نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 24 مارس 2012

قداسة البابا شنوده الثالث والقيم المصرية الاصيلة




القيم المصرية الاصيلة والرجل القمة

قداسة البابا شنودة الثالث
للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى
أنطلق للسماء صاحب كتاب أنطلاق الروح
+ أخيرا وبعد أربعين عاما واربعة اشهر وثلاثة ايام من سيامته بابا وبطريرك ورئيس الكنيسة القبطية المصرية والتى تعد من أقدم الكنائس فى العالم والتى اسسها القديس مارمرقص الرسول من منتصف القرن الاول الميلادى والذى يعد البطريرك 117 من سلسلة بطاركتها العظماء، انطلقت روح صاحب كتاب أنطلاق الروح مثلث الرحمات  قداسة البابا شنودة الثالث  وبعد معاناة مع المرض ومن معاناة الانزلاق الغضروفى منذ كان متوحدا فى ستينيات القرن الماضى، ثم معاناة الفشل الكلوى منذ خمس سنوات وبعد ان ضعف الجسد عن مقاومة المرض الخبيث،استراح أخيراً. ففى الخامسة  مساء السبت الموافق 17/3/2012 ومع اقتراب عيد الصليب المقدس الذى احبه وحمله قداسته. فقد احتمل صليب المرض ونال أكليل البتولية والرهبنة  ونال أكليل رئاسة الكهنوت المقدس  ونال أكليل الجهاد الحسن كما قال القديس بولس الرسول { قد جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعي حفظت الايمان. واخيرا قد وضع لي اكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره ايضا }(2تيم 7:4-8 ).  أنطلقت روح قداسة البابا الى السماء ليستريح ويكون لنا سفيراً هناك ليس للكنيسة القبطية فقط بل ولمصر كلها والعالم باجمعه فنادراً ما يمن علينا الزمان بشخصية تتمتع بكل الصفات التى تحلى بها واجتمعت في قداسته .
+  رقد فى الرب  قداسة البابا شنودة المعلم والذى يعد من أشهر بطاركة الكنيسة فى العصر العصر الحديث . فهو كان يعقد ثلاثة اجتماعات اسبوعيا واحد لكل الشعب والاخر لدارسى اللاهوت، وأخر فى الاسكندرية بالاضافة الى العظات فى المناسبات واللقاءات المختلفة والمستمرة.  فمنذ ان استدعاه طيب الذكر المتنيح البابا كيرلس السادس لمقابلته فى القاهرة فى25/9/1962. وعندما هم للخروج ونيل بركة البابا كيرلس وضع البابا يده على راس الاب انطونيوس السريانى قائلا : "ندعوك يا شنودة اسقفاً للكلية الاكليريكية والمعاهد الدينية والتعليم" . وعلى مدى نصف قرن لم يكف عن الاهتمام بالتعلم والتعليم والتلمذة على كتب الاباء وغيرها من فروع المعرفة  والبحث فهو كان مؤمنا باهمية حياة التلمذة والتعلم المستمر، وكان يوصى ابنائه بالقراءة والصلاة مع العمل بما نقرأ فى ممارسة روحية سليمة. ولمحبة للتعليم انشأ فى مصر ثمانية من كليات للاهوت لتخريج الكهنة والخدام المؤهلين روحيا وعلمياً كما انشاء  ثلاثة كليات لاهوتية فى كل من انجلترا وامريكا واستراليا ،  وكان رجل نسك وزهد وصلاة وصلة عميقة بالله وعلاقة طيبه بكل من يلتقيه، ذو نظرة ثاقبة وروح وثابه وعقل مفكر ومرتب وحتى يومه الاخير لم تخنه الذاكرة والذكاء والحس المرهف بالآم وحاجات المحتاجين  والضعفاء ومرعاة نفسيات الجميع من مختلف الفئات والاعمار والاذواق والاديان.
+  ولد "نظير جيد"  الذى  ولد فى 3/8/1923م. فى قرية "سلاَم بمركز منفلوط"  وتوفت امه عقب ولادته بثلاثة أيام فرضع لبن امهات واخلاق أهل القرية المسلمين قبل المسيحيين فأمن بوحدة ابناء الوطن، وهو الذى انتقل طفلا من الصعيد الى دمنهور ليكون فى بيت اخية الاكبر روفائيل  ويتعلم فى مدارس دمنهور الابتدائية ثم انتقل الى القاهرة لكمل تعليمة الثانوى فى مدرسة الايمان "بشبرا". وكان الله يعده ليكون الصعيدى الشهم والبحيرى المكافح  والقاهرى المثقف والاديب وهو الدارس لتاريخ مصر الفرعونى والقبطى والاسلامى والحديث والذى تخرج بامتياز من جامعة فؤاد الاول بالقاهرة من قسم التاريخ فى 1947م .  ليحمل تراث وحضارة مصر عبر سبعة الاف سنة فى قلبه وعلى كتفيه ليواصل كتابة تاريخ ناصع البياض لكنيسته ووطنه . وهو المحب لمكرم عبيد الرجل الوطنى وشاعر الكتلة الوفدية والذى اظهر نبوغا ادبيا منذ صباه. وهو الرجل الوطنى الذى عندما لم يصبه الدور فى الجندية تطوع ضابطا احتياط فى بدء حياته العملية وحتى اخر حياته كان يوصى ابناءه بالانخراط فى خدمة جيش بلاده والالتزام الوطنى والقومى. وهو الشاب المكافح الذى عمل مدرساً للغة العربية  والانجليزية ، والخادم فى كنائس شبرا والكاتب فى مجلة " مدارس الاحد". ثم هو الزاهد والناسك الرهبانى فتتلمذ منذ شبابه المبكر على القمص مينا المتوحد الذى صار البابا كيرلس السادس فى 1959م. وزاهد فى متع الحياة  وترك كل شئ وذهب الى الصحراء ليتتلمذ على يد الانبا ثؤفيلس فى دير السريان العامر فى 18/7/1954م وقد بكى كثيرا عندما تم انتزاعه من حياة الوحدة ليتم رسامته اسقفاً فى 62 م ولمحبته للاديرة وزهده ظل وفياً لها ويقضى نصف الاسبوع فيها حتى قبيل أنتقاله أوصى ان يوارى ثرى دير الانبا بيشوى فى وادى النطرون بالصحراء، فهو صاحب الفضل فى اعادة تعمير دير الانبا بيشوى فرسم له الانبا صربامون  اسقفا فى 1973م وهو مدبر روحي حكيم يعتبره قداسة البابا ذراعه الايمن فى شئون الاديرة والرهبنة وهو الذى كان معه فى سنوات رهبنته الاولى فى دير السريان. فتم على يديهما تعمير الدير روحيا بالاباء المتثقفين والخدام الامناء حتى بعد ان كان بالدير خمسة من الاباء قارب رهبانه على المئتين وهو الذى اهتم  بالامتداد العمرانى والزراعى في الدير.  وهو الذى امتد بالاديرة وتعميرها ليس فى مصر فقط بل وفى امريكا اسس اثنين من الاديرة واربعة فى اوربا واصبح لنا اديرة قبطية  فى السودان والقدس واستراليا. كما اهتم باقباط المهجر وربطهم بالكنيسة والوطن الأم وثقافته وروحانية  فله الفضل فى رسامة وارسال  الاباء الاساقفة والكهنة والرهبان لرعاية  ابناء الكنيسة فى انحاء العالم.
+  وكانت عظة الاربعاء اشهر اجتماعاته والتى كان يترقبها الشعب القبطى والالاف من محبى قداسته فى كل العالم من خلال  القنوات الفضائية الكنسية. ولم يفتر عن التعليم فهو صاحب مقولة " أمحو الذنب يالتعليم " كما يقول الكتاب هلك شعبي لعدم المعرفة ". هذا غير العظات والمحاضرات التى كان يلقيها على الاباء الكهنة والرهبان والضيوف وفى سفرياته المتعدده لكل قارات العالم. فهو المحاضر الحاز على شهادة اعظم مفسرى الكتاب المقدس، والحاصل على ثمانية شهادات دكتوراة فخرية من جامعات اوربا وامريكا . وجائزة اليونسكو للحوار والتسامح الديني؛ وجائزة الأمم المتحدة للتسامح الديني؛ وجائزة  القذافى  لحقوق الإنسان. وهو الكاتب الاديب والصحفى الذى كان يكتب فى مجلة مدارس الاحد ومن ثم راس تحريرها ، ثم اسس مجلة الكرازة الناطقة بلسان الكنيسة وبطريركيتها . وقد كتب فى عدة جرائد قومية منها الاهرام والجمهورية ووطنى . وكل المجلات الكنسية وحتى الوطنية كانت تتخد من مقالاته والكتابة عنه وسيلة للتعليم أو حتى  لجذب عدد أكبر من القراء .  
+  وهو اللاهوتى الذى كتب حوالى ال140 كتاب فى مختلف فروع المعرفة اللاهوتيه والروحية والاسرية والادب الروحى بمختلف الفروع وفى تفسير للكتاب المقدس وشخصياته فسواء  كان فى الدير او مقرة فى مصر كان يسهر لوقت متاخر جداً للصلاة والتاليف وغالبية محاضرته وعظاته تم تجميعها لتصدر فى كتب. كتب عن ابائنا الاولين أدم وحواء وهابيل وقايين ، وحياة ابراهيم واسحق ويعقوب ويوسف الصديق ومرورا برجال العهد الجديد القديسين فكتب عن القديسة مريم والقديسين بطرس وبولس  حتى اخر اسفار العهد الجديد  فقد شرح وفسر "سفر الرؤيا " وكتب عن  اب الرهبنه الانبا انطونيوس وغيره  فقد كان يريد ان يتعلم شعبه من فضائل القديسين وحياتهم ، كما كتب عن الفضائل الروحية " المحبة قمة الفضائل " ، " حياة الايمان" ، وحياة الرجاء" واراد ان يحيا شعبه الفضيلة فكتب " حياة التوبة والنقاوة" ودعاء كل انسان ان يحيا الحياة الروحية السليمة فكتب " الانسان الروحى" ،      " وحياة الفضيلة والبر " واراد ان يفهم الانسان نفسه  فكتب" من هو الانسان"، " الانسان الروحي" وهو الذى كتب العديد من الكتب عن حياة السيد المسيح وتعاليمة ومن اشهرها  " تاملات فى العظة على الجبل"، " تاملات فى اسبوع الالم " وكتب كتابين عن " ميلاد المسيح" واثنين اخرين عن " حياة  القيامة، وتاملات فى قيامة المسيح"  وكتب للاسرة عن " الاسرة السعيدة" ، " شريعة الزوجة الواحدة " هو الانسان الذى يحيا السهر الروحى والصلاة فكتب عن " السهر الروحى"  "والتلمذة" ، " الله وكفى " وهو كاتب عدة 4 فى " خبرات فى الحياة الروحية " ، و4 كتب اخرى عن " كلمة منفعة"  و4 كتب اخرى فى " الخدمة الروحية والخادم الروحى " علاوة على 10 كتب هى تجميع لاجابات الاسئلة  الروحية والايمانية والحياتية والكتابية  التى كانت توجه اليه من مختلف فئات المجتمع وفى مختلف المناسبات الكنسية . وهو الانسان الذى عاش حياة الصلاة فكتب عن " الصلاة الربانية " وهو الذى عاش حياة الشكر على كل حال  فكتب عنها " حياة الشكر " وهو الى كتب العديد من الكتب عن الصلوات الكنسية والتاملات فى الكتاب المقدس.
الحياة السياسية فى عصر البابا شنودة الثالث ..
+ منذ سيامة البابا شنودة الثالث بطريركا فى 14/11/1971 وعقب بدأ حكم الرئيس الاسبق انور السادات فى 28/9/1970 مرت بمصر احداث جسام فقد بدء السادات بثورة التصحيح والقضاء على مراكز القوى، واكتسب السادات شعبية كبيرة فى مصر عقب نصر أكتوبر 1973 وكان يرى فى البابا شنودة اولا زعيما كبيرا للكنيسة والوطن وقال السادات مرة "لقد قرات تاريخ الكنيسة وقد آن  للكنيسة القبطية ان تستعيد مجدها العريق" الا ان السادات وعقب سياسة الانفتاح الاقتصادى ثم معاهدة السلام راى فيه منافسا على الريادة والقيادة وكان السادات قد  شجع وتبنى بعض  القوى الاسلامية الرديكاليه وانحاز لها دون بقية اطياف الشعب المصرى ربما  للقضاء على التيار الاشتراكى واليسارى مما اثر تاثيرا سيئاً على الوحدة الوطنية .  فقد شهدت الكنيسة  هجمات شنها بعض المتطرفين بدء من احداث الخانكة 11/72 ثم  مقتل 81 من الاقباط فى الزاوية الحمراء فى 17/6/81م. وتعرض العديد من المحال التجارية والبيوت للنهب والتى افتعلها النظام  فى عهد وزير داخلية نبوى اسماعيل للقضاء على المعارضة ورموز العمل الوطنى والدينى الاسلامى والمسيحى المعارض لسياسته  ومنهم  البابا شنودة الذى تم عزله واستبعاده لدير الانبا بيشوى، وكان الخلاف قد اشتد بين الرجلين  بعد معاهدة السلام مع اسرائيل والتى رفض بعدها قداسة البابا السماح للاقباط بزيارة القدس عقب الصلح المنفرد مع اسرائيل  حتى  يتم  تقرير مصير القدس أوقيام دولة فلسطينية مستقلة واستعادة دير السلطان الذى اعطته اسرائيل للاحباش بتدخل عسكرى وسياسى منتهكة حقوق الاقباط التاريخية فى دير السلطان بالقدس. واعقب ذلك أغتيال الرئيس السادات فى حادث المنصة الشهير فى 6 اكتوبر 1981م .
+ تولى بعدها الحكم الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وبقى البابا شنوده فى الدير الى ان رجع الى كرسية فى 5 /1/1985 قبيل عيد الميلاد وكانت مصر تمر بظروف دولية واقليمية متغيرة عانى فيها الاقباط من التهميش السياسى والعديد من  الاحداث الطائفية  التى راح ضحيتها العديد من الاقباط والتعرض لبعض الكنائس  فى احداث متواليه عالجها قداسة البابا بحكمة عالية وبروح المسئولية الوطنية والقومية وبالصلاة والالتجاء الى الله فى الملمات وحتى تفجير كنيسة القديسين والتى استشهد فيها 25 قبطى واصيب مايزيد عن المئة كان البابا شنوده يرفع صلواته لله ويتعامل بحكمة مع المسئولين لرفع الظلم  عن رعيته وينادى بالمحبة واقرار مبادى المواطنة والمساواة والعدل . ولكن لم يجد اذان صاغية ورفع دعواه الى الله عالما بقوة الصلاة والصمت الحكيم وقال ان الله يعرف ما نعانى وما في صمتنا من معانى وقال ان الله سامع لشكوانا . ولم يمر الشهر على احداث كنيسة القديسين بالاسكندرية فى اول يوم من 2011م حتى قامت ثورة 25 يناير وتم تنحى حسنى مبارك واقالة ومحاكمة العديد  من المسئولين بمن فيهم وزير الداخلية حبيب العدلى الذى كان يدبر لاشعال الفتن والهاء الشعب بالصراع الدينى لتمرير التوريث السياسى للحكم وغض الشعب نظره عن الفساد المستشرى فى النظام.
+ وعندما قامت ثورة  25يناير 2011 م حرص قداسة البابا على الصلاة من اجل مصر وسلامتها واستقرارها وظهرت اللحمة الوطنية طوال ايام التظاهرات وبعد اعلان تنحى الرئيس محمد حسنى مبارك . وطالب قداسة البابا  الشباب والمسئولين بالتحلى بالحكمة وروح المسئولية والامانه والايمان بدون شماتة فى أحد وبروح الصفح والمحبة والقانون. الا ان وقوع  بعض الاحداث الطائفية البغيضة التى جرت بحرق كنيسة صول فى الجيزة وهدم كنيسة المريناب باسوان وحرق كنيسة أمبابة بالقاهرة عقب الثورة وصعود بعض الاصوات المناهضة للوحدة وبث روح الفرقة أثرت على سمعة مصر وقيمها التى تعبر عن روح الاخوة والتسامح والمساواة مما آلم قداسته كثيراً، ورغم هذا  فان قداسة البابا رفض الاصوات المنادية بالاستقواء بالخارج  وقال اننا فى حمى الله ولن يحمينا او يدافع عنا سواه ونحن نثق فى علاقتنا الطيبة مع اخوتنا المسلمين العقلاء الذين يتفهمون قضايانا وكان قداسته يقول اننا  فى قارب واحد وحاضرنا ومستقبلنا نقرره معاً. فعالج بروح المحبة والتسامح والحكمة والمسئولية ما مرت به الكنيسة والوطن من احداث ورفع راية الكنيسة القبطية ومصرعاليا فهو صاحب المقولة الشهيرة ( مصر وطنا يعيش فينا لا وطناً نعيش فيه) عملاً وقولاً حتى اخر ايام حياته.  فقد كان اخر  لقاء رسمى هو الذى التقى فيه مع المرشد العام للاخوان المسلمين  محمد بديع وكأنه يترك لنا رسالة أخاء ومحبة على ارض مصر الطيبة .
+ تميز البابا بحس وطنى وقومى تجاة كل القضايا العربية وقد كان له المواقف المشرفة تجاه قضية فلسطين وحرص الرئيس الراحل ياسر عرفات ومن بعده محمود عباس على زيارته فى كل مرة يحلو فيها ضيوفا على مصر، وهو البابا الذى وقف مع لبنان فى محنته وزاره أكثر من مرة والتقى برؤسائها المدنيين والدينيين من مختلف الطوائف وكان يحل ضيفا عزيزا مكرما لديهم  كما زار سوريا والبطريرك الانطاكى اكثر من مرة والتقى فيها بالرئيس حافظ الاسد ونجله بعد ذلك وهو الذى خطب فى جموع المصلين فى المسجد الاموى الشهير بسوريا  وكان يصلى من اجل سوريا وسلامها واستقرارها وحريتها . وهو الذى استقلبه الترحاب ملك الاردن وافتتح كنيسة قبطية فى عمان العاصمة ووضع اساس اول دير قبطى فى الاردن ولبنان . كما زار الامارات العربية وافتتح كنيسة فيها لرعاية ابنائه الاقباط العاملين هناك .
+ البابا شنودة الشاعر رقيق المشاعر ...
أحب قداسة البابا شنودة  الشعر وكان رقيقاً فى مشاعره ، كان يكتب الشعر حتى قبل رهبنته حول مواد الدارسة وفى المناسبات المختلفة ، إلى أن تتلمذ على يد أحد الكتب القديمة في الشعر، وهو كتاب "أهدى سبيل إلى عِلميّ الخليل" للأستاذ محمود مصطفى، وتعلم البحور والقوافي ونظم الشعر المختلفة. ثم بدأ بعد رهبنته في كتابة قصائد روحية و أشعار دينية تلمس مواضيع مسيحية  وروحية عدة أصبحت ترانيم شهيرة لجمال كلماتها، ومعانيها، وألحانها. من بين هذه القصائد كتب قصيدة تعبر عن ايمانه العميق بالله " ان للكون اله "  
إن للكون إلهاً .. ليس معبوداً سواه
هو اصل للوجود .. وهو اصل الحياة
ينحنى الكل خضوعا .. فله نحنى الجباه
فى ركوع فى سجود .. فى إبتهال فى صلاة
يجد الوجدان فى حبه .. أسمى مشتهاه
كل ما أبغيه أن أقضى .. عمرى فى رضاه
هو فى الأذهان دوماً .. وهو عال فى سماه
ويحار العقل فيه .. ليس يدرى ما مداه
إنه الخالق والحافظ .. بل حامى الحماة
هو رب للبرايا .. وهو راع الرعاة.
 وكتب فى مرضه الاخير قصيدة  تعبر عن محبته لله بعنوان  " أحبك يارب"
 احبك يارب فى خلوتى... تناجى فؤادى بعمق الكلم
أحبك يارب فى ضيقتى ...ووقت أحتياجى ووقت الألم.
أحبك يارب فى توبتى .. ووقت البكاء ووقت الندم.
أحبك يارب وقت الرخاء... وايضا احبك وقت العدم.
أحبك والقصر يبنى لأجلى.. وأيضا اذا ما هو وأنهدم
أحبك قلباً يضمد جراحى .. وافرح حين اراه التأم
أحبك روحاً ترفرف حولى .. وتمنح نفسى عميق النعم .
ولقد تمتع البابا شنودة الثالث بحس فكاهى وذكاء حاد  يعبر عن الحس المصرى الاصيل المتميز بروح الدعابة والوداعة  الفريدة والعمق والفكر الروحى فقد كتب  قصيدة  "يا تراب الارض" قال فيها :
يا تراب الأرض يا جدي        وجد الناس طرا
أنت أصلي، أنت يا أقدم        من آدم عمرا
ومصيري أنت في القبر،      إذا وسدت قبرا
ويقول قداسة البابا شنوده عن الأبيات السابقة: تذكرت مرة أننا مخلوقون من تراب الأرض، وأننا سنعود مرة أخرى إلى التراب بعد الموت فقلت في أبيات من الشعر ما سبق. ثم يضيف على أنني راجعت نفسي، وتذكرت أن التراب هو أصل الجسد فقط، الذي خُلق من تراب او من طين، قبل انا ينفخ الله فيه نسمة حياة هي الروح. فعدت أصحِّح فكري، وأقول في أبيات أُخرى:
ما أنا طينٌ ولكن أنا في الطين سَكْنتُ
لست طيناً, أنا روح من فم الله خرجتُ
سأمضي راجعاً لله أحيا حيث كنت.
لقد رجعت روحه الطاهرة الى خالقها بعد ان جاهد الجهاد الحسن وأكمل السعى لينال أكليل البر . اما جسده فيرقد بسلام الى يوم القيامة الذى فيه سيعطى الله كل واحد حسب اعماله وتعبه ومحبته . فلن نستطيع ان نوفى هذا العملاق الروحى المعبر عن قيم مصر الاصيلة حقه أو نعبر عن معدنه ولكن اردت ان  أعبر عن وفائى وعرفانى بالفضل  لقيمة وقمة من عظماء مصر وكنيستها عبر تاريخها المعاصر.

ليست هناك تعليقات: