نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 15 يونيو 2021

خواطرفي الحياة الروحية (12) مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ



{ مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ}

(مت  11 :  15)

للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى

الأذن وأهميتها في الحياة الروحية..

+ الأذن هي أداة السمع والإصغاء لكل ما يقال وهي بمثابة جهاز استقبال كل الأحاديث والآراء التى حولنا بأنواعها ولنا الاختيار والحرية لقبول ما نسمع أو رفضه حسب ما يقرر عقلنا وحكمتنا.  فنحن نتجاوب مع ما نسمعه ونراه ونعيه وفقا لمعتقداتنا ومبادئنا وعلينا أن نسأل أنفسنا عن ما هو مستحق أن نصغي إليه ونسمعه أو نبتعد عنه ونلقى به جانبا؟. ومن الواجب كأناس الله القديسين إن نفتح آذاننا لسماع أقوال الله لكي نخلص بها.

لقد كلمنا الله قديماً بالأنبياء بأنواع كثيرة وكلمنا أخيراً في ابنه الحبيب (عبر 1:1-2).  وعلينا أن نسرع لاستماع صوت الله وكلامه كما يوصينا الكتاب المقدس {من له أذنان للسمع فليسمع} (مت 15:11 و9:13 و43 ومر 9:4 و23 و16:7). وفي سفر الرؤيا كرر الرب أمره للكنائس السبع بقوله: {من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس} (رؤ 7:2). ونظرا لكثرة الأصوات من حولنا وقيمة الوقت في حياتنا علينا ان نعطي الاهمية لمن يستحق ونهمل أو نبتعد عما هو مؤذي أو ضار.

+ أن الله بحكمته خلق الإنسان كاملاً ولديه الأعضاء الضرورية لحياته وسعادته وبناءً على هذا يجب أن يكون الإنسان حريص على سماع  الأمور التي تبني حياته أو الابتعاد بحكمة و إفراز وتمييز عن ما يضره ويعيق مسيرة حياته لأن الإذن من الأبواب الهامة التى تدخل منها المؤثرات إلى حياتنا. الله يدعونا لسماع صوته والاستجابة له { أيها العطشى جميعاً هلموا إلى المياه والذي ليس له فضة تعالوا اشتروا وكلوا هلموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن. استمعوا لي استماعاً وكلوا الطيّب ولتتلذذ بالدسم أنفسكم. أميلوا آذانكم وهلمّوا إليً اسمعوا فتحيا أنفسكم واقطع لكم عهداً أبدياً مراحم داود الصادقة} ( أش 1:55-3). الله يعدنا بأن يحل فينا بالإيمان متى سمعنا صوته وفتحنا له قلوبنا  {إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه} (رؤ20:3). أن إنذارات الله لنا يجب أن نصغي لها ونعمل بها { كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم} (يع 22:1). فلنكن مستعدين أن نسمع ونعمل لتكون لنا البركات التي تتضمنها كلمة الله {من يحول أذنه عن سماع الشريعة فصلاته أيضاً مكرهة)} (أم 9:28). وعلينا أن نعرف صوت الله ونميزه عن الأصوات التي نسمعها ويكون لنا الحكمة والتمييز بين الغث والثمين فحتى الحيوانات التي لا تفهم، تميز صوت راعيها وتعرفه فتتبعه ولا تتبع الغريب، فكم بالأحرى نحن الخليقة العاقلة يجب علينا أن نميز صوت راعينا السماوي لكي نتبعه دون سواه، فنكون خرافة الخاصة { خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني} (يو 27:10). ومسرة الرب أن نستمع ونصغي ونطيع لصوت الله {هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب. هوذا أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش} (1صم  15 :  22).

+ هناك أناس يعطون أذان صاغية لابليس واعوانه ليوقعوا بهم فى الخطية والشر كما فتحت أمنا حواء أذنيها وسمعت للحية والشيطان وقبل أن تنظر حواء إلى الشجرة الممنوعة وقبل أن تذوق طعمها بفمها فتحت أذنها لخداع إبليس وكذبه وحيلته.. وما دمنا في هذا العالم فالمجرب موجود ويحاول أن يقنع الشخص ليفتح له الباب ومن واجبنا أن نكون حريصين لنبقي أبواب حواسنا وفكرنا مقفلة في وجهه حتى لا يتمكن من الدخول إلى القلب ونطيع قول الكتاب { لا تعطوا إبليس مكاناً}(أف 27:4). علينا أن نسد آذاننا الروحية لكي لا تخدعنا أنغام مغريات الدنيا لأنها تقودنا إلى الهلاك.

الأذن المختونة...

 الأذن المختونة أي الطاهرة  التى تقدست وختمت بمسحة الميرون ويقدسها الروح القدس ويجعل الجسد والنفس والروح مكرسة للرب لهذا نجد القديس استفانوس الشهيد يوبخ مقاومي كلام الله ورسالته الخلاصية { يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان أنتم دائما تقاومون الروح القدس} ( أع 51:7). والكتاب يحدثنا عن الأذن المثقوبة بمثقب خاص يجعلها مخصصة ومقدسة للرب وسماع أقواله ومستعدة لخدمته. فمن العادات المعروفة أن الأمهات يثقبن آذان البنات ليوضع فيها الحلق لأجل الزينة، ولكن الكتاب المقدس يخبرنا عن نوع من الأذن المثقوبة لغاية أفضل فالعبد الذي يحب سيده يقدمه سيده إلى الله ويقربه إلى الباب ويثقب سيده أذنه بالمثقب فيخدمه إلى الأبد. (لا 17:15). فلنجعل آذاننا مختونة بالميرون المقدس ومكرسة لسماع صوت الله لكي نظل طيلة أيام حياتنا ملازمين له وثابتين وملتصقين به كدليل على محبتنا له واستعدادنا لخدمته كل الزمان لنكون نكون معه في الأبدية.

+ الرسائل التي أرسلها الرب إلى الكنائس السبع التي في آسيا كل منها تشمل عبارة أنا عارف أعمالك وتنتهي بعبارة {من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس}(رؤ  2 :  7). أن الله يرسل رسائل للناس، يبعث كلمته للكل، للأبرار والأشرار معًا، للذين يحبونه وللذين تركوا محبتهم الأولى. يرسل حتى إلي ملاك كنيسة ساردس الذي قال له الرب { إن لك اسمًا أنك حي وأنت ميت} (رؤ 1:3). فكل إنسان في الحياة لابد أن تصله رسالة من الله ويتكلم في قلبه ويرسل له كلمه تناسبه بأية الطرق، عن طريق الكتاب أو عن طريق عظة أو عن طريق نصيحة من إنسان وحتى قايين قبل أن يقتل أخاه قال له عند الباب خطية رابضة، وإليك اشتياقها، وأنت تسود عليها (تك7:4).

من له أذنان للسمع فليسمع...

قالها السيد المسيح كثيرا وفي مناسبات عدة، قالها بعد كلامه عن يوحنا المعمدان (مت 15:11). وبعد مثل الزارع (مت 9:13). (مر9:4). وبعد شرح مثل الحنطة والزوان (مت 43:13). (مر22:4). وبعد كلامه عن أن ما يخرج من الفم هو الذي ينجس الإنسان (مر 16:7). وبعد كلامه عن الملح الذي يفسد (لو 35:14). وهكذا قال في سفر الرؤيا للكنائس السبع "من له أذنان فليسمع ما يقوله الروح للكنائس "سبع مرات (رؤ3:2). فالروح القدس مازال يكلم الكنائس ويعمل فينا، ويرشدنا إلي جميع الحق (يو 13:16). ويذكرنا بكل ما قاله الرب لنا (يو26:14). لقد كرر السيد المسيح له المجد هذه الجملة .. لأهمية الأذن ولكي نعطي آذان صاغية لصوت الرب ونستجيب لدعوته. كما سمع إبراهيم صوت الرب وأطاعه حتى حين أمره الرب أن يقدم أبنه وحيده محرقة للرب لذلك باركه الله، وكمثال الآباء الرسل والتلاميذ الذين تبعوا المخلص واستجابوا لدعوته. القديس متي حالما سمع كلمة الله {اتبعني } ترك مكان الجباية وتعبه (مت9:9). وكذلك بطرس وأندراوس تركا السفينة والشباك والأهل، حالما سمعا عبارة هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس (مر1: 17،18). ونحن فى كل قراءة فى الإنجيل نكرر تطويب الرب لمن يسمع كلام الرب { ولكن طوبى لعيونكم لأنها تبصر ولاذانكم لانها تسمع} (مت  13 :  16) ذلك لأن هناك أناس لهم آذان لا تسمع (مز 11:8) (رؤ 21:28). حتى مع السيد المسيح فى خدمته على الأرض كان كثير من معاصريه، لهم آذان ولكنها لا تسمع، الشاب الغني الذي كلمه السيد المسيح، وقدم له ما ينفعه. ولكنه مضى حزينًا، ولم يسمع للرب لأن هناك شهوة فى القلب منعته وقد يأتى الحسد أو الخوف أو الاستهتار أو اللامبالاة ليمنع طاعتنا لصوت الرب. فلكي تسمع الأذان  ينبغي أن تكون لنا رغبة في أن نسمع، ولدينا الجدية ان نطيع وننفذ.

هبنى حكمة لسماع صوتك وطاعته ...

+ هبنى يارب نعمة وحكمة لكي أسرع لاستماع صوتك والاصغاء والأستجابة له وطاعته حتى اصنع كل ما يرضيك كل حين جميع أيام حياتى. أبعد عني أصوات الشر والإغراء وهبنى حكمة لكي أميز صوتك بين كل الأصوات واتبعك من كل قلبي و أصنع مشيئتك كل حين.

+ علمنى يارب لكي تكون لى الأذن المدربة للتمييز بين الخير والشر، و أعطنى حكمة لكي أسد أذني عن كل ما لا يرضى صلاحك. هبنى أذان مدربة للتمييز بين الخير والشر، تفرح لسماع صوتك ولسان يقدم الشكر والتسبيح . هبني قوة وحكمة لابتعد عن سماع كلام الذم والنميمة، وأعطني إرادة واعية وقوية تطيع وتفعل مشيئتك وهبنى قلب مدقق لكي أتكلم الكلام الصالح للغير والذى يبني نفوسهم على الإيمان الأقدس، آمين.


ليست هناك تعليقات: