السبت، 24 فبراير 2018
المؤمن والأنتصار فى الحروب الروحية
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
التجارب في حياتنا ...
+ التجارب والضيقات تأتي علي كل الناس فكل الخليقة تئن وتتمخض { فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعاً إِلَى الآنَ} (رو 8 : 22). المشكلات والتجارب ليست دليل علي تخلي الله عنا، وعلينا أن نتعلم ونجاهد لكي نتغلب عليها ونواجهها وننتصر وننجح ونحقق نمونا الروحي ونجاحنا العملي. ونحن نسمع صوت الرب يسوع المسيح يقول لنا في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا اني قد غلبت العالم، السيد المسيح رئيس ايماننا قد جُرب وخرج منتصراً وهو قادر ان يعين المجربين.
+ الحروب الروحية تعلم وتقوى المؤمنين وتنقيهم وتكللهم وبواسطتها ننمو روحيا ونتعلم الثبات في الرب. نصرتنا فى الحروب الروحية أكيدة أن تمسكنا بايماننا بالسيد المسيح الذى أنتصر وهو علمنا كيف نقاوم إبليس فيهرب منا. لقد جرب الشيطان معلمنا ومخلصنا الصالح بالأكل بعد الجوع ورغم أن أشباع جوعنا شئ طبيعي لكننا لن نشبعه بطاعة إبليس أو بطريقة غير مشروعه هكذا ليس خطأ أشباع حاجتنا للحب ولكن الخطأ هو أشباعه بشهوات وعلاقات خاطئة تقود للخطية والموت الروحي. لقد أنتصر السيد المسيح على حرب إبليس له بافكار العظمة والكبرياء عندما قال له ان يلقى بنفسه عن جناح الهيكل فى أبهار للناس بالمعجزات ولكن الرب أنتصر بالتواضع وأنكار الذات. وأخيراً حاربه الشيطان بترك الصليب ونهج الطريق السهل قائلاً: أعطيك ممالك الأرض كلها إن خررت وسجدت لي بدل أن تملك على قلوب البشر بالصليب. فانتصر الرب لنا وعلمنا ان لا نشتهي غرور وملك العالم بل نتطلع الي امجاد السماء مقدمين السجود والشكر لله.
الأنتصار فى الحروب الروحية ... علينا أن ندرك أن إبليس عدونا يجول ملتمساَ من يبتلعه ويجب أن نقاومه راسخين فى الإيمان، فالنصرة أكيدة عندما نقاوم إبليس ونثبت فى كلمة الله ونلبس أسلحة الحرب الروحية ونصوم ونصلي طالبين الغلبة والنصرة من رئيس إيماننا ومكمله الرب يسوع الذى قال لنا {هذا الجنس لا يخرج إلاَّ بالصلاة والصوم}. أن الشيطان يعمل جاهدا إن يدخل طرق العالم حتى فى الكنيسة، ولدى مؤمنيها بمحبة المال، أو بالمكر والدهاء والكذب لعقول البعض تحت اسم الحكمة، أو أن الغاية تبرر الوسيلة، الشيطان يطل علينا عن طريق التلفزيون والدش والنت فبدل أن يسمع الطفل صوت الترتيل والعبادة يسمع ويرى المناظر الخليعة واصبحنا محاصرين باغراءات العالم. والحق يقال أن شبابنا يحيوا وكانهم في أتون النار فلابد ان نتحصن بالايمان وبالصوم والصلاة مع التواضع والصبر فدانيال سد أفواه الأسود بالصوم والصلاة. وبالصلاة والصوم علي المستوى الجماعي راينا كيف قبل الله توبة أهل نينوى ورحمهم وغفر لهم خطاياهم ورفع غضبه عنهم. وأولادنا في المدارس والجامعات يواجهوا حرب الإلحاد والانحراف الخلقي ودعوات ترك الإيمان المستقيم وعلينا أن نتقوى ونقويهم ونحصنهم ولا تفتر محبتنا لهت أبداً. وفى ثقة بالله نلبس اسلحة الحرب الروحية القادرة بالمسيح يسوع على هدم حصون، وإخضاع كل فكر لطاعة المسيح.
التجربة على الجبل وتجارب المؤمنين؟
+ نتعرض فى حياتنا الي تجربة وحرب الشك في أبوة الله لنا {إن كنت ابن الله لماذا يتركك جائعاً؟ ولماذا يسمح الله بالمرض وبالفشل وبموت أحبائنا؟. ولماذا يتعرض المسيحيين للظلم والاضطهاد؟. لكن علينا ان نعي أن الطريق الي السماء ليس مفروش بالورود، ولم يدعونا الرب الي الطريق الرحب والسهل بل الي الطريق الضيق والكرب.{ بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله} (اع 14 : 22). رغم وعورة الطريق الروحي فان الله مهده لنا بل صار لنا السيد نفسه هو الطريق والحق والحياة ووعدنا أنه سيكون معنا كل الأيام والي أنقضاء الدهر.
لقد صام المسيح عنا أربعين نهارًا وأربعين ليلة وقد سمح للشيطان أن يجربه وأنتصر، وقد أورد الإنجيل عينات من هذه التجارب تجربة الخبز وتجربة مجد العالم وتجربة إلقاء المسيح نفسه من على جناح الهيكل وقد أنتصر الرب في كل التجارب وكسر شوكة الشيطان عنا واستخلص لنا بصومه المقدس نصرة على جميع سهام الشرير الملتهبة نارًا. أن للتجارب الروحية مداخلها ومنها مدخل الجسد واحتياجاته وعلينا ان نتحصن بالشبع بكلمة الله. والله فى محبته لنا لن يهمل أحتياجاتنا بل يشبعها بطريقة روحية ويقدس الجسد والنفس والروح. وقد يأتى الينا الشيطان بحروب الذات والكبرياء ولكن ننتصر بالتواضع والأنسحاق وطلب العون من السماء وأنكار الذات ليختفى المؤمن فى المسيح يسوع. أما مدخل المادة والممتلكات وبريق العالم الخادع فيحتاج منا الى حياة الغربة والتجرد والتطلع الي غني ملكوت الله. السيد المسيح الذى صام عنا ومن أجلنا والذى خرج منتصرًا على كل تجارب العدو قادر أن ينتصر بنا أيضا مادمنا ثابتين فيه.
الانقياد لروح الله......
+ لقد كانت التجربة على الجبل فى حياة السيد المسيح بعد المعمودية مباشرة بعد أن جاء صوت الآب من السماء شاهدًا {هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت} وبعدما حل الروح علي الرب يسوع المسيح بهيئة جسمية بشكل حمامة. كما أننا بعد المعمودية نصير أبناء لله بالتبني. ويجب أن ننقاد لروح الله لنصير أبناء لله حين نقبل نعمة البنوة ونتحد مع المسيح بشبه موته وننال نعمة الروح المعزي ونجاهد بالصلاة والصوم ونطيع الروح القدس ونسلم له حياتنا ليرشدنا ويعلمنا. والذين ينقادوا بروح الله فهولاء هم ابناء الله. الروح القدس هو الذي يرشدنا إلى جميع الحق، يعلم وينصح ويعزي ويشفع فينا بأنات لا ينطق بها ويأخذ مما للمسيح ويعطينا ويذكرنا بكل ما قاله السيد المسيح. فإن كان الإنسان ينقاد بالروح في العمل والكلام ويسلك بالروح ولا يطفئه بل يطيعه يستطيع أن ينجو من حيل إبليس وينتصر فى التجارب ويعبر الضيقات لان الله معه
+ نحن نصلي لكي لا ندخل فى التجارب لكن أن سمح الله بها نصلي أن ينجينا من الشرير ويهبنا الحكمة والنعمة والقوة للأنتصار عليها والخروج منها أكثر حكمة ونعمة وخبرة وعلينا أن ننحاز إلى المسيح ونجحد الشيطان وكل قواته الشريرة وكل نجاساته وكل حيله الردية والمضلة ولا نصدقه فهو كذاب وغاش ومقاوم لطريق وفكر الله. بعد أن خرج الشعب مع موسى من أرض العبودية واعتمدوا جميعهم في البحر الأحمر صارت الحرب مع عماليق وأنتصروا فيها بقوة الله، وبعد أن استعلن المسيح ابن الله بصوت الآب وحلول الروح القدس فقد شن إبليس الحرب الحرب عليه حتى على الصليب قال له { ان كنت أبن الله خلص نفسك} إذن التجربة قد تأتي علينا كابناء لله وهو قادر ان يعطينا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضرنا شئ.
+ لم تخلو حياة أحد من القديسين على مر العصور من التجارب { جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يضطهدون} (2تي 3 : 12). فالرسل الأطهار كم قاسوا من التجارب والتشريد والحبس والسجون الاضطهادات والضيقات والأحزان. ولكن في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا. وهكذا الشهداء والأبرار الصديقين والنساء سكان البراري ورجال الإيمان والآباء، كم قاسوا وحملوا الصليب وتجربوا وطافوا معتازين مذلين ولم يكن العالم مستحقا لهم لكن بصلواتهم أنتصروا وأستمطروا مراحم الله علي العالم كله. النصرة في المسيح وبالمسيح أكيدة. فالمسيح سحق الشيطان وبالصليب أشهرهم جهارا ظافرا بهم. رجع الشيطان مكسورًا مهانًا مذلولاً خائبًا وقال لنا رئيس هذا العالم آت ولكن ليس له فى شئ، والتمسك بالمسيح والحياة فيه، يهبنا النصرة ووعد المسيح قائم أنه أعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو الشرير. وهكذا ندرك أنه مهما طالت التجارب وتنوعت فان الغلبة النهائية هي لحساب المسيح. وما يبنيه الشيطان في سنين فان السيد المسيح يهدمه بكلمة من فيه، لأن ابن الله قد جاء لكي ينقض أعمال إبليس. وهكذا يدخل أبناء الله التجارب وهم حاملون للنصرة في داخلهم كتلميذ يدخل الامتحان مستعد للأمتحان فلا يخاف {ثقوا أنا قد غلبت العالم}. لقد أدرك القديسين أن النصرة ليست بقوتهم ولا بذراع البشر، ولا اعتمدوا على عملهم ولا على قدرتهم بل على الله وحده. فكانت لهم الغلبة والنصرة على الشيطان وكانوا يزدادون اتضاعًا وإنكارًا لذواتهم ويزدادون ثقة في الله الذي يقويهم {أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني}. ومهما حدث للمؤمن فلا يجب ان يستسلم بل عليه ان يتمسك بالرجاء وأن سقط عليه إن يقوم سريعا مقدما توبة صادقة لله الذى يقبل التائب ويقول من يقبل اليّ لا أخرجه خارجا.
التجارب وفوائدها فى حياة المؤمن...
+ أننا نصلي ونطلب من الله أن لا يدخلنا فى التجربة وأن ينجينا من الشرير لاسيما أن كانت التجربة تعثرنا أو تضعف إيماننا أو تبعدنا عن الله. لكن علينا أن ننظر إلى التجارب التي يسمح بها الله كنعمة وليس كنقمة وهى فرص للنمو الروحي والأنتصار لأن لها بركاتها الكثيرة ومنها إحساس المؤمن بوجود يد الله معه فى تجاربه وشعوره بالأكثر بالفرح، بعد أنقضائِها فعلاً ، وشكره لله عليها. التجربة تذيد المعونة والتعزية للنفس المتألمة ظلماً { لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذَلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضاً} (2كو 1 : 5). { عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي }(مز 94 : 19) التجارب تُعلم المؤمن الصابر فضائل كثيرة ، وتُشعر المؤمن بضعفه ، فلا يفتخر بعمله، أو بجهاده الروحى {إن خفة ضيقتنا الوقتية ، تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقَل مجد أبدياً } ( 2 كو 4 : 17 ) . وكما قال القديس مار إسحق السريانى ( التجارب أبواب للمواهب).
+ للتجارب بركاتها فى الأبدية ( رو 8 : 17 ) ، ( أع 14 : 222 ) فمقدار المكافأة يكون حسب صبر الإنسان على احتمالها ، وعدم تذمره عليها. وعلينا في التجارب أن نتمسك بوعود الله بإنقاذ الأتقياء وأن نصلى بروح التواضع محاربين بكل اسلحة الحرب الروحية ومنها الإيمان والتمسك بكلمة الله والصلاة والصوم والتواضع { لانك حفظت كلمة صبري انا ايضا ساحفظك من ساعة التجربة العتيدة ان تاتي على العالم كله لتجرب الساكنين على الارض (رؤ 3 : ه 10). لقد سمح ليوسف الصديق بالتجارب وحسده أخوته وباعوه عبد، وفى مصر أتهم ظلما من زوجة فوطي فار وسجن ولكن الله كان معه فكان رجلا ناجحا وحفظه الله ورفعه وأنقذ به اسرته وشعب مصر من المجاعة ومنحه الله حكمة ونعمة. في الضيقات والتجارب نري إمانة الله ، وبُطلان التعزيات الأرضية، ونتعلم أهميته التوبة والسهر الروحي والجدية، وعدم التعلق بالعالم وشهواته يقول القديس مارإسحق السريانى : ( إن كنا أشراراً ، بالأحزان نؤدب وإن كنا أبراراً بالأحزان نُختبر ).
+ أننا نصلي ونطلب من الله الذى جاء الي أرضنا وتجسد من أجل خلاصنا وشابهنا فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها، وجُرب وأنتصر علي إبليس وقام ووهبنا النصرة علي الخطية والضعف والموت والشيطان وقواته أن يهبنا النعمة والحكمة والنصرة من عنده وأن يحارب حروبنا ويحل بسلامه فى قلوبنا وبيوتنا وكنيستنا وبلادنا ويبعد عنا بقوة صليبه المحيي تجارب إبليس ويهبنا الغلبة في حروبنا الروحية ويعطينا قوة الإيمان لنتسلح باسلحة الحرب الروحية وبالصلاة والصوم والتواضع ويقودنا فى موكب نصرته ويعيننا على خلاص نفوسنا ويظهر بنا رائحة الذكية، أمين.
الخميس، 22 فبراير 2018
خير الكلام (6) الشبع بالمسيح
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{طوبي للجياع والعطاش الي البر لانهم يشبعون} (مت٦:٥)
{Blessed are those who hunger and thirst for righteousness, For they shall be filled} (Mat. 5:6)
+ فى ترحال شعب الله قديما فى صحراء جرداء كادوا أن يموتوا عطشاً وجوعاً ولم يكن الجوع بالنسبة لهم مجرّد إحساس بالمعدة الفارغة بين الوجبات، ولا العطش مجرّد رغبة في التمتّع بقليل من الماء لإرواء ظمأ عادي، إنّما كان الأمر يمثّل حياة أو موت فى حر الصحراء، كان العطش والجوع صراع من أجل الحياة والبقاء. وأمر الله موسي أن يكلم الصخرة لتخرج لهم ماء، فضربها موسي النبي بعصا الله وأنزل لهم المن من السماء فشربوا والصخرة تابعتهم مياهها فى تنقلهم وكانت الصخرة تشير الي المسيح { جميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا لانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم و الصخرة كانت المسيح} (1كو 10 :4). هكذا اشتياقنا نحن المؤمنين إلى السيّد المسيح برّنا، لا يكون ثانويًا في حياتنا، إنّما هو يمثّل حياتنا إلى الأبد أو هلاكنا الأبدي. وكما قال السيّد المسيح: {قال لهم يسوع انا هو خبز الحياة من يقبل الي فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش ابدا }(يو 6 : 35) لنشتاق إلى الأرتواء بمحبة الله فى الصلاة والتأمل وقراءة كتابه المقدس وعمل الغير ومحبة الغير ولنكن دائما كالعطشى الذين يريدوا الأرتواء { لأن عندك ينبوع الحياة}(مز 36: 9). أن الجوع والعطش الإنساني علامه صحة وحياة للانسان، فليكن جوعنا الي الله ومحبته ولعمل الخير كشوق الأيل الي جداول المياة فى حر الصحراء نأتي اليه فننهل من أنهار محبته فتفيض فينا ينبوع ماء حي، هذا تشتاق نفوسنا الي الله. وكما قال القديس اغسطينوس :( خلقنا الله علي صورته ومثاله وستظل نفوسنا قلقة وحائرة ولن تجد نفوسنا راحتها الا فيه)
+ الويل للإنسان المهتم بملاذ الدنيا الباطلة دون الشبع بالله ومحبته { الويل لكم أيها الشباعي لانكم ستجوعون} (لو٢٥:٦). { وَقَالَ لَهُمُ: «?نْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ». وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً قَائِلاً: «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَخْصَبَتْ كُورَتُهُ. فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَعْمَلُ لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟. وَقَالَ: أَعْمَلُ هَذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَلاَّتِي وَخَيْرَاتِي. وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي. فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟. هَكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيّاً لِلَّهِ»} ( لو 15:12-21). علينا أن نبتعد عن الطمع فى أموال وممتلكات العالم ونستخدم ما لدينا من أموال وممتلكات كوكلاء صالحين علي عطايا الله فى عمل الخير أما فى الروحيات فعلينا ان ننسي ما هو وراء ونمتد الي ما هو قدام. الشخص البار ليس من اقتني البر بل الجائع والعطشان الي البر والي الله دائما، يصلي ويحب الله ويقول لله معك لا اريد شئ. لكنه يظل يشتاق ان يشبع من محبة الله والي مزيد من الصلاة والاتحاد بالله والتطلع الي الخلاص الأبدي والحياة مع الله في السماء.
+ نصلي الي الله ليشبعنا بمحبته ونمتلي بعلم معرفته وننمو فى النعمة ومعرفة الله ونتحد به ونكون روح واحد معه ونشبع اذ أستيقظنا ببره ومحبته. نعطش الي الله ونرتوي وتظل اروحنا في جوع وعطش الي الله ومحبته واللقاء المشبع به. ليكن لنا كل يوم لقاء شخصي بالله وحديث محبة معه نعبر له عن محبتنا ونعرض عليه مشكلاتنا وضيقاتنا ونعلن له طلباتنا ونتعلم منه ونطلب شركة وعطية ومواهب روحه القدوس ونعلن محبته لكل احد ليذوقوا وينظروا ما أطيب الرب ، أمين.
السبت، 17 فبراير 2018
خير الكلام (5) الصداقات الروحية
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ المساير الحكماء يصير حكيما، ورفيق الجهال يضر} (ام ٢٠:١٣)
(He who walks with wise men will be wise, But the companion of fools will be destroyed)" pro 13:20"
+ الإنسان ككائن إجتماعي بطبعه لا يعيش بمعزل عن من حوله من أهل وأصدقاء وزملاء وجيران . وجيد أن يكون لنا أصدقاء ندقق فى أختيارهم، فالصديق المخلص الذي نصادقه نؤثر فيه ونتأثر به والطيور علي اشكالها تقع. وقيل فى الأمثال ( قل لي من هم أصدقائك أقول لك من أنت). علينا أن نبني أنفسنا علي الإيمان المستقيم ونعمل لنكون أصدقاء أمناء لغيرنا ونصادق من يقدمنا روحيا وعمليا لنكون ناجحين في المجتمع. وليكن الله أولاً خير صديق لنا نرجع اليه فى السراء والضراء ونأخد منه الحكمة والتعليم والعزاء والقوة ونرجع الي كتابه المقدس وفيه نري عشرة الله الطيبة مع رجال الله القديسين وكيف كان لهم صديق ومعين. ثم يكون لنا عشرة مع الملائكة والقديسين الذين هم سحابة الشهود المحيطة بنا وليسوا عنا ببعيدين، نطلب صلواتهم ومعونتهم ومن حياتهم وتعاليمهم نتعلم. وليكن لنا أصدقاء روحيين فنختار الصديق المعين فى الطريق. لقد مدح الحكيم الصديق الأمين ككنز لا يعادله شئ كدواء الحياة {الصديق الامين معقل حصين ومن وجده فقد وجد كنزا }(سير 6 : 14). {الصديق الامين لا يعادله شيء و صلاحه لا موازن له }(سير 6 : 15). {الصديق الامين دواء الحياة والذين يتقون الرب يجدونه} (سير6 :16).
+ أصدقائك هم بمثابة مرشدون لك في الحياة، ويحددوا من أنت. لذلك فان عملية اختيار الصديق هي هامة للغاية فاختار صديقك بعد تجربة وأختيار فالمواقف والشدائد هي التي تحدد نوعية الصديق الذي تعرفه وتصاحبه وتأتمنه على حياتك والامتحان للأصدقاء يوضح مدى قدرتهم على مساعدتك عند الحاجة. الصديقك الحقيقي هو الذى نتشارك معه فى المحبة بدون رياء ويكون صادق معنا فى محبته ونساعد بعض البعض على النمو الروحي ومحبة الله والنجاح العملي أما الذي يصادقك في الخطية، فليس صديقا بالحقيقة، إنما هو شريك في حياة خارج الله. الصديق الحقيقى يؤتمن على السر ويصون العشرة ولهذا قال الحكيم يشوع بن سيراخ: { ليكن المسالمون لك كثيرين، وأصحاب سرك من الألف واحدًا } (سير6:6). الصديق الأمين هو رصيد لك من الحب، ورصيد من العون وقت الضيق. لهذا عندما بدء الرسل خدمتهم أرسلهم السيد الرب أثنين أثنين { وبعد ذلك عين الرب سبعين اخرين ايضا وارسلهم اثنين اثنين امام وجهه الى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا ان ياتي} (لو 10 : 1). لهذا قال الحكيم {اثنان خير من واحد، لأن إن وقع أحدهما يقيمه رفيقه. وويل لمن هو وحده إن وقع، إذ ليس ثان ليقيمه}(12:4). الصديق الحقيقى يريد الخير لصديقه وينقذه من الخطأ ويحتمله فى ضعفه لذلك يقول الكتاب (أمينة هي جراح المحب، وغاشة هي قبلات العدو).
+ كم من اناس اضرتهم الصداقات المعثرة، فالمعشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة. أن رفيق الجهال يسمع لمشورتهم ويسلك في طرقهم وينقاد الي سلوكهم فيضرونه وقد يتسببوا في هلاكه. فلنبتعد عن الصداقات التي تضرنا في روحيا أو فكريا، والتي تتلف قلوبنا ومشاعرنا وتقودنا الي الخطية والأنحرافات . أن أول سقطة لأمنا حواء، كانت من معاشرة رديئة بجلوسها مع الحية وهلك آخاب الملك عندما سمع لنصيحة زوجته إيزابل الشريرة وكذلك ضاعت المملكة وأنقسمت في عهد رحبعام ابن سليمان لانه أستمع لاصدقاء السوء في مشورتهم .علينا أن نصلي لله لكل يهبنا حكمة من عنده، ويجعلنا اصدقاء أمناء لمن حولنا نؤثر في مجتمعنا ونكون نورا ينير للجهال وملح يعطي مذاقة روحية لمجتمعنا، نطلب حكمة من الروح القدس ليقودنا في كل عمل صالح.
الجمعة، 9 فبراير 2018
خير الكلام (4) لغتك تظهرك
خير الكلام (4)
لغتك تظهرك (مت 26 : 73)
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
لانك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان (مت 12 : 37)
"{For by your words you will be justified, and by your words you will be condemned} (Mat 12 : 37)
+ اللسان هو وسيلة لإعلان ما بداخل الإنسان وما فى قلبه من عواطف وما فى عقله من أفكار. وفي الطب يدل شكل ولون اللسان علي المرض، كذلك بالكلام نعرف ما بداخل الإنسان لهذا من الضرورة أن نضبط أنفسنا وكلامنا. ونظرا لاهمية اللسان وضعه الله داخل جدار حصين من الاسنان وكذلك شفتان { اجعل يا رب حارسا لفمي احفظ باب شفتي } (مز 141 : 3). لخطورة اللسان نرى الحكيم يقول { من يجعل حارسا لفمي وخاتما وثيقا على شفتي لئلا اسقط بسببهما ويهلكني لساني } (سير 22 : 33). ولهذا نجد الرب يسوع المسيح ينبهنا الى أهمية ضبط اللسان لئلا نقع تحت الدينونة { وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حسَاباً يَوْمَ الدِّينِ. لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ} ( مت36:12-37). فكم من حروب نشبت وعلاقات تحطمت بسبب أخطاء الكلام المسموع أو المكتوب وما ينم عنه بما فى النيات أوالأفعال أو القلوب. لهذا علينا أن نفكر جيدا قبل الحديث فلكل شئ زمان { لكل شيء زمان، ولكل أمر تحت السماء وقت.. للسكوت وقت وللتكلم وقت} (جا3: 1ـ7). علينا إن نتخير كلماتنا والوقت المناسب لها {تفاح من ذهب في مصوغ من فضة كلمة مقولة في محلها}(ام 25 : 11). قال أحد الفلاسفة ( تكلم فاعرفك ) فإن لغة الانسان تظهره. فالذى نقوله يعبر عن إنساننا الداخلى وإهتماماتنا ومواقفنا وقديما قالوا لبطرس الرسول ان لغته تدل عليه {لغتك تظهرك} (متى73:26). فلغتنا وما نقوله وننطق به، ينبغي أن تظهر اننا من أتباع المخلص العظيم. { ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحا بملح لتعلموا كيف يجب ان تجاوبوا كل واحد} (كو 4 : 6) المؤمن يتميز كلامه بالصدق والوداعة { لذلك اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه. لأننا بعضنا أعضاء بعض} (اف 4 : 25).
+ الكلام المفيد والبناء وهو تعبير عن محبتنا لله ويقوى علاقتنا الإجتماعية ويجعلنا أكثر سعادة { الكلام الحسن شهد عسل حلو للنفس وشفاء للعظام }(ام 16 : 24). علينا ان نسعى فى صنع السلام بين الناس ونبنيهم. وعلينا الالتزام بالصمت وقت الغضب لئلا نخطئ ونندم، وان كان الكلام المفيد يبني الغير فإن الكلام القاسي يهدم ويسئ ويدنس الأسماع الجيدة ويهيج الخصومة { الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط} (ام 15 : 1). يجب إن نصلى ونعترف أمام الله بخطايانا ونطلب منه ضبط حواسنا وتطهير السنتنا فببضع كلمات نال اللص الفردوس وتبرر العشار . علينا أن نتعلم استخدام السنتنا فى تسبيح الله وشكره والكرازة باسمه ويوصينا الكتاب { لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى وانتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح واغاني روحية مترنمين في قلوبكم للرب }(كو 3 : 16). نختار كلامنا بفهم بدون تطويل ممل أو إيجاز مخل { كثرة الكلام لا تخلو من معصية اما الضابط شفتيه فعاقل} (ام 10 : 19). وليكن لنا إيمان بما نقول ونعبر عن إحترامنا للذين نحدثهم بعيدا عن المكر والخبث ولا نقاطع غيرنا فى الكلام ولا نرد على سؤال لم يوجه الينا فى تطفل ومن الإتضاع ان نقدم غيرنا عن أنفسنا ولا نبتدئ بالاجابة فى مجلس وجه فيه سؤال للجميع. ونراعي وقت الغير وظروفهم وأستعدادهم للأستماع. ولنتجنب المناقشات المعثرة فان الغرض من النقاش ليس هزيمة من نحدثه وانما ان نكسب ودهم دون جرح لمشاعرهم ولنعلم أن أقصر الطرق الى كسب الجدال هو ان لا نجادل وليس من آداب النقاش مقاطعه الغير بل يجب أن نمنحهم الفرصة ليعبروا عن ارائهم ويجب ان ينتهي النقاش مهما تباعدت الاراء فى محبة وإحترام وقد تقاربت القلوب.
+ أخطاء اللسان هي خطايا مركبة تدل على ما فى داخل الإنسان فالقلب الصالح يخرج الصالحات والعكس كما ان الشجرة الجيدة تخرج ثمراً صالحاً، فعلينا أن ننقي قلوبنا ونراقب ونضبط حواسنا وأفكارنا وعواطفنا لكي يكون لساننا نقي وكلامنا كلام حكمة. الكلمات القاسية تدل على قلب قاس والكلمات المتكبرة تدل على قلب متكبر والكلام المستهتر يدل على قلب مستهتر وهكذا. فالذي يريد أن يصلح ألفاظه، عليه أن يصلح قلبه وإلا فإنه سوف يقع في خطية أخري هي الرياء فيقول ألفاظا بلسانه، عكس مشاعره وينكشف الرياء الذى يحيا فيه الإنسان.
+ نصلى ونطلب ان يهبنا الله حكمة ومعرفة وفهم قلب، ويطهر قلوبنا بنعمة روحه القدوس ويكتب شريعته داخلنا ولتسكن نعمته بغنى فينا. لتكون السنتنا قلم كاتب ماهر يقول أجمل الالحان ويسبح الله على محبته ورحمته المتجددة. وليجذبنا الله بربط المحبة لكي ننشد الحان الفرح شاكرين عظيم عمله ورعايته لنا. فما أحوجنا فى الحزن الي كلمات العزاء، وفى الضيق الى الصديق الذى ينتشلنا بكلمات الرجاء، وفى وقت الشك نحتاج الى من يثبت فينا الإيمان ويغذي فينا المحبة عديمة الرياء. وفى الشعور بالغربة والوحدة نأخذ بايدي بعضنا ونشجع الأخرين لئلا نخور فى الطريق وليملاء الله حياتنا بالبسمة الصادقة والكلمة الطيبة والمشاعر الأخوية الصادقة، أمين.
الثلاثاء، 6 فبراير 2018
خير الكلام (3) نقاوة القلب
(3)
نقاوة القلب
الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ طوبي لانقياء القلب لانهم يعاينون الله} ( مت٨:٥)
{ Blessed are the pure in heart, For they shall see God}( Mat.5:8)
+ عندما يطوب الرب يسوع المسيح أنقياء القلب ويحثنا علي الجهاد لأقتناء " نقاوة القلب" فانه كخالق لجبلتنا يدرك أهمية القلب في حياتنا الروحية { فوق كل تحفظ احفظ قلبك لان منه مخارج الحياة } (ام 4 : 23). والمقصود بالقلب ليس فقط مضخة الدم التي بها يحيا الإنسان بل يقصد به أعماق الإنسان ومشاعره ونياته، ونقاوة القلب معناها تجرده من كل شهوة شريرة، فلا يعرج المؤمن بين محبة الله، ومحبة العالم وشهواته { فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك}(مت 22 : 37). (النقاوة( تُشير إلى الغسل والتطهير كإزالة الأوساخ من الملابس، وتعني أيضًا تنقية ما هو صالح ممّا هو رديء كفصل الحنطة عن التبن، أو بمعنى وجود مادة نقيّة غير مغشوشة، كتقديم لبن نقي غير مغشوش. هكذا القلب الذي ينحني على الدوام عند أقدام ربّنا يسوع المسيح ويغتسل على الدوام بالتوبة والتناول فيتنقّى من كل شائبة { ذبائح الله هي روح منكسرة القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره}(مز 51 : 17). القلب المنسحق أمام الله يقوم الروح القدس بنعمته بحراسته، ويجاهد المؤمن فلا يترك مجالاً لفكرٍ شريرٍ أو نظرةٍ رديئة أن تقتحمه{ القلب الحكيم العاقل يمتنع من الخطايا وينجح في اعمال البر} (سير 3 : 32). بالجهاد الروحي وعمل النعمة يصفو القلب ويتنقّى بكل اشتياقاته وأحاسيسه ودوافعه فلا يطلب إلا الله وحده، فيعاينه خلال الإيمان بالروح القدس الساكن فيه.
+ من اجل نقاوة قلوبنا نحرص علي تقديس حواسنا وطهارة فكرنا وتغذيته بافكار مقدسة فيكون لنا فكر المسيح، ونعمل عل محبة الله من كل القلب فتكون لنا مشاعر الحب القوي نحو الله واخوتنا واحشاء رحمة وحنو نحو كل الخليقة. وعندما يتنقي القلب من الخطية ونحيا في مخافة ومحبة لله يحل المسيح بالإيمان في قلوبنا ونعاين جلال مجدة ونتمتع بالشركة والإتحاد به ويصير القلب مهيّأً لسكنى روح الله ويستطيع المؤمن أن يعاين الله ويشعر أنه بداخله ومعه فى كل شىء، ليس بالرؤية أو السماع الحسى، بل بالإحساس الروحى. القلب يحوي العيون التي تُعاين الله هذه العيون يتحدّث عنها الرسول بولس قائلاً: { إنارة عيون قلوبكم} (أف 1: 18). أنها تستنير بالإيمان. { لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان} (2 كو 5: 6-7).
+ سعداء ومباركين ولهم الغبطة اولئك الساعين لنقاوة قلوبهم من كل غش وخطية، الذين يعيشوا حياة العفة والنقاوة ويغتسلوا ويتطهروا من الخطية ويتبرروا في دم الحمل هولاء يُعلن الله لهم ذاته في القلب بالطريقة التي يمكن للقلب أن يحتملها لا بالعين الجسديّة، فإن الله لا يُحد بالنظر ولا بسمع الأذن، وإنما وهو غائب (بالجسد) نراه حاضراً معنا، وقد يكون موجوداً (بالجسد) ولا نراه. لذلك عاتب المخلص فيلبس قالاً : {أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس؟} (يو 14: 9) أما من استطاع أن يدرك ما هو العرض والطول والعمق والعلو ويعرف محبّة المسيح الفائقة المعرفة (أف 3: 18-19). فانه يعاين الله بالروح { لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله }(1كو 2 : 10).
الاثنين، 5 فبراير 2018
خير الكلام (2) العين البسيطة
خير الكلام
(2)
العين البسيطة
خير الكلام
الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ فَمَتَى كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً وَمَتَى كَانَتْ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ يَكُونُ مُظْلِماً.اُنْظُرْ إِذاً لِئَلاَّ يَكُونَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظُلْمَةً.} (لو 34:11-35)
{The lamp of the body is the eye. Therefore, when your eye is good, your whole body also is full of light. But when your eye is bad, your body also is full of darkness. Therefore take heed that the light which is in you is not darkness} ( Luk. 11:34-35)
+ عيوننا وانساننا الداخلي هى المرشد والقائد الذى نرى العالم به من حولنا، فلو كان قلبنا نقي وفكرنا بسيط ومقدس تكون عيوننا بسيطة مستنيرة، تنظر الي الناس والأشياء بفكر طاهر وتكون عيوننا وقلوبنا متطلعة الي السماء فلا تدنسها شهوات وملذات العالم، وتهتم بالعشرة مع الله وتبحث عن ما هو مقدس وتقول لي الحياة هي المسيح.
+ السيد المسيح هو الذى يقدس حواسنا وقلوبنا وحياتنا فهو نور العالم وعندما يحل المسيح بالإيمان في قلوبنا، نرى العالم من خلاله ونحب الجميع محبة روحية مقدسة وتكون قلوبنا ونيتنا ودوافعنا مقدسة وبفكر المسيح المسيح نحب الله والناس والاشياء ونسعي دائما ليكون سلوكنا مقدس في علاقتنا بالله والناس وأنفسنا.
+ أما العين الشريرة والقلب المظلم فلا يشتهى سوى العالم الباطل، بأمواله وملذاته. ويفقد الرؤية السليمة للناس والأشياء ويقع فريسة للنجاسة والطمع ومن ثم القلق والهم ويفقد الإنسان حريته ويستعبد للخطية أو المال ويظلم القلب ويستعبد للشهوات. أن العين كالقائد وربّان السفينة الذي إن بدأت السفينة تغرق فلا ينتفع بالخيرات الكثيرة التي تملأها؟.
+ أننا نصلي ونتضرع الي الله أن يهبنا العيون البسيطة والقلب الحكيم والفكر المقدس التي ترى العالم والناس والحياة بفكر المسيح، نطلب من أن يختن الله عيون إنساننا الداخلي بنعمته فنتقدس وتتقدس حواسنا وأرواحنا ونشبع بنعمته الغنية، ونتحلي بالتواضع والقناعة والحياء الداخلي، فلا نحسد ولا نشتهي ما ليس لنا، بل يكون المسيح هو نور حياتنا ونستنير بروحه القدوس ويصبح فكرنا مقدس وقلبنا طاهر غير منقسم وحياتنا صالحة ترضي الله، أمين.
السبت، 3 فبراير 2018
خير الكلام (1) المحبة المتبادلة
(1)
المحبة المتبادلة
{ نحن نحبه لانه هو أحبنا اولا} (١يو١٩:٤)
الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ احبنا الله وارسل أبنه الوحيد متجسداً لخلاصنا {لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية } (يو 3 : 16). بذل المخلص ذاته فداء عنا معلنا لنا محبته ولكي ينقذنا من آسر إبليس ومن الخطية والموت الأبدي وقام ليقيمنا معه ويعلمنا طريق الكمال المسيحي ويهبنا حياة ابدية.
+ لقد أحبنا الله ويرعانا ويقودنا ويعلمنا عبر أحداث وظروف الحياة المختلفة { اما انا فاني الراعي الصالح واعرف خاصتي وخاصتي تعرفني} (يو 10 : 14)
+ من أجل محبته يرحمنا ويدافع عنا وأعد لنا فى السماء مكان فى المجد لنكون معه { بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه} (1كو 2 : 9).
ونحن علينا أن نحبه لانه أحبنا ونحن بعد خطاه ونكون أوفياء له.
* نحبه ونعطيه قلبنا ونقدم له حياتنا ونخدمه بكل وزناتنا وطاقتنا وما لدينا من امكانيات.
* والذى يحب الله عليه أن يحب أخوته { وهذه هي وصيته ان نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح ونحب بعضنا بعضا كما اعطانا وصية }(1يو 3 : 23). محبة الغير وعمل الخير برهان على محبتنا لله {ايها الاحباء لنحب بعضنا بعضا لان المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله} (1يو 4 : 7)
* نصلي ليعلن لنا الله محبته ويجذبنا اليه ويقودنا ويتمجد في حياتنا باعمالنا واقوالنا، وننمو يوماً فيوم فى النعمة { انموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد الان والى يوم الدهر امين (2بط 3 : 18).
المحبة المتبادلة
{ نحن نحبه لانه هو أحبنا اولا} (١يو١٩:٤)
الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ احبنا الله وارسل أبنه الوحيد متجسداً لخلاصنا {لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية } (يو 3 : 16). بذل المخلص ذاته فداء عنا معلنا لنا محبته ولكي ينقذنا من آسر إبليس ومن الخطية والموت الأبدي وقام ليقيمنا معه ويعلمنا طريق الكمال المسيحي ويهبنا حياة ابدية.
+ لقد أحبنا الله ويرعانا ويقودنا ويعلمنا عبر أحداث وظروف الحياة المختلفة { اما انا فاني الراعي الصالح واعرف خاصتي وخاصتي تعرفني} (يو 10 : 14)
+ من أجل محبته يرحمنا ويدافع عنا وأعد لنا فى السماء مكان فى المجد لنكون معه { بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه} (1كو 2 : 9).
ونحن علينا أن نحبه لانه أحبنا ونحن بعد خطاه ونكون أوفياء له.
* نحبه ونعطيه قلبنا ونقدم له حياتنا ونخدمه بكل وزناتنا وطاقتنا وما لدينا من امكانيات.
* والذى يحب الله عليه أن يحب أخوته { وهذه هي وصيته ان نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح ونحب بعضنا بعضا كما اعطانا وصية }(1يو 3 : 23). محبة الغير وعمل الخير برهان على محبتنا لله {ايها الاحباء لنحب بعضنا بعضا لان المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله} (1يو 4 : 7)
* نصلي ليعلن لنا الله محبته ويجذبنا اليه ويقودنا ويتمجد في حياتنا باعمالنا واقوالنا، وننمو يوماً فيوم فى النعمة { انموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد الان والى يوم الدهر امين (2بط 3 : 18).
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)