نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 19 أبريل 2022

تأملات فى أسبوع الآلام - يوم الأربعاء من البصخة المقدسة


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

أسبوع الآلام الخلاص الثمين  البصخة المقدسة 

                        للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

....أسبوع الآلام الخلاص الثمين

 نحن نحتفل بأسبوع الآلام في هذه الأيام المقدسة نتذكر ونتأمل ونعيش ما فعله او علمه أو عمله مخلصنا الصالح من أجلنا وما تعرض له من أحداث فى الأسبوع الأخير من حياته على الأرض وتقديم ذاته ذبيحة حب على الصليب لأجل خلاصنا {  لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ.} ( يو 13:15). نقرأ نبؤات في العهد القديم وتحققها في حياة رب المجد بدأ من دخولة أورشليم كملك وديع ومتواضع فى أحد الشعانين وتهليل البسطاء والأطفال وتسبيحهم للمخلص وتأمر الكتبة والفريسيون وقادتهم على السيد المسيح حسدا وغيرة مرورا بتطهير المسيح للهيكل من تدنيس الباعة والصيارفة ورجال الدين في عبادة مظهرية ورياء { وَدَخَلَ يَسُوعُ إِلَى هَيْكَلِ اللَّهِ وَأَخْرَجَ جَمِيعَ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ وَقَلَبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ.  وَقَالَ لَهُمْ: «مَكْتُوبٌ: بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ».} ( مت 12:21-13). وذلك لنهتم بطهارة وتقديس قلوبنا وبيوتنا وكنائسنا لله و نقرأ نبؤات السيد المسيح عن خراب الهيكل واحداث نهاية العالم عندما سأله التلاميذ يوم الثلاثاء وأمثاله التي علمها في الهيكل عن الملكوت السماوي وضرورة السهر واليقظة الروحية  ثم نتذكر خيانة يهوذا واتفاقه مع رؤساء الكهنة علي تسليمه لهم ونقرأ ما جاء عن المرأة ساكبة الطيب ومحبتها للمخلص يوم الأربعاء.

+  نقرأ فى تأمل روحي ونعيش ما فعله الرب يسوع المسيح في خميس العهد من غسل أرجل تلاميذه و عشاء الفصح معهم  وتتميم لفصح العهد القديم ثم تأسيس العهد الجديد بدمه  لكي نحيا فى تواضع وخدمة باذلة ونتناول بتوبة وشكر من الأسرار المقدسة . ونتذكر أحداث القبض علي المخلص وما جرى له من محاكمات ظالمة أمام مجلس السنهدريم ورؤساء الكهنة  وتسليمه الي الحاكم الروماني بيلاطس وهيرودس إلي أن نأتي لأحداث الجمعة العظيمة وسير المخلص في طريق الآلام والصلب والموت وتكفينه ووضعه في القبر قبيل غروب ليلة سبت النور ونسهر فى ليلة الجمعة العظيمة حتى باكر السبت فى صلوات نقرأ فيها سفر الرؤيا كاملاً بقلب خاشع وروح ضارعة لله متطلعين الي السماء علي رجاء القيامة ومعاينة القبر الفارغ من المسيح القائم منتصراً علي إبليس والموت  ليبعث من جديد روح الإيمان والرجاء والسلام فى قلوب تلاميذه والمؤمنين. 

+  كل ذلك الأحداث نعيشها بروح التوبة والإيمان العامل بالمحبة والتفرغ للصلاة متذكرين محبة الله لنا وخلاصة الثمين وقيامته المقدسة  لكي نعيش فى تقوى وعفاف نؤدى رسالتنا بأمانة وبر لنكون أهلا لأمجاد السماء { وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ.لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ.} ( يو 14:3-17)

.....ساكبة الطيب وخيانة يهوذا

+ مضى السيد المسيح عبر جبل الزيتون الي بيت عنيا فى يوم الأربعاء  مع تلاميذه يشرح لهم حقيقة صلبه ويبتعد بهم عن جو المؤامرات التي تحاك ضده في القدس{ وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذِهِ الأَقْوَالَ كُلَّهَا قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ:. «تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ الْفِصْحُ وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ». حِينَئِذٍ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ الَّذِي يُدْعَى قَيَافَا. وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يُمْسِكُوا يَسُوعَ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُوهُ. }(مت 1.26-4). ففي يوم الأربعاء اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيين معاً ليدبروا امر قتل المسيح وتآمر معهم يهوذا. وتهتم الكنيسة وتكرس يوم الأربعاء على مدار السنة فيما عدا أيام الخمسين، لكي يصوم المؤمنون تذكارًا لهذا التشاور الرديء ونصوم يوم الجمعة لنتذكر الفداء والخلاص ولكي نكون أمناء لله نشبع أرواحنا بمحبته.  

 + في يوم أربعاء البصخة أيضا نقرأ ما جاء فى الكتاب المقدس عن المرأة التي سكبت الطيب على المسيح  فى بيت عنيا، ليظهر الفرق بين ما عملته مريم من محبة وما صنعه يهوذا من خيانة لسيده. { وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ. تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ فَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ.} (مت 6:26-7). فالمحبة لله تجعلنا نقدم حياتنا وأثمن ما عندنا كطيب مسكوب لخدمة الله وشعبه بإخلاص للنفس الأخير أما من يسير وراء محبة المال والأنانية فيبيع سيده والقيم والأخلاق والمبادى بثمن رخيص ويتحالف مع الأشرار وإبليس لتحقيق أغراضه { حِينَئِذٍ  ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ الَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ. وَقَالَ: «مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُونِي وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟» فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. وَمِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ كَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ.}( مت 14:26-16) . نحن نحتاج دائما لمحاسبة الذات وكشف القلب بميزان المحبة والحق والصدق مع النفس واليقظة الروحية  من أجل خلاص النفس {لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟} (مت  16 :  26). محبة الله لنا يجب أن نقابلها بالإيمان العامل بالمحبة باخلاص لله كالمرأة ساكبة الطيب التي بذلت أغلى ما عندها ببساطة وبسرور دون أن تحسب لها ثمن وبلا تردد في مقابل تلميذ أحتقر محبة سيده وثمنها بثمن بخس وباعه سيده بثمن رخيص، وتحجج بالفقراء، وملأ الطمع قلبه وسلم مُعلمه الذي أحبه واختاره كتلميذ له ثم  لما رأى أن سيده قد وحُكم وصٌلب مضى وشنق نفسه  في يأس قاتل. فما أعظم المحبة في عين الله والناس وما أشر الخيانة ونتيجتها المرة في حياة الشخص الخائن ومن حوله أيضاً .

.....أربعاء أيوب 

  يُسمي يوم الأربعاء من أسبوع البصخة المقدس باربعاء ايوب ويقرأ فيه المؤمنين في  سفر أيوب لما في حياة أيوب البار من  تجارب وآلام مرة عاشها وكما حسد الشيطان أيوب لأنه  يتقي الله كذلك السيد المسيح حسده رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين وقالوا رئيس الكهنة هوذا العالم قد ذهب وراءه، ولقد تعرض أيوب للسخرية والشماتة من بعض أصدقائه هكذا خان يهوذا سيده  وأنفض كثيرين من تلاميذه من حوله فى يوم صلبه.  تعرض أيوب للبلايا والتجارب وصبر أيوب علي ذلك وكأفاة الله علي بره والسيد المسيح عاني من الجلد والصلب والاستهزاء كما جاء عنه فى النبي اشعياء أنه رجل أوجاع مختبر الحزن ولكنه قام وصعد الي السماء بمجد عظيم ولهذا يطوب الكتاب الصابرين {هَا نَحْنُ نُطَّوِبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ} (يع  5 :  11). وهذا ما اكده الرب قائلاً  {يصبر الي المنتهي فهذا يخلص } ( ١٢: ٢٤). وهناك تقليد شعبي سنوى في فلسطين والاردن  بالاستحمام أو النزول الي ماء البحر يوم أربعاء أيوب للأغتسال أعتقاداً منهم أن أيوب البار شفي بعد مرضه الطويل بمعجزة النزول فى نهر الأردن ويقولون في فلسطين " اللي ما بيغتسل أربعاء أيوب جسمه بدو يفني ويدوب".  كما يقوم الذين يزوروا الأراضي المقدسة بالنزول الي نهر الاردن يوم أربعاء أيوب بملابسهم البيضاء بل ويحتفظ الكثير منهم بهذه الثياب بمياه الأردن عليها لتكون ملابس تكفينهم لتكون لهم كحميم العماد المقدس ولكي يقوموا مع المسيح في اليوم الأخير .

الرب يبارك حياتكم ويجعلكم أمناء ومخلصين لله وللقيم الروحية والأخلاقية الكريمة ولبلادنا وكنيستنا ومجتمعنا لنستحق ان نسمع صوت الله المفرح قَالَاً { نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ. }(متى ٢٥: ٢٣). 

ليست هناك تعليقات: