مفهوم الحوار واهدافه ..
هو حديث بين طرفين أو اكثر وذلك لأهداف معينة منها توصيل أو اقناع الأخرين بفكرة أو حثهم علي اداء عمل أو للتخلي عن فكر أو عمل ما. وقد يكون هدف الحديث هو اشاعة روح التقارب أو الدف العاطفي والروحي وازالة الحواجز النفسية وتقوية العلاقات الاجتماعية.
يجب ان يقوم الحوار علي المحبة والرغبة في اقتناء فهم عميق للأخر من أجل تعميق الشركة بين الأطراف خاصة في الأسرة بدون عزلة أو أنطواء والتوازن بين الذاتية والنحن وفي الحوار الذي يهدف الي التفاهم علي اهداف مشتركة للحياة .
الأسرة المسيحية مرتبطة بعضها ببعض ارتباطاً شديداً جداً. وهذا الارتباط مصدره المسيح، فهم أعضاء فى جسد واحد يكملون بعضهم بعضاً، ويحتاجون إلى بعضهم بعضاً ويتعاونون مع بعضهم بعضاً ولذلك كان الحوار هو أسلوب الترابط، وأسلوب التعامل، وأسلوب مواجهة كل ظروف الحياة التى يتعرضون لها خلال رحلة الحياة التى يسيرون فيها معاً والحوار هو الحديث الودود بين أفراد الأسرة للتفاهم فى أمر من الأمور. أو لتبادل وجهات النظر فى أمر من الأمور أو لاتخاذ قرار فى ِشأن أحد الأمور التى تهم كيان الأسرة. لا يجب أن ينتهى الحوار بين الزوجين بخصام أو انفعال أو اتخاذ قرار وقت الغضب .الحوار الذى يأخذ شكل عتاب على خطأ غير مقصود حين ينتهى بالاعتذار يكون حواراً ناجحاً والاعتذار عن الخطأ لا يشين كرامة الشخص الذى اعتذر. علامة الحب هو التسامح والتغاضى عن أخطاء الآخر، ولذلك القلب الكبير هو القلب المتسامح، ولكن يجب خلال العتاب أن نستفيد من أخطائنا . الحوار بين الزوجين يجب أن نختار له الوقت المناسب والمناخ المناسب.و الحوار بين الزوجين لا يأخذ شكل غالب ومغلوب أو رئيس ومرؤوس بل اثنين فى قارب واحد يتحاوران للوصول إلى الأفضل
أسس الحوار الاسري
حواريقوم علي المحبة والاحترام ..
بالمحبة نحاول ان نكتشف الأخر وننميه في محبة صادقة مخلصة ليصل الطرفان الي الشركة الأتحادية بعيداَ عن الأنانية والحوار يجب ان يحترم الأخر كانسان متميز (هل اخفي عن ابراهيم ما انا فاعله)تك 17:18.والمحبة يجب ان تكون عملية نظهر فيها محبتنا العملية بتقديم كلام يبني الأخر ويشجعة ويساندة ويقدره ويلغي الحواجز النفسية بين الأطراف سواء الزوجين أو الابناء .
تيموثاوس الأبن الصريح في الأيمان 1تي2:1 صراحة الايمان تعني صراحة الرأي والمشاعر والأنفعالات والمعاناة .صراحة الخروج من الذات للانفتاح علي الأخر في انسجام واصغاء وقبول وبذل . يعبر فيها كل طرف للأخر أنه يسمعة ويفهمة ويقدره.
اسلوب الحوار .. الحوار في الأسرة المسيحية يجب ان يقوم علي الشعور بوجود الله داخل البيت بابوتة وحنانه ورحمته لهذا يلتزم الأطراف فية الأدب واحترام المشاعر ونعطي كل طرف الفرصة لشرح وجهة نظره حتي لو مخالفة (مقدمين بعضنا بعضاَ في الكرامة ) ويعطي للأخر فرصة وبالأكثر امام الناس ان يعبر عن رأية. ونقلل من أوجة الخلاف التي تدعوا للتكامل والحرص الشديد في استخدام كلمة (لا) التي تغلق باب الحوار والمحبة وتعيق التواصل (كذلك ايها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الاناء النسائي كالاضعف معطين اياهن كرامة كالوارثات ايضا معكم نعمة الحياة لكي لا تعاق صلواتكم )(1بط 3 : 7).
أسلحة تدمر الحوار ...
الأنسان بصفة عامة لايريد ما يعرية نفسياً امام الاخرين ولهذا يلجأ الي الأسلحة الدفاعية أثناء الحوار ومنها الاساليب الاتية اوغيرها .
الثورة والغضب كوسيلة لمنع الأخر من الدخول في حوار نفسي وروحي مما يجعل الطرف الأخر ينطوي علي ذاتة ويخيب أملة ويبرد في علاقته وتصيبه الامراض .
الدموع وهي وسيلة الزوجة خاصة اما لاستدرار عطف أو لتحقيق طلبات دون نقاش أو جدال أو رفض الزوج وهذا اسلوب يجب علاجة عند ابنائنا منذ الطفولة المبكرة.
النقد وسيلة لقتل الحوار ان ينتقد طرف نقداَ لاذعا ولنلاحظ ان النقد والشكوي الدائمة والتذمر هم مقبرة الحياة الزوجية السعيدة (ليو تولستوي وزوجتة الغيورة الشاكية) كذلك الابناء في حاجة لاب حقيقي وأم رقيقه يتألموا لألم ابنائهم ويشاركوهم اهتماماتهم ويفرحوا لفرحهم .
الصمت أو الثرثرة بعض الناس يتخذوا الصمت وسيلة لأهمال الحوار أو تجاهله والبعض يثرثر في اشياء ليست لها قيمة لصرف النظر عن مشكلة أو اخفاء شئ عن الأخر.
الالحاح يتعب الطرف الاخر خاصة لو متعب الاعصاب أو استخدام وسائل الضغط النفسي أو العاطفي لنيل هدف مما يعكر الحياة الزوجية ويجعلها تقوم علي المصلحة والمنح والمنع (فقالت له كيف تقول احبك و قلبك ليس معي هوذا ثلاث مرات قد خذلتني و لم تخبرني بماذا قوتك العظيمة) (قض 16 : 15)
افشاء الاسرار . يجب ان يكون لكل بيت الأسوار العالية التي تحمية من تطفل الأخرين ومن اقتحام العابثين وتمنحة الخصوصية دون تدخل الاهل فلا يجب ان تخرج اسرار البيت من احد اطراف البيت الي الاصدقاء أو حتي الاهل مما يخدش الثقة بين الزوجين ويجرحها.
ليكن لكم الأهتمامات المشتركة أو هواية مشتركة معا لينموا الحب والوحدة بينهما (المشي –صيد السمك – الرحلات – القرأءة)
التكيف مع صفات الطرف الاخر والابناء وعدم الأختلاف بل الأتفاق علي اسلوب التربية بين الاب والام حتي لا ينقسم البيت ويوجد الصراع بدلاً من الحب ولا يجب ان ينتقد طرف الأخر امام الأبناء بل يظهر لة الاحترام والتأييد .
كثيراً ما يراعي كل إنسان مشاعر الطرف الآخر الغريب عنه، حتى يكتسب ثقته واحترامه وتقديره، لكن لماذا نحرص على تطبيق قواعد وأصول الإتيكيت مع الآخرين ولا نطبقها مع أهل بيتنا وأقرب المقربين لنا؟ إذ نحن غالباً لا نلقي بالاً لطريقة تعاملنا مع إنسان عزيز علينا، يعيش معنا في الاسرة الواحدة. ولماذا نحرص على ألا نجرح مشاعر الآخرين ونبالغ في الاهتمام بهم ولا نلقي بالا لطريقة تعاملنا مع شريك الحياة فنجرح مشاعره بقصد أو بغير قصد ولا نحاول الاعتذار له؟ هل لأننا نفترض فيه أن يتفهم وأن يسامح؟ أم لأننا نعتقد أن أصول الإتيكيت تطبق فقط حين نتعامل مع الغرباء،أما الجفاء والغلظة تستعمل مع الأقرباء . إن تحقيق السعادة الزوجية يتطلب مراعاة الاحترام المتبادل ومراعاة مشاعر الطرف الآخر. لذلك على كل زوجين في بداية حياتهما الزوجية الاتفاق على مجموعة من القواعد تكتب في شكل وثيقة أو اتفاق يشمل كل ما تثري به الحياة ومن قواعد الأخلاق التي يحث عليها الدين وأصحاب العقول المستنيرة والتي يسميها البعض إتيكيتاً قبل الدخول إلى الغرفة يجب طرق الباب أو الاستئذان. -عند الدخول إلى البيت أو الغرفة أو السيارة نلقي التحية -الخروج من الغرفة نسأل من فيها: هل يريد شيئاً قبل الانصراف؟ -عندما نقلب شيئاً أو نغير موضعه مما يخص شريكنا نعيده إلى وضعه الأول. لا نقرأ خطابا أو ورقة لا تخصنا. إذا أخطأ أحدنا في حق الآخر فليعتذر له بدون خجل. إذا اعتذر المخطئ فليقبل الآخر اعتذاره بدون الإكثار في اللوم. الحديث يجب أن يكون هادئا بعيدا عن السباب أو استخدام ألفاظ خارجة. احترام هوايات الطرف الآخر وتقديرها وعدم الإقلال من شأنها. لا تقابل عصبية أحدنا واندفاعه بعصبية مماثلة. لا داعي لخلق المشكلات والنبش في الماضي أثناء كل خلاف أو مناقشة. تقسيم العمل بينكما, ويؤدي كل طرف المطلوب منه من تلقاء نفسه. - عدم الكذب مهما يكن الأمر أو الخطأ فالكذب أبو الخطايا, فقل الحق ولو كان مراً، لكن بطريقة لطيفة غير جارحة. -الحديث بيننا يجب أن يكون هادئاً ومحترماً، وليس فيه سباب. -نقول الحق ولو كان مراً، ولكن بطريقة لطيفة غير جارحة. -من يحتاج إلى نصيحة، نقدمها له بحب وبلا تعالٍ. -إذا حلّت مناسبة سعيدة لأحدنا فلنشارك جميعاً فيها دون اعتذار. -إذا عجز أحدنا عن أداء مهمة واحتاج للعون فلنعاونه دون إبطاء. التسامح والعفو . -ولا يكذّب أحدنا الآخر إذا تحدث أمام الناس، وروى قصة شاهدناها معاً فنقص منها شيئاً أو زاد، بل ندعه يكملها كما أراد. -فليحب كل منا لشريكة ما يحبه لنفسه وليعمل على راحته قدر استطاعته. -الصبر على الشدائد عبادة، وشكر الله دوماً واجب. -الصلاة والثقة بالله هي أساس النجاح واليقين. -فلينادِ كل منا الأخر بلقب يحبه، ولا يرفع الكلفة في الحوار والمزاح سراً أو جهراً.. والبيت التي تشيد في مجرى السيل يهدمها السيل، والأسرة التي تتكون على محبة القدير والصلوات المشتركة والتقرب من الاسرار المقدسة و وقراءة الانجيل وطاعته لا تقلعها الريح مهما كانت قوتها بل تثبت وتأتي بثمار كثير علي الارض وترث ملكوت السموات.
"أيها الأولاد أطيعوا والديكم فى كل شئ لأن هذا مرضىُّ فى الرب. أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا". (كو3: 20-21
" أيها الأولاد أطيعوا والديكم لأن هذا حق . أكرم أباك وأمك التى هى أول وصية بوعد لكى يكون لكم خير وتكونوا طوال الأعمار على الأرض. وأنتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره " . (أف6: 1-4)
الحوار مع الأبناء له أصول يجب أن نتعلمها ونتقنها حتى لا نكون سبباً فى فشل أبنائنا. فالحوار مع الأبناء هو لغة العصر، ولم يعُد أسلوب السلطة والأمر يصلح لأبناء هذا الجيل، ولذلك يجب أن نلاحظ ما يلى فى حوارنا مع الأبناء
الاستماع أكثر من التكلم مهم جداً حين نتحاور مع أبنائنا وذلك لكى نتعرف على مشاكل ومتاعب أبنائنا
احترام الأبناء مهم جداً أثناء الحوار فلا يجب أن نسخر منهم أو يكونوا مادة للفكاهة والضحك عليهم لأن هذا الأمر يقودهم إلى التمرد والعصيان
فى خروج الأبناء عن إطار احترام والديهم أثناء الحوار يجب أن نتغاضى عن ذلك الخطأ ولا ننهى الحوار بل نؤجله إلى فرصة أخرى إذا لم نوفق فى الحوار في بعض الأحيان.
فى حوارنا مع أبنائنا يجب أن نعرف أن لكل ابن شخصية مستقلة تختلف عن الآخرين، وظروف أبنائنا تختلف عن ظروفنا نحن، ولذلك يجب ألا نحكم عليهم من خلال مقارنة ظروفهم بظروفنا أو بظروف أشخاص آخرين
التوجيه والإرشاد مسئولية الوالدين، ولكن يجب أن يكون فى إطار المحبة وفى إطار احترام شخصيات الأبناء، وفى حدود إمكانياتهم، مع ضرورة عدم إشعار الأبناء بالتسلط والأوامر لأن أسلوب الأمر والسلطة يُقابل أحياناً بالتمرد والعصيان، ولذلك يجب ألا يكون الحوار هو الوسيلة لإصدار الأوامر وإملاء السلطة الأبوية، ويجب عدم استعمال السلطة الوالدية أثناء الحوار .
احترام خصوصيات الأبناء مهم جداً لأن التدخل الزائد فى خصوصياتهم يقودهم إلى الغيظ والاستقلال المتطرف عن الوالدين.
فى الحوارات مع الأبناء يجب أن نقودهم إلى أن يشعروا بباقى أفراد الأسرة وأنهم ليسوا بمفردهم وهكذا نزرع فيهم التعاون والمشاركة
الحوارات مع الأبناء يجب أن يكون لها هدف ومن بين أهدافها زرع الفضائل المسيحية فى الأبناء منذ نعومة أظافرهم. من بين الحوارات مع الأبناء استعراض المشاكل العامة وأن يعطى كل فرد رأياً مثل مشكلة الهجرة والسفر للخارج ومشكلة سوء استخدم الكمبيوتر والانترنت
أثناء الحوار مع الأبناء يجب أن نلتزم بالمصداقية وعدم الكذب، وإلا فقدنا كل تأثير إيجابى فى تربية الأبناء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق