أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ أَسْنِدْنِي فَأَخْلُصَ وَأُرَاعِيَ فَرَائِضَكَ دَائِماً.} (مز 119: 117)
قول لقديس..
( كما أنه لا يمكن لريحٍ ما أن تقتلع شجرة سنديان لها جذورها المتأصلة من الطبقات الدنيا في الأرض، بل تبقى ثابتة، هكذا أيضًا النفس التي تُسمر بخوف الله لا يقدر أحد أن يبعدها عن الله ) القديس يوحنا ذهبي الفم
حكمة للحياة ..
+ خلاص الصديقين فمن قبل الرب حصنهم في زمان الضيق (مز 37 : 39)
The salvation of the righteous is from the LORD; He is their strength in the time of trouble (Psa 37 : 39)
صلاة..
" أيها الرب اله أبائنا القديسين، عليك أتكل أبائنا وورائك ساروا فنجيتهم وهديتهم كل الأيام، وبك نالوا المواعيد الثمينة. أيها الراعي الصالح والمخلص والمعين. اليك نلجأ وبك نحتمى وعليك نتكل. أعنا فنخلص وأسندنا فننجو من فخاخ إبليس ومن مؤمرات الناس الاشرار. فها نحن نسير على أثار ابائنا فعلمنا وأهدنا الى ملكوتك لكي يتمجد أسمك القدوس فينا وبنا كل الأيام. كن حصنا لشعبك وحكمة وقوة لكنيستك وراعيا لنفوسنا فى طريق المحبة والقداسة والكمال، أمين"
من الشعر والادب
" طول ما انت معايا"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
طول ما أنت معايا مش رايح أخاف
ظلم أو قسوة أو متاعب ولا أجحاف
إيماني بيك ثقة المُجرب واللى شاف
أنك تقدر تنجي وتغلب الأسود بخراف
تدى الضعيف قوة وللخاطئ تدى عفاف
تشبع نفوسنا وتبقى لينا غطاء ولحاف
تنصف المظلوم وترد حقه كمان أضعاف
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 12/30
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعَ عَشَرَ
أسندنى فاخلص
مز 113:119-120(س)
113الْمُتَقَلِّبِينَ أَبْغَضْتُ وَشَرِيعَتَكَ أَحْبَبْتُ. 114سِتْرِي وَمِجَنِّي أَنْتَ. كَلاَمَكَ انْتَظَرْتُ.115 انْصَرِفُوا عَنِّي أَيُّهَا الأَشْرَارُ فَأَحْفَظَ وَصَايَا إِلَهِي. 116اعْضُدْنِي حَسَبَ قَوْلِكَ فَأَحْيَا وَلاَ تُخْزِنِي مِنْ رَجَائِي. 117أَسْنِدْنِي فَأَخْلُصَ وَأُرَاعِيَ فَرَائِضَكَ دَائِماً. 118احْتَقَرْتَ كُلَّ الضَّالِّينَ عَنْ فَرَائِضِكَ لأَنَّ مَكْرَهُمْ بَاطِلٌ. 119كَزَغَلٍ عَزَلْتَ كُلَّ أَشْرَارِ الأَرْضِ لِذَلِكَ أَحْبَبْتُ شَهَادَاتِكَ. 120قَدِ اقْشَعَرَّ لَحْمِي مِنْ رُعْبِكَ وَمِنْ أَحْكَامِكَ جَزِعْتُ.
تأمل..
+ الله سند المؤمن ... يطلب المرنم من الله العون والتعضيد ضد مقاومي الوصية، سائلاً الرب أن يهبه خلاصًا وحكمة مع مخافة الرب حتى يُحفظ في الوصية دون انحراف ومع أنه لم يتحرر من الأفكار الباطلة، لكنه يبغضها ويبذل كل الجهد لطردها والتغلب عليها بمحبة الله فالحياة المقدسة والتأمل في الوصايا رفيقان كل منهما يسند الآخر. علينا ان نكره الخطية ونبتعد عنها ونحب الوصية، وبحب الوصية تزداد كراهيتنا للخطية. وان كنا نحب الخطاة ونصلى من اجل توبتهم ولكن علينا ان نرفض أقوالهم وأعمالهم التي تخالف ناموس الله.
+ الله نصرة للمؤمن.. فالله هو سر نصرة المؤمن وهو الموضع السري الذى يختفي فيه من الأعداء، ومجن يصد به السهام. فقد اعتاد النبي أن يهرب من وجه شاول مختفيًا حتى لا يسقط تحت يده فيقتله، كما كان يمسك بالمجن أثناء الحروب ليصد السهام عنه. لقد صار الله بالنسبة له كليهما، يختفي فيه هاربًا من وجه الشر، أما إذا دخل في معركة فيمسك به كمجنٍ حتى ينجو من فخاخ العدو وحروبه. في هذا يقول المرتل: {لأنه يخبئني في مظلته في يوم الشر؛ يسترني بستر خيمته} (مز 5:27). ان الله سر حياة وقيامة المؤمنين به فهو وحده واهب القيامة، ينتشلنا من موت الخطية ويهبنا الحياة الجديدة، بهذا لا يخيب رجاؤنا المفرح. الله يسندنا فنخلص وندرس وصاياه ونتأمل كلامه ونحيا به ونستعين به للخلاص من اعدائنا الخفيين والظاهرين ويربط المرتل بين الحكمة والرجاء المفرح وبين مخافة الرب ويصلي لكي يسمر الله مخافته فى جسده لكي يضبط شهواته واهوائه ويطلب محبة الله التى تجعله يسعى للخلاص والبعد عن الخطية والشر.
الاثنين، 29 ديسمبر 2014
السبت، 27 ديسمبر 2014
فكرة لليوم ولكل يوم (2)
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
راقب ووجه افكارك فانها ستتحول الي أفعال، أضبط أفعالك لانها ستصير عادات، غير عاداتك للأفضل فانها ستكون حياتك، لتكن حياتك سامية مقدسة لتحصد حياة أبدية .
(8) قوة الصلاة
الصلاة قوية وفعاله وتقتدر فى فعلها الكثير، الصلاة ليس كلمات تتردد من الشفاة، بل هى صله عميقة ومحبة صادقة وأتصال بمصدر الطاقة والقوة وينبوع النعم الالهية. الصلاة من قلب طاهر ومتواضع ومحب واثق فى قدرة الله، لابد أن تأتى ثمارها فى حينه.
ليكن لنا علاقة قوية بالله، نتخذ لنا من الله الأب المحب والصديق الصادق والمعين القوى والملجأ الحصين. نشكره فى أفراحنا ونجاحنا ونشكي له همومنا وأحزاننا ونطلب غفران خطايانا ونقدم له طلباتنا ونطلب من روحه القدوس الأجابة على تساؤلاتنا.
وعلينا ان نصمت ونهدأ لنأخذ منه الاجابات الشافية ويتكلم الله داخلنا بروحه القدوس، أو من خلال كلمته وأهبة الحياة لابد ان نخرج من لدن الله وقد نلنا طلباتنا وعاد لنا سلامنا وفرحنا وأخذنا قوة للعمل والأمل وحلول للمشاكل ويبقى لنا الله المرجع والعون والمشير كل الاوقات.
............
(9) المسيحي والسلام الداخلي
الله هو سلامنا وفيه نضع ثقتنا فلا نخاف شئ لانه أمين وقد وعدنا اننا به نحصل على السلام وسط الضيق وبقوته الغالبة للشيطان وضيقات الحياة والموت ننال سلاما لا يتزعزع: { قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33). نحن لا نستطيع ان نغير العالم من حولنا ولكننا نستطيع ان نغير من أنفسنا ونحيا فى سلام قلبي وفى سلام مع من حولنا وعلى قدر طاقتنا نسالم جميع الناس، نصلى ونعمل من اجل السلام.
السلام هو عطية من الله يهبها للإنسان التائب المصلى المحب لله، الذى يحيا فى ثقة بوعود الله { فان الجبال تزول والاكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب} (اش 54 : 10). رغم الضيقات التي نمر بها. أن التجارب فى حياتنا ليست هزيمة او تخلى من الله بل هي مراهم وادوية علاجية لخلاصنا ومجدنا وبها يختبر الايمان ونرى الله خلال المحنة معنا عبر الزمان والمكان وفى قلبنا وحياتنا. نحن نأخد اليوم وكل يوم سلامنا من الله ونحيا محتمين فى صخرة خلاصنا وملجأنا الحصين، بمحبة الله واثقين، وبروح الصلاة نحيا علي رجاء فرحين ونحو الأبدية السعيدة متطلعين، وبايماننا واثقين ان المسيح الغالب سيهبنا الحكمة لنعبر ويقودنا فى موكب المنتصرين، أمين.
..............................
(10) المسيحي وثمر الروح
يجب علينا أن نحاسب أنفسنا كل يوم وأسبوع وشهر وفى نهاية العام ونحسب حساب الربح والخسارة الروحية ونجاهد ونصلى لكي يكون لنا أفكارنا مقدسة ونوجه طاقاتا وأعمال لكى نثمر ثمار الفضيلة والمحبة والتقوى والصلاح والإيمان. لئلا يسمع أحد منا ما قاله صاحب البستان للبستاني عن التينة غير المثمرة طالبا ان يقطعها { هوذا ثلاثة سنين اتي اطلب ثمرا في هذه التينة ولم اجد اقطعها لماذا تبطل الارض} (لو 13 : 7).
وحتى لو لم يكن لنا ثمر في الماضى فنحن نشكر الله الذى وهبنا عمر وأعطانا الفرصة ونطلب من الله ان يهبنا الفرصة الكافية لنجول نصنع خير ونثمر { يا سيد اتركها هذه السنة ايضا حتى انقب حولها واضع زبلا} (لو 13 : 8). أننا نحتاج للتنقيب والبحث عن كل ما يعيق حياتنا عن الثمر وأن نتوب عن خطايانا وأثامنا ونتعهد أنفسنا بالتغذية الروحية المناسبة وبالصلاة والصوم وبالإيمان العامل بالمحبة يكون العام القادم عاما للثمر الروحي لحساب ملكوت الله. ننمو فى محبة الله والقريب ونسعى لخلاص أنفسنا ونحيا كما يحق لإنجيل ربنا يسوع المسيح، أمين.
................................
(11) ازرع خير وستحصد خير
إن فقدت مكان بذورك التي بذرتها يوما ما.. فسيخبرك المطر أين زرعتها. لذا إبذر الخير فوق أي أرض وتحت أي سماء ومع أي أحد { لا تضلوا الله لا يشمخ عليه فان الذي يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا }(غل 6 : 7). فأنت لا تعلم أين تجده ومتى تجده؟! إزرع الخير ولو في غير موضعه. وسينمو ما تزرعه ليصبح شجرة مثمرة تأكل من ثمارها{ هذا وان من يزرع بالشح فبالشح ايضا يحصد ومن يزرع بالبركات فبالبركات ايضا يحصد} (2كو 9 : 6). فلا يضيع جميل اينما زرع. والعطاء لابد ان يعود عليك يوما ما{ اعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم لانه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم} (لو 6 :38). السعادة لا تشعر بها ان لم تتبادلها مع سواك. أعمارنا قصيرة واعمالنا الصالحة لها اجرها علي الارض وفي السماء {من هو حكيم وعالم بينكم فلير اعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة} (يع 3 : 13).
.....................
(12) الثبات في الرب..
أن اردنا ان نثمر ويدوم ثمرنا الروحي يجب علينا إن نثبت فى المسيح ونتغذى بكلامه المحيى حسب قول السيد المسيح { اثبتوا في وانا فيكم كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة كذلك أنتم أيضاً إن لم تثبتوا فيَّ} (يو 15: 4). فعدم الثبات فى الرب يقود الى الهلاك { إن كان أحد لا يثبت فيَّ يطرح خارجاً كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق.} (يو 15: 6).
التناول من الأسرار المقدسة بانسحاق وطهارة هو ضرورة لثباتنا فى الرب { من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه} (يو 6: 56). الصلاة بايمان وحمل الصليب بشكر والمحبة بعضنا لبعض تجعلنا نثبت فى المسيح ويحل بالإيمان فينا. العشرة مع الله هى مسيرة نمو ومحبة دائمة تنمو يوما فيوم، فنثبت فى محبته كأب محب لنا ونسعى فى طريق الكمال الذى اليه دعينا ونقول مع داود النبي { ثابت قلبي يا الله ثابت قلبي} (مز 57: 7). الثبات فى الرب يجعلنا نتمتع بحياة السلام والإيمان والمحبة مع الله كأب محب ونأتى بثمار تليق بابناء الله القديسين، أمين.
.........................
(13) الحاجة الي واحد...
يهتم الكثير من الناس ويضطربوا من أجل أمور كثيرة، ويفقد البعض سلامهم ويحيوا فى أرق وقلق أو توقع المخاطر التى قد لا تحدث غالبا، أو الانشغال باعمالهم وأموالهم أو رغباتهم أو متطلباتهم وتأمينها والخوف من الغد وفى ذلك لا ينعمون بما فى يومهم من سعادة، وكلما كثرت مشغولياتنا ورغباتنا أرتبكت حياتنا ولكن قد يهمل الكثيرين الحاجة الأكثر أهمية لنا وهي النصيب الصالح الذى نحتاجه اليوم والي الأبد هو الله ومحبته والتأمل فى كلامه المعطي الحياة.
لقد عاتب السيد المسيح مرثا على ارتباكها فى خدمات كثيرة وحتى لو بدت لنا صالحة كأن نخدم بيت الرب ونهمل رب البيت { فاجاب يسوع وقال لها مرثا مرثا انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة. ولكن الحاجة الى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها} (لو 41:10-42). فليكن لنا يا أحبائى غيرة روحية وسعي دائم لخلاص أنفسنا والجلوس مع الله فى صلاة وتأمل فى كلامه المحيي ونجاهد لكي نرضى الله ونحظي بمحبته والنمو فى معرفته وتعويض ما فاتنا من أيام آكلها الجراد ولم يكن لنا فيها ثمر روحي لننعم بالسعادة والهدوء والراحة ويحل ملكوت الله داخلنا.
...........................
(14) الالتزام والأتزان..
يتميز المؤمن الحقيقى بالتزامه وأتزانه، فيلتزم بوعوده وعهوده وعمله وقيمه الروحية وبالنظام والقانون ويحفظ وصايا الله ويعمل بها فينجح فى كل ما يفعل { فاحفظوا كلمات هذا العهد واعملوا بها لكي تفلحوا في كل ما تفعلون} (تث 29 : 9). أن الإنسان الروحي هو شخص متزن فى كلامه وتصرفاته وفى تنظيم وقته وحتى فى سيره ولبسه وطعامه، يحيا فى أعتدال دون تطرف أو تسيب فى تكامل وتوازن فى شخصيته.
المؤمن الملتزم والمتزن ينمو روحيا نمو سليم { حافظ الوصية حافظ نفسه والمتهاون بطرقه يموت} (ام 19 : 16) ويهتم بجوانب حياته المختلفة سواء على المستوى الشخصى الروحي والفكرى والعقلى والجسدى او العائلى أو الإجتماعي أو العملي والمالي ويحترم الوعود والاتفاقات فتكون كلمته أفضل من أي اتفاق مكتوب وموثق دون شهود أو إمضاء فيكون إنسان صادق ومستقيم وإنسان ذو خلق يحيا حياة الفضيلة والبر. الالتزام الروحي والأدبى يريح صاحبه ويجعله يحيا فى سلام مع نفسه الله والناس ويكون محترم ومحبوب بين الناس ينال رضا الكل وتكون كلمته عند الناس لها أهميتها وثقلها وينجح ويحقق أهدافه فى الحياة وينال الحياة الأبدية.
راقب ووجه افكارك فانها ستتحول الي أفعال، أضبط أفعالك لانها ستصير عادات، غير عاداتك للأفضل فانها ستكون حياتك، لتكن حياتك سامية مقدسة لتحصد حياة أبدية .
(8) قوة الصلاة
الصلاة قوية وفعاله وتقتدر فى فعلها الكثير، الصلاة ليس كلمات تتردد من الشفاة، بل هى صله عميقة ومحبة صادقة وأتصال بمصدر الطاقة والقوة وينبوع النعم الالهية. الصلاة من قلب طاهر ومتواضع ومحب واثق فى قدرة الله، لابد أن تأتى ثمارها فى حينه.
ليكن لنا علاقة قوية بالله، نتخذ لنا من الله الأب المحب والصديق الصادق والمعين القوى والملجأ الحصين. نشكره فى أفراحنا ونجاحنا ونشكي له همومنا وأحزاننا ونطلب غفران خطايانا ونقدم له طلباتنا ونطلب من روحه القدوس الأجابة على تساؤلاتنا.
وعلينا ان نصمت ونهدأ لنأخذ منه الاجابات الشافية ويتكلم الله داخلنا بروحه القدوس، أو من خلال كلمته وأهبة الحياة لابد ان نخرج من لدن الله وقد نلنا طلباتنا وعاد لنا سلامنا وفرحنا وأخذنا قوة للعمل والأمل وحلول للمشاكل ويبقى لنا الله المرجع والعون والمشير كل الاوقات.
............
(9) المسيحي والسلام الداخلي
الله هو سلامنا وفيه نضع ثقتنا فلا نخاف شئ لانه أمين وقد وعدنا اننا به نحصل على السلام وسط الضيق وبقوته الغالبة للشيطان وضيقات الحياة والموت ننال سلاما لا يتزعزع: { قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33). نحن لا نستطيع ان نغير العالم من حولنا ولكننا نستطيع ان نغير من أنفسنا ونحيا فى سلام قلبي وفى سلام مع من حولنا وعلى قدر طاقتنا نسالم جميع الناس، نصلى ونعمل من اجل السلام.
السلام هو عطية من الله يهبها للإنسان التائب المصلى المحب لله، الذى يحيا فى ثقة بوعود الله { فان الجبال تزول والاكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب} (اش 54 : 10). رغم الضيقات التي نمر بها. أن التجارب فى حياتنا ليست هزيمة او تخلى من الله بل هي مراهم وادوية علاجية لخلاصنا ومجدنا وبها يختبر الايمان ونرى الله خلال المحنة معنا عبر الزمان والمكان وفى قلبنا وحياتنا. نحن نأخد اليوم وكل يوم سلامنا من الله ونحيا محتمين فى صخرة خلاصنا وملجأنا الحصين، بمحبة الله واثقين، وبروح الصلاة نحيا علي رجاء فرحين ونحو الأبدية السعيدة متطلعين، وبايماننا واثقين ان المسيح الغالب سيهبنا الحكمة لنعبر ويقودنا فى موكب المنتصرين، أمين.
..............................
(10) المسيحي وثمر الروح
يجب علينا أن نحاسب أنفسنا كل يوم وأسبوع وشهر وفى نهاية العام ونحسب حساب الربح والخسارة الروحية ونجاهد ونصلى لكي يكون لنا أفكارنا مقدسة ونوجه طاقاتا وأعمال لكى نثمر ثمار الفضيلة والمحبة والتقوى والصلاح والإيمان. لئلا يسمع أحد منا ما قاله صاحب البستان للبستاني عن التينة غير المثمرة طالبا ان يقطعها { هوذا ثلاثة سنين اتي اطلب ثمرا في هذه التينة ولم اجد اقطعها لماذا تبطل الارض} (لو 13 : 7).
وحتى لو لم يكن لنا ثمر في الماضى فنحن نشكر الله الذى وهبنا عمر وأعطانا الفرصة ونطلب من الله ان يهبنا الفرصة الكافية لنجول نصنع خير ونثمر { يا سيد اتركها هذه السنة ايضا حتى انقب حولها واضع زبلا} (لو 13 : 8). أننا نحتاج للتنقيب والبحث عن كل ما يعيق حياتنا عن الثمر وأن نتوب عن خطايانا وأثامنا ونتعهد أنفسنا بالتغذية الروحية المناسبة وبالصلاة والصوم وبالإيمان العامل بالمحبة يكون العام القادم عاما للثمر الروحي لحساب ملكوت الله. ننمو فى محبة الله والقريب ونسعى لخلاص أنفسنا ونحيا كما يحق لإنجيل ربنا يسوع المسيح، أمين.
................................
(11) ازرع خير وستحصد خير
إن فقدت مكان بذورك التي بذرتها يوما ما.. فسيخبرك المطر أين زرعتها. لذا إبذر الخير فوق أي أرض وتحت أي سماء ومع أي أحد { لا تضلوا الله لا يشمخ عليه فان الذي يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا }(غل 6 : 7). فأنت لا تعلم أين تجده ومتى تجده؟! إزرع الخير ولو في غير موضعه. وسينمو ما تزرعه ليصبح شجرة مثمرة تأكل من ثمارها{ هذا وان من يزرع بالشح فبالشح ايضا يحصد ومن يزرع بالبركات فبالبركات ايضا يحصد} (2كو 9 : 6). فلا يضيع جميل اينما زرع. والعطاء لابد ان يعود عليك يوما ما{ اعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم لانه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم} (لو 6 :38). السعادة لا تشعر بها ان لم تتبادلها مع سواك. أعمارنا قصيرة واعمالنا الصالحة لها اجرها علي الارض وفي السماء {من هو حكيم وعالم بينكم فلير اعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة} (يع 3 : 13).
.....................
(12) الثبات في الرب..
أن اردنا ان نثمر ويدوم ثمرنا الروحي يجب علينا إن نثبت فى المسيح ونتغذى بكلامه المحيى حسب قول السيد المسيح { اثبتوا في وانا فيكم كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة كذلك أنتم أيضاً إن لم تثبتوا فيَّ} (يو 15: 4). فعدم الثبات فى الرب يقود الى الهلاك { إن كان أحد لا يثبت فيَّ يطرح خارجاً كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق.} (يو 15: 6).
التناول من الأسرار المقدسة بانسحاق وطهارة هو ضرورة لثباتنا فى الرب { من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه} (يو 6: 56). الصلاة بايمان وحمل الصليب بشكر والمحبة بعضنا لبعض تجعلنا نثبت فى المسيح ويحل بالإيمان فينا. العشرة مع الله هى مسيرة نمو ومحبة دائمة تنمو يوما فيوم، فنثبت فى محبته كأب محب لنا ونسعى فى طريق الكمال الذى اليه دعينا ونقول مع داود النبي { ثابت قلبي يا الله ثابت قلبي} (مز 57: 7). الثبات فى الرب يجعلنا نتمتع بحياة السلام والإيمان والمحبة مع الله كأب محب ونأتى بثمار تليق بابناء الله القديسين، أمين.
.........................
(13) الحاجة الي واحد...
يهتم الكثير من الناس ويضطربوا من أجل أمور كثيرة، ويفقد البعض سلامهم ويحيوا فى أرق وقلق أو توقع المخاطر التى قد لا تحدث غالبا، أو الانشغال باعمالهم وأموالهم أو رغباتهم أو متطلباتهم وتأمينها والخوف من الغد وفى ذلك لا ينعمون بما فى يومهم من سعادة، وكلما كثرت مشغولياتنا ورغباتنا أرتبكت حياتنا ولكن قد يهمل الكثيرين الحاجة الأكثر أهمية لنا وهي النصيب الصالح الذى نحتاجه اليوم والي الأبد هو الله ومحبته والتأمل فى كلامه المعطي الحياة.
لقد عاتب السيد المسيح مرثا على ارتباكها فى خدمات كثيرة وحتى لو بدت لنا صالحة كأن نخدم بيت الرب ونهمل رب البيت { فاجاب يسوع وقال لها مرثا مرثا انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة. ولكن الحاجة الى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها} (لو 41:10-42). فليكن لنا يا أحبائى غيرة روحية وسعي دائم لخلاص أنفسنا والجلوس مع الله فى صلاة وتأمل فى كلامه المحيي ونجاهد لكي نرضى الله ونحظي بمحبته والنمو فى معرفته وتعويض ما فاتنا من أيام آكلها الجراد ولم يكن لنا فيها ثمر روحي لننعم بالسعادة والهدوء والراحة ويحل ملكوت الله داخلنا.
...........................
(14) الالتزام والأتزان..
يتميز المؤمن الحقيقى بالتزامه وأتزانه، فيلتزم بوعوده وعهوده وعمله وقيمه الروحية وبالنظام والقانون ويحفظ وصايا الله ويعمل بها فينجح فى كل ما يفعل { فاحفظوا كلمات هذا العهد واعملوا بها لكي تفلحوا في كل ما تفعلون} (تث 29 : 9). أن الإنسان الروحي هو شخص متزن فى كلامه وتصرفاته وفى تنظيم وقته وحتى فى سيره ولبسه وطعامه، يحيا فى أعتدال دون تطرف أو تسيب فى تكامل وتوازن فى شخصيته.
المؤمن الملتزم والمتزن ينمو روحيا نمو سليم { حافظ الوصية حافظ نفسه والمتهاون بطرقه يموت} (ام 19 : 16) ويهتم بجوانب حياته المختلفة سواء على المستوى الشخصى الروحي والفكرى والعقلى والجسدى او العائلى أو الإجتماعي أو العملي والمالي ويحترم الوعود والاتفاقات فتكون كلمته أفضل من أي اتفاق مكتوب وموثق دون شهود أو إمضاء فيكون إنسان صادق ومستقيم وإنسان ذو خلق يحيا حياة الفضيلة والبر. الالتزام الروحي والأدبى يريح صاحبه ويجعله يحيا فى سلام مع نفسه الله والناس ويكون محترم ومحبوب بين الناس ينال رضا الكل وتكون كلمته عند الناس لها أهميتها وثقلها وينجح ويحقق أهدافه فى الحياة وينال الحياة الأبدية.
الجمعة، 26 ديسمبر 2014
آية وقول وحكمة ليوم السبت الموافق 12/27
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي.} (مز105:119)
قول لقديس..
(أيها النور العابر في الطريق توقف أمام الأعمى! أمسك بيده، حتى يقترب إليك! بنورك يا رب اجعله يعاين النور، وبك يحيا! أأمر الميت حتى يخرج من القبر..! إنني سأستغيث قبلما أهلك أو على الأقل أستغيث لئلا أهلك حتى أستحق السكنى فيك! إنك تتألم عندما أحدثك عن بؤسي ومن غير خجل أعترف لك أنني عدم! أسرع واعني أنت قوتي وعوني وصلاحي وحصني!! أسرع أيها النور، الذي بدونه لا أقدر أن أري) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع اعمال الظلمة ونلبس اسلحة النور (رو 13 : 12)
The night is far spent, the day is at hand. Therefore let us cast off the works of darkness, and let us put on the armor of light (Rom 13 : 12)
صلاة..
" ربي والهي، أيها النور الحقيقي الذى ينير لكل إنسان فى عالم الظلمة. أنر حواسى لتعاين مجدك، وأنر عقلى بنور معرفتك الحقيقية. حل بالإيمان فى قلبى ليستنير وتتقدس عواطفى. روحي القدوس يملأ كياتى من ثماره ويقودنى فى نور محبة وصاياك فاحفظها فى قلب صالح وأثمر بالصبر. كلمتك هي نور الفرح والبهجة فدعنى أحملها مع العذارى الحكيمات فأدخل معهن في صحبة شمس البرّ. أقدم لك نفسي وحياتى تقدمة حب، أسلمها لك فتعهدها برعايتك وأجعلني غصنا مثمرا فيك كل الأيام، أمين.
من الشعر والادب
" بنورك نعاين النور"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
بنورك يارب أكيد نعاين النور
بقوتك يالهي المؤمن منصور
لرجلي طريق واضح ولي سور
قلبى معاك يقوى كاسد جسور
أنجو من الفخاخ وشهود الزور
برجاء أجاهد وعلى الشر أثور
بالإيمان نوصل لملكوت النور
قراءة مختارة ليوم
السبت الموافق 12/27
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعَ عَشَرَ
مز 105:119-112 (ن)
105سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي. 106حَلَفْتُ فَأَبِرُّهُ أَنْ أَحْفَظَ أَحْكَامَ بِرِّكَ. 107تَذَلَّلْتُ إِلَى الْغَايَةِ. يَا رَبُّ أَحْيِنِي حَسَبَ كَلاَمِكَ. 108ارْتَضِ بِمَنْدُوبَاتِ فَمِي يَا رَبُّ وَأَحْكَامَكَ عَلِّمْنِي. 109نَفْسِي دَائِماً فِي كَفِّي أَمَّا شَرِيعَتُكَ فَلَمْ أَنْسَهَا. 110الأَشْرَارُ وَضَعُوا لِي فَخّاً أَمَّا وَصَايَاكَ فَلَمْ أَضِلَّ عَنْهَا. 111وَرَثْتُ شَهَادَاتِكَ إِلَى الدَّهْرِ لأَنَّهَا هِيَ بَهْجَةُ قَلْبِي. 112عَطَفْتُ قَلْبِي لأَصْنَعَ فَرَائِضَكَ إِلَى الدَّهْرِ إِلَى النِّهَايَةِ.
تأمل..
+ الوصية نور وأستنارة .. كلام الله كنورٍ يشرق وسط عالم مظلم تدخل إلى قلوب المؤمنين لتنير أعماقهم وتهبهم أستنارة ومعرفة بالله ووصاياه ومحبته ووعوده وتكشف لهم عن عالم الروح. وعوض خبرة الشر وعالم الإثم يتمتع المؤمن بمعرفة الله ووصاياه. ويدعوها المرنم بالمصباح لرجليه لإنها لا تنير العينين فقط فتنال فهمًا وحكمة، وإنما تنير للقدمين كي يسيرا في الطريق الملوكي، فلا يكفي للمؤمن أن يتعرف علي الله خلال الاستنارة الإلهية، إنما أن يسير في ضوء الوصية حتى يبلغ غايته. وكأن غاية الوصية ليس فقط الكشف عن إرادة الله لنا، إنما تبدد من أمامنا ظلمة الطريق الخاطئ، وتكشف لأقدامنا طريق الحق فنتبعه. السيد المسيح كلمة الآب الازلي وهو النور الحقيقى الذي يكشف لنا هذا السبيل الملوكي فلا ننحرف عنه بل نسير مع الله في التزام بعهودنا وطاعتنا لله ووصاياه بشجاعةٍ ويقينٍ لا نخاف شئ مادام الله معنا يقينا من السقوط ويرفعنا ببره وقوته ويهبنا حكمة ويقودنا فى موكب نصرته.
+ الوصية والحياة المقدسة.. عندما تنير الوصية سبيلنا تنفضح أمام أعيننا بشاعة الخطية فنتذلل ونطلب مراحم الله وخلاصه ونعلن أحتياجنا إلى كلمة الله النور لكي يرد لنا الحياة، فنقول مع المرتل { تذللت جدًا للغاية، يا رب أحيني كقولك}. الوصية تهبنا حياة مقدسة ونتعهد أن نسير معه فى كل الظروف مكرسين حياتنا لمن منحنا نعمة البنوة ونقلنا من عالم الظلمة الى النور لنحيا فى محبة لله وشركة مع الله وملائكته وقديسيه ونمتنع عن طرق الشر مصلين فى الروح ليهبنا الله قوة لتنفيذ وصاياه ويعلمنا أحكامه وبالإيمان الحي والثقة في إمكانية الله وخلال الحب المتقد فينا نتعهد أن نقدم حياتنا ذبيحة حب لله يوميًا، لتعمل الوصية فينا فننال بركة الرب ونكون تحت قيادته.
+ الوصية والنجاة والحياة الأبدية .. نفوسنا محفوظة فى يد الله يحميها ويسندها من فخاخ الشياطين مادمنا للوصايا حافظين وبقوة الله متمسكين وبالتواضع متسلحين فننجو من الاعداء الذين يتربصون بنا. فننصر بقوة الله ونفرح بخلاصه. كما إن اكتشاف المؤمن لقوة كلمة الله يهبه الغيرة ليعلن أنها ميراثه الشخصي ونصيبه الصالح ويقبلها بفرح وبهجة قلب فلا يتزعزع أبدًا بل يمسك بالحياة الأبدية التى اليها دُعينا فنعرف ان هناك مكافأة ومجد ينتظر المؤمنين {ما لم تره عين، وما لم تسمع به أذن، وما لم يخطر على قلب بشرٍ، ما أعده الله للذين يحبونه}(1كو9:2).
الخميس، 25 ديسمبر 2014
قصص ميلاديه واقعية
قصص ميلاديه واقعية
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أمين تعال أيها الرب يسوع
حدثت هذه القصة في رومانيا أثناء الحقبة الشيوعية ..
فى أحد فصول الدراسة وقرب أعياد الميلاد وكانت المعلمة "جيرترود" تعرف ان أحدي تلميذاتها في الصف الرابع مؤمنة بالمسيح وتذهب الي الكنيسة كل صباح أحد للصلاة وبالحقيقة كانت المعلمة تريد ان تخضعها وتهدم ما فيها من إيمان تحسدها عليه ..طلبت جيرترود من تلميذتها
" إنجيل" الوقوف في الصف وأخذت تثني علي أخلاقها والتزامها ثم سالتها عد جدها الذي توفى وقالت لها أننا نشاطرك الاحزان ولكن أريد ان أسالك هل لو ناديتي علي هذا الجد الان سيسمعك ويجيبك؟
قالت التلميذه "إنجيل" : لا لن يسمعنى لانه توفي ..
قالت لها : ولكن كيف تصلين وتطلبين من يسوع الذي مات منذ مئات السنين ، أنه لن يسمعك؟
إنجيل : هناك فرق بين يسوع وجدي يا معلمتى فيسوع المسيح حي لا يموت حاضر دائما ، ويستجيب الدعاء.
سخرت المعلمة بخبث من تلميذتها وقالت لها أن هذة القصص هي من وحى الخيال المريض لأهلك . واتحدى ان تطلبي منه الأن فيإتي لنؤمن به معك والإ فاتركي عنك قصص أمك وستك المريضة.
في تحدى وأضح ومواجهه ساخنه بين أيمان طفلة وإلحاد معلمتها ، طلبت " إنجيل" من المعلمة أن تنادى علي يسوع لياتي!!
طلبت منها المعلمة بسخرية ان تستدعيه؟
وقفت التلميذة تنادي بحرارة الإيمان : أمين تعال أيها الرب يسوع.. أمين تعال ايها الرب يسوع ..
فجأة أنفتح باب الصف واذ بنور هادي خفيف يظهر كقرص الشمس ويدخل الي الفصل وأمام الصبورة وعلي بعد المترين من الأرض ومن القرص المنير يظهر يسوع الطفل وديعاً مبتسماً ، ينظر إلي تلاميذ الصف ، في محبة تذيب القلب وكشعاع من الحب يدخل الي القلب...وبعد عدة دقائق نظر بشفقة الي معلمة الصف ... ثم أختفى لتصرخ المعلمة وهي تهرول الي غرفة المدير ...نعم لقد أتي ...أنه يسمع ..انه حاضر ... ياله من حب .. لقد أنقشعت الغمامة من عيني ...
وبعد ان سمعوا منها القصة وذاع أمرها ، أودعوا المعلمة مصحة للأمراض العقلية حتي أفرج عنها بعد أنهيار الشيوعية في رومانيا لتخرج تبشر بفضل الذي نقلها من عالم الظلمة الي نوره العجيب..
الملاك يعزف أمام مغارة الميلاد
حدثت هذة المعجزة في القدس في أحتفالات عيد الميلاد 2000
كانت " أميلى" تعمل سكرتيرة في أحدي مدارس القدس المسيحية الخاصة ، وتعيش في بيت صغير قرب أهلها ، حيث انها فضلت حياة البتولية . وكانت تحتفل شأنها كغيرها من الأسر المسيحية بتزيين شجرة الميلاد ووضع المغارة وطفل المذود أسفلها ..
الإ ان " أميلي" ليس مثل هؤلاء الذين يضعون المغارة والشجرة كما لقوم عادة . كان لها القلب المرنم والإيمان البسيط ، تحب يسوع المسيح عريساً لنفسها ، تكتب له الشعر ، تقول له أحلي الكلام ، عندما يأتي الليل والناس نيام ترتل له ما تحفظ وتحكى له همومها ..
في ليلة ما قبل العيد أخذت ترتل :
ليلة الميلاد
ليلةَ الميـــلاد يُمَّحـى البُغْضُ ، ليلةَ الميلاد تُزْهِر الأرضُ
ليلةَ الميـــلاد تُدْفَـنُ الحَرْبُ ، ليلةَ الميلاد يَنْبُتُ الحُبُّ ، عندما نَسْقي عَـطشانَ كَأسَ ماءْ، نكونُ في الميلاد عندما نَكْسي عُريانَ ثـوبَ حُبّ، نكونُ في الميلاد عندما نُكَفْكِفُ الدموعَ في العُيونْ، نكون في الميلاد ،عندما نفرش القلوب بالرجــاء، نكون في الميلاد ،
عندما أُقَبِّـلُ رفيقي دونَ غِـشّ، أكونُ في الميلاد . عندما تموتُ فـيَّ روحُ الانتقامْ، أكونُ في الميلاد . عندما يُـرَمَّدُ فـي قلبيَ الجَفاء، أكونُ في الميلاد . عندما تذوبُ نفسي في كِيانِ الله، أكونُ في الميلاد.
فجأة ظهر لها ملاك من نور يمسك بالقيثارة ويعزف لها الالحان وهي ترتل ...نعم نظرته ...أنها كالطفل النوراني، معلق في الهواء ، يطير أمامها فرحاً ، يعزف علي الاوتار، فتسبح باكثر شدة وروحانيه .. وفجأة خطرت علي بالها فكرة ..هل يمكننى أن التقطت له صورة . لابد ان استأذنه طلبت منه فأوما لها بالأيجاب .. بحثت عن كميرتها الصغيرة .... وعلي النور البسيط لأضواء شجرة الميلاد التقت الصورة وبدون فلاش .. حمضت الفلم ، وهنا ظهر الملاك من نور يمسك بقيثارة من نور ، يعزف للنور الحقيقي الذي ينير لكل أنسان أت الي العالم ...
أتت الي "أميلي " بالصورة الملائكية وعينيها تطير فرحاً وقلبها ممتلئ بالسلام ، نعم أن الهنا نور وساكن في النور وتسبحه ملائكة النور فماذا نقول . أن كان البعض أحبوا الظلمة أكثر من النور لان أعمالهم شريرة ...أننا نصلي لطفل المذود ليفتح عيون العمي لتستضئ بنوره الإلهي الهادي الوديع ، لا سيما في هذه الأيام المقدسة .
هدية القديس جوزيف
حدثت هذه القصة في جنوب فرنسا ..
شاب نشأ في ظروف أسرية مفككة ولم يجد الرعاية والحنان في ظل أنفصال الاب والام منذ الصغر وزواج الأم من أخر .فما كان الإ ان يكبر وينحرف إلي الأدمان والسرقة.
وفي أحتفالات عيد الميلاد وما بقي من ذكريات طيبه لهدايا الميلاد ومن أجل حاجته للمال داهم منزل ليسرق ما يجد فيه مما خف وزنه وغلا ثمنه للأنفاق علي ملذاته وأدمانه..
أخذ يبحث في المنزل عن مال او مجوهرات ووجد شنطة سفر أخذ يجمع فيها بعض المقتنيات والاشياء الثمينة والتحف الفنية التي كانت الاسرة مغرمة باقتنائها.
كان الرجل وزوجته خارج البيت ولكن تركا أبنهما ذو الستة اعوام بول وأبنتهم كاترين الاصغر نيام في البيت .
ومع حركة اللص أستيقظ الابناء وأخذا يبحثا لعله بابا نويل قد أحضر لهم هدايا عيد الميلاد .
سألت كاترين أخيها هل أتي بابا نويل محمل بالهدايا؟
قال لها بول دعنا نبحث عنه ... وأخيراً أمسكا باللص وفى براءة الأطفال
سالها ، بابا نويل فين ! أنت مين!
أرتبك اللص وقال أنا سانت جوزيف..
وأين بابا نويل ؟
أنه مشغول وطلب منى ان أساعده!
ولماذا ملابسك غير مرتبه وشعرك غير مرتب وغير حليق ، تسألت كاترين؟
أجابها اللص ..انها زحمة الأعياد وتجهيز الهدايا !
أخذ الابن يتحدث عن العيد والابنة تحضر الحلوي والطعام للقديس يوسف، وكانا يتبادلان الحديث الودى عن عيد الميلاد ، حتي نسى انه لص وذاب قلبه محبة وقدم لهم بعض من هدايا الشنطة المسروقة. وفجأة سمع اللص صوت سيارة الاب والأم معه تدخل للبيت فأستاذن من الابناء ليمضي ، وكانا هما يطلبان منه أن ينتظر أهلهما للسلام عليه والترحيب به ..الا أنه اعتذر ليواصل توزيع الهدايا !
لكنه هرب الباب الخلفي ومضي وأختفى!
لم ينم الشاب ليلته هذا متأثراً بمحبة الأطفال وتضاربت الأفكار في ذهنه وقرر
ان يتغير وذهب بعد الي الكنيسة صباحاً ليحتفل بمولود المذود الذى ولد في قلبه بالتوبة ..
وكانت هذه الحادثة سبب لتغيره وتوبته ورجوعه الي الله والبدء بحياة الصلاة والعمل وتكوين أسرة ...الإ أنه لم ينسى ان يكتب قصته لتكون حافز ودعوة لأخرين من الشباب البعيد عن الله ليرجع اليه.
أن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعون باراً لا يحتاجون إلي التوبة ..فهل نفرح بتوبتا صاحب العيد .
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أمين تعال أيها الرب يسوع
حدثت هذه القصة في رومانيا أثناء الحقبة الشيوعية ..
فى أحد فصول الدراسة وقرب أعياد الميلاد وكانت المعلمة "جيرترود" تعرف ان أحدي تلميذاتها في الصف الرابع مؤمنة بالمسيح وتذهب الي الكنيسة كل صباح أحد للصلاة وبالحقيقة كانت المعلمة تريد ان تخضعها وتهدم ما فيها من إيمان تحسدها عليه ..طلبت جيرترود من تلميذتها
" إنجيل" الوقوف في الصف وأخذت تثني علي أخلاقها والتزامها ثم سالتها عد جدها الذي توفى وقالت لها أننا نشاطرك الاحزان ولكن أريد ان أسالك هل لو ناديتي علي هذا الجد الان سيسمعك ويجيبك؟
قالت التلميذه "إنجيل" : لا لن يسمعنى لانه توفي ..
قالت لها : ولكن كيف تصلين وتطلبين من يسوع الذي مات منذ مئات السنين ، أنه لن يسمعك؟
إنجيل : هناك فرق بين يسوع وجدي يا معلمتى فيسوع المسيح حي لا يموت حاضر دائما ، ويستجيب الدعاء.
سخرت المعلمة بخبث من تلميذتها وقالت لها أن هذة القصص هي من وحى الخيال المريض لأهلك . واتحدى ان تطلبي منه الأن فيإتي لنؤمن به معك والإ فاتركي عنك قصص أمك وستك المريضة.
في تحدى وأضح ومواجهه ساخنه بين أيمان طفلة وإلحاد معلمتها ، طلبت " إنجيل" من المعلمة أن تنادى علي يسوع لياتي!!
طلبت منها المعلمة بسخرية ان تستدعيه؟
وقفت التلميذة تنادي بحرارة الإيمان : أمين تعال أيها الرب يسوع.. أمين تعال ايها الرب يسوع ..
فجأة أنفتح باب الصف واذ بنور هادي خفيف يظهر كقرص الشمس ويدخل الي الفصل وأمام الصبورة وعلي بعد المترين من الأرض ومن القرص المنير يظهر يسوع الطفل وديعاً مبتسماً ، ينظر إلي تلاميذ الصف ، في محبة تذيب القلب وكشعاع من الحب يدخل الي القلب...وبعد عدة دقائق نظر بشفقة الي معلمة الصف ... ثم أختفى لتصرخ المعلمة وهي تهرول الي غرفة المدير ...نعم لقد أتي ...أنه يسمع ..انه حاضر ... ياله من حب .. لقد أنقشعت الغمامة من عيني ...
وبعد ان سمعوا منها القصة وذاع أمرها ، أودعوا المعلمة مصحة للأمراض العقلية حتي أفرج عنها بعد أنهيار الشيوعية في رومانيا لتخرج تبشر بفضل الذي نقلها من عالم الظلمة الي نوره العجيب..
الملاك يعزف أمام مغارة الميلاد
حدثت هذة المعجزة في القدس في أحتفالات عيد الميلاد 2000
كانت " أميلى" تعمل سكرتيرة في أحدي مدارس القدس المسيحية الخاصة ، وتعيش في بيت صغير قرب أهلها ، حيث انها فضلت حياة البتولية . وكانت تحتفل شأنها كغيرها من الأسر المسيحية بتزيين شجرة الميلاد ووضع المغارة وطفل المذود أسفلها ..
الإ ان " أميلي" ليس مثل هؤلاء الذين يضعون المغارة والشجرة كما لقوم عادة . كان لها القلب المرنم والإيمان البسيط ، تحب يسوع المسيح عريساً لنفسها ، تكتب له الشعر ، تقول له أحلي الكلام ، عندما يأتي الليل والناس نيام ترتل له ما تحفظ وتحكى له همومها ..
في ليلة ما قبل العيد أخذت ترتل :
ليلة الميلاد
ليلةَ الميـــلاد يُمَّحـى البُغْضُ ، ليلةَ الميلاد تُزْهِر الأرضُ
ليلةَ الميـــلاد تُدْفَـنُ الحَرْبُ ، ليلةَ الميلاد يَنْبُتُ الحُبُّ ، عندما نَسْقي عَـطشانَ كَأسَ ماءْ، نكونُ في الميلاد عندما نَكْسي عُريانَ ثـوبَ حُبّ، نكونُ في الميلاد عندما نُكَفْكِفُ الدموعَ في العُيونْ، نكون في الميلاد ،عندما نفرش القلوب بالرجــاء، نكون في الميلاد ،
عندما أُقَبِّـلُ رفيقي دونَ غِـشّ، أكونُ في الميلاد . عندما تموتُ فـيَّ روحُ الانتقامْ، أكونُ في الميلاد . عندما يُـرَمَّدُ فـي قلبيَ الجَفاء، أكونُ في الميلاد . عندما تذوبُ نفسي في كِيانِ الله، أكونُ في الميلاد.
فجأة ظهر لها ملاك من نور يمسك بالقيثارة ويعزف لها الالحان وهي ترتل ...نعم نظرته ...أنها كالطفل النوراني، معلق في الهواء ، يطير أمامها فرحاً ، يعزف علي الاوتار، فتسبح باكثر شدة وروحانيه .. وفجأة خطرت علي بالها فكرة ..هل يمكننى أن التقطت له صورة . لابد ان استأذنه طلبت منه فأوما لها بالأيجاب .. بحثت عن كميرتها الصغيرة .... وعلي النور البسيط لأضواء شجرة الميلاد التقت الصورة وبدون فلاش .. حمضت الفلم ، وهنا ظهر الملاك من نور يمسك بقيثارة من نور ، يعزف للنور الحقيقي الذي ينير لكل أنسان أت الي العالم ...
أتت الي "أميلي " بالصورة الملائكية وعينيها تطير فرحاً وقلبها ممتلئ بالسلام ، نعم أن الهنا نور وساكن في النور وتسبحه ملائكة النور فماذا نقول . أن كان البعض أحبوا الظلمة أكثر من النور لان أعمالهم شريرة ...أننا نصلي لطفل المذود ليفتح عيون العمي لتستضئ بنوره الإلهي الهادي الوديع ، لا سيما في هذه الأيام المقدسة .
هدية القديس جوزيف
حدثت هذه القصة في جنوب فرنسا ..
شاب نشأ في ظروف أسرية مفككة ولم يجد الرعاية والحنان في ظل أنفصال الاب والام منذ الصغر وزواج الأم من أخر .فما كان الإ ان يكبر وينحرف إلي الأدمان والسرقة.
وفي أحتفالات عيد الميلاد وما بقي من ذكريات طيبه لهدايا الميلاد ومن أجل حاجته للمال داهم منزل ليسرق ما يجد فيه مما خف وزنه وغلا ثمنه للأنفاق علي ملذاته وأدمانه..
أخذ يبحث في المنزل عن مال او مجوهرات ووجد شنطة سفر أخذ يجمع فيها بعض المقتنيات والاشياء الثمينة والتحف الفنية التي كانت الاسرة مغرمة باقتنائها.
كان الرجل وزوجته خارج البيت ولكن تركا أبنهما ذو الستة اعوام بول وأبنتهم كاترين الاصغر نيام في البيت .
ومع حركة اللص أستيقظ الابناء وأخذا يبحثا لعله بابا نويل قد أحضر لهم هدايا عيد الميلاد .
سألت كاترين أخيها هل أتي بابا نويل محمل بالهدايا؟
قال لها بول دعنا نبحث عنه ... وأخيراً أمسكا باللص وفى براءة الأطفال
سالها ، بابا نويل فين ! أنت مين!
أرتبك اللص وقال أنا سانت جوزيف..
وأين بابا نويل ؟
أنه مشغول وطلب منى ان أساعده!
ولماذا ملابسك غير مرتبه وشعرك غير مرتب وغير حليق ، تسألت كاترين؟
أجابها اللص ..انها زحمة الأعياد وتجهيز الهدايا !
أخذ الابن يتحدث عن العيد والابنة تحضر الحلوي والطعام للقديس يوسف، وكانا يتبادلان الحديث الودى عن عيد الميلاد ، حتي نسى انه لص وذاب قلبه محبة وقدم لهم بعض من هدايا الشنطة المسروقة. وفجأة سمع اللص صوت سيارة الاب والأم معه تدخل للبيت فأستاذن من الابناء ليمضي ، وكانا هما يطلبان منه أن ينتظر أهلهما للسلام عليه والترحيب به ..الا أنه اعتذر ليواصل توزيع الهدايا !
لكنه هرب الباب الخلفي ومضي وأختفى!
لم ينم الشاب ليلته هذا متأثراً بمحبة الأطفال وتضاربت الأفكار في ذهنه وقرر
ان يتغير وذهب بعد الي الكنيسة صباحاً ليحتفل بمولود المذود الذى ولد في قلبه بالتوبة ..
وكانت هذه الحادثة سبب لتغيره وتوبته ورجوعه الي الله والبدء بحياة الصلاة والعمل وتكوين أسرة ...الإ أنه لم ينسى ان يكتب قصته لتكون حافز ودعوة لأخرين من الشباب البعيد عن الله ليرجع اليه.
أن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعون باراً لا يحتاجون إلي التوبة ..فهل نفرح بتوبتا صاحب العيد .
الاثنين، 22 ديسمبر 2014
آية وقول وحكمة ليوم الثلاثاء الموافق 12/23
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ مَا أَحْلَى قَوْلَكَ لِحَنَكِي! أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ لِفَمِي} (مز 119 : 103)
قول لقديس..
( اذهب إلى النحلة وتعلم منها مقدار نشاطها. تأمل كيف تنتقل بين كل أنواع الزهور المختلفة لتجمع لك عسلها. هكذا لتنتقل أنت بين الكتب المقدسة وتتمسك بخلاص نفسك، وإذ تشبع منها تقول: "وجدت كلامك حلوًا في حلقي، أحلى من العسل والشهد في فمي") القديس كيرلس الأورشليمي
حكمة للحياة ..
+ وجد كلامك فاكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي لاني دعيت باسمك يا رب اله الجنود (ار 15 : 16)
Thy words were found, and I did eat them; and thy word was unto me the joy and rejoicing of mine heart: for I am called by thy name, O LORD God of hosts (Jer 15 : 16)
صلاة..
" أيها الرب الهي ما أعجب أسمك فى كل الأرض! مبارك ومحبوب اسمك القدوس فهو طول النهار تلاوتى. كلامك يفرح النفس الراغبة فى طريق الكمال فلتجذبنى ورائك فنجرى، بالحق يحبونك. يا الهي محبتك تملاء النفس سلاما وفرحا ونعيم. أجذبنى يارب بربط محبتك وقودنى لدروب التوبة على خطي القديسين، فاحفظ وصاياك وأمنع رجلي عن كل طريق خبيث. ليهبنى إنجيلك روح المحبة والشبع وأجد فيه شبعى وارتواء نفسي ونقاوة فكرى وقداسة عواطفى. فلتحيي يارب نفوسنا بروحك القدوس ولايقوى علينا موت الخطية ولا علي كل شعب، أمين"
من الشعر والادب
" أجذبنى وراك"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أجذبني الهي وراك ومعك نجري
فانت سلامي ومحبتى كل عمري
فلا يعوقنى شئ بعيد عنك يا ربي
مهما طال الدرب ثقتى أنك عوني
يتجدد يوما فيوم بك حبى وشكري
كلامك لهجي وشبعى ونور لدربي
إنجيلك فرحى وعزائي. دستور حبي
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 12/23
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعَ عَشَرَ
مز 97:119-104 (م)
97كَمْ أَحْبَبْتُ شَرِيعَتَكَ! الْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ لَهَجِي. 98وَصِيَّتُكَ جَعَلَتْنِي أَحْكَمَ مِنْ أَعْدَائِي لأَنَّهَا إِلَى الدَّهْرِ هِيَ لِي. 99أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مُعَلِّمِيَّ تَعَقَّلْتُ لأَنَّ شَهَادَاتِكَ هِيَ لَهَجِي. 100أَكْثَرَ مِنَ الشُّيُوخِ فَطِنْتُ لأَنِّي حَفِظْتُ وَصَايَاكَ. 101مِنْ كُلِّ طَرِيقِ شَرٍّ مَنَعْتُ رِجْلَيَّ لِكَيْ أَحْفَظَ كَلاَمَكَ. 102عَنْ أَحْكَامِكَ لَمْ أَمِلْ لأَنَّكَ أَنْتَ عَلَّمْتَنِي. 103مَا أَحْلَى قَوْلَكَ لِحَنَكِي! أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ لِفَمِي. 104مِنْ وَصَايَاكَ أَتَفَطَّنُ لِذَلِكَ أَبْغَضْتُ كُلَّ طَرِيقِ كَذِبٍ.
تأمل..
+ عظمة الله وحلاوة وصاياه.. عظمة وصايا الله وحلاوتها تأتى من عظمة محبة الله وحلاوتها لدى المؤمنين لذلك لا نتوقف عن التأمل فى كلام الله وأذ نلتصق بالرب يسوع المسيح، شمس البر تتحول حياتنا إلى نهارٍ دائمٍ بلا ليل، فنطرح عنا أعمال الظلمة ونتمتع بتلاوة اسمه القدوس كسلاح النور الذي لا تقدر الظلمة أن تجابهه. ونحب وصايا الله ونقبلها في حياتنا كسر حضوره فينا وحضورنا قدامه، نتمتع دومًا بمعيته ويصير اسمه حلوًا في أفواهنا لقد كانت الوصية الإلهية هي سند داود النبى فى غربته وسرّ حكمته حين كان يرعي غنم أبيه في صباه، وهي مرشد له ودليل لاسيما بعد أن دهنه صموئيل النبي ملكًا وحل عليه روح الرب، وكانت ترافقه كل أيام غربته. ارتبط داود بمدرسة الوصية في كل مراحل حياته، لهذا كان ينمو في الحكمة والنعمة. أحب الحق الإلهي الذي نقى قلبه وفكره، فصار أكثر من كل الشيوخ فهمًا فالوصية تهب لمحبيها معرفة وعلمًا وحكمة.
+ روعة الوصية والجهاد الروحي.. ارتباطنا الشخصي بالله إلهنا وباسمه القدوس يعطينا عذوبة خاصة في ممارستنا لوصيته التي بدورها تهبنا حكمة سماوية وفهم وعلينا مقابل هذه العذوبة بالفهم والحكمة والعمل والجهاد في حفظ الوصية والالتزام بناموس الرب. والامتناع عن كل طريق خبيث لكي نتمم مشيئة الله في حياتنا ونحفظ ناموسه، فوصايا الله تدفعنا إلى الجهاد، والجهاد يسندنا لنكتشف جمال الوصايا والناموس فى طاعة كاملة لالهنا المحبوب. الحياة الروحية تتطلب منا الجدية والتغصب وامتناع المؤمن عن سلوك كل طريق خبيث لندخل الطريق الضيق، طريق كلمة الرب المصلوب، ليجد المؤمن مع الضيقة عذوبة فائقة وكلام الله أحلى من العسل والشهد أذ يعطي عذوبة للنفس، فتحول جفاف قلبنا القاسي إلى عذوبة الحب المتسع والمترفق. كأن كلمة الله في عذوبتها تحول المؤمن إلى الحياة العذبة، فيجذب الآخرون للحياة المقدسة. وعندما يختبر المؤمن عذوبة كلمة الله المملؤه حبًا وترفقًا لا يطيق العنف ولا يقبل الظلم.
آية للتأمل
{ مَا أَحْلَى قَوْلَكَ لِحَنَكِي! أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ لِفَمِي} (مز 119 : 103)
قول لقديس..
( اذهب إلى النحلة وتعلم منها مقدار نشاطها. تأمل كيف تنتقل بين كل أنواع الزهور المختلفة لتجمع لك عسلها. هكذا لتنتقل أنت بين الكتب المقدسة وتتمسك بخلاص نفسك، وإذ تشبع منها تقول: "وجدت كلامك حلوًا في حلقي، أحلى من العسل والشهد في فمي") القديس كيرلس الأورشليمي
حكمة للحياة ..
+ وجد كلامك فاكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي لاني دعيت باسمك يا رب اله الجنود (ار 15 : 16)
Thy words were found, and I did eat them; and thy word was unto me the joy and rejoicing of mine heart: for I am called by thy name, O LORD God of hosts (Jer 15 : 16)
صلاة..
" أيها الرب الهي ما أعجب أسمك فى كل الأرض! مبارك ومحبوب اسمك القدوس فهو طول النهار تلاوتى. كلامك يفرح النفس الراغبة فى طريق الكمال فلتجذبنى ورائك فنجرى، بالحق يحبونك. يا الهي محبتك تملاء النفس سلاما وفرحا ونعيم. أجذبنى يارب بربط محبتك وقودنى لدروب التوبة على خطي القديسين، فاحفظ وصاياك وأمنع رجلي عن كل طريق خبيث. ليهبنى إنجيلك روح المحبة والشبع وأجد فيه شبعى وارتواء نفسي ونقاوة فكرى وقداسة عواطفى. فلتحيي يارب نفوسنا بروحك القدوس ولايقوى علينا موت الخطية ولا علي كل شعب، أمين"
من الشعر والادب
" أجذبنى وراك"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أجذبني الهي وراك ومعك نجري
فانت سلامي ومحبتى كل عمري
فلا يعوقنى شئ بعيد عنك يا ربي
مهما طال الدرب ثقتى أنك عوني
يتجدد يوما فيوم بك حبى وشكري
كلامك لهجي وشبعى ونور لدربي
إنجيلك فرحى وعزائي. دستور حبي
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 12/23
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعَ عَشَرَ
مز 97:119-104 (م)
97كَمْ أَحْبَبْتُ شَرِيعَتَكَ! الْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ لَهَجِي. 98وَصِيَّتُكَ جَعَلَتْنِي أَحْكَمَ مِنْ أَعْدَائِي لأَنَّهَا إِلَى الدَّهْرِ هِيَ لِي. 99أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مُعَلِّمِيَّ تَعَقَّلْتُ لأَنَّ شَهَادَاتِكَ هِيَ لَهَجِي. 100أَكْثَرَ مِنَ الشُّيُوخِ فَطِنْتُ لأَنِّي حَفِظْتُ وَصَايَاكَ. 101مِنْ كُلِّ طَرِيقِ شَرٍّ مَنَعْتُ رِجْلَيَّ لِكَيْ أَحْفَظَ كَلاَمَكَ. 102عَنْ أَحْكَامِكَ لَمْ أَمِلْ لأَنَّكَ أَنْتَ عَلَّمْتَنِي. 103مَا أَحْلَى قَوْلَكَ لِحَنَكِي! أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ لِفَمِي. 104مِنْ وَصَايَاكَ أَتَفَطَّنُ لِذَلِكَ أَبْغَضْتُ كُلَّ طَرِيقِ كَذِبٍ.
تأمل..
+ عظمة الله وحلاوة وصاياه.. عظمة وصايا الله وحلاوتها تأتى من عظمة محبة الله وحلاوتها لدى المؤمنين لذلك لا نتوقف عن التأمل فى كلام الله وأذ نلتصق بالرب يسوع المسيح، شمس البر تتحول حياتنا إلى نهارٍ دائمٍ بلا ليل، فنطرح عنا أعمال الظلمة ونتمتع بتلاوة اسمه القدوس كسلاح النور الذي لا تقدر الظلمة أن تجابهه. ونحب وصايا الله ونقبلها في حياتنا كسر حضوره فينا وحضورنا قدامه، نتمتع دومًا بمعيته ويصير اسمه حلوًا في أفواهنا لقد كانت الوصية الإلهية هي سند داود النبى فى غربته وسرّ حكمته حين كان يرعي غنم أبيه في صباه، وهي مرشد له ودليل لاسيما بعد أن دهنه صموئيل النبي ملكًا وحل عليه روح الرب، وكانت ترافقه كل أيام غربته. ارتبط داود بمدرسة الوصية في كل مراحل حياته، لهذا كان ينمو في الحكمة والنعمة. أحب الحق الإلهي الذي نقى قلبه وفكره، فصار أكثر من كل الشيوخ فهمًا فالوصية تهب لمحبيها معرفة وعلمًا وحكمة.
+ روعة الوصية والجهاد الروحي.. ارتباطنا الشخصي بالله إلهنا وباسمه القدوس يعطينا عذوبة خاصة في ممارستنا لوصيته التي بدورها تهبنا حكمة سماوية وفهم وعلينا مقابل هذه العذوبة بالفهم والحكمة والعمل والجهاد في حفظ الوصية والالتزام بناموس الرب. والامتناع عن كل طريق خبيث لكي نتمم مشيئة الله في حياتنا ونحفظ ناموسه، فوصايا الله تدفعنا إلى الجهاد، والجهاد يسندنا لنكتشف جمال الوصايا والناموس فى طاعة كاملة لالهنا المحبوب. الحياة الروحية تتطلب منا الجدية والتغصب وامتناع المؤمن عن سلوك كل طريق خبيث لندخل الطريق الضيق، طريق كلمة الرب المصلوب، ليجد المؤمن مع الضيقة عذوبة فائقة وكلام الله أحلى من العسل والشهد أذ يعطي عذوبة للنفس، فتحول جفاف قلبنا القاسي إلى عذوبة الحب المتسع والمترفق. كأن كلمة الله في عذوبتها تحول المؤمن إلى الحياة العذبة، فيجذب الآخرون للحياة المقدسة. وعندما يختبر المؤمن عذوبة كلمة الله المملؤه حبًا وترفقًا لا يطيق العنف ولا يقبل الظلم.
الجمعة، 19 ديسمبر 2014
آية وقول وحكمة ليوم السبت الموافق 12/20
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ إِلَى الدَّهْرِ لاَ أَنْسَى وَصَايَاكَ لأَنَّكَ بِهَا أَحْيَيْتَنِي. لَكَ أَنَا فَخَلِّصْنِي لأَنِّي طَلَبْتُ وَصَايَاكَ.} (مز 93:119-94)
قول لقديس..
(من يرتب أعماله وأقواله حسب شريعة الله، ويطلب حقوق الله، يحق له أن يقول "لك أنا فخلصني". بطبيعتي أنا عبدك، وبنعمتك أنا ابنك. حسب عمل وصاياك أنا خادمك، وحسب احتمالي مصادمات الأعداء المنظورين وغير المنظورين أنا جندي لك... فخلصني من الهلاك الذي انتظروا أن يلحقوني به، وذلك لأني لحقوقك طلبت، ولشهادتك عرفت.) أنثيموس أسقف أورشليم
حكمة للحياة ..
+ لخلاصك انتظرت يا رب (تك 49 : 18)
I have waited for your salvation, O LORD! (Gen 49 : 18(
صلاة..
" الهي ومخلصى.. أشكرك لانك تهبنى الحياة بالإيمان بك، من خلال كتابك المقدس وروحك القدوس الذى يقودنى لفهم كلامك من خلال أقوال وتفاسير أبائى القديسين عبر تاريخ الكنيسة. كلمتك لي روح وحياة ووصاياك تقودنى للكمال. فلكل كمال رايت منتهي أما وصاياك فواسعة وعميقة وشاملة وتهب الرجاء والسلام والفرح. الهي أشكرك وأصلى لتهبنى نعمة وحكمة وقوة لاسير على خطي ابائى القديسين وأثبت فى الإيمان العامل بالمحبة الي النفس الأخير وأحيا معك وتكون نصيبي على الأرض وفى السماء، أمين"
من الشعر والادب
" ذوقوا ما أطيب يسوع"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أشبعني بحبك من بعد الجوع
أعترف لك ياربى فى خشوع
كلمتك ليّ حياة وفرح وينبوع
لكل كمال منتهى وحد موضوع
وكلمتك بلا حد تشبع الجموع
تدعونا لنحبك فى كل الربوع
ننادى ذوقوا ما أطيب يسوع
قراءة مختارة ليوم
السبت الموافق 12/20
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعَ عَشَرَ
مز 89:119- 96 (ل)
89إِلَى الأَبَدِ يَا رَبُّ كَلِمَتُكَ مُثَبَّتَةٌ فِي السَّمَاوَاتِ. 90إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ أَمَانَتُكَ. أَسَّسْتَ الأَرْضَ فَثَبَتَتْ. 91عَلَى أَحْكَامِكَ ثَبَتَتِ الْيَوْمَ لأَنَّ الْكُلَّ عَبِيدُكَ. 92لَوْ لَمْ تَكُنْ شَرِيعَتُكَ لَذَّتِي لَهَلَكْتُ حِينَئِذٍ فِي مَذَلَّتِي. 93إِلَى الدَّهْرِ لاَ أَنْسَى وَصَايَاكَ لأَنَّكَ بِهَا أَحْيَيْتَنِي. 94لَكَ أَنَا فَخَلِّصْنِي لأَنِّي طَلَبْتُ وَصَايَاكَ. 95إِيَّايَ انْتَظَرَ الأَشْرَارُ لِيُهْلِكُونِي. بِشَهَادَاتِكَ أَفْطَنُ. 96لِكُلِّ كَمَالٍ رَأَيْتُ حَدّاً أَمَّا وَصِيَّتُكَ فَوَاسِعَةٌ جِدّاً.
تأمل..
+ كلمة الله واهبة الحياة.. يصف المرنم لكلمة الله بالثبات وهي تهب الحياة ومتسعة بلا حدود، تعطي النفس سلام داخلي وحياة سماوية مع اتساع محبة بلا حدود، إنها تناسب كل إنسان فى كل العصور. لا تشيخ لأن مواعيد الله ثابتة. الكلمة تناسب كل جيل بكونها "الحق" الذي لا يتغير. قُدم الحق خلال الظلال والرموز في العهد القديم، وجاء في ملء الزمان مُعلنًا بالتجسد الإلهي، لنثبت نحن فيه كما على الصخرة. أن كل خطط الأشرار وعنفهم وممارساتهم لا تدوم وستفشل والباطل ينتهي وتبقى كلمة الرب ثابتة للأبد ومن يتحد بالرب ويطيعه فانه يحيا معه في السمويات (أف 6:2)، وينعم بشركة أمجاده الأبدية.
+ كلمة الرب تناسب الجميع.. كلمة الرب تناسب كل الأجيال، وكل البشرية في ذات الجيل، أيا كانت جنسياتهم أو ثقافتهم أو جنسهم "لأن كل البرايا عبيد لله" ويليق بكل المخلوقات أن تخضع لكلمة الرب بكونهم عبيد الرب. كل الخليقة السماوية والأرضية تخدم الله في النظام الموضوع لها ليحقق أهدافها، فهل يبقى الإنسان وحده ثائرًا ضد الله وعاصيًا خالقه؟ فلنخضع لكلمته ونقبل أحكامه ونخدمه بكل قلوبنا فنثبت إلى الأبد. كما كانت كلمة الله السند الشخصي لداود النبي وسط آلامه ومذلته فتمتع بالرجاء والتعزية. وإذ يدخل المرتل في علاقة شخصية مع الله يقول له "لك أنا"، فلا يقوم خلاصي على أعمال بري ولا جهادي الذاتي، وإنما على عمل الله إذ يقتنينا له ونكون نصيبه وهو نصيبنا. خلال هذه الشركة القائمة على الحب ننشغل بالأكثر بالتمتع بالمعرفة والفهم لوصايا الله.
+ أتساع وكمال كلمة الرب ... ارتباطنا بالوصية على مستوى شخصي وسعينا لصنع ارادة الله ومحبته يدخل بنا إلى كمالٍ لانهائي، فالكلمة الثابتة السماوية تحول القلب إلى سماء لا تعرف حدودًا. ان وصية محبة الله وقريبنا وصية واسعة بلا حدود، لأنها تشمل الكل وإن كان الطريق المؤدي إلى الخلاص ضيق، لكن وصية توسعها للذين يحفظونها، وتجعلهم شجعانًا وأقوياء، وتهبنا حياة أبدية.
آية للتأمل
{ إِلَى الدَّهْرِ لاَ أَنْسَى وَصَايَاكَ لأَنَّكَ بِهَا أَحْيَيْتَنِي. لَكَ أَنَا فَخَلِّصْنِي لأَنِّي طَلَبْتُ وَصَايَاكَ.} (مز 93:119-94)
قول لقديس..
(من يرتب أعماله وأقواله حسب شريعة الله، ويطلب حقوق الله، يحق له أن يقول "لك أنا فخلصني". بطبيعتي أنا عبدك، وبنعمتك أنا ابنك. حسب عمل وصاياك أنا خادمك، وحسب احتمالي مصادمات الأعداء المنظورين وغير المنظورين أنا جندي لك... فخلصني من الهلاك الذي انتظروا أن يلحقوني به، وذلك لأني لحقوقك طلبت، ولشهادتك عرفت.) أنثيموس أسقف أورشليم
حكمة للحياة ..
+ لخلاصك انتظرت يا رب (تك 49 : 18)
I have waited for your salvation, O LORD! (Gen 49 : 18(
صلاة..
" الهي ومخلصى.. أشكرك لانك تهبنى الحياة بالإيمان بك، من خلال كتابك المقدس وروحك القدوس الذى يقودنى لفهم كلامك من خلال أقوال وتفاسير أبائى القديسين عبر تاريخ الكنيسة. كلمتك لي روح وحياة ووصاياك تقودنى للكمال. فلكل كمال رايت منتهي أما وصاياك فواسعة وعميقة وشاملة وتهب الرجاء والسلام والفرح. الهي أشكرك وأصلى لتهبنى نعمة وحكمة وقوة لاسير على خطي ابائى القديسين وأثبت فى الإيمان العامل بالمحبة الي النفس الأخير وأحيا معك وتكون نصيبي على الأرض وفى السماء، أمين"
من الشعر والادب
" ذوقوا ما أطيب يسوع"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أشبعني بحبك من بعد الجوع
أعترف لك ياربى فى خشوع
كلمتك ليّ حياة وفرح وينبوع
لكل كمال منتهى وحد موضوع
وكلمتك بلا حد تشبع الجموع
تدعونا لنحبك فى كل الربوع
ننادى ذوقوا ما أطيب يسوع
قراءة مختارة ليوم
السبت الموافق 12/20
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعَ عَشَرَ
مز 89:119- 96 (ل)
89إِلَى الأَبَدِ يَا رَبُّ كَلِمَتُكَ مُثَبَّتَةٌ فِي السَّمَاوَاتِ. 90إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ أَمَانَتُكَ. أَسَّسْتَ الأَرْضَ فَثَبَتَتْ. 91عَلَى أَحْكَامِكَ ثَبَتَتِ الْيَوْمَ لأَنَّ الْكُلَّ عَبِيدُكَ. 92لَوْ لَمْ تَكُنْ شَرِيعَتُكَ لَذَّتِي لَهَلَكْتُ حِينَئِذٍ فِي مَذَلَّتِي. 93إِلَى الدَّهْرِ لاَ أَنْسَى وَصَايَاكَ لأَنَّكَ بِهَا أَحْيَيْتَنِي. 94لَكَ أَنَا فَخَلِّصْنِي لأَنِّي طَلَبْتُ وَصَايَاكَ. 95إِيَّايَ انْتَظَرَ الأَشْرَارُ لِيُهْلِكُونِي. بِشَهَادَاتِكَ أَفْطَنُ. 96لِكُلِّ كَمَالٍ رَأَيْتُ حَدّاً أَمَّا وَصِيَّتُكَ فَوَاسِعَةٌ جِدّاً.
تأمل..
+ كلمة الله واهبة الحياة.. يصف المرنم لكلمة الله بالثبات وهي تهب الحياة ومتسعة بلا حدود، تعطي النفس سلام داخلي وحياة سماوية مع اتساع محبة بلا حدود، إنها تناسب كل إنسان فى كل العصور. لا تشيخ لأن مواعيد الله ثابتة. الكلمة تناسب كل جيل بكونها "الحق" الذي لا يتغير. قُدم الحق خلال الظلال والرموز في العهد القديم، وجاء في ملء الزمان مُعلنًا بالتجسد الإلهي، لنثبت نحن فيه كما على الصخرة. أن كل خطط الأشرار وعنفهم وممارساتهم لا تدوم وستفشل والباطل ينتهي وتبقى كلمة الرب ثابتة للأبد ومن يتحد بالرب ويطيعه فانه يحيا معه في السمويات (أف 6:2)، وينعم بشركة أمجاده الأبدية.
+ كلمة الرب تناسب الجميع.. كلمة الرب تناسب كل الأجيال، وكل البشرية في ذات الجيل، أيا كانت جنسياتهم أو ثقافتهم أو جنسهم "لأن كل البرايا عبيد لله" ويليق بكل المخلوقات أن تخضع لكلمة الرب بكونهم عبيد الرب. كل الخليقة السماوية والأرضية تخدم الله في النظام الموضوع لها ليحقق أهدافها، فهل يبقى الإنسان وحده ثائرًا ضد الله وعاصيًا خالقه؟ فلنخضع لكلمته ونقبل أحكامه ونخدمه بكل قلوبنا فنثبت إلى الأبد. كما كانت كلمة الله السند الشخصي لداود النبي وسط آلامه ومذلته فتمتع بالرجاء والتعزية. وإذ يدخل المرتل في علاقة شخصية مع الله يقول له "لك أنا"، فلا يقوم خلاصي على أعمال بري ولا جهادي الذاتي، وإنما على عمل الله إذ يقتنينا له ونكون نصيبه وهو نصيبنا. خلال هذه الشركة القائمة على الحب ننشغل بالأكثر بالتمتع بالمعرفة والفهم لوصايا الله.
+ أتساع وكمال كلمة الرب ... ارتباطنا بالوصية على مستوى شخصي وسعينا لصنع ارادة الله ومحبته يدخل بنا إلى كمالٍ لانهائي، فالكلمة الثابتة السماوية تحول القلب إلى سماء لا تعرف حدودًا. ان وصية محبة الله وقريبنا وصية واسعة بلا حدود، لأنها تشمل الكل وإن كان الطريق المؤدي إلى الخلاص ضيق، لكن وصية توسعها للذين يحفظونها، وتجعلهم شجعانًا وأقوياء، وتهبنا حياة أبدية.
الأربعاء، 17 ديسمبر 2014
فكرة لليوم ولكل يوم
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
راقب ووجه افكارك فانها ستتحول الي أفعال، أضبط أفعالك لانها ستصير عادات، غير عاداتك للأفضل فانها ستكون حياتك، لتكن حياتك سامية مقدسة لتحصد حياة أبدية .
(1) حياة أفضل
جاء السيد المسيح الينا لتكون لنا حياة أفضل{ اما انا فقد اتيت لتكون لهم حياة و ليكون لهم افضل} (يو 10 :10) وأنت/ى الذى يقرر ويقبل الحياة الأفضل. فلنفكر فيما هو أفضل لنا ونعمل أجله والله يقود خطواتنا فهو الطريق والحق والحياة. نزرع اليوم وكل يوم أفكار إيجابية ومقدسة وخيرة ونعمل الخير لنا وللغير لنحصد أعمال صالحة وعادات مقدسة ونمسك بالحياة الأبدية التى دعُينا اليها.
................................
(2) ليكن لك هدف
ان اردت ان تنجح فانظر للامس بعين الصفح وللغد بعين الرجاء ولاسفل بعين الشفقة ولفوق بعين الايمان والشكر .ليكن لك هدف تسعي اليه ورسالة تؤديها وتكيف بمهارة مع مختلف الظروف التي تفرضها عليك الحياة.
....................................
(3) أستمتع بجمال اليوم
أفضل طريقة للتحضير للمستقبل هى توجيه طاقاتك الممكنة لعمل اليوم . لا تحزن علي ما مضي لانه قد انقضى ولا تقلق علي الغد لانه لم يولد بعد واستمتع بجمال اليوم واعمل الخير فيدوم واحصل علي سعادتك من ابسط الاشياء في يومك. الغنى ليس في كثرة الممتلكات بل في قلة الاحتياجات. من يتعود علي القناعة يري الحرية في ان لا يمتلك الكثير بل في الرضي بالقليل مع الايمان بالله والثقة به وان تقرر اليوم ان تحيا سعيد.. نصلي ان يكون يومكم سعيد
...................
(4) أقبل ذاتك
الله يريد ان الجميع يخلصون والى معرفة الحق يقبلون، وفى محبته يقبل جميع انواع الشخصيات ويقدسها، وعلينا أن نقبل أنفسنا ونثقلها، نعرف ما يمكننا ان نعدله فينا من ضعفات ونطور يوما فيوم من ذواتنا للأفضل ونقبل ما لا نستطيع تغيره كنعمة من الله ونقبل الاخرين كما هم ونفهمهم ونحترمهم ونأخذ بايديهم ونسير معا فى تعاون وتفاهم نحو غدا أفضل.
.....................
(5) عليك بالصبر
نغرس البذور وعلينا ان نتعهدها لتنمو وتأتي بالثمر؛ علينا ان نتحلي بالصبر وضبط النفس واللطف ونكتسبه بالممارسة. اصبر علي غضبك، دقائق متذكرا صبر الله عليك تقي نفسك من شر الندم ايام وشهور. ستحصل علي الكتاكيت ان صبرت علي البيض
حتى يفقس لا بان تكسر البيض وتخرج صغار الفراخ .الحليم خير من القوى ومالك نفسه خير من من يملك مدينة
................
(6) قوة الإيمان
الإيمان قوة تعين المؤمن على تحقيق أهدافه ويمنحه حياة السلام والأطمئنان والفرح.
ثق ان الله موجود ويحبك ويغفر خطاياك يرحمك ويعينك. وكل شئ مستطاع للمؤمن. ثق في نفسك وفى قدرتك على تخطي الصعاب بنجاح وعلى تحقيق أهدافك بالعمل والمثابرة والجهاد انت تستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقويك. ثق ان الله معك وسيقودك فى موكب نصرته. بالإيمان تحقق الحياة الأفضل التى ترجوها وتستحقها.
.......................
(7) قوة الرجاء ..
ليكن لنا رجاء فى الله وأمل فى مستقبل أفضل وثقة في الله الذى يعيننا على تحقيق أمالنا. ليكن لكل منا حلم عظيم يسعي للوصول اليه ونثق إن لنا رب كريم يريد لنا الأفضل ويهبنا الحكمة والقدرة والقوة للوصول الى أهدافنا السامية { فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة} (رو 12 : 12). نحن { مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها} (اف 2 : 1). فلنتمسك بالرجاء وليكن لدينا أمل بغد أفضل يمتد بنا ليصل الى الأبدية السعيدة { لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين} (عب 10 : 23). لنثق فى أنفسنا ونعمل بثقة وأمل فى الله الذى يعطينا النجاح { اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني} (نح 2 :20).
راقب ووجه افكارك فانها ستتحول الي أفعال، أضبط أفعالك لانها ستصير عادات، غير عاداتك للأفضل فانها ستكون حياتك، لتكن حياتك سامية مقدسة لتحصد حياة أبدية .
(1) حياة أفضل
جاء السيد المسيح الينا لتكون لنا حياة أفضل{ اما انا فقد اتيت لتكون لهم حياة و ليكون لهم افضل} (يو 10 :10) وأنت/ى الذى يقرر ويقبل الحياة الأفضل. فلنفكر فيما هو أفضل لنا ونعمل أجله والله يقود خطواتنا فهو الطريق والحق والحياة. نزرع اليوم وكل يوم أفكار إيجابية ومقدسة وخيرة ونعمل الخير لنا وللغير لنحصد أعمال صالحة وعادات مقدسة ونمسك بالحياة الأبدية التى دعُينا اليها.
................................
(2) ليكن لك هدف
ان اردت ان تنجح فانظر للامس بعين الصفح وللغد بعين الرجاء ولاسفل بعين الشفقة ولفوق بعين الايمان والشكر .ليكن لك هدف تسعي اليه ورسالة تؤديها وتكيف بمهارة مع مختلف الظروف التي تفرضها عليك الحياة.
....................................
(3) أستمتع بجمال اليوم
أفضل طريقة للتحضير للمستقبل هى توجيه طاقاتك الممكنة لعمل اليوم . لا تحزن علي ما مضي لانه قد انقضى ولا تقلق علي الغد لانه لم يولد بعد واستمتع بجمال اليوم واعمل الخير فيدوم واحصل علي سعادتك من ابسط الاشياء في يومك. الغنى ليس في كثرة الممتلكات بل في قلة الاحتياجات. من يتعود علي القناعة يري الحرية في ان لا يمتلك الكثير بل في الرضي بالقليل مع الايمان بالله والثقة به وان تقرر اليوم ان تحيا سعيد.. نصلي ان يكون يومكم سعيد
...................
(4) أقبل ذاتك
الله يريد ان الجميع يخلصون والى معرفة الحق يقبلون، وفى محبته يقبل جميع انواع الشخصيات ويقدسها، وعلينا أن نقبل أنفسنا ونثقلها، نعرف ما يمكننا ان نعدله فينا من ضعفات ونطور يوما فيوم من ذواتنا للأفضل ونقبل ما لا نستطيع تغيره كنعمة من الله ونقبل الاخرين كما هم ونفهمهم ونحترمهم ونأخذ بايديهم ونسير معا فى تعاون وتفاهم نحو غدا أفضل.
.....................
(5) عليك بالصبر
نغرس البذور وعلينا ان نتعهدها لتنمو وتأتي بالثمر؛ علينا ان نتحلي بالصبر وضبط النفس واللطف ونكتسبه بالممارسة. اصبر علي غضبك، دقائق متذكرا صبر الله عليك تقي نفسك من شر الندم ايام وشهور. ستحصل علي الكتاكيت ان صبرت علي البيض
حتى يفقس لا بان تكسر البيض وتخرج صغار الفراخ .الحليم خير من القوى ومالك نفسه خير من من يملك مدينة
................
(6) قوة الإيمان
الإيمان قوة تعين المؤمن على تحقيق أهدافه ويمنحه حياة السلام والأطمئنان والفرح.
ثق ان الله موجود ويحبك ويغفر خطاياك يرحمك ويعينك. وكل شئ مستطاع للمؤمن. ثق في نفسك وفى قدرتك على تخطي الصعاب بنجاح وعلى تحقيق أهدافك بالعمل والمثابرة والجهاد انت تستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقويك. ثق ان الله معك وسيقودك فى موكب نصرته. بالإيمان تحقق الحياة الأفضل التى ترجوها وتستحقها.
.......................
(7) قوة الرجاء ..
ليكن لنا رجاء فى الله وأمل فى مستقبل أفضل وثقة في الله الذى يعيننا على تحقيق أمالنا. ليكن لكل منا حلم عظيم يسعي للوصول اليه ونثق إن لنا رب كريم يريد لنا الأفضل ويهبنا الحكمة والقدرة والقوة للوصول الى أهدافنا السامية { فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة} (رو 12 : 12). نحن { مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها} (اف 2 : 1). فلنتمسك بالرجاء وليكن لدينا أمل بغد أفضل يمتد بنا ليصل الى الأبدية السعيدة { لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين} (عب 10 : 23). لنثق فى أنفسنا ونعمل بثقة وأمل فى الله الذى يعطينا النجاح { اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني} (نح 2 :20).
الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014
آية وقول وحكمة ليوم الاربعاء الموافق 12/17
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ تَاقَتْ نَفْسِي إِلَى خَلاَصِكَ. كَلاَمَكَ انْتَظَرْتُ.} (مز 81:119)
قول لقديس..
( هذا هى ذبيحة التسبيح، أن ترد الشكر لله الذي أعطاك الصالحات، وبرحمته غفر لك شرورك. بهذه الرائحة الذكية يُسر الله) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ كما يشتاق الايل الى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي اليك يا الله (مز 42 : 1)
As the deer pants for the water brooks, So pants my soul for You, O God (Psa 42 : 1)
صلاة..
" أيها الرب الهي.. أقدم لك الشكر على محبتك ورعايتك لنا على مر السنين. أشكر لرحمتك المتجدده كل صباح وعلى نعمتك الغنية وسط ضيقات وتجارب الحياة أراك يا سيدى تتقدمنى حاملا الصليب قائلا لي : أتبعنى أنت. فاتبعك يا الهي فانت لي الطريق والحق والحياة وفى الطريق تكون لي الرفيق والصديق، وعندما أتعب اراك سيدى تحملنى على كتفيك وتشبعنى من محبتك وتروينى بدسم نعمتك وتحارب حروبى وتنتصر لي على قوات الشر الروحية وتفتح لي دوما ابواب الرجاء والسلام والتسبيح والفرح. الهي ما أعظمك"
من الشعر والادب
" نبع المحبة والسلام"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
يالهي انت ليّ نبع المحبة والسلام والعطاء
وقت ضعفى ، انت لي عونا وقوة وفداء
وفى مرضى أو جراحي، انت معطى الشفاء
وسط حزنى وفى ضيقى، انت لي كل العزاء
فى أضطرابى وفى قلقى، انت مصدر صفاء
عندما تعوزنى حكمة، أنت حكمتى و الدواء
عندما تغرب حياتى ، يحلو معك ليّ اللقاء
قراءة مختارة ليوم
الاربعاء الموافق 12/17
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعَ عَشَرَ
مز 81:119- 88 (ك)
81تَاقَتْ نَفْسِي إِلَى خَلاَصِكَ. كَلاَمَكَ انْتَظَرْتُ. 82كَلَّتْ عَيْنَايَ مِنَ النَّظَرِ إِلَى قَوْلِكَ فَأَقُولُ: «مَتَى تُعَزِّينِي؟» 83لأَنِّي قَدْ صِرْتُ كَزِقٍّ فِي الدُّخَانِ. أَمَّا فَرَائِضُكَ فَلَمْ أَنْسَهَا. 84كَمْ هِيَ أَيَّامُ عَبْدِكَ؟ مَتَى تُجْرِي حُكْماً عَلَى مُضْطَهِدِيَّ؟ 85الْمُتَكَبِّرُونَ قَدْ كَرُوا لِي حَفَائِرَ. ذَلِكَ لَيْسَ حَسَبَ شَرِيعَتِكَ. 86كُلُّ وَصَايَاكَ أَمَانَةٌ. زُوراً يَضْطَهِدُونَنِي. أَعِنِّي. 87لَوْلاَ قَلِيلٌ لَأَفْنُونِي مِنَ الأَرْضِ. أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَتْرُكْ وَصَايَاكَ. 88حَسَبَ رَحْمَتِكَ أَحْيِنِي فَأَحْفَظَ شَهَادَاتِ فَمِكَ.
تأمل..
+ الشوق الى الخلاص.. أحاطت الضيقات والتجارب بداود النبي ووسط الضيقات اشتاقت نفسه إلى المخلص القادم حسب الوعد الإلهي، فهو وحده يهتم بنا وعلينا ان نثق بكلامه. ان الانبياء والصديقين قبل ميلاد السيد المسيح،اشتهوا مجئ الرب وتجسده أما في هذه الأيام فنصلي ونتوق إلى ظهور الله ليدين الأحياء والأموات. نحن نرجو تعزية الروح القدس طالبين أستجابة صلواتنا ليتدخل الرب فى الوقت المناسب. أذ اشتدت الضيقة بالمرنم كاد أن ييأس لولا رجاءه في وعود الله بالخلاص ومع ما بلغه المرتل من حزنٍ شديدٍ وكآبة قلب حتى شبّه نفسه بالزق، إلا أنه بقي أمينًا في ثقته في مواعيد الله منتظرًا خلاص الله القادم حتما.
+ معونة الله علي مؤامرات الأشرار.. مع اشتياق المرنم للخلاص من الضيقات وطول انتظاره لمجئ المخلص وتمتعه بتعزياته يشعر المرتل بالمرارة التي تحل به بسبب مؤامرات الأشرار وافتراءاتهم وخداعاتهم، مقارنًا بين كلماتهم المهلكة وكلمة الله الواهبة الحياة. ويطلب المرتل مراحم الله بحديثه عن قصر أيام غربته، فإن حياته الزمنية تفنى سريعًا وها هي أحزان العدو بالأكثر تدمرها، لذا يطلب نجدة الله وسرعة تدخله ليرى عجائبه قبل رحيله. إنه يصرخ طالبًا عدل الله ضد عدو الخير وضد أعماله الشريرة. نحن نحتاج إلى معونة الله كي نجاهد من أجل الحق وتنفيذ وصايا الله ولكي نبتعد عن شهوات العالم وشروره منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح الواهب الحياة، ومتذوقين كلمة الله الحية الثابتة فى رجاء ثابت بالله.
الأربعاء، 10 ديسمبر 2014
آية وقول وحكمة ليوم الخميس الموافق 12/11
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ فَلْتَصِرْ رَحْمَتُكَ لِتَعْزِيَتِي حَسَبَ قَوْلِكَ لِعَبْدِكَ.} (مز 119 : 76)
قول لقديس..
( يوجد من ينطق بشيء من الحق يدخل قلبك، فلا يقف الأمر عند ضجيج الكلمات التي تضرب أذنك، بل يوجد شيء من الحق يدخل قلبك. يوجد من يتحدث مع قلبك وأنت لا تراه. إن كان لكم فهم يا إخوة فالحديث موجه إلى القلب. الفهم هو عطية القلب. من ينطق بهذا في قلوبكم إلا ذاك الذي يُوجه إليه المزمور: "فهمني فأتعلم وصاياك"؟) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي (مز 94 : 19)
In the multitude of my anxieties within me, Your comforts delight my soul (Psa 94 : 19)
صلاة..
" أيها الرب، أنت الهي فهمني وصاياك وأحكامك، هب لروحي حرارة ولقلبى عواطف صادقة ومحبة طاهرة تجاه الجميع ولعقلى فهم فاحفظ وصاياك وأعمل بها. كن أنت تعزيني وفرحي فاستطيع ان أعزى غيرى بنعمة روحك القدوس ، وعندما تسمح بالضيقات أن تأتى علي فهبنى نعمة وحكمة وقوة وأحطنى برعاياتك الأمينة لكي لا أعثر وهبنى علما ومعرفة
لاصبر الي المنتهي وأمنحنى رحمتك الغنية وتعزية روحك القدوس لكي اشكرك وأسبحك فى الضيق والسعة، وتكون أنت سلامي وفرحي ونصرتى كل الأيام، أمين"
من الشعر والادب
" أوصل بالسفينة"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
وأنت مسافر فى بحر الحياة الخطير
تلاقى أمواج ورياح عليك تثور كتير
قول يارب علمنى أزى السفينة أدير؟
وأدينى حكمة ونعمة وقوة دا انت قدير
أوصل بالسفينة لبر هادى بدون تأخير
مكونش للقلق والاحزان فى يوم أسير
انا غالي عليك وانت حكيم فى التدبير
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 12/11
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعَ عَشَرَ
مز 73:119-80 (ي)
73يَدَاكَ صَنَعَتَانِي وَأَنْشَأَتَانِي. فَهِّمْنِي فَأَتَعَلَّمَ وَصَايَاكَ. 74مُتَّقُوكَ يَرُونَنِي فَيَفْرَحُونَ لأَنِّي انْتَظَرْتُ كَلاَمَكَ. 75قَدْ عَلِمْتُ يَا رَبُّ أَنَّ أَحْكَامَكَ عَدْلٌ وَبِالْحَقِّ أَذْلَلْتَنِي. 76فَلْتَصِرْ رَحْمَتُكَ لِتَعْزِيَتِي حَسَبَ قَوْلِكَ لِعَبْدِكَ. 77لِتَأْتِنِي مَرَاحِمُكَ فَأَحْيَا لأَنَّ شَرِيعَتَكَ هِيَ لَذَّتِي. 78لِيَخْزَ الْمُتَكَبِّرُونَ لأَنَّهُمْ زُوراً افْتَرُوا عَلَيَّ. أَمَّا أَنَا فَأُنَاجِي بِوَصَايَاكَ. 79لِيَرْجِعْ إِلَيَّ مُتَّقُوكَ وَعَارِفُو شَهَادَاتِكَ. 80لِيَكُنْ قَلْبِي كَامِلاً فِي فَرَائِضِكَ لِكَيْ لاَ أَخْزَى.
تأمل..
+ أحكام الله وعدله ... يصلى داود طالبا من الله ان يفهمه أحكامه ويعرفه طرقه، وان كنا بعيون الإيمان لا نشك قط في عدالة الله ورحمته وحبه اللانهائي ورعايته. الضيقة تدفع المرتل إلى طلب كشف حكمة الخالق والآب السماوي له رغبة في الفهم والتعلم. وان كان الفخاري يعتز بالآناء الخزفي الذي يشكّله من الطين فبالأولى الله الذي أقام آدم من التراب وصوّره على صورته ومثاله، ووهبه عطية العقل والإدراك فهو يقدم لنا علمًا وفهمًا متزايدًا لندرك أسرار حكمته وإذ يتطلع خائفوا الرب إلى داود يجدون فيه مثلاً حيًا للحوار مع الله وسط الآلام فيفرحون ويطمئنون، مشاركين إياه ثقته في الرب. فعلامة الشركة الحقيقية أن أي تعزية لعضو في وسط آلامه تفرح معه خائفوا الرب.
+ الرحمة والتعزية ... فى وسط الضيقة نرى مراحم الله وتعزيته لنا. لم يطلب المرتل من الله أن يرفع عنه عصا التأديب، إنما طلب ألا يُحرم من رحمة الله التي يقدمها كوعد منه لكل مؤمن {مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، أبو الرأفة وإله كل تعزية، الذي يعزينا في كل ضيقتنا} ( 2كو3:1-4). وينسب كل تعزية إلى نعمة الله السخية المجانية لا إلى قدراته الفكرية أو إرادته القوية، فإنه يشعر بالدين بحياته كلها لرأفات الله؛ وبناموسه يتأمل ويدرس ويتلذذ. أما المتكبرين الذين يفترون على المرتل ويضيقون عليه ويدبروا المؤامرات ضده فان الله يخزى خططهم، بينما ينهمك المرتل في الجهاد في تنفيذ الوصية الإلهية بغير ارتباك ويدعو خائفي الرب كي يجتمعوا معه في الإيمان فينعموا بتعزيات الله ورأفاته ويطلب ان يتوب عن خطاياه، وينمو فى طريق القداسة والكمال النسبى الذى دعانا الله الله القدوس.
آية للتأمل
{ فَلْتَصِرْ رَحْمَتُكَ لِتَعْزِيَتِي حَسَبَ قَوْلِكَ لِعَبْدِكَ.} (مز 119 : 76)
قول لقديس..
( يوجد من ينطق بشيء من الحق يدخل قلبك، فلا يقف الأمر عند ضجيج الكلمات التي تضرب أذنك، بل يوجد شيء من الحق يدخل قلبك. يوجد من يتحدث مع قلبك وأنت لا تراه. إن كان لكم فهم يا إخوة فالحديث موجه إلى القلب. الفهم هو عطية القلب. من ينطق بهذا في قلوبكم إلا ذاك الذي يُوجه إليه المزمور: "فهمني فأتعلم وصاياك"؟) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي (مز 94 : 19)
In the multitude of my anxieties within me, Your comforts delight my soul (Psa 94 : 19)
صلاة..
" أيها الرب، أنت الهي فهمني وصاياك وأحكامك، هب لروحي حرارة ولقلبى عواطف صادقة ومحبة طاهرة تجاه الجميع ولعقلى فهم فاحفظ وصاياك وأعمل بها. كن أنت تعزيني وفرحي فاستطيع ان أعزى غيرى بنعمة روحك القدوس ، وعندما تسمح بالضيقات أن تأتى علي فهبنى نعمة وحكمة وقوة وأحطنى برعاياتك الأمينة لكي لا أعثر وهبنى علما ومعرفة
لاصبر الي المنتهي وأمنحنى رحمتك الغنية وتعزية روحك القدوس لكي اشكرك وأسبحك فى الضيق والسعة، وتكون أنت سلامي وفرحي ونصرتى كل الأيام، أمين"
من الشعر والادب
" أوصل بالسفينة"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
وأنت مسافر فى بحر الحياة الخطير
تلاقى أمواج ورياح عليك تثور كتير
قول يارب علمنى أزى السفينة أدير؟
وأدينى حكمة ونعمة وقوة دا انت قدير
أوصل بالسفينة لبر هادى بدون تأخير
مكونش للقلق والاحزان فى يوم أسير
انا غالي عليك وانت حكيم فى التدبير
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 12/11
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعَ عَشَرَ
مز 73:119-80 (ي)
73يَدَاكَ صَنَعَتَانِي وَأَنْشَأَتَانِي. فَهِّمْنِي فَأَتَعَلَّمَ وَصَايَاكَ. 74مُتَّقُوكَ يَرُونَنِي فَيَفْرَحُونَ لأَنِّي انْتَظَرْتُ كَلاَمَكَ. 75قَدْ عَلِمْتُ يَا رَبُّ أَنَّ أَحْكَامَكَ عَدْلٌ وَبِالْحَقِّ أَذْلَلْتَنِي. 76فَلْتَصِرْ رَحْمَتُكَ لِتَعْزِيَتِي حَسَبَ قَوْلِكَ لِعَبْدِكَ. 77لِتَأْتِنِي مَرَاحِمُكَ فَأَحْيَا لأَنَّ شَرِيعَتَكَ هِيَ لَذَّتِي. 78لِيَخْزَ الْمُتَكَبِّرُونَ لأَنَّهُمْ زُوراً افْتَرُوا عَلَيَّ. أَمَّا أَنَا فَأُنَاجِي بِوَصَايَاكَ. 79لِيَرْجِعْ إِلَيَّ مُتَّقُوكَ وَعَارِفُو شَهَادَاتِكَ. 80لِيَكُنْ قَلْبِي كَامِلاً فِي فَرَائِضِكَ لِكَيْ لاَ أَخْزَى.
تأمل..
+ أحكام الله وعدله ... يصلى داود طالبا من الله ان يفهمه أحكامه ويعرفه طرقه، وان كنا بعيون الإيمان لا نشك قط في عدالة الله ورحمته وحبه اللانهائي ورعايته. الضيقة تدفع المرتل إلى طلب كشف حكمة الخالق والآب السماوي له رغبة في الفهم والتعلم. وان كان الفخاري يعتز بالآناء الخزفي الذي يشكّله من الطين فبالأولى الله الذي أقام آدم من التراب وصوّره على صورته ومثاله، ووهبه عطية العقل والإدراك فهو يقدم لنا علمًا وفهمًا متزايدًا لندرك أسرار حكمته وإذ يتطلع خائفوا الرب إلى داود يجدون فيه مثلاً حيًا للحوار مع الله وسط الآلام فيفرحون ويطمئنون، مشاركين إياه ثقته في الرب. فعلامة الشركة الحقيقية أن أي تعزية لعضو في وسط آلامه تفرح معه خائفوا الرب.
+ الرحمة والتعزية ... فى وسط الضيقة نرى مراحم الله وتعزيته لنا. لم يطلب المرتل من الله أن يرفع عنه عصا التأديب، إنما طلب ألا يُحرم من رحمة الله التي يقدمها كوعد منه لكل مؤمن {مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، أبو الرأفة وإله كل تعزية، الذي يعزينا في كل ضيقتنا} ( 2كو3:1-4). وينسب كل تعزية إلى نعمة الله السخية المجانية لا إلى قدراته الفكرية أو إرادته القوية، فإنه يشعر بالدين بحياته كلها لرأفات الله؛ وبناموسه يتأمل ويدرس ويتلذذ. أما المتكبرين الذين يفترون على المرتل ويضيقون عليه ويدبروا المؤامرات ضده فان الله يخزى خططهم، بينما ينهمك المرتل في الجهاد في تنفيذ الوصية الإلهية بغير ارتباك ويدعو خائفي الرب كي يجتمعوا معه في الإيمان فينعموا بتعزيات الله ورأفاته ويطلب ان يتوب عن خطاياه، وينمو فى طريق القداسة والكمال النسبى الذى دعانا الله الله القدوس.
الرحمة
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
رحمة الله وحنانه على الجميع..
+ ان الرحمة صفة ثابته من صفات الله وتنبع من أبّوته ومحبته للبشر{محبة ابدية احببتك من اجل ذلك ادمت لك الرحمة (ار 31 : 3). فهو الذى قال قديما { الرب الرب اله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان و الوفاء} (خر 34 6). وبهذه الرحمة رتل المرنم قائلاً {الرب بارّ في كل طرقه ورحيم في كل اعماله} (مز 145 : 17). بمراحم الله يصبر ويطيل روحه على الخطاة { انه من احسانات الرب اننا لم نفن لان مراحمه لا تزول. جديدة في كل صباح كثيرة امانتك. نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه. طيب هو الربّ للذين يترجّونه للنفس التي تطلبه} مرا 22:3-25. وحتى نتمتع بمراحم الله يجب علينا ان نكون رحومين على الجميع { طوبى للرحماء لانهم يرحمون} (مت 5 : 7).وهذا ما يطلبه منا الله { وقد اخبرك ايها الانسان ما هو صالح و ماذا يطلبه منك الرب الا ان تصنع الحقّ وتحب الرحمة وتسلك متواضعا مع الهك} (مي 6 : 8).
+ جاء الينا السيد المسيح على الارض وهو الاله الظاهر فى الجسد ، ليعلن لنا رحمة الله الكاملة والتى تبحث عن الخطاة لتردهم وعن المقيدين لتحررهم وعن منكسري القلوب ليشفيهم . لقد تشدق البعض برحمة الله دون ان يعوا اعماق هذه الرحمة المعلنة لنا فى المسيح يسوع ربنا { مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حيّ بقيامة يسوع المسيح من الاموات. لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لاجلكم}( 1بط 3:1-4). ولقد لخص السيد المسيح عمله على الارض بتتميم نبؤة اشعياء النبى {روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية. واكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم}( لو 18:4-21). ولقد اعطى المخلص الويل للكتبة والفرّيسيون المراؤون لتركهم الرحمة والحق والايمان{ ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم اثقل الناموس الحق والرحمة والايمان كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك} (مت 23 : 23).
+ من رحمة الله اعلانه عن محبته للخطاة لا بالكلام بل بالعمل والحقّ ، لقد وجد فيه الخطاة صديقا واباً ومدافعاً عنهم وكان يهدف بذلك الى إعلان رحمة الله الغافرة والمغيّرة والمحررة التى تقبل الخطاة لا كعبيد بل ابناء محبوبين فى الرب . كان العشارون والخطاة مكروهين ومنبوذين فى المجتمع فاعلن لهم محبته وسعى لتغييرهم . لقد جذب الكثيرين بشبكة محبته الإلهية وعندما تذمٌر عليه الكتبة والفريسيون دافع عنهم قائلاً { لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة} (مر 2 : 17). لقد أستطاع ان ينزع محبة المال من قلوب العشارين القاسية كمتى وزكا العشار بمحبته الغامرة والغافرة . ودافع عن المرأة الخاطئة { وقدم اليه الكتبة والفريسيون امرأة امسكت في زنا ولما اقاموها في الوسط. قالوا له يا معلم هذه المراة امسكت وهي تزني في ذات الفعل. وموسى في الناموس اوصانا ان مثل هذه ترجم فماذا تقول انت. قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه واما يسوع فانحنى الى اسفل وكان يكتب باصبعه على الارض. ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر. ثم انحنى ايضا الى اسفل وكان يكتب على الارض. واما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكتهم خرجوا واحدا فواحدا مبتدئين من الشيوخ الى الاخرين وبقي يسوع وحده والمراة واقفة في الوسط. فلما انتصب يسوع ولم ينظر احدا سوى المراة قال لها يا امراة اين هم اولئك المشتكون عليك اما دانك احد. فقالت لا احد يا سيد فقال لها يسوع ولا انا ادينك اذهبي ولا تخطئي ايضا} يو3:8-11. لقد أظهر لهؤلاء خطاياهم التى سترها الله فرجعوا وتركوا المراة لحال سبيلها . وفي مثَل الخروف الضائع أعلن لنا أن كل إنسان خاطئ بعيد عن الخلاص إنما يمثله ذلك الخروف الضائع ، الذي يخرج الله الراعي الصالح للبحث عنه تاركاً التسعة والتسعين من أجل إيجاده وإعادته إلى حظيرة الخراف. وأكد له المجد هذه الفكرة بقوله في نهاية المثل {هكذا يكون فرحٌ في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين لا يحتاجون إلى توبة }( لو15: 1-7 ) .
الرحمة فى حياة السيد المسيح..
+ الله هو هو أمس واليوم والى الأبد .. مازالت مراحمه جديدة علينا كل صباح سواء شعرنا بها وشكرناه عليها او نسيناها . وعندما تجسّد السيد المسيح صار لنا قدوة ومثالا فى الرحمة والمحبة . من مراحم الله انه يهتم باشباع اجسادنا ونفوسنا وارواحنا . يجول يصنع خيراً ويشفي كل مرض وضعف فى الشعب ويهتم بالتعليم وأشباع الجموع الجائعة ولازال {فلما خرج يسوع رأى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا. و بعد ساعات كثيرة تقدم اليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء والوقت مضى. اصرفهم لكي يمضوا الى الضياع والقرى حوالينا ويبتاعوا لهم خبزا لان ليس عندهم ما يأكلون. فاجاب وقال لهم اعطوهم انتم لياكلوا فقالوا له انمضي ونبتاع خبزا بمئتي دينار ونعطيهم لياكلوا. فقال لهم كم رغيفا عندكم اذهبوا وانظروا ولما علموا قالوا خمسة وسمكتان. فامرهم ان يجعلوا الجميع يتكئون رفاقا رفاقا على العشب الاخضر.فاتكاوا صفوفا صفوفا مئة مئة وخمسين خمسين. فاخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك ثم كسر الارغفة واعطى تلاميذه ليقدموا اليهم وقسم السمكتين للجميع. فاكل الجميع وشبعوا.ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوة ومن السمك. وكان الذين اكلوا من الارغفة نحو خمسة الاف رجل} مر35:6-44 .
+ لقد تحنن الرب على العميان ووهب لهم النظر وتحنّن على الجهال ووهب لهم حكمة واستنارة {وجاؤوا الى اريحا وفيما هو خارج من اريحا مع تلاميذه وجمع غفير كان بارتيماوس الاعمى ابن تيماوس جالسا على الطريق يستعطي. فلما سمع انه يسوع الناصري ابتدأ يصرخ ويقول يا يسوع ابن داود ارحمني. فانتهره كثيرون ليسكت فصرخ اكثر كثيرا يا ابن داود ارحمني. فوقف يسوع وامر ان ينادى فنادوا الاعمى قائلين له ثق قم هوذا يناديك. فطرح رداءه وقام وجاء الى يسوع. فاجاب يسوع وقال له ماذا تريد ان افعل بك فقال له الاعمى يا سيدي ان ابصر. فقال له يسوع اذهب ايمانك قد شفاك فللوقت ابصر وتبع يسوع في الطريق} مر46:10-52. ان الله يريد ان يفتح أعين بصيرتنا الداخلية لنعاين مجده ومحبته ورحمته فهل نصرخ اليه بثقة طالبين الرحمة ؟ ليتنا نصلى من القلب مع داود النبى قائلين {ارحمني يا الله حسب رحمتك ، حسب كثرة رافتك امح معاصي }(مز 51 : 1).
+ تحنن السيد الرب جعله يقيم الاموات . فتحنن على أرملة نايين فأقام من الموت ابنها وحيدها { وفي اليوم التالي ذهب الى مدينة تدعى نايين وذهب معه كثيرون من تلاميذه وجمع كثير. فلما اقترب الى باب المدينة اذا ميت محمول ابن وحيد لأمه وهي ارملة ومعها جمع كثير من المدينة. فلما رأها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي. ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون فقال ايها الشاب لك اقول قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه الى امه. فاخذ الجميع خوف ومجدوا الله}(لو 11:7-16). وأقام بدافع الرحمة ابنة يايرس الذي جاء إلى يسوع متوسلاً من أجل ابنته ، فرحمه وأقام ابنته من الموت ( لو8: 54 ). وبهذا الحنان أقام لعازر بعد أربعة ايام من موته (يو1:11-44). وبرحمته هذا يقدر ان يقيم ميتوته نفوسنا الخاطئة اذ نرجع اليه وبرحمته يقيم الاموات للحياة الإبدية فى اليوم الاخير { لا تتعجبوا من هذا فانه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيآت الى قيامة الدينونة} يو28:5-29.
طوبى للرحماء لانهم يرحمون ..
+ ان السيد المسيح له المجد يطوّب الرحماء ويعدهم بالرحمة على الإرض وفى السماء . ويطالبنا بان نكون رحماء نحو الجميع { فكونوا رحماء كما ان اباكم ايضا رحيم }(لو 6 : 36). ويقول لنا ان نتعلم منه { فاذهبوا و تعلموا ما هو اني اريد رحمة لا ذبيحة لاني لم آت لادعوا ابرارا بل خطاة الى التوبة} (مت 9 : 13). ان أعمال الرحمة تشتمل على كل ما نقدمة من خير ومد يد المساعدة للمحتاجين سواء بالعطاء المادي او المعنوي وعدم إدانة المخطئين والستر على خطايا الآخرين وضعفاتهم واعلان رحمة الله للخطاة والمنكسرين والمحزونين واحتضان الضالّين واحتمال ظلم الاشرار بمحبة وصلاة من اجلهم وفعل الرحمة يمتد ليشمل الاقرباء والغرباء والاعداء فان الله الرحوم يريدنا ان نتعلم منه . ولقد مدح الرب السامري الرحيم الذى صنع الرحمة مع الرجل اليهودي الذى كان يُعتبر عدوا له (لان اليهود كانوا لا يخالطون السامريين ) { واذا ناموسي قام يجربه قائلا يا معلم ماذا اعمل لارث الحياة الابدية.فقال له ما هو مكتوب في الناموس كيف تقرا. فاجاب وقال تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك. فقال له بالصواب اجبت افعل هذا فتحيا. واما هو فاذ اراد ان يبرر نفسه قال ليسوع ومن هو قريبي.فاجاب يسوع وقال انسان كان نازلا من اورشليم الى اريحا فوقع بين لصوص فعروه وجرحوه و مضوا وتركوه بين حي وميت. فعرض ان كاهنا نزل في تلك الطريق فراه و جاز مقابله.وكذلك لاوي ايضا اذ صار عند المكان جاء و نظر وجاز مقابله. ولكن سامريا مسافرا جاء اليه ولما راه تحنن.فتقدم وضمد جراحاته وصب عليها زيتا وخمرا واركبه على دابته واتى به الى فندق واعتنى به.وفي الغد لما مضى اخرج دينارين واعطاهما لصاحب الفندق وقال له اعتن به ومهما انفقت اكثر فعند رجوعي اوفيك. فاي هؤلاء الثلاثة ترى صار قريبا للذي وقع بين اللصوص. فقال الذي صنع معه الرحمة فقال له يسوع اذهب انت ايضا واصنع هكذا} لو25:10-36.ان البشرية كلها سقطت من فردوس النعيم وبعدت عن الله فجاء اليها السيد المسيح ليرفعها ويشفي جراحاتها ويردها الى الفردوس دفعة اخرى
+ هكذا يوصينا الكتاب المقدس بان نصنع رحمة {لا تدع الرحمة والحق يتركانك تقلدهما على عنقك اكتبهما على لوح قلبك }(ام 3 : 3). {لان الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة والرحمة تفتخر على الحكم }(يع 2 : 13). نصنع الرحمة ونصبر فى الضيقات والتجارب {ها نحن نطوب الصابرين قد سمعتم بصبر ايوب ورايتم عاقبة الرب لان الرب كثير الرحمة ورؤوف} (يع 5 : 11) . والى اي حد نكون رحومين ؟ ان السيد المسيح يريد لنا ان نتعلم من رحمته الكثيرة فعندما سأله بطرس : كم مرة يُخطئ إليَّ أخي وأنا أغفر له ، هل إلى سبع مرات؟ فأجابه قائلاً : لا أقول لك إلى سبع مرات بل إلى سبعين مرة سبع مرات . ثم ضرب له المجد مثلاً وهو مثل الملك الذي سامح عبدًا كان مديونًا له بعشرة آلاف وزنة ، لكن ذلك العبد لم يُسامح رفيقاً كان مديوناً له بمئة دينار، مما أدى إلى أن أمسكه الملك وزجّه في أعماق السجن وقال أنه لن يخرج إلى أن يوفي الفلس الأخير . ثم ختم قوله بالقول : هكذا أبي السماوي يفعل بكم إن لم تتركوا كل واحد لأخيه زلاته ( مت18: 21-34).
+ وأعمال الرحمة التى نعملها هى مقياس للدينونة والمكافأة فى اليوم الأخير . فجعل ربّ المجد أعمال الرحمة التى نصنعها بالإيمان مقياس للدينونة في اليوم الأخير حينما قال بأنه سوف يأتي ويجمع كل الناس أمامه ويقسمهم إلى قسمين ، أحدهما إلى اليمين والآخر إلى اليسار ، والذين عن اليمين سوف يأخذهم إلى ملكوته الأبدي لأنهم كانوا رحماء ، وأما الذين كانوا عن اليسار فإلى العذاب الأبدي لأنهم لم يكونوا رحماء ( مت25: 31-46 ).
+ لقد تعلم التلاميذ والرسل وعلموا المؤمنين فى كل جيل ان يكونوا رحومين . هكذا يدعونا القديس يوحنا الحبيب لصنع الرحمة لتثبت فينا محبة الله { وأما من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاً وأغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه }( 1يو3: 17 ).ويعلمنا القديس بولس الرسول { كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله ايضا في المسيح }(اف 4 : 32) . { في كل شيء أريتكم انه هكذا ينبغي انكم تتعبون وتعضدون الضعفاء متذكرين كلمات الرب يسوع انه قال مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ} (اع 20 : 35). ولقد برع الكثيرون فى عمل الرحمة فى كل جيل ونذكر من هؤلاء القديس ابراهيم الجوهرى الذى ضُرب به المثل فى عمل الرحمة والعطاء والانبا ابرام اسقف الفيوم المتنيح الذى كان يتصدق بكل ما يأتي اليه وحتى بعد إنتقاله الى السماء يمدّ يده بالمعجزات على الفقراء والمحتاجين وام عبد السيد التى انتقلت منذ فترة قريبة وكانت تبحث عن المرضى والمحتاجين والخطاة لتعمل معهم الرحمة . لقد عرف هؤلاء كيف يربحون بالوزنات المعطاة لهم . ان الله هو قبل كل شيء إله الرحمة والمحبة. وهذا أيضاً هو ما يطلبه الله منا في حياتنا أن تكون أفعالنا كُلها، أعمال رحمة تُظهر رحمة الله ودعوته الرحيمة للجميع للتمتع بالرحمة الإلهية.
مثل عظيم رحمتك يا خالقى ارحمنى
+ ايها الرب كثير الرحمة والاحسان والوفاء، الذى من أجل رحمته الكثيرة يغفر الخطايا ويمحو الاثام ، ويصبر على البشرية الخاطئة والجاحده لمحبته ليعودوا ويرجعوا اليه. ان ولادة كل طفل جديد فى العالم تقول لنا انك اله رحوم ولم تيأس من العالم ، نشكرك ونباركك على حنانك ورحمتك بنا ونصلي اليك لتهبنا قلوبا حانية تقترب من مراحمك بتواضع قارعة باب مراحمك طالبة العون والرحمة على الخليقة كلها .
+ علمنا يارب ان نرتل لك ونقول كل في صباح ومساء {باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس. باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته. الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل امراضك. الذي يفدي من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة والرافة. الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك. الرب مجري العدل والقضاء لجميع المظلومين. الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة . لم يصنع معنا حسب خطايانا ولم يجازنا حسب اثامنا. لانه مثل ارتفاع السماوات فوق الارض قويت رحمته على خائفيه. كبعد المشرق من المغرب ابعد عنا معاصينا. كما يتراف الاب على البنين يتراف الرب على خائفيه. لانه يعرف جبلتنا يذكر اننا تراب نحن.
+ علمنا يارب ان نجول نصنع خيراً ورحمة ، علمنا ان نكون متسامحين وشفوقين على الساقطين والبائسين والفقراء . نتأنى على الضعفاء ونشجع صغار النفوس واذ نذوق رحمتك وحنانك ونحيا فى ظل رعايتك الحانية لابد لنا ان نعلن لكل أحد تعالوا ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب وما اوسع مراحمه علينا . علمنا يارب ان نكون رحومين ندعو الناس الى عمل الرحمة والبرّ والتسامح لاسيما فى هذه الايام الشريرة التى نرى فيها محبة الانتقام والتشفّي من الاعداء . علمنا ان نزرع المحبة حيث تنمو اشواك الكراهية ونبذر الرجاء حيث يوجد اليأس، ونصنع الرحمة حتى مع القلوب القاسية ، وننادي بالتسامح والغفران وسط نيران الكراهية والاحقاد . ان العالم يحتاج للقيم التى عملتها وعلمتها ايها المسيح القدوس ليجد الراحة والسلام والسعادة فلتعمل يارب بروحك القدوس ليأتي ملكوتك فى كل قلب ،أمين .
رحمة الله وحنانه على الجميع..
+ ان الرحمة صفة ثابته من صفات الله وتنبع من أبّوته ومحبته للبشر{محبة ابدية احببتك من اجل ذلك ادمت لك الرحمة (ار 31 : 3). فهو الذى قال قديما { الرب الرب اله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان و الوفاء} (خر 34 6). وبهذه الرحمة رتل المرنم قائلاً {الرب بارّ في كل طرقه ورحيم في كل اعماله} (مز 145 : 17). بمراحم الله يصبر ويطيل روحه على الخطاة { انه من احسانات الرب اننا لم نفن لان مراحمه لا تزول. جديدة في كل صباح كثيرة امانتك. نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه. طيب هو الربّ للذين يترجّونه للنفس التي تطلبه} مرا 22:3-25. وحتى نتمتع بمراحم الله يجب علينا ان نكون رحومين على الجميع { طوبى للرحماء لانهم يرحمون} (مت 5 : 7).وهذا ما يطلبه منا الله { وقد اخبرك ايها الانسان ما هو صالح و ماذا يطلبه منك الرب الا ان تصنع الحقّ وتحب الرحمة وتسلك متواضعا مع الهك} (مي 6 : 8).
+ جاء الينا السيد المسيح على الارض وهو الاله الظاهر فى الجسد ، ليعلن لنا رحمة الله الكاملة والتى تبحث عن الخطاة لتردهم وعن المقيدين لتحررهم وعن منكسري القلوب ليشفيهم . لقد تشدق البعض برحمة الله دون ان يعوا اعماق هذه الرحمة المعلنة لنا فى المسيح يسوع ربنا { مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حيّ بقيامة يسوع المسيح من الاموات. لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لاجلكم}( 1بط 3:1-4). ولقد لخص السيد المسيح عمله على الارض بتتميم نبؤة اشعياء النبى {روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية. واكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم}( لو 18:4-21). ولقد اعطى المخلص الويل للكتبة والفرّيسيون المراؤون لتركهم الرحمة والحق والايمان{ ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم اثقل الناموس الحق والرحمة والايمان كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك} (مت 23 : 23).
+ من رحمة الله اعلانه عن محبته للخطاة لا بالكلام بل بالعمل والحقّ ، لقد وجد فيه الخطاة صديقا واباً ومدافعاً عنهم وكان يهدف بذلك الى إعلان رحمة الله الغافرة والمغيّرة والمحررة التى تقبل الخطاة لا كعبيد بل ابناء محبوبين فى الرب . كان العشارون والخطاة مكروهين ومنبوذين فى المجتمع فاعلن لهم محبته وسعى لتغييرهم . لقد جذب الكثيرين بشبكة محبته الإلهية وعندما تذمٌر عليه الكتبة والفريسيون دافع عنهم قائلاً { لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة} (مر 2 : 17). لقد أستطاع ان ينزع محبة المال من قلوب العشارين القاسية كمتى وزكا العشار بمحبته الغامرة والغافرة . ودافع عن المرأة الخاطئة { وقدم اليه الكتبة والفريسيون امرأة امسكت في زنا ولما اقاموها في الوسط. قالوا له يا معلم هذه المراة امسكت وهي تزني في ذات الفعل. وموسى في الناموس اوصانا ان مثل هذه ترجم فماذا تقول انت. قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه واما يسوع فانحنى الى اسفل وكان يكتب باصبعه على الارض. ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر. ثم انحنى ايضا الى اسفل وكان يكتب على الارض. واما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكتهم خرجوا واحدا فواحدا مبتدئين من الشيوخ الى الاخرين وبقي يسوع وحده والمراة واقفة في الوسط. فلما انتصب يسوع ولم ينظر احدا سوى المراة قال لها يا امراة اين هم اولئك المشتكون عليك اما دانك احد. فقالت لا احد يا سيد فقال لها يسوع ولا انا ادينك اذهبي ولا تخطئي ايضا} يو3:8-11. لقد أظهر لهؤلاء خطاياهم التى سترها الله فرجعوا وتركوا المراة لحال سبيلها . وفي مثَل الخروف الضائع أعلن لنا أن كل إنسان خاطئ بعيد عن الخلاص إنما يمثله ذلك الخروف الضائع ، الذي يخرج الله الراعي الصالح للبحث عنه تاركاً التسعة والتسعين من أجل إيجاده وإعادته إلى حظيرة الخراف. وأكد له المجد هذه الفكرة بقوله في نهاية المثل {هكذا يكون فرحٌ في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين لا يحتاجون إلى توبة }( لو15: 1-7 ) .
الرحمة فى حياة السيد المسيح..
+ الله هو هو أمس واليوم والى الأبد .. مازالت مراحمه جديدة علينا كل صباح سواء شعرنا بها وشكرناه عليها او نسيناها . وعندما تجسّد السيد المسيح صار لنا قدوة ومثالا فى الرحمة والمحبة . من مراحم الله انه يهتم باشباع اجسادنا ونفوسنا وارواحنا . يجول يصنع خيراً ويشفي كل مرض وضعف فى الشعب ويهتم بالتعليم وأشباع الجموع الجائعة ولازال {فلما خرج يسوع رأى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا. و بعد ساعات كثيرة تقدم اليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء والوقت مضى. اصرفهم لكي يمضوا الى الضياع والقرى حوالينا ويبتاعوا لهم خبزا لان ليس عندهم ما يأكلون. فاجاب وقال لهم اعطوهم انتم لياكلوا فقالوا له انمضي ونبتاع خبزا بمئتي دينار ونعطيهم لياكلوا. فقال لهم كم رغيفا عندكم اذهبوا وانظروا ولما علموا قالوا خمسة وسمكتان. فامرهم ان يجعلوا الجميع يتكئون رفاقا رفاقا على العشب الاخضر.فاتكاوا صفوفا صفوفا مئة مئة وخمسين خمسين. فاخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك ثم كسر الارغفة واعطى تلاميذه ليقدموا اليهم وقسم السمكتين للجميع. فاكل الجميع وشبعوا.ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوة ومن السمك. وكان الذين اكلوا من الارغفة نحو خمسة الاف رجل} مر35:6-44 .
+ لقد تحنن الرب على العميان ووهب لهم النظر وتحنّن على الجهال ووهب لهم حكمة واستنارة {وجاؤوا الى اريحا وفيما هو خارج من اريحا مع تلاميذه وجمع غفير كان بارتيماوس الاعمى ابن تيماوس جالسا على الطريق يستعطي. فلما سمع انه يسوع الناصري ابتدأ يصرخ ويقول يا يسوع ابن داود ارحمني. فانتهره كثيرون ليسكت فصرخ اكثر كثيرا يا ابن داود ارحمني. فوقف يسوع وامر ان ينادى فنادوا الاعمى قائلين له ثق قم هوذا يناديك. فطرح رداءه وقام وجاء الى يسوع. فاجاب يسوع وقال له ماذا تريد ان افعل بك فقال له الاعمى يا سيدي ان ابصر. فقال له يسوع اذهب ايمانك قد شفاك فللوقت ابصر وتبع يسوع في الطريق} مر46:10-52. ان الله يريد ان يفتح أعين بصيرتنا الداخلية لنعاين مجده ومحبته ورحمته فهل نصرخ اليه بثقة طالبين الرحمة ؟ ليتنا نصلى من القلب مع داود النبى قائلين {ارحمني يا الله حسب رحمتك ، حسب كثرة رافتك امح معاصي }(مز 51 : 1).
+ تحنن السيد الرب جعله يقيم الاموات . فتحنن على أرملة نايين فأقام من الموت ابنها وحيدها { وفي اليوم التالي ذهب الى مدينة تدعى نايين وذهب معه كثيرون من تلاميذه وجمع كثير. فلما اقترب الى باب المدينة اذا ميت محمول ابن وحيد لأمه وهي ارملة ومعها جمع كثير من المدينة. فلما رأها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي. ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون فقال ايها الشاب لك اقول قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه الى امه. فاخذ الجميع خوف ومجدوا الله}(لو 11:7-16). وأقام بدافع الرحمة ابنة يايرس الذي جاء إلى يسوع متوسلاً من أجل ابنته ، فرحمه وأقام ابنته من الموت ( لو8: 54 ). وبهذا الحنان أقام لعازر بعد أربعة ايام من موته (يو1:11-44). وبرحمته هذا يقدر ان يقيم ميتوته نفوسنا الخاطئة اذ نرجع اليه وبرحمته يقيم الاموات للحياة الإبدية فى اليوم الاخير { لا تتعجبوا من هذا فانه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيآت الى قيامة الدينونة} يو28:5-29.
طوبى للرحماء لانهم يرحمون ..
+ ان السيد المسيح له المجد يطوّب الرحماء ويعدهم بالرحمة على الإرض وفى السماء . ويطالبنا بان نكون رحماء نحو الجميع { فكونوا رحماء كما ان اباكم ايضا رحيم }(لو 6 : 36). ويقول لنا ان نتعلم منه { فاذهبوا و تعلموا ما هو اني اريد رحمة لا ذبيحة لاني لم آت لادعوا ابرارا بل خطاة الى التوبة} (مت 9 : 13). ان أعمال الرحمة تشتمل على كل ما نقدمة من خير ومد يد المساعدة للمحتاجين سواء بالعطاء المادي او المعنوي وعدم إدانة المخطئين والستر على خطايا الآخرين وضعفاتهم واعلان رحمة الله للخطاة والمنكسرين والمحزونين واحتضان الضالّين واحتمال ظلم الاشرار بمحبة وصلاة من اجلهم وفعل الرحمة يمتد ليشمل الاقرباء والغرباء والاعداء فان الله الرحوم يريدنا ان نتعلم منه . ولقد مدح الرب السامري الرحيم الذى صنع الرحمة مع الرجل اليهودي الذى كان يُعتبر عدوا له (لان اليهود كانوا لا يخالطون السامريين ) { واذا ناموسي قام يجربه قائلا يا معلم ماذا اعمل لارث الحياة الابدية.فقال له ما هو مكتوب في الناموس كيف تقرا. فاجاب وقال تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك. فقال له بالصواب اجبت افعل هذا فتحيا. واما هو فاذ اراد ان يبرر نفسه قال ليسوع ومن هو قريبي.فاجاب يسوع وقال انسان كان نازلا من اورشليم الى اريحا فوقع بين لصوص فعروه وجرحوه و مضوا وتركوه بين حي وميت. فعرض ان كاهنا نزل في تلك الطريق فراه و جاز مقابله.وكذلك لاوي ايضا اذ صار عند المكان جاء و نظر وجاز مقابله. ولكن سامريا مسافرا جاء اليه ولما راه تحنن.فتقدم وضمد جراحاته وصب عليها زيتا وخمرا واركبه على دابته واتى به الى فندق واعتنى به.وفي الغد لما مضى اخرج دينارين واعطاهما لصاحب الفندق وقال له اعتن به ومهما انفقت اكثر فعند رجوعي اوفيك. فاي هؤلاء الثلاثة ترى صار قريبا للذي وقع بين اللصوص. فقال الذي صنع معه الرحمة فقال له يسوع اذهب انت ايضا واصنع هكذا} لو25:10-36.ان البشرية كلها سقطت من فردوس النعيم وبعدت عن الله فجاء اليها السيد المسيح ليرفعها ويشفي جراحاتها ويردها الى الفردوس دفعة اخرى
+ هكذا يوصينا الكتاب المقدس بان نصنع رحمة {لا تدع الرحمة والحق يتركانك تقلدهما على عنقك اكتبهما على لوح قلبك }(ام 3 : 3). {لان الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة والرحمة تفتخر على الحكم }(يع 2 : 13). نصنع الرحمة ونصبر فى الضيقات والتجارب {ها نحن نطوب الصابرين قد سمعتم بصبر ايوب ورايتم عاقبة الرب لان الرب كثير الرحمة ورؤوف} (يع 5 : 11) . والى اي حد نكون رحومين ؟ ان السيد المسيح يريد لنا ان نتعلم من رحمته الكثيرة فعندما سأله بطرس : كم مرة يُخطئ إليَّ أخي وأنا أغفر له ، هل إلى سبع مرات؟ فأجابه قائلاً : لا أقول لك إلى سبع مرات بل إلى سبعين مرة سبع مرات . ثم ضرب له المجد مثلاً وهو مثل الملك الذي سامح عبدًا كان مديونًا له بعشرة آلاف وزنة ، لكن ذلك العبد لم يُسامح رفيقاً كان مديوناً له بمئة دينار، مما أدى إلى أن أمسكه الملك وزجّه في أعماق السجن وقال أنه لن يخرج إلى أن يوفي الفلس الأخير . ثم ختم قوله بالقول : هكذا أبي السماوي يفعل بكم إن لم تتركوا كل واحد لأخيه زلاته ( مت18: 21-34).
+ وأعمال الرحمة التى نعملها هى مقياس للدينونة والمكافأة فى اليوم الأخير . فجعل ربّ المجد أعمال الرحمة التى نصنعها بالإيمان مقياس للدينونة في اليوم الأخير حينما قال بأنه سوف يأتي ويجمع كل الناس أمامه ويقسمهم إلى قسمين ، أحدهما إلى اليمين والآخر إلى اليسار ، والذين عن اليمين سوف يأخذهم إلى ملكوته الأبدي لأنهم كانوا رحماء ، وأما الذين كانوا عن اليسار فإلى العذاب الأبدي لأنهم لم يكونوا رحماء ( مت25: 31-46 ).
+ لقد تعلم التلاميذ والرسل وعلموا المؤمنين فى كل جيل ان يكونوا رحومين . هكذا يدعونا القديس يوحنا الحبيب لصنع الرحمة لتثبت فينا محبة الله { وأما من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاً وأغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه }( 1يو3: 17 ).ويعلمنا القديس بولس الرسول { كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله ايضا في المسيح }(اف 4 : 32) . { في كل شيء أريتكم انه هكذا ينبغي انكم تتعبون وتعضدون الضعفاء متذكرين كلمات الرب يسوع انه قال مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ} (اع 20 : 35). ولقد برع الكثيرون فى عمل الرحمة فى كل جيل ونذكر من هؤلاء القديس ابراهيم الجوهرى الذى ضُرب به المثل فى عمل الرحمة والعطاء والانبا ابرام اسقف الفيوم المتنيح الذى كان يتصدق بكل ما يأتي اليه وحتى بعد إنتقاله الى السماء يمدّ يده بالمعجزات على الفقراء والمحتاجين وام عبد السيد التى انتقلت منذ فترة قريبة وكانت تبحث عن المرضى والمحتاجين والخطاة لتعمل معهم الرحمة . لقد عرف هؤلاء كيف يربحون بالوزنات المعطاة لهم . ان الله هو قبل كل شيء إله الرحمة والمحبة. وهذا أيضاً هو ما يطلبه الله منا في حياتنا أن تكون أفعالنا كُلها، أعمال رحمة تُظهر رحمة الله ودعوته الرحيمة للجميع للتمتع بالرحمة الإلهية.
مثل عظيم رحمتك يا خالقى ارحمنى
+ ايها الرب كثير الرحمة والاحسان والوفاء، الذى من أجل رحمته الكثيرة يغفر الخطايا ويمحو الاثام ، ويصبر على البشرية الخاطئة والجاحده لمحبته ليعودوا ويرجعوا اليه. ان ولادة كل طفل جديد فى العالم تقول لنا انك اله رحوم ولم تيأس من العالم ، نشكرك ونباركك على حنانك ورحمتك بنا ونصلي اليك لتهبنا قلوبا حانية تقترب من مراحمك بتواضع قارعة باب مراحمك طالبة العون والرحمة على الخليقة كلها .
+ علمنا يارب ان نرتل لك ونقول كل في صباح ومساء {باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس. باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته. الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل امراضك. الذي يفدي من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة والرافة. الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك. الرب مجري العدل والقضاء لجميع المظلومين. الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة . لم يصنع معنا حسب خطايانا ولم يجازنا حسب اثامنا. لانه مثل ارتفاع السماوات فوق الارض قويت رحمته على خائفيه. كبعد المشرق من المغرب ابعد عنا معاصينا. كما يتراف الاب على البنين يتراف الرب على خائفيه. لانه يعرف جبلتنا يذكر اننا تراب نحن.
+ علمنا يارب ان نجول نصنع خيراً ورحمة ، علمنا ان نكون متسامحين وشفوقين على الساقطين والبائسين والفقراء . نتأنى على الضعفاء ونشجع صغار النفوس واذ نذوق رحمتك وحنانك ونحيا فى ظل رعايتك الحانية لابد لنا ان نعلن لكل أحد تعالوا ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب وما اوسع مراحمه علينا . علمنا يارب ان نكون رحومين ندعو الناس الى عمل الرحمة والبرّ والتسامح لاسيما فى هذه الايام الشريرة التى نرى فيها محبة الانتقام والتشفّي من الاعداء . علمنا ان نزرع المحبة حيث تنمو اشواك الكراهية ونبذر الرجاء حيث يوجد اليأس، ونصنع الرحمة حتى مع القلوب القاسية ، وننادي بالتسامح والغفران وسط نيران الكراهية والاحقاد . ان العالم يحتاج للقيم التى عملتها وعلمتها ايها المسيح القدوس ليجد الراحة والسلام والسعادة فلتعمل يارب بروحك القدوس ليأتي ملكوتك فى كل قلب ،أمين .
الخميس، 4 ديسمبر 2014
آية وقول وحكمة ليوم الجمعة الموافق 12/5
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ خَيْرٌ لِي أَنِّي تَذَلَّلْتُ لِكَيْ أَتَعَلَّمَ فَرَائِضَكَ. شَرِيعَةُ فَمِكَ خَيْرٌ لِي مِنْ أُلُوفِ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ} ( مز 71:119-72)
قول لقديس..
(إذا ما انتاتبنا الضيقات، فلنشكر، فهذا يقربنا لله كما لو كان مدينًا لنا. لكن حينما نشكر ونحن في ترف نكون نحن المدينين ومطالبين بإيفاء الدين. فحينما نال حزقيا بركات وتحرر من النكبات ارتفع قلبه عاليًا، وحينما ألمّ به المرض تذلل واتضع فصار قريبًا من الله.) القديس يوحنا الذهبي الفم
حكمة للحياة ..
+ من يحب التاديب يحب المعرفة ومن يبغض التوبيخ فهو بليد (ام 12 : 1)
Whoever loves instruction loves knowledge, But he who hates correction is stupid (Pro 12 : 1)
صلاة..
" الهي وربي الحبيب أنت لي أعظم نصيب وكلمتك لي تحلو وتطيب، تعلمنى وترشدنى فى الطريق وتوسع قلبي عندما يضيق. كلام إنجيلك لي روح وحياة، يقدس نفسي وينقي فكرى ويشبع روحي ويقودنى لحياة أرثوذكسية مستقيمة مترجمة فى حياة أبائى القديسين، فشكرا لك يا الهي على كلامك وعلى رعايتك وتأديبك لي كل الأيام. بتأديباتك تكشف عن خطاياي فأتذلل أمامك واعترف لك وأقدم توبة وتسندني فأحفظ وصاياك كل حين، أمين "
من الشعر والادب
" كلام الله ينمى ويقدس"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أقرأ وأسمع لكلام الإنجيل وطيع
لعمل الوصية خليك دائما سريع
الوصية تنقى وتغذى الرضيع
وتلين قلب القاسى وترفع الوضيع
تقود للخلاص وترفع لمقام رفيع
بكلام الله نرجع اللى راح يضيع
ونوصل للسماء وكأن طار سريع
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 12/5
اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعُ عَشَرَ
مز 65:119-72
65خَيْراً صَنَعْتَ مَعَ عَبْدِكَ يَا رَبُّ حَسَبَ كَلاَمِكَ. 66ذَوْقاً صَالِحاً وَمَعْرِفَةً عَلِّمْنِي لأَنِّي بِوَصَايَاكَ آمَنْتُ. 67قَبْلَ أَنْ أُذَلَّلَ أَنَا ضَلَلْتُ أَمَّا الآنَ فَحَفِظْتُ قَوْلَكَ. 68صَالِحٌ أَنْتَ وَمُحْسِنٌ. عَلِّمْنِي فَرَائِضَكَ. 69الْمُتَكَبِّرُونَ قَدْ لَفَّقُوا عَلَيَّ كَذِباً أَمَّا أَنَا فَبِكُلِّ قَلْبِي أَحْفَظُ وَصَايَاكَ. 70سَمِنَ مِثْلَ الشَّحْمِ قَلْبُهُمْ أَمَّا أَنَا فَبِشَرِيعَتِكَ أَتَلَذَّذُ. 71خَيْرٌ لِي أَنِّي تَذَلَّلْتُ لِكَيْ أَتَعَلَّمَ فَرَائِضَكَ. 72شَرِيعَةُ فَمِكَ خَيْرٌ لِي مِنْ أُلُوفِ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ.
تأمل..
+ لطف الله وأحساناته.. الله صانع الخيرات، يقدم لنا أكثر مما نطلب وأفضل مما نستحق، يحبنا ويرعانا حتى إن بدت رعايته حازمة، وهو يدبر لخلاصنا ونمونا ومجدنا. حتى السماح بالضيقات يحمل خير روحي قد لاندرك غايته ولكن علينا ان نثق فى خيرية الله ولطفه معنا. كما أن لطف الله وصلاحه لا يتمتع بهما أحد مصادفة، وإنما الذي يخدمه، وبقوله "حسب قولك" يوضح أن لطف الله إنما يقدم للإنسان بهدف وباعث رشيد. والله يستطيع ان يحوِّل كل شيء حتى مقاومات الأعداء إلى خيرنا، لنقول مع يوسف الحكيم: {أنتم قصدتم لي شرًا، أما الله فقصد به خيرًا} (تك20:50).
+ التأديب الإلهي وطاعة الوصية.. بالضيقات يتضع المؤمن ويعرف نفسه ويدرك ضعفه ويمارس عبادته بإخلاص وجدية. لقد اختبر داود النبي نفسه ذلك، ففي فترات ضيقه كان ملتصقًا جدًا بالله، وكان قلبه أيقونة حية لقلب الله. أما وقد بنى له قصرًا وترك قيادة المعركة لغيره وتمشى على السطح انحرف إلى سلسلة من الخطايا وكاد يهلك لو لم يُرسل له الله ناثان النبي لإيقاظه، ثم لحقته المتاعب والضيقات بلا توقف. قد يقع البعض فى الضيقات بسبب أخطائهم، وقد يمتحن البعض بها ويعلن استحقاقهم. وقد تقع الضيقات بسماح من الله لتعليمنا وفائدتنا وخلاصنا.
+ الضيقات وحياة الشكر.. يجب ان نشكر الله على كل حال وفى كل وقت حاسبين حتى الضيقات عطية من قبل عنايته الإلهية. وعوض التذمر نقدم شكرًا له، وعوض الاعتراض على أحكامه نطلب أن يعلمنا حكمته. الله الكلي الصلاح يُحول نفوسنا الفاسدة إلى شركة طبيعته. هذا ما يبعث فينا روح الشكر والتسبيح لله. حتى عندما يظلم المتكبرين ابناء الله كما حدث لداود النبي لكن ذلك لم يفقده تقواه أو سلامه فعندما نتعرض لظلم أو ضيق فهذا لا يمنع البار عن حفظ وصايا الله بكل قلبه حتى يمكنه أن يفهمها ويتممها فالضيقات نافعة للقديسين حتى يمارسوا الاعتدال والاتضاع واثقين {أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله} (رو 28:8).
الأربعاء، 3 ديسمبر 2014
آية وقول وحكمة ليوم الخميس الموافق 12/4
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ نَصِيبِي الرَّبُّ قُلْتُ لِحِفْظِ كَلاَمِكَ. تَرَضَّيْتُ وَجْهَكَ بِكُلِّ قَلْبِي. ارْحَمْنِي حَسَبَ قَوْلِكَ.} ( مز 57:119-58)
قول لقديس..
(الآنسان الذي ترك أمور هذه الحياة، ولم يعد له أي نصيب في الأرض وليس لديه أية شهوة إليها، بل يكتفي بالرب وحده عوضًا عن الكل، مثل هذا يقول: "الرب هو نصيبي" ) العلامة أوريجينوس
حكمة للحياة ..
+ نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه (مرا 3 : 24)
The LORD is my portion," says my soul, "Therefore I hope in Him (Lam 3 : 24))
صلاة..
" نصيبى هو الرب من أجل ذلك أرجوه، لأهل العالم همومهم وأهتماماتهم وتطلعاتهم أما أنا فهمومى أطرحها عند قدميك، وأهتمامى ان أنمو في معرفتك ومحبتك وطاعتك وأملي ان أتحد بك فتنقى قلبى وتحل بالإيمان فيه ليصير مضخة حب لك ينادى ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب وتقودنا يارب فى موكب نصرتك فى الطريق الملوكي نسبح ونشكر أسمك القدوس، نسير فى طريق وصاياك معترفين بفضل من دعانا من عالم الظلمة الي عالم النور نحيا في سلامك، واثقين في محبتك وقوة عنايتك التى تقودنا الي السماء حيث نلقاك ونحيا معك فى فرح لا ينقطع ومحبة لا تنتهي وسلام كامل وبر وقداسة نتذوق عربونه يوما فيوم، أمين"
من الشعر والادب
" نصيبي هو الرب"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
نصيبى هو الرب فهو ليّ نعم المحبوب
تشتاق اليه نفسي وتشبع بٍه القلوب
يملأ الروح سلام والقسوة معاه تذوب
بحبه لينا جاء وتجسد وصار مصلوب
ودعا الخاطي والشرير يرجع ويتوب
بنعمة غنية يغفر ويحرر من كل ذنوب
يغيّر ويقدس، يقول للخاطئ أنت محبوب
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 12/4
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعَ عَشَرَ
مز 57:119-64 (ح)
57نَصِيبِي الرَّبُّ قُلْتُ لِحِفْظِ كَلاَمِكَ. 58تَرَضَّيْتُ وَجْهَكَ بِكُلِّ قَلْبِي. ارْحَمْنِي حَسَبَ قَوْلِكَ. 59تَفَكَّرْتُ فِي طُرُقِي وَرَدَدْتُ قَدَمَيَّ إِلَى شَهَادَاتِكَ. 60أَسْرَعْتُ وَلَمْ أَتَوَانَ لِحِفْظِ وَصَايَاكَ.61حِبَالُ الأَشْرَارِ الْتَفَّتْ عَلَيَّ. أَمَّا شَرِيعَتُكَ فَلَمْ أَنْسَهَا. 62فِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ أَقُومُ لأَحْمَدَكَ عَلَى أَحْكَامِ بِرِّكَ. 63رَفِيقٌ أَنَا لِكُلِّ الَّذِينَ يَتَّقُونَكَ وَلِحَافِظِي وَصَايَاكَ. 64رَحْمَتُكَ يَا رَبُّ قَدْ مَلَأَتِ الأَرْضَ. عَلِّمْنِي فَرَائِضَكَ.
تأمل..
+ الرب هو نصيبنا الصالح .. بحفظنا وطاعتنا للوصية فاننا نقتنى الرب كنصيب صالح لنا فغاية وصايا الله هى تقدم الرب لنا كعريس لنفوسنا، نتحد معه وننعم بسماته فينا فيكون الرب نصيبنا فالمؤمن الذي يترك أمور هذه الحياة، ولم يعد له نصيب وليس لديه أية شهوة عالمية ويكتفي بالرب وحده يقول: "الرب هو نصيبي". وبحفظه وصايا الرب الروحية ينال ثمار الروح ولا يستطيع أحد ان ينزع منه نصيبه الصالح ويعاين بقلبه وبصيرته الداخلية وجه الرب وينال رحمته وملكوته { طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله} ( مت8:5).
+ الوصية كطريق للسماء... عندما نرى الله بالإيمان خلال نقاوة القلب فاننا فكرنا يتقدس ونسير بخطي وأثقة الى السماء فتسلك أقدامنا فى طريق شهاداته، حتى نسرع إليه بلا تراخٍ، ونجعل من شهاداته قانون سيرنا وسلوكنا الذي لا ننحرف عنه. وعلينا ان نسلك فى خطي داود النبى الذي لم يتردد عن أن يراجع نفسه بين الحين والآخر، ليرد قدميه إلى شهادات الرب، لاننا مادامنا في الجسد فقد نتعرض إلى الانحراف ولو قليلاً فالخلاص هو طريق التوبة المستمرة والرجوع إلى النفس تحت قيادة الروح، والتجديد اليومي فتُرد القدمان إلى شهادات الرب ونسرع الى حفظ وصايا الله والعمل بها حتى مع وجود مقاومة من الشيطان وقواته ونقول مع القديس بولس الرسول: {من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد؟} (رو35:8).
+ الوصية وحياة الصلاة المشبعة ... يصنع الشيطان كل الحيل ليحول حياتنا الزمنية إلى ضيق وليل مظلم ليحطيمنا بالأفكار الشريرة وإثارة الشهوات وإلقاء حبال الخطاة علينا، ونصب الشباك في طريقنا، لكننا إذ ننعم ببرّ المسيح يتحول ليلنا إلى شكر وتسبيح وفرح. نشكر الله لأجل أحكام بره، إذ يحول التجارب إلى بركاتٍ مقدسة، فيقوم في وسط الليل من نومه ليقدم تشكرات نابعة من القلب تكشف عن علاقة شخصية خفية مع الله مخلصه. لهذا أوصانا السيد المسيح أن نسهر لكي لا ندخل في تجربة (مت40:26،41) وأنه هو نفسه كان يقضي ليالٍ كاملة في الصلاة (لو12:6)، وكان الرسل يقضون لياليهم في السجن ساهرين يسبحون بالمزامير (أع25:16-38). وقد طالبنا الرسول بولس أن نصلي بلا انقطاع في سهرٍ دائمٍ (كو2:4). ويشترك المؤمن مع الكنيسة وأعضائها فى الصلاة والشكر لله على رحمته التي تملأ الأرض منتظرا يوم العدل والمجازاة الذي فيه يعطي الله كل واحد حسب تعبه.
الاثنين، 1 ديسمبر 2014
حوار الأجيال (2) الحكمة والتمييز
للاب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
فابتغاء الحكمة يبلغ الى الملكوت (حك 6 : 21)
سعي فى طلب الحكمة والفهم... هو شاب طموح ومثقف ويسعى الى الحكمة وفهم الحياة من حوله ويريد ان يفهم كيف تسير الأمور ولماذا تجرى هكذا؟ لماذا يتجبر الطغاة وتسود الحروب ويقتل الأبرياء ويذداد الاثرياء ثراء ويذداد الفقراء جوع؟ ولماذا تعمي القسوة القلوب وأين هو الله من مرض الطيبين وموت الأطفال وحيرة الشباب؟ ذهب الشاب بهذه التساؤلات وغيرها الي أبيه الشيخ لعله يستريح ويجد الأجابات الشافيه وتستعيد نفسه المتعبة الصحة والعافية ..
قال له الأب الشيخ : أفهم يا أبنى ان لك حق مشروع لتتسأل وتفهم وتعرف، وهناك أشياء نفهمها وندركها حسب وعينا ومحدوديتنا وأخرى نجتهد فيها ومع الوقت نكتشفها وندرك أبعادها فنحن فى نمو دائم فى المعرفة وان أردنا ان نكون حكماء فعلينا أن نقترب من معلم الحكمة ومصدرها ..
قال الشاب: ومن هو معلم الحكمة وما هى مصادرها؟
قال الشيخ : السيد المسيح هو معلم الحكمة الأول وفيه مذخر لنا كل كنوز الحكمة والعلم {المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم} (كو 2: 3) ومعه وبه نتذوق ونعرف الحقائق الروحية ونعرف الحق ونتمتع به ونعرف خطة الله الخلاصية لنا ونحيد عن الشر ونصنع الخير دون أن نغيّر من نجاح الأشرار ولا نخاف من مؤامراتهم. من خلال الإيمان نعرف الله ونعاين وندرك ما يبدو للآخرين غير مدرك ولا مفهوم. وكلما عشنا مع الله فاننا ننمو فى المعرفة والحكمة والفهم ويهبنا هو من روحه نعمة وحكمة وفهم ورجاحه قلب.
قاطع الشاب المتطلع للحكمة أبيه الروحي قائلا: أرى داخلى صراع بين الخير والشر وبين الروح والجسد .. ورغم أنى نشأت فى بيئة مسيحية وعمل أهلى على تربيتى تربية صالحة فها أنا قلق أصارع بين أن أنساق وراء أصدقاء السوء وبين حياة الجهاد الروحي! وأبحث عن الحكمة وأريد الفهم؟
أجابة الأب الروحي قائلا.. ها أنت قد صرت شابا يا أبنى وعليك ان تعتمد على نفسك ويكون لديك الوعى والادراك الكافي لتتحمل مسئولية حياتك أمام الله والمجتمع. وعليك ان تشكر الله يا أبنى على نشأتك في بيئة صالحة وتحيا فى شكر وأمتنان لأهلك الطيبين وتربيتهم الحسنة وعليك ان تمييز بين الخير والأمور المخالفة وتقول نعم لما يوافق قيمك ومبادئك وتقول لا لما يضرك ويؤذيك ولا يبنى مستقبلك.
تسلح يا أبنى بمحبة الله وحدد ماذا تريد أن تكون عليه فى الغد القريب والبعيد؟ فسيبقى الصراع بين الخير والشر خارجك فلن تستطيع التحكم فيه وستبقى الحروب والشرور مادام هناك أناس لهم أهواء ونزوات وأطماع ومصالح وكل واحد سيحاسب على أفكاره وأقواله وأعماله. ولكن الأهم يا ولدى ان يتنهي هذا الصراع داخلك أنت وتختار الحكمة والفهم والخير وتصمم على أتباعه. وكلما سرنا فى طريق الله بهدف واضح وقلب غير منقسم خف الصراع وأنتصرت الأرادة الصالحة وتقويت بالنعمة وأدركت النجاح ونلت الحكمة.
أعمل يا أبنى على تقوية روحك بالصلاة وبكلمة الله القوية ولا تنساق وراء شهوات الجسد ولكن أضبطه وربيه ولا تنساق وراء أصدقاء السوء بل أسلك بفكر القديسين وأقتدي بهم... قد يحتاج الأمر منك الى جهاد ولكن عليك أن تعلم أنك لست وحدك فى الطريق بل ستجد الله لك معين. صلى من كل قلبك وأطلب معونة السماء وحكمة من الله. لقد طلب سليمان الحكمة من الله وأستحسن الله الطلب وأعطاها أياه. وعندما سُئل الانبا انطونيوس ما هي أعظم الفضائل؟ أجاب : انه الحكمة والأفراز، بالحكمة الروحية يميز الانسان بين الخير والشر والحق والباطل ويسلك فى الفضيلة بحكمة {فالحكيم عيناه فى راسه اما الجاهل فيسلك فى الظلام }(جا 14:2(.
+ سأل الشباب الأب الشيخ وما الفرق بين الحكمة الروحية والمعرفة والعلم يا أبى لانى أقراء كثيرا لكنى كلما أذداد علم ومعرفة فاذ بى أذداد قلق وغم ومع هذا فاني نفسي لا تشبع وأريد تلك الحكمة الروحية والسلوك فى الفضيلة وطريق الله؟
أجابه الأب الشيخ قائلا: أن الحكمة الروحية يا أبنى نحصل عليها من روح الله القدوس فهو روح الحكمة والمشورة والفهم { ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب } (اش 11 : 2). والذى يريد ان يسكن فيه روح الله لابد ان يتوب ويستجيب لعمل النعمة { ان الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر ولا تحل في الجسد المسترق للخطية} (حك 1 : 4).
الحكمة الروحية يا أبنى تنبع أولا من معرفتنا لحقيقة انفسنا ومعرفتنا لله ومشيئته فى حياتنا وهكذا تجعلنا نفكر ونتصرف حسنا في سلوك يتسم بمخافة الله ومحبته والعمل علي رضاه {من هو حكيم وعالم بينكم، فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة } (يع 13:3) الحكيم يقيم توازن بين حياته على الارض كسفير للسماء فى غربة موقته وبين حياته الابدية وان كانت تعوزنا حكمة فلنطلب من الله { ان كان احدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له} (يع 1 : 5). الحكمة تختلف عن المعرفة فهناك أناس عندهم معرفة ومعلومات كثيرة ولكنهم لا يستخدمونها بصورة صحيحة لآنّهم يفتقرون الى الحكمة التي يهبها الروح القدس من فوق، وهناك ناس اذكياء ولكن قد ينقصهم الحكمة للفهم والتدبير والرؤية الصحيحة للأحداث، بينما الشخص الحكيم يطلب التمييز وأختيار الصواب والمشورة والتدبير وهذه نطلبها من ربنا يسوع المسيح الذى يجعلنا نتصرف بالبساطة الحكيمة الطاهرة الرحيمة والوديعة كما يليق بابناء الله القديسين فى تكامل وتوازن واتزان والتزام روحى وكما جاء فى الإنجيل { من هو حكيم وعالم بينكم فلير اعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة. ولكن ان كان لكم غيرة مرة وتحزب في قلوبكم فلا تفتخروا وتكذبوا على الحق. ليست هذه الحكمة نازلة من فوق بل هي ارضية نفسانية شيطانية. لانه حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل امر رديء. واما الحكمة التي من فوق فهي اولا طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوة رحمة واثمارا صالحة عديمة الريب والرياء وثمر البر يزرع في السلام من الذين يفعلون السلام}(يع 13:3-1).
+ قال الشاب .. أن الحديث معك لا يجب ان ينتهي يا أبتى ولكن لدى الكثير من التسأولات وسيطول بنا اللقاء ولكن عرفنى يا أبى كيف أقتنى هذه الحكمة وما هى مصادرها؟
أجاب الشيخ قائلا : أن أهم مصدر يا أبنى أريد أن تأخذ منه حكمة هو الروح القدس واهب الحكمة فهو نبع لا ينضب ابدا فى انساننا الداخلى.. { وقف يسوع ونادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي ويشرب. من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه } (يو37:7-39 ). لهذا كان القديسين يصلون طالبين أن يملائهم الله وتلاميذهم من الروح القدس { لا ازال شاكرا لاجلكم ذاكرا اياكم في صلواتي. كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح ابو المجد روح الحكمة والاعلان في معرفته. مستنيرة عيون اذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين. وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته} (اف 16:1-19). بسر العماد والميرون المقدس نصبح أهلا لسكنى وعمل الروح القدس فينا ويجب علينا ان لا نحزن روح الله بخطايانا. وعلينا ان ننقاد له فى افكارنا وسلوكنا ونطلب ارشاده وهو يعلمنا كل شئ ويهبنا قوة وحكمة { فمتى ساقوكم ليسلموكم فلا تعتنوا من قبل بما تتكلمون ولا تهتموا بل مهما اعطيتم في تلك الساعة فبذلك تكلموا لان لستم انتم المتكلمين بل الروح القدس } (مر 13 : 11). الروح القدس يهبنا ثمار ومواهب الروح ويلهب قلوبنا بمحبة الله حتى المنتهى { لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} (رو 5 : 5(.
+ سأل الشاب الأب الروحي قائلا: وأي الكتب تنصحنى بقراءته يا أبي لأنمو فى الحكمة والفهم؟
أجابه الأب قائلا.. أقراء يا أبنى ما يبنيك وينفعك فى زمن قل فيه القراء وتباعدوا الى مصادر قد تكون ضارة للمعرفة أو مولدة للهم والقلق وتجمعوا حول التلفيزيون والدش والكمبيوتر والجرائد ولكن هذه المصادر يجب ان ننتقى منها ما نسمعه ونشاهده فيها حتى ننتفع ولا تضرنا ولكنى اوصيك أولا با أبنى بالقراءة فى الكتاب المقدس وأسفار الحكمة فهى مصدر لا ينضب من الحكمة وكتبه اناس الله القديسين مسوقين بالروح القدس ومن خلالها يتحدث الله الينا.. الكتاب المقدس هو ينبوع للحكمة { ينبوع الحكمة كلمة الله في العلى ومسالكها الوصايا الازلية} (سير 1 : 5) وبه نعرف ارادة الله الصالحة والكاملة نحونا، ان عقولنا وقلوبنا وارواحنا تستنير بكلام الله { سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي }(مز 119 : 105). كلام الله يا أبنى يهبنا قداسة ومعرفة { قدسهم في حقك كلامك هو حق }(يو 17 : 17). كما ان الجهل بكلام الله هلاك{ قد هلك شعبي من عدم المعرفة لانك انت رفضت المعرفة ارفضك انا} (هو 4 : 6). فان معرفة الكتاب حياة ابدية { وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته} (يو 17 : 3). فكلام الله لابد ان ياتى ثماره متى حفظناه وعملنا به وشهدنا له وعلمناه .
+ قال الشاب وقد طال اللقاء مع الأب الروحي : لقد تعلمت منك الكثير يا أبتى وقد رافقنا الله بروحه فى هذا اللقاء وكم نحن فى حاجة لأمثالك يا أبى ليروي حاجتنا الى الحكمة والسلوك الحسن والتفكير السليم فى حياتنا ولكي تشبع نفوسنا من المعرفة الروحية.
أجابه الأب الروحي .. نحن جميعا يا أبنى نحتاج الى التلمذة والتعلم من أناس الله القديسين الذين تعبوا وجاهدوا فى اقتناء الفضيلة والحكمة. ولدينا الكثير من القديسين الذين عاشوا وكتبوا كنوز من الحكمة وكم نحن محظوظين أذ نتعلم من أباء الكنيسة ومعلميها.. من اجل هذا يدعونا الانجيل لنتمثل بايمانهم وفضائلهم {اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم} (عب 13 : 7). لقد برع ابائنا القديسين فى اقتناء الافراز والحكمة والتمييز والتدقيق فى السلوك وكان الزائرين يأتون اليهم ليقولوا لهم كلمات قليلة ليخلصوا ويروا أعمالهم الحسنة ويقتدوا بها. ونحن نحتاج لحكمة هؤلاء القديسين والتلمذة عليها فى افراز وحكمة. نحتاج للسلوك فى الفضيلة بافراز دون تطرف او مغالاة فنعرف متى نتكلم وماذا نتكلم ومتى نصمت، ونعرف ان نفرق بين التواضع والكبرياء واحترام الذات، وبين اداء المسؤلية والأدانة، وبين الوداعة واالحزم وبين الطاعة للحق والشهادة لله والدفاع عنه. نتعلم من القديسين كيف نتصرف فى الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة وبالاسلوب اللائق فى بعد عن السطحية او التعقيد وفي اتزان والتزام لاسيما فى الامور المصيرية. عليك يا أبنى أن تتعلم من خبراتك الحياتية وبالتفكير والتأمل فى الاحداث تكون كما يريد لك الله فالعقلاء في الكلام يتممون اعمالهم بالحكمة ويفيضون الامثال السديدة (سيراخ 18:29). الحكمة يا أبنى هو عين القلب التي تفرز الأفكار والأعمال مميزة إيّاها. وهى عطية إلهية يلزمنا أن نثابر في طلبها بلجاجة من الله .
وهنا أستاذن الأب الروحي من الشاب الطموح على وعد معا للحديث وأمل باللقاء فى جلسات روحية أخرى ....
آية وقول وحكمة ليوم الثلاثاء الموافق 12/2
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ تَرْنِيمَاتٍ صَارَتْ لِي فَرَائِضُكَ فِي بَيْتِ غُرْبَتِي. ذَكَرْتُ فِي اللَّيْلِ اسْمَكَ يَا رَبُّ وَحَفِظْتُ شَرِيعَتَكَ.} (مز54:119-55)
قول لقديس..
( لنتأمل في سلوك البار، فإنه يقول بأنه يتذكر أحكام اللَّه التي هي منذ الدهر وإلى الدهر تظهر لكل واحدٍ فتعزيه، فلا يعود يعرف الحزن ولا القلق، إذ يقول: "إن آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا" رو18:8.) العلامة أوريجينوس
حكمة للحياة ..
+ في الايمان مات هؤلاء اجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها واقروا بانهم غرباء ونزلاء على الارض (عب 11 : 13)
These all died in faith, not having received the promises, but having seen them afar off were assured of them, embraced them and confessed that they were strangers and pilgrims on the earth (Heb 11 : 13)
صلاة..
" الرب راعي فى غربة العمر الطويل، بحبه يشملنى فلا أخاف من هول الليل ولا تجارب يصنعها عدو الخير. وعودك تعزينى وكلمتك تغذيني وحضورك يرد نفسي وتعزياتك تسندنى. معين وناصرى أ وقوتى وتسبحتى هو الرب وقد صار ليّ خلاصا مقدسا، تقودنى فى الطريق الصعبة وتحملنى على منكبيك بين الجبال الوعرة والمنخفضات الوعرة، تداوى جراحي كسامرى صالح. أسمك ترنيمتى وفرحي فى الليل وبالنهار سر نصرتى أنت يارب فبك تفتخر نفسي على مدى الأيام، أمين"
من الشعر والادب
" أصرخ لالهك"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
لما تواجه أخطار وظلام وهول الليل
لما تداور مش لاقى خيط نور ودليل
وتحيا وكأنك وحيد فى الغربة ذليل
ولما تتعب وتخور قواك وأنت عليل
لما الحزن يحاصرك قوم شد الحيل
أصرخ وصلي لربك وهو يشيلك شيل
يديك حكمة وقوة وسلام وفرح جزيل
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 12/2
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعَ عَشَرَ
مز 49:119-56(ز)
49اُذْكُرْ لِعَبْدِكَ الْقَوْلَ الَّذِي جَعَلْتَنِي أَنْتَظِرُهُ. 50هَذِهِ هِيَ تَعْزِيَتِي فِي مَذَلَّتِي لأَنَّ قَوْلَكَ أَحْيَانِي. 51الْمُتَكَبِّرُونَ اسْتَهْزَأُوا بِي إِلَى الْغَايَةِ. عَنْ شَرِيعَتِكَ لَمْ أَمِلْ. 52تَذَكَّرْتُ أَحْكَامَكَ مُنْذُ الدَّهْرِ يَا رَبُّ فَتَعَزَّيْتُ. 53الْحَمِيَّةُ أَخَذَتْنِي بِسَبَبِ الأَشْرَارِ تَارِكِي شَرِيعَتِكَ. 54تَرْنِيمَاتٍ صَارَتْ لِي فَرَائِضُكَ فِي بَيْتِ غُرْبَتِي. 55ذَكَرْتُ فِي اللَّيْلِ اسْمَكَ يَا رَبُّ وَحَفِظْتُ شَرِيعَتَكَ. 56هَذَا صَارَ لِي لأَنِّي حَفِظْتُ وَصَايَاكَ.
تأمل..
+ كلام الله تعزيتنا... المؤمن يدرك مع داود النبى ان وصايا الله هى تعزيته فى غربته على الأرض وسلامه فى الضيق ومعينه وسط الشدائد وقوته فى التعب. أن سرّ تعزيتنا هو وعود الله الصادقة التي ترفع المؤمن من المذلة وتهبه الحياة وتفتح له باب الرجاء في الحياة الأبدية. وفي زمن الضيقات والتجارب، حيث مذلة النفس المتروكة والمستسلمة للمجرب فانها تجد فى الله وكلامه القوة والخلاص والعون فليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله. وأن كانت الخطية تفقد الإنسان الرجاء وتورثه القلق والمرض والحزن والهلاك، فقد جاء كلمة اللَّه ليهبنا الرجاء الصالح في الحياة الأبدية حتى لايهاب متاعب هذا الزمان الحاضر وضيقاته ويجاهد فى إيمان ومحبة وعلى رجاء.
+ العمل الإيجابي فى مواجة الأعداء... لم يطلب المرتل إبادة المتكبرين المقاومين له من أجل عداوتهم له، إنما يطلب أن يحفظه اللَّه كي لا ينحرف بسببهم أو يميل عن الطريق الملوكي يمينًا أو يسارًا، ويهتم وينشغل بالصلاة وعمل وصايا الله وكأن المرنم يقول: لا أريد أن أنشغل بالسلبيات، أي بالهجوم الموجه ضدي، وإنما أهتم بالإيجابيات أي بالتأمل في أحكامك والتمتع بتعزياتك. بهذا لا يعطى للأشرار فرصة تحقيق رغبتهم من جهته. فليفعل الأشرار ما يريدون، وليستخدموا كل طرق العنف الظاهر أو التهديدات أو الخداع والكلمات المعسولة. ففي هذا كله يبقى المؤمن في طريقه الملوكي، طريق الوصية لا يحيد عنها. أما سنده في هذا فهو معاملات اللَّه مع أولاده {تذكرت أحكامك يا رب منذ الدهر فتعزيت} الله لم يتخلَّ اللَّه عنا، بل ومنذ وُجد الإنسان بقى اللَّه أمينًا في مواعيده ووعوده لشعبه ومؤمنيه، ولم يدع عصا الأشرار تستقر على نصيب الصديقين، فالتأمل في معاملات اللَّه في العهدين القديم والجديد وفي تاريخ الكنيسة عبر كل الأجيال يعطي تعزيات ليست بقليلة، فلا نخاف من مؤامرات المتكبرين وتهديداتهم بل نصلى ليرجعوا من الظلمات الي النور ويرجعوا الي الله بالتوبة ..
+ تعزية في العبادة الخاصة .. يحزن المرتل من أجل المتكبرين المصرّين على عدم التوبة ويشتاق أن يتمتعوا معه بالمجد الداخلي وتعزيات كلمة اللَّه وعذوبتها. وسط هذه الآلام التي تجتاز نفسه الخادمة لكل إنسانٍ، والمشتاقة إلى خلاص الكل. يدرك المرتل أن الدخول إلى أعماق الوصية يرد له فرحه وتهليله وسط شعوره بالغربة وتتحول الوصية إلى تسبحة حب تقوده إلى الفرح الداخلي مع تهليلات القلب وتسابيح الفم. بالصلاة في ليل وظلمة العالم وبالعلاقة مع الله يسر المؤمن ويفرح {ذكرت في الليل اسمك يا رب، وحفظت شريعتك. هذه كانت مسرة لي، لأني لحقوقك ابتغيت} وكم نحتاج أن نتذكر اللَّه وتعاليمه في كل وقت، خاصة عندما تكون الظلمة حولنا أي عندما تدخل شهوة دنسة إلى نفوسنا، وتفقدنا صوابنا، عندئذ يلزمنا أن نتذكر تعاليم اللَّه الخاصة بضبط النفس.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)