للأب القمص أفرايم الأورشليمى
{ قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33).
واد الفتنة ومحاسبة القائمين عليها ..
يعز علينا ان نودع كوكبة من شهداء كنيستنا ضد الظلم والتمييز العنصرى وهم قد خرجوا فى مظاهرات سليمة تطالب بالانصاف واحقاق الحق ووقف هدم كنائسنا وتهجير ابنائنا من بيوتهم وبتشجيع ومباركة بعض عناصر النظام ومنهم محافظ اسوان الارعن الذى اشعل الفتنة والذى شجع وبارك ان يقوم الرعاع بحرق كنيسة وهدمها ويدعى انهم طبقوا القانون. ولما تظاهر الاقباط ضد الظلم يقوم الجيش بقتل ودهش واذلال الاقباط فى مظاهرتهم السلمية فى وسط القاهرة امام عدسات التلفزيون لينقل للعالم كله همجية واضطهاد وارهاب الجيش والنظام ضد مواطنيه وكاننا امام هجوم البربر على من لا يحق لهم الحياة . اننا نقول للجميع {ان رايت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل في البلاد فلا ترتع من الامر لان فوق العالي عاليا يلاحظ والاعلى فوقهما}. (جا8:5). اننا نطالب السلطات العسكرية الحاكمة بالعمل الحازم والواعى للحفاظ على حاضرنا وما يتهدده من مخاطر لتسليم الأمانة الى سلطة ديمقراطية منتخبة وتربية اجيالنا على أحترام وتقبل الأخر واحترام حقه فى الحياة والعبادة وحرية الراى . ولهذا فاننا نرى أهميتة سن وتفعيل كل القوانين التى تمنع التمييز الدينى والطائفى بدء من الكتب الدراسية الى الصحافة والاعلام المرئى والمسموع . وندعو المصريين الى التعقل والحكمة وعدم تصديق الاشاعات المغرضة والعمل من أجل ان تصل سفينة بلادنا الى بر الامان لا ان نقود السفينة الى الغرق والبلاد الى الطوفان .
تعازينا لأسر الشهداء وصلواتنا بالشفاء للجرحى..
أذ نتقدم بالتعازى لاهل من استشهدوا ونواسى اهلهم وكنيستنا وشعبها ونطلب الشفاء العاجل للجرحى . ونرجو ان تكون هذه الدماء الزكية هي اخر الدماء التى تسيل على ضفاف نيل مصر من اجل العدل ورفع الظلم . ونرجو ان يشعر قادة النظام والجيش بمسؤليته التاريخية أمام الله والتاريخ والعالم . وان يتخذ الاجراءات العاجلة من أجل الحفاظ على السلم الاجتماعى والوحدة الوطنية . وان يقوم النظام المحاسبة الحازمة والسريعة والعادلة لكل من قتل المتظاهرين وتسبب فى احداث هدم الكنائس والفتنة فى مصر سواء بالتحريض او العمل . يجب وقف الشحن الاعلامى ضد المسيحيين ونحن لانحمل سلاحا الا الصليب ولا نهاجم أحد بل نصنع المحبة الجميع ، المسلم قبل المسيحى . اننا نقول لاهلنا ثقوا ان دماء ابنائنا ليست منسية امام الله { الرب مجري العدل والقضاء لجميع المظلومين} (مز 103 : 6). واننا نثق فى عدالة السماء التى نرفع اليها دعوانا وشكوانا بالدماء والدموع . ونثق انه ينصف مختاريه الصارخين له ليلاً ونهاراً {افلا ينصف الله مختاريه الصارخين اليه نهارا و ليلا وهو متمهل عليهم. اقول لكم انه ينصفهم سريعا } (لو 18 : 7-8).
مطالب مشروعة وليس هبات ممنوعه
ان عيون العالم كله تتطلع الى ما يحدث فى مصر، ويجب ان نقدم نموذجا حضاريا للعالم لا صورة سئية للظلم والتكفير والابادة والقتل . اننا ننطلع الى حياة حرة كريمة ديمقراطية لكل المواطنين ، ونعبر عن قلقنا العميق وحزننا ومخاوفنا المشروعة لما نراه من أحراق متعمد لكنائسنا وقتل على الهوية الدينية لابناء كنيستنا الابرياء وتعرض العديد من بناتنا للتهديد والأختطاف ، وتعرض المسيحيين للتمييز فى الوظائف والحياة اليومية ونعبر عن قلقنا المشروع للتنامى المتزايد لمشاعر التطرف والكراهية والتعصب وخطورة تأثيره على حاضر ومستقبل العيش المشترك بين ابناء مصر من مسيحيين ومسلمين . وهذه قضايا يجب ان يُنظر اليها باهتمام ليس من المسئوليين فى السلطة بل من كل مسلم شريف لا يقبل الظلم . ويجب معالجة الامور بروح الحرص على سلامة الوطن والجسد المصرى كله .
الكنائس وحرية العبادة والمواطن الصالح ..
نطالب بسرعة اصدار قانون عادل لبناء وتنظيم دور العبادة يتوافق مع روح حرية العبادة ونطالب بفتح الكنائس المغلقة وحمايتها من قلة حاقده او محرضة على التخريب والاعتداء ويجب ان يعلم اخوتنا المسلمين فى الوطن ان الكنائس تسهم بقوة فى جعل المواطن المسيحى دائما مواطناً صالحاً عابداً لربة ، مشاركاً فى مجتمعه ، متعاونا محباً لاخيه المسلم قبل المسيحى واننا كاقباط فى مصر لسنا غرباء او اجنبيين فى بلدنا بل نحن جزء أصيل وفاعل وحى فى هذا البلد منذ الأف السنين . لماذا يبنى المسجد والزاوية فى اى بيت حتى بدون تراخيص ولماذا عندما تبنى الكنيسة تقوم المحروسة ولا تقعد ويهجم الغوغاء على الكنيسة لهدمها واحراق بيوت الأقباط . لماذا عندما يقوم الاقباط بالتظاهر يفتح عليهم النيران ومن التلفزيزن الرسمى نسمع من يطلب من المسلمين مناصرة جيشهم المغوار من الاقباط الاشرار. ويتم فرم المتظاهرين تحت عجلات المدرعات . اننا نصرخ لله ولكل ضمير حى من اخوتنا المسلمين وكل أنسان له ضمير حى ان يقول كفى للظلم والبربرية والهمجية ، نحن فى قارب واحد والطوفان سيغرق الجميع ليس الاقباط فقط بل مصر كلها.
العدالة والمساواة والغد الأفضل ..
اننا نريد ان يعلم الجميع ان حل مشاكل الاقباط هو حق وواجب على النظام وعلى اخوتنا فى الوطن فلقد عاني الاقباط كثيرا فى صمت فيما مضى، ولا يجوز ان يتم قتلهم بالهمجية بايدى الجيش بينما عندما قطع المتظاهرين طرق المواصلات ظلما تم الاستجابة لمطالبهم وتم وقف تعيين المحافظ القبطي الوحيد بين المحافظين . علينا ان نبنى مستقبل أفضل لمصر ونعيد لبلادنا سمعتها الطيبة التى نعمل ان تظل راياتها عالية وتاريخها مجيد . لقد عشنا مسيحيين ومسلمين معاً طوال ما يذيد عن اربعة عشر قرناً من الزمن نحيا الفرح والحزن معا ونشترك فى البسمة واستنشاق النسمة معاً وسنبقى معاً وعلينا ان نعمل بروح المحبة والتسامح والعدل والأخاء للتغلب على ما نعانية من غياب العداله أو الأمن حتى نصل معا بسفينة الوطن الى بر الأمان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق