4- ضبط النفس
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
مفهوم ضبط النفس وأهميته ..
+ القدرة على التحكم فى الذات .. ضبط النفس يعنى القدرة على التحكم فى الذات سواء من ناحية ضبط الفكر
أو القول أو التصرف والسلوك. ضبط النفس هو القدرة على التحكم فى التفكير ليكون لنا
فكر المسيح السليم نحو الله والناس وخلاص
النفس، والمقدرة على ضبط الحواس لكى لا تطيش فيما يضر او لا يفيد، كما ان ضبط
النفس يتضمن المقدرة على التحكم فى المشاعر وضبطها بحيث تكون مقدسة ومنضبطه،
والسيطرة على ما هو ضار ولجمه دون كبت او حرمان يؤدى الى العلل النفسية او يقود
الى الغضب الذى ينفجر فى وجه الغير ويسئ للعلاقات الانسانية. ان ضبط النفس يعنى
ايضا ضبط الاعصاب والرغبات والشهوات فى حكمه وتوجيهها نحو البناء الروحى.
والانضباط الذاتى ليشمل التحكم فى اللسان ليقول الانسان ما يبنى ويفيد الغير ويتجنب
العثرات او الكلام الجارح، ويعرف متى يصمت ومتى يتكلم . كما ان ضبط النفس يقود الى
السلوك والتصرف السليم بالطريقة المناسبة وفى الوقت المناسب. ضبط النفس يعنى ان
يكون الانسان مالكا لروحه ومسيطرا على مشاعره ولسانه وارادته وهذا ما يحثنا عليه
الكتاب المقدس { البطيء الغضب خير من الجبار ومالك روحه خير ممن ياخذ مدينة }(ام
16 : 32).
+ الانضباط الذاتى
والتعفف.. اننا نحتاج
الى التعفف والأنضباط الذاتى والجهاد الروحى للوصول الى الكمال المسيحى المطلوب من
كل المؤمنين فعدم المقدرة على التحكم فى النفس يشوه صورة الانسان الحسنة التى
جبلنا الله عليها والتى ينبغى ان نكون عليها كابناء الله القديسين، التسرع او عدم القدرة
على ضبط الشهوات او المشاعر او التحكم فى السلوك قد يقود الى أخطاء قاتله تؤذى أو حتى تقضى على حياة الانسان
او من حوله او على مستقبله أو تسئ الى أخرته ان لم يتوب. وكم سمعنا عن جرائم ترتكب
فى لحظة غضب يندم الانسان عليها ولا ينفع الندم وكم تقود شهوة الانسان الى ضياعه
او تشويه سمعته. فقد اطاحت شهوة السلطة او المال أو الجنس او الغضب برؤساء او مسئولين كبار وصغار .
كما ان الجهاد والتعفف استطاع ان يحول خطاة الى قديسين .
+ الجهاد الروحى فى ضبط النفس... أننا يجب ان نجاهد لضبط نفوسنا والسيطرة على غرائزنا ومشاعرنا
وافكارنا وارادتنا. وكل من يجاهد يضبط نفسه فى كل شئ. وان كان المتسابقين فى
ميادين السباق يركضون ليحصلوا على جوائز فانية، فيجب علينا نحن نجاهد لنفوز بأكاليل ملكوت السموات وكما يقول
الكتاب { الستم تعلمون ان الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون ولكن واحدا ياخذ
الجعالة هكذا اركضوا لكي تنالوا. وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء اما اولئك فلكي
ياخذوا اكليلا يفنى واما نحن فاكليلا لا يفنى. اذا انا اركض هكذا كانه ليس عن غير
يقين هكذا اضارب كاني لا اضرب الهواء. بل اقمع جسدي واستعبده حتى بعدما كرزت
للاخرين لا اصير انا نفسي مرفوضا} (1كو24:9-27). ان كبح وضبط الحركة حتى فى الالات
المكانيكية هى عملية فى غاية الاهمية واهم من الحركة ذاتها فلو ان سيارة أو طائرة تسير
دون أمكانية لضبط او وقف سرعتها لتسببت فى كوارث على من فيها وعلى ما يقابلها من
ناس أو اشياء، هكذا نحن فى حاجة لضبط النفس.
+ التوبة والنعمة وتطهير
النفس ... التوبة هى
تطهير للنفس البشرية من الخطايا ومعمودية ثانية تغسل وتمحو الخطايا وكما قال
القديس مقاريوس الكبير : ( كما ان الماء اذا تسلط على النار يطفئها، كذلك ايضاً
التوبة التى وهبها لنا الرب يسوع تغسل جميع الخطايا والاوجاع والشهوات التى للنفس
والجسد معاً). التوبة هى التى خلصت داود من الخطية وقادته الى البر وهى التى منعت
عن أهل نينوى الهلاك . وهى بدء دعوة السيد الرب {من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز
ويقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات} (مت 4 : 17). اما متى يؤهل الانسان
لمغفرة الخطايا فكما يقول أحد القديسين ان للتوبة خطوات: ( كره الخطايا والاقلاع
عنها، الاقرار بها والندامة على فعلها، الصفح عن خطايا الغير وترك دينوتة
المخطئين، وتواضع القلب) وللتوبة ثمار فى حياتنا منها عدم انفعال النفس وكراهية
الخطية وان نصنع ما يضاد الخطية من بر فى الظاهر او فى المشاعر أوالفكر وبشهادة
ضمير الانسان التائب.
وهذا هو عمل التوبة تغيير للفكر والاتجاة {ولا تشاكلوا هذا
الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة
المرضية الكاملة} (رو 12 : 2). يقول الشيخ الروحانى عن التوبة: (الذى يتوب عن
سيئاته ولا يعود اليها، حتى لو كانت قبيحة وسمجة، ويظهر من أجلها وجع قلب وندامة
ودموع وبالجملة يقطع منه كل الشرور، فلوقته يولد من الروح القدس، ويكون من أحباء
الله الخصوصيين، وبدالة يأخذ طهارة معتوقة من خزى المجرمين، وتعاد اليه بتولية لم
تتدنس البتة. وتعطيه الرحمة الأبوية ثقة واتكالاً ونسيانا للخطية بالكمال من قلبه
كأنها لم تكن). فالتوبة الحقيقية هى
الاقلاع عن الخطية وعدم العودة اليها والسعى فى طريق الفضيلة والبر للوصول الى
القداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب. انها سعى دؤوب لتنفيذ وصايا الله الذى
يدعونا الى نقاوة القلب ومحبة الله والناس والجهاد الى النفس الأخير.
اننا يجب ان نصلى باستمرار
طالبين عمل نعمة الله معنا بالصلاة والصوم والتواضع والتلمذة على الكتاب المقدس
واقوال الاباء { لاننا وان كنا نسلك في الجسد لسنا حسب الجسد نحارب. اذ اسلحة
محاربتنا ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون. هادمين ظنونا وكل علو يرتفع ضد
معرفة الله ومستاسرين كل فكر الى طاعة المسيح}(2كو 3:10-5). ان النعمة التى غيرت
شاول المعاند الى القديس بولس الكارز والرسول، والتى عملت فى القديس القوى الانبا
موسى والقديس اغسطينوس والقديسة بلاجيا، تستطيع ان تعمل مع كل مؤمن ومؤمنة عندما
يستجيب لعمل وارشاد روح الله القدوس ويسعى لأكتساب عادات جديده. فالله يدعو الجميع
للخلاص {الذي يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4).
مجالات ضبط النفس...
+ ضبط الحواس.. الحواس هى أبواب الفكر، متى كانت حواسنا منضبطة ومبتعدة عن العثرات ودائمة
الشبع بوسائط النعمة ونغذيها بالقراءة الروحية والنظر الروحى وبسماع الالحان
والتراتيل الروحية فانها تقود الانسان لحياة مقدسة . البعد عن الفراغ والكسل
والعثرات هو الجانب السلبي فى الجهاد الروحى، والسعى نحو حياة الكمال وتقديس النظر
والسمع واللسان واللمس والشم بكل ما هو يبنى روحيا فى عمل جاد وتأمل مثمر يقودنا
الى النمو الروحى . الحواس الطاهرة لا تسمح بدخول فكر دنس الى العقل او مشاعر غير
طاهرة للقلب { سراج الجسد هو العين فمتى كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا ومتى
كانت عينك شريرة فجسدك يكون مظلما} (لو 11 : 34). لقد بدأت خطية أمنا حواء بالنظر
ثم بالانجذاب الفكرى والعاطفى { فرات المراة ان الشجرة جيدة للاكل وانها بهجة
للعيون وان الشجرة شهية للنظر فاخذت من ثمرها واكلت واعطت رجلها ايضا معها فاكل }(تك
3 : 6). هكذا خطية داود النبى التى قادته للزنى والقتل، لقد بدات بالفراغ والنظرة
الخاطئة التى قادته الى الزنى والقتل . من اجل هذا قال ايوب البار {عهدا قطعت
لعيني فكيف اتطلع في عذراء} (اي 31 : 1). اننا نحتاج الى العيون والاذان المختونة
بالروح القدس لكى تسير فى خوف الله بطهارة وبر. ضبط الحواس يساعد على نقاوة
الأفكار، ونقاوة الأحلام والظنون، وهذا يساعد كذلك على نقاوة وتقديس العواطف
والمشاعر.
+ ضبط اللسان.. من فضلة القلب يتكلم الفم، ان لغتنا تظهرنا وتعلن ما بداخلنا. اللسان اداة التواصل والتفاهم وبكلامنا نتبرر وبكلامنا ندان. لذلك كانت كلمات قليلة من العشار او اللص اليمين كفيلة باعلان غفران الله له. كما اُدين الفريسى والغنى الغبى بسبب كلامه الذى ينم عن كبرياء القلب. لهذا يقول الكتاب { كثرة الكلام لا تخلو من معصية اما الضابط شفتيه فعاقل} (ام 10 : 19). ولهذا قال القديس ارسانيوس: (كثيراً ما تكلمت فندمت. وأما عن السكوت فما ندمت قط). والذى يضبط لسانه ينجو من خطايا عديدة، فلا يقع فى إهانة الآخرين بالشتيمة أو بالتهكم القاسى، أو التهديد، أو التعالى عليهم. ولا يقع فى الكذب ولا المبالغة، ولا التجديف ولا القَسَم الباطل، ولا فى كلام الهزء أو الرياء، ولا فى الثرثرة. ولا فى الأفتخار والتباهى والبر الذاتى. ولا فى مسك سيرة الناس، أو فى الوقيعة. ولا فى التملق والغش، وخداع الآخرين وغير ذلك من أخطاء، كما ان الكلام الصالح يبنى الغير ويفيديهم، يجب ان نكون حكماء { تفاح من ذهب في مصوغ من فضة كلمة مقولة في محلها} (ام 25 : 11). وليفض لساننا دائما بالكلام الحكيم او نصمت عن الكلام اللئيم { فاض قلبي بكلام صالح متكلم انا بانشائي للملك لساني قلم كاتب ماهر }(مز 45 : 1).
+ ضبط الفكر.. الانسان يجب ان يكون سيدا على فكرة، يستبعد الفكر الخاطئ من التجوال فى عقله او الدخول الى مشاعرة وعواطفه ويهرب من الافكار العاطفية الخاطئة مثلما يهرب من الحيات السامة او النار المحرقة. يجب ان يكون لنا العقل المنقاد بروح الله، فيكون لنا فكر المسيح { واما نحن فلنا فكر المسيح }(1كو 2 : 16). لقد كان السيد المسيح يجول يصنع خير. وبدلا من الكراهية كان يزرع المحبة ويعملها، وعوضا عن الدنس كان ينادى بالطهارة والقداسة والعفة، وفى وصاياه عوضا عن ان يقول لنا ان نكف عن القتل علمنا أهمية وقدسية الحياة وعوضا عن الزنى علمنا تقديس الحواس. انه المسيح القدوس الايجابى الذى جاء نورا للعالم ودعانا ان نقترب منه ونكون نور { انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل. ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات} مت 14:4-16.
إذن لنكون دائما ايجابيين وقديسين ولنحذر من أفكار الغضب والأنتقام والشهوة، ومن أفكار الحسد والغيرة والحقد، ومن أفكار الكبرياء والأفتخار وتمجيد الذات. ومن كل أفكار الشر والأباطيل وكل فكر لا يمجد الله. ولا نستبقى فى داخلنا فكراً خاطئاً. ولنشغل اذهاننا باستمرار بأفكار نافعة، حتى إن حاربنا الشيطان لا يجد له مكانا فينا. ولنستمع الى نصيحة احد الاباء الشيوخ عندما سأله الاخوة شيخاً قائلا: أي شئ أصنع فان افكاراً كثيرة تقاتلنى ولست أدرى كيف أقاتلها؟ فاجابه: لا تقاتل مقابل الكل دفعة واحدة ولكن أعلم ان الافكار لها أب اى فكر رئيسى فاجعل بالك على رئيسها ونحوه اجعل قتالك، فاذ هزمت ذلك الفكر فقد انهزمت البقية. واذا أتاك فكر فتأمل كهنه، وقل لنفسك ان الذى يفكر بالشر يعاقبه الله وفى الوقت الذى يعرض لك فيه الفكر فتشه وأقطعه عنك. ولا تكل او تخور فى جهادك فالشدائد التى تلحق بك فى الجهاد هى أكاليل لك.
+ ضبط اللسان.. من فضلة القلب يتكلم الفم، ان لغتنا تظهرنا وتعلن ما بداخلنا. اللسان اداة التواصل والتفاهم وبكلامنا نتبرر وبكلامنا ندان. لذلك كانت كلمات قليلة من العشار او اللص اليمين كفيلة باعلان غفران الله له. كما اُدين الفريسى والغنى الغبى بسبب كلامه الذى ينم عن كبرياء القلب. لهذا يقول الكتاب { كثرة الكلام لا تخلو من معصية اما الضابط شفتيه فعاقل} (ام 10 : 19). ولهذا قال القديس ارسانيوس: (كثيراً ما تكلمت فندمت. وأما عن السكوت فما ندمت قط). والذى يضبط لسانه ينجو من خطايا عديدة، فلا يقع فى إهانة الآخرين بالشتيمة أو بالتهكم القاسى، أو التهديد، أو التعالى عليهم. ولا يقع فى الكذب ولا المبالغة، ولا التجديف ولا القَسَم الباطل، ولا فى كلام الهزء أو الرياء، ولا فى الثرثرة. ولا فى الأفتخار والتباهى والبر الذاتى. ولا فى مسك سيرة الناس، أو فى الوقيعة. ولا فى التملق والغش، وخداع الآخرين وغير ذلك من أخطاء، كما ان الكلام الصالح يبنى الغير ويفيديهم، يجب ان نكون حكماء { تفاح من ذهب في مصوغ من فضة كلمة مقولة في محلها} (ام 25 : 11). وليفض لساننا دائما بالكلام الحكيم او نصمت عن الكلام اللئيم { فاض قلبي بكلام صالح متكلم انا بانشائي للملك لساني قلم كاتب ماهر }(مز 45 : 1).
+ ضبط الفكر.. الانسان يجب ان يكون سيدا على فكرة، يستبعد الفكر الخاطئ من التجوال فى عقله او الدخول الى مشاعرة وعواطفه ويهرب من الافكار العاطفية الخاطئة مثلما يهرب من الحيات السامة او النار المحرقة. يجب ان يكون لنا العقل المنقاد بروح الله، فيكون لنا فكر المسيح { واما نحن فلنا فكر المسيح }(1كو 2 : 16). لقد كان السيد المسيح يجول يصنع خير. وبدلا من الكراهية كان يزرع المحبة ويعملها، وعوضا عن الدنس كان ينادى بالطهارة والقداسة والعفة، وفى وصاياه عوضا عن ان يقول لنا ان نكف عن القتل علمنا أهمية وقدسية الحياة وعوضا عن الزنى علمنا تقديس الحواس. انه المسيح القدوس الايجابى الذى جاء نورا للعالم ودعانا ان نقترب منه ونكون نور { انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل. ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات} مت 14:4-16.
إذن لنكون دائما ايجابيين وقديسين ولنحذر من أفكار الغضب والأنتقام والشهوة، ومن أفكار الحسد والغيرة والحقد، ومن أفكار الكبرياء والأفتخار وتمجيد الذات. ومن كل أفكار الشر والأباطيل وكل فكر لا يمجد الله. ولا نستبقى فى داخلنا فكراً خاطئاً. ولنشغل اذهاننا باستمرار بأفكار نافعة، حتى إن حاربنا الشيطان لا يجد له مكانا فينا. ولنستمع الى نصيحة احد الاباء الشيوخ عندما سأله الاخوة شيخاً قائلا: أي شئ أصنع فان افكاراً كثيرة تقاتلنى ولست أدرى كيف أقاتلها؟ فاجابه: لا تقاتل مقابل الكل دفعة واحدة ولكن أعلم ان الافكار لها أب اى فكر رئيسى فاجعل بالك على رئيسها ونحوه اجعل قتالك، فاذ هزمت ذلك الفكر فقد انهزمت البقية. واذا أتاك فكر فتأمل كهنه، وقل لنفسك ان الذى يفكر بالشر يعاقبه الله وفى الوقت الذى يعرض لك فيه الفكر فتشه وأقطعه عنك. ولا تكل او تخور فى جهادك فالشدائد التى تلحق بك فى الجهاد هى أكاليل لك.
ان الاباء المختبرين يعلموننا
انه يجب ان يكون لنا شجاعة الاسود فى مقاتله الاعداء { قاوموا ابليس فيهرب منكم} (يع
4 : 7). وان لا نتحاجج او نتنافش مع الافكار الخاطئة لئلا تلوث افكارنا ومشاعرنا
ويجب ان يكون فكرنا منشغل بما هو مفيد وروحى من الكتاب المقدس والكتب الروحية
فالقراءة الجيدة تخلصنا من النجاسة وهى مادة جيدة للصلاة . ويجب ان يكون لنا الفكر
المتضع وان نبتعد عن الادانة التى بسببها تبتعد عنا نعمة الله الحافظة ونقع فى
الخطايا. ويجب ان ننشغل فى التأمل فى الالهيات لنتخلص من الافكار الباطلة ونرفع
عقولنا بالصلاة السهمية لنجد النجدة والمعونة الإلهية.
+ ضبط العوطف والأعصاب .. اهتم السيد الرب بطهارة وضبط القلب والعواطف والاعصاب وبالاكثر بان تسكن فينا محبة الله { وساله واحد منهم وهو ناموسي ليجربه قائلا. يا معلم اية وصية هي العظمى في الناموس. فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الاولى والعظمى. والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والانبياء} مت 35:22-40. ويوصينا الكتاب ان نتحفظ على قلوبنا ومشاعرنا { فوق كل تحفظ احفظ قلبك لان منه مخارج الحياة }(ام 4 : 23). وعندما سأله الفريسيين عن الطهارة وغسل الايدى راينا الرب يجعل الاهتمام لطهارة القلب اولاً { واما ما يخرج من الفم فمن القلب يصدر وذاك ينجس الانسان. لان من القلب تخرج افكار شريرة قتل زنى فسق سرقة شهادة زور تجديف} مت 18:15-19. عندما نحب الله بالعمل والحق لا باللسان والكلام لن يجد له ابليس مكاناً فى قلوبنا .
إن وجدنا شعوراً خاطئاً قد زحف إلى قلوبنا ، فلا نتجاوب معه، بل نتخلص منه بسرعة قبل أن يرسخ في القلب. وباستمرار نحتفظ بنقاوة قلوبنا. ولا نستسلم لأية شهوة أو رغبة خاطئة، بل نقاومها .وإن دخل الشعور الردئ إلى قلب احد ، فلا يجعل الأمر يتطور إلى ما هو أسوأ، أو يؤثر على الارادة ويتحول إلى عمل .وإن تدرج إلى مرحلة العمل، فلنضبط النفس ولا نجعل العمل الخاطئ يتحول إلى عادة ويسيطر علينا. ونتوب ونعترف ونواظب على الصلاة والبعد عن العثرات ومسبباتها قبل ان تتحول فينا الى عادات قاتلة للنفس والروح.
الإنسان القوى يستطيع أن يضبط أعصابه، وبخاصة فى حالة الإثارة وتحريك الغضب. وهكذا يضبط نفسه من جهة الإندفاع والتهور، ولا يتخذ أى قرار سريع وهو فى حالة انفعال. لقد تعلمنا من الاباء ان نهرب من الغضب ونجاهد انفسنا مروضين اياها على البر والتقوى والفضيلة . وان انفعلنا يجب ان نضبط السنتنا وملامحنا وحركاتنا ولا نخطأ فى حق الغير فتعبر ريح الغضب وتهدأ. ونفرح بسيطرتنا على ذواتنا وانتصارنا على ضعفاتنا لا بهزيمة الغير او بالتغلب عليهم . اننا تعلمنا من الاباء بان أقصر الطرق الى كسب الجدال ان لا نجادل .فان كسب قلوب الغير هو لدينا أهم من كسب جدال او هزيمة المجادلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق