نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 28 مارس 2012

مسيرة الحب والعطاء 4- البابا شنوده والرجاء المبارك


مسيرة الحب والعطاء            
لقداسة البابا شنوده الثالث

4- البابا والرجاء المبارك

للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى

أهمية الرجاء فى حياة المؤمن..
+ الرجاء نافذه على المستقبل السعيد ... الرجاء مهم لحياتنا ولو فقد الإنسان الرجاء فانه يفقد كل شئ، لان الذى يفقد الرجاء، يقع فى اليأس، ويقع فى الكآبة، وتنهار معنوياته، ويقع فى القلق، والاضطراب ومرارة  الانتظار بلا هدف وقد يقع العوبة فى يد الشيطان. لذلك كان قداسة البابا شنوده كسفير رجاء يحيا ويعلم شعبه عن أهمية التمسك  بالرجاء المبارك حتى آخر لحظات حياته منتظراً السماء الجديدة التى يسكن فيها مع الله فى حياة البر ويبث فينا روح الرجاء ويقول لنا قداسته : ( اولاد الله باستمرار عندهم رجاء، ويعيشون فى رجاء، ومهما تعقدت الأمور، ومهما بدا ان الله قد تأخر عليهم، ومهما بدا كل شئ مظلماً هناك رجاء). لذلك كتب قداسة البابا كتاب حياة الرجاء الذى كتب فى مقدمته قائلاً:(كثيرون جداً يحتاجون إلى كلمة تعيد اليهم الرجاء، يحتاجون إلى نافذة من نور، تبدد الظلمة التى تكتنف نفوسهم). لقد تشبه قداسة البابا بمعلمه رئيس كهنة الخيرات العتيدة الذى كما جاء عنه فى  نبؤة أشعياء النبى فى(اش 42) {هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرت به نفسي اضع روحي عليه فيخبر الامم بالحق. لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع احد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ حتى يخرج الحق الى النصرة. وعلى اسمه يكون رجاء الامم} مت 17:12-20.
+ المسيحية والرجاء المبارك .. فى المسيحية نرى ان الله هو إله الرجاء المبارك. ففى بدء خدمة السيد المسيح فى الجليل أعلن السيد هدف رسالته بقوله { لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية. واكرز بسنة الرب المقبولة}  لو 18:4-19. يقول قداسة البابا: ( فى المسيحية يوجد رجاء للافراد، ويوجد رجاء للهيئات، ويوجد رجاء للكنائس، ويوجد رجاء للبلاد، ويوجد رجاء للعالم كله). وعلينا ان نتمسك بالرجاء فى كل حين    { لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين }(عب  10 :  23). لنا رجاء فى أفتقاد الله للبشرية فى كل وقت، هذا الرجاء لا يضعف أبداً عند المؤمنين مهما بدا الامر صعباً ولهذا نحيا فرحين  {فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة} (رو  12 :  12). ونحن سنخلص بالرجاء فى محبة الله لنا وإيماننا انه قادر ان يقودنا فى موكب نصرته وبمحبة لنا نحيا حياة التوبة ونثمر روحيا وننال أكليل الحياة { والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} (رو  5 :  5).
+ الله يسعى الى خلاصنا...  كما بحث عن الخروف وحمله على منكبيه فرحاً وكما قال السيد المسيح    { يكون فرحاً فى السماء بخاطئ واحد يتوب} لو 7:15. ان الله {يريد ان الجميع يخلصون، والى معرفة الحق يقبلون} 1تى 4:2. وكما نصلى فى الأجبية ( الداعى الكل الى الخلاص من أجل الموعد بالخيرات المنتظرة). يقول قداسة البابا :( ان عمل الله ليس فقط أن يفرح بتسبيح السارافيم، أو بنقاوة الملائكة، أو بكرازة الرعاة، أو بجهاد القديسين، إنما هو يفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون الى توبة ). ويوصينا قداسته بان لا نفقد الرجاء، مهما ضللنا، لانه هناك درجة أبشع من الضلال جاء الرب ليخلصها كما قال عن نفسه { جاء ليطلب ويخلص ما قد هلك} لو 10:19. اذن حتى الذى هلك، مازال له رجاء فى الخلاص. نعم بلا شك، ان المسيح قد جاء يخلص الموتى بالخطايا. ويشجعنا قداسة البابا قائلاً :( لا يقل أحد إذن، مهما حدث منه، ومهما حدث له، انا انتهيت، أنا ضعت، وليس هناك فائدة منى ولا وسيلة لخلاصى..! أطمان فحتى إن كنت قد هلكت فعلاً، فاعلم ان باب الخلاص لا يزال مفتوحاً أمامك، والرب قد جاء يطلب ويخلص ما قد هلك).

الرجاء فى كل الاوقات والظروف..
+ كل الاشياء تعمل معاً للخير .. يقول قداسة البابا مؤكداً : ( نحن نعيش فى الرجاء فرحين باستمرار، والسلام يملأ قلوبنا، لاننا لا نعتمد على ذواتنا ولا على وسائط عالمية، وإنما نعتمد على الله الذى يعمل كل خير. فى هذا الرجاء أحب أن نعيش جميعاً، ككنيسة ترجو ملكوت الله وتنتظره، وترجو عمل الله فيها فى كل حين، ونؤمن بعمل الله. هذا الرجاء ان لم يكن فينا فلنطلبه كعطية مجانية من الله، الذى يملأ القلوب بسلامه وبرجائه). ولعل هذا ما جعل قداسة البابا يحيا فرحا مبتسماً متمتعاً بالسلام والاطمئنان القلبى رغم كل الضيقات والتجارب التى مرت على قداسته ويوكد قداسته على قول الكتاب المقدس { كل الاشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله} رو 28:8.ونقصد بالخير بالمقاييس الإلهية وليس الخير بمفاهيمنا البشرية. الله صانع الخيرات وهو الذى نعلق رجائنا عليه ونقول له فى صلوات القداس: (يارجاء من ليس له رجاء ومعين من ليس له معين). وكما يقول المزمور { الاتكال على الرب خير من الاتكال على البشر، والرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء} مز 9:118. ففى عظة البابا فى 1/2/2012م  عن الأطمئنان، وربما نتيجة لما تمر به بلادنا والكنيسة راى قداسته رؤيا فى ليله 31 يناير وقصها الاب القس بولس الانبا بيشوى كما سمعها من قداسته انه راى موسى النبى وسار معه ليريه كيف شق الله فى البحر طريقا فى البحر أمام موسى ومن ورائه الشعب يسير . ان موسى كان يسير فى على الارض والبحر يهرب من امامه وتظهر اليابسة وهكذا اراه الله كيف يحيا على رجاء وكيف يطمئن ابنائه فى ضيقاتهم واحزانهم وظروفهم الصعبه وهذا ما وعظ به الشعب فى اليوم التالى عن الأطمئنان، دون ان يحدثهم بما شاهد . لعله موسى النبى الذى ظهر قديما للقديس الانبا انطونيوس ليفسر له ما صعب عليه فى التوراه جاء ليهب البابا الرجاء المبارك مرسلا من الله بشفاعة الانبا انطونيوس الذى احبه البابا وحمل اسمه راهباً. ان قداسة البابا هو القائد والراعى صاحب الرؤية الذى يستطيع ان يقودنا للعبور فى بحر الحياة بمختلف ظروفها لانه رجل الإيمان والرجاء المبارك.
+ الرجاء فى أوقات الشدة والتجارب.. كان قداسة البابا فى كل المشكلات يقول ربنا موجود، وكله للخير، ومصيرها تنتهى. وكان يقول: ( المفروض ان نقول لكل أحد، إن كل باب مغلق له ألف مفتاح، والله يستطيع ان يفتح جميع الأبواب المغلقة. ونقول له ان كل ظلمة لابد بعدها نور، وكل مشكلة لها حل أو عشرات الحلول وكل ضيقة لها إله هو الهنا الصالح الذى يخرج من الجافى حلاوة، ومن الآكل أكلاً، والذى يحول كل الامور الى الخير. ان كل الامور التى تمر بنا فى حياتنا ان كانت خيراً ستصل إالينا خير وان كانت شراً فالله صانع الخيرات يحول الشر الى خير. لابد ان تعلموا انكم فى يد الله وحده، وليس فى ايدى الناس، ولا فى ايدى التجارب والاحداث، ولا فى ايدى الشياطين. انتم فى يد الله وحده). وينصحنا قداسة البابا بالصلاة وانتظار عمل الرب دون ضيق او تذمر او احتجاج. ان كثير من الناس تمر عليهم التجارب والضيقات فتعصرهم ويقعون فى الكآبة الشديدة وربما اليأس ولكن المؤمنين يثقون ان كل الاشياء تعمل معاً للخير فيعشوا فى سلام وفرح فى المسيح، فالضيقات مدرسة للصلاة وتقوية الايمان والنمو فى الخبرة مع الله.
+ الرجاء فى الموت ... الناس عادة ما يكرهون الموت ويرونه سببا للحزن، ويلبسون لأجله السواد ويقابلونه بالدموع والبكاء، غير مدركين انه للخير ايضاً. الموت هو الطريق الى حياة أفضل، والى مستوى أعلى ستؤول اليه البشرية. حيث فى القيامة سنقوم باجساد نورانية روحانية، فى مجد باجساد سماوية يمكنها ان ترث الملكوت. ولولا الموت لبقينا فى هذا الجسد المادى. ويتسأل قداسة البابا : أليس الموت أيضاً يعمل معاً للخير للذين يحبون الله؟. ربما كان قداسة البابا يريد ان ينطلق فى اخر ايامه ليستريح من أتعاب الجسد وتنطلق روحه الى السماء على رجاء القيامة السعيده والحياة التى ليس فيها آلم أو حزن . واذا تألم كثيراً  من مرض الجسد قال للانبا ارميا ايضا صبيحة السبت وهو ذاهب لصلاة القداس ان يبلغ الله انه يريد ان ينطلق وكان ان استجابت السماء فى نفس اليوم، فعلى هذا الرجاء المبارك نودع روح بابا الرجاء.
الرجاء فى الله مريح التعابى.. جاء السيد المسيح ليريحنا من متاعبنا وقال لنا { تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال وانا اريحكم} (مت  11 :  28). لكل منا متاعبه الخاصة ، سواء كانت ظاهرة للغير أو مكتومة، روحية أو نفسية أو جسدية أو عائلية أو أجتماعية . والمفروض ان نلجأ الى الرب لانه أعطانا دعوة ووعد . دعوة منه لناتى اليه ووعد ليريحنا من مشاكلنا وهمومنا واحزاننا . ولقد راينا فى قداسة البابا القلب المتسع والانسان المريح وما من صاحب مشكله التجأ اليه الا ووجد عنده حلاً شافيا. كنت اتحدث مع أحد الاباء الذين كانوا أخوة فى دير مارجرجس بالخطاطبة فى نهاية القرن الماضى وتم استبعادهم من الدير فالتجأوا لقداسة البابا وقد قابلوا احد الاشخاص الكبار فقال لهم ان البابا سيقول لهم ترددوا على اديرة أخرى ومن الأفضل لهم ان يذهبوا الى بيوتهم وما ان أقبل قداسة البابا الا وقد استقبلهم مرحباً وأمر ان يقدم لهم الطعام والشراب ثم درس حالتهم وأمر بتوزيعهم على الاديرة العامرة جميعاً . فمضوا فرحين فليس الراعى كالاجير . ومرة قدم قداسته لشخص مبلغ كبير من المال لاجراء عملية جراحية لنقل الاعضاء وعندما لم يوافق الاطباء على عمليه النقل واراد هذا الشخص رد المال رفض قداسته وقال انه للعلاج ومتابعة حالته وصلى له مباركاً اياه فمضى المريض وهو يشكر الله الذى أعطانا اباً مريحاً للتعابى.

كلمات فى الرجاء لقداسة البابا.. ليتنا بدلاً من أن ننظر الى الحاضر المتعب الذى أمامنا، ننظر بعين الرجاء الى المستقبل المبهج الذى فى يد الله ، كل مشكلة تبدو معقدة أمامنا، لها عند الله حلول كثيرة، وكل باب مغلق، له فى يد الله مفتاح بل مفاتيح عديدة فهو الذى يفتح ولا احد يغلق(رؤ7:3).الرجاء يمنع الخوف، ويمنع القلق والأضطراب، ويبعث الأطمئنان. بل أننا نكون { فرحين فى الرجاء} رو12:12. ويوصينا قداسته : لا ننظر الى المتاعب مجردة، بدون عمل الله، الذى يقدر ان يحول الشر الى خير. فالله قادر ان يحول كل مجريات الأمور، فى اتجاه مشيئته.
الذى لا يستطيعه الضعف البشرى، تقدر عليه قوة الله والذى لا تستطيعه حكمة الناس، تقدر عليه حكمة الله. فثق انك لست وحدك، بل انت محاط بمعونة إلهية، وقوات سمائية تحيط بك، وقديسون يشفعون فيك.
لذلك عيشوا باستمرار فى بشاشة وفرح. وفى كل ما يحدث لكم قولوا: اننا تحت رعاية الله محب البشر، الذى يحبنا أكثر مما نحب أنفسنا، والذى يعرف خيرنا أكثر مما نعرفه.

الرجاء وتشجيع صغار النفوس...
+ من كان يظن ... ان طفل يتيم من امه عقب ولادته ثم تيتم من ابيه وهو صغير السن. حتى انه لم يتم استخراج شهادة ميلاد له الا بالتسنين لدى طبيب فى المدرسة وعندها قال للطبيب مازحا : اوعى يادكتور تكتبنى مولود بعد وفاة أمى التى انتقلت فى 6/8/1923م !. هذا الطفل الذى عانى التنقل فى المدارس والاماكن وهو يعيش مع أخيه الأكبر يصل الى كرسى مامرقص الرسول . ان حياة قداسة البابا هو اكبر دليل على عمل الله مع الاناء المختار الذى يطيع عمل الفخارى الأعظم . فلا تقولوا هل يمكن أن يقبل الله حياتى البسيطة الصغيرة التافهة، التى اذا قيست بسير القديسين تكون لا شئ.  لعل الشعور بالحرمان من حنان الام والاب جعل البابا يتعلق بالله كآب سماوى والكنيسة كأم يجد فيها لبن الايمان .ومن أجل هذا صار البابا شنودة رقيقا ومشجعا لصغار النفوس كسيده وربه. الذى اختار داود صغير السن وراعى الغنم ليمسحه ملكاً على شعبه . واختار ارميا النبى الصغير الذى شعر بضعفه وقال للرب { لا أعرف ان اتكلم لانى ولد} (أر6:1).وشجعه الله قائلا له { قبلما صورتك فى البطن عرفتك. وقبلما خرجت من الرحم قدستك . جعلتك نبياً للشعوب} ار4:1-5) لقد هزم الله جليات الجبار بفتى صغير هو داود {انظروا اذا ولا تحتقروا احد هؤلاء الصغار} مت 10:18. وكونوا دائما رسل رجاء وتعلموا من الله الذى يرفع المتواضعين ويخلصهم  كما يعلمنا الكتاب { شجعوا صغار النفوس اسندوا الضعفاء تانوا على الجميع }(1تس  5 :  14).
+ الله لا ينسى تعب المحبة ... ان الله لا ينسى تعب المحبة حتى ان صغرت قيمته فقد مدح السيد الرب فلسى الارمله لانها أعطت من أعوازها . وقال لنا { ومن سقى احد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره }(مت  10 :  42). ان مجرد كأس ماء بارد، لم تتعب فيه ولم يكلفك شيئاً، هذا لا يضيع أجره.  يقول قداسته البابا شنودة مشجعاً لنا فى عمل الخير: ( هناك اعمال انت تعملها وتنساها لضآلتها، والله لا ينساها. حتى ان كانت فى نظرك بلا قيمة، هى عند الله لها قيمتها. ويكافئك عليها فى اليوم الأخير، وحسن انك نسيتها لتأخذ اجرها كاملاً هناك. لم ينسى الرب لزكا مجرد صعوده على الجميزه ليراه. وناداه ودخل بيته وقال { اليوم حدث خلاص لاهل هذا البيت إذ هو ايضاً ابن لإبراهيم} لو 9:19. وكانت صلاة العشار الذى دخل ليصلى شاعراً بخطيئته باتضاع وانسحاق، جملة واحدة وخرج مبرراً دون الفريسى ( لو9:18-14). فلا تيأس ان كان عملك الروحى ضعيفاً وثمرك قليلاً. ان الله يطلب الكمال، ولكنه لا يطلب منك اكثر مما تقدر عليه. ان الله يضع فى حسابه امكانياتك وظروفك. وهو يقبل منك التدرج.. المهم ان تكون سائراً فى الطريق، وليس ان تكون وصلت الى نهايته. وهو يعطيك الفرصة ويطيل أناته عليك، لكى يقودك الى التوبة ).
كل شئ مستطاع للمؤمن.. الله يستطيع كل شئ ويستطيع ان يعطينا القوة والرجاء والامكانيات لنقول مع بولس الرسول { أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى} فى 13:4 . فكما قال لنا الرب { كل شئ مستطاع للمؤمن} مر23:9. ان كان الشيطان يدفع الناس الى اليأس والى الخوف والتردد والشعور بالضعف لكن الله يدفعنا الى الثقة والرجاء ويبث فينا روح النجاح والقوة والرجاء وهكذا كل من عاشوا فكر الله كما قال البابا المعلم :( الرجاء يعطى قوة على العمل، وعدم التفكير فى الفشل. اننا لا نعترف بالفشل إطلاقاً، مادامت يد الله معنا. وما أكثر قول الله لا تخف او لا تخافوا. انه لم يسمح لموسى النبى ان يخاف من ملاقاة فرعون. ولم يسمح لارميا النبى ان يخاف رغم صغر سنه..ان إيمانك بعمل الله معك يعطيك رجاء).  
النهاية الطيبة ... النهاية الطيبة تجعل الانسان ينسى تعبه ولا يذكر الا النهاية السعيدة التى تعزية، اننا يجب ان نتذكر ابائنا الذين كلمونا بكلمة الله وننظر الى نهاية سيرتهم ونتمثل بايمانهم { اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم} (عب 13 : 7). وقد روت لى سيدة فاضلة يوم العاشر من مارس اى قبل اسبوع من انتقال مثلث الرحمات البابا شنودة منظراً عجيبا . اذ انها فى رؤيا صعدت روحها للسماء لترى شفيعها البابا كيرلس السادس وكثير من القديسين المنيرين وهم وقوف صفوف صفوت وعندما سألت البابا كيرلس عن سبب وقوف هؤلاء القديسين ؟ اجابها البابا كيرلس هولاء جماعة القديسين يستعدون لاستقبال قداسة البابا شنودة الثالث!. ان القديس يوحنا الحبيب فى منفاه فى جزيرة بطمس راى بابا مفتوحاً وعرش موضوع فى السماء وعليه يجلس السيد الرب ووجهه يضئ كالشمس فى قوتها. فلا تنظروا الى متاعب الحياة بل الى عظم المجازاة والى جمال السماء ووعود الله للغالبين ومنها { ومن يغلب ويحفظ اعمالي الى النهاية فساعطيه سلطانا على الامم} (رؤ 2 : 26){من يغلب فذلك سيلبس ثيابا بيضا ولن امحو اسمه من سفر الحياة وساعترف باسمه امام ابي وامام ملائكته} (رؤ 3 : 5).{من يغلب فساجعله عمودا في هيكل الهي ولا يعود يخرج الى خارج واكتب عليه اسم الهي واسم مدينة الهي اورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند الهي واسمي الجديد} (رؤ 3 : 12).{من يغلب فساعطيه ان يجلس معي في عرشي كما غلبت انا ايضا وجلست مع ابي في عرشه} (رؤ 3 : 21).{من يغلب يرث كل شيء واكون له الها وهو يكون لي ابنا }(رؤ21 :  7). احبائى عيشوا اذا على رجاء ان الله معنا وان كان معنا فمن علينا، هو الذى قاد الكنيسة أفراد وجماعات عبر التاريخ فى موكب المنتصرين، والله قادر ان يقودنا كابناء وبنات له ويعبر بنا ضيقات الحياة لنصل الى السماء { وكل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر} (1يو 3 : 3).

ليست هناك تعليقات: