للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
قصة أعظم حب
+ إن التجسد
الإلهي وما تبعه من خدمة وتعاليم السيد المسيح وصلبه وفدائه العجيب وقيامة المقدسة
تقدم لنا أعظم حب علي مدي التاريخ وبرهان أكيد على محبة الله للبشر وأعطى كرامة
ورفعة للإنسان الساقط ودرس لنا في المحبة الباذلة والتواضع العملي. لقد جاء الأبن
الوحيد لكي يخلص من قد هلك وقد لنا أعظم درس عملي في المحبة { ليس لاحد حب اعظم من
هذا ان يضع احد نفسه لاجل احبائه} (يو 15 : 13). السيد المسيح قال هذه الآية لا
كعظة ولكنه قالها في ليلة صلبه، ليعلن ما يكرز به عمليًا، موجهًا أنظارنا نحو
الصليب كتجلي عملي للحب الإلهي نحو كل البشر، نحو أحبائه، ليس الأبرار، بل الخطاة.
وكما يقول القديس بولس الرسول {ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه} (رو
5: 10). لقد مات مسيحنا حتى من أجل مضطهديه على الصليب ليقدم أعظم قصة حب من الله
القدوس نحو خليقته.
+ لا يستطيع أحد
أن يحب أحد أحبائه أكثر من هذا، إذ يضع نفسه لأجله، ويضع كل ما لديه في سبيل خلاص
من قد هلك . لقد دفعت الصداقة العظيمة التي ربطت بين داود وناثان دفعت ناثان ابن
شاول أن يُسلم تاج الملك لداود، لكنه لم يكن قادرًا أن يضع حياته من أجله. أما
السيد المسيح فوضع حياته ليس من أجل أحبائه بل ومن أجل أعدائه، طالبًا المغفرة
لصالبيه. أعظم برهان على محبته لهم هو بذل ذاته من أجلهم، الأمر الذي لا يفعله
إنسان ما على ذات المستوى، لأنه وهو الخالق بذل ذاته عن خليقته المحبوبة لديه
جدًا. بذل ذاته عن البشرية وهي معادية له (رو ٥: ٨، ١٠).أن المسيح يقدم لنا نموذج
ومثال عن المحبة العملية والباذلة وهذا ما دعا القديس يوحنا الحبيب أن يتعلم من
سيده ويقول { يا اولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق }(1يو 3
: 18). وهذه هي غاية الوصايا { وأما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر و
ضمير صالح وايمان بلا رياء }(1تي 1 : 5) لقد قيل عن المحبة بحق قيل
أنها { قوية كالموت} (نش 6:8)، إما لأنه لا يغلبها أحد كما لا يغلب أحد الموت؛ أو
لأنه في هذه الحياة قياس المحبة هو أنها حتى الموت.
+ إن محبة المسيح يسوع لم تكتفي بان يموت عنا بل قام
ليقيمنا وصعد إلى السموات ليعد لنا مكانا ومكانة وأرسل لنا الروح القدس ليكون لنا
مرشدا وقائدا معزيا في الطريق ويقدم لنا بسعة الدخول إلى ملكوت الله. أعلن الله
محبته لنا بالتجسد أنه سر عظيم كما قال الإنجيل { وبالاجماع عظيم هو سر
التقوى الله ظهر في الجسد} (1تي 3 : 16). بذل الأبن الوحيد ذاته علي
الصليب حبا بنا ووهبنا نعمة الحياة أبدية { لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ
الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ
يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ} (يو 3 : 16). بالتجسد
الإلهي أعلن لنا الله محبته وصار ابن الله انسانا ليجعلنا أبناء لله بالنعمة
والتبني وعرفنا محبة الله الآب نحو البشرية وأشترك معنا في الجسد الإنساني ليقدسه
بتجسده ويرينا كيف يمكن أن نحيا كاناس الله القديسين { فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ
الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا،
لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ
إِبْلِيسَ،. وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ الَّذِينَ خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ كَانُوا
جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ.} (عب 14:2-15). بايماننا
بمحبة الله المعلنة في المسيح يسوع ربنا ندعو الله اباً لنا ليحل المسيح بالإيمان
في قلوبنا وتكون لنا شركة معه في الروح القدس { اما تعلمون انكم هيكل الله وروح
الله يسكن فيكم }(1كو 3 : 16).
أنت محبوب لله
+ ان كان يومك ملبدا بالغيوم. ولا تري في
ليلك النجوم، وأن كنت تعانى الوحدة والأحزان أو الظلم أوالحرمان، إن أحسست أن
أبواب السماء مغلقة وقد صارت نحاسا يطن او صنجا يرن، إن عشت الخوف وعدم الأمان
وفقدان الأمل، أن لم يكن لك احد يسمعك ولا أحد يزيل همك وأحزانك، إن كان هذا حالك
وأحسست كأنك هالك ولا أحد يذيل همك وأحزانك، إن اشتدت ظروف الضيق ورايت ان
ماضيك مظلماً وحاضرك معاناة والآم، ومستقبلك غير واضح فليست
هذه النهاية، فإليك جاء رجاء من ليس له رجاء، جاء الرب يسوع المحب ليبحث عن من هلك
ويعطيه حياة أفضل، هو الحبيب لمن ليس له حبيب وهو نعم الصديق طوال الطريق. جاء
الإله المحب متجسداً ليعلن محبته لك أنت بالذات. أن أمرك وخلاصك وأبديتك
تهمه كثيرا جداً، انه أفتقر ليغنينا وجاع ليشبعنا وبذل دمه الثمين لتكون لنا حياة
أفضل { وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ
لَهُمْ أَفْضَلُ}(يو 10 : 10). بل قد جاء ليهبنا بعد الحياة على الأرض حياة أبدية
نحيا فيها كملائكة الله.
+ ثق حبيبي
أن الشمس خلف الغيمة وبعد ظلام الليل يشرق شمس البر. إن الرب يسوع المسيح تجسد
وعاني الوحدة وترك الأحباء، وعاني الظلم وقالوا عليه أنه مجدف وكاسر للسبت وما هو
أصعب من ذلك والجميع وقت الصلب تباعدوا عنه، جاء ليبشر المساكين ويعتق المأسورين
ويبشر منكسري القلوب، جاء يبحث عن الخروف الضال ويعطي الأمل السامرية الخاطئة. جاء
يقدم محبة لانهائية وغفران تام وتحرير من سلطان إبليس والخطية والشر والضعف والخوف
وغلبة حتى على الموت.
الرب يسمع
الدعاء ..
+ جاء المسيح الإله متجسداً ليعطي
للبائسين الرجاء ويمنح لنا الأمل المتجدد في الحياة ويضمنا الى أحضانه الإلهية فى
سماء المجد، جاء يقوي الضعفاء، ويهب المرضى الشفاء، ويدافع عن المظلومين، انه
الصديق الصدوق، والحبيب الذي لا يفارقنا في اليأس أو الشقاء، انه العريس
الأبرع جمالاً لمن فاتهم قطار الزواج ، أنه المحبة والوفاء، أنه الراعي
الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف ويهبهم حياة أفضل، انه المخلص لمن استعصى عليه الخروج
من الخطية المهلكة للنفس والروح، انه الألف والياء، البداية والنهاية، وسيبقى
أمينا حتى لو كنا نحن غير أمناء.
أنه المحبة المتجسدة التي تعلن لنا ان الله محبة
ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه. فهل نريد ان نحيا عمق المحبة وقوتها
أذن لنتحد بالمسيح المحب والمتواضع ولا نحب باللسان والكلام بل بالعمل والحق.
+ فلنصلي له وهو يسمع الصلاة وإليه
يأتي كل بشر . نتحاجج معه ونطلب أن يعرفنا محبته ويملؤنا بمخافته ولنقل له: نعرف
أنك الإله الحاضر في كل مكان ولكن نريد أن نشعر برفقتك لنا، ندرك انك قادر علي كل
شيء فهل لك أن تغيرنا، وتحررنا من الأنا والخوف والضعف والمرض والوحدة، وترشدنا
وتفتح أمامنا الأبواب المغلقة وتمهد لنا الطرق الوعرة، وتعطينا الأمل في مستقبل
أفضل في عالم شرير ومظلم. وتهبنا السلام والرجاء وتملأ قلوبنا بمحبتك.
+ أن لم تستطيع أن تصلي فاصمت وبث
المسيح شكوكك و ضعفك وعجزك وقل له أنت تعرف مما أعاني وما فى صمتي من معاني وتقدر
أن تنتشلني من ضعفي وخطاياي وأحزاني . أعترف له بخطيئتك وضعفك وخوفك وان لم
تستطع أجلس أمامه وتأمل محبته، هاتوا معكم كلاما وقولوا بك يرحم اليتيم
وبك تفرح وتتعزى الأرملة، بك نحمل الصليب ونتبعك من كل القلب.
+ اتحد بالمسيح بالإيمان والتناول من الأسرار المقدسة وهو يقودك ويرعاك
واتخذه صديقا وهو الوفي واشتكي له همك وهو يعولك . قل له العمر ضاع وأنا وسط برية
من أسود وذئاب وليست لي قوة للدفاع، أنت صخرتي وقوتي وحمايتي ، وفي حياتي
أنت محبتي وأملي الوحيد. قدس أنت جسدي واجعله هيكل مقدس لك . قدس فكري ليكون لي
فكرك المقدس. نقي روحي وحواسي لكي أكون لك. كن أنت يارب سر قوتي ونصرتي وسلامي
وفرحي.
ليكن لك إيمان بالله
+ الله يقول لك "لا تخف لأنى معك"، أنا المحبة المشبعة وسأكون سلاما وفرحا لك ، أنا المحرر وها أنا أحررك من الضعف والخوف والمرض واليأس، روحي القدوس سيقودك ويحول البرية إلى جنة، وينبع منك أنهار تجرى لحياة أبدية ، أنا أسير أمامك والهضاب أمهد، أكسر مصاريع النحاس أنا أمس واليوم وإلى الأبد. ها أنت معنا كل الأيام . فالشكر والحمد والتسبيح لك يا من تجسدت لترفعنا وتجعلنا أبناء للآب السماوى، نعم يا إلهي ما أجملك وما أروع عشرتك، قلبي وروحي يسبحان اسمك القدوس، أنت سلامى وأملى ومخلصي وليس لي سواك، حررنى وغيرني وامنحني القوة والشبع والعزاء، أريد ان أحيا لا أنا بل أنت تحيا في. منك سلامي ولك حبى وكلامى وحياتي، أشكرك يا إلهي فليس لك مثيل. وبك ننمو في المحبة ونتقوى في الرجاء ونرسخ في الإيمان و نتغير للأفضل ونرث ملكوت السموات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق