للأب القمص أفرايم الأورشليمى
الرفقة المقدسة
- أعتقد ان عالمنا اليوم يحتاج الى قلوب ملتهبه بالمحبه نحو الله والناس لتنفتح لها كنوز السماء وتقدم المحبة للاخرين من اى جنس وعرق او دين او عقيده او راى حتى ما تنطفئ روح الكراهية والتعصب والانغلاق والحروب التى نرى اوزارها تشتعل فى كل مكان . فان الكراهية لا تعالج الا بالمحبة والصلاة والصبر كما ان النار تطفأ بالماء لا بمذيد من العنف والوقود .
- عندما ظهر الرب يسوع لتلميذى عمواس سار معهم من اورشليم الى عمواس فى الطريق وكان يتحدث معهم عن الاحداث الخلاصية التى تمت فى اورشليم ، لكن امسكت اعينهما عن معرفته وعندما وصلوا الى قريه عمواس فى المساء واراد ان يتركهما فالزماه للمبيت معهم . ولما اتكأ معهما اخذ خبزا وبارك وكسر وناولهما فانفتحت اعينهما وعرفاه . فاختفا عنهم فقالا لبعضهما ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا اذ كان يكلمنا فى الطريق ويوضح لنا الكتب ؟ لو 24 : 13 -32 .
ان الله يسير معنا فى دروب الحياه ويرافقنا رحلاتنا اليومية فهو عنا ليس ببعيد ولكن كثيرا مالا نكتشفه حاضرا معنا لا من خلال لاهوته او عمل روحه القدوس او حتى من خلال الاشخاص والاحداث التى نواجهها او فى داخل قلوبنا او فى خلوتنا .
- ان انغلاق بصيرتنا الداخلية وتمركزنا حول ذواتنا او اهتمامنا بمتع الحياه او حتى همومها واحزانها او متطلباتها لا تمنحنا الفرصة الكافية للتلاقى مع الله . وفى احيان كثيره نجد ان هموم الحياة واهتماماتها المادية تربك او تقسى القلب وتجعلنا نركز على الضيقة الحاضرة دون النظر لله الذى يعبر بنا الضيقات ويقودنا فى موكب نصرته. وبالأيمان وبالصبر نعبر الإزمات ونرث المواعيد .
يسوع هو الطريق ...
- يسوع المسيح ، هو الطريق والحق والحياه وقد جاء ليرافقنا الطريق ويعلمنا ان نسلك فى الحياه بالحق ونعرف الحق والحق يحررنا . لقد دعى المسيحيون اولا اتباع الطريق فالله هو الذى يقودنا فى الطريق ان سلمنا له دفة حياتنا وهو الذى قاد الشعب قديما فى رحلته فى بريه سيناء {كان الرب يسير امامهم نهارا فى عمود سحاب ليهديهم فى الطريق وليلا فى عمود نار ليضئ لهم لكى يمشوا نهاراً وليلاً } خر 13 : 21 .كما علم الشعب قديما الفرائض الشرائع وعرفهم الطريق الذى يسلكونهم والعمل الذى يعملونه .وهو امين وأمس واليوم والي الأبد معنا {لان الرب صالح ومستقيم لذلك يعلم الخطاه الطريق } مز 2 : 8.
- اننا فى رحلة حياتنا نحتاج الى الصديق الإمين الذى يفسر لنا كل ما جاء عنه فى الكتب وما يختص به وما يجب ان نعرف عن الله والابدية بل ونحتاج ان نعرف من خلاله انفسنا ونقبلها لاننا فى اشياء كثيره نعثر جميعنا .
وفى رحلتنا لابد ان ننطلق بثقه نحو تحقيق رسالتنا وخدمة مجتمعنا وتحقيق ذواتنا . ولكل هذا نحن نحتاج للصحبة الالهية التى ترافقنا . قد تمسك اعيننا عن معرفتة فترة لا لانه لايريد ان نعرفه بل لانه يريد منا الرغبة الصادقة فى البحث عنه وقبوله فى حياتنا فهو لا يقُحم نفسه عنوه بل هو وديع ومتواضع ويريدنا ان نتبعه وللعديد من المرات يريد أن يجمعنا حوله وتحت جناحيه كما تجمع الدجاجه ابنائها تحت جناحيها ولكن نظهر عدم الرغبة .
- اننا اذا دعونا الله بثقة وايمان للبقاء معنا لقيادتنا ورعايتنا وحمايتنا من الذئاب فهو لا يتوانى عن تعريفنا به وعنايته بنا فهو يطرق باب قلوبنا لنفتح له ويريد ان يعلن لنا ذاته سواء بالاحداث التى تمر علينا يومياً او بالكتاب المقدس الذى يهدينا اليه او حتى بالاخطار والامراض التى تلم بنا ونستقبلها غالبا بضيق وتبرم وعبوس . ولا ندخل فى اعماقنا لنكتشف الحكمة فيها والبركه منها ولو عرفنا ذلك يلتهبت قلبنا حبا لله فى كل ظروف الحياه افراحها واحزانها . عندما نلتقى بالله فى الطريق وفى رحلة الحياه معه نفرح ونسر بالدخول من الباب الضيق وفى الطريق الكرب ونلتهب حبا رغم صعوبة الطريق ما دامت يد الله تقودنا وعلى كتفيه يحملنا ممهدا الهضاب فان الصليب تعقبه القيامة والطريق الكرب والباب الضيق يؤدى الى الملكوت السماوى .
قلوب ملتهبه بالمحبة ..
- اطلب الروح القدس وثماره ومواهبه لك وللكنيسة ولكل العالم . مقدما تواضعا ووداعه وجهادا لتؤهل لشركة الروح القدس النارى ليمنحك حكمة ونعمة وبركة ويكون حولك سورا من نار وعمود نار فى وسطك ويحل بالايمان فى قلبك ويفجر داخلك انهار ماء حى مشبعه . القلب الملتهب بالمحبة يشعر بالآم الاخرين ويريحهم ويرثى للساقطين ويقيمهم ويعمل على تخفيف الالم البشرى على قدر طاقتهم دون تحيز او تمييز وبحكمة ودون عثرة .صلى لكى ما يحل عليك الروح القدس النارى الذى حل قديما فى عليه صهيون على التلاميذ ، لتكرز بفضل من دعاك من عالم الظلمه الى نوره العجيب .
- نصلى الي الله لكى ينير ظلام القلوب ويخلق ويجدد وجه الارض ويهدى الضالين ويرد الخطاه ويقود العالم قاده وحكام وشعوب من اجل قيادة بلادنا وعالمنا العربى بل والعالم كله نحو السلام العادل والحوار والقبول والتعاون من اجل بناء مستقبل افضل . نصلى للروح القدس لكى ما يقود الناس شعوبا وافرادا نحو احترام الواحد لاخيه من اى جنس وعرق ودين .ان العبء الاكبر يقع علي قادة الفكر والسياسة والدين وعلى كل احد فى موقعه ان يعمل على أطفاء روح الكراهية والأحقاد ونعمل على تعاون الشعوب والحضارات من أجل علاج المشكلات التى تواجهنا من جهل وفقر ومرض وفساد .
- و نصلي ليكون لنا الوعى والالتزام المنفتح بالحب والاحترام من اجل البناء لا الهدم ،والتوفيق لا التفريق . فنحن صورة الله الحلوة ولكل منا حقه فى الحياه الحرة الكريمة وعندما نقدم المحبة والتعاون والتقدير لابد ان نجده ولو بعد حين ، فما يزرعه الانسان اياه يحصد . اننا نصلى من اجل ان يرشدنا الله وهو ضابط الكل والكون وقادر ان يقودنا ويوجه دفه مستقبلنا أفراداً وشعوباً الى الطريق الذى يريد ويسره لتحقيق بناء الملكوت السماوى على الارض وفى السماء .
عالم يحتاج للحب
نصلى من اجل قلوب ملتهبة بالمحبة الالهية ،و من اجل ارواح طاهرة ونقية ، من اجل عقول تعمل لخير البشرية، ومن اجل خلاص الرعاة وكل الرعية، من اجل عالم افضل يحيا المحبة الحقيقية . نصلى ونقرع ونسال رب البرية ، واثقين فى رحمته السرمدية وعنايتة وحكمتة الازلية . فاستجب لنا وامنحنا قلوبا نارية .
عالمنا محتاج للحب الطاهر ، وللبعد عن الشكلية والمظاهر ، فالخطية صار لها سلطان قاهر ، والامراض انتشرت وبشكل ظاهر ، فالى من نلجا يارب الا اليك يا خالق البشرية . نحتاج لقيادتك الالهية كربان ماهر . الرافة بعالمك فانت وحدك قادر .امنحنا قلوبا تحبك وتحب الغير وتعمل من اجل ادخال البسمه وعمل الخير.
الهبنا قلوبا نارية تسعى لخلاص واسعاد البشرية . نضرع اليك فاستجب للصلاه . امنحنا المحبة والايمان والرجاء لنكون صناع حياة وطريق نجاة . وبسمه للقلوب وعلى الشفاة . نصلى ونبتهل فاستجب للصلاة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق