القديس بطرس الرسول
في عيد استشهاد القديسين الرسولين بطرس وبولس اهنئكم احبائي بحلول عيد الاباء الرسل طالبا صلواتهم لكم ولكنسية المسيح المقدسة التي اقتناها بدمه.
القديس بطرس الرسول هو سمعان ابن يونا الذي دعاه الرب يسوع بطرس أي صخرة الذي بالارامية يدعي صفا يو40:1-42 واصبح سمعان بطرس أول الرسل الاثني عشر مت 2:10 . وكان من المقربين من الرب اخذه الرب معه هو ويعقوب ويوحنا علي جبل التجلي وكانوا مع المخلص في اقامة ابنة يايرس من الموت مر 37:5 وهؤلاء الثلاثة تلاميذ أخذهم معة الي بستان جثيماني في جهادة قبل الصلب لذلك اعتبرة القديس بولس احد الأعمدة الثلاثة في الكنيسة أيام الرسل الذين عرض عليهم انجيله فاعطوه يمين الشركة الرسولية(فاذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أعمدة، أعطوني وبرنابا يمين الشركة .لنكون نحن للأمم،واما هم فللختان)غل9:2 .
كان القديس بطرس محبا للرب وعندما كلمهم الرب عن سر القربان وعن التناول من جسده ودمة رجع البعض من وراءه فقال الرب للتلاميذ (ألعلكم أنتم أيضاً تريدون أن تمضوا ؟ أجابة سمعان بطرس (يارب الي من نذهب ؟ كلام الحياة الأبدية عندك)يو 66:6-68 . ضعف الرسول بطرس وانكر الرب يسوع ليلة الآمه وخرج بعدها وبكي بكاً مراً مت 75:26 ظهر له الرب عقب القيامة واظهر له قبوله لتوبته ورد له رسوليته قائلاً له (ارع غنمي ، أرع خرافي )يو 15:21-16 . اظهر القديس بطرس شجاعة كبيرة بعد حلول الروح القدس علي التلاميذ يوم الخمسين امن علي يديه حوالي ثلاثة آلاف رجل وتعمدوا أع 2 ووقف مدافعا عن الأيمان امام رؤساء اليهود وكهنتهم وكثيرا ما اقتبس من العهد القديم في عظاته التي اتت بالكثيرين للايمان .
القديس بولس الرسول
كارز عظيم اختاره الله للعمل في بناء الملكوت وعمل به لنشر الايمان في العالم في عصره الرسولي وقضي حياته يبشر من مدينه الي اخري وتكلم بألسنة اكثر من الكل لنشر الأيمان وتمتع بمواهب واستعلانات وصعد الي السماء الثالثة 2كو2:12-7 . وكرز وأسس كنائس في اليونان وروما التي اقام فيها سنتين يكرز بالكلمة بلا مانع أع 30:28-31 .وخدم في اوشليم وانطاكيا وكرز في اسيا واوربا حتي وصل غربا الي اسبانيا واسس كنيستها.وخدم في جزر قبرص وكريت ومالطة وصقليه وأسس كنائسها .
كان يكرز ببشارة الملكوت في الهيكل والمجامع والبيوت والمعابد والميادين وحتي في الاريوس باغوس وفي كل الاماكن المتاحه وتعرض للاضطهاد من غير المؤمنين ووقف امام ولاة وملوك ومجمع السنهدريم مدافعا عن الأيمان المسيحي وكتب اربعة عشر رسالة للكنائس والتلاميذ يثبتهم في الايمان ويعالج قضايا الايمان والفداء والقيامة والاسرار والسلوك المسيحي و الترتبات الكنسيه ونال اكليل الرسوليه والشهادة والبتولية علي يد نيرون في 12يوليو (تموز )لعام 67 ميلادية حسب التقويم الشرقي صلواته فلتكون معنا أمين.
نواحي التشابه بين الرسولين
توقر الكنيسة الرسولين وتطلب صلواتهما لما لهما من دور بارز في نشر الايمان المسيحي ولتشابهما في الغيرة والأستشهاد فكل منهما دعاة الرب .القديس بطرس كان صيادا للسمك مع اخيه اندراوس الرسول عند بحر طبريه فقال لهم الرب هلمً ورائي فاجعلكما صيادي الناس .فللوقت تركا الشباك وتبعاه (مت18:4-20).
والقديس بولس دعاه الرب في الطريق الي دمشق ،اذ ابرق حوله نور من السماء فسقط علي الارض (أع1:9-4) ولما امن واعتمد عن طريق حنانيا الدمشقي دعاة الروح القدس قائلاً افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهم اليه أع2:13.لقد دعا الله الرسولين الا ان طريقة الدعوة اختلفت لكل شخص والله يدعونا اليوم لنتبعه ونسير في طريق الاباء الرسل .
كل من الرسولين غير الرب اسمه من سمعان الي بطرس وغير اسم شاول الي بولس وكل منهما حل عليه الروح القدس وامن بوسطتهما الكثيرين وكان لهم السلطان الرسولي الذي به يحل الروح القدس علي الذين يؤمنون بالرب .وكل من الرسولين صنع آيات وقوات وعجائب فجاء عن بطرس الرسول (كانوا يحملون المرضي خارجا في الشوارع ويضعونهم علي فرش وأسرة حتي اذا جاء بطرس يخيم ولو ظله علي أحد منهم .واجتمع جمهور المدن المحيطة الي اورشليم حاملين مرضي ومعذبين من أرواح نجسة وكانوا يبرأون جميعهم) اع15:5-16.وقيل عن القديس بولس (وكان الله يصنع علي ايدي بولس قوات غير معتادة.حتي كان يؤتي عن جسده بمنادلين اومآزر فتزول عنهم الأمراض وتخرج الارواح الشريرة منهم)أع11:19.
وكلاهما اقام بصلواتة ميتاً.بطرس اقام طابيثا في يافا أع36:9-41 وبولس الرسول اقام افتيخوس الشاب من الموت أع7:20-12 وقد كان الرسولين يبشرا ويعلما ويكرزا بغيرة لا تنقطع ويشهدا للتجسد الالهي وللصلب والفداء وقيامة الرب يسوع من الاموات .بشر القديس بطرس في اورشليم ويافا وقيصرية وبين المتغربين في الشتات في بنطس وغلاطية وكبادوكية واسيا وبيثينية 1بط1:1 كما ذهب الي رومه واستشهد هناك في نفس اليوم الذي استشهد فيه القديس بولس الرسول والقديس بولس بشر واسس كنائس كثيرة في اورشليم وانطاكيا واليونان وروما وتعب في ثلاث رحلات تبشيرية في اسيا واوربا وطوال ثلاثون سنه لم يكف ان يبشر ويحتمل الاتعاب كارزا بالكلمة بكل مجاهرة بلا مانع .
لقد كان القديسين بطرس وبولس يكرزان في شجاعه وعمل الروح القدس معهم وكانا يصرا علي التبشير امام مقاومة قيادات اليهود قال القديس بطرس (ينبغي ان يطاع الله أكثر من الناس) أع19:5 .والقديس بولس كان جرئيا في الحق واما فيلكس الوالي عندما تكلم عن البر والدينونه والتعفف ارتعد امامه الوالي أع25:24 .وكان قويا امام اغريباس الملك حتي قال للرسول "بقليل تقنعني ان أصير مسيحياً"فقال له بولس (كنت اصلي الي الله بقليل وبكثير،ليس أنت فقط بل أيضاً جميع الذين يسمعونني اليوم ،يصيرون هكذا كما انا ما خلا هذه القيود) أع27:26-29 .
وكانا الرسولين حازمين في مواجهة السحرة فبطرس الرسول واجه سيمون الساحر الذي ظن ان مواهب الله تقتني بالمال قائلاً (لتكن فضتك معك للهلاك لانك ظننت أن تقتني موهبة الله بدراهم ..تب عن شرك هذا واطلب الي الله عسي ان يغفر لك فكر قلبك . لاني أراك في مرارة المر وربط الظلم) أع18:8-23 .وهكذا بولس الرسول تصرف مع عليم الساحر منتهرا اياه وعاقبه (هوذا يد الرب عليك .فتكون أعمي لا تبصر الشمس الي حين) أع 6:13-11 ففي الحال سقط عليه ضباب وظلمة فجعل يدور ملتمسا من يقوده بيده.
وتميز الرسولين بالتواضع وبطرس الرسول خر بعد معجزة صيد السمك قائلاً للرب أخرج يارب من سفينتي فاني رجل خاطئ لو8:5 وعندما قدم للاستشهاد طلب ان يصلب منكس الرأس لاحساسه بعدم الاستحقاق ان يشبه سيده . والقديس بولس رغم تعبه في الكرازه يقول (وآخر الكل كأنه للسقط ظهر لي أنا ، لاني أصغر الرسل، أنا الذي لست أهلا ان أدعي رسولاً لأني أضطهدت كنيسة الله) 1كو8:15-9 .
نواحي الأختلاف بين الرسولين
لقد كان القديس بطرس من اول الرسل وكان صيادا للسمك في بحيرة طبريه الذين تبعوا المخلص اما بولس الرسول فلم يتبع الرب يسوع المسيح الا بعد القيامة بسنوات رغم انه تعب في الخدمة أكثر من جميع الرسل اكو10:15 وقد كان بطرس الرسول من بيت صيدا الجليل وعاشت اسرته في كفر ناحوم وكان صيادا للسمك قبل دعوته ومتزوجا .اما القديس بولس فكان طرسوسي من كيليكية فريسي من سبط بنيامين كان ابيه غنيا وتعلم اليونانيه وحرفة صنع الخيام في كيليكية ثم تعلم الناموس والتلمود في اورشليم علي يد غملائيل والذي يعد اعظم اساتذة عصرة وكان بتولاً وهذا يدل علي ان لكل واحد موهبته الخاصه من الله وان الله يدعو الجميع للايمان والي الخدمة سواء متزوجين أو بتوليين ومهما كان عملهم ومستواهم التعليمي وامكاناتهم فالروح الفدس قادر ان يقودنا في موكب نصرته ويجعل منا أواني مقدسة للكرازه .
لقد أؤتمن بطرس الرسول علي تبشير الكرازة لليهود رغم ان الله استخدمه لقبول كرنيليوس واهل بيته من الأمم فاتحاً باب دخولهم علي يديه اما بولس الرسول للتبشير للأمم وهكذا قال لرب لبولس (أذهب فأني سأرسلك بعيداً الي الأمم ) أع 12:22 . وكتب بولس اربعة عشر رسالة تشمل مائة اصحاح ومنها العديد الي كنائس الأمم ومنها الرساله الي رومية اما بطرس فكتب رسالتين فقط الي اليهود المتغربين في الشتات.
كان القديس بطرس متحمسا مندفعا وقد مدحه الرب لشهادتة له بانه يسوع المسيح ابن الله الحي(مت15:16-19) .وان كان في اندفاعه قد اخطأ وانتهره الرب علي ذلك مت12:16 ،يو8:13-23 ،
مت 51:26-52 .ولقد حول الرب هذا الاندفاع الي الخير بعد حلول الروح القدس علي التلاميذ فدعا الجموع الي الايمان وبعظه واحدة امن علي يديه اكثر من ثلاثة الأف نفس .
وكلا الرسولين تعرضا للاضطهاد والسجن والجلد وكان الرب يقويهم الي ان اكملا جهادهما ونالا أكليل الرسولية والشهادة سنة 67ميلادية بامر نيرون .القديس بطرس بالصلب والقديس بولس بحد السيف .بركة شفاعة وصلوات القديسين والرسولين العظيمين فلتكون معنا وتبارك حياتكم وبيوتكم وكنيستنا وبلادنا أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق