للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ من محبة الله أنه خلق الإنسان علي صورته ومثاله وأعد
له الفردوس ليعيش فيه في سعادة وعلاقة روحية سليمة وسلام حتى مع الحيوانات التي
دعاها آدم بأسمائها في وعندما سقط الإنسان سعى الله الى خلاصه وقدم له الفداء
والتبرير وهو يريد خلاصنا { يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون}(1تي
2 : 4). يجذبنا الله إليه بربط المحبة والرحمة وتعمل نعمته لدعوة كل أحد للتوبة والخلاص
وإن نؤمن به ونقبل اليه، لكي تجد السعادة والارتواء { فقال لهم يسوع انا هو خبز
الحياة من يقبل الي فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش ابدا} (يو 6 : 35). وكل من يقبل
الي الرب يجد فيه القبول والغفران والمحبة والسلام{ كل ما يعطيني الآب فالي يقبل ومن
يقبل الي لا اخرجه خارجا} (يو 6 : 37). والروح القدس يفجر فينا الطاقات الخلاقة
التي تروينا وتسعدنا كما قال السيد المسيح { من امن بي كما قال الكتاب تجري من
بطنه انهار ماء حي }(يو 7 : 38). وعلينا أن نعمل مع الله ونستثمر وزناتنا وطاقاتنا
ونربح بها ونسعد ونخدم من حولنا ونكون ذوي رسالة سامية.
+ الإنسان صنيعة
أفكاره ....
فإن ملأت فكرك وقلبك وروحك بأباطيل العالم المملؤة تعباً فستورثك
القلق والهم والكآبة. أن العالم أفقر مما يغنيك، بل إن المؤمن هو نور وغنى العالم لاسيما
عندما يعمل به الله ويكون سفير لله بفكره المستنير وعلاقته بالسماء وبنور المسيح.
فلنعد ذواتنا للامتلاء بالروح القدس ونصلي مبتعدين عن اهتمامات العالم المملؤة
تعباً ونحيا مع السيد المسيح بتواضع ووداعة وهدوء ومحبة مقدمين لله قلوبنا ذهبا
و صلواتنا لباناً وبخوراً مقدساً يصعد الي عرش النعمة، واحتمالنا وأتعابنا وصبرنا ناردين
رائحته طيبه لدي الله .إن الناس ينالوا من السعادة قدر عزمهم أن
يصبحوا سعداء. السعادة والرضا ليس شئ بعيد المنال هم في قلبك وفكرك وروحك متى كان
لنا بالإيمان سلام مع الله وراحة الضمير غير المثقل بالإثم بالتوبة والرجوع الي
الله، وبالكلمة الطيبة والروح الوديعة والعمل الصالح نجول نصنع خير ورحمة فنجني الشكر والتعاطف والرحمة وحب الخير ونحيا في اعتدال وشبع روحي ولا تتعارض
رغباتنا معاً بل تتوازن وتتناغم بفهم وقناعة ورضا بما بين أيدينا وسعي حثيث لإرضاء
الله ومحبته.
+ الحكمة والفهم وحياة الرضا....
علينا أن نسعى في
طلب الحكمة ونغتني بالقراءات المفيدة والمعرفة الروحية والنافعة في كل مجال
ولا سيما في مجال عملنا لنكون خلاقين ونشترك مع الله في كل عمل صالح { لاننا نحن
عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها} (اف
2 : 10). عندما تراءى الله لسليمان الحكيم قديما سائلا إياه ماذا يطلب منه؟ فماذا
طلب سليمان الحكيم {اعطني الان حكمة ومعرفة لاخرج أمام هذا الشعب وادخل لأنه من يقدر
ان يحكم على شعبك هذا العظيم} (2أخ 10:1 ). {فقال الله لسليمان من اجل أن هذا كان
في قلبك ولم تسأل عني ولا أموال ولا كرامة ولا أنفس مبغضيك ولا سالت اياما كثيرة
بل انما سألت لنفسك حكمة ومعرفة تحكم بهما على شعبي الذي ملكتك عليه، قد أعطيتك
حكمة ومعرفة واعطيتك غنى وأموالا وكرامة لم يكن مثلها للملوك الذين قبلك ولا يكون
مثلها لمن بعدك} (2اخ 1 : 11-12). نطلب الحكمة من مسيحنا القدوس المذخر لنا فيه كل
كنوز الحكمة والعلم أن يهبنا حكمة وفهم قلب وقناعة ورضا لنحيا سعداء . فهل نقترب
إليه وهو يدعونا أن ننهل مجانا ونمتلئ بكل حكمة روحيه، تسكن فينا كلمة المسيح
بغنى{ طوبى للانسان الذي يجد الحكمة وللرجل الذي ينال الفهم} (ام 3 : 13). سعيد هو
الحكيم لا بحكمة أهل هذا العالم التي تتميز بالمكر والدهاء بل الحكمة التى من
السماء، من الروح القدس { وأما الحكمة التي من فوق فهي اولا طاهرة ثم مسالمة
مترفقة مذعنة مملوءة رحمة واثمارا صالحة عديمة الريب والرياء}. (يع 3 : 17).
+ المحبة الحقيقية والسعادة....
أن العالم
في جوع حقيقي للمحبة الروحية الطاهرة ويريد ان يراها فينا لقد أحبنا الله وتجسد ليعلن
لنا محبته ولكن لم يجد السيد في مولده قلوب تستقبله بالحب ولا بيوت تفتح له
أبوابها ليولد فيها فولد في مذود بقر، ونادي بالمحبة فما كان من جحود البشر الإ ان
يقدموا له الصليب وفي وقت عطشه قدموا له
على الصليب خلاً ليشرب! ولانه المحبة فمازال يقرع على القلوب والبيوت ليجد ماؤي
ودفء من برد شتاء المشاعر والأنانيه، نحن في حاجة الي الامتلاء بالحب الذي يسعد
النفس، ويجب ان نكون كانوار تجذب الآخرين بالمحبة { واسلكوا في المحبة كما احبنا
المسيح ايضا واسلم نفسه لاجلنا قربانا وذبيحة لله رائحة طيبة}(أف 5 : 2). اننا أذ
نمتلي بالمحبة نسعد ونروى ظمأ العالم وحاجته الي المحبة وهذه هي غاية الوصية {
وأما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء}(1تي 1 : 5).
وإذا نحب الله فإننا نحب كنيسته وأبنائه ونبذل أنفسنا من أجل الجميع حتى الأعداء
والمسيئين في حب وبهذه المحبة المسيحية نعلم ونشهد لإيماننا الأقدس.
+ نصلي لله مصدر الخير والسعادة
* اليك يا الله خالقنا ورازقنا ومصدر كل خير وبر وقداسة,
نسألك أن تنعم علينا بنور معرفتك و مخافتك ومحبتك لنسير فى طريق البر والعدل
والرحمة ونجد سلامنا لنفوسنا وسعادة وفرح لأرواحنا وبركة ونعمة وقوة في حياتنا
لنحيا حياة السعادة والرضا والقناعة ونكتشف رسالتنا فى الحياة ونقوم بها كما تريد.
* يا مسيحنا القدوس الذي جاء ليكون لنا حياة ولتكن لنا
حياة أفضل، هبنا منكم حكمة وفهم قلب وأشبعنا من محبتك وجودك وكرمك وعلمنا أن نجول
نصنع خير مقتدين ومتعلمين منك لتكون حياتنا سعيدة وأيامنا مقدسة ومجيدة توافق
صلاحك.
*
ايها الروح القدس المعزي واهب القداسة والحكمة والعلم ومعطي ثمار الروح ننسكب
أمامك طالبين نعمتك وغني ثمارك ومواهبك وعملك فينا ليروينا ويغنينا ويسعدنا ويقودنا
طوال الطريق، ويكون لنا نعما المعزي والمرشد والرفيق، ويقودنا الي الحياة الأبدية،
أمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق