بيان ايبارشىية ايرلندا واسكتلندا وشمال شرق انجلترا
بشأن قتل المتظاهرين الاقباط
{ قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33).
وقائع محزنة لقتل الاقباط ..
منذ قيام الثورة المصرية فى 25 يناير قام المتطرفون المسلمون وبتشجيع من بعض المسئولين فى السلطة بحرق ثلاثة كنائس قبطية وحرق بيوت الكثير من الاقباط وقتل وتهجير العديد من بيوتهم .
وفى يوم الاحد 9/10 خرج الاقباط فى مظاهرة سلمية للتعبير عن رفضهم واحتجاجهم على الظلم والاضطهاد الواقع عليهم. فما كان من الجيش والشرطة الا اللجوء للاستخدام المفرط للعنف وسحق المتظاهرين بالمدرعات واطلاق الذخيرة الحية عليهم مما ادى الى استشهاد 35 وجرح ثلثمائه وعشرون اخرين من بينهم العديد من الاطفال والنساء ، كما تم القبض علي المئات من المتظاهرين وسجنهم.
الحبر الجليل الانبا انطونى وكهنة وشمامسة وخدام وشعب الايبارشية وهم جزء حى من شعب الكنيسة القبطية ، اذ يتابع فى الغربة ما يحدث من هدم لكنائسهم وقتل متعمد للأقباط وجرح للمئات ، فان قلوبنا يعتصرها الحزن والآم ونشارك اخوتنا احزانهم وآلامهم ونقف معهم قلبا وقالبا. ونصلى ليمنح الله العزاء لذوى الشهداء وينعم بالشفاء العاجل للجرحى ويقوى إيمان كنيستنا الشاهدة لآلام السيد المسيح والتى تقدم أكبر عدد من شهداء الايمان فى العصر الحديث.
نصلى من اجل كنيستنا وشعبها ..
اننا اذ نصوم ونصلى لمدة ثلاثة أيام ابتدءاً من الثلاثاء 11/10 وحتى الخميس 13/10/2011 من أجل رفع الظلم والاضهطاد على ابناء كنيستنا كما صام الشعب قديما ليبطل مؤامرات الاشرار فى عهد مردخاى واستير واستجاب لهم الرب ورفع الظلم عنهم وبدل حزنهم الى فرح قلب {كما اوجب عليهم مردخاي واستير الملكة وكما اوجبوا على انفسهم وعلى نسلهم امور الاصوام وصراخهم} (اس 9 : 3). وكما صرخ اهل نينوى وصاموا لمدة ثلاثة ايام فرفع الله غضبه عنهم . هكذا نحن نرفع صلواتنا واصوامنا لله ليستجيب ويرفع الظلم عن شعب كنيستنا في مصر. ونطلب من الجميع الصوم والصلاة ليستجيب اله السماء وينصف المظلومين{ الرب مجري العدل والقضاء لجميع المظلومين} (مز 103 : 6). نثق ان الله ينصف مختاريه الصارخين له ليلاً ونهاراً {افلا ينصف الله مختاريه الصارخين اليه نهارا و ليلا وهو متمهل عليهم. اقول لكم انه ينصفهم سريعا } (لو18 : 7-8). واننا سنواصل الصلاة حتى تتحقق عدالة السماء.
نناشد ذوى الضمائر الحية من كل أمة ودين وجنس
نناشد ذوى الضمائر الحية من كل أمة ودين وجنس ونطالبهم بالوقوف مع شعب كنيستنا المضطهدة ومطالبة النظام الحاكم فى مصر برفع الظلم والاضطهاد وتنفيذ روح القانون على كل من حرض وعمل على هدم الكنائس وقتل الاقباط وتهجيرهم من القرى ووقف التحريض فى وسائل الاعلام المصرى ومحاسبة المسئولين عنه. اننا فى حوادث قتل الاقباط منذ عصر السادات فى احداث الزاوية الحمراء بالقاهرة 1981م وحتى احداث الاحد الدامى 9/10/2011 لم نشهد محاكمة عادلة للمجرمين بل نشاهد تؤاطو وتحريض من النظام ضد الاقباط وتحويل الضحايا الى مجرمين ويظن هؤلاء انهم سيهربون من يد الله العادل او القانون الدولى الذى لا تسقط فيه قضايا الاضطهاد بالتقادم. نقول للمسئولين فى مصر {ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما الجاعلين المر حلوا والحلو مرا. ويل للحكماء في اعين انفسهم والفهماء عند ذواتهم. الذين يبررون الشرير من اجل الرشوة واما حق الصديقين فينزعونه منهم} . اش 20:5-23.
لقد اسبشرنا خيراً بثورة 25 يناير وسقوط النظام السابق الذى أجج روح الفتنة ضد الاقباط ولم يحاسب احد فى تفجير كنيسة القديسين فى الاسكندرية فى ليلة راس السنة 2011 والذى استشهد فيه 30 شهيدا عدا المئات من الجرحى . لكن قد خاب رجائنا فى نظام الحكم العسكرى الذى فيه هدمت ثلاثة كنائس واخرها كان بتشجيع وتحريض ومباركة من محافظ اسوان اعلى هرم السلطة فى المحافظة. فاننا نعلن ان دماء ابناء كنيستنا ليست رخيصة واننا نطالب بمحاسبة ومعاقبة المسئولين الفاسدين والذين قاموا بهدم الكنائس واحراق بيوت المسيحيين . اننا نقول للجميع {ان رايت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل في البلاد فلا ترتع من الامر لان فوق العالي عاليا يلاحظ والاعلى فوقهما}. (جا8:5). اننا نطالب النظام الحاكم فى مصر بالعمل الحازم لمعاقبة كل من تسؤل له نفسه بممارسة الاضطهاد والتمييز . والعمل على أحترام وتقبل الأخر واحترام حقه فى الحياة والعبادة .
اننا نرى اهمية سن وتفعيل كل القوانين التى تمنع التمييز الدينى والطائفى بدء من الكتب الدراسية الى الصحافة والاعلام المرئى والمسموع . وندعو جميع المصريين الى التعقل والحكمة وعدم تصديق الاشاعات المغرضة والعمل من أجل ان تصل سفينة بلادنا الى بر الامان . ونعبر عن قلقنا العميق وحزننا ومخاوفنا المشروعة لما نراه من أحراق متعمد لكنائسنا وقتل لابناء كنيستنا الابرياء وتعرض العديد من بناتنا للتهديد والأختطاف ، وتعرض المسيحيين للتمييز فى الوظائف والحياة اليومية ونعبر عن قلقنا المشروع لتنامى مشاعر التطرف والكراهية والتعصب ضد الأقباط وخطورة ذلك على حاضر ومستقبل العيش المشترك بين ابناء مصر من مسيحيين ومسلمين . وهذه قضايا يجب ان يُنظر اليها باهتمام ليس من المسئوليين فى السلطة فقط من كل انسان عاقل لا يقبل الظلم .
الكنائس وحرية العبادة والمواطن الصالح ..
نطالب بسرعة اصدار قانون عادل لبناء وتنظيم دور العبادة يتوافق مع روح حرية العبادة ونطالب بفتح الكنائس المغلقة وحمايتها من قلة حاقده او محرضة على التخريب والاعتداء ويجب ان يعلم اخوتنا المسلمين فى الوطن ان الكنائس تسهم بقوة فى جعل المواطن المسيحى دائما مواطناً صالحاً عابداً لربه ، مشاركاً فى مجتمعه ، متعاونا محباً لاخيه المسلم قبل المسيحى واننا كاقباط فى مصر لسنا غرباء او اجانب فى بلدنا بل نحن جزء أصيل وفاعل وحى فى هذا البلد منذ الأف السنين . اننا نتسأل لماذا يبنى المسجد والزاوية فى اى مكان حتى بدون تراخيص ولماذا عندما تبنى الكنيسة وبتراخيص تستلزم اجراءات وموافقة راس النظام ثم يهاجمها الغوغاء ويهدمونها ويتم حرق ونهب بيوت الأقباط . لماذا عندما يقوم الاقباط بالتظاهر يفتح عليهم النيران ومن التلفزيون الرسمى نسمع من يطلب من المسلمين مناصرة جيشهم المغوار ضد الاقباط الاشرار. ويتم فرم المتظاهرين تحت عجلات المدرعات . اننا نصرخ لله ولكل ضمير حى ان يقول كفى للظلم والبربرية والهمجية . ولن نسكت على دماء ابناء كنيستنا وهدم كنائسهم واذ لم نجد تغيير سريع وعادل فى سياسة الدولة تجاه التمييز والاضهاد لشعب كنيستنا ، فاننا فى بلاد المهجر سنقوم باتخاذ المواقف المناسبة لتحقيق مطالبنا العادلة والمشروعة فى المساواة وحق المواطنة والحرية الدينية .
العدالة والمساواة والغد الأفضل ..
اننا نريد ان يعلم الجميع ان حل مشاكل الاقباط هو حق وواجب على النظام الحاكم وعلى كل المواطنين الشرفاء فى مصر فلقد عاني الاقباط كثيرا فى صمت فيما مضى، ولا يجوز ان يتم قتلهم بالهمجية بايدى الجيش بينما عندما قطع المتظاهرين طرق المواصلات ظلما تم الاستجابة لمطالبهم وتم وقف تعيين المحافظ القبطي الوحيد بين المحافظين فى تمييز دينى بغيض . علينا ان نتعلم من دروس الماضى ونبنى مستقبل أفضل لمصر تساهم فيه بلادنا فى تقديم نموذج للتعايش بين المسيحيين والمسلمين بروح المحبة والمساواة والتسامح والعدل والأخاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق