للأب القمص أفرايم الأورشليمي
"أسعى نحو الغرض لأجعل جعالة دعوة الله العليا" (فيلبي3: 14)
كثير من سكان هذا الكوكب ،لهم أهداف مادية متعددة والكل يبحث عن السعادة وتحقيق الذات في جمع المال او تحقيق الذات او نيل الرغبات او الوصول الي سلطة اومنصب وكلها اهداف مرحلية ستنتهي حتي بعد حين بانتهاء حياتنا علي الارض.
والمؤمن الحكيم يجعل الأولوية لتحقيق الأهداف الروحية، على مثال القديسين الحكماء والعارفين بالهدف السليم والهدف الروحي الاول في حياتنا ان نحب الله من كل القلب والفكر والنفس ونربط انفسنا بيه فعشرتنا مع الله تنمو وتذداد الي ان نصل الي السماء حيث نوجد معة كل حين ونفرح باتحادنا به ووجودنا معة الي الابد.
وكان هدف دانيال وأصحابة أن يعيشوا – مع الله – رغم فساد البيئة الوثنية في القصر البابلي (دا1: 8).وكذلك مارست أستير الصوم في القصر، حتى قضى الله الأمر وانقذها الله وشعبها من مؤمرات الاشرار.
وقال القديس بولس الرسول لكنيسة فيلبي: "ليس أني قد نلت (الهدف) أو صرت كاملاً، ولكني أسعى لعلي أدرك ... وإنني أفعل شيئاً واحداً (هاماً) إذ أنا انسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام. أسعى نحو الغرض (الهدف) .... (في3: 13-14). وهذا هو المثال الجيد لكل مؤمن.
ووضع القديس أرسانيوس هدفه الروحي أمامه، وقال: "تأمل يا أرسانيوس فيما خرجت من أجله" (خلاص نفسه).
وأعلن البشير لوقا أن الرب يسوع "ثبت وجهه إلى أورشليم" (نحو الصليب) (لو9: 51)، أي لتحقيق هدف مجيئة الأساسي للعالم.
وكثيرون يعيشون في العالم بلا هدف روحي. أو هم يجهلون أهم هدف (الملكوت)، أو لا يجعلون الله هدفهم الأول!!(على نقيض ابراهيم أبو الآباء، ويوسف، ودانيال، وغيرهم كثيرين).
الشيطان دائماً يوجه نظر الإنسان إلى هدف الإنشغال الدائم بمحبة الذات والشهوات، وأمور العالم التي تعوقه عن السير في طريق خلاصه فهو يلهينا باي شي الا أمر خلاصنا وحياتنا الابدية الانسان يتلهي وينشغل بامور كثيرة ولكن الحاجة الي واحد . لقد صار هدف العالم الآن ، هو البحث عن لذة الطعام والشراب، ولذة الحواس، ولا يفكرون في أهم هدف، وهو كيفية الإستعداد لمغادرة هذا العالم الفاني.
ويقول قداسة البابا شنودة: "إن كان هدفك هو الله فسينحصر كل اهتمامك بالله: ملكوته + كنيسته + انجيله + خدمة أولاده .... إلخ، ومسكين من ينحرف عن هدف خلاص نفسه، ويستمع لضلال عدو الخير، وكثيرين للأسف بدأوا بهدف مبارك (روحي)، ثم انحرفوا إلى أهداف جانبية (عالمية) أهلكت نفوسهم!!؟
فاجلس (يا أخي/ يا أختي) مع نفسك – جلسة مصارحة – واسأل ذاتك: ما هو هدفي من حياتي؟ وهل أسير في طريق تحقيق الهدف الأسمى وهو "ربح ملكوت الله" أم ربح الأرضيات فقط؟!
واقرأ عن الذين كانت لهم أهداف روحية عظيمة، وصبروا حتى تحققت رغم ما لاقوه من صعاب وتجارب من أجل تحقيق هدفهم (مثل يوسف الصديق + دانيال + داود + الأنبا أنطونيوس + الأنبا بولا+ والقديسين والشهداء والمعترفين ...... إلخ). وما اصعب أن نركز هدفنا على أمور عالمية زائلة وباطلة وفانية، لا توصلنا إلى السعادة الأبدية، ولا حتى إلى الراحة الوقتية في الدنيا.
ليكن اذاً هدفك هو النمو الروحي في محبة الله وخدمة اسمه القدوس، واولادة وان تجول تصنع خيرا، والله قادر ان يقودك في موكب نصرته ..
ربي الحبيب
تعبنا في الطريق بدونك ايها الاب الحاني والصديق .
نبحث عن السعادة ولا نجدها ، نبحث عن الحب فنجدة سراب ..
نرجو ان نكون شيئاً فلا نجد الا التعب وعدم التقدير .
لاننا نبحث عن السعادة بعيداً عنك،
لاننا نبحث عن الامتلاك من دونك،
لاننا نبحث عن الحب في عالم ملئ بالشهوات.
ربي علمنا ان نبحث عنك فنجدك .
فانت قريب مني ، داخلي وانا ابحث عنك بعيداً بعيد.
دعني اكتشفك داخلي ايها الحب المطلق فاجد الكنز السماوي.
لتكن انت هدفي واكون سفيرك علي الارض .
لاحيا لا انا بل انت تحيا في ..أمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق