للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المسيح حياتنا
المسيح حياتنا
{ أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي
إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.} (يو 6:14)
+ المسيح هو رئيس الحياة وملك الدهور وفيه الحياة الحقيقية وقد جاء متجسداً
ليمنحنا الحياة الأفضل علي الأرض ويهبنا الحياة الأبدية في السماء. لقد مات المسيح
على الصليب ليفدينا ويعطينا حياته ووهب لنا الحياة بموته وقيامته ويقودنا بروحه القدوس.
لقد جلبنا على أنفسنا حكم الموت لكن المسيح الحي والمحيي أتى ليعطينا حياة فلا يموت
من يؤمن به بل ينتقل الى الحياة الابدية بانتقاله من هذا العالم. فالمسيح هو
حياتنا { لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح }(في 1 : 21).
+ الإنسان البعيد عن الله أو الخاطئ هو إنسان ميت روحيا حتى وان كان حي من
أجل ذلك قال السيد المسيح عن الأبن الضال عندما رجع { لان ابني هذا كان ميتا فعاش
وكان ضالا فوجد فابتداوا يفرحون} (لو 15 : 24). وقال عن أحدى ملائكة الكنائس السبع
{ واكتب الى ملاك الكنيسة التي في ساردس هذا يقوله الذي له سبعة ارواح الله والسبعة
الكواكب انا عارف اعمالك ان لك اسما انك حي وانت ميت }(رؤ 3 : 1). الخطية عقوبتها
الموت والتوبة نتيجتها حياة { اذا رجع الشرير عن شره الذي فعل وعمل حقا وعدلا فهو
يحيي نفسه. راى فرجع عن كل معاصيه التي عملها فحياة يحيا لا يموت.} ( حز27:18-28).
إيماننا بالله ومحبته المعلنة فى أبنه يدخل بنا الي الحياة الأبدية { لانه هكذا
احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة
الابدية }(يو 3 : 16). إن الجسد
يحيا ويتحرك ويوجد بالله ولكن المهم أن يكون أرواحنا حية بالله أيضاً.
يعتبر الله أن الإنسان الخاطئ ميت، حتى لو كان حياً بالجسد، {المتنعمة قد ماتت وهى
حية}1)تى
6:5). لذلك يقول للإنسان الخاطئ }استيقظ أيها النائم، وقم من بين الأموات،
فيضئ لك المسيح}(أف 8:5). حياة الروح إذن هى المهمة وهذه عطية الرب
يسوع أيضاً وما فعله الرب معنا حينما افتقدنا بخلاصه، وتمتعنا ببركات فدائه،
بالإيمان والمعمودية والميرون، بالتناول وشركة جسد الكنيسة ونوال الحياة الأبدية.
+ ان كلام الله فى الكتاب المقدس يعطي حياة وتقديس ونقاوة للمؤمنين{ الكلام
الذي اكلمكم به هو روح وحياة }(يو 6 : 63). { ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل
كلمة من الله} (لو 4 : 4). لقد أعطانا السيد المسيح سر الأفخارستيا لكي نتناول منه
ونثبت فيه ونحيا به فهو الخبز الحي النازل من السماء { مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ
حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، لأَنَّ جَسَدِي
مَأْكَلٌ حَقٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ. مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي
يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ
بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي. من يأكلني يحيا بي} ( يو
54:6-57).
+ الرب يسوع.. حياتنا الأبدية {هذه هى الحياة
الأبدية، أن يعرفوك أنت الإله الحقيقــى وحــدك، ويســوع المسيـــح الـــذى أرسلته}
(يو 3:17). وكل من تذوق حياة الشركة مع الرب، عاش الأبدية وهو بعد
فى الجسد، كعربون يعطيه الرب لأولاده من قبل إكتمال السعادة والقداسة والمجد، قال
الرب: {ها ملكوت الله داخلكم} (لو 21:17)، وقال أيضاً: { إنى حىّ، فأنتم ستحيون}(يو
19:14) إذن، طالما أن الرب حىّ.. فنحن أحياء بحياته، وطالما أنه خالد.. فنحن
مخلدون بقوته.. وطوبى لمن يحيا للرب على الأرض لكي يحيا به في الملكوت{ لاننا ان
عشنا فللرب نعيش وان متنا فللرب نموت فان عشنا وان متنا فللرب نحن.} (رو 8:14). أما
من أهمل حياته الروحية على الأرض فمسكين لأنه سيبقى غريباً عن الملكوت.
+ المسيح هو الطريق الذي نثبت فيه لنصل به إلى الحياة ويكون معنا كحق نشهد
له في جهادنا. كل طريق غيره ضلال وكل حق سواه باطل وكل حياة عداه موت. بدون الطريق
لا تقدم ولا مسير وبدون الحق لا معرفة وبدون الحياة يوجد الموت. هو الطريق الذي
علينا أن نتبعه والحق الذي علينا أن نؤمن به والحياة التي نسعى لنوالها. وليس أحد
يأتي للآب إلاّ بالمسيح فهدف التجسد هو وصول الإنسان إلى الله الآب. المسيح يسوع
ربنا هو الحياة، نقبل حياته كحياة ممنوحة لنا بالحب والتبنى والإيمان العامل
بالمحبة ونتمتع بالدخول إلى الآب والحياة معه الي الأبد، أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق