مهداه من الصديق / زهير دعيم
القلب ينزف دمًا ، والعين تأبى إلا ان تذرف الدّموع الحرّى ، والقلب ؛ قلب الانسان السّويّ يبكي ويولول....يبكي الاسكندريّة ، يبكي الشواطىء الجميلة والكنائس العتيقة والانسان..
يبكي السكينة التي ذبحها الارهاب على مذبح العنف .
يبكي السّلام الذي نحره أناسٌ ساروا في دروب العتمة.
يبكي الاخوّة التي ماتت على وقع المتفجّرات والأشلاء وصراخ الامهات الثكالى
يبكي الانسانية التي أضحت طعامًا للحقد ووقودًا للكراهية.
يبكي أناسًا جاؤوا في رأس السنة الجديدة ، يلبسون ملابس الفرح وفي قلوبهم ترنيمة السماء : " المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السلام ، وفي النّاس المسرّة "..اين المسرّة في ليلة أرادها الشيطان مُلطّخة بدماء الابرياء ، مصبوغة بالحقد وموّشحة بالسّواد؟
يقينُا يستحق أهلنا في مصر وقفة ولفتة ....
وقفة مع المظلومين الذين يقرعون أجراس الفرح والمحبّة في كلّ صباح.
وقفة مع المظلومين الذين آمنوا وما زالوا أن الأنسان مقدّس حتى ولو عبد الحجر!
وقفة مع المظلومين الذين يُصلّون لحاكم حتى ولو تجبّر وغفا ، فهم لا يعرفون الا المحبة ولا يعتنقون الا الموعظة على الجبل.
وقفة مع المظلومين الاقوياء الذين لا يهابون قاتلي الاجساد ولن يهابوا ، فأرضهم صلدة وكنيستهم تقوم على صخر الدّهور.
وقفة ولفتة....
لفتة لاولئك المساكين ! الذين يُفجّرون انفسهم وسياراتهم في مواكب الافراح السّماوية ، وهم على قناعة بأنّ ساكن السماء يُسرّ ويفرح!
لفتة لاولئك المساكين الذين لا يتورعون من زرع الدّمار في كلّ بقعة ولسان حالهم يقول : لنا الجنّة !
حرّي بنا ان نُصلّي ...نصلّي في هذه الظروف المؤلمة ، الموجعة ؛ نُصلّي بلجاجة وحرارة الى القادر أن يُغيِّر ويُبدِّل ويرفع يمينه ويحمي شعبه.
حرّي بنا أن نصرخ حتّى يصل صراخنا الى السماء والى الامم المتحدة وكل الشعوب ، فلعلّها تُحرّك ساكنًا ، فقد أضحى المسيحي في الشرق هدفًا للموت وطُعمًا للحاقدين ، وعنوانًا لصبّ جامات الغضب دون ذنْبٍ اقترفه.
الهنا الحبيب ، توقعنا وكعهدنا بك أن تُكلّل سنتنا بجودك ..ولا أظنك تفعل غير ذلك.، فها نحن ننتظر أن تُبلسم جراح الجرحى وتستقبل موكب فرح الشهداء في سماك بالبهجة، وتُخفّف وطأة الظلم وترحم الظالمين ؛ ترحمهم لانهم لا يعرفون ما يفعلون ..ترحمهم وتأتِ بهم الى حظيرتك وتزيل بيديك القشور عن عيونهم.
الاسكندرية ..يا مدينة الخلود والمجد التليد...
لا تخافي " ففوق العالي عالي والأعلى فوقهما يلاحظ".
ستبقين ترنّمين كما كلّ بقعة في الشرق الى أن يأتي الآتي على سحاب المجد
لململي الجراح يا اسكندرية المجد وسيري مرفوعة الرأس نحو المجد..فالربّ معكِ.
لملمي الجراح واتجهي نحو شمس البِرّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق