الخميس، 22 فبراير 2018
خير الكلام (6) الشبع بالمسيح
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{طوبي للجياع والعطاش الي البر لانهم يشبعون} (مت٦:٥)
{Blessed are those who hunger and thirst for righteousness, For they shall be filled} (Mat. 5:6)
+ فى ترحال شعب الله قديما فى صحراء جرداء كادوا أن يموتوا عطشاً وجوعاً ولم يكن الجوع بالنسبة لهم مجرّد إحساس بالمعدة الفارغة بين الوجبات، ولا العطش مجرّد رغبة في التمتّع بقليل من الماء لإرواء ظمأ عادي، إنّما كان الأمر يمثّل حياة أو موت فى حر الصحراء، كان العطش والجوع صراع من أجل الحياة والبقاء. وأمر الله موسي أن يكلم الصخرة لتخرج لهم ماء، فضربها موسي النبي بعصا الله وأنزل لهم المن من السماء فشربوا والصخرة تابعتهم مياهها فى تنقلهم وكانت الصخرة تشير الي المسيح { جميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا لانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم و الصخرة كانت المسيح} (1كو 10 :4). هكذا اشتياقنا نحن المؤمنين إلى السيّد المسيح برّنا، لا يكون ثانويًا في حياتنا، إنّما هو يمثّل حياتنا إلى الأبد أو هلاكنا الأبدي. وكما قال السيّد المسيح: {قال لهم يسوع انا هو خبز الحياة من يقبل الي فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش ابدا }(يو 6 : 35) لنشتاق إلى الأرتواء بمحبة الله فى الصلاة والتأمل وقراءة كتابه المقدس وعمل الغير ومحبة الغير ولنكن دائما كالعطشى الذين يريدوا الأرتواء { لأن عندك ينبوع الحياة}(مز 36: 9). أن الجوع والعطش الإنساني علامه صحة وحياة للانسان، فليكن جوعنا الي الله ومحبته ولعمل الخير كشوق الأيل الي جداول المياة فى حر الصحراء نأتي اليه فننهل من أنهار محبته فتفيض فينا ينبوع ماء حي، هذا تشتاق نفوسنا الي الله. وكما قال القديس اغسطينوس :( خلقنا الله علي صورته ومثاله وستظل نفوسنا قلقة وحائرة ولن تجد نفوسنا راحتها الا فيه)
+ الويل للإنسان المهتم بملاذ الدنيا الباطلة دون الشبع بالله ومحبته { الويل لكم أيها الشباعي لانكم ستجوعون} (لو٢٥:٦). { وَقَالَ لَهُمُ: «?نْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ». وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً قَائِلاً: «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَخْصَبَتْ كُورَتُهُ. فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَعْمَلُ لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟. وَقَالَ: أَعْمَلُ هَذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَلاَّتِي وَخَيْرَاتِي. وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي. فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟. هَكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيّاً لِلَّهِ»} ( لو 15:12-21). علينا أن نبتعد عن الطمع فى أموال وممتلكات العالم ونستخدم ما لدينا من أموال وممتلكات كوكلاء صالحين علي عطايا الله فى عمل الخير أما فى الروحيات فعلينا ان ننسي ما هو وراء ونمتد الي ما هو قدام. الشخص البار ليس من اقتني البر بل الجائع والعطشان الي البر والي الله دائما، يصلي ويحب الله ويقول لله معك لا اريد شئ. لكنه يظل يشتاق ان يشبع من محبة الله والي مزيد من الصلاة والاتحاد بالله والتطلع الي الخلاص الأبدي والحياة مع الله في السماء.
+ نصلي الي الله ليشبعنا بمحبته ونمتلي بعلم معرفته وننمو فى النعمة ومعرفة الله ونتحد به ونكون روح واحد معه ونشبع اذ أستيقظنا ببره ومحبته. نعطش الي الله ونرتوي وتظل اروحنا في جوع وعطش الي الله ومحبته واللقاء المشبع به. ليكن لنا كل يوم لقاء شخصي بالله وحديث محبة معه نعبر له عن محبتنا ونعرض عليه مشكلاتنا وضيقاتنا ونعلن له طلباتنا ونتعلم منه ونطلب شركة وعطية ومواهب روحه القدوس ونعلن محبته لكل احد ليذوقوا وينظروا ما أطيب الرب ، أمين.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق