للأب
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
عيد الظهور الإلهي
+ لقد اشتهى الانبياء مجي الله متجسدا لخلاص
البشرية { ليتك تشق السماوات وتنزل من حضرتك تتزلزل الجبال} (اش 64 : 1). وها
السموات تنشق في عيد الظهور الإلهي والرب يسوع المسيح الإبن الكلمة المتجسد يعتمد
من يوحنا المعمدان والآب القدوس يعلن سروره بالابن ويحل الروح القدس علي السيد
المسيح في نهر الأردن معلنا تكريس الإبن الوحيد ذاته من أجلنا ليقدسنا فيه من خلال
عماده في نهر الأردن ويرسم لنا طريق الخلاص ومغفرة الخطايا { وللوقت وهو صاعد من
الماء راى السماوات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلا عليه } (مر1 :10). في هذا
العيد انفتحت فيه السماء على على الارض لتعلن رضا الآب القدوس ومسرته بالبشرية
المتمثلة فى الابن الكلمة المتجسد ومن خلاله رضاه علي المؤمنين باسمه{ وصوت من
السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت }(مت 3 :17). ولقد سمى العيد بعيد
الغطاس لان السيد المسيح فيه غطس فى ماء الاردن معتمدا من يوحنا وهو القدوس الذى
بلا خطية ولهذا رفض يوحنا المعمدان اولا بلباقة ان يعمده { ولكن يوحنا منعه قائلا
انا محتاج ان اعتمد منك وانت تاتي الي} (مت3:14). لقد أكمل السيد المسيح فى تواضع
ووداعة كل بر واتى ليعتمد معمودية التوبة نائبا عن البشرية الخاطئة وممثل لها ولكي
يرسم لنا طريق الخلاص كحامل لخطايا العالم، لهذا قال الرب ليوحنا المعمدان { اسمح
الان لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر حينئذ سمح له } (مت3:1).
+ عاش يوحنا المعمدان ناسكا عابدا لله فى
صحراء اليهودية حتى بدأ رسالته فيها ليعمد ويدعو الى التوبة وغايته القصوى اعلان
مجئ ابن الله الذى سيعمد بالروح القدس ويحمل خطايا العالم { وَفِي الْغَدِ نَظَرَ
يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي
يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ! هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِي
بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ
أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ
بِالْمَاءِ» وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلاً: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ
نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. وَأَنَا لَمْ
أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ
قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ، فَهَذَا
هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ
أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ»} (يو 29:1-34).
عيد الانوار...
+ فى عيد الظهور الإلهي استعلن لنا النور
الحقيقي الذى ينير لكل انسان يقبل للنور ويؤمن به ويسير فيه { فيه كانت الحياة
والحياة كانت نور الناس. والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه. كان انسان مرسل
من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن
هو النور بل ليشهد للنور. كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم.
كان في العالم وكون العالم به ولم يعرفه العالم}( يو 4:4-10). ان الظلمة المقصودة
هنا،هي ظلمة الخطية بالسقوط وظلمة العقل بالجهل وعدم معرفة الله التى تقود للهلاك
{ قد هلك شعبي من عدم المعرفة }(هو 4 : 6) ألم يقل الكتاب { لانكم كنتم قبلا ظلمة
واما الان فنور في الرب اسلكوا كاولاد نور }(اف 5 : 8). ولهذا نرى السيد المسيح
يرد على مقاوميه عند ما فتح عيني المولود اعمي عندما قاوموا عمله الخلاصي واغلقوا
عقولهم واعينهم وادعوا المعرفة { فقال يسوع لدينونة اتيت انا الى هذا العالم حتى
يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون. فسمع هذا الذين كانوا معه من الفريسيين
وقالوا له العلنا نحن ايضا عميان. قال لهم يسوع لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية
ولكن الان تقولون اننا نبصر فخطيتكم باقية} (يو39:9-41). لقد استنارت قلوب
المؤمنين فى عيد الانوار باستعلان الثالوث القدوس الاله الواحد فالاب من السماء
يعلن مسرته بالابن الكلمة المتجسد والابن يعتمد فى نهر الاردن والروح القدس مثل
حمامة مستقرا عليه. وهذا ما علمه الرب يسوع المسيح لتلاميذه وبشروا به فى كل مكان
وأمنا به ونعيشه بالروح والحق كخبرة إيمانيه يوميه وبه نثق اننا نخلص { فاذهبوا
وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا
جميع ما اوصيتكم به وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} (مت 19:28-20)
وهؤلاء الثلاثة هم واحد { فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب والكلمة
والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد } (1يو 5 : 7). إن بنوة المسيح يسوع لله الآب
هي بنوة روحية أزليه أبدية كولادة النور من النور{ ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين
اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا لينظروا مجدي الذي اعطيتني لانك احببتني قبل
انشاء العالم} ( يو 17 : 24). وقد اعلنت هذه البنوة الازلية من قبل الملاك { فاجاب
الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود
منك يدعى ابن الله} (لو 1 : 35). واعلنا السيد المسيح فى طفولته فى الهيكل{ الم
تعلما انه ينبغي ان اكون فيما لابي } (لو 2 : 49). واعلنا السيد المسيح بوضوح فى
بشارته { انا والاب واحد } (يو 10 : 30). اما انه المسيح قد لقب ايضا "ابن
الانسان" فلانه تجسد وتأنس فى ملء الزمان من القديسة مريم البتول { والكلمة
صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة وحقا} (يو 1 :
14). لقد تجسد الابن الكلمة وصار مسيح للعالم كله ولكل انسان ليحتضن البشرية
بالمحبة والتواضع ويعلن لها محبة ومعرفة الآب وغفرانه ويقودها للخلاص والحياة
الابدية { عرفتهم اسمك وساعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم}
(يو 17 : 26). ولهذا اوصى السيد تلاميذه باعلان بشري الخلاص للخلقة كلها{ وقال لهم
اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها. من امن واعتمد خلص ومن لم
يؤمن يدن}( مر15:16-16).
لماذا أعتمد السيد المسيح ؟
+ أعتمد السيد المسيح من يوحنا المعمدان
كممثلا ونائب عنا وأكمل السيد المسيح فى تواضع ووداعة كل بر واتى ليعتمد
معمودية التوبة نائبا عن البشرية الخاطئة ولكي يرسم لنا طريق الخلاص كحامل لخطايا
العالم. كان الشعب يذهبون ليعتمدوا بمعمودية التوبة لغفران الخطايا في
نهر الأردن، وذهب معهم السيد المسيح في اتضاع عجيب، ضمن جموع التائبين الذين
يغتسلون بالماء من خطاياهم، مع أنه لم يفعل أية خطية. هنا ونشير إلى حقيقة أن
الغفران بذبائح العهد القديم أو بمعمودية يوحنا غفرانًا ينتظر ذبيحة صليب
السيد لمسيح وفاعليتها، إذ لم ينتقل البشر من الموت إلى الحياة،
ومن الجحيم إلى الفروس إلا بعد إتمام الفداء على الصليب. ذهب
مخلص العالم البار القدوس الذي بلا خطية وحده، ليُحسب في نظر الناس مع الخطاة
والتائبين الذين يغتسلون من خطاياهم، مثلما قيل عنه {وأحصى مع أثمة} (إش53: 12).
لقد حمل الرب يسوع المسيح خطايانا، وقبل ذلك بكل اتضاع لكي نحمل نحن الخطاة صورة
بره وقداسته وكماله.
+ ويجيب القديس يوحنا ذهبي الفم عن لماذا
أعتمد السيد المسيح ويقول " كان يوحنا يعمد اليهود لمغفرة الخطايا، فلماذا
نال يسوع المعمودية؟ وما هي المعمودية التي نالها؟ من الأكيد أن المسيح لم يكن
بحاجة الى معمودية يوحنا، فهو "الذي لم يصنع خطيئة ولم يوجد في فمه مكر"
(1 بطرس 2: 22). ويسوع تحدّث عن نفسه فقال: "مَن منكم يثبت عليَّ
خطيئة؟" (يوحنا 8: 46). فاذا كان المسيح أتى الى يوحنا لا لطلب غفران
الخطايا، فلماذا طلب ان يعتمد إذًا؟ هذا العماد شرحه سفر الأعمال بهذا القول:
"ان يوحنا عمّد بمعمودية التوبة مخاطبًا الشعب بأن يؤمنوا بالذي يأتي بعده أي
بيسوع المسيح" (اعمال 19: 4). إذاً كان من الضروري ان يبشَّر بالمسيح من بيت
الى بيت، وأن تتمّ الدعوة لقضيته في كل مكان ومنطقة، وأن يجري التعليم في المجامع
بأن يسوع هو ابن الله مخلّص العالم. لقد استفاد يوحنا من زحف الجموع من كل المدن
والقرى، وقال كلمته: "هذا حَمَلُ الله"، "الذي يأتي بعدي كان قبلي
وهو أقوى مني". وجاء التثبيت من العلاء بصوت الآب وشهادة الروح القدس الذي
ظهر بهيئة حمامة. فالآب أراد أن يعلن هو نفسه عن ابنه للبشر. وهذا ما عبَّر عنه
يوحنا المعمدان بقوله: "الذي أرسلني لأعمّد قال لي...الذي ترى الروح نازلاً
عليه هو..". أما السبب الثاني لمعمودية يسوع فقد أشار اليه يسوع نفسه، وذلك
عندما قال ليوحنا "...يجب أن نكمل كل برّ" (مرقس 13: 14). ما هو البر؟
هو تتميم كل وصايا الله. بهذا المعنى قال لوقا البشير عن زكريا وأليصابات:
"كانا كلاهما بارّين أمام الله سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا
لوم" (لوقا 1: 6). وبما ان كل إنسان يلتزم بتكميل كل بر، لهذا جاء المسيح
وأكمله. فالمسيح أطاع النبي يوحنا وأطاع شريعة الختان وتقدمة الذبائح، وحفظ شريعة
السبت والأعياد اليهودية... وهذه كلها برّ".
+ أكمل السيد المسيح كل بر عن طريق
تتميم الناموس لان الناموس يظهر الخطية ولكن لا يبرر منها فمعمودية التوبة
ترمز لمحاولة التبرير من مخالفات الناموس. فالمسيح من خطوات اكمال الناموس في جسده
تعمد لكي وأكمل كل بر. وأعلن قبوله لمهمته الخلاصية أي موته فالمعمودية هي موت مع
المسيح، فالمسيح بمعموديته يعلن أنه يقبل هذا الموت وأنه سيقوم بعد موته لان
المعمودية فيها موت وقيامة، وأنه يطيع حتى الموت موت الصليب. المعمودية هي مثال
لسر موته وقيامته. المعمودية هي اعلان حب. باتحادنا مع المسيح فنحيا بحياته
فيستخدم اعضاءنا كالات بر، فنعمل اعمال بر.
+ أعتمد السيد المسيح لكي يرسم لنا طريق
الخلاص والولادة الجديدة من الماء والروح القدس لهذا قال لنيقوديموس{ الْحَقَّ
الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ
أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ» قَالَ
لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟
أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ:
«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ
الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ اَلْمَوْلُودُ
مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوح} (يو 3:3-6).
لقد رسم لنا الرب يسوع بعماده طريق المصالحة والتي بدات بتجسده لتتم المصالحة
على عود الصليب ثم بالقيامة. ونلاحظ أنه في آدم فقد
الانسان علاقته بالله وحدثت فاصل بينه وبين الله ولكن قبول السيد المسيح للروح
القدس فى معموديته لحسابنا وهو آدم الثانى وحل الروح القدس عليه كما يحل علي ماء
المعمودية وتصير المعمودية لنا موت وقيامه معه
+ كان الكهنة قديما في سن
الثلاثين وهي بدء
عملهم الكهنوتي يغتسلون بماء علي مثال معمودية التوبة { وتقدم هارون وبنيه الي باب
خيمة الاجتماع وتغسلهم بماء}(عد 4:29) ومعمودية السيد كانت اعلان لبدء خدمة المسيح
الكهنوتيه فهو رئيس كهنة الخيرات العتيدة، الذي جاء وقدم نفسه ذبيحه عنا. كما يوجد
في الفكر اليهودي نوع أخر من الأغتسال يتم قبل الزفاف فتذهب العروس
الي المعمودية التي تسمى ميكفا لمياه جارية وتتعمد
وتعتبر حياتها القديمة انتهت وتبدأ حياه جديدة
مع عريسها. والكنيسة لابد ان تتعمد وتبدأ حياة
جديده مع عريسها المسيح. ولهذا المسيح أيضا بنزوله الي
المعمودية اعد المعمودية لعروسه الكنيسة بانه اعد ينبوع مياه لتتخلص من حياتها
القديمة وتعتبر حياتها القديمة انتهت وتبدأ حياه جديدة مع المسيح. .
+ اعتمد السيد المسيح أيضا لكي يقدس الماء ويفتح
أبواب السماء لقد قدس الماء بعماده ليعد لنا التقديس والتبني بالنعمة،
لقد طهر ماء المعمودية باصطباغه في نهر الأردن، واعد لنا الروح القدس لتطهيرنا
وتبريرنا باعتمادنا باسمه القدوس .فماء
المعمودية قبل عماد رب المجد يسوع لم يكن له الفاعلية في تجديد النفس، لذلك نسمع يوحنا المعمدان
يقول {أنا أعمدكم بماء التوبة لكن يأتي بعدي من هو أقوي مني الذي لست
مستحقاً أن انحني واحل سيور حذائه هو يعمدكم بالروح القدس ونار}. أما بعد عمليه
عماد الرب صار للماء قوته وفاعليته النارية لذلك يقول القديس
غريغوريوس النزينزي ) كما أن في أحشاء الأم قوه لمنح الحياة الجسدية، هكذا ماء
المعمودية قد نال قوه لمنح الحياة الروحية).
+
لقد علم السيد المسيح بضرورة المعمودية للخلاص{ مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ
خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ }(مر 16 : 16). وكما صام عنا هكذا أعتمد
كممثل لنا ومارس المعمودية بذاته من يوحنا المعمدان الذى جاء ليعد الطريق أمام
الرب ويعلن مجئ ابن الله الذى سيعمد بالروح القدس { وَفِي الْغَدِ نَظَرَ
يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي
يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ! هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِي
بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ.
لَكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ» وَشَهِدَ
يُوحَنَّا قَائِلاً: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ
مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لَكِنَّ
الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى
الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ، فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ
بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ
اللَّهِ»} (يو 29:1-34). ولضرورة المعمودية للخلاص رأينا الرب يسوع المسيح يوصى
تلاميذه القديسين قائلاً { اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن
والروح القدس} (مت28: 18و19). بل أن السيد المسيح قال لنيقوديموس { الْحَقَّ
الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ
أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ. قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ
الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ
بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ
أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ
يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ. اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ
هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ} (يو 3:3-6). سر المعمودية المقدسة
هو المدخل للأسرار المقدسة وأولها. ولهذا منذ العصر الرسولي ومع حلول الروح القدس
علي الرسل القديسين راينا القديس بطرس يعظ الداخلين للإيمان أن يتوبوا ويعتمدوا
ليقبلوا عطية الروح القدس قالأ { توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح
لغفران الخطايا فتقبلوا الروح القدس. فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك
اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس} (أع2: 3843). كما قام فيلبس بتعميد الرجل الحبشي بعد أن
بشره بالمسيح، فقد طلب الخصي بنفسه أن يعتمد إذ قال لفيلبس: {هوذا ماء فماذا يمنع
أن أعتمد .. فنزلا كلاهما إلى الماء فيلبس والخصي فعمده.}(أع8: 36و38).
+
في عيد الظهر الإلهي نصلى لله القدير أن يظهر لنا مجد لاهوته وقلوبنا وأذهاننا
وأرواحنا ينير، ونعرف الحق والحق يحررنا فلا نحيا في ظلمة الخطية والموت بل ننتقل
من عالم الظلمة ونستنير بالايمان ونسلك كابناء النور في الإيمان العامل بالمحبة
ونصنع ثمار تليق بالتوبة .
+
نصلي ونجدد مواعيد سر عمادنا ونبتعد عن شهوات العالم ونجحد إبليس وأفكاره وأعماله
وحيلة الرديئة والمضلة ونعترف بإيماننا بالله الآب ضابط الكل وأبنه الوحيد ربنا
يسوع المسيح وبالروح القدس وبمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا وبالكنيسة الواحدة
المقدسة الجامعة الرسولية وننظر قيامة الأموات وحياة الدهر الأتي، أمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق