الطعام هو ضبط للجسد والاهواء فالبطن سيدة الأوجاع من يستطيع ان يضبطها يسير فى طريق الكمال ويقدر أن يضبط الجسد كله { الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء والشهوات} (غل 5 : 24). فلابد ان يصحب الصوم الأنقطاع عن الطعام لفترة من الزمن يعقبه الطعام النباتي الخفيف فى إعتدال ليصح الجسد وتصفو النفس وتقوى الروح يرافق صوم الجسد ضبط الحواس عن الطياشة فيما لا يفيد، وصوم اللسان عن الكلام غير النافع وضبط الشبع بالصلاة وكلمة الله المحيية والخلوة الروحية لمحاسبة الذات ومعاتبتها أو معاقبتها لترجع الى الله وتعترف بخطاياها وأخطائها وتقلع عنها وتكتسب العادات الإيجابية التي تقربها من الله وتتقدس بالاسرار المحيية وتتهيأ لحلول المسيح بالإيمان فيها

 صوم الميلاد والأستنارة الروحية .....
كان العالم قبل ميلاد المسيح قد بعد عن الله { يمدون السنتهم كقسيهم للكذب لا للحق قووا في الارض لانهم خرجوا من شر الى شر واياي لم يعرفوا يقول الرب} (ار 9 : 3). تعلق الناس بالمادة وغرور الغنى وهموم الحياة واصبح الناس فى فى ظلمة الخطية والجهل { يتلمسون في الظلام وليس نور ويرنحهم مثل السكران} (اي 12 : 25). وحتى البقية الباقية التي تعرف الله كانت عبادة الكثيرين منهم فريسية وشكليه والقلة القليلة التي تتوقع استعلان مجد الله كانت تعاني وتتعذب أنفسهم البارة بافعال من حولهم الأثمة فالبعد عن الله جهل { قد هلك شعبي من عدم المعرفة }(هو 4 : 6). فجاء ميلاد السيد المسيح، النور الحقيقي الذى ينير لكل إنسان أت الى العالم ليهبنا الاستنارة ويجعلنا ابناء النور كما تنبأ عنه اشعياء النبي { ولكن لا يكون ظلام للتي عليها ضيق كما اهان الزمان الاول ارض زبولون وارض نفتالي يكرم الاخير طريق البحر عبر الاردن جليل الامم. الشعب السالك في الظلمة ابصر نورا عظيما الجالسون في ارض ظلال الموت اشرق عليهم نور.....لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الان الى الابد غيرة رب الجنود تصنع هذا} ( أش 1:9-7). أن ميلاد السيد المسيح هو أشراق لنور شمس البر علينا مانحا لنا الأستنارة والشفاء  بنور الإيمان ولكي ينقلنا من عالم الظلمة الى نور معرفته.
صوم الميلاد والبنوة لله ....
دعانا الرب للإيمان والاستنارة كابناء له بالتبني {اما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله.} (يو 12:1-13) نولد ثانية من الماء والروح { الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله.}( يو5:3). تجسد  ابن الله ليصير إنسانا رفع من شأن الإنسان وأعطاه كرامة ومجد { فاذ قد تشارك الاولاد في اللحم والدم اشترك هو ايضا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي ابليس} (عب 2 : 14).  لقد وهبنا التجسد الإلهي استنارة روحية ترفع طبيعتنا المائتة وتعطينا ان نعرف الله  ونتحد به ونكون رعية واحدة لراع واحد { عرفتهم اسمك وساعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم } (يو 17 : 26). ولكل نفس يوجه الرب نداه لتؤمن وتتوب وتستنير{قومي استنيري لانه قد جاء نورك ومجد الرب اشرق عليك} (اش 60 : 1) .  إيماننا بالسيد المسيح وتجسده  صيرنا أبناء لله بالنعمة والتبني{لانكم جميعا ابناء الله بالايمان بالمسيح يسوع} (غل  3 :  26). وعلينا أن ننقاد بروح الله وننمو فى الإيمان لنستحق نعمة البنوة لله { لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله }(رو  8 :  14).
صوم الميلاد  وشهر كيهك والفرح بالرب..
+ فى رحلة صوم الميلاد وخاصة في أيام الأحاد الخاصة بشهر كيهك نتأمل سر الله الكلمة المتجسد ومسيرة الخلاص فى العهد القديم والنبؤات الخاصة بالتجسد الإلهي ففي هذا الشهر تُسبِّح الكنيسة على مدى الليل كله، بصلوات لا تنقطع بفرح وتهليل وشكر، لميلاد المسيح، ففى أربعة اسابيع متوالية نقدم التمجيد والشكر اللائق بالله عن كل الاحداث الباهرة التى سبقت الميلاد
ففى الأسبوع الأول نفرح ونسبح  الله من أجل بشارة الملاك لزكريا بميلاد يوحنا المعمدان النبى، الذي تقدم المسيح بروح إيليا، ليُعدَّ لطريق الخلاص بالتوبة.
وفي الأسبوع الثاني: تكمل الكنيسة التسبيح والشكر من أجل بشارة الملاك غبرئيل للعذراء القديسة مريم بميلاد الرب يسوع المسيح القدوس والمخلص وعمانوئيل الهنا.
وفى الأسبوع الثالث: تكمل الكنيسة التسبيح من أجل قبول العذراء القديسة مريم حقيقة الحبل الإلهي من الله  وأن القدوس المولود منها يُدعى إبن الله وزيارتها لاليصابات وتسبيح القديسة مريم واليصابات لله من أجل الخلاص الأتي الي العالم بل وسجود يوحنا المعمدان وهو جنين فى بطن أمه وفرحه بزيارة العذراء حامله السر الالهي لبيتهم.
وفي الأسبوع الرابع: تكمل الكنيسة التسبيح والشكر اللائق من أجل ميلاد يوحنا المعمدان وانفتاح فم زكريا أبيه، بكلمات الوحي الإلهي من جهة تتميم كل مواعيد الله بمجئ المسيح وتكميل الخلاص بمغفرة الخطايا.
ومن بعد الأحد الرابع من شهر كيهك تتزين الكنيسة لإستقبال ميلاد المسيح بفرح فائق، فرح يقويه الصوم والسهر والألحان المبهجة للنفس والروح.
وشهر كيهك يتميز بألحانه الفرايحي، فهو الموسم الوحيد الذي يلتحم فيه الصوم باللحن الفرايحى، حيث يبدو الصوم هنا على أجمل صورة من صوره كمصدر فرح روحانى
+ يقال ان القديسة مريم هي أول من صام صوم الميلاد المجيد ففى أخر الثلث الأخير من الحبل الإلهي وقد ظهر حملها بالمخلص وقد أتهمها البعض ظلما، فقد صامت وصلت الى الله من أجل إعلان مجده ونجاتها من أعدائها ومن أيدي مبغضيها. وكانت تناجي الله وتخاطبه بتسابيح وصلوات قديسي العهد القديم. وقد صامت الكنيسة منذ القرون الاولى صوم الميلاد المجيد، وقد ذكره القديس مار أفرام في تسابيحه. ففى صوم الميلاد  نتذكر فيه ما كانت عليه الخليقة من إنتظار للخلاص ونفرح بميلاد عمانوئيل وحلوله بيننا وتجسده لخلاصنا وقد أضيف الي الاربعين يوم لصوم الميلاد ثلاثة أيام تذكار نقل جبل المقطم فى عهد البابا أبرام ابن زرعه فى عهد المعز لدين الله الفاطمي.
+ صوم الميلاد هو صوم الفرح بالخلاص من الشيطان والخطية والموت للمؤمنين باسم المسيح ولهذا رتبت الكنيسة تسابيح شهر كيهك الذى تدعونا فيه لنسبح الله فنقول فى بدء الهوس الكيهكي ( سبحوا الرب تسبيحاً جديداً. سبحوا الرب أيها الارض كلها، سبحوا الرب وباركوا أسمه. بشروا بخلاصه يوماً فيوم. وأخبروا بمجده فى الأمم وبعجائبه فى جميع الشعوب). نسهر مصلين لله وشاكرين تجسده المحيي ونطوب القديسة مريم التي إستحقت ان تلد الله الكلمة المتجسد ولهذا نقول فى تسبحة ايام الاحاد( تهللوا بالروح أيها الارثوذكسيين لاجل القديسة مريم. يسوع المسيح الهنا الحقيقي الذى اتى من اجل خلاصنا وتجسد. من أجل خطايانا نزل وقلب حزننا الى فرح قلب) وهكذا نسبح الله حتى نصل الى عيد الميلاد المجيد لتكون النفس قد تنقت وتقدست بالصلاة والشكر والتناول من الاسرار المقدسة لنسبح مع ملائكة الميلاد  ونمجد الله  كما سبحت الملائكة يوم ميلاده العجيب { وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين. المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة.} (لو13:2-14)  )

ليست هناك تعليقات: