نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 9 فبراير 2021

أنا أريحكم


 القمص أفرايم الأنبا بيشوى

متاعب وأثقال الحياة ...

عندما نتأمل فى حياتنا أو ننظر الي الي العالم من حولنا نجد الكثيرين يعانوا المتاعب الكثيرة وعصرنا كما هو عصر التقدم العلمي والتقني إلا أنه عصر القلق والمتاعب ومن منا لا يبحث عن الراحة لنفسه المتعبة؟ ومن لا يسعى للحصول على السلام الداخلي والشعور بالرضا عن النفس والسلام مع الله والغير؟. قد يركض الإنسان وراء راحة البال وكأنها سراب نطارده ولا ندركه فتمتلئ النفس بالهم والفكر بالقلق ويصاب الجسم بالأمراض. ولقد دعانا الله ان ناتي اليه ونتعلم منه ونلقي همومنا عليه وهو يحملها ونعترف بخطايانا وهو يغفرها ونبثه متاعبنا وهو يريحنا وهو الذى قال لنا { تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ}(مت 11 : 28- 30). أن لكل منا في الدنيا متاعبه الخاصة، سواء كانت ظاهرة أو مكتومة في القلب، سواء كانت متاعب روحية، أو نفسية، أو جسدية، أو عائلية اجتماعية. سواء متاعب تأتي من داخل النفس أو من الناس حولنا أو من الشيطان وحروبه.

دعوة الله لنا ووعود صادقة ...

جاء السيد المسيح ليخلصنا من متاعبنا وضيقاتنا ومن إبليس وتسلطه ومن الخطية وعقوبتها وجاء عنه أنه قد جاء ليخلص من قد هلك { قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ}(مت  18 :  11). جاء ليخلص العالم من خطيئته {  كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا (اش 53 : 6). جاء المسيح ليخلص العالم من آلامه ومتاعبه { لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا.}(اش 53 : 4). أن الله يدعو جميع التعابي والمثقلين من الخطية أو المرض أو الخلافات والصراع أن يأتوا إليه وهو يريحهم. رغم أننا في متاعبنا قد نجلس مع آخرين فنزداد تعباً علي تعب. وقد نلجأ إلى البعض، فلا نجد منهم سوي الإهمال واللامبالاة. لكن المسيح المريح، كل من يلجأ إليه يستريح. الله يعطي الناس راحة وهدوًا وعزاءًا، وسلامًا وطمأنينة في الداخل. ويرفع عن الناس أثقالهم، ويحملها بدلًا عنهم ويريحهم. وهو أيضا يدعونا للعمل معه لنريح المتعبين ونساعد في تضميد جراح المجروحين. علينا أن نلقي همومنا علي الله وهو يعولنا { أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ. لاَ يَدَعُ الصِّدِّيقَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ }(مز 55 : 22) عندما نشعر بثقل الهموم فعلينا نلقيها على الله ونحدثه بصراحه سواء عن متاعبنا سواء من معاملة الآخرين أو ضغوط الحياة وقسوتها. أو كانت متاعب من شكوك أو أفكار، أو خطايا، أو عادات مسيطرة ، و لنتأكد أن الرب يعرف متاعبنا أكثر مما نعرفها نحن ويريد أن يخلصنا منها جميعًا. وهو يهبنا الحلول الأفضل لكل متاعبنا ويريحنا منها.

هل الضيقة تعني تخلي عنا؟...  

قد تكون الضيقة تنقية للمؤمن لكي لا نتمسك بالأرض وشهواتها بل نتطلع للسماء وأمجادها وقد تكون أكاليل تمنح للمنتصرين الثابتين في الله الذى سمح حتى لرسله وقديسيه أن يعانوا، ولكنه كان واقفًا إلي جوارهم يريحهم.. كما قال القديس بولس عن نفسه ومن معه { مكتئبين في كل شي، لكن غير متضايقين. متحيرين لكن غير يائسين، مضطهدين لكن غير متروكين } (2 كو 8، 9). علينا في ضيقاتنا أن نلجأ إلى الله وفيما هو تألم مجربا يستطيع أن يعين المجربين. أن الله لم يعدنا بعالم مفروش بالورود ولكن قال فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا غلبت العالم وسيغلب بنا أيضا ويريحنا متى لجأنا اليه، أن بعد الإنسان عن الله هو مصدر تعاسته وثقل حمله. تحكي إحدى القصص أن أحد رجال الله ذهب ليقدم بشارة الإنجيل لحلاق ملحد في مدينة شيكاغو، وكانا معا في حي من الأحياء التي ينتشر فيها الشر والفساد والإدمان، وكانت حالة الناس هناك تدعو إلى الرثاء وهم في منتهى البؤس والشقاء. أراد الحلاق إحراج المبشر، فبادره بالقول: "إذا كان يسوع يحب الخطاة المساكين كما تقول، فلماذا لم يخلص هؤلاء التعساء وينقذهم من حالتهم المتردية هذه؟ . سكب رجل الله قلبه أمام الله في صمت، وفجأة مر أمامهما رجل قد أهمل حلاقة شعره وتنظيفه، فبدا منظره مقززًا، فقال للحلاق: "أنت رجل غير أمين في مهنتك، وإلا فما كنت تترك الرجل بهذا المنظر". استشاط الحلاق غضبًا وقال للمبشر: "كيف تتهمني بعدم الأمانة بسبب رجل لم أره من قبل، ولو أتى إلي لتغير شكله تمامًا"، فأجابه المبشر: "وسر تعاسة هؤلاء المساكين، هو أنه لم يأتوا إلى الرب يسوع ليطلبوا منه الخلاص".

المسيح يسوع ربنا مريح التعابي  ..

لقد وعدنا المسيح له المجد أن يريحنا متى أتينا إليه ووعوده صادقة. أننا نكتشف محبّة الآب الفائقة ونتعرّف على حنوّه نحونا من خلال أبنه الوحيد الذى مات على الصليب لأجل خلاصنا وقام من أجل تبريرنا { الذي لم يشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شيء؟! من سيشتكي على مختاري الله؟ الله هو الذي يبرّر! من الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات بل بالأحرى قام أيضًا الذي هو أيضًا عن يمين الله الذي أيضًا يشفع فينا!}(رو 8: 32-35). في المسيح يسوع عرفنا الآب كمحب البشر لم يبخل علينا بشيء بل قدّم ابنه فِدية عنّا. المسيح يسوع ربنا هو الديّان وهو الشفيع في نفس الوقت. المسيح يسوع سرّ راحة لجميع المتعبين. منه نتعلم التواضع والوداعة فقد جاء إلى أرضنا وعاش ينادي بالمحبة للجميع حتى نحو الأعداء وفى تواضع الحكماء جال يصنع خير ورحمة نحو الجميع وعلمنا أن لا نهتم بالغد بل نثق فى الله الذى يهتم بطيور السماء وزنابق الحقل.
 التوبة والرجوع الي الله ..

 الابن الضال كان في الكورة البعيدة يعيش في تعب. ثم فكر أن يأتي إلي أبيه ليستريح فأتى إليه بقلب منسحق فرجع الي نفسه وقال أقوم وأرجع إلى أبي وأقول له: "أخطأت إلى السماء وقدامك، ولست مستحقًا أن أدعى لك ابنًا" (لو 15: 21). وبهذا الانسحاق قبله أبوه، وأقام له وليمة فرح وألبسه الحلة الأولي، وجعل خاتمًا في يده.. بينما أخوه الأكبر خسر الموقف، لأنه رفض أن يأتي، وتكلم مع أبيه بكبرياء قلب. علينا أن نصطلح مع الله، فربما يكون السبب الأصلي في مشاكلنا، أننا في خصومة مع الله وإن طرقنا لا ترضيه. ويقول لك الله: أنا مستعد أن أريحك، إنما المهم أن تترك الطريق الخاطئ الذي تسير فيه. {ارجعوا إلي، أرجع إليكم، قال رب الجنود} (ملا 3: 7). من الخطأ أن نسير على نفس الطريق الخطأ ونتوقع نتائج جيدة!. إن أردنا أن نحصل على راحة البال علينا ان نقبل الي الله ونعترف بخطايانا ونتوب عن آثامنا و ننال الغفران ونغفر لنفوسنا الأشياء التي لم نكن فيها كما يجب من أقوال أو تصرفات أو سلوك ونراعي أن لا تتكرر الأخطاء ونعالج ضعفاتنا بحكمة وصبر وطول بال فى بساطة وبدون تعقيد. علينا أن نتحلي بالبساطة وعدم التعقيد. البسطاء يدخلوا الي باب الراحة الحقيقيّة خلال اتّحادهم بالسيّد المسيح المتواضع القلب والوديع. يحملون المسيح بالإيمان في قلوبهم، فيجدون نيره هيّن وحمله خفيف، فتستريح نفوسهم في داخله. حقًا لقد دعانا السيد المسيح لحمل الصليب، لكن مادام الصليب خاص به والموت هو شركة معه تتحوّل الآلام إلى عذوبة والموت إلى حياة والصلب إلى قيامة، بهذا يصير النير هيّن، لأنه نير المسيح، والحمل خفيف لأنه حمل المخلص. أنا لست بحاجة لامتلاك ما يمتلكه الآخرون كي تستمتع بالحياة، ولا في حاجة لمكان أو مركز مرموق لكي تعمل مع الله وتثمر. الله يريد أن نعطيه قلوبنا ونتاجر بالوزنات القليلة المعطاة لنا ونتبعه ونحبه بنفس راغبة ويكون هو نصيبنا وكنزنا ونسعد به ومعه.

 المحبة والنوايا الحسنة ...

يجب أن نتحلى بالمحبة تجاه الكل ونسعى للقيام بعمل ما ينبغي علينا القيام به من واجبات في كل يوم فى علاقتنا بالله ومن حولنا وفى العمل بإخلاص كقول الكتاب { أدرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس} (اع 24 : 16). نزرع المحبة حتى إن قابلها البعض بالكراهية فالنار لا تطفئها النار بل الماء والنور يطرد الظلام. علينا أن نعيش فى حدود يومنا فلا نقلق على ماض قد ولى ولن يعود وننسى ما هو وراء ولا نقلق على ما هو لم يأت بعد فالمستقبل فى يد الله الأمينة ونعمل عمل اليوم فى ثقة بالله والنفس. نحيا فى رضا وقناعة بما نملك ونسعد بالأشياء الصغيرة التي بين أيدينا، نسعى إلى فهم الآخرين وإسعادهم. نمنح المحبة والابتسامة لمن حولنا ونقدم لهم الكلمة الطيبة برغبة صادقة فى مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، نبتعد عن النزاعات والمجادلات العقيمة. نشكر الله على كل شئ  { اشكروا في كل شيء لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم} (1تس 5 : 18). نجلس مع نفوسنا ولو عشرة دقائق كل صباح نشكر الله فى هدوء على نعمه الكثيرة وعلي اليوم الجديد وعلى نعمة الحياة والهواء والماء وفرصة العطاء وعلى كل ما لدينا من أشياء. نصلى من أجل أن يهبنا الله سلامه الكامل { وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع }(في 4 : 7).

المسامحة والغفران ...

علينا أن نتعلم كيف نغفر ونسامح عندما يُساء إلينا لكي نستريح ونريح الغير، علينا أن ندرّب أنفسنا على سرعة المسامحة والغفران. فلا نحتفظ بكراهية لأحد في قلوبنا ونحمل عبء ثقيل يمرر حياتنا بل يجب أن نتخلص من مشاعر الغضب والضغينة التي بداخلنا من أجل سلامنا الداخلي وراحة نفوسنا وعندما نتذكر كم مرة أخطأنا إلى الله وسامحنا نستطيع ان نسامح الغير بسهولة وعندما نفعل هذا سنشعر بمدى الراحة فى المغفرة والصفح وننال المغفرة من الله. سليمان الحكيم بعد أن جرّب كل شيء في الحياة، صرَّح في النهاية قائلاً: { فلنسمع ختام الامر كله اتق الله واحفظ وصاياه لان هذا هو الانسان كله} (جا 12 : 13). فلنتقي الله ونحفظ وصاياه ونعيش في رضاه ونحيا في راحة وسعادة.

+ صلاة الإيمان والشكر لله...

علينا أن نأتي الي الله بثقة في قدرته ورجاء في محبته وخضوع بشكر لإرادته. البعض يأتوا إلى الله ولكن ليس عندهم إيمان أن الله سيحل مشاكلهم! لكن علينا أن نتمثل بإيمان القديسين ونأتي إلى الله بثقة لنسمع قوله للمرأة الخاطئة التائبة {إيمانك خلصك، اذهبي بسلام} (لو 7: 50) وقال للأبرص الذي شفي {قم وامض.. إيمانك خلصك} (لو 17: 19). وقال للأعمى المستعطي في أريحا {أبصر إيمانك قد شفاك} (لو 18: 42) وكما قال للأعميين بحسب ايمانكما. لذلك تعال إليه بإيمان، واثقًا أنه سيريحك، وحينئذ ستستريح. و احتمل الصليب بشكر كما قال لنا { احملوا نيري عليكم، وتعلموا مني فإني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم} (مت 11: 29). حمل الصليب يشاركنا فيه ربنا فيحمل الحمل الأكبر هو ويعطينا السلام الداخلي وراحة البال والضمير. نأتي إلي الله بذنوبنا فيغفرها ونتركها فيرحمنا وفى كل يوم نرى احساناته المتجددة. نحيا حياة التسليم والشكر خاضعين لمشيئته، متذكرًا قول الرسول: { احسبوه كل فرح يا أخوتي، حينما تقعون في تجارب متنوعة} (يع 1: 2). بهذا لا يضغط علينا التعب، المتاعب التي في الخارج  لا تستطيع أن تؤثر على القلب الذى يمتلئ بالسلام  الداخلي والطمأنينة والفرح، حتى في وسط الضيقات. وإن لم يكن لنا هذا الشعور فلنطلب من الله. وهو الذي يهبنا السلام، لأنه هو القائل {سلامي أترك لكم، سلامي أنا أعطيكم} (يو 14: 27).

فيك يارب راحتي وسلامي ...

+ يارب إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك؟ وأين نجد الراحة ما لم نأخذها منك يا ملك السلام. العالم يفتقد للسلام فكيف نجد سلامنا أو ناخذه منه بل أن من يتعلق بالعالم يتعبه ويشقيه!. لقد بحث الكثيرين عن الراحة والسعادة فى آبار العالم المشققة التي لا تضبط ماء فحصدوا العطش والتعب والشقاء.

+ اليك نأتي يا من دعوتنا إلى ينابيع المياه الحية. منك وحدك نطلب أن تشبع أرواحنا وتروي نفوسنا بروحك القدوس وتشفي أمراضنا بنعمتك وتقودنا فى موكب نصرتك فيعظم انتصارنا بك أنت وحدك ويشتد عودنا ويكمل فرحنا ويتحقق سلامنا.

+ لقد دعوتنا أن نأتي اليك بمتاعبنا ونلقى عليك باحملنا ووعدت أنك تريحنا منها، ونحن نثق فى وعودك ونلبي دعوتك ونطلب أن تكون سلامنا وراحتنا وفرحنا. كن قائدا لنا طوال الدرب، وانصرنا في الحرب وعزائنا في الضيق ورفيقنا في الطريق يا من قلت سلامي أنا أعطيكم، سلامي أترك لكم. يا ملك السلام أعطنا سلامك وأغفر لنا خطايانا.

ليست هناك تعليقات: