للأب القمص أفرايم الأورشليمى
دماء الإبرياء تصرخ على ضفاف النيل ..
+ ان المسلسل الدموى المستمر والمحزن والمؤلم لقتل الابرياء الاقباط على ضفاف النيل وفى كنائسهم وبيوتهم من الأسكندرية شمالاً مروراً بالقاهرة قلب وعاصمة مصر وصولاً الى مراكز وقرى الجيزة والفيوم والمنيا وقنا واسوان ، وحرق ونهب الكنائس وبيوت الأمنين وتعرضهم اليومى للإضطهاد المستمر من قبل بعض المتطرفين والغوغاء يدمى قلب كل مصرى غيور على وطنه وقلب كل إنسان له ضمير حى فى كل المسكونة ، وان التهاون وجلسات الصلح العرفى التى تجُبر المظلومين على قبول المصالحة دون أعمال القانون وسيادة ومعاقبة الجناة تشجع الغوغاء على الأستمرار فى المسلسل الدموى وتجعل كل المسئولين المصريين متهمين بارتكاب جرائم أبادة عنصرية ويعرضهم للمسألة القانونية أمام العدالة الدولية وفوق هذا فاننا نستمر بالصلاة ورفع الايدى وبالركب الخاشعة لله طالبين عدالة السماء عالمين ان صراخ الدم البرئ والايدى الضارعة سيصل الى عنان السماء وسيقضى الله بالعدل لانصاف الدماء البرئية { الرب مجري العدل و القضاء لجميع المظلومين} (مز 103 : 6).
+ اننا اذ نثق فى عدالة السماء نصرخ اليها بالدموع والصلاة ومع هذا نصلى من اجل بلادنا وسلامها تلك الإرض الطاهرة التى ارتوت بدماء شهدئنا منذ الفى عام بدأ من القديس مارمرقص كاروز وصولاً الى شهداء كنيسة ابوقرقاص ونجع حمادى والأسكندرية والقطامية وأمبابة ، تلك الدماء التى تمتزج بدماء هابيل البار الذى قام عليه أخيه ظلما وحسدا ليقتله {و كلم قايين هابيل اخاه و حدث اذ كانا في الحقل ان قايين قام على هابيل اخيه و قتله. فقال الرب لقايين اين هابيل اخوك فقال لا اعلم احارس انا لاخي. فقال ماذا فعلت صوت دم اخيك صارخ الي من الارض. فالان ملعون انت من الارض التي فتحت فاها لتقبل دم اخيك من يدك. متى عملت الارض لا تعود تعطيك قوتها تائها و هاربا تكون في الارض. فقال قايين للرب ذنبي اعظم من ان يحتمل} تك 8:4-13. لقد أشتهد هابيل البار ومعه هؤلاء الشهداء الأقباط وأستراح من الظلم والحسد والبلطجية لكن لم يجد القاتل الراحة اذ لا سلام للأشرار قال رب الجنود وشهد الله لهابيل وبره { بالايمان قدم هابيل لله ذبيحة افضل من قايين فيه شهد له انه بار اذ شهد الله لقرابينه و به و ان مات يتكلم بعد} (عب 11 : 4) { و لما فتح الختم الخامس رايت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله و من اجل الشهادة التي كانت عندهم. و صرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى ايها السيد القدوس و الحق لا تقضي و تنتقم لدمائنا من الساكنين على الارض. فاعطوا كل واحد ثيابا بيضا و قيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم و اخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهم} رؤ 9:6-11
+ ان ما تم من أعتداء على كنيسة مار مينا بشارع الاقصر بالبصرواى بامبابة وحرق كنيسة
. كنيسة السيدة العذراء بالكامل كان نتيجة طبيعية لعدم محاكمة الجناة الذين هدموا كنيسة صول ونتيجة طبيعية لاجبارهم الاقباط على نقل كنيسة القمادير بسمالوط ونتيجة طبيعية لتراخى الدولة وتجميدها لقرار تعيين محافظ قبطى بقنا ونتسأل لماذا تم تعيين قبطى لقنا للمرة الثانية دون المحافظات الأخرى الا لسو النية المبيت من الذين عينوه ؟ و نتيجة اعتراض السلفيين على ديانته يتم وقفه وتصوير الأمر على انه رغبة المواطنيين . كما تعرض مئات الأقباط لمئات الاعتداءات التى تعرضوا لها لكونهم مسيحيين ودون محاسبة ودون ردع مما فتح شهية هؤلاء السلفيين للاعتداء مجددا على الاقباط تحت حجج واهيه واكاذيب يجعلنا نجزم بان هناك مخطط ارهابى لقتل وهدم كنائس الأقباط وان لم يقابل بالحزم وقوة القانون فان مصر كلها ستحترق بلهيب الفتنة الطائفية ولن ينجو منها أحد.
العيش المشترك والآلم الواحد
+ لقد عشنا معاً مسيحيين ومسلمين عبر مئات السنين نقتسم اللقمة والبسمة ونشرب من نفس الماء ونعمل ونسكن معاً ، ونشترك معاً فى السراء والضراء ، ويجب علينا ان نعالج جذور التعصب والفتن وننهيها بالقانون والتوعية ، فلم يعد تضميد الجراح بالقبلات او لقاءات الصلح يجدى نفعاً ، ومع أيماننا بوجود أخوة مسلمين لنا فى الوطن يرفضون كل ما يقوم به هؤلاء القتلة فان بضعة الأف من الجهلة والمتعصبين تستطيع ان تشعل نار الفتنة والدمار فى مصر كلها وتقود الغوغاء للفساد والنهب ولهذا يجب ان يعي القائمين على مصر واحوالها خطورة الموقف وما يحاك لمصر من مؤامرات وتهديدات تتعرض لها الأمة باكملها وما تتعرض له مصر من سمعة سئية فى العالم كله نتيجة تصرفات جهلة ومتطرفين .
+ ان أقتصادنا وأمننا ومقدراتنا فضلاً عن سلامنا الداخلى ووحدتنا الوطنية فى مهب الريح كما ان الجراح النفسية المؤلمة التى يصاب بها الكثيرين والأحساس بالظلم فى ديارنا ومن أهلنا وشركائنا فى الوطن هى جراح تنزف من كل قبطى ورغم اننا تعلمنا من رئيس أيماننا المحبة للكل وحتى من يظنوا انهم أعداء لنا فنحن نصلى من أجل الجميع رغم جراحنا النازفة ومصابنا الأليم ويقع على عاتق الأغلبية المسلمة فى مصر تضميد جراح اخوتهم الأقباط {و اما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم و صلوا لاجل الذين يسيئون اليكم و يطردونكم }(مت 5 : 44). وعلي المسئولين تقديم المحرضين على الفتنة والقائمين بها للعدالة ومعالجة قضايا الإقباط بالعدل والحق والمساواة والا انتفى سبب وجودهم ووجب تقديمهم للمحاكمة .
+ اننا نسير فى مركب واحد واما ان نصل الى مينا السلامة الذى يحتاج لربان ماهر وحكمة القادة لنجدف فى نفس الأتجاه واما يغرق المركب بمن فيه ولن ينجو أحد من الطوفان ، اننا نحيا الحاضر المشترك ورغم خطورة الموقف الا اننا قادرون بالحكمة وسيادة القانون والأعلام الجيد والمساواة والعدل وبمراعاة كل واحد منا ضميره وربه فى بلده واهله ومستقبله .
واننا نصلى من أجل المستقبل الإمن لمصر وشعبها ليجد كل مواطن فيها انه أمن على نفسه وعرضه وأرضه ومستقبله .
الإيدى الضارعة والركب المنحنية ..
+ نصلى ونرفع الدعاء فى خشوع للخالق الرحمن ذو المجد والأحسان لينظر الى مصر وشعبها ويستجيب لصلاة المظلومين الصارخين اليه ليلاً ونهاراً ويقضى لهم بالعدل ويهبهم الراحة والصبر والعزاء . ويعطى للجرحى والمصابين القوة والشفاء . نصلى ليهب الله الحكمة للقائمين على مصر وأحوالها ليقودونا الى الخير والسلام وان ينزع الله البغضة والكراهية من القلوب وان يرجع اليه كل خاطئ ويتوب .
+ نصلى من أجل كنيستنا رعاة ورعية لاسيما كل من يعانى الظلم والأضطهاد وعدم المساواه ولاسيما لأسر الشهداء والجرحى فى أمبابة ومن أجل أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وشبابنا الذين فقدوا الأحساس بالأمان فى بلادهم ومثرى أجدادهم ،نصلى من أجل من أحرقت منازلهم ومتاجرهم طالبين من المسئولين تعويضهم عما لحقهم من خسائر مادية وطالبين من اخوتهم مد يد العون لهم فى تلك الأوقات الصعبة ، واما ما نالهم من حزن وجراح نفسية فنصلى ليعصب الله جراحهم ويشفى كسرى القلوب والنفوس والارواح والأجساد.
+ نصلى من أجل كل مواطن خيٌر يحيا على أرض الكنانه مسلمين ومسيحيين ليهدينا الله جميعا الى الخير والمحبة والوئام والسلام . ونصلى من أجل هؤلاء الذين فقدوا توازنهم وأعميت عيونهم عن الطريق السوى لنشر الخير ليهديهم الله حسن القصد ويفتح الله عيون قلوبهم ليدركوا ان أخوانهم فى الوطن يصلوا من أجلهم ويحبونهم ويرجون لهم الخير والسلام لنحيا جميعا حياة كريمة على ارضنا الطيبة .
+ نصلى ونطلب من الجميع الأستمرار فى الصلاة ليوقف الله هذا المسلسل التراجيدى الذى تتعرض له كنيستنا وابنائها وبناتها من ظلم ومعاناه وان يرفع الله المعاناة عن شعبنا الصابر والشاهد لآلام وقيامة مخلصنا الصالح لاسيما فى هذه الأيام المقدسة . ليقيمنا الله من الضعف والخوف والجهل والمرض والحزن والموت لنشهد لقيامته المجيدة بالروح والحق ، أمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق