الرئيس القادم
والقدرة على التغيير
للأفضل؟
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
نظرة للمجتمع حولنا.. عندما ننظر للمجتمع من
حولنا، وما نراه من أخبار تتناقلها وسائل الاعلام ، وما نشاهده من حوارات جارحة
وفقدان لادب الحوار الراقي. بل بالنظر الى طرق حل الخلافات بالتشابك بالالسن
بالايدي والاسلحة، أو إشعال الحرائق وافتعال الازمات. وعندما نرى تيار الكراهية
السائد فى المجتمع يصل الى التكفير والتخوين والاستهزاء بالمختلفين . وعندما يتفشى تيار الكراهية وعدم القبول للأخر
المختلف فى الراي او الجنس او الدين او العرق او المذهب او التوجه. فاننا نحذر من
الفتنة والانقسام والتشرذم والخراب الذى يحدق بسفينة بلادنا والذى ينذر بالكوارث التي
تقود للخراب أو الطوفان الذى لن ينجو منه أحد.
النظر الى المصالح العليا للمجتمع.. يجب علينا جميعا من مختلف
الاحزاب والتيارات والاتجاهات ان لا ننظر الى مصلحتنا الخاصة فقط بل الى المصالح العامة للمجتمع
الذى يعانى ويحتاج الى تعاون كل الخيرين. يجب مد اليد للجميع للتعاون للخروج من
الازمات التي تعصف بنا. على رجال السياسة والفكر والدين والاعلام العمل على معالجة
الخلل بدلا من صب الوقود على النار. فبريق السلطة وان اغرى صغار النفوس فانه يحرق
الكثيرين بنيرانه وليس من السهل فى جو ملبد بالغيوم والمشكلات اقامة العدل
والمساواة وارضاء الراي العام . ان المسئولية تكليف وليست تشريف. والمناصب العامة
خدمة وأمانة أمام الشعب والله والتاريخ. الامر الذى على المستنيرين والعقلاء
والحكماء التنبه اليه ومعالجته بالحكمة
والدعوة الى احترام الاختلاف والبحث عن أفضل السبل للحفاظ على مقدرات الوطن وثروته
القومية . فمصر تحتاج الى الجميع ويجب ان تظل مصر فوق الجميع كمصلحة عليا لنا
جميعا . يجب ان لا ينسى أحد ان المناصب الى زوال وان الرجال العظماء هم العظماء
بامانتهم وإيمانهم وأعمالهم الصالحة وليس بمنصب او سلطة او حتى بثروة يغتنموها أو
بشهوة ينالوها .
نريد من يحترم عقولنا ويعمل على تقدم بلادنا ..ومن يدعو الى الحرية
والعدالة والمساواة والقضاء على
الفساد بروح سيادة القانون. فلقد عانى الكثيرين من الفساد والظلم والفقر والمرض
ويجب ان نعمل معا على رفع كل اشكال التمييز البغيض عن كاهل الشعب الصابر. وان كانت
الثورة قد قامت من أجل القضاء على الدكتاتورية والفقر والجهل فلن نسعى
الى دكتاتورية أخرى تحكمنا باسم الله والدين ولن نقبل من
يحكمنا بالترغيب او الترهيب، بل نريد من يعمل بالامانة والعدل لاشاعة السلام والاستقرار ومعالجة الفقر
والمرض والجهل والتمييز والبطالة ويوقف
التدهور الاقتصادى والسياسى ومعه يجنى الجميع ثمار الثورة على الظلم .
كلنا فى هذا البلد متدينون بطبيعتنا .. ونخاف الله ونعبده،
ونريد ان نحفظ للمسجد والكنيسة احترامهما وهيبتهمها وتعاليمهما السامية ولا ننزل
بها الى عالم السياسة ونفاقها والاعيبها . فليعمل رجل الدين على اصلاح النفوس
ويعلم الناس ان تحترم بعضها وتتعاون فى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر. ولنربى
اجيالنا على تقوى الله والحرص على رضاه واداء عملنا باتقان وأمانة وحينئذ يكون
لرجل الدين إحترامه ودوره الفاعل فى المجتمع.
وليعمل رجل السياسة على اصلاح احوال البلد.. التي تعانى التدهور
الاقتصادي والامني والسياسي . وليتبنى الخطط التي ترفع من المستوى الاقتصادي
والتعليمي والصحي وبهذا يودى رجل السياسة دوره الرائد فى بناء مجتمع متقدم. لقد
عانت مصر الكثير من سيطرة الحزب الواحد على السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية
ويجب ان نحترم التنوع والتعددية فى المجتمع ونقر بحق كل مواطن
فى اختيار من يرى انه يحقق المصالح
العليا للوطن دون تخوين او تقليل او تهميش لفئة او طائفة او جماعة . فكل منا له
رايه الذى ينبغى ان يحترم ويجب ان نستمر فى مطالبنا المشروعة بالعدل والحرية
والمساواة والكرامة ويجب ان نبقى جنود اوفياء لوطن يحتاج لجهودنا وامانتنا وعملنا
مهما افرزت الانتخابات الرئاسية من نتائج . ويجب ان نتعلم كيف نحترم ونقبل الهزيمة
او النصر فى اي جولة ونتعلم من أخطائنا ونتعاون للدفع بتقدم الوطن. ولنمد ايدينا بالتعاون مع الرئيس القادم لبناء
مصر الحضارة والتقدم والخير للجميع فى ظل سيادة القانون وتحقيق العدالة والمساواة وتكأفو الفرص وحرية الرأي
والمعتقد والابداع فى ظل ديمقراطية حقيقة وهذا هو الهدف الاسمى لكل وطني شريف.
مازال امامنا الطريق طويل.. واعتقد انه مخطئ من
يظن انه بالدكتاتورية والسيطرة وسحق المخالفين سيستطيع ان يبنى ويحقق حتى احلامه
فى السيادة والرفعة . الوطن فى حاجة الى كل السواعد التي تبنى وليس كل من عمل فى
الجهاز الادراى للدولة فى النظام السابق
هو فاسد او مرتشى. والا فالاغلبية فاسدة
وستهمش وينقسم المجتمع على بعضه ويتقاتل. نحن مع سيادة القانون ومحاسبة المفسدين.
ويجب ان نكون ضد اي توجه للدكتاتورية تحت اي مسمى سياسى
او ديني . فكلنا ابناء الوطن والدين لله والوطن مظلة للجميع. وعلينا ان نراعى الله
فى ديننا ووطنا وحاضرنا ومستقبلنا.
من
اجل حاضرنا الأمن والمستقر وغدنا المشرق فاننا نصلى من كل قلوبنا ونعمل بكل جهدنا
ونطلب من الله ان يعطينا روح الوحدة والحكمة والمشورة الصالحة ويقود بلادنا الى بر
الامان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق