ذكرى غالية وأمنيات متجدده..
يطل علينا الاول من شهر يونيو من كل عام حاملا لنا ذكرى
عزيزة على قلوبنا الا وهى تذكار زيارة العائلة المقدسة لأرض مصر قبل ما يزيد عن
الالفي عام . ان قلوبنا تفرح بمجئ ملك السلام الى بلادنا ولاسيما فى هذه الأيام الصعبة
التي نصلى فيها لكي ما يحل الله بسلامه على بلادنا فتنعم البلاد والعباد بالسلام
والأمان والخير. ان السيد المسيح الذى تهللت الملائكة بميلاده العجيب قائلة {
المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام و بالناس المسرة} (لو 2 : 14). هو قادر ان
يثبت ارجلنا فى طريق السلام وهو القائل { سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي
العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب}(يو 14 : 27). ونحن نتذكر هذا العيد
فلنا امنيات متجددة ان يطل علينا من جيد هذا العيد حاملا لنا رسالة سلام ومصالحة
وخير . نصلى من أجل كل واحد وواحدة منا لاسيما المسئولين والقائمين على شئون مصر
لكي ما يمنحنا الله الحكمة والنعمة والقوة لكي ما نسير فى طريق السلام والمحبة
والعدل والخير فى عطاء وعدم انانية وبعيدا عن الهوى غير ناظرين كل واحد لما لنفسه
فقط بل لخير اخوته وبنى وطنه لينصلح حال الوطن والمواطن ويأمن الانسان على يومه
وغده وارضه وعرضه وماله .
+
الارض المباركة والنبؤات المحققة .. لقد ذكرت مصر 698مرة فى الكتاب المقدس ولقد وصفها
الرب فى الكتاب بالجنة لجمالها وطيب وكرم وعطاء أهلها { كجنة الرب كارض مصر }(تك
13 : 10). ولقد كانت زيارة العائلة المقدسة تحقيقا لتنبؤات الانبياء {وحي من جهة
مصر هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم الى مصر}(اش 19
: 1). باركت العائلة المقدسة بزيارتها مصر كقلب العالم القديم ومركز الفكر
والثقافة والحضارة . كما احتضنت مصر قديما الاباء ابراهيم واسحق ويعقوب. وكانت مصر
مصدرا للشبع والأمان والكرم لمن حولها من شعوب الارض لاسيما فى المجاعات والقحط.
وكما جال السيد المسيح فى ربوعها واسس له كنيسة قوية فيها تنبأ اشعياء النبي عن
مذبحها المقدس وقرابينها المقبولة وعن كرسي مار مرقص الرسول على حدها الشمالي
بالاسكندرية. اننا نؤمن ان للرب فى مصر ابناء يدعوهم ويحفظهم ويباركهم فى كل زمان ولن يترك الرب مصر
رغم كل الظروف بل سيكون عليها ورؤوف وسيعمل الله بنا عملا مجيدا فلا تخافوا وثقوا فى
الله القائل { من مصر دعوت ابني}(مت 2
: 15). ان مصر الاصالة والتاريخ ستبقى قوية وعن الضعف آبيه
وسيتم فيها وعد الرب "بها يبارك رب الجنود قائلا مبارك شعبي مصر "(اش 19 : 25).
مصر التي
تغنى بها الشعراء ومدحها القديسين كما قال عنها القديس يوحنا ذهبى الفم مادحا رهبانها وقديسيها (هلموا إلى برية مصر
لتروها أفضل من كل فردوس. ربوات من الطغمات الملائكيّة في
شكل بشري، وشعوب من الشهداء، وجماعات من البتوليّين.
لقد تهدّم طغيان الشيطان، وأشرق ملكوت المسيح ببهائه! مصر
هذه أم الشعراء والحكماء والسحرة
حصنت نفسها بالصليب! السماء بكل خوارس كواكبها ليست
في بهاء برّيّة مصر الممتلئة من قلالي النُسّاك). ستبقى مصر منارة إيمان فى العالم، فمصر بلد ولود وأرض
القمم والقيم التى قدمت للعالم مدرسة الاسكندرية اللاهوتية بعلمائها
ولاهوتيها العظماء بنتينوس واكلمنضدس واورجيانوس وديديموس والتى قدمت
للعالم أثناسيوس المدافع عن الايمان المستقيم
وكيرلس عمود
الدين وانطونيوس فخر وابو الرهبنة فى العالم كله. مصر التى جادت علينا بالبابا
كيرلس والبابا
شنودة الثالث فى العصر الحديث. مصر الفلك والطب والحضارة والعلم ستعود أكثر قوة
بالإيمان الساكن في قلوب ابنائها وبناتها . وبعطاء مزارعيها وعمالها وعلمائها
ومفكريها.
+ أفرحى وتهللي
يا مصر وشعبها.. بهذه الزيارة المباركة وارفعي القلوب والايدي بالصلاة
ليحل عليكى سلام الله وبركته ونعمته من جديد. كما نسبح
الرب فى فى ذكصولجية "تمجيد" عيد دخول السيد الى ارض مصر وننادى
لتفرح وتتهلل مصر وبنيها وكل تخومها لانه أتى اليها محب البشر الصالح ( الله الممجد في
مشورة القديسين الجالس على الشاروبيم رؤى في إقليم مصر. الذى خلق السماء والأرض رأيناه كصالح
في حضن مريم السماء الجديدة مع البار يوسف الصديق. عتيق الأيام الذى تسبحه
الملائكة إلى كوره مصر جاء اليوم لكى يخلصنا نحن شعبه. افرحى وتهللى يا
مصر مع بنيها وكل تخومها لأنه أتى إليك محب البشر الكائن قبل كل الدهور. اشعياء
العظيم قال أن الرب قادم إلى مصر على سحابة خفيفة وهو ملك السماء والأرض. نسبحة ونمجده
ونزيده علوًا كصالح ومحب للبشر ارحمنا كعظيم
رحمتك). اننا نصلى ونقول أمين
تعال أيها الرب يسوع ، قلوبنا اشتاقت للرجوع، منتظرين وعودك ، قلت ستاتي. أمين تعالى واهدم حصون الظلم والظلمة، وبدد
الاوثان واعتق الانسان وشتت
المستكبرين بفكر قلوبهم وارفع
المتواضعين، خلص شعبك وبارك ميراثك وانظر الينا بعين الرحمة والحنان.
+ دروس من العيد.. لقد صار مجئ السيد
المسيح مع القديسة مريم العذراء أمه ويوسف الصديق درسا لكل الابرار والصديقين
فالصديق يرى الشر فيتوارى ويهرب من الشر إن أمكن، فالنار لا تطفأ بالنار بل
بالماء. لقد أراد المسيح تقديس مصر وكانت الأوثان تسقط في كل بلد في مصر تدخله
العائلة المقدسة فكانوا يمضون من مدينة إلى أخرى. هكذا مرت العائلة المقدسة فى مدن
مصر وقراها لتبارك السهل والصحراء والنيل والوادي. قدمت مصر
للعائلة المقدسة القوت والماء والدفء والأمان. واستقبلهم
الكرماء فى منازلهم بالحفاوة والترحاب، اننا بكل ثقة نقول ان السيد المسيح مدين
لمصرنا بان يمنحها الامان ويقوى فيها الإيمان لتبقى مصر مصدر إشعاع إيماني وحضاري
مهما تأمرت قوى
الشر وحاربها إبليس وجنوده .
ان الآلام قد تكون ضرورة ليتزكى الإنسان، فكم كان صعبا
على يوسف الصديق الشيخ والشابة الصغيرة مريم والطفل يسوع أن يتحملوا مشاق
السفر والإقامة فى بلد غريب. هكذا الابرار فى كل جيل معرضون للتجارب والآلام لكي
تكون تزكية إيمانهم كالذهب المصفى بالنيران، هذه الزيارة كانت تأكيدا لتجسد المسيح الكلمة واحتماله كل معاناة البشر منذ
طفولته، غير مستخدم لقوة لاهوته ليريح نفسه. لم يبطش الله بهيرودس الملك وشروره وقتله لاطفال بيت لحم، بل توارى عن شره
وصبر عليه حتى امتلأ كأس غضب الرب واستحق هيرودس العقاب الإلهي بعدل وبدون رحمة وهكذا السيد المسيح فيما هو تألم مجربا يستطيع ان يعين المجربين وفيما
هو يصبر على المتكبرين ليعطيهم الفرصة للتوبة والنجاة من القصاص. فانه فى عدله
يجازى كل واحد كنحو أعماله .
+إفتحوا قلوبكم وبيوتكم للرب.. هذه الزيارة
المباركة نريد لها الإمتداد فى التأثير والبركة والفعالية عبر السنين ونريد ان
يكون لها فى قلوبنا فرحا وفى سلوكنا نبع من التعاليم المقدسة وان تكون لكنيستنا
وبلادنا بركة متجدده، اننا مدعوين بروح الصلاة ان نفتح قلوبنا وبيوتنا للرب من
جديد. ان الله ليس عنا ببعيد بل كما يقول الكتاب {هنذا واقف على الباب واقرع ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل
اليه واتعشى معه وهو معي }(رؤ 3 : 20) فهل نفتح باب قلوبنا وبيوتنا للرب ليشاركنا
الأمنا وامالنا ام نغلق دونه فيبتعد عن وبطرقنا لا يسر. اننا مدعوين لعشاء عرس
الحمل والله يريد الايدي المرفوعة بالصلاة والركب المنحنية فى خشوع والكتاب المقدس
المفتوح. الله يريد من يشترك معه فى كل عمل صالح فياليتنا نكون
صناع سلام ودعاة محبة وإيمان ورجاء فى الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق