السبت، 17 فبراير 2018
خير الكلام (5) الصداقات الروحية
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ المساير الحكماء يصير حكيما، ورفيق الجهال يضر} (ام ٢٠:١٣)
(He who walks with wise men will be wise, But the companion of fools will be destroyed)" pro 13:20"
+ الإنسان ككائن إجتماعي بطبعه لا يعيش بمعزل عن من حوله من أهل وأصدقاء وزملاء وجيران . وجيد أن يكون لنا أصدقاء ندقق فى أختيارهم، فالصديق المخلص الذي نصادقه نؤثر فيه ونتأثر به والطيور علي اشكالها تقع. وقيل فى الأمثال ( قل لي من هم أصدقائك أقول لك من أنت). علينا أن نبني أنفسنا علي الإيمان المستقيم ونعمل لنكون أصدقاء أمناء لغيرنا ونصادق من يقدمنا روحيا وعمليا لنكون ناجحين في المجتمع. وليكن الله أولاً خير صديق لنا نرجع اليه فى السراء والضراء ونأخد منه الحكمة والتعليم والعزاء والقوة ونرجع الي كتابه المقدس وفيه نري عشرة الله الطيبة مع رجال الله القديسين وكيف كان لهم صديق ومعين. ثم يكون لنا عشرة مع الملائكة والقديسين الذين هم سحابة الشهود المحيطة بنا وليسوا عنا ببعيدين، نطلب صلواتهم ومعونتهم ومن حياتهم وتعاليمهم نتعلم. وليكن لنا أصدقاء روحيين فنختار الصديق المعين فى الطريق. لقد مدح الحكيم الصديق الأمين ككنز لا يعادله شئ كدواء الحياة {الصديق الامين معقل حصين ومن وجده فقد وجد كنزا }(سير 6 : 14). {الصديق الامين لا يعادله شيء و صلاحه لا موازن له }(سير 6 : 15). {الصديق الامين دواء الحياة والذين يتقون الرب يجدونه} (سير6 :16).
+ أصدقائك هم بمثابة مرشدون لك في الحياة، ويحددوا من أنت. لذلك فان عملية اختيار الصديق هي هامة للغاية فاختار صديقك بعد تجربة وأختيار فالمواقف والشدائد هي التي تحدد نوعية الصديق الذي تعرفه وتصاحبه وتأتمنه على حياتك والامتحان للأصدقاء يوضح مدى قدرتهم على مساعدتك عند الحاجة. الصديقك الحقيقي هو الذى نتشارك معه فى المحبة بدون رياء ويكون صادق معنا فى محبته ونساعد بعض البعض على النمو الروحي ومحبة الله والنجاح العملي أما الذي يصادقك في الخطية، فليس صديقا بالحقيقة، إنما هو شريك في حياة خارج الله. الصديق الحقيقى يؤتمن على السر ويصون العشرة ولهذا قال الحكيم يشوع بن سيراخ: { ليكن المسالمون لك كثيرين، وأصحاب سرك من الألف واحدًا } (سير6:6). الصديق الأمين هو رصيد لك من الحب، ورصيد من العون وقت الضيق. لهذا عندما بدء الرسل خدمتهم أرسلهم السيد الرب أثنين أثنين { وبعد ذلك عين الرب سبعين اخرين ايضا وارسلهم اثنين اثنين امام وجهه الى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا ان ياتي} (لو 10 : 1). لهذا قال الحكيم {اثنان خير من واحد، لأن إن وقع أحدهما يقيمه رفيقه. وويل لمن هو وحده إن وقع، إذ ليس ثان ليقيمه}(12:4). الصديق الحقيقى يريد الخير لصديقه وينقذه من الخطأ ويحتمله فى ضعفه لذلك يقول الكتاب (أمينة هي جراح المحب، وغاشة هي قبلات العدو).
+ كم من اناس اضرتهم الصداقات المعثرة، فالمعشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة. أن رفيق الجهال يسمع لمشورتهم ويسلك في طرقهم وينقاد الي سلوكهم فيضرونه وقد يتسببوا في هلاكه. فلنبتعد عن الصداقات التي تضرنا في روحيا أو فكريا، والتي تتلف قلوبنا ومشاعرنا وتقودنا الي الخطية والأنحرافات . أن أول سقطة لأمنا حواء، كانت من معاشرة رديئة بجلوسها مع الحية وهلك آخاب الملك عندما سمع لنصيحة زوجته إيزابل الشريرة وكذلك ضاعت المملكة وأنقسمت في عهد رحبعام ابن سليمان لانه أستمع لاصدقاء السوء في مشورتهم .علينا أن نصلي لله لكل يهبنا حكمة من عنده، ويجعلنا اصدقاء أمناء لمن حولنا نؤثر في مجتمعنا ونكون نورا ينير للجهال وملح يعطي مذاقة روحية لمجتمعنا، نطلب حكمة من الروح القدس ليقودنا في كل عمل صالح.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق