(30) المسيحى وحياة الألتزام
للأب القمص أفرايم
الانبا بيشوى
مفهوم الالتزام
المسيحى وأهميته ....
الالتزام هو تجاوب مع محبة الله الباذلة ... ان العلاقة بيننا
وبين الله تقوم على المحبة الباذلة
المسئولة من الله نحو الانسان، لقد خلقنا الله وافتقدنا بالانبياء واخيرا اتى
الينا متجسداً ليقدم لنا الفداء والخلاص ويهبنا نعمة البنوة له بالإيمان فالالتزام
المسيحى ليس فروض او واجبات بل هو ان نبادله المحبة { نحن نحبه لانه هو احبنا اولا} (1يو 4 : 19).الالتزام
هنا يعنى ان الإنسان الروحى لكى ينال خلاصه الابدى ويحيا البنوة لله عليه ان يحيا
حياة التلمذة لله وطاعة وصاياه فى حياة الجهاد
للوصول الى حياة الفضيلة والبر ثابتين فى الله ومنقادين بروحه القدوس . الالتزام
اذاً هو واجب علينا على ضوء كلمة الله فى الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة وفكر الاباء القديسين وهذا ما عاشته الكنيسة
منذ العصر الرسولى فى تلمذة مستمرة وتقوى الله { هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس
واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم ام يسوع ومع اخوته} (اع 1 : 14) {وكانوا
كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة واذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا
يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب} (اع 2 : 46). انه الالتزام ينبع من الحرص على
المحبة المتبادلة والوفاء لله وطاعة وصاياه فى فرح وسرور
{ ان افعل مشيئتك يا الهي
سررت وشريعتك في وسط احشائي }(مز 40 : 8)
الالتزام قيمة ومبدأ
روحى ..... ان الالتزام هو التحلى
بروح المسئولية كقيمة ومبدأ روحى وهو لا يعنى فقط أحترام المواعيد او الوفاء
بالعهود والوعود بل أيضا يعنى ايضا الالتزام الإيمانى السليم والالتزام بالروحيات
والاخلاقيات وبالسلوك الحسن أمام النفس والله قبل ان يكون مع الناس .هو فضيلة ضبط
النفس وتعفف داخلى وتظهر ثماره فى علاقات الانسان الخارجية { من ثمارهم تعرفونهم
هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا. هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة واما
الشجرة الردية فتصنع اثمارا ردية. لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا ردية ولا شجرة
ردية ان تصنع اثمارا جيدة. كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار. فاذا
من ثمارهم تعرفونهم. ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي
يفعل ارادة ابي الذي في السماوات} مت 16:7-21. الالتزام الروحى هو مرحلة أعلى
بكثير من الالزام القانونى او مرعاة قيم وعادات المجتمع والتى يخضع لها الانسان
بحكم القانون وتقع عليه العقوبات أو الاحكام او الرفض الإجتماعى ان لم ينفذها فهو هنا الزام
اضطرارى اما الالتزام فينبع من ضمير وروحيات الانسان واخلاقه { لان فخرنا هو هذا
شهادة ضميرنا اننا في بساطة واخلاص الله لا في حكمة جسدية بل في نعمة الله تصرفنا
في العالم ولا سيما من نحوكم} (2كو 1 : 12).
الالتزام والنضج الروحى ... الالتزام هو نضج روحى واحساس بالمسئولية وجهاد روحى مما يجعل الانسان ذو مصداقية راض عن نفسه ومحل احترام الغير وهو وصول الى الرجولة الروحية واحترام الانسان لوصايا الله وللوعود والعهود مع الله والغير. انه ادراك واعى لجدية الحياة الروحية { الرخاوة لا تمسك صيدا اما ثروة الانسان الكريمة فهي الاجتهاد} (ام 12 : 27). ان ادراكنا ان لنا اعداء يتربصون بنا يجعلنا نعمل بحرص ونشاط ونحن مستعدين لكل عمل صالح { اصحوا واسهروا لان ابليس خصمكم كاسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو. فقاوموه راسخين في الايمان عالمين ان نفس هذه الالام تجرى على اخوتكم الذين في العالم. واله كل نعمة الذي دعانا الى مجده الابدي في المسيح يسوع بعدما تالمتم يسيرا هو يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويمكنكم} 1بط 8:5-10. ان النفس التى تستسلم لحياة الكسل والرخاوة تكون العوبة فى يد الشيطان وأفكاره أما الانسان الملتزم والعامل بنشاط فانه ينمو يوماً فيوم { ايها الاخوة انا لست احسب نفسي اني قد ادركت و لكني افعل شيئا واحدا اذ انا انسى ما هو وراء وامتد الى ما هو قدام }(في 3 : 13). ان الالتزام هو قبول بفرح لحمل الصليب واتباع السيد المسيح فى امانة حتى الى الجلجثة لكى نستطيع ان نعاين أمجاد القيامة المجيدة { وقال للجميع ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم و يتبعني } (لو 9 : 23). وكما قال القديس بولس الرسول { لاعرفه وقوة قيامته وشركة الامه متشبها بموته }(في 3 : 10).
الالتزام والنضج الروحى ... الالتزام هو نضج روحى واحساس بالمسئولية وجهاد روحى مما يجعل الانسان ذو مصداقية راض عن نفسه ومحل احترام الغير وهو وصول الى الرجولة الروحية واحترام الانسان لوصايا الله وللوعود والعهود مع الله والغير. انه ادراك واعى لجدية الحياة الروحية { الرخاوة لا تمسك صيدا اما ثروة الانسان الكريمة فهي الاجتهاد} (ام 12 : 27). ان ادراكنا ان لنا اعداء يتربصون بنا يجعلنا نعمل بحرص ونشاط ونحن مستعدين لكل عمل صالح { اصحوا واسهروا لان ابليس خصمكم كاسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو. فقاوموه راسخين في الايمان عالمين ان نفس هذه الالام تجرى على اخوتكم الذين في العالم. واله كل نعمة الذي دعانا الى مجده الابدي في المسيح يسوع بعدما تالمتم يسيرا هو يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويمكنكم} 1بط 8:5-10. ان النفس التى تستسلم لحياة الكسل والرخاوة تكون العوبة فى يد الشيطان وأفكاره أما الانسان الملتزم والعامل بنشاط فانه ينمو يوماً فيوم { ايها الاخوة انا لست احسب نفسي اني قد ادركت و لكني افعل شيئا واحدا اذ انا انسى ما هو وراء وامتد الى ما هو قدام }(في 3 : 13). ان الالتزام هو قبول بفرح لحمل الصليب واتباع السيد المسيح فى امانة حتى الى الجلجثة لكى نستطيع ان نعاين أمجاد القيامة المجيدة { وقال للجميع ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم و يتبعني } (لو 9 : 23). وكما قال القديس بولس الرسول { لاعرفه وقوة قيامته وشركة الامه متشبها بموته }(في 3 : 10).
الالتزام وحياة الإيمان القويم ... ان الالتزام ينبع من ضرورة ان نحيا حياة الايمان { ولكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن بانه موجود وانه يجازي الذين يطلبونه} (عب 11 : 6). فى الايمان عاش ابائنا القديسين ونحن مدعويين الى حياة الجهاد فى الايمان القويم المسلم للقديسين { لذلك نحن ايضا اذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا. ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله. فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم} عب 1:12-3. نحن نحافظ على الايمان ونحياه { مبنيين على اساس الرسل والانبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية} (اف 2 : 20). وعلى مدى تاريخ الكنيسة الطويل تصدى أبطال الإيمان للدفاع عن سلامة الإيمان وصحة العقيدة وكانوا ملتزمين بدحض كل الهرطقات والأفتراءات مهما كلفهم هذا من ألم واضطهاد بل وسفك دم أو استشهاد ، إننا نضع أمام عيوننا باستمرار هؤلاء البطاركة الملتزمين الجبابرة مثل القديسين أثناسيوس الرسول وكيرلس عمود الدين وباسيليوس الكبير ويوحنا ذهبي الفم وغيرهم وليس هؤلاء فقط ابطال الايمان بل ان الذين يعيشوا الايمان ويحيوه فى كل جيل محافظين على الامانة والعقيدة هم ابطال ايمان وتقوى والتزام فان الشهيد يموت مرة واحدة أما من يتمسك بايمانه وسط عالم الاثم والخطية ويحيا حياة البر والتقوى هو شهيد يمات طوال النهار كما قال القديس بولس الرسول { من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف. كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا. فاني متيقن انه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا امور حاضرة ولا مستقبلة. ولا علو ولا عمق ولا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا} رو 35:8-39. الالتزام اذا هو حرص وسهر على خلاص النفس وحفاظ على الايمان القويم وانتماء للكنيسة وايمانها وشركة مع الجماعة المؤمنة بالروح الواحد مع الشهادة الحسنة للمسيح الذى دعانا ان نكون نورا فى العالم وملحا فى الارض. الالتزام اذن هو ان نعيش الحياة الفاضلة بما فيها من محبة وصلاة من اجل خلاص العالم وسلامه ومن أجل كل نفس خاطئة او بعيدة عن المسيح لتذوق ما أطيب الرب .
السيد المسيح قدوة
ومثال فى الالتزام
السيد المسيح والالتزام بالهدف الروحى ... لقد جاء السيد المسيح
الى العالم من اجل خلاصه وهكذا دعى اسمه منذ ان بشر به الملاك "يسوع" تعنى " مخلص" { فستلد
ابنا وتدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم }(مت 1 : 21) وهكذا سار السيد
المسيح يجول يصنع خيراً ويعلم ويشفى كل مرض وضعف فى الشعب . داعيا الخطاة الى
التوبة والرجوع الى الله دون ان يحيد عن طريق الصليب والفداء لقد أخبر تلاميذه قبل الصلب والفداء بما سيحدث
له وانه جاء ليبذل نفسه على الصليب بارادته وسلطانه أكثر من مرة { وفيما كان يسوع
صاعدا الى اورشليم اخذ الاثني عشر تلميذا على انفراد في الطريق وقال لهم.ها نحن
صاعدون الى اورشليم وابن الانسان يسلم الى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه
بالموت. ويسلمونه الى الامم لكي يهزاوا به ويجلدوه ويصلبوه وفي اليوم الثالث يقوم}
مت 17:20-19. وقال للآب القدوس { انا
مجدتك على الارض العمل الذي اعطيتني لاعمل قد اكملته (يو 17 : 4).
وعلى الصليب قال
{ قال قد اكمل ونكس راسه واسلم الروح }(يو 19 : 30). ان السيد المسيح التزم بهدفه
الروحى رغم خطورته وصعوبته { ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل
السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله} (عب 12
: 2). اننا عبر التاريخ كله نجد انه ما من صاحب رسالة استطاع كما السيد المسيح فى
مدة تذيد قليلاً عن ثلاث سنوات ان يغير وجه العالم لا بجيوش جرارة ولا باسلحة
جبارة ولا بعدوان او طغيان كما يفعل الغزاة الفاتحين بل بالمحبة والتواضع والوفاء
وانكار الذات والبذل والفداء . فافكاره وتصوراته ووسائله وغاياته النبيلة والتزامه
بالمحبة والبذل جعلته يمتلك القلوب وتسجد وتنحى له الرؤوس .
السيد المسيح والالتزام برسالته السامية ...لقد جاء السيد المسيح
كلمة الله المتجسد من اجل رسالة سامية عمل وعلم بها منذ بدء خدمته ويلتزم بها الى
المنتهى { جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله. ويقول قد كمل الزمان
واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالانجيل} مر 14:1-15. كان يعلم انه مسيح النبؤات
الذى تنبأ عنه الانبياء والذي ينتظره اليهود مبشرا للمساكين ولتحرير الماسورين وليهب البصر
والبصيره للبشر، انه جاء فاتحا باب الرجاء للخطاه من كل جنس ولون وفى بدء خدمته دخل المجمع كعادته كل سبت فى
التزام روحى وفتح سفر اشعياء ليقرأ { فدفع اليه سفر اشعياء النبي ولما فتح السفر
وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه. روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني
لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين
في الحرية. واكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس وجميع
الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا
المكتوب في مسامعكم. وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من
فمه} لو 17:4-22. لقد وبخ السيد المسيح الذين لم يؤمنوا به لانهم رغم النبؤات التى عينت زمن مجيئه
وعلاماته ورغم تعاليمه ومعجزاته وحياته لم
يؤمنوا { فاحتاط به اليهود وقالوا له الى
متى تعلق انفسنا ان كنت انت المسيح فقل لنا جهرا. اجابهم يسوع اني قلت لكم ولستم
تؤمنون الاعمال التي انا اعملها باسم ابي هي تشهد لي. ولكنكم لستم تؤمنون لانكم
لستم من خرافي كما قلت لكم. خرافي تسمع صوتي وانا اعرفها فتتبعني. وانا اعطيها
حياة ابدية ولن تهلك الى الابد ولا يخطفها احد من يدي} يو 24:10-28. ولهذا نراه يمتدح اعتراف القديس بطرس الرسول
بانه المسيح ابن الله الحى { ولما جاء يسوع الى نواحي قيصرية فيلبس سال تلاميذه
قائلا من يقول الناس اني انا ابن الانسان. فقالوا قوم يوحنا المعمدان واخرون ايليا
واخرون ارميا او واحد من الانبياء. فقال لهم وانتم من تقولون اني انا. فاجاب سمعان
بطرس وقال انت هو المسيح ابن الله الحي. فاجاب يسوع وقال له طوبى لك يا سمعان بن
يونا ان لحما ودما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات. وانا اقول لك ايضا انت
بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها} مت 13:16-18. وحتى
بعد القيامة أخذ يظهر للتلاميذ والرسل ليخبرهم باسرار ملكوت السموات ويؤهلهم
بالامكانيات اللازمة للقيام بالكرازة { وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا
بالانجيل للخليقة كلها. من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن. وهذه الايات تتبع
المؤمنين يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بالسنة جديدة. يحملون حيات وان شربوا شيئا
مميتا لا يضرهم ويضعون ايديهم على المرضى فيبراون . ثم ان الرب بعدما كلمهم ارتفع
الى السماء و جلس عن يمين الله. واما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم
و يثبت الكلام بالايات التابعة امين} مر 15:16-20.
السيد المسيح ومواصلة عمله الخلاصى .. لقد اختار السيد المسيح
عددا قليلا من التلاميذ والرسل الذين أمنوا به ليكونوا هم طليعة المؤمنين الذين
بهم ينشر رسالته الساميه فيكونوا الخميرة الصغيرة التى تخمر العجين كله وتنقل بشرى
الخلاص الى العالم وبعد ان عاينوه وتتلمذوا
عليه تاركين كل شئ دون تردد ولازموه حتى نهاية حياته على الارض ظهر لهم بعد القيامة وعدهم بان يكون معهم ومع من
يؤمنون بواسطتهم الى انقضاء الدهر { فتقدم يسوع وكلمهم قائلا دفع الي كل سلطان في
السماء وعلى الارض. فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح
القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به وها انا معكم كل الايام الى انقضاء
الدهر امين} مت 18:28-20. لقد اختار السيد
المسيح التلاميذ والرسل من عامة الناس وليس من ذوى الجاه او السلطان او من
المتضلعين فى الشريعة او العلوم ليكون فضل القوة لله لا منهم ولكى ياتوا بثمار
كثيره للملكوت ويدوم ثمرهم { ليس انتم
اخترتموني بل انا اخترتكم واقمتكم لتذهبوا وتاتوا بثمر ويدوم ثمركم لكي يعطيكم
الاب كل ما طلبتم باسمي} يو 16:15. ولقد التزم التلاميذ والرسل القديسين بتوصيل
بشرى الخلاص الى كل العالم وقد انهى معظمهم حياته بالاستشهاد من أجل القيام
برسالته ولكن كانت دمائهم هى البذار الصالحة التى نمت منها شجرة الايمان وامتدت
مستندة على صخرة الايمان وستحمل الكنيسة هذه الرسالة الخلاصية عبر الزمان حسب
وعده الصادق ان ابواب الجحيم لن تقوى
عليها. ونحن نثق انه وان كان لنا فى العالم ضيق فاننا به منتصرين { قد كلمتكم بهذا
ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16
: 33). فنحن نحيا الايمان ونحتمى فيه ونكرز به {
اسم الرب برج حصين
يركض إليه الصديق و يتمنع } ( أم 18 : 10 ) فنحن ملتزمون بايماننا بمسيحنا القدوس والسعي لنشر ملكوته سواء بالقدوة او الاعمال الحسنة او الاستعداد
لمجاوبة كل من يسالنا عن سبب الرجاء الذى فينا { إذ الضرورة موضوعة علىّ فويل لي
إن كنت لا أبشر} (1كو 9: 16 ) المؤمن الأصيل ملتزم بالحديث عن الرب واستعلان مجده
على الأرض من خلال حياته الاختبارية وإنجيله المعاش ، فالمومن لاسيما الخادم الامين
ملتزم في عبادته وجهاده بخلاص نفسه ونفوس
مخدوميه ،يصلي من اجلهم ويعلمهم ويقتادهم للملكوت وفي هذا كله ينال نصيبه في المكافاة
فى الملكوت السماوى.
الالتزام فى حياة المؤمن
الإلتزام كمبدأ عام ... ان حياة الالتزام المسيحى كمبدأ عام فى حياة المؤمن ليس فى المجال الروحى فقط بل وفى الحياة الاجتماعية والكنسية والسياسية والاقتصادية وفى التعاملات العامة والخاصة وفى العلاقات مع الله والناس والنفس فالالتزام كل لا يتجزء وينطبق على المؤمن قول السيد المسيح له المجد {أنتم ملح الارض ولكن ان فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح بعد لشيء الا لان يطرح خارجا ويداس من الناس. انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل. ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات} 13:5-16. فإذا إنعزل النور عن البيت لا يفيد الساكنين فيه ، وإذا أُنتُزِعَ الملح من الطعام فلا فائدة منه، وإذا أُخرجت الخميرة عن العجين تَحجَّرَتْ وفسدت. لذا علينا أنْ نشارك بايجابية وفعالية ومحبة فى خدمة مجتمعنا والصلاة من أجله .
الالتزام بآداب التعامل والسلوك المسيحى ....
الالتزام منهج داخلي وتعهد قلبي وحياة داخلية تثمر وتظهر فى العلاقات مع الله والناس ، فيلتزم الانسان بكل كلمة يقولها وبوعوده التى يقطعها وتعهداته مع الله والناس . لقد قال بنى اسرائيل لموسى النبى { تقدم انت واسمع كل ما يقول لك الرب الهنا وكلمنا بكل ما يكلمك به الرب الهنا فنسمع ونعمل. فسمع الرب صوت كلامكم حين كلمتموني وقال لي الرب سمعت صوت كلام هؤلاء الشعب الذي كلموك به قد احسنوا في كل ما تكلموا. يا ليت قلبهم كان هكذا فيهم حتى يتقوني ويحفظوا جميع وصاياي كل الايام لكي يكون لهم ولاولادهم خير الى الابد} تث 27:5-29. فهل سمعو وعملوا والتزموا ام خانوا العهد والوعد { ولما راى الشعب ان موسى ابطا في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هرون وقالوا له قم اصنع لنا الهة تسير امامنا لان هذا موسى الرجل الذي اصعدنا من ارض مصر لا نعلم ماذا اصابه. فقال لهم هرون انزعوا اقراط الذهب التي في اذان نسائكم وبنيكم وبناتكم واتوني بها. فنزع كل الشعب اقراط الذهب التي في اذانهم اتوا بها الى هرون. فاخذ ذلك من ايديهم وصوره بالازميل وصنعه عجلا مسبوكا فقالوا هذه الهتك يا اسرائيل التي اصعدتك من ارض مصر} خر1:32-4. وليس هؤلاء فقط بل هناك الكثيرين من الذين يسيرون وراء الشهوات والمال والعالم ويتركون الله كما يحزرنا الكتاب المقدس {ولكن اعلم هذا انه في الايام الاخيرة ستاتي ازمنة صعبة. لان الناس يكونون محبين لانفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين مجدفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين. بلا حنو بلا رضى ثالبين عديمي النزاهة شرسين غير محبين للصلاح. خائنين مقتحمين متصلفين محبين للذات دون محبة لله. لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها فاعرض عن هؤلاء. فانه من هؤلاء هم الذين يدخلون البيوت ويسبون نسيات محملات خطايا منساقات بشهوات مختلفة. يتعلمن في كل حين ولا يستطعن ان يقبلن الى معرفة الحق ابدا. وكما قاوم ينيس و يمبريس موسى كذلك هؤلاء ايضا يقاومون الحق اناس فاسدة اذهانهم ومن جهة الايمان مرفوضون} 2تيم 1:3-8.
الالتزام منهج داخلي وتعهد قلبي وحياة داخلية تثمر وتظهر فى العلاقات مع الله والناس ، فيلتزم الانسان بكل كلمة يقولها وبوعوده التى يقطعها وتعهداته مع الله والناس . لقد قال بنى اسرائيل لموسى النبى { تقدم انت واسمع كل ما يقول لك الرب الهنا وكلمنا بكل ما يكلمك به الرب الهنا فنسمع ونعمل. فسمع الرب صوت كلامكم حين كلمتموني وقال لي الرب سمعت صوت كلام هؤلاء الشعب الذي كلموك به قد احسنوا في كل ما تكلموا. يا ليت قلبهم كان هكذا فيهم حتى يتقوني ويحفظوا جميع وصاياي كل الايام لكي يكون لهم ولاولادهم خير الى الابد} تث 27:5-29. فهل سمعو وعملوا والتزموا ام خانوا العهد والوعد { ولما راى الشعب ان موسى ابطا في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هرون وقالوا له قم اصنع لنا الهة تسير امامنا لان هذا موسى الرجل الذي اصعدنا من ارض مصر لا نعلم ماذا اصابه. فقال لهم هرون انزعوا اقراط الذهب التي في اذان نسائكم وبنيكم وبناتكم واتوني بها. فنزع كل الشعب اقراط الذهب التي في اذانهم اتوا بها الى هرون. فاخذ ذلك من ايديهم وصوره بالازميل وصنعه عجلا مسبوكا فقالوا هذه الهتك يا اسرائيل التي اصعدتك من ارض مصر} خر1:32-4. وليس هؤلاء فقط بل هناك الكثيرين من الذين يسيرون وراء الشهوات والمال والعالم ويتركون الله كما يحزرنا الكتاب المقدس {ولكن اعلم هذا انه في الايام الاخيرة ستاتي ازمنة صعبة. لان الناس يكونون محبين لانفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين مجدفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين. بلا حنو بلا رضى ثالبين عديمي النزاهة شرسين غير محبين للصلاح. خائنين مقتحمين متصلفين محبين للذات دون محبة لله. لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها فاعرض عن هؤلاء. فانه من هؤلاء هم الذين يدخلون البيوت ويسبون نسيات محملات خطايا منساقات بشهوات مختلفة. يتعلمن في كل حين ولا يستطعن ان يقبلن الى معرفة الحق ابدا. وكما قاوم ينيس و يمبريس موسى كذلك هؤلاء ايضا يقاومون الحق اناس فاسدة اذهانهم ومن جهة الايمان مرفوضون} 2تيم 1:3-8.
المؤمن الملتزم يحترم حقوق الاخرين ويلتزم حتى بدفع
النذور والعشور واذيد منها ان أقتضى الامر فهو يعطى حتى من اعوازه ، ويقدر قيمة
النفس البشرية كصورة الله من اى جنس ولون ودين وهو ملتزم بالمشاركة في أفراح
الآخرين وآلامهم { فرحاً مع الفرحين و
بكاء مع الباكين } رو 12 : 15. كما يلتزم بمساعدة المحتاجين ليس ماديا فقط بل ومعنويا
وروحيا فى سعى لاعلان محبة الله لهم ولخلاصهم { مشتركين في احتياجات القديسين
عاكفين على إضافة الغرباء } ( رو12: 13 ) لقد التزم داود بعمل الخير والمعروف مع
كل من بقى من بيت شاول الملك من أجل يوناثان ابن شاول ، فيا ليتنا نلتزم بفعل
الخير لكل أحد كطبيعة خيرة فينا كاولاد وبنات الله القديسين . نحترم المواعيد
ونقدر مشاعر الاخرين ونتفهمهم ونتأنى فى الحكم عليهم . علينا اذاً ان نكون ملتزمين
فى حياتنا ونطلب معونة وارشاد الروح القدس لنا فى حياتنا وننفض عنا الكسل والتراخى
والتساهل مع النفس وان استلزم الامر عدم
مخالطة المتسيبين والاشرار ما لم نكون أقوياء وثابتين فى الحق نؤثر ولا نتاثر بمن
حولنا.
المسيحي والإلتزام بالعمل العام ... الانسان المؤمن يلتزم بالانخراط والمشاركة فى العمل العام سواء فى الحياة الاجتماعية أو السياسية او الاقتصادية وكل مجالات الخدمة العامة فى مجتمعه وبيئته ، فهو انسان له رسالة كسفير للسماء وامينا على الوزنات التى يؤتمن عليها. عليه ان يتجنب الذوبان فى المجتمع وفقدان شخصيته الإيمانيه فى المجتمع كما يتجنب الانعزال وفقدان الهوية الحلُّ الصحيح هو في الحضور الفعّال كمواطنين مسيحيين. من هنا يجب علينا أن نفهم جيداً معنى ما قاله المسيح {أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله}. فالمعنى الصحيح لهذا القول هو أن لا يتمَّ إستغلال الله لمآرب سياسية أو المتجارة بالدين ، ولا إستغلال السياسة لفرض الامور الإيمانية التى تاتى بالاقتناع القلبي . القصد من القول هو التمييز بين الإثنين. خاصة وهناك مجالات عمل مشتركة بين ما لله وما لقيصر فكرامة الانسان، الحريَّة ، العدل، السلام والمساواة ومعالجة الفقر والجهل والمرض كلها أمور من صميم الأيمان كما انها من صميم العمل الانسانى والاجتماعى والسياسى . من هنا كان الالتزام بالشأن السياسي كمواطنين مسيحيين أمر حيوي من الناحية الإيمانية أيضاً. الايمان لا يخص قومية او جنس او كنيسة بل هو محبة لله لكل انسان . مع انتماء المؤمن الى للوطن الذى يعيش فيه وخدمته والوفاء له. كما ان الايمان لا يعنى اقلية تعيش بين أكثرية وعلى هذه الاقلية ان تتدبر أمورها فهويتنا لا يجب ان تنحصر فى أقلية وأكثرية بل تقوم على كرامة الانسان وحق المواطنة التى يجب ان يتمتع بها كل إنسان . ايماننا المسيحى ليس سلعة مستوردة من الغرب ولا يحمل تبعات الغرب فى علاقته بالعالم الاسلامى فنحن مواطنين من أصل ونسيج الوطن عبر مئات والاف السنين ولنا ما لاى مواطن مصرى من حقوق وعلينا ما عليه من واجبات ولن يستطيع أحد ان يذايد على محبتنا لبلادنا أو ولائنا لترابها وماضيها ودفاعنا عن حاضرها وعملنا من أجل مستقبلها الحر الكريم .
المسيحي والإلتزام بالعمل العام ... الانسان المؤمن يلتزم بالانخراط والمشاركة فى العمل العام سواء فى الحياة الاجتماعية أو السياسية او الاقتصادية وكل مجالات الخدمة العامة فى مجتمعه وبيئته ، فهو انسان له رسالة كسفير للسماء وامينا على الوزنات التى يؤتمن عليها. عليه ان يتجنب الذوبان فى المجتمع وفقدان شخصيته الإيمانيه فى المجتمع كما يتجنب الانعزال وفقدان الهوية الحلُّ الصحيح هو في الحضور الفعّال كمواطنين مسيحيين. من هنا يجب علينا أن نفهم جيداً معنى ما قاله المسيح {أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله}. فالمعنى الصحيح لهذا القول هو أن لا يتمَّ إستغلال الله لمآرب سياسية أو المتجارة بالدين ، ولا إستغلال السياسة لفرض الامور الإيمانية التى تاتى بالاقتناع القلبي . القصد من القول هو التمييز بين الإثنين. خاصة وهناك مجالات عمل مشتركة بين ما لله وما لقيصر فكرامة الانسان، الحريَّة ، العدل، السلام والمساواة ومعالجة الفقر والجهل والمرض كلها أمور من صميم الأيمان كما انها من صميم العمل الانسانى والاجتماعى والسياسى . من هنا كان الالتزام بالشأن السياسي كمواطنين مسيحيين أمر حيوي من الناحية الإيمانية أيضاً. الايمان لا يخص قومية او جنس او كنيسة بل هو محبة لله لكل انسان . مع انتماء المؤمن الى للوطن الذى يعيش فيه وخدمته والوفاء له. كما ان الايمان لا يعنى اقلية تعيش بين أكثرية وعلى هذه الاقلية ان تتدبر أمورها فهويتنا لا يجب ان تنحصر فى أقلية وأكثرية بل تقوم على كرامة الانسان وحق المواطنة التى يجب ان يتمتع بها كل إنسان . ايماننا المسيحى ليس سلعة مستوردة من الغرب ولا يحمل تبعات الغرب فى علاقته بالعالم الاسلامى فنحن مواطنين من أصل ونسيج الوطن عبر مئات والاف السنين ولنا ما لاى مواطن مصرى من حقوق وعلينا ما عليه من واجبات ولن يستطيع أحد ان يذايد على محبتنا لبلادنا أو ولائنا لترابها وماضيها ودفاعنا عن حاضرها وعملنا من أجل مستقبلها الحر الكريم .
إنَّ الهدف من العمل العام او السياسى هو خدمة الصالح
العام وذلك ليضمن الكرامة الكاملة للإنسان كفردٍ وكجماعة. وفي هذا القول حدٌّ
واضحٌ لأيِّ شكلٍ من أشكال الإستبداد الجماعي بحجَّة الأمن أوالزعم بحكم الاغلبية ، فيجب الحفاظ على حقوق الاقلية
وصيانتها . كما أنَّه لا يجوز لأحدٍ أن يحتكر هذه الخدمة بحيث يمنع غيره من
المشاركة الفعّالة في تسيير أمور الحياة العامة. ولا يجوز عدم مشاركة العادلة للأقليَّة فى العمل السياسي بحجَّة أنَّها
أقليَّة مغايرة لدين الاغلبية تحت اى حجج او مبررات .
إنَّ المشروع السياسي المسيحي المٌنْطَلِقْ من الإنجيل، يوضِّح لنا المبادى العامة التى يجب ان يبنى عليها النظام من أخاء ومساواه واحترام وعدالة وحقوق متساويه ورفع الظلم وسيادة القانون ويترك التفاصيل لكى تتناسب مع الزمان والمكان وبما يخدم الناس كما ان من يقوموا بالعمل العام لابد ان يدفعه مبدأ الخدمة وليس المصلحة أوالتسيط أو السيادة { فدعاهم يسوع وقال انتم تعلمون ان رؤساء الامم يسودونهم والعظماء يتسلطون عليهم . فلا يكون هكذا فيكم بل من اراد ان يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما. ومن اراد ان يكون فيكم اولا فليكن لكم عبدا. كما ان ابن الانسان لم يات ليخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين} مت 25:20-28. فالعمل السياسي إذن هو من أعمال الخدمة العامة لكلُّ المؤمنين، لكن بدرجات متفاوتة. فقد يتفرَّغ البعض له، بينما يبقى البعض الآخر مشاركاً فيه بالإضافة الى خدمة أخرى يؤدّيها في المجتمع.
والكنيسة كمؤسسة دينية توجِّه نداءها الى أبنائها والى كلِّ إنسان يريد أن يسمع صوتها. لكنَّها تأبى أن يستغلَّها أحد ليجعلها أحدَ أعوانه. الكنيسة عونٌ لكلِّ إنسان مهما كان هذا الإنسان. لكنَّها ككنيسة لا تدخل المعركة ضدّ أحدٍ وإن نَدَّدتْ بالإعتداءات أو نادت بالحقوق فمن المنطلق الروحى والانسانى فى الدفاع عن الحق ونصرة المظلومين . دور الكنيسة إذا هو دور نبوّي لتكون الضمير الحى لعصرها . أمّا المواطن، فإنَّه يدخل صفوف المعركة السياسية، لأنَّه مواطن مثل غيره، ومكانته تفرض عليه العمل من اجل مصلحة بلاده ، حيث يجب عليه أن يَتصرَّف بوحي من إيمانه. معنى ذلك أنَّه لا توجد محاذير مفروضة على المؤمن في التزامه السياسي. عليه هو أن يرى بإيمانه ما يناسب الإيمان أو لا يناسبه سوء في الحزب أو الخط السياسي الذي ينتمي اليه، وأن يَتصرَّف بحسب مبادئه الإيمانية . طبعاً هذا يفترض أن يكون الانسان المؤمن مُلِماً بأمور إيمانه. من جهة أخرى، إنَّنا نرفض وبشدَّة أمرين جوهريين في الكنيسة كمؤسَّسة: الأول أن تصمت وأن تبقى محايدة في حال وقوع الظلم وإنتهاك كرامة الإنسان وحريَّته، والثاني، أن تصبح بوقاً لتيارٍ أو حكمٍ سياسي ما. فالكنيسة الحقيقية، كنيسة المسيح الحقَّ يجب أن تكون صوت دعوة الى الحق والعدل والبر وصوت الإنسان المظلوم أوالذي أُنتُهكتْ حقوقه.
ثمار الالتزام ونتائجه ...
إنَّ المشروع السياسي المسيحي المٌنْطَلِقْ من الإنجيل، يوضِّح لنا المبادى العامة التى يجب ان يبنى عليها النظام من أخاء ومساواه واحترام وعدالة وحقوق متساويه ورفع الظلم وسيادة القانون ويترك التفاصيل لكى تتناسب مع الزمان والمكان وبما يخدم الناس كما ان من يقوموا بالعمل العام لابد ان يدفعه مبدأ الخدمة وليس المصلحة أوالتسيط أو السيادة { فدعاهم يسوع وقال انتم تعلمون ان رؤساء الامم يسودونهم والعظماء يتسلطون عليهم . فلا يكون هكذا فيكم بل من اراد ان يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما. ومن اراد ان يكون فيكم اولا فليكن لكم عبدا. كما ان ابن الانسان لم يات ليخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين} مت 25:20-28. فالعمل السياسي إذن هو من أعمال الخدمة العامة لكلُّ المؤمنين، لكن بدرجات متفاوتة. فقد يتفرَّغ البعض له، بينما يبقى البعض الآخر مشاركاً فيه بالإضافة الى خدمة أخرى يؤدّيها في المجتمع.
والكنيسة كمؤسسة دينية توجِّه نداءها الى أبنائها والى كلِّ إنسان يريد أن يسمع صوتها. لكنَّها تأبى أن يستغلَّها أحد ليجعلها أحدَ أعوانه. الكنيسة عونٌ لكلِّ إنسان مهما كان هذا الإنسان. لكنَّها ككنيسة لا تدخل المعركة ضدّ أحدٍ وإن نَدَّدتْ بالإعتداءات أو نادت بالحقوق فمن المنطلق الروحى والانسانى فى الدفاع عن الحق ونصرة المظلومين . دور الكنيسة إذا هو دور نبوّي لتكون الضمير الحى لعصرها . أمّا المواطن، فإنَّه يدخل صفوف المعركة السياسية، لأنَّه مواطن مثل غيره، ومكانته تفرض عليه العمل من اجل مصلحة بلاده ، حيث يجب عليه أن يَتصرَّف بوحي من إيمانه. معنى ذلك أنَّه لا توجد محاذير مفروضة على المؤمن في التزامه السياسي. عليه هو أن يرى بإيمانه ما يناسب الإيمان أو لا يناسبه سوء في الحزب أو الخط السياسي الذي ينتمي اليه، وأن يَتصرَّف بحسب مبادئه الإيمانية . طبعاً هذا يفترض أن يكون الانسان المؤمن مُلِماً بأمور إيمانه. من جهة أخرى، إنَّنا نرفض وبشدَّة أمرين جوهريين في الكنيسة كمؤسَّسة: الأول أن تصمت وأن تبقى محايدة في حال وقوع الظلم وإنتهاك كرامة الإنسان وحريَّته، والثاني، أن تصبح بوقاً لتيارٍ أو حكمٍ سياسي ما. فالكنيسة الحقيقية، كنيسة المسيح الحقَّ يجب أن تكون صوت دعوة الى الحق والعدل والبر وصوت الإنسان المظلوم أوالذي أُنتُهكتْ حقوقه.
ثمار الالتزام ونتائجه ...
الالتزام والثبات فى الحق .. عندما نحيا فى التزام
بمحبة الله والسير تبعا لوصاياه نثبت فيه
ونأتى بثمرويدوم ثمرنا ونثبت فى محبة الله { انا الكرمة وانتم الاغصان الذي يثبت في وانا
فيه هذا ياتي بثمر كثير لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا. ان كان احد لا يثبت
في يطرح خارجا كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق. ان ثبتم في وثبت
كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم. بهذا يتمجد ابي ان تاتوا بثمر كثير
فتكونون تلاميذي. كما احبني الاب كذلك احببتكم انا اثبتوا في محبتي. ان حفظتم
وصاياي تثبتون في محبتي كما اني انا قد حفظت وصايا ابي واثبت في محبته. كلمتكم
بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم} يو 5:15-11.{ حبيب الرب يسكن لديه امنا
يستره طول النهار وبين منكبيه يسكن }(تث
33 : 12). الالتزام يجعل الله
الاول والاهم فى حياتنا ويجعلنا نعرف الحق ونثبت فيه {ِ ان ثبتم في كلامي
فبالحقيقة تكونون تلاميذي. وتعرفون الحق و الحق يحرركم. } (يو 31:8-32). ان للحق قوة غافرة ومحرره وقادره أن تنتصر على الشيطان
والخوف والضعف .
الالتزام وحياة السلام والفرح .... الانسان الملتزم يحيا فى سلام مع الله ومع من حوله ويواصل بامانة عمل السيد فى صنع السلام وينال الطوبى اى السعادة والبركة { طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون} (مت 5 : 9) الملتزم يحيا فى فرح بالرب وبعمله الطيب وثماره { ما اجمل اقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات }(رو 10 : 15).عندما أعلن القديس بولس تقبله للقيود والشدائد التي تنتظره من أجل خدمة إلهه عقب على ذلك بقوله { ولكنني لست احتسب لشئ ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعى والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله}( أع 20 : 24 )
الالتزام والثقة والاحترام ... الملتزم هو انسان يحترم نفسه وكلمته ووعوده وكلامه وواجباته مما يجبر الاخرين على احترامه ويجعله موضع ثقتهم فالملتزمون قدوة منيرة على الطريق. فالملتزم بضميره الحى واليقظ هو قدوة طيبة وسبب بركة عظمى للكثيرين هكذا كان يوسف الصديق فى التزامه وامانته بركة فى كل مكان حل به . نتيجة لذلك استطاع ان يحتل مكانة مرموقة فى مصر {فقال فرعون لعبيده هل نجد مثل هذا رجلا فيه روح الله. ثم قال فرعون ليوسف بعدما اعلمك الله كل هذا ليس بصير وحكيم مثلك. انت تكون على بيتي وعلى فمك يقبل جميع شعبي الا ان الكرسي اكون فيه اعظم منك. ثم قال فرعون ليوسف انظر قد جعلتك على كل ارض مصر} تك 38:41-41. فالملتزمون روحياً هم الصالحون لمجالات القيادة والتدبير الروحي. الخادم الملتزم هو إنسان قيادي يستطيع أن يحقق مطالب الخدمة بغيرة ونشاط . والروح القدس يعمل في الكنيسة من خلال الامناء المخلصين هكذا عمل مع يوسف ففسر الاحلام وعمل مع الرسل وقادهم فى خدمتهم ، عمل فى الشماس اثناسيوس فدافع عن الإيمان وقاد الكنيسة لبر الامان فى ظروف قاسية وصعبة.
إن الالتزام هو منهج حياة يتحول إلى عقيدة راسخة في عقلنا وضميرنا وحياتنا العملية فنحيا كانجيل معاش نٌسلم الايمان والامانة للأجيال المقبلة على أسـس الحياة السليمة المنضبطة {فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات} (مت 5 : 16). وتكون لنا السيرة الحسنة والامانة والالتزام بالواجب بدافع المحبة لله والقريب كما يوصينا الكتاب وبوازع من الروح والضمير { وان تكون سيرتكم بين الامم حسنة لكي يكونوا في ما يفترون عليكم كفاعلي شر يمجدون الله في يوم الافتقاد من اجل اعمالكم الحسنة التي يلاحظونها }(1بط 2 : 12).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق