نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 24 أبريل 2012

تمثلوا بإيمانهم



فى ذكرى الأربعين لرحيل قداسة البابا شنوده الثالث
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

فى ذكرى الاربعين لذهبى الفم البابا شنوده الثالث
+ مضت أربعين يوماً على رحيل راعى رعاة كنيستنا، مثلث الرحمات والمعلم المسكونى وذهبى الفم، قديس عصرنا البابا شنوده الثالث، ونحن فى ذكرى الاربعين نتذكر قيامة السيد المسيح له المجد من الأموات وظهوره لتلاميذه القديسين فى طوال الاربعين يوم ليعرفهم الأسرار المختصه بملكوت السموات. ثم صعوده الى السماء بعد اربعين يوماً من قيامته المجيدة، حين أخذهم الى جبل الزيتون {واخرجهم خارجا الى بيت عنيا ورفع يديه وباركهم. وفيما هو يباركهم انفرد عنهم واصعد الى السماء. فسجدوا له ورجعوا الى اورشليم بفرح عظيم. وكانوا كل حين في الهيكل يسبحون ويباركون الله امين} (لو 50:24-53). وكما صعد الرب الى السماء فانه وعدنا اننا نكون معه هناك، كل واحد فى رتبته، فالمؤمن الأمين يشتهى ان يكون هناك مع المسيح { لي اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح ذاك افضل جدا} (في 1 : 23). هكذا كتب قداسة البابا وكما جاء فى نتيجة مكتبة المحبة المطبوعة قبل نياحته تحت يوم الاربعين الموافق الاربعاء 25/4 ( لست أريد شيئا من العالم، لأن العالم أفقر من أن يعطينى. لو كان الذى أريده فى العالم لانقلبت هذه الأرض سماء، ولكنها ما تزال أرضا ليس فى العالم إلا المادة والماديات. وأنا أبحث عن السما، عن الروح ،عن الله).
+ لقد كملت أيام خدمتك يا قداسة البابا ومضيت الى بيتك السماوى، الذين أشتقت اليه، وسنظل أوفياء لقداستكم كأب محب وراعى صالح ومعلم مخلص حكيم، ومرشد قديس ونتمثل بالإيمان المستقيم الذى لك ونحافظ عليه ونسلمه لإناس أمناء {اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم} (عب 13 : 7). لقد علمت ان حياتنا على الارض غربة لفترة قصيرة ويجب ان نستخدمها لمجد الله ، وكما كتبت عن الغربة على الارض فى عام 1961م قائلاً..
ياصديقى لست أدرى ما أنا .. أو تدرى أنت ما أنت هنا
انت مثلى تـائه فلا غربة .. وجميع الناس أيضاً قبلنا
نحن ضيفان نقضي فترة.. ثم نمضى حين يأتى يومنا
عاش آباؤنا قبلاً حقبة . .. ثم ولى بعدها آباؤنا
قد دخلت الكون عرياناً .. فلا قنية أملك فيه أو غنى
وسامضى عارياً عن كل ما جمع العقل بجهل وإقتنى
عجباً هل بعد هذا نشتهى.. مسكناً فى الارض أو مستوطنا.
لقد دخلت الى عالم المجد ياقداسة البابا بعد ان تاجرت بالوزنات التى أُعطيت لك من الله وربحت نفوس الكثيرين وجمعت شعب كثيرا ورددت الكثيرين الى الله وكنت تخرج لنا من كنوز الكتاب المقدس كمعلم ماهر كل يوم كنوز قديمة وجديدة وستبقى تعاليمكم نهراً للعطاء وستبقى انت منيراً فى السماء { والفاهمون يضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين الى البر كالكواكب الى ابد الدهور} (دا  12 :  3).
وتبقى أعمالك أنوار على الطريق
+ أننا سنبقى نذكركم يا قداسة البابا، ونتذكر الإيمان المستقيم ، عديم الرياء الذى عشته وعلمته ودافعت عنه والذى نتمثل به وهذا سر عظمتكم { واما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات}(مت 5 : 19). لقد كنت يا قداسة البابا تستعد لهذا اليوم وكما قلت قداستك:( أهم شئ فى حياة الإنسان إنه يعد نفسه لهذه الأبدية ولمركزه فى هذه الأبدية وكل ما يعوقه عن الأبدية يتخلص منه، والمهم إن الواحد يكتشف الوزنات التى لديه ويستخدمها من أجل الملكوت). لقد وهبكم الله الكثير من الوزنات وقد استخدمتها بحكمة وقوة من أجل الملكوت. وهبكم الله موهبة الوعظ وحصلتم على جائزة افضل واعظ وشارح للكتاب المقدس. ووهبكم الله موهبة التدبير وقمت برعاية شعبكم ونشرت الإيمان المستقيم وعمرت الكنائس فى مصر وكل قارات الأرض لكى تجتمع ابناء الكنيسة لله الواحد. ووهبكم الله حكمة سليمان وحلم ووداعة موسى النبى فقدت الكنيسة على مدار ما يزيد من اربعة عقود. ووهبكم الله غيرة ايليا فاخذت تعلم وتكتب عن الإيمان المستقيم وعن المحبة كقمة الفضائل وعن حياة الرجاء وحياة التوبة والنقاوة والفضيلة والبر وعن الانسان الروحى . كنت تروي عطش النفوس  من دسم كلمة الله الحية والمقتدرة فى فعلها الكثير. ستبقى أعمالك وأقوالك شاهد حى لعمل الله من خلالكم وستتبعكم أعمالكم الخيرة ومحبتكم للجميع لاسيما للفقراء والمحتاجين لتنالون بها الأكاليل السمائية { وسمعت صوتا من السماء قائلا لي اكتب طوبى للاموات الذين يموتون في الرب منذ الان نعم يقول الروح لكي يستريحوا من اتعابهم واعمالهم تتبعهم} (رؤ 14 :  13)
الشاهد الأمين للرب ..
+ عشت يا قداسة البابا شاهدا أمينا لله ومنذ شبابكم المبكر كنت تكتب الشعر الروحى العميق والمقالات الروحية التى تنم عن روح خلاقة قريبة من الله، وتميزت بوطنية عاليه جعلتك وانت المعفى من الخدمة العسكرية تتقدم كضابط إحتياط لخدمة وطنك بشهامة الاخلاق المصرية الاصيلة وشاركت بقصائدكم وعملكم فى حزب الوفد ودُعيت شاعر الكتلة الوفدية وكنت أمينا فى خدمة أبناء مدارس الاحد والوعظ والكتابة فى مجلة مدارس الاحد والتدريس وجمعت بين تدريس العربية والانجليزية فانت الشاب متعدد المواهب . وتركت كل هذا لتنسحب من ضجيج العالم الى حياة البرية والرهبنة ومنها للوحدة حباً لله ومن اجل الارتباط بالله الواحد.
+ لم يكن ممكنا ان يوقد سراج ويوضع تحت المكيال{ ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت} (مت 5 : 15). فرفعكم الله بيد قداسة البابا كيرلس السادس والمعروف عنه شفافيته الروحية الى ان تكون أسقف للتعليم ثم بعد ذلك اختارتك عناية السماء لتعتلى كرسى مارمرقس الرسول فداومت ليلاً ونهاراً بزهد ومحبة وامانة وأخلاص فى خدمة الله وكنيسته المقدسة التى اقتناها بدمه كشاهداً أمينا لله سيدك وكتبت قداستكم تقول:( فى حياتنا مع الله يطلب منا الرب شيئاً هاماً وهو أن نكون له شهوداً، ان الله يعمل فى العالم عن طريق أناس معينين سماهم القديس بولس أوانى، أوانى تحمل اسم الله للناس، وأوانى يحملون روح الله داخلهم ويشهدون له. ولذلك حسناً قيل عن القديس أغناطيوس إنه حامل الله " ثيئوفورس" يعنى حامل لله وشاهد له. والكتاب المقدس يقول ان الله لم يترك نفسه بلا شاهد. لاجل هذا الذين شهدوا للرب جعلهم الله كواكب فى سمائه وأعطاهم قيمة كبيرة )  نعم كنت تعلمنا كخدام ان نخدم الناس ونقدم لهم المسيح عندما نزورهم وعندما نتركهم نترك معهم المعلم الصالح . ولقد أحببت الله وخدمته وتبعته بكل قلبكم ونثق انكم معه الان فى السماء { ان كان احد يخدمني فليتبعني وحيث اكون انا هناك ايضا يكون خادمي وان كان احد يخدمني يكرمه الاب }(يو 12 : 26).
+ كنت يا قداسة البابا أمينا فى القليل فاقامكم الله على الكثير واطال الله فى عمر قداستكم ووهبكم الحكمة والنعمة والقوة ورغم المرض والمعضلات التى واجهتكم تميزت قيادتكم للكنيسة بالحكمة والقوة وعمل النعمة الغنية وقدت دفة الكنيسة كربان ماهر نحو ميناء الخلاص، فتستحق ان تسمع ذلك الصوت الفرح { نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك} (مت 25 : 21). وقد قلت قداستكم:( القليل هو الدهر الحاضر والكثير هو الدهر الآتى، القليل اللى تبقى أمين عليه شوية السنوات البسيطة فى عمرك على الأرض لو كنت أمين في هذا القليل يقيمك الله على الكثير اللى هي الأبدية، الأبدية التى لا تنتهى). فهنئيا لقداستكم هذه الابدية السعيدة التى وعد بها الله ابنائه الغالبين { من يغلب فساعطيه ان يجلس معي في عرشي كما غلبت انا ايضا وجلست مع ابي في عرشه }(رؤ 3 : 21). {من يغلب يرث كل شيء واكون له الها وهو يكون لي ابنا }(رؤ 21 : 7).  
+ اننا اذ نعزى شعبنا المحب لله ولقداستكم، نصلى طالبين من الله العزاء والصبر لشعب كنيستنا وبلادنا  والعارفين فضلكم فى كل انحاء العالم . ونحن نثق انكم تصلون عن الكنيسة فى السماء بعد ان تحررتم من قيود ومحدودية الجسد فبصلوات القديسين العظماء مامرمرقص كاروز ديارنا المصرية والاباء البطاركة القديسين أثناسيوس الرسولى  وكيرلس عمود الدين وغيرهم واباء الرهبنة القديسين أنطونيوس وباخوميوس مقاريوس وجوقات الملائكة والقديسين وبصلوات قداستكم فاننا نثق ان الله سيقود خطى بلادنا وكنيستنا نحو السلام والإيمان والاستقرار والازدهار.  

ليست هناك تعليقات: