الثلاثاء، 6 فبراير 2018
خير الكلام (3) نقاوة القلب
(3)
نقاوة القلب
الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ طوبي لانقياء القلب لانهم يعاينون الله} ( مت٨:٥)
{ Blessed are the pure in heart, For they shall see God}( Mat.5:8)
+ عندما يطوب الرب يسوع المسيح أنقياء القلب ويحثنا علي الجهاد لأقتناء " نقاوة القلب" فانه كخالق لجبلتنا يدرك أهمية القلب في حياتنا الروحية { فوق كل تحفظ احفظ قلبك لان منه مخارج الحياة } (ام 4 : 23). والمقصود بالقلب ليس فقط مضخة الدم التي بها يحيا الإنسان بل يقصد به أعماق الإنسان ومشاعره ونياته، ونقاوة القلب معناها تجرده من كل شهوة شريرة، فلا يعرج المؤمن بين محبة الله، ومحبة العالم وشهواته { فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك}(مت 22 : 37). (النقاوة( تُشير إلى الغسل والتطهير كإزالة الأوساخ من الملابس، وتعني أيضًا تنقية ما هو صالح ممّا هو رديء كفصل الحنطة عن التبن، أو بمعنى وجود مادة نقيّة غير مغشوشة، كتقديم لبن نقي غير مغشوش. هكذا القلب الذي ينحني على الدوام عند أقدام ربّنا يسوع المسيح ويغتسل على الدوام بالتوبة والتناول فيتنقّى من كل شائبة { ذبائح الله هي روح منكسرة القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره}(مز 51 : 17). القلب المنسحق أمام الله يقوم الروح القدس بنعمته بحراسته، ويجاهد المؤمن فلا يترك مجالاً لفكرٍ شريرٍ أو نظرةٍ رديئة أن تقتحمه{ القلب الحكيم العاقل يمتنع من الخطايا وينجح في اعمال البر} (سير 3 : 32). بالجهاد الروحي وعمل النعمة يصفو القلب ويتنقّى بكل اشتياقاته وأحاسيسه ودوافعه فلا يطلب إلا الله وحده، فيعاينه خلال الإيمان بالروح القدس الساكن فيه.
+ من اجل نقاوة قلوبنا نحرص علي تقديس حواسنا وطهارة فكرنا وتغذيته بافكار مقدسة فيكون لنا فكر المسيح، ونعمل عل محبة الله من كل القلب فتكون لنا مشاعر الحب القوي نحو الله واخوتنا واحشاء رحمة وحنو نحو كل الخليقة. وعندما يتنقي القلب من الخطية ونحيا في مخافة ومحبة لله يحل المسيح بالإيمان في قلوبنا ونعاين جلال مجدة ونتمتع بالشركة والإتحاد به ويصير القلب مهيّأً لسكنى روح الله ويستطيع المؤمن أن يعاين الله ويشعر أنه بداخله ومعه فى كل شىء، ليس بالرؤية أو السماع الحسى، بل بالإحساس الروحى. القلب يحوي العيون التي تُعاين الله هذه العيون يتحدّث عنها الرسول بولس قائلاً: { إنارة عيون قلوبكم} (أف 1: 18). أنها تستنير بالإيمان. { لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان} (2 كو 5: 6-7).
+ سعداء ومباركين ولهم الغبطة اولئك الساعين لنقاوة قلوبهم من كل غش وخطية، الذين يعيشوا حياة العفة والنقاوة ويغتسلوا ويتطهروا من الخطية ويتبرروا في دم الحمل هولاء يُعلن الله لهم ذاته في القلب بالطريقة التي يمكن للقلب أن يحتملها لا بالعين الجسديّة، فإن الله لا يُحد بالنظر ولا بسمع الأذن، وإنما وهو غائب (بالجسد) نراه حاضراً معنا، وقد يكون موجوداً (بالجسد) ولا نراه. لذلك عاتب المخلص فيلبس قالاً : {أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس؟} (يو 14: 9) أما من استطاع أن يدرك ما هو العرض والطول والعمق والعلو ويعرف محبّة المسيح الفائقة المعرفة (أف 3: 18-19). فانه يعاين الله بالروح { لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله }(1كو 2 : 10).
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق