الاثنين، 31 مارس 2014
قصص قصيرة .. المسافرة
المسافرة
أعلنت بين أصحابها انه مسافرة قريبا الى بلد الاحلام .
ظن البعض انها ستسافر الي أمريكا ولم تجيب بنعم او لا !
قالت ان أبيها الحبيب قد دعها للذهاب اليه، وانها ستسبقهم لتعد لهم البيت السعيد.
وستأتى وتاخذهم متى حان الوقت .
كانت صامتة فرحة فى الأيام الأخيرة قبل السفر.
كانت تصلى من اجل أن تكون سفرتها سعيدة الى البلد البعيدة.
أقترب وقت الرحيل ولكنها لم تعد شنط السفر..
أعلن يوم السفر فجأة خبر وفاتها !
كوب شاى
أحضرت المياة فى براد الشاى ووضعتها على نار الشعلة لتغلى ..
رايتها تسخن ثم تضج من الآلام وتصرخ وتشتكى لى همومها .. أنصت الى شكواها! .
قالت كنت مستريحة وهادئه فى البحر واردت ان ارتفع . طلبت من الشمس ساعدتى بحرارتها ان اتبخر وأصعد الى عنان السماء ، هبت على ريح الشمال تجمدت صرت سحباً ضربتى الرياح لاسقط مطراً وكم كانت رحلتى شاقة من أعالى السودان حتى اصل اليك لكن لم أجد الرحمة وها انا أكتوى بالنيران وأفور وابكى وأتنهد ....
تنهدت معها وأطفئت الشعلة واخذت اسكب الماء فى الكوب مضافا اليه الشاى والسكر واخذت أقلب فيه ليصبح شاى طيب المذاق .. قلت لعلك الان قد استرحتى من العناء وانا ارتشف منك بالقطرات واشكرك كثيراً فقد رويتى حاجتى للدفء .
قالت الذى أبهجنى اننى ذبت وانصهرت فى إنسان يقدر قيمتى ويكتب عنى !
قلت لها الحزن والفرح يا عزيزتى الى زوال وهكذا حياتك وحياتى .
قالت : وان كانت حياتنا قصيرة أو طويلة لكن ياليتها تنتهى من أجل عملاً صالحاً !.
تحرر وانطلاق
خرج أحد الصيادين يوماً لصيد بعض الحيوانات البرية وبعد أن توغل في الصحراء اخد يطارد غزالا برياً حتى وصل الى مغارة سمع منها صوتاً خافتاً ولما أقترب منها أدرك أنها تراتيل تنبعث من المغارة التى يعيش فيها عابد في قلب الصحراء ولما دنا منه وحياه وجده شيخاً جاثياً على ركبتيه وقد أصبح قاب قوسين من الموت .
عرض الصياد على الراهب المسن المريض أن يترك المغارة وينزل معه إلى المدينة حتى يهتم به ويعالج أمراضه رفض الشيخ شاكراً، ونظر إليه الشيخ قائلاً أنظر يا حبيبى أنه لم يبقى بينى وبين السماء والهى سوى هذا الجسد وأشار إلى جسده وقال {أن نقضى بيت ضيقنا الأرضى فلنا في السموات بناء من الله بيت مصنع بيد أبدى}(2 كو 5 : 1). استغرب الصياد فقال له الشيخ : يا ابنى الكتاب يقول { لأننا مادمنا مستوطنين في الجسد فنحن متغربون عن الرب لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان فنثق ونسرى بالأولى أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب}(2 كو 5 : 8). نحن نريد أن نتحرر من هذا العالم لننطلق إلى بيتنا الأزلى الأبدى .
سأل الصياد الأب الراهب: وهل الجسد خطيئة يا أبتى ؟
أجابه الشيخ أن الجسد نعمة من الله يا ولدى ، ألم يقدس الله الجسد حين حل بيننا متجسداً ؟ وكما يقول الكتاب {عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد} (1تي 3 : 16) الله يهتم باجسادنا ويغذيها ويقيتها انما الخطأ والخطية هو أن نستبعد لشهوات الجسد يا أبنى .. الخطأ أن نهتم كل الاهتمام بالجسد وننسى أن لنا روح تحتاج أن تحيا بالله ومع الله وفي الله. ان نهتم بأجسادنا وصحتها هذا واجب فهى وزنه مقدسة من الله ،فالجسد أيضاً سيقوم جسداً نورانياً في اليوم الأخير ، فالله يكافئ الجسد والروح.
وبماذا تنصحنى يا أبى؟ ...
نصيحتى اليك ... أن تذهب لتصطاد الناس إلى الملكوت وتدعوهم للمصالحة مع الله ليجعلك الله صياد للناس
اجابه الشاب .. اريد ان تأتى معى يا أبى فتكون مرشداً لنا وقدوة لنا في الطريق.
سأدعو لك يا أبنى بالتوفيق وانا اراقب عملك من السماء،
أما أنت فوارى جسدى في هذه المغارة لانه لهذا قد ارسلك الله .
قال الشيخ هذا ثم نظر الى فوق وقال ايها الاب القدوس في يديك استودع روحى .
فاذكرنى يارب متى جئت فى ملكوت .. ولما قال هذا سمع الشاب صوتاً حنوناً يقول
اليوم تكون معى فى الفردوس ..
السبت، 29 مارس 2014
آية وقول وحكمة ليوم الأحد الموافق 3/30
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ لأَنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ الْيَوْمَ كُلَّهُ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ.} (مز22:44)
قول لقديس..
( القديسون الذين يقدمون أنفسهم ذبيحة لله إنما يقدمون أنفسهم أحياء كل يوم. لنقدم أنفسنا لله ولنمت عن ذواتنا لأجل المسيح إلهنا. كيف وضعوا أنفسهم للموت؟ بأن كفَّوا عن محبة العالم وما فيه. عن هذا يقول الرسول: الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات"غل 5: 24" ). الأب دوروثيؤس من غزة
حكمة للحياة ..
+ لتتشدد ولتتشجع قلوبكم يا جميع المنتظرين الرب (مز 31 : 24)
Be of good courage, And He shall strengthen your heart, All you who hope in the LORD. Psa 31:24
صلاة..
" ياله ابائنا القديسين، الذى قاد الكنيسة عبر تاريخها الطويل، عابرا بها وادى الدموع والتجارب يصيرونه ينبوع تعزيات بوجودك معهم. انت أمس واليوم والي الأبد. قادران تقودنا فى موكب نصرتك فى عالم اليوم وسط التجارب والضيقات والأحزان معزيا ومرشدا لنا بروحك القدوس. لا تسلمنا لايدى أعدائنا أو تتركنا لكبرياء أو قساوة قلوبنا ولا تبعد عنا من أجل دنس خطايانا بل أعطنا حياة توبة مقدسة وإيمان عامل بالمحبة وأقبل اليك صلواتنا وأصوامنا كرائحة بخور ذكية مقبولة لديك وأغفر خطايانا كصالح ومحب للبشر، أمين"
من الشعر والادب
"قوم يارب"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
كنت أمين وقوة لأبائنا القديسين
ساروا معك منتصرين عبر السنين
بقوة خلصتهم من العدو ومن الأنين
وصلوا لنهاية الرحلة بفرح مسبحين
ليه أحنا كغنم للذبح صرنا مسوقين؟
قوم يارب نجي شعبك يا الهنا المعين
أقبل توبتنا وقوى إيمان المستضعفين
قوم يارب وأمسح دموع المحزونين
أعلن قوتك ونصرتك وخلاصك الثمين؟
قراءة مختارة ليوم
الأحد الموافق 3/30
الْمَزْمُورُ الرَّابِعُ وَالأَرْبَعُونَ
مز1:44-26
1 اَللهُمَّ بِآذَانِنَا قَدْ سَمِعْنَا. آبَاؤُنَا أَخْبَرُونَا بِعَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي أَيَّامِهِمْ فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ. 2أَنْتَ بِيَدِكَ اسْتَأْصَلْتَ الأُمَمَ وَغَرَسْتَهُمْ. حَطَّمْتَ شُعُوباً وَمَدَدْتَهُمْ. 3لأَنَّهُ لَيْسَ بِسَيْفِهِمُ امْتَلَكُوا الأَرْضَ وَلاَ ذِرَاعُهُمْ خَلَّصَتْهُمْ لَكِنْ يَمِينُكَ وَذِرَاعُكَ وَنُورُ وَجْهِكَ لأَنَّكَ رَضِيتَ عَنْهُمْ. 4أَنْتَ هُوَ مَلِكِي يَا اللهُ. فَأْمُرْ بِخَلاَصِ يَعْقُوبَ. 5بِكَ نَنْطَحُ مُضَايِقِينَا. بِاسْمِكَ نَدُوسُ الْقَائِمِينَ عَلَيْنَا. 6لأَنِّي عَلَى قَوْسِي لاَ أَتَّكِلُ وَسَيْفِي لاَ يُخَلِّصُنِي. 7لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَّصْتَنَا مِنْ مُضَايِقِينَا وَأَخْزَيْتَ مُبْغِضِينَا. 8بِاللهِ نَفْتَخِرُ الْيَوْمَ كُلَّهُ وَاسْمَكَ نَحْمَدُ إِلَى الدَّهْرِ. سِلاَهْ. 9لَكِنَّكَ قَدْ رَفَضْتَنَا وَأَخْجَلْتَنَا وَلاَ تَخْرُجُ مَعَ جُنُودِنَا. 10تُرْجِعُنَا إِلَى الْوَرَاءِ عَنِ الْعَدُوِّ وَمُبْغِضُونَا نَهَبُوا لأَنْفُسِهِمْ. 11جَعَلْتَنَا كَالضَّأْنِ أَكْلاً. ذَرَّيْتَنَا بَيْنَ الأُمَمِ. 12بِعْتَ شَعْبَكَ بِغَيْرِ مَالٍ وَمَا رَبِحْتَ بِثَمَنِهِمْ. 13تَجْعَلُنَا عَاراً عِنْدَ جِيرَانِنَا هُزْأَةً وَسُخْرَةً لِلَّذِينَ حَوْلَنَا. 14تَجْعَلُنَا مَثَلاً بَيْنَ الشُّعُوبِ. لإِنْغَاضِ الرَّأْسِ بَيْنَ الأُمَمِ. 15الْيَوْمَ كُلَّهُ خَجَلِي أَمَامِي وَخِزْيُ وَجْهِي قَدْ غَطَّانِي. 16مِنْ صَوْتِ الْمُعَيِّرِ وَالشَّاتِمِ. مِنْ وَجْهِ عَدُوٍّ وَمُنْتَقِمٍ. 17هَذَا كُلُّهُ جَاءَ عَلَيْنَا وَمَا نَسِينَاكَ وَلاَ خُنَّا فِي عَهْدِكَ. 18لَمْ يَرْتَدَّ قَلْبُنَا إِلَى وَرَاءٍ وَلاَ مَالَتْ خَطْوَتُنَا عَنْ طَرِيقِكَ 19حَتَّى سَحَقْتَنَا فِي مَكَانِ التَّنَانِينِ وَغَطَّيْتَنَا بِظِلِّ الْمَوْتِ. 20إِنْ نَسِينَا اسْمَ إِلَهِنَا أَوْ بَسَطْنَا أَيْدِيَنَا إِلَى إِلَهٍ غَرِيبٍ 21أَفَلاَ يَفْحَصُ اللهُ عَنْ هَذَا لأَنَّهُ هُوَ يَعْرِفُ خَفِيَّاتِ الْقَلْبِ؟ 22لأَنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ الْيَوْمَ كُلَّهُ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ. 23اِسْتَيْقِظْ. لِمَاذَا تَتَغَافَى يَا رَبُّ؟ انْتَبِهْ. لاَ تَرْفُضْ إِلَى الأَبَدِ. 24لِمَاذَا تَحْجُبُ وَجْهَكَ وَتَنْسَى مَذَلَّتَنَا وَضِيقَنَا؟ 25لأَنَّ أَنْفُسَنَا مُنْحَنِيَةٌ إِلَى التُّرَابِ. لَصِقَتْ فِي الأَرْضِ بُطُونُنَا. 26قُمْ عَوْناً لَنَا وَافْدِنَا مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكَ.
تأمل..
+ الآلم من اجل البر.. هذا المزمور يمثل صرخة شعب متألم فى ضيقة لأجل البِرّ، صرخة تبقى تدوي عبر العصور منذ ان قام قايين على أخيه هابيل وقتله بلا ذنب. ويُعتبر هذا المزمور نموذجًا للدخول في الآلام على مستوى الشعب لا للتأديب بل للمشاركة في الحب الإلهي ومن أجل المسيح نمات كل يوم على المستوى النفسي والروحي فالمؤمن يحمل هموم شعبه وكنيسته وابناء وطنه مع ممارسة العلاقات الشخصية مع الله فيتحدث المرتل باسم الجماعة دون تجاهل لحديثه الشخصي مع الله ملكه وإلهه. المزمور يعبر عن حال شعب الله المتألِّم دائماً في برية هذا العالم. لذلك استخدم بولس الرسول { من اجلك نمات كل النهار، قد حسبنا مثل غنم للذبح} (مز22:44) في (رو36:8) ليعبر عن حاله وحال الكنيسة المتألمة حتى الموت في عصور الاستشهاد. لقد بدأت الكنيسة عصر الاستشهاد بقتل هابيل واستمر مسلسل اضطهاد المؤمنين ويستمر ليصل إلى ذروته عند مجيء ضد المسيح. ونسمع صدى هذه الآلام في السماء (رؤ9:6-11). فالكنيسة دخلت في شركة الصليب مع مسيحها.
+ مسيرة الخلاص عبر التاريخ .. لقد قاد الله شعبه عبر التاريخ الطويل وفى الكتاب المقدس نقرأ عن أعمال الله مع الشعب قديما وتذكر أعمال الله السابقة يشعل فينا روح الرجاء وسط التجارب. وكما أعان الله موسى ويشوع لدخول ارض الموعد هكذا يقودنا الرب لنهزم حيل إبليس وندخل الى اورشليم السمائية، موطن الله مع قديسيه. وكما خلص الله شعبه قديما يقدر ان يخلصنا فى هذا الجيل والى الأبد وبه نتغلب على كل تجارب الزمان الحاضر وضعفنا وحروب الشيطان بقوة الله القدير.
+ التجربة والتوبة والخلاص.. حين رفض الله شعبه بسبب خطاياهم صاروا عاراً وهزءاً بين أعدائهم. وهذا تعبير عن حال الشعب في السبي، وحال الانسان حين يستعبدهم إبليس وحال كل خاطئ يتخلى الله عنه. ولنلاحظ أن ما حلَّ بالشعب أو المؤمنين ليس بسبب قوة العدو بل بسبب تخلي الله عنهم لخطاياهم، والله سمح بهذا للتأديب. فمن يظن نفسه قوى حين يرى نفسه مثل شاة تساق للذبح يعرف ضعفه ويتضع فيخلص. المرتل يتسأل الى الله هل بعت شعبك بلا ثمن؟. حين سلم الله شعبه للعار وسط أعدائهم الذين يهينونهم ويطلب المرتل من الله ان يرفع الضيقة عن شعبه. الله لا يطلب نفعاً لنفسه من وراء ضيقتهم فهو لم يبعهم منتظراً ربحاً. بل سلمهم وباعهم ليؤدبهم فيخلصوا. بل صار تأديبنا صورة لآلام المسيح فنحن نشترك معه في صليبه لنشترك معه في قيامته. إن الموت الحقيقي فهو الانفصال عن الله. لهذا علينا ان نقوم من موت الخطية ونرجع الى الله الذى يعرف خفايا القلوب ويعلم إيماننا ومحبتنا وهو قادر ان يخلصنا ويبررنا بقوة قيامته المجيدة.
الرحمة يارب
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
راجعه مارى للبيت
وبتصلى أسترها يارب
دا انا ماشية جنب الحيط
أصلى احوال المحروسة
مفهاش أمان فى بيت ولا غيط
شفوها رعاع فى مظاهرة ارهابية
لابسه صليب وبتسوق عربية
بالقوة والتكبير والتكشير
حكموا عليها بالتكفير
خنقوها وبالسكاكين طعنوها
ومكفاش قاموا حرقوها
وغسلوا ايديهم وصلوا
وقالوا أحنا مناضلين
من أجل الحرية!.
أرحمنا يارب
وادينا الحرية الحقيقة
.....
ميادة صحفية بتغطي الأخبار
بعتوها فى وضح نهار
تغطي مظاهرة ودا قرار
راحت عين شمس لقتهم
بيهتفوا ويقولوا أحنا ثوار
ويا ويله وسواد ليله
اللى يغطى الأخبار
ويقول الحق يبقى
ضد الأحرار ومن الكفار
لازم يموت ونضربه بالنار
حتى لو بنت لبسه حجاب
قتلوها وقاموا صلوا
وقالوا الحرية على الباب!
أرحمنا يارب والطف بما
ليها من أهل وأحباب
الأربعاء، 26 مارس 2014
آية وقول وحكمة ليوم الخميس الموافق 3/27
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ اِقْضِ لِي يَا اللهُ وَخَاصِمْ مُخَاصَمَتِي مَعَ أُمَّةٍ غَيْرِ رَاحِمَةٍ وَمِنْ إِنْسَانِ غِشٍّ وَظُلْمٍ نَجِّنِي.} (مز1:43)
قول لقديس..
( أتوسل اليكم باسم ربنا يسوع المسيح، ألا تهملوا خلاصكم وإلا تحرمكم هذه الحياة السريعة الزوال من الحياة الأبدية، ولا يحرمكم هذا الجسد الفاسد من مملكة النور التي لا تحد ولا توصف) القديس الأنبا أنطونيوس
حكمة للحياة ..
+ لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود (زك 4 : 6)
Not by might nor by power, but by My spirit, says the LORD of hosts. Zec 4:6
صلاة..
" الهى التفت الى معونتى، يارب أسرع وأعنى، أنصفنى سريعا من أعدائى القائمين علي. لماذا أسلك فى درب الآلام وكأنى وحيد بلا سند أو معين! ولماذا تئن نفسي في، عبر وادي الأحزان، أدعوك ياربى الحنان لتكون لي ملجأ وفرح به على الضيق يستعان. أنقذنى يارب من جهلى وضعفى وخوفى وأملائى سرور وفرحا فتبتهج عظامي المنسحقة وأحيا على رجاء القيامة المجيدة حياة النصرة والفرح والإيمان، أمين"
من الشعر والادب
"بنورك نعاين النور"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
بنورك يارب نعاين النور
وكلامك الحلو لينا دستور
روحك يعزي فى أرض بور
برحمة غنية من أب غفور
يشفق وينجي من كل شرور
رجائنا فيك تذيل منا الفتور
بالتوبة نحيا من غير غرور
وتنقلنا للسماء نرنم بسرور
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 3/27
الْمَزْمُورُ الثَّالِثُ وَالأَرْبَعُونَ
مز 1:43-3
1 اِقْضِ لِي يَا اللهُ وَخَاصِمْ مُخَاصَمَتِي مَعَ أُمَّةٍ غَيْرِ رَاحِمَةٍ وَمِنْ إِنْسَانِ غِشٍّ وَظُلْمٍ نَجِّنِي. 2لأَنَّكَ أَنْتَ إِلَهُ حِصْنِي. لِمَاذَا رَفَضْتَنِي؟ لِمَاذَا أَتَمَشَّى حَزِيناً مِنْ مُضَايَقَةِ الْعَدُوِّ؟ 3أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ هُمَا يَهْدِيَانِنِي وَيَأْتِيَانِ بِي إِلَى جَبَلِ قُدْسِكَ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ. 4فَآتِي إِلَى مَذْبَحِ اللهِ إِلَى اللهِ بَهْجَةِ فَرَحِي وَأَحْمَدُكَ بِالْعُودِ يَا اللهُ إِلَهِي. 5لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ اللهَ لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ خَلاَصَ وَجْهِي وَإِلَهِي.
تأمل..
+ اللجوء لعدالة السماء.. فى هذا المزمور نرى داود النبى يعبر عن شعور بالآلم والحزن والأحساس بالظلم طالبا من الله ان يقضى له وينصفه من أعدائه الاشرار فى رجاء فى الله الحاكم العادل واثقا انه لابد ان يقضى له وينصفه ويحول حزنه الى فرح، فالآلم يعقبه المجد وهو مزمور مسيانى يتنبأ عن السيد المسيح المتألم، الذي يُعاني من ظلم الأمة غير البارة، ومن خيانة يهوذا الظالم الغاش. لقد حمل السيد خطايانا كمن هو متروك من الآب، يُعاني في البستان من الحزن الشديد، والصلب ليقوم ويهبنا روح الفرح والتسبيح عوض الأنين والحزن. كما ان هذا المزمور يعبر عن النفس البشرية التي تشتكي من الخطية كعدو داخلي ومن الأشرار كأعداء خارجيين. لكن فى الله نجد الخلاص وفى ذبيحته الكفارية وفي سرّ الأفخارستيا نجد ما يرد للنفس شبابها، فتفرح وتقدم حياتها تسبيحة حب وشكر لله. علينا اذن فى ضيقاتنا ان نلجأ الى الله ليقضى لنا ويخلصنا من شرور العالم المحيطة بنا، فحتى فى أوقات الشعور بالرفض وعدم وجود التعزية يجب ان لا نفقد الرجاء فى الرب.
+ التمتع بالخلاص والفرح .. يطلب داود النبى العون الإلهي لكي يرجع من السبى أو البعد عن بيت الله أو الخطية إلى جبل قدس الله أي لأورشليم أو عودة الخاطئ لحياة الشركة المفرحة في الكنيسة بيت الخلاص. الكنيسة هي الجبل الذي رآه دانيال حجراً صغيراً ثم نما وكبر وصار جبلاً كبيراً ملأ وجه الأرض وطلبة هذه الكنيسة لرأسها الرب يسوع هي إرسل نورك وحقك هما يهديانني وهي طلبة كل نفس حتى لا تخسر الشركة مع الله. فالرب يسوع هو نور العالم والطريق الوحيد للخلاص هو التوبة والإيمان والصلاة والشركة مع الله فتعود للنفس أفراحها وتسابيحها وذبيحة التناول تعطي لمغفرة الخطايا، وفيها حياة أبدية لمن يتناول منها. إن الفرح هو سمة ملازمة للمسيحي الذي يتذوق دائماً بركات المذبح والغفران وثمار الروح القدس.
الثلاثاء، 25 مارس 2014
آية وقول وحكمة ليوم الاربعاء الموافق 3/26
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ اللهَ لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ خَلاَصَ وَجْهِي وَإِلَهِي.} (مز11:42)
قول لقديس..
(عطشت نفسي إلى الله الحيّ. إني عطشان في غربتي، في ركوضي، وسأرتوي عند وصولي اليه) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة (رو 12 : 12)
Rejocing in hope, patient in tribulation, continuing stesdfastly in prayer. Rom 12:12
صلاة..
" ايها الاله المشبع للنفس البشرية، نريد أن نرتوى من ينابيع محبتك المحيية وتنمو نفوسنا فى معرفتك الشهية، وتشبع حاجة روحي للخلاص من براثن الخطية، وتغيرنى لاكون على صورتك البهية. وأسعى فى طريق الكمال المسيحى الذى اليه دعوتنى، فاتحرر من كل ضعف وخوف وأنانية واعبدك بالروح والحق عبادة مقبولة مرضية وتمتد بى محبتك ويقودنى روحك القدوس ويملاء حياتى بثمار الروح وحين يأتى وقت الحصاد تنقلني الى المظال الأبدية، أمين"
من الشعر والادب
"تشتاق لك نفسي"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
كشوق الغزال لمجرى المياة
هكذا تشتاق لك نفسي يا الله
كمن يجرى نحو سراب الصحراء
فى أمل أن يشرب قطرات الماء
نركض لسعادة فى أرض شقاء
ونظن باننا دوما سنبقى أحياء
ولا نعلم ان حياتنا كبخار وهباء
نصحو على فراق وفقد أعز احباء
فنصرخ اليك أرحمنا وأعنا يا الله
ونئن مادمنا على الارض احياء
فكيف لغريب بسعادة فى دار شقاء
قراءة مختارة ليوم
الاربعاء الموافق 3/26
الْمَزْمُورُ الثَّانِي وَالأَرْبَعُونَ
مز1:42-11
1 كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ هَكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ. 2عَطِشَتْ نَفْسِي إِلَى اللهِ إِلَى الإِلَهِ الْحَيِّ. مَتَى أَجِيءُ وَأَتَرَاءَى قُدَّامَ اللهِ! 3صَارَتْ لِي دُمُوعِي خُبْزاً نَهَاراً وَلَيْلاً إِذْ قِيلَ لِي كُلَّ يَوْمٍ أَيْنَ إِلَهُكَ 4هَذِهِ أَذْكُرُهَا فَأَسْكُبُ نَفْسِي عَلَيَّ. لأَنِّي كُنْتُ أَمُرُّ مَعَ الْجُمَّاعِ أَتَدَرَّجُ مَعَهُمْ إِلَى بَيْتِ اللهِ بِصَوْتِ تَرَنُّمٍ وَحَمْدٍ جُمْهُورٌ مُعَيِّدٌ. 5لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ ارْتَجِي اللهَ لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ لأَجْلِ خَلاَصِ وَجْهِهِ. 6يَا إِلَهِي نَفْسِي مُنْحَنِيَةٌ فِيَّ لِذَلِكَ أَذْكُرُكَ مِنْ أَرْضِ الأُرْدُنِّ وَجِبَالِ حَرْمُونَ مِنْ جَبَلِ مِصْعَرَ. 7غَمْرٌ يُنَادِي غَمْراً عِنْدَ صَوْتِ مَيَازِيبِكَ. كُلُّ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ طَمَتْ عَلَيَّ. 8بِالنَّهَارِ يُوصِي الرَّبُّ رَحْمَتَهُ وَبِاللَّيْلِ تَسْبِيحُهُ عِنْدِي صَلاَةٌ لإِلَهِ حَيَاتِي. 9أَقُولُ لِلَّهِ صَخْرَتِي: «لِمَاذَا نَسِيتَنِي؟ لِمَاذَا أَذْهَبُ حَزِيناً مِنْ مُضَايَقَةِ الْعَدُوِّ؟» 10بِسَحْقٍ فِي عِظَامِي عَيَّرَنِي مُضَايِقِيَّ بِقَوْلِهِمْ لِي كُلَّ يَوْمٍ: «أَيْنَ إِلَهُكَ؟» 11لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ اللهَ لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ خَلاَصَ وَجْهِي وَإِلَهِي.
تأمل..
+ الأشتياق إلى الله.. هذا المزمور مناجاة النفس فى حزنها تترجى خلاص الرب وهو مرثاة تكشف عن مرارة النفس بسبب الآمها الماضية والحاضرة وحتى مخاوفها المستقبلة، لكنها تنتظر الله فى رجاء لتتمتع بحضرته فالآلام والحزن يزيدنا شوقًا نحو الله كما يشتاق الإيل الى جداول المياة. انها ترنيمة نفس حزينة تتوق إلى العودة إلى بيت الله للتمتع بالحضرة الإلهية خلال العبادة الجماعية المقدسة وقد كتب هذا المزمور داود النبى كما يري الكثير من الدارسين حين كان منفياً عن الهيكل في فترة قيام شاول أو إبشالوم عليه، ويعبر عن اشتياقاته للعودة وبعد عودته سلَّم المزمور إلى بني قورح لتلحينه وإنشاده. وهو نبؤة عن اشتياق البشرية المسبية تحت عبودية إبليس للخلاص والرجوع لله للإمتلاء من الروح القدس المعزي كما نجد فى المزمور صراع بين نوعين من المشاعر، مشاعر الإيمان والرجاء والاشتياق إلى الله، والمشاعر الإنسانية المتألمة من واقعها الخاطئ الذي دنسته شهواتها وتقصيراتها. وكما تشتاق الأيل في براري فلسطين الجافة الحارة لموسم امتلاء الجداول بالماء في فصل المطر، هكذا يشتاق المؤمن في برية هذا العالم لعطايا الروح القدس فالنفس التائبة تدرك أنه لا حياة لها ولا تعزية إلا بان تتقابل مع الله وتشتياق لمجيء المسيح الثاني لنراه وجهاً لوجه. وبسبب الخطية تصير النفس مرة وتصير الدموع والاحزان خبزها. وما زاد من أحزان المرنم سخرية الأعداء منه قائلين "أين هو إلهك" فهم يحاولون تحطيم رجاؤه في الله كأن الله تركه وتخلي عنه وهو ينشغل بذكريات وخبرات الله معه في أيامه السابقة ليجدد رجاؤه وتكون أيام الفرح السابقة هي سند لنا في الوقت الحاضر المؤلم فحين نذكر إحسانات الله علينا تعود لنا نغمة الرجاء والإيمان فنتساءل لماذا أنت منحنية يا نفسي؟ ترجى الله.
+ الضيقة وترجى الله.. يشكو المرنم من آلامه الحاضرة وتجاربه فهو قد طرد من أورشليم واضطهدوه فهرب إلى الأردن المنخفض ومن هناك يتطلع الى أورشليم العالية ونحن يمكننا من أي مكان وفي كل زمان أن تتجه عيوننا إلى الله إلى أورشليم السماوية. في كل ذلنا وتواضعنا وربما بحكمة من الله يسمح لنا بأن نجتاز هذه التجارب فينخفض كبرياؤنا ونصير كمن هم في وادي منخفض وإذا تواضعنا نرفع عيوننا لأورشليم السماوية إلى الله فنجد الاستجابة ويقوى رجائنا بالله ويستنير قلبنا وندرك بان نهار الخلاص لابد ان يشرق ويأتي معه ليل الراحة والتسبيح. ومادام الإنسان على الأرض، فالآلام لن تنتهي، والصراخ لن يبطل. والإنسان في حزنه يتصور أن الله قد نسيه مع ان الله معنا دائما. وهنا تعود النفس للشكوى والحزن ولكن علينا ان نتمسك بالرجاء فى الله وخلاصه وسط ضيقات الحياة فنجد الراحة والخلاص.
آية للتأمل
{ لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ اللهَ لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ خَلاَصَ وَجْهِي وَإِلَهِي.} (مز11:42)
قول لقديس..
(عطشت نفسي إلى الله الحيّ. إني عطشان في غربتي، في ركوضي، وسأرتوي عند وصولي اليه) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة (رو 12 : 12)
Rejocing in hope, patient in tribulation, continuing stesdfastly in prayer. Rom 12:12
صلاة..
" ايها الاله المشبع للنفس البشرية، نريد أن نرتوى من ينابيع محبتك المحيية وتنمو نفوسنا فى معرفتك الشهية، وتشبع حاجة روحي للخلاص من براثن الخطية، وتغيرنى لاكون على صورتك البهية. وأسعى فى طريق الكمال المسيحى الذى اليه دعوتنى، فاتحرر من كل ضعف وخوف وأنانية واعبدك بالروح والحق عبادة مقبولة مرضية وتمتد بى محبتك ويقودنى روحك القدوس ويملاء حياتى بثمار الروح وحين يأتى وقت الحصاد تنقلني الى المظال الأبدية، أمين"
من الشعر والادب
"تشتاق لك نفسي"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
كشوق الغزال لمجرى المياة
هكذا تشتاق لك نفسي يا الله
كمن يجرى نحو سراب الصحراء
فى أمل أن يشرب قطرات الماء
نركض لسعادة فى أرض شقاء
ونظن باننا دوما سنبقى أحياء
ولا نعلم ان حياتنا كبخار وهباء
نصحو على فراق وفقد أعز احباء
فنصرخ اليك أرحمنا وأعنا يا الله
ونئن مادمنا على الارض احياء
فكيف لغريب بسعادة فى دار شقاء
قراءة مختارة ليوم
الاربعاء الموافق 3/26
الْمَزْمُورُ الثَّانِي وَالأَرْبَعُونَ
مز1:42-11
1 كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ هَكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ. 2عَطِشَتْ نَفْسِي إِلَى اللهِ إِلَى الإِلَهِ الْحَيِّ. مَتَى أَجِيءُ وَأَتَرَاءَى قُدَّامَ اللهِ! 3صَارَتْ لِي دُمُوعِي خُبْزاً نَهَاراً وَلَيْلاً إِذْ قِيلَ لِي كُلَّ يَوْمٍ أَيْنَ إِلَهُكَ 4هَذِهِ أَذْكُرُهَا فَأَسْكُبُ نَفْسِي عَلَيَّ. لأَنِّي كُنْتُ أَمُرُّ مَعَ الْجُمَّاعِ أَتَدَرَّجُ مَعَهُمْ إِلَى بَيْتِ اللهِ بِصَوْتِ تَرَنُّمٍ وَحَمْدٍ جُمْهُورٌ مُعَيِّدٌ. 5لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ ارْتَجِي اللهَ لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ لأَجْلِ خَلاَصِ وَجْهِهِ. 6يَا إِلَهِي نَفْسِي مُنْحَنِيَةٌ فِيَّ لِذَلِكَ أَذْكُرُكَ مِنْ أَرْضِ الأُرْدُنِّ وَجِبَالِ حَرْمُونَ مِنْ جَبَلِ مِصْعَرَ. 7غَمْرٌ يُنَادِي غَمْراً عِنْدَ صَوْتِ مَيَازِيبِكَ. كُلُّ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ طَمَتْ عَلَيَّ. 8بِالنَّهَارِ يُوصِي الرَّبُّ رَحْمَتَهُ وَبِاللَّيْلِ تَسْبِيحُهُ عِنْدِي صَلاَةٌ لإِلَهِ حَيَاتِي. 9أَقُولُ لِلَّهِ صَخْرَتِي: «لِمَاذَا نَسِيتَنِي؟ لِمَاذَا أَذْهَبُ حَزِيناً مِنْ مُضَايَقَةِ الْعَدُوِّ؟» 10بِسَحْقٍ فِي عِظَامِي عَيَّرَنِي مُضَايِقِيَّ بِقَوْلِهِمْ لِي كُلَّ يَوْمٍ: «أَيْنَ إِلَهُكَ؟» 11لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ اللهَ لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ خَلاَصَ وَجْهِي وَإِلَهِي.
تأمل..
+ الأشتياق إلى الله.. هذا المزمور مناجاة النفس فى حزنها تترجى خلاص الرب وهو مرثاة تكشف عن مرارة النفس بسبب الآمها الماضية والحاضرة وحتى مخاوفها المستقبلة، لكنها تنتظر الله فى رجاء لتتمتع بحضرته فالآلام والحزن يزيدنا شوقًا نحو الله كما يشتاق الإيل الى جداول المياة. انها ترنيمة نفس حزينة تتوق إلى العودة إلى بيت الله للتمتع بالحضرة الإلهية خلال العبادة الجماعية المقدسة وقد كتب هذا المزمور داود النبى كما يري الكثير من الدارسين حين كان منفياً عن الهيكل في فترة قيام شاول أو إبشالوم عليه، ويعبر عن اشتياقاته للعودة وبعد عودته سلَّم المزمور إلى بني قورح لتلحينه وإنشاده. وهو نبؤة عن اشتياق البشرية المسبية تحت عبودية إبليس للخلاص والرجوع لله للإمتلاء من الروح القدس المعزي كما نجد فى المزمور صراع بين نوعين من المشاعر، مشاعر الإيمان والرجاء والاشتياق إلى الله، والمشاعر الإنسانية المتألمة من واقعها الخاطئ الذي دنسته شهواتها وتقصيراتها. وكما تشتاق الأيل في براري فلسطين الجافة الحارة لموسم امتلاء الجداول بالماء في فصل المطر، هكذا يشتاق المؤمن في برية هذا العالم لعطايا الروح القدس فالنفس التائبة تدرك أنه لا حياة لها ولا تعزية إلا بان تتقابل مع الله وتشتياق لمجيء المسيح الثاني لنراه وجهاً لوجه. وبسبب الخطية تصير النفس مرة وتصير الدموع والاحزان خبزها. وما زاد من أحزان المرنم سخرية الأعداء منه قائلين "أين هو إلهك" فهم يحاولون تحطيم رجاؤه في الله كأن الله تركه وتخلي عنه وهو ينشغل بذكريات وخبرات الله معه في أيامه السابقة ليجدد رجاؤه وتكون أيام الفرح السابقة هي سند لنا في الوقت الحاضر المؤلم فحين نذكر إحسانات الله علينا تعود لنا نغمة الرجاء والإيمان فنتساءل لماذا أنت منحنية يا نفسي؟ ترجى الله.
+ الضيقة وترجى الله.. يشكو المرنم من آلامه الحاضرة وتجاربه فهو قد طرد من أورشليم واضطهدوه فهرب إلى الأردن المنخفض ومن هناك يتطلع الى أورشليم العالية ونحن يمكننا من أي مكان وفي كل زمان أن تتجه عيوننا إلى الله إلى أورشليم السماوية. في كل ذلنا وتواضعنا وربما بحكمة من الله يسمح لنا بأن نجتاز هذه التجارب فينخفض كبرياؤنا ونصير كمن هم في وادي منخفض وإذا تواضعنا نرفع عيوننا لأورشليم السماوية إلى الله فنجد الاستجابة ويقوى رجائنا بالله ويستنير قلبنا وندرك بان نهار الخلاص لابد ان يشرق ويأتي معه ليل الراحة والتسبيح. ومادام الإنسان على الأرض، فالآلام لن تنتهي، والصراخ لن يبطل. والإنسان في حزنه يتصور أن الله قد نسيه مع ان الله معنا دائما. وهنا تعود النفس للشكوى والحزن ولكن علينا ان نتمسك بالرجاء فى الله وخلاصه وسط ضيقات الحياة فنجد الراحة والخلاص.
الأحد، 23 مارس 2014
آية وقول وحكمة ليوم الاثنين الموافق 3/24
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ طُوبَى لِلَّذِي يَنْظُرُ إِلَى الْمَسْكِينِ. فِي يَوْمِ الشَّرِّ يُنَجِّيهِ الرَّبُّ. الرَّبُّ يَحْفَظُهُ وَيُحْيِيهِ. يَغْتَبِطُ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُسَلِّمُهُ إِلَى مَرَامِ أَعْدَائِهِ.} (مز1:41-2)
قول لقديس..
( تفهموا أمر المساكين والمعوزين والجائعين والعطاش والعرايا والمرضى والمسجونين؛ فإن تفهمتم أمر هؤلاء تفهمون ذاك القائل: كنت جوعانًا وعطشانًا وغريبًا وعريانًا ومريضًا ومسجونًا) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفه يجازيه (ام 19 : 17)
He who has pity on the poor lends to the LORD, And He will pay back what he has given. Pro 19:17
صلاة..
" مبارك أنت ايها الرب اله ابائنا القديسين، الذى دعانا بنعمته لنحيا على الأرض بالإيمان سائرين، نطلب اليك يارب أن تكون لنا فى برية العالم السند والحكمة والخلاص والمعين، وتملاء قلوبنا بالرحمة والمحبة لكل أخوتنا المحتاجين. لنجد منك الرحمة والفرح والتبرير فى يوم الدين. ونحيا على رجاء الحياة الأفضل دائما فرحين. ولا تدع موت الخطية يقوى علينا ولا على أى أحد من شعبك أجمعين، أمين"
من الشعر والادب
"أوفى صديق"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
وسط الألم والحزن والضيق
أدور عليك يا أوفى صديق
تيجي تكون لى فرح ورفيق
تعبرنا البحر وتصيره طريق
تبرد الأتوان وتزيل الأحزان
تحملنا بمحبه وتدينا الأمان
تعدلنا معك فى السماء مكان
قراءة مختارة ليوم
الاثنين الموافق 3/24
الْمَزْمُورُ الْحَادِي وَالأَرْبَعُونَ
مز 1:41-13
1 طُوبَى لِلَّذِي يَنْظُرُ إِلَى الْمَسْكِينِ. فِي يَوْمِ الشَّرِّ يُنَجِّيهِ الرَّبُّ. 2الرَّبُّ يَحْفَظُهُ وَيُحْيِيهِ. يَغْتَبِطُ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُسَلِّمُهُ إِلَى مَرَامِ أَعْدَائِهِ. 3الرَّبُّ يَعْضُدُهُ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِ الضُّعْفِ. مَهَّدْتَ مَضْجَعَهُ كُلَّهُ فِي مَرَضِهِ. 4أَنَا قُلْتُ: «يَا رَبُّ ارْحَمْنِي. اشْفِ نَفْسِي لأَنِّي قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ». 5أَعْدَائِي يَتَقَاوَلُونَ عَلَيَّ بِشَرٍّ: «مَتَى يَمُوتُ وَيَبِيدُ اسْمُهُ؟» 6وَإِنْ دَخَلَ لِيَرَانِي يَتَكَلَّمُ بِالْكَذِبِ. قَلْبُهُ يَجْمَعُ لِنَفْسِهِ إِثْماً. يَخْرُجُ فِي الْخَارِجِ يَتَكَلَّمُ. 7كُلُّ مُبْغِضِيَّ يَتَنَاجُونَ مَعاً عَلَيَّ. عَلَيَّ تَفَكَّرُوا بِأَذِيَّتِي. 8يَقُولُونَ: «أَمْرٌ رَدِيءٌ قَدِ انْسَكَبَ عَلَيْهِ. حَيْثُ اضْطَجَعَ لاَ يَعُودُ يَقُومُ». 9أَيْضاً رَجُلُ سَلاَمَتِي الَّذِي وَثَقْتُ بِهِ آكِلُ خُبْزِي رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ! 10أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَارْحَمْنِي وَأَقِمْنِي فَأُجَازِيَهُمْ. 11بِهَذَا عَلِمْتُ أَنَّكَ سُرِرْتَ بِي أَنَّهُ لَمْ يَهْتِفْ عَلَيَّ عَدُوِّي. 12أَمَّا أَنَا فَبِكَمَالِي دَعَمْتَنِي وَأَقَمْتَنِي قُدَّامَكَ إِلَى الأَبَدِ. 13مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ. آمِينَ فَآمِينَ.
تأمل..
+ الإنسان المطوَّب السعيد.. هذا المزمور كتبه داود النبى عندما أقام مراقبين يهتمون بالفقراء وأحتياجاتهم ويعد بالطوبى والسعادة لمن يرحم إلى المسكين معلنا محبته العملية لله فى اخوته الأصاغر وهو مزمور نبؤي يتحدث عن مقاومة الأشرار للسيد المسيح وآلامه ونصرته ولقد أشار له السيد المسيح بكونه نبوة عن خيانة يهوذا له (يو18:13 + أع16:1) ولذلك تصلي الكنيسة هذا المزمور في صلوات الساعة الثالثة. وهو مزمور تعليمي نرى فيه مكافأة من يهتم بأخوة الرب المحتاجين والمرضى والخطاة فنخدم ربنا يسوع فيهم ومن ينظر لكل محتاج ويقدم له خدمة ينقذه الله في يوم الشر الذي يهاجمنا فيه إبليس (1بط8:5) أو فى يوم الدينونة حيث يرحم الله من رحم إخوته (يع13:2 + مت7:5). ويهبه الله الصحة فيعينه على سرير وجعه وقد لا يتم الشفاء النهائي ولكن يشعر المريض بأن الله معه يقويه ويسنده وأنه ليس وحيداً كما كان المسيح مع الفتية الثلاثة في الأتون. وربما يشير السرير لفراش المرض الروحي والفتور، وهنا نجد المسيح المعين الذي ينتشلنا من هذا الفتور. ومن سرير الشهوة الزمنية ويعطينا حرية من العدو الشرير.
+ الأعتراف الحسن .. لا يوجد أفضل من أن يعترف الخاطئ بخطيته وتقصيره ويرجع إلى الله فيرجع الله إليه، فكثير من أمراضنا الروحية بل والجسدية سببها الخطية. والمرتل ذكر أن الله يعين المريض على سرير وجعه إن كان رحيماً، لذلك يعترف داود النبى بتقصيره ويطلب الرحمة. ويشتكي المقاومين الذي يطلبون إبادته. والشيطان يود لو أباد كل أولاد الله وكنيسته. ولكن هذه الآية هي صوت المسيح الذي إتهمه أعداؤه زوراً وحكموا عليه بموت الصليب حتى يباد إسمه (أع18:4). ولكن المسيح مات وقام ولم يباد إسمه أو كنيسته. وفشلت مؤامرات الاشرار التى تحاك ضد المسيح وكنيسته ظناً منهم أن يهلكوهما.
+ نصرة القيامة.. لقد بذل السيد المسيح ذاته على الصليب من أجل خلاصنا ومات ودفن ولكنه قام منتصر وهو الذى له سلطاناً ليدين كل الأشرار. وفيه صرنا محل رضا الآب. لقد سُرَّ الآب بطاعته وفيه سُرَّ بنا إذ بدمه تبررنا. فهنا نرى نبوة عن قيامته وعن قيامة الكنيسة وتبريرها به. بقوة القيامة تعلمنا روح النصرة والغلبة، لا بالعنف بل بالوداعة التي ننالها في المسيح يسوع، به نصير موضع سرور الآب وقبوله فنثبت أمامه إلى الأبد ويختم المرتل المزمور بذكصولوجية جماعية بهذا ينتهى الجزء الأول من المزامير فما يناله من بركات يفرح الكنيسة كلها {مبارك الرب إله إسرائيل من الأبد وإلى الأبد؛ يكون يكون} حيث يسبح المؤمن الله كعربون لحياة التسبيح السماوية في أورشليم العليا.
السبت، 22 مارس 2014
آية وقول وحكمة ليوم الأحد الموافق 3/23
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ اِنْتِظَاراً انْتَظَرْتُ الرَّبَّ فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي. وَأَصْعَدَنِي مِنْ جُبِّ الْهَلاَكِ مِنْ طِينِ الْحَمْأَةِ وَأَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ رِجْلَيَّ. ثَبَّتَ خُطُواتِي.} (مز1:40-2)
قول لقديس..
( أقام على الصخرة رجليّ، وسهّل خطواتي. هذه الصخرة هى المسيح، ونحن على الصخرة، تسهل خطواتنا بتدبير ونظام؛ لكن من الضروري الاستمرار في السير مع المسيح لكي ننمو أكثر فأكثر.) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ انتظر الرب ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب (مز 27 : 14)
Wait on the LORD; Be good courage, And He shall strengthen your heart; Wait I say, on the LORD! Psa 27:14
صلاة..
" ايها الرب الهنا الذى لا يخزي منتظرية، عندما تحيق بى المخاطر فى وداى ظل الموت وأعبر الطريق الصعبة والكربة ويغمرنى الحزن أو تثاورنى الشكوك فى الانتصار على مصاعب رحلة الحياة. وعندما يصيبنى الأرق والقلق ولا أجد حلول لتجاربى الصعبة وعندما أعاني الشعور بالوحدة أو الحرمان أو الضيق. فى كل تجاربى أرفع قلبى اليك وأصرخ نجينى يارب وخلصنى وثبت على صخرة رجلي وارشدنى وكن لي الطريق والحق والحياة فاصنع ارادتك كل حين، وتكون لى انت نعم الأب والسيد الأمين فاسبح اسمك واشكرك على خلاصك الثمين، أمين"
من الشعر والادب
"ما يحسن فى عينيك"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
ما يحسن فى عينيك
أصنع وأنا بين أيديك
أنا منك وراجع اليك
والكأس المرة أشربها
ومعاك هاتهون الغربة
وتعدى ظروفنا الصعبة
ونعبر طريقنا الكربة
نوصل معاك يا فادينا
لمرسى وشاطئ أمينة
قراءة مختارة ليوم
الاحد الموافق 3/23
الْمَزْمُورُ الأَرْبَعُونَ
مز 1:40-17
1 اِنْتِظَاراً انْتَظَرْتُ الرَّبَّ فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي 2وَأَصْعَدَنِي مِنْ جُبِّ الْهَلاَكِ مِنْ طِينِ الْحَمْأَةِ وَأَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ رِجْلَيَّ. ثَبَّتَ خُطُواتِي 3وَجَعَلَ فِي فَمِي تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً تَسْبِيحَةً لإِلَهِنَا. كَثِيرُونَ يَرُونَ وَيَخَافُونَ وَيَتَوَكَّلُونَ عَلَى الرَّبِّ. 4طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي جَعَلَ الرَّبَّ مُتَّكَلَهُ وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى الْغَطَارِيسِ وَالْمُنْحَرِفِينَ إِلَى الْكَذِبِ. 5كَثِيراً مَا جَعَلْتَ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي عَجَائِبَكَ وَأَفْكَارَكَ مِنْ جِهَتِنَا. لاَ تُقَوَّمُ لَدَيْكَ. لَأُخْبِرَنَّ وَأَتَكَلَّمَنَّ بِهَا. زَادَتْ عَنْ أَنْ تُعَدَّ. 6بِذَبِيحَةٍ وَتَقْدِمَةٍ لَمْ تُسَرَّ. أُذُنَيَّ فَتَحْتَ. مُحْرَقَةً وَذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ لَمْ تَطْلُبْ. 7حِينَئِذٍ قُلْتُ: «هَئَنَذَا جِئْتُ. بِدَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي 8أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلَهِي سُرِرْتُ. وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي». 9بَشَّرْتُ بِبِرٍّ فِي جَمَاعَةٍ عَظِيمَةٍ. هُوَذَا شَفَتَايَ لَمْ أَمْنَعْهُمَا. أَنْتَ يَا رَبُّ عَلِمْتَ. 10لَمْ أَكْتُمْ عَدْلَكَ فِي وَسَطِ قَلْبِي. تَكَلَّمْتُ بِأَمَانَتِكَ وَخَلاَصِكَ. لَمْ أُخْفِ رَحْمَتَكَ وَحَقَّكَ عَنِ الْجَمَاعَةِ الْعَظِيمَةِ. 11أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَلاَ تَمْنَعْ رَأْفَتَكَ عَنِّي. تَنْصُرُنِي رَحْمَتُكَ وَحَقُّكَ دَائِماً. 12لأَنَّ شُرُوراً لاَ تُحْصَى قَدِ اكْتَنَفَتْنِي. حَاقَتْ بِي آثَامِي وَلاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أُبْصِرَ. كَثُرَتْ أَكْثَرَ مِنْ شَعْرِ رَأْسِي وَقَلْبِي قَدْ تَرَكَنِي. 13اِرْتَضِ يَا رَبُّ بِأَنْ تُنَجِّيَنِي. يَا رَبُّ إِلَى مَعُونَتِي أَسْرِعْ. 14لِيَخْزَ وَلْيَخْجَلْ مَعاً الَّذِينَ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لإِهْلاَكِهَا. لِيَرْتَدَّ إِلَى الْوَرَاءِ وَلْيَخْزَ الْمَسْرُورُونَ بِأَذِيَّتِي. 15لِيَسْتَوْحِشْ مِنْ أَجْلِ خِزْيِهِمِ الْقَائِلُونَ لِي: «هَهْ هَهْ!» 16لِيَبْتَهِجْ وَيَفْرَحْ بِكَ جَمِيعُ طَالِبِيكَ. لِيَقُلْ أَبَداً مُحِبُّو خَلاَصِكَ: «يَتَعَظَّمُ الرَّبُّ». 17أَمَّا أَنَا فَمِسْكِينٌ وَبَائِسٌ. الرَّبُّ يَهْتَمُّ بِي. عَوْنِي وَمُنْقِذِي أَنْتَ. يَا إِلَهِي لاَ تُبْطِئ.
تأمل..
+ عمل الله الخلاصى.. كتب داود النبي هذا المزمور بعد عصيان ابنه أبشالوم الذي أخفى بشاعة تمرده بمظاهر التدين وتقديم الذبائح لله(2 صم 7: 12). ثم اُستخدم في الخدمة الليتورجية وهو مزمور يتنبأ على السيد المسيح وعمله الخلاصى . وقد استشهد القديس بولس بهذا المزمور فى (عب 10 : 5-10) أن السيد المسيح هو المتحدث فيه يقدم نفسه بكونه ذاك الذي جاء ليتمم إرادة الآب، والذي نزل إلى الجحيم، إلى عمق طين الحمأة، يحمل خطايا شعبه. كما يقدم الشكر بقيامته، مقدمًا التسبحة الجديدة التي يترنم بها شعبه الذي خلصه ونجاه. داود النبى يسبح الله الذي أنقذه من موت محقق أسماه هنا جب الهلاك وطين الحمأة. ونحن بخطيتنا سقطنا في جب الموت والهلاك واحتجنا ليد الرب ليخلصنا. بل الذى أخرجنا وأقامنا على صخرة هي الرب يسوع نفسه، وما عادت أقدامنا تغوص في وحل الشهوات والخطايا بل نثبت في طريق النصرة على الخطية، طريق الإيمان والشكر والتسبيح لله. وقد تكرار الكلمة "انتظارًا انتظرت" كتعبير عن الجدية والمثابرة، فى ثقة في حكمة الله المخلص وقدرته ومعرفته كيف ومتى يستجيب لصلواتنا؟. الله قادر ان ينصرنا وسط آلامنا وحروبنا الروحية.
+ الطاعة وقبول ارادة الله.. لقد أخلى السيد المسيح ذاته من المجد أخذاً صورة عبد (في7:2). ليصنع مشيئة الآب وينقذنا من موت الخطية ويحيينا حياة أبدية. وقدم نفسه ذبيحة فالآب لم يُسَّرْ بالذبائح الحيوانية، ولكنها كانت رمزاً للمسيح المصلوب. مجيء المسيح كان اذا وفق خطة إلهية لخلاص البشر سبق الله وأنبأ بها بواسطة أنبيائه. ونرى فى المزمور الشرور التي أحاطت بالمسيح فى فترة تجسده على الارض، من لحظة ولادته واضطهاد هيرودس له حتى الصليب حاملا خطايا العالم وهو بلا خطية وحده. أما داود النبى فيشرح موقف الإنسان الخاطئ الذى حرمته خطاياه الكثيرة من أن يرى الله بل دفعته الظروف القاسية لليأس من الخلاص، فهو لم يعد قادراً أن يرى طريق للنجاة من الموت ومن الجحيم.
+ النجاة والخلاص والتسبيح.. يصرخ داود النبى وسط يأسه وتجاربه القاسية لله لينجيه ويخلصه ولقد استجاب الله لصرخته بالمسيح المصلوب المخلص. ومهما وصلنا الي حالة يُرثى لها من الضعف والحزن واليأس لكن ينبغى ان نعى ان الله معين المساكين والضعفاء. وقد اختبر المرتل في ضيقته نعم الله عليه وخلاصه فسبح متهللا لله ويجب ان نشرك معنا اخوتنا الذين يلتمسون الرب فى الصلاة والشكر، فإن كان الأشرار قد سخروا به بروح الشماته، قائلين: "حسنًا حسنًا" إنه يستحق ما حلَّ به، إذ بالأتقياء يُصلّون معه وعنه هؤلاء يرون الله قد تمجد فيه فيفرحون. علينا اذن ان نلتجئ إلى الله وحده، فى ضيقاتنا بروح الانسحاق لطلب التعزية والمعونة وستعطي لنا.
الجمعة، 21 مارس 2014
آية وقول وحكمة ليوم السبت الموافق 3/22
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ اِسْتَمِعْ صَلاَتِي يَا رَبُّ وَاصْغَ إِلَى صُرَاخِي. لاَ تَسْكُتْ عَنْ دُمُوعِي. لأَنِّي أَنَا غَرِيبٌ عِنْدَكَ. نَزِيلٌ مِثْلُ جَمِيعِ آبَائِي.} (مز12:39)
قول لقديس..
( كان القديسون غرباء ونزلاء في هذا العالم. عاش إبراهيم في كل أموره ينتمي للمدينة الباقية. لقد أظهر كرمًا ومحبة أخوية ورحمة وطول أناة، وزهدًا في الثروة وفي المجد الزمني وفي كل شيء. لنكن غرباء كي لا يخجل الله من أن يُدعى إلهنا. أنظروا كيف صار داود موضع عجب، إذ تطلع إلى أسلافه الذين عُرفوا بالفضيلة: لأني أنا غريب على الأرض ومجتاز مثل جميع آبائي.) القديس يوحنا الذهبي الفم
حكمة للحياة ..
+ ايها الاحباء اطلب اليكم كغرباء ونزلاء ان تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس (1بط 2 : 11)
Beloved, I beg you as sojourners and pilgrims abstain from fleshly lusts which war against the soul. 1 Pe 2:11
صلاة..
" غريب انا يارب فلا تخفى عنى وصاياك، أشتهت نفسي الجلوس اليك ومعك يحلو الحوار، فانت يارب نعم الأب والمحب والمستمع لكل آنين والذى يستطيع أن يرفع الخطايا ويخلص من التجارب ويمحو الهموم وينجى حتى من لهيب النار. ضع يارب حارسا لفمى وبابا حصينا لشفتي، هبنى حكمة ونعمة ومحبة للحديث معك عن همومى واحزانى ومخاوفى وتطلعاتي وأمنحنى الحكمة والتمييز لكى أعرف متى أصمت ومتى أتكلم مع الغير فيما يبنى ويسر، وعرفنى نهايتى ومقدار أيامي وهبنى ان أكون مستعد كل حين بالتوبة والثمار الصالحة لانضم لابائى واخوتى القديسين أهل السماء، أمين"
من الشعر والادب
"غريب ومروح لبلادى"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
غريب ومروح لبلادى
طالت الرحلة أو قصرت
أنا شاكر ربى وراضى
مش هتذمر ولا هتأمر
وأكون له سفير فوق العادى
غربة وهتعدى مع الفادى
يحلى المرة ويعدى الصعبة
وأصمت وهو يدافع عنى
وينجنى وأرجع لبلادى
قراءة مختارة ليوم
السبت الموافق 3/22
الْمَزْمُورُ التَّاسِعُ والثَّلاَثُونَ
مز 1:39-13
1 قُلْتُ أَتَحَفَّظُ لِسَبِيلِي مِنَ الْخَطَإِ بِلِسَانِي. أَحْفَظُ لِفَمِي كِمَامَةً فِيمَا الشِّرِّيرُ مُقَابِلِي. 2صَمَتُّ صَمْتاً سَكَتُّ عَنِ الْخَيْرِ فَتَحَرَّكَ وَجَعِي. 3حَمِيَ قَلْبِي فِي جَوْفِي. عِنْدَ لَهَجِي اشْتَعَلَتِ النَّارُ. تَكَلَّمْتُ بِلِسَانِي. 4عَرِّفْنِي يَا رَبُّ نِهَايَتِي وَمِقْدَارَ أَيَّامِي كَمْ هِيَ فَأَعْلَمَ كَيْفَ أَنَا زَائِلٌ. 5هُوَذَا جَعَلْتَ أَيَّامِي أَشْبَاراً وَعُمْرِي كَلاَ شَيْءَ قُدَّامَكَ. إِنَّمَا نَفْخَةً كُلُّ إِنْسَانٍ قَدْ جُعِلَ. سِلاَهْ. 6إِنَّمَا كَخَيَالٍ يَتَمَشَّى الإِنْسَانُ. إِنَّمَا بَاطِلاً يَضِجُّونَ. يَذْخَرُ ذَخَائِرَ وَلاَ يَدْرِي مَنْ يَضُمُّهَا. 7وَالآنَ مَاذَا انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ؟ رَجَائِي فِيكَ هُوَ. 8مِنْ كُلِّ مَعَاصِيَّ نَجِّنِي. لاَ تَجْعَلْنِي عَاراً عِنْدَ الْجَاهِلِ. 9صَمَتُّ. لاَ أَفْتَحُ فَمِي لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ. 10ارْفَعْ عَنِّي ضَرْبَكَ. مِنْ مُهَاجَمَةِ يَدِكَ أَنَا قَدْ فَنِيتُ. 11بِتَأْدِيبَاتٍ إِنْ أَدَّبْتَ الإِنْسَانَ مِنْ أَجْلِ إِثْمِهِ أَفْنَيْتَ مِثْلَ الْعُثِّ مُشْتَهَاهُ. إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍ نَفْخَةٌ. سِلاَهْ. 12اِسْتَمِعْ صَلاَتِي يَا رَبُّ وَاصْغَ إِلَى صُرَاخِي. لاَ تَسْكُتْ عَنْ دُمُوعِي. لأَنِّي أَنَا غَرِيبٌ عِنْدَكَ. نَزِيلٌ مِثْلُ جَمِيعِ آبَائِي. 13اقْتَصِرْ عَنِّي فَأَتَبَلَّجَ قَبْلَ أَنْ أَذْهَبَ فَلاَ أُوجَدَ.
تأمل..
+ الصمت الحكيم .. هذا المزمور هو مرثاة شخصية يصليها إنسان متألم يشعر بثقل الخطية ويقف في صمت يتأمل بطلان الحياة الزمنية، مشتاقًا أن يثب قافزًا فوق الزمنيات ليتهيأ للخروج من أرض غربته ليحيا مع الله مخلصه ومقدسه. يعتقد البعض ان داود النبى كتب هذا المزمور بمناسبة تمرد أبشالوم، حيث أدرك داود الملك زوال المجد الزمني وتعرض الإنسان لنكبات لم تكن في مخيلته. وقد صمت وألزم نفسه ألا يتذمر ولا يشتكي أمام أعدائه، بل يحكى بكل مخاوفه أمام الله وحده، إنه غريب على الأرض، أشبه بضيف ينتظر الاستقرار في الأمجاد الأبدية. وقد سلم النبي داود هذه المرثاة الشخصية ليدوثون ليقوم بتلحينها.
+ ضعف وزوال الحياة البشرية .. داود النبى يشعر أن الإنسان كبخار يظهر قليلاً ثم يضمحل، فتساءل، ولماذا كل هذا الصراع على الدنيا والكل سينتهي سريعاً ونرى قرار داود بأنه لن يتكلم، وهو لا يتهم أعداؤه، ولا يبرئ نفسه أمام الأشرار بل يصمت، فمن يحفظ لسانه يحفظ نفسه ونرى داود النبى في صراع بين أن يتكلم وأن يسكت، له حنين أن يشهد لله، ولكنه مقتنع أن كلامه سيزيد الاشرار هياجاً وسخرية. فلهذا علينا ان نلجأ الى الله ليرشدنا متى نتكلم ومتى نصمت. علينا ان نبث شكوانا الى الله فى حوار فسنكتشف تفاهة الحياة البشرية وقصرها. يطلب داود النبى من الله ان يعرفه نهايته ومقدار ايامه ليدرك تفاهة هذه الأيام الأرضية. فالإنسان إنما كخيال وهل يستطيع أحد أن يمسك ظل الأشياء، هكذا كل من يحاول أن يتمسك بأمور هذا العالم فباطلاً يتعب الانسان ليكنز ماديات تفنى وتزول كما يزول هو كبخار ماء يظهر قليلا ثم يضمحل.
+ الصلاة وطلب النجاة... إذ يدرك المؤمن تفاهة هذا العالم، ويضع رجاؤه كله في الله، ليضمن النصيب الصالح الأبدي يصلي ويضع حياته فى يدي الله، ويقبل منه كل تأديب حتى يخلصه من خطاياه. ويرفع عنه التجارب وينجيه. الله قد يسمح ببعض الضيقات حتى يقتنع أولاده بتفاهة الأرضيات وأنها زائلة. فالله بتأديباته يفني شهواتهم مثل العث. ويقتنع الإنسان أنه نفخة أي هو زائل سريعاً فلماذا التمسك بالأرضيات. ولهذا يستعد المؤمن للانتقال والحياة الابدية بالتوبة لكي يدخل الى عالم الفرح والراحة الحقيقية.
آية للتأمل
{ اِسْتَمِعْ صَلاَتِي يَا رَبُّ وَاصْغَ إِلَى صُرَاخِي. لاَ تَسْكُتْ عَنْ دُمُوعِي. لأَنِّي أَنَا غَرِيبٌ عِنْدَكَ. نَزِيلٌ مِثْلُ جَمِيعِ آبَائِي.} (مز12:39)
قول لقديس..
( كان القديسون غرباء ونزلاء في هذا العالم. عاش إبراهيم في كل أموره ينتمي للمدينة الباقية. لقد أظهر كرمًا ومحبة أخوية ورحمة وطول أناة، وزهدًا في الثروة وفي المجد الزمني وفي كل شيء. لنكن غرباء كي لا يخجل الله من أن يُدعى إلهنا. أنظروا كيف صار داود موضع عجب، إذ تطلع إلى أسلافه الذين عُرفوا بالفضيلة: لأني أنا غريب على الأرض ومجتاز مثل جميع آبائي.) القديس يوحنا الذهبي الفم
حكمة للحياة ..
+ ايها الاحباء اطلب اليكم كغرباء ونزلاء ان تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس (1بط 2 : 11)
Beloved, I beg you as sojourners and pilgrims abstain from fleshly lusts which war against the soul. 1 Pe 2:11
صلاة..
" غريب انا يارب فلا تخفى عنى وصاياك، أشتهت نفسي الجلوس اليك ومعك يحلو الحوار، فانت يارب نعم الأب والمحب والمستمع لكل آنين والذى يستطيع أن يرفع الخطايا ويخلص من التجارب ويمحو الهموم وينجى حتى من لهيب النار. ضع يارب حارسا لفمى وبابا حصينا لشفتي، هبنى حكمة ونعمة ومحبة للحديث معك عن همومى واحزانى ومخاوفى وتطلعاتي وأمنحنى الحكمة والتمييز لكى أعرف متى أصمت ومتى أتكلم مع الغير فيما يبنى ويسر، وعرفنى نهايتى ومقدار أيامي وهبنى ان أكون مستعد كل حين بالتوبة والثمار الصالحة لانضم لابائى واخوتى القديسين أهل السماء، أمين"
من الشعر والادب
"غريب ومروح لبلادى"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
غريب ومروح لبلادى
طالت الرحلة أو قصرت
أنا شاكر ربى وراضى
مش هتذمر ولا هتأمر
وأكون له سفير فوق العادى
غربة وهتعدى مع الفادى
يحلى المرة ويعدى الصعبة
وأصمت وهو يدافع عنى
وينجنى وأرجع لبلادى
قراءة مختارة ليوم
السبت الموافق 3/22
الْمَزْمُورُ التَّاسِعُ والثَّلاَثُونَ
مز 1:39-13
1 قُلْتُ أَتَحَفَّظُ لِسَبِيلِي مِنَ الْخَطَإِ بِلِسَانِي. أَحْفَظُ لِفَمِي كِمَامَةً فِيمَا الشِّرِّيرُ مُقَابِلِي. 2صَمَتُّ صَمْتاً سَكَتُّ عَنِ الْخَيْرِ فَتَحَرَّكَ وَجَعِي. 3حَمِيَ قَلْبِي فِي جَوْفِي. عِنْدَ لَهَجِي اشْتَعَلَتِ النَّارُ. تَكَلَّمْتُ بِلِسَانِي. 4عَرِّفْنِي يَا رَبُّ نِهَايَتِي وَمِقْدَارَ أَيَّامِي كَمْ هِيَ فَأَعْلَمَ كَيْفَ أَنَا زَائِلٌ. 5هُوَذَا جَعَلْتَ أَيَّامِي أَشْبَاراً وَعُمْرِي كَلاَ شَيْءَ قُدَّامَكَ. إِنَّمَا نَفْخَةً كُلُّ إِنْسَانٍ قَدْ جُعِلَ. سِلاَهْ. 6إِنَّمَا كَخَيَالٍ يَتَمَشَّى الإِنْسَانُ. إِنَّمَا بَاطِلاً يَضِجُّونَ. يَذْخَرُ ذَخَائِرَ وَلاَ يَدْرِي مَنْ يَضُمُّهَا. 7وَالآنَ مَاذَا انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ؟ رَجَائِي فِيكَ هُوَ. 8مِنْ كُلِّ مَعَاصِيَّ نَجِّنِي. لاَ تَجْعَلْنِي عَاراً عِنْدَ الْجَاهِلِ. 9صَمَتُّ. لاَ أَفْتَحُ فَمِي لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ. 10ارْفَعْ عَنِّي ضَرْبَكَ. مِنْ مُهَاجَمَةِ يَدِكَ أَنَا قَدْ فَنِيتُ. 11بِتَأْدِيبَاتٍ إِنْ أَدَّبْتَ الإِنْسَانَ مِنْ أَجْلِ إِثْمِهِ أَفْنَيْتَ مِثْلَ الْعُثِّ مُشْتَهَاهُ. إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍ نَفْخَةٌ. سِلاَهْ. 12اِسْتَمِعْ صَلاَتِي يَا رَبُّ وَاصْغَ إِلَى صُرَاخِي. لاَ تَسْكُتْ عَنْ دُمُوعِي. لأَنِّي أَنَا غَرِيبٌ عِنْدَكَ. نَزِيلٌ مِثْلُ جَمِيعِ آبَائِي. 13اقْتَصِرْ عَنِّي فَأَتَبَلَّجَ قَبْلَ أَنْ أَذْهَبَ فَلاَ أُوجَدَ.
تأمل..
+ الصمت الحكيم .. هذا المزمور هو مرثاة شخصية يصليها إنسان متألم يشعر بثقل الخطية ويقف في صمت يتأمل بطلان الحياة الزمنية، مشتاقًا أن يثب قافزًا فوق الزمنيات ليتهيأ للخروج من أرض غربته ليحيا مع الله مخلصه ومقدسه. يعتقد البعض ان داود النبى كتب هذا المزمور بمناسبة تمرد أبشالوم، حيث أدرك داود الملك زوال المجد الزمني وتعرض الإنسان لنكبات لم تكن في مخيلته. وقد صمت وألزم نفسه ألا يتذمر ولا يشتكي أمام أعدائه، بل يحكى بكل مخاوفه أمام الله وحده، إنه غريب على الأرض، أشبه بضيف ينتظر الاستقرار في الأمجاد الأبدية. وقد سلم النبي داود هذه المرثاة الشخصية ليدوثون ليقوم بتلحينها.
+ ضعف وزوال الحياة البشرية .. داود النبى يشعر أن الإنسان كبخار يظهر قليلاً ثم يضمحل، فتساءل، ولماذا كل هذا الصراع على الدنيا والكل سينتهي سريعاً ونرى قرار داود بأنه لن يتكلم، وهو لا يتهم أعداؤه، ولا يبرئ نفسه أمام الأشرار بل يصمت، فمن يحفظ لسانه يحفظ نفسه ونرى داود النبى في صراع بين أن يتكلم وأن يسكت، له حنين أن يشهد لله، ولكنه مقتنع أن كلامه سيزيد الاشرار هياجاً وسخرية. فلهذا علينا ان نلجأ الى الله ليرشدنا متى نتكلم ومتى نصمت. علينا ان نبث شكوانا الى الله فى حوار فسنكتشف تفاهة الحياة البشرية وقصرها. يطلب داود النبى من الله ان يعرفه نهايته ومقدار ايامه ليدرك تفاهة هذه الأيام الأرضية. فالإنسان إنما كخيال وهل يستطيع أحد أن يمسك ظل الأشياء، هكذا كل من يحاول أن يتمسك بأمور هذا العالم فباطلاً يتعب الانسان ليكنز ماديات تفنى وتزول كما يزول هو كبخار ماء يظهر قليلا ثم يضمحل.
+ الصلاة وطلب النجاة... إذ يدرك المؤمن تفاهة هذا العالم، ويضع رجاؤه كله في الله، ليضمن النصيب الصالح الأبدي يصلي ويضع حياته فى يدي الله، ويقبل منه كل تأديب حتى يخلصه من خطاياه. ويرفع عنه التجارب وينجيه. الله قد يسمح ببعض الضيقات حتى يقتنع أولاده بتفاهة الأرضيات وأنها زائلة. فالله بتأديباته يفني شهواتهم مثل العث. ويقتنع الإنسان أنه نفخة أي هو زائل سريعاً فلماذا التمسك بالأرضيات. ولهذا يستعد المؤمن للانتقال والحياة الابدية بالتوبة لكي يدخل الى عالم الفرح والراحة الحقيقية.
الجمعة، 14 مارس 2014
آية وقول وحكمة ليوم السبت الموافق 15/3
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ لاَ تَتْرُكْنِي يَا رَبُّ. يَا إِلَهِي لاَ تَبْعُدْ عَنِّي.أَسْرِعْ إِلَى مَعُونَتِي يَا رَبُّ يَا خَلاَصِي.} (مز21:38-22)
قول لقديس..
(التوبة إذا سكنت فى الإنسان، فإنها تملأ النفس ندما وفرحا، ندم على الزلات القديمة، وفرح على الخيرات المنتظرة) مار اسحق السرياني
حكمة للحياة ..
+ اسندني فاخلص واراعي فرائضك دائما (مز 119 : 117)
Hold me up, and I shall be safe, And I shall observe Your statutes continually. Psa 119:117
صلاة..
" ربى الهي، لك وحدك أخطئت والشر أمامك صنعت، أعترف انى خالفت وصاياك بتجاسر وتكاسل وهوى، وها انا راجع اليك معترف بأثامي وذنوبى وخطاياي. فاقبلني اليك كما قبلت الأبن الضال الراجع من كورة الخطية لكي لا يشمت بى أعدائى، ولا يبتلعنى اليأس القاتل، ولا أحيا فى القلق والحزن والكابة. بل احظى بقبولك المفرح ومحبتك الأبوية ورعايتك الأمينة والبس حلل الخلاص وتنعم علي بسلامك الكامل وتقودى كل أيام حياتى واهبا حياتى ومحبتى وكل ما أملك لمجد اسمك القدوس، أمين"
من الشعر والادب
"أقبلنى وأجذبنى"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
باعترفلك يارب أنى أنا خاطي
جايلك منحنى ورأسي مطاطي
نادم لتقصيرى وجهلى وإفراطي
بددت خيرك وانت واهب وعاطي
أقبلني وأجذبنى كغريق الى شاطئ
بحر رحمتك تمحو ذنوب ما مضى
وتقدس الحاضر وللغد تكون هادي
بمحبتك أكون دائما شاكر وراضي
قراءة مختارة ليوم
السبت الموافق 3/15
الْمَزْمُورُ الثَّامِنُ وَالثَّلاَثُونَ
مز 1:38-22
1 يَا رَبُّ لاَ تُوَبِّخْنِي بِسَخَطِكَ وَلاَ تُؤَدِّبْنِي بِغَيْظِكَ 2لأَنَّ سِهَامَكَ قَدِ انْتَشَبَتْ فِيَّ وَنَزَلَتْ عَلَيَّ يَدُكَ. 3لَيْسَتْ فِي جَسَدِي صِحَّةٌ مِنْ جِهَةِ غَضَبِكَ. لَيْسَتْ فِي عِظَامِي سَلاَمَةٌ مِنْ جِهَةِ خَطِيَّتِي. 4لأَنَّ آثَامِي قَدْ طَمَتْ فَوْقَ رَأْسِي. كَحِمْلٍ ثَقِيلٍ أَثْقَلَ مِمَّا أَحْتَمِلُ. 5قَدْ أَنْتَنَتْ قَاحَتْ حُبُرُ ضَرْبِي مِنْ جِهَةِ حَمَاقَتِي. 6لَوِيتُ. انْحَنَيْتُ إِلَى الْغَايَةِ. الْيَوْمَ كُلَّهُ ذَهَبْتُ حَزِيناً. 7لأَنَّ خَاصِرَتَيَّ قَدِ امْتَلَأَتَا احْتِرَاقاً وَلَيْسَتْ فِي جَسَدِي صِحَّةٌ. 8خَدِرْتُ وَانْسَحَقْتُ إِلَى الْغَايَةِ. كُنْتُ أَئِنُّ مِنْ زَفِيرِ قَلْبِي. 9يَا رَبُّ أَمَامَكَ كُلُّ تَأَوُّهِي وَتَنَهُّدِي لَيْسَ بِمَسْتُورٍ عَنْكَ. 10قَلْبِي خَافِقٌ. قُوَّتِي فَارَقَتْنِي وَنُورُ عَيْنِي أَيْضاً لَيْسَ مَعِي. 11أَحِبَّائِي وَأَصْحَابِي يَقِفُونَ تُجَاهَ ضَرْبَتِي وَأَقَارِبِي وَقَفُوا بَعِيداً. 12وَطَالِبُو نَفْسِي نَصَبُوا شَرَكاً وَالْمُلْتَمِسُونَ لِيَ الشَّرَّ تَكَلَّمُوا بِالْمَفَاسِدِ وَالْيَوْمَ كُلَّهُ يَلْهَجُونَ بِالْغِشِّ. 13وَأَمَّا أَنَا فَكَأَصَمَّ لاَ أَسْمَعُ. وَكَأَبْكَمَ لاَ يَفْتَحُ فَاهُ. 14وَأَكُونُ مِثْلَ إِنْسَانٍ لاَ يَسْمَعُ وَلَيْسَ فِي فَمِهِ حُجَّةٌ.15لأَنِّي لَكَ يَا رَبُّ صَبِرْتُ أَنْتَ تَسْتَجِيبُ يَا رَبُّ إِلَهِي. 16لأَنِّي قُلْتُ: «لِئَلاَّ يَشْمَتُوا بِي». عِنْدَمَا زَلَّتْ قَدَمِي تَعَظَّمُوا عَلَيَّ. 17لأَنِّي مُوشِكٌ أَنْ أَظْلَعَ وَوَجَعِي مُقَابِلِي دَائِماً. 18لأَنَّنِي أُخْبِرُ بِإِثْمِي وَأَغْتَمُّ مِنْ خَطِيَّتِي. 19وَأَمَّا أَعْدَائِي فَأَحْيَاءٌ. عَظُمُوا. وَالَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي ظُلْماً كَثُرُوا. 20وَالْمُجَازُونَ عَنِ الْخَيْرِ بِشَرٍّ يُقَاوِمُونَنِي لأَجْلِ اتِّبَاعِي الصَّلاَحَ. 21لاَ تَتْرُكْنِي يَا رَبُّ. يَا إِلَهِي لاَ تَبْعُدْ عَنِّي. 22أَسْرِعْ إِلَى مَعُونَتِي يَا رَبُّ يَا خَلاَصِي.
تأمل..
+ التوبة والأعتراف.. وضع داود النبي هذا المزمور كتذكار لنفسه كما للغير، حتى لا ينسى تأديب الرب واحساناته له وتذكارا للتجارب التي مرّ بها وانه لا راحه للمتعب سوى بالتوبة والرجوع الى الله وقد عاني داود النبى من الخطية وأثارها عليه وقد ثقَّلت آلامه وخارت قواه وتمرمرت نفسه فيه. وأصبح متألمًا ومنكسرًا، لا يعرف طعم الراحة، كأن حمى قد أصابته فخار قلبه وذبلت عيناه. بسبب شعوره بالخطية، حيث يعترف بها في صراحة أمام الله ويعلن رجوعه إلى الله ويصرخ دون يأس، مترجيًا رأفات الله. كما حرم من أصدقائه المقربين إليه جدًا فقد تخلوا عنه، متطلعين إليه كإنسان طريد. وتعرض إلى الاضطهاد الذى مارسه ضده أعدائه البعيدين كشاول الملك وحتى من ابنه أبشالوم الذى قام على ابيه ليأخذ منه المملكة. ولم يجد داود أمامه من يلجأ إليه لينال عونًا سوى الرب وحده القادر أن يُحطم أسباب غباوة الماضي وبؤس الحاضر ويعطي رجاء فى المستقبل
+ طلب الرحمة والخلاص.. يقول داود النبى : " يا رب لا توبخني بسخطك ولا تؤدبني بغيظك." فهو لا يرفض التوبيخ، لكنه يرفض غضب الله عليه طالبا مراحمه وأنه يقبل أن تجرحنا سهام تأديبات الله وتجرح ضميرنا سهام كلماته فنتحرك ونتوب من توبيخ الضمير. داود النبى الذي لم ينحني أمام جليات ولا الأسد والدب، داود الجبار نجده بسبب الخطية متألماً، مريضاً منحنياً تحت ثقل الخطية. لهذا أتى الرب يسوع المسيح ليشفينا وقبل أن يحمل ثفل خطايانا وينحني تحت الصليب ليرفعنا. وعلى كل منا أن ينسحق أمام الله، خافضاً رأسه معترفاً بخطاياه ليحملها عنه ويغفرها له الله.
+ الرجوع إلى الله ... يلجأ داود النبى الي الله الذي يسمع تنهدات قلبه وأنينه وهو القادر أن يشفيه ويرفع عنه آلامه الداخلية والخارجية. وهو يصف حالته بصدق أمام الله فقلبه مضطرب. وفارقته قوته، فهو في حالة خوف، وفقد استنارته وأصدقاؤه رأوا آلامه ووقفوا بعيداً كمن لا يهمهم أمره. ولم يساندوه في ضيقته ويواسوه، ولم يقفوا معه ضد أعدائه الخارجيين وأما هو فقرَّر أن لا يجيب على شاتميه تاركاً الأمر كله لله، فطالماً أن التأديب من الله، فهو يترك له تدبير كل شئ ورد حقه منهم. وهذه الآية تنطق علي ما فعله المسيح، إذا وقف صامتاً أمام كل من حاكموه ولم يدافع عن نفسه مستعد للآلام وفي هذا المزمور نرى صورة لتخلي الجميع عن الرب يسوع وصورة لما يحدث للخاطئ، والمسيح صار خطية لأجلنا وتحمل كل هذه الآلام كحامل خطية. وهو الذي عظموا عليه اتهاماتهم وهو لم يفتح فاه. وينهي المرنم المزمور بصراخه لله لكي لا يبعد عنه، ويعينه ويخلصه.
آية للتأمل
{ لاَ تَتْرُكْنِي يَا رَبُّ. يَا إِلَهِي لاَ تَبْعُدْ عَنِّي.أَسْرِعْ إِلَى مَعُونَتِي يَا رَبُّ يَا خَلاَصِي.} (مز21:38-22)
قول لقديس..
(التوبة إذا سكنت فى الإنسان، فإنها تملأ النفس ندما وفرحا، ندم على الزلات القديمة، وفرح على الخيرات المنتظرة) مار اسحق السرياني
حكمة للحياة ..
+ اسندني فاخلص واراعي فرائضك دائما (مز 119 : 117)
Hold me up, and I shall be safe, And I shall observe Your statutes continually. Psa 119:117
صلاة..
" ربى الهي، لك وحدك أخطئت والشر أمامك صنعت، أعترف انى خالفت وصاياك بتجاسر وتكاسل وهوى، وها انا راجع اليك معترف بأثامي وذنوبى وخطاياي. فاقبلني اليك كما قبلت الأبن الضال الراجع من كورة الخطية لكي لا يشمت بى أعدائى، ولا يبتلعنى اليأس القاتل، ولا أحيا فى القلق والحزن والكابة. بل احظى بقبولك المفرح ومحبتك الأبوية ورعايتك الأمينة والبس حلل الخلاص وتنعم علي بسلامك الكامل وتقودى كل أيام حياتى واهبا حياتى ومحبتى وكل ما أملك لمجد اسمك القدوس، أمين"
من الشعر والادب
"أقبلنى وأجذبنى"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
باعترفلك يارب أنى أنا خاطي
جايلك منحنى ورأسي مطاطي
نادم لتقصيرى وجهلى وإفراطي
بددت خيرك وانت واهب وعاطي
أقبلني وأجذبنى كغريق الى شاطئ
بحر رحمتك تمحو ذنوب ما مضى
وتقدس الحاضر وللغد تكون هادي
بمحبتك أكون دائما شاكر وراضي
قراءة مختارة ليوم
السبت الموافق 3/15
الْمَزْمُورُ الثَّامِنُ وَالثَّلاَثُونَ
مز 1:38-22
1 يَا رَبُّ لاَ تُوَبِّخْنِي بِسَخَطِكَ وَلاَ تُؤَدِّبْنِي بِغَيْظِكَ 2لأَنَّ سِهَامَكَ قَدِ انْتَشَبَتْ فِيَّ وَنَزَلَتْ عَلَيَّ يَدُكَ. 3لَيْسَتْ فِي جَسَدِي صِحَّةٌ مِنْ جِهَةِ غَضَبِكَ. لَيْسَتْ فِي عِظَامِي سَلاَمَةٌ مِنْ جِهَةِ خَطِيَّتِي. 4لأَنَّ آثَامِي قَدْ طَمَتْ فَوْقَ رَأْسِي. كَحِمْلٍ ثَقِيلٍ أَثْقَلَ مِمَّا أَحْتَمِلُ. 5قَدْ أَنْتَنَتْ قَاحَتْ حُبُرُ ضَرْبِي مِنْ جِهَةِ حَمَاقَتِي. 6لَوِيتُ. انْحَنَيْتُ إِلَى الْغَايَةِ. الْيَوْمَ كُلَّهُ ذَهَبْتُ حَزِيناً. 7لأَنَّ خَاصِرَتَيَّ قَدِ امْتَلَأَتَا احْتِرَاقاً وَلَيْسَتْ فِي جَسَدِي صِحَّةٌ. 8خَدِرْتُ وَانْسَحَقْتُ إِلَى الْغَايَةِ. كُنْتُ أَئِنُّ مِنْ زَفِيرِ قَلْبِي. 9يَا رَبُّ أَمَامَكَ كُلُّ تَأَوُّهِي وَتَنَهُّدِي لَيْسَ بِمَسْتُورٍ عَنْكَ. 10قَلْبِي خَافِقٌ. قُوَّتِي فَارَقَتْنِي وَنُورُ عَيْنِي أَيْضاً لَيْسَ مَعِي. 11أَحِبَّائِي وَأَصْحَابِي يَقِفُونَ تُجَاهَ ضَرْبَتِي وَأَقَارِبِي وَقَفُوا بَعِيداً. 12وَطَالِبُو نَفْسِي نَصَبُوا شَرَكاً وَالْمُلْتَمِسُونَ لِيَ الشَّرَّ تَكَلَّمُوا بِالْمَفَاسِدِ وَالْيَوْمَ كُلَّهُ يَلْهَجُونَ بِالْغِشِّ. 13وَأَمَّا أَنَا فَكَأَصَمَّ لاَ أَسْمَعُ. وَكَأَبْكَمَ لاَ يَفْتَحُ فَاهُ. 14وَأَكُونُ مِثْلَ إِنْسَانٍ لاَ يَسْمَعُ وَلَيْسَ فِي فَمِهِ حُجَّةٌ.15لأَنِّي لَكَ يَا رَبُّ صَبِرْتُ أَنْتَ تَسْتَجِيبُ يَا رَبُّ إِلَهِي. 16لأَنِّي قُلْتُ: «لِئَلاَّ يَشْمَتُوا بِي». عِنْدَمَا زَلَّتْ قَدَمِي تَعَظَّمُوا عَلَيَّ. 17لأَنِّي مُوشِكٌ أَنْ أَظْلَعَ وَوَجَعِي مُقَابِلِي دَائِماً. 18لأَنَّنِي أُخْبِرُ بِإِثْمِي وَأَغْتَمُّ مِنْ خَطِيَّتِي. 19وَأَمَّا أَعْدَائِي فَأَحْيَاءٌ. عَظُمُوا. وَالَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي ظُلْماً كَثُرُوا. 20وَالْمُجَازُونَ عَنِ الْخَيْرِ بِشَرٍّ يُقَاوِمُونَنِي لأَجْلِ اتِّبَاعِي الصَّلاَحَ. 21لاَ تَتْرُكْنِي يَا رَبُّ. يَا إِلَهِي لاَ تَبْعُدْ عَنِّي. 22أَسْرِعْ إِلَى مَعُونَتِي يَا رَبُّ يَا خَلاَصِي.
تأمل..
+ التوبة والأعتراف.. وضع داود النبي هذا المزمور كتذكار لنفسه كما للغير، حتى لا ينسى تأديب الرب واحساناته له وتذكارا للتجارب التي مرّ بها وانه لا راحه للمتعب سوى بالتوبة والرجوع الى الله وقد عاني داود النبى من الخطية وأثارها عليه وقد ثقَّلت آلامه وخارت قواه وتمرمرت نفسه فيه. وأصبح متألمًا ومنكسرًا، لا يعرف طعم الراحة، كأن حمى قد أصابته فخار قلبه وذبلت عيناه. بسبب شعوره بالخطية، حيث يعترف بها في صراحة أمام الله ويعلن رجوعه إلى الله ويصرخ دون يأس، مترجيًا رأفات الله. كما حرم من أصدقائه المقربين إليه جدًا فقد تخلوا عنه، متطلعين إليه كإنسان طريد. وتعرض إلى الاضطهاد الذى مارسه ضده أعدائه البعيدين كشاول الملك وحتى من ابنه أبشالوم الذى قام على ابيه ليأخذ منه المملكة. ولم يجد داود أمامه من يلجأ إليه لينال عونًا سوى الرب وحده القادر أن يُحطم أسباب غباوة الماضي وبؤس الحاضر ويعطي رجاء فى المستقبل
+ طلب الرحمة والخلاص.. يقول داود النبى : " يا رب لا توبخني بسخطك ولا تؤدبني بغيظك." فهو لا يرفض التوبيخ، لكنه يرفض غضب الله عليه طالبا مراحمه وأنه يقبل أن تجرحنا سهام تأديبات الله وتجرح ضميرنا سهام كلماته فنتحرك ونتوب من توبيخ الضمير. داود النبى الذي لم ينحني أمام جليات ولا الأسد والدب، داود الجبار نجده بسبب الخطية متألماً، مريضاً منحنياً تحت ثقل الخطية. لهذا أتى الرب يسوع المسيح ليشفينا وقبل أن يحمل ثفل خطايانا وينحني تحت الصليب ليرفعنا. وعلى كل منا أن ينسحق أمام الله، خافضاً رأسه معترفاً بخطاياه ليحملها عنه ويغفرها له الله.
+ الرجوع إلى الله ... يلجأ داود النبى الي الله الذي يسمع تنهدات قلبه وأنينه وهو القادر أن يشفيه ويرفع عنه آلامه الداخلية والخارجية. وهو يصف حالته بصدق أمام الله فقلبه مضطرب. وفارقته قوته، فهو في حالة خوف، وفقد استنارته وأصدقاؤه رأوا آلامه ووقفوا بعيداً كمن لا يهمهم أمره. ولم يساندوه في ضيقته ويواسوه، ولم يقفوا معه ضد أعدائه الخارجيين وأما هو فقرَّر أن لا يجيب على شاتميه تاركاً الأمر كله لله، فطالماً أن التأديب من الله، فهو يترك له تدبير كل شئ ورد حقه منهم. وهذه الآية تنطق علي ما فعله المسيح، إذا وقف صامتاً أمام كل من حاكموه ولم يدافع عن نفسه مستعد للآلام وفي هذا المزمور نرى صورة لتخلي الجميع عن الرب يسوع وصورة لما يحدث للخاطئ، والمسيح صار خطية لأجلنا وتحمل كل هذه الآلام كحامل خطية. وهو الذي عظموا عليه اتهاماتهم وهو لم يفتح فاه. وينهي المرنم المزمور بصراخه لله لكي لا يبعد عنه، ويعينه ويخلصه.
الخميس، 13 مارس 2014
آية وقول وحكمة ليوم الخميس الموافق 3/14
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي.} (مز5:37)
قول لقديس..
( يليق بكل من يريد أن يخلص ألا يقف عند الامتناع عن الشر بل يلزمه أن يصنع الخير أيضًا... فالإنسان الذي اعتاد أن يغضب دائمًا لا يكفي أن يكف عن الغضب بل يلزمه أن يتعلم الحلم... هذا هو الحيدان عن الشر وصنع الخير، فكل رذيلة تضادها فضيلة .) الأب دوروثيؤوس
حكمة للحياة ..
+ كُنْتُ فَتىً وَقَدْ شِخْتُ وَلَمْ أَرَ صِدِّيقاً تُخُلِّيَ عَنْهُ وَلاَ ذُرِّيَّةً لَهُ تَلْتَمِسُ خُبْزاً. (مز 37 : 25)
I have been young, and now am old; yet I have not seen the righteous forsaken, Nor his descendents begging bread. Psa 37:25
صلاة..
" يا اله الحكمة والمحبة ورب المعرفة والبر الذى دعانا الى حياة الإيمان والفضيلة والتقوى. نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر ان تهبنا حكمة وعلم ومعرفة لكي لا نسلك فى طريق الأشرار ولا نغير من فاعلى الأثم، علما ان نحيد عن الشر ونصنع الخير، ونتكل على رعايتك الأمينة ونلهج بكلامك لينقى حواسنا وينير بصيرتنا ويقدس حياتنا ويأتى بثماره فينا، علمنا ان نحتمي فيك من ظلم الأشرار ونرفع اليك شكوانا منتظرين عدلك وأمانتك ومجازاتك، واثقين فى عدالتك وبرك فلا تتقلقل خطواتنا ولا ينزع أحد سلامنا أو فرحنا منا، أمين"
من الشعر والادب
"الهج فى كلام الله"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أوعى من الأشرار تغير
ولا تمشي معاهم وتسير
دا الخطية تفلس وتنجس
وتخلى الانسان عريان وفقير
سلم للرب حياتك وهى هتسير
للأفضل ويكون لك نور ودليل
والهج فى كلام الله صبح وليل
بوصاياه اسلك وبدون تدليل
تفرح وفى السماء تلبس اكاليل
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 3/14
الْمَزْمُورُ السَّابِعُ وَالثَّلاَثُونَ
مز 1:37-40
1 لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ وَلاَ تَحْسِدْ عُمَّالَ الإِثْمِ 2فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعاً يُقْطَعُونَ وَمِثْلَ الْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُونَ. 3اتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ. اسْكُنِ الأَرْضَ وَارْعَ الأَمَانَةَ. 4وَتَلَذَّذْ بِالرَّبِّ فَيُعْطِيَكَ سُؤْلَ قَلْبِكَ. 5سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي 6وَيُخْرِجُ مِثْلَ النُّورِ بِرَّكَ وَحَقَّكَ مِثْلَ الظَّهِيرَةِ. 7انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ وَلاَ تَغَرْ مِنَ الَّذِي يَنْجَحُ فِي طَرِيقِهِ مِنَ الرَّجُلِ الْمُجْرِي مَكَايِدَ. 8كُفَّ عَنِ الْغَضَبِ وَاتْرُكِ السَّخَطَ وَلاَ تَغَرْ لِفِعْلِ الشَّرِّ 9لأَنَّ عَامِلِي الشَّرِّ يُقْطَعُونَ وَالَّذِينَ يَنْتَظِرُونَ الرَّبَّ هُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. 10بَعْدَ قَلِيلٍ لاَ يَكُونُ الشِّرِّيرُ. تَطَّلِعُ فِي مَكَانِهِ فَلاَ يَكُونُ. 11أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَرِثُونَ الأَرْضَ وَيَتَلَذَّذُونَ فِي كَثْرَةِ السَّلاَمَةِ. 12الشِّرِّيرُ يَتَفَكَّرُ ضِدَّ الصِّدِّيقِ وَيُحَرِّقُ عَلَيْهِ أَسْنَانَهُ. 13الرَّبُّ يَضْحَكُ بِهِ لأَنَّهُ رَأَى أَنَّ يَوْمَهُ آتٍ! 14الأَشْرَارُ قَدْ سَلُّوا السَّيْفَ وَمَدُّوا قَوْسَهُمْ لِرَمْيِ الْمِسْكِينِ وَالْفَقِيرِ لِقَتْلِ الْمُسْتَقِيمِ طَرِيقُهُمْ. 15سَيْفُهُمْ يَدْخُلُ فِي قَلْبِهِمْ وَقِسِيُّهُمْ تَنْكَسِرُ. 16اَلْقَلِيلُ الَّذِي لِلصِّدِّيقِ خَيْرٌ مِنْ ثَرْوَةِ أَشْرَارٍ كَثِيرِينَ. 17لأَنَّ سَوَاعِدَ الأَشْرَارِ تَنْكَسِرُ وَعَاضِدُ الصِّدِّيقِينَ الرَّبُّ. 18الرَّبُّ عَارِفٌ أَيَّامَ الْكَمَلَةِ وَمِيرَاثُهُمْ إِلَى الأَبَدِ يَكُونُ. 19لاَ يُخْزَوْنَ فِي زَمَنِ السُّوءِ وَفِي أَيَّامِ الْجُوعِ يَشْبَعُونَ. 20لأَنَّ الأَشْرَارَ يَهْلِكُونَ وَأَعْدَاءُ الرَّبِّ كَبَهَاءِ الْمَرَاعِي. فَنُوا. كَالدُّخَانِ فَنُوا. 21الشِّرِّيرُ يَسْتَقْرِضُ وَلاَ يَفِي أَمَّا الصِّدِّيقُ فَيَتَرَأَّفُ وَيُعْطِي. 22لأَنَّ الْمُبَارَكِينَ مِنْهُ يَرِثُونَ الأَرْضَ وَالْمَلْعُونِينَ مِنْهُ يُقْطَعُونَ. 23مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ تَتَثَبَّتُ خَطَوَاتُ الإِنْسَانِ وَفِي طَرِيقِهِ يُسَرُّ. 24إِذَا سَقَطَ لاَ يَنْطَرِحُ لأَنَّ الرَّبَّ مُسْنِدٌ يَدَهُ. 25أَيْضاً كُنْتُ فَتىً وَقَدْ شِخْتُ وَلَمْ أَرَ صِدِّيقاً تُخُلِّيَ عَنْهُ وَلاَ ذُرِّيَّةً لَهُ تَلْتَمِسُ خُبْزاً. 26الْيَوْمَ كُلَّهُ يَتَرَأَّفُ وَيُقْرِضُ وَنَسْلُهُ لِلْبَرَكَةِ. 27حِدْ عَنِ الشَّرِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ وَاسْكُنْ إِلَى الأَبَدِ. 28لأَنَّ الرَّبَّ يُحِبُّ الْحَقَّ وَلاَ يَتَخَلَّى عَنْ أَتْقِيَائِهِ. إِلَى الأَبَدِ يُحْفَظُونَ. أَمَّا نَسْلُ الأَشْرَارِ فَيَنْقَطِعُ. 29الصِّدِّيقُونَ يَرِثُونَ الأَرْضَ وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى الأَبَدِ. 30فَمُ الصِّدِّيقِ يَلْهَجُ بِالْحِكْمَةِ وَلِسَانُهُ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ. 31شَرِيعَةُ إِلَهِهِ فِي قَلْبِهِ. لاَ تَتَقَلْقَلُ خَطَوَاتُهُ. 32الشِّرِّيرُ يُرَاقِبُ الصِّدِّيقَ مُحَاوِلاً أَنْ يُمِيتَهُ. 33الرَّبُّ لاَ يَتْرُكُهُ فِي يَدِهِ وَلاَ يَحْكُمُ عَلَيْهِ عِنْدَ مُحَاكَمَتِهِ. 34انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاحْفَظْ طَرِيقَهُ فَيَرْفَعَكَ لِتَرِثَ الأَرْضَ. إِلَى انْقِرَاضِ الأَشْرَارِ تَنْظُرُ. 35قَدْ رَأَيْتُ الشِّرِّيرَ عَاتِياً وَارِفاً مِثْلَ شَجَرَةٍ شَارِقَةٍ نَاضِرَةٍ. 36عَبَرَ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ بِمَوْجُودٍ وَالْتَمَسْتُهُ فَلَمْ يُوجَدْ. 37لاَحِظِ الْكَامِلَ وَانْظُرِ الْمُسْتَقِيمَ فَإِنَّ الْعَقِبَ لإِنْسَانِ السَّلاَمَةِ. 38أَمَّا الأَشْرَارُ فَيُبَادُونَ جَمِيعاً. عَقِبُ الأَشْرَارِ يَنْقَطِعُ. 39أَمَّا خَلاَصُ الصِّدِّيقِينَ فَمِنْ قِبَلِ الرَّبِّ حِصْنِهُمْ فِي زَمَانِ الضِّيقِ. 40وَيُعِينُهُمُ الرَّبُّ وَيُنَجِّيهِمْ. يُنْقِذُهُمْ مِنَ الأَشْرَارِ وَيُخَلِّصُهُمْ لأَنَّهُمُ احْتَمُوا بِهِ.
تأمل..
+ الودعاء يرثون أمجاد السماء.. وضع داود النبى هذا المزمور في شيخوخته، بعد سنوات طويلة من الخبرة، والتأمل في حياته وعلاقاته لاسيما فى قيام الاشرار عليه من شاول الملك ونابال وأبشالوم وأخيتوفل وغيرهم. ولقد أجاب على سؤال يواجه المؤمنين فى حياتهم وهو لماذا ينجح الأشرار ويتألم الأبرار؟. ففي بصيرة منفتحة على أمجاد الأبدية المعدة للمتألمين ظلمًا، لا يفكر البار في حسد الأشرار، ولا يتحطم بسبب ما يواجهه من آلام ومتاعب بل يحيا المؤمن فى سلام عندما يدرك محبة الله ووعوده للأتقياء وأمجاد السماء المعدة للأبرار فهو مزمور تعليمي تهذيبي؛ يقدم وصايا للمؤمنين تؤيدها الاختبارات الحياتية، فمهما نجح الأشرار فنجاحهم وقتي، أما الأبرار فينالوا السلام الداخلى وتعزية الروح القدس مع الخير من الله. فداود يدعو كل أحد أن لا يتساءل لماذا تنجح طريق الأشرار ويغار لأن نجاحهم وقتي فهم كالعشب يشغلون سطح الأرض بلا قيمة وبلا جذور عميقة تسندهم، وعند ظهور الشمس الحارقة في صيف الدينونة الأبدية يذبلون ويحرقون.أما المؤمنين فلهم جذورهم التي تشرب من مياه الروح القدس العميقة وحياتهم مستترة مع المسيح في الله (كو3:3) ومتى يأتي المسيح في مجده سيظهروا معه في المجده. وما على المؤمن إلا أن يتكل على الرب ويسلك بأمانة فى فرح بمحبة الله الذى يعطيهم سؤل قلوبهم وفي ثقة يسلِّموا للرب تدبير كل أمورهم حسب مشورته الصالحة. وهو يخرج مثل النور برهم فاشراق حياة المؤمنين الأبرار سيكون واضحاً كالنور حتى لو حاول الاشرار تشويه سمعتهم إلى حين.
+ مقارنة بين الأبرار والأشرار.. إبليس ومن يتبعه من الأشرار يظنون أنهم أقوياء، قادرين على إلحاق الأذى بشعب الله وبمؤمنيه لكن نرى الرب يستهزئ بالاشرار وأفكارهم لانه يرى يوم دينونتهم والشر الذي يعدوه ضد الودعاء يرتد ويدخل في قلوبهم. وحتى لو أمتد سيف الأشرار للمؤمنين فانه لا يمتد سوى لأجسادهم ولا ينال من أرواحهم شئ والآلام يتحول لخير القديسين فكل الأمور تعمل معاً للخير للذين يحبون الله. والله يستخدم هذه الآلام لتكميل القديسين ليكون لهم نصيب في المجد السماوى. الأشرار ليسوا أحراراً في أن يضروا أولاد الله. كما قال الرب: { لم يكن لك سلطان البتة إن لم تكن قد أعطيت من فوق} (يو11:19). ولا يخزى من يثق في الله بل أولاد الله يفتخرون في الضيقات (رو3:5،4). والشرير كلما صار في بهاء يقترب موعد دينونته، وهم كالدخان كلما ارتفع إلى فوق كبر حجمه ولكنه عندها ينتشر ويتلاشى رويداً رويداً. أما البار فيثبت الرب طريقه.
+ نهاية الأشرار والأبرار.. عبثًا يسعى الأشرار إلى مجد هذا العالم، لأنهم سيهلكون مع مجدهم. حقًا يبدو أنهم ناجحين الى حين في هذا العالم ومتشامخون، لقد رأى نبوخذنصَّر المتكبر نفسه شجرة في وسط الأرض كبرت وقويت وبلغ علوها إلى السماء ومنظرها إلى أقصى كل الأرض، أوراقها جميلة وثمرها كثير وفيها طعام للجميع وتحتها استظل حيوان البر وفي أغصانها سكنت طيور السماء وطعم منها كل بشر، حتى أصدر القدوس أمره وصار نبوخذنصَّر الملك العظيم كالحيوان مرذولاً ومطرودًا حتى تأدّب. ويرى المرتل في الأشرار أنهم يعبرون فلا يوجدون، وكأنهم أشبه بممثلين قاموا بدورهم على خشبة المسرح ثم نزلوا عنها فاختفى اسمهم وغناهم ومجدهم وسلطانهم. لكن نجد أن الله فى محبته ورعايته لا يتخلى عن أولاده أبداً. وداود يقول عن خبرة رآها في حياته. فالبار في رحمته يمتد تأثيره على نسله أيضاً فيكون له بركة وميراث أبدي فى السماء ففى حياته يلهج بالحكمة ويحفظ وصايا الله. وفى التزام الأبرار بالوداعة والسلوك باستقامة ينالوا الخلاص والنصرة من قبل الرب الذي يتكلون عليه.
الثلاثاء، 11 مارس 2014
آية وقول وحكمة ليوم الاربعاء الموافق 3/12
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ لأَنَّ عِنْدَكَ يَنْبُوعَ الْحَيَاةِ. بِنُورِكَ نَرَى نُوراً. أَدِمْ رَحْمَتَكَ لِلَّذِينَ يَعْرِفُونَكَ وَعَدْلَكَ لِلْمُسْتَقِيمِي الْقَلْبِ.} (مز9:36-10)
قول لقديس..
( بنورك نعاين النور. أي باستنارة الروح القدس "النور الحقيقي الذي يضيء لكل إنسان آت إلي العالم". يظهر مجد الابن الوحيد، ويهب معرفة الله للعابدين الحقيقيين) القديس باسيليوس الكبير
حكمة للحياة ..
+ استجب لي يا رب لان رحمتك صالحة ككثرة مراحمك التفت الي (مز 69 : 16)
Hear me, O LORD, for Your lovingkindness is good; Turn to me according to the multitude of Your tender mercies. Psa 69:16
صلاة..
" مثل عظيم راحمتك يا خالقى أرحمنى، ومثل كثرة رأفتك أدم أحساناتك علينا. أغسلني من أثمى ومن خطيتى طهرنى، خطايا صباي وجهلى يارب لا تذكرها ولا تتأمل أثامي ياسيدى أغفرها. فانك قبلت اليك العشار، والخاطئة غفرت لها، رحمتك أفضل من الحياة وبنورك يارب نعاين النور. فاعطنا يارب البصيرة والحكمة والتمييز لنعبدك باستقامة القلب ونخافك كل الأيام ونتبعك بنفس راغبة ونحبك من كل القلب والنفس والفكر. أرحم يارب شعبك وخلص ميراثك وتأني وأنظر الى العالم بعين الرحمة وأهدنا الى ملكوتك، ليتبارك أسمك القدوس الأن وكل أوان والى الأبد، أمين"
من الشعر والادب
"مراحم الله "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
مراحم الله علينا كثيرة،
بكل كبيرة وصغيرة
فى نبات ينمو ويتفتح،
وللحيوان فى حظيرة،
فى مطر يتحول لانهار
تروى صالحين واشرار
وفى نفس عابده باسهار
فى قبوله توبة الخاطئ
وفى سعة صدره أمرار
فى ولاده كل طفل جديد
مراحمه متجدده وبتذيد
قراءة مختارة ليوم
الاربعاء الموافق 3/12
الْمَزْمُورُ السَّادِسُ وَالثَّلاَثُونَ
مز 1:36-12
1 نَأْمَةُ مَعْصِيَةِ الشِّرِّيرِ فِي دَاخِلِ قَلْبِى أَنْ لَيْسَ خَوْفُ اللهِ أَمَامَ عَيْنَيْهِ. 2لأَنَّهُ مَلَّقَ نَفْسَهُ لِنَفْسِهِ مِنْ جِهَةِ وِجْدَانِ إِثْمِهِ وَبُغْضِهِ. 3كَلاَمُ فَمِهِ إِثْمٌ وَغِشٌّ. كَفَّ عَنِ التَّعَقُّلِ عَنْ عَمَلِ الْخَيْرِ. 4يَتَفَكَّرُ بِالإِثْمِ عَلَى مَضْجَعِهِ. يَقِفُ فِي طَرِيقٍ غَيْرِ صَالِحٍ. لاَ يَرْفُضُ الشَّرَّ. 5يَا رَبُّ فِي السَّمَاوَاتِ رَحْمَتُكَ. أَمَانَتُكَ إِلَى الْغَمَامِ. 6عَدْلُكَ مِثْلُ جِبَالِ اللهِ وَأَحْكَامُكَ لُجَّةٌ عَظِيمَةٌ. النَّاسَ وَالْبَهَائِمَ تُخَلِّصُ يَا رَبُّ. 7مَا أَكْرَمَ رَحْمَتَكَ يَا اللهُ فَبَنُو الْبَشَرِ فِي ظِلِّ جَنَاحَيْكَ يَحْتَمُونَ. 8يَرْوُونَ مِنْ دَسَمِ بَيْتِكَ وَمِنْ نَهْرِ نِعَمِكَ تَسْقِيهِمْ. 9لأَنَّ عِنْدَكَ يَنْبُوعَ الْحَيَاةِ. بِنُورِكَ نَرَى نُوراً. 10أَدِمْ رَحْمَتَكَ لِلَّذِينَ يَعْرِفُونَكَ وَعَدْلَكَ لِلْمُسْتَقِيمِي الْقَلْبِ. 11لاَ تَأْتِنِي رِجْلُ الْكِبْرِيَاءِ وَيَدُ الأَشْرَارِ لاَ تُزَحْزِحْنِي.12هُنَاكَ سَقَطَ فَاعِلُو الإِثْمِ. دُحِرُوا فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا الْقِيَامَ.
تأمل..
+ صلاح الله وشر الإنسان.. فى هذا المزمور نرى صلاح وأمانة الله وكماله مقابل فساد الإنسان لاسيما فى تغرّبه وبعده عن الله. فيتأمل المرنم داخل قلبه فى سبب معصية الشرير فيرى أنه ليس خوف الله أمام عيونهم لذلك يقول الحكيم مخافة الرب رأس المعرفة (أم7:1). الاشرار يخدعون ذواتهم بحجة الجهل وعدم المعرفة ولكن من يخاف الرب لا يقل مثل هذا الكلام بل يعترف بخطيته طالباً الأستنارة والرحمة من الله. من يخدع نفسه يُدمِّرها وحتى أن حاول الشيطان بمكره أن يسقطنا فى الشر او يخدعنا فهو لا يستطيع أن لم نطيعه ونسير وراء شره. إن المخادع لنفسه بكلام فمه الغاش وبكفه عن التعقل وعن عمل الخير، يخسر نفسه ويهلكها ويخسر الله والناس أيضاً .
+ رحمته الله وعدله.. من مراحم الله انه يشرق شمسه على الأبرار والأشرار وهو يعطي بركات سماوية لأولاده وخائفيه ورحمته تنزل علينا كما ينزل المطر من السحاب، والسحاب يشير لمراحم الله الواسعة وشفاعة القديسين والي الشبع من كلمات الكتاب المقدس ومهما كانت متاعبنا فمراحم الله أعلى وأعظم، وهو يهب رجاء لأولاده، وتدابير الله ترفعنا من عمق الخطية وتهبنا بر المسيح. وتدابيره راسخة عالية كالجبال وعميقة جداً لا يمكن أن نفهم أعماقها كما أنه لا يمكننا النزول لاكتشاف أعماق البحار. مراحم الله تصل لكل البشر بل حتى إلى الخليقة الحيوانية غير العاقلة. بمحبة الله وعدله يحمي أولاده، ويشبعهم من خيراته، يملأهم فرحاً وبهجة فلا يحتاجون شئ، يجدون في مخلصهم سر فرحهم الحقيقي، يملأهم من روحه القدوس ينبوع الحيوة فتكون لهم ثمار الروح ويعطيهم الروح استنارة ومعرفة روحية. وكل نفس تذوقت عطايا الله، تصلي ليديم الله لها هذه المراحم فلا تفقد سلامها. ويبعد عنها الكبرياء والأشرار حتى لا تغوى النفس وراء شرورهم.
الاثنين، 10 مارس 2014
آية وقول وحكمة ليوم الثلاثاء الموافق 3/11
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ جَمِيعُ عِظَامِي تَقُولُ: «يَا رَبُّ مَنْ مِثْلُكَ الْمُنْقِذُ الْمِسْكِينَ مِمَّنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ وَالْفَقِيرَ وَالْبَائِسَ مِنْ سَالِبِهِ؟».} (مز10:35)
قول لقديس..
( ليس هناك أقوى من الذي يتمتع بالعون السماوي، كما أنه ليس شئ أضعف من الذي يُحرم منه.) القديس يوحنا الذهبي الفم
حكمة للحياة ..
+ ادعني في يوم الضيق انقذك فتمجدني (مز 50 : 15)
Call upon Me in the day of trouble; I will deliver you, And you shall glorify Me. Psa 50:15
صلاة..
" أيها الرب الهنا، الذى دعانا بنعمته لنكون أبناء وأحباء وورثة للملكوت السماوى، نشكرك لأبوتك ومحبتك فأنت معنا وستبقى لنا السند والقوة، القائد والمخلص والمنقذ، وأذ تعلم يقظة أعدائى وضعف طبيعتى يا خالقى ، فاسترنى باجنحه صلاحك وأنتصر بنا وفينا على حيل إبليس وجنوده، ولا تدع موت الخطية يقوى علينا ولا علي كل شعبك. قوى إيمان الضعفاء وبدد شكوكنا ومخاوفنا وأعطنا سلامك الكامل وعلمنا كيف نحارب وننتصر ونقاوم راسخين فى الإيمان ونسير وراء قائد نصرتنا مسبحين كل حين، أمين"
من الشعر والادب
"لك روحي يارب"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
حفروا لي حفره وأخفوها
مصيدة خداع عليا نصبوها
نفسى بالشر حبوا يجازوها
أيد بخير تمتد، بالشر يعاقبوها
أنقذ نفسى من أشرار يقاتلوها
فلك روحي يارب وأنت أبوها
واللي زرعوا شرور يحصدوها
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 3/11
الْمَزْمُورُ الْخَامِسُ وَالثَّلاَثُونَ
مز 1:35-28
1 خَاصِمْ يَا رَبُّ مُخَاصِمِيَّ. قَاتِلْ مُقَاتِلِيَّ. 2أَمْسِكْ مِجَنّاً وَتُرْساً وَانْهَضْ إِلَى مَعُونَتِي 3وَأَشْرِعْ رُمْحاً وَصُدَّ تِلْقَاءَ مُطَارِدِيَّ. قُلْ لِنَفْسِي: «خَلاَصُكِ أَنَا». 4لِيَخْزَ وَلْيَخْجَلِ الَّذِينَ يَطْلُبُونَ نَفْسِي. لِيَرْتَدَّ إِلَى الْوَرَاءِ وَيَخْجَلِ الْمُتَفَكِّرُونَ بِإِسَاءَتِي. 5لِيَكُونُوا مِثْلَ الْعُصَافَةِ قُدَّامَ الرِّيحِ وَمَلاَكُ الرَّبِّ دَاحِرُهُمْ. 6لِيَكُنْ طَرِيقُهُمْ ظَلاَماً وَزَلَقاً وَمَلاَكُ الرَّبِّ طَارِدُهُمْ. 7لأَنَّهُمْ بِلاَ سَبَبٍ أَخْفُوا لِي هُوَّةَ شَبَكَتِهِمْ. بِلاَ سَبَبٍ حَفَرُوا لِنَفْسِي. 8لِتَأْتِهِ التَّهْلُكَةُ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ وَلْتَنْشَبْ بِهِ الشَّبَكَةُ الَّتِي أَخْفَاهَا وَفِي التَّهْلُكَةِ نَفْسِهَا لِيَقَعْ. 9أَمَّا نَفْسِي فَتَفْرَحُ بِالرَّبِّ وَتَبْتَهِجُ بِخَلاَصِهِ. 10جَمِيعُ عِظَامِي تَقُولُ: «يَا رَبُّ مَنْ مِثْلُكَ الْمُنْقِذُ الْمِسْكِينَ مِمَّنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ وَالْفَقِيرَ وَالْبَائِسَ مِنْ سَالِبِهِ؟». 11 شُهُودُ زُورٍ يَقُومُونَ وَعَمَّا لَمْ أَعْلَمْ يَسْأَلُونَنِي. 12يُجَازُونَنِي عَنِ الْخَيْرِ شَرّاً ثَكَلاً لِنَفْسِي. 13أَمَّا أَنَا فَفِي مَرَضِهِمْ كَانَ لِبَاسِي مِسْحاً. أَذْلَلْتُ بِالصَّوْمِ نَفْسِي. وَصَلاَتِي إِلَى حِضْنِي تَرْجِعُ. 14كَأَنَّهُ قَرِيبٌ كَأَنَّهُ أَخِي كُنْتُ أَتَمَشَّى. كَمَنْ يَنُوحُ عَلَى أُمِّهِ انْحَنَيْتُ حَزِيناً. 15وَلَكِنَّهُمْ فِي ظَلْعِي فَرِحُوا وَاجْتَمَعُوا. اجْتَمَعُوا عَلَيَّ شَاتِمِينَ وَلَمْ أَعْلَمْ. مَزَّقُوا وَلَمْ يَكُفُّوا. 16بَيْنَ الْفُجَّارِ الْمُجَّانِ لأَجْلِ كَعْكَةٍ حَرَّقُوا عَلَيَّ أَسْنَانَهُمْ. 17يَا رَبُّ إِلَى مَتَى تَنْظُرُ؟ اسْتَرِدَّ نَفْسِي مِنْ تَهْلُكَاتِهِمْ وَحِيدَتِي مِنَ الأَشْبَالِ. 18أَحْمَدُكَ فِي الْجَمَاعَةِ الْكَثِيرَةِ. فِي شَعْبٍ عَظِيمٍ أُسَبِّحُكَ. 19لاَ يَشْمَتْ بِي الَّذِينَ هُمْ أَعْدَائِي بَاطِلاً وَلاَ يَتَغَامَزْ بِالْعَيْنِ الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي بِلاَ سَبَبٍ. 20لأَنَّهُمْ لاَ يَتَكَلَّمُونَ بِالسَّلاَمِ وَعَلَى الْهَادِئِينَ فِي الأَرْضِ يَتَفَكَّرُونَ بِكَلاَمِ مَكْرٍ. 21فَغَرُوا عَلَيَّ أَفْوَاهَهُمْ. قَالُوا: «هَهْ هَهْ! قَدْ رَأَتْ أَعْيُنُنَا». 22قَدْ رَأَيْتَ يَا رَبُّ. لاَ تَسْكُتْ يَا سَيِّدُ. لاَ تَبْتَعِدْ عَنِّي. 23اسْتَيْقِظْ وَانْتَبِهْ إِلَى حُكْمِي يَا إِلَهِي وَسَيِّدِي إِلَى دَعْوَايَ. 24اقْضِ لِي حَسَبَ عَدْلِكَ يَا رَبُّ إِلَهِي فَلاَ يَشْمَتُوا بِي. 25لاَ يَقُولُوا فِي قُلُوبِهِمْ: «هَهْ! شَهْوَتُنَا». لاَ يَقُولُوا: «قَدِ ابْتَلَعْنَاهُ!» 26لِيَخْزَ وَلْيَخْجَلْ مَعاً الْفَرِحُونَ بِمُصِيبَتِي. لِيَلْبِسِ الْخِزْيَ وَالْخَجَلَ الْمُتَعَظِّمُونَ عَلَيَّ. 27لِيَهْتِفْ وَيَفْرَحِ الْمُبْتَغُونَ حَقِّي وَلْيَقُولُوا دَائِماً: «لِيَتَعَظَّمِ الرَّبُّ الْمَسْرُورُ بِسَلاَمَةِ عَبْدِهِ». 28وَلِسَانِي يَلْهَجُ بِعَدْلِكَ. الْيَوْمَ كُلَّهُ بِحَمْدِكَ.
تأمل..
+ صلاة لطلب العون والنصرة .. يتعرض المؤمن لحروب ومتاعب وتجارب كثيرة لكن ينبغى ان نثق ان الخلاص والعون آت من الله فنحيا على رجاء وثقة فى الله وهنا يتضرع داود النبي إلى الله الديان العادل ضد أعدائه الذين أبغضوه وأصروا على اضطهاده . فالمزمور توسل إلى الله العادل لتحقيق قضائه ضد الاعداء ومضطهدي شعبه. هذه الصرخات لا تعني أن داود النبي قد حمل كراهية شخصية ضد مقاوميه، وإنما كما سبق فقلنا إنها تمثل نبّوة عما يتم لمن يصر على مقاومة الله دون توبة؛ كما تمثل صرخة ضد إنسان الخطية، "ضد المسيح"، المقاوم لكنيسة الله بوحشية وعنف في أيام الضيقة العظيمة. تمثل أيضًا صرخات دماء الشهداء وصرخات الأبرار الذين رحلوا من العالم (رؤ 6: 10). وداود النبى يرمز للمسيح البار المتألِّم بلا خطية الذي هاج عليه حاسديه. ولذلك اقتبس السيد المسيح (آية19) أبغضوني بلا سبب وطبقها على نفسه (يو25:15). وكما تألم المسيح من اضطهاد الأعداء له، تتألم كنيسته فنحن في حرب روحية والله يعطي أولاده أسلحة روحية ضد إبليس وحروبه ويهزم لنا وبنا. ولذلك نحن نرفع شكوانا لله الذي يعطينا الغلبة وملاك الرب يهزم أعدائنا وحين ترى النفس عمل المخلص تصرخ من كيان الإنسان الداخلي يا رب من مثلك.
+ وصف الآلام والمتاعب.. الأعداء يقيموا شهود ظلم ضد المرنم وضد المسيح ومؤمنيه ليشهدوا بأشياء خاطئة لم يرتكبها. فهم قالوا عن المسيح أنه ببعلزبول يخرج الشياطين. وهم ردوا على حبه بالكراهية فهو كان يصلي لأجلهم ويصوم ويذلل نفسه في مرضهم ليشفيهم الله، وأما هم في آلامه فرحوا. وهذا ما حدث مع المسيح الذي كان يجول يصنع خيراً وقالوا أصلبه. وعن داود الذي بكي عندما سمع خبر موت شاول وإبشالوم. وكان يصلي لهم بالخير ليشفوا ولكنهم بسبب شرورهم لم يستفيدوا منها، وعادت صلاته إلى حضنه أي أنه هو تمتع ببركة صلاته عن الآخرين، وطلب الخير لهم.
+ تدخل وخلاص الله .. نرى هنا تدخل الله وصلاة المرنم ليرى خلاص الرب ويسبحه في بيت المقدس. ولسان الحال للأشرار يقول قد رأينا معجزات كثيرة للمسيح فلنرى الآن معجزة؟. كيف ينقذ نفسه من على الصليب أو ينقذ كنيسته من ضيقة شديدة دبرناها لها؟. وقد يصمت الله تاركاً كنيسته لبعض، والأشرار إذ يجدونها متألمة يتصورون أن الله تركها. والمرنم يقول استيقظ وانتبه إلى حكمي أي لا تتركني طويلاً في هذه التجربة التي سمحت بها حتى لا يشمتوا بي ونطلب إلي الله أن يعلن قيامته في حياتنا فنقوم ولا نبقى في قبر الشهوات والخطايا بل نحيا مع المسيح الغالب الشيطان وقواته والموت ونسبح عمل نعمته معنا ونقوم معه فى اليوم الأخير.
آية للتأمل
{ جَمِيعُ عِظَامِي تَقُولُ: «يَا رَبُّ مَنْ مِثْلُكَ الْمُنْقِذُ الْمِسْكِينَ مِمَّنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ وَالْفَقِيرَ وَالْبَائِسَ مِنْ سَالِبِهِ؟».} (مز10:35)
قول لقديس..
( ليس هناك أقوى من الذي يتمتع بالعون السماوي، كما أنه ليس شئ أضعف من الذي يُحرم منه.) القديس يوحنا الذهبي الفم
حكمة للحياة ..
+ ادعني في يوم الضيق انقذك فتمجدني (مز 50 : 15)
Call upon Me in the day of trouble; I will deliver you, And you shall glorify Me. Psa 50:15
صلاة..
" أيها الرب الهنا، الذى دعانا بنعمته لنكون أبناء وأحباء وورثة للملكوت السماوى، نشكرك لأبوتك ومحبتك فأنت معنا وستبقى لنا السند والقوة، القائد والمخلص والمنقذ، وأذ تعلم يقظة أعدائى وضعف طبيعتى يا خالقى ، فاسترنى باجنحه صلاحك وأنتصر بنا وفينا على حيل إبليس وجنوده، ولا تدع موت الخطية يقوى علينا ولا علي كل شعبك. قوى إيمان الضعفاء وبدد شكوكنا ومخاوفنا وأعطنا سلامك الكامل وعلمنا كيف نحارب وننتصر ونقاوم راسخين فى الإيمان ونسير وراء قائد نصرتنا مسبحين كل حين، أمين"
من الشعر والادب
"لك روحي يارب"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
حفروا لي حفره وأخفوها
مصيدة خداع عليا نصبوها
نفسى بالشر حبوا يجازوها
أيد بخير تمتد، بالشر يعاقبوها
أنقذ نفسى من أشرار يقاتلوها
فلك روحي يارب وأنت أبوها
واللي زرعوا شرور يحصدوها
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 3/11
الْمَزْمُورُ الْخَامِسُ وَالثَّلاَثُونَ
مز 1:35-28
1 خَاصِمْ يَا رَبُّ مُخَاصِمِيَّ. قَاتِلْ مُقَاتِلِيَّ. 2أَمْسِكْ مِجَنّاً وَتُرْساً وَانْهَضْ إِلَى مَعُونَتِي 3وَأَشْرِعْ رُمْحاً وَصُدَّ تِلْقَاءَ مُطَارِدِيَّ. قُلْ لِنَفْسِي: «خَلاَصُكِ أَنَا». 4لِيَخْزَ وَلْيَخْجَلِ الَّذِينَ يَطْلُبُونَ نَفْسِي. لِيَرْتَدَّ إِلَى الْوَرَاءِ وَيَخْجَلِ الْمُتَفَكِّرُونَ بِإِسَاءَتِي. 5لِيَكُونُوا مِثْلَ الْعُصَافَةِ قُدَّامَ الرِّيحِ وَمَلاَكُ الرَّبِّ دَاحِرُهُمْ. 6لِيَكُنْ طَرِيقُهُمْ ظَلاَماً وَزَلَقاً وَمَلاَكُ الرَّبِّ طَارِدُهُمْ. 7لأَنَّهُمْ بِلاَ سَبَبٍ أَخْفُوا لِي هُوَّةَ شَبَكَتِهِمْ. بِلاَ سَبَبٍ حَفَرُوا لِنَفْسِي. 8لِتَأْتِهِ التَّهْلُكَةُ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ وَلْتَنْشَبْ بِهِ الشَّبَكَةُ الَّتِي أَخْفَاهَا وَفِي التَّهْلُكَةِ نَفْسِهَا لِيَقَعْ. 9أَمَّا نَفْسِي فَتَفْرَحُ بِالرَّبِّ وَتَبْتَهِجُ بِخَلاَصِهِ. 10جَمِيعُ عِظَامِي تَقُولُ: «يَا رَبُّ مَنْ مِثْلُكَ الْمُنْقِذُ الْمِسْكِينَ مِمَّنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ وَالْفَقِيرَ وَالْبَائِسَ مِنْ سَالِبِهِ؟». 11 شُهُودُ زُورٍ يَقُومُونَ وَعَمَّا لَمْ أَعْلَمْ يَسْأَلُونَنِي. 12يُجَازُونَنِي عَنِ الْخَيْرِ شَرّاً ثَكَلاً لِنَفْسِي. 13أَمَّا أَنَا فَفِي مَرَضِهِمْ كَانَ لِبَاسِي مِسْحاً. أَذْلَلْتُ بِالصَّوْمِ نَفْسِي. وَصَلاَتِي إِلَى حِضْنِي تَرْجِعُ. 14كَأَنَّهُ قَرِيبٌ كَأَنَّهُ أَخِي كُنْتُ أَتَمَشَّى. كَمَنْ يَنُوحُ عَلَى أُمِّهِ انْحَنَيْتُ حَزِيناً. 15وَلَكِنَّهُمْ فِي ظَلْعِي فَرِحُوا وَاجْتَمَعُوا. اجْتَمَعُوا عَلَيَّ شَاتِمِينَ وَلَمْ أَعْلَمْ. مَزَّقُوا وَلَمْ يَكُفُّوا. 16بَيْنَ الْفُجَّارِ الْمُجَّانِ لأَجْلِ كَعْكَةٍ حَرَّقُوا عَلَيَّ أَسْنَانَهُمْ. 17يَا رَبُّ إِلَى مَتَى تَنْظُرُ؟ اسْتَرِدَّ نَفْسِي مِنْ تَهْلُكَاتِهِمْ وَحِيدَتِي مِنَ الأَشْبَالِ. 18أَحْمَدُكَ فِي الْجَمَاعَةِ الْكَثِيرَةِ. فِي شَعْبٍ عَظِيمٍ أُسَبِّحُكَ. 19لاَ يَشْمَتْ بِي الَّذِينَ هُمْ أَعْدَائِي بَاطِلاً وَلاَ يَتَغَامَزْ بِالْعَيْنِ الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي بِلاَ سَبَبٍ. 20لأَنَّهُمْ لاَ يَتَكَلَّمُونَ بِالسَّلاَمِ وَعَلَى الْهَادِئِينَ فِي الأَرْضِ يَتَفَكَّرُونَ بِكَلاَمِ مَكْرٍ. 21فَغَرُوا عَلَيَّ أَفْوَاهَهُمْ. قَالُوا: «هَهْ هَهْ! قَدْ رَأَتْ أَعْيُنُنَا». 22قَدْ رَأَيْتَ يَا رَبُّ. لاَ تَسْكُتْ يَا سَيِّدُ. لاَ تَبْتَعِدْ عَنِّي. 23اسْتَيْقِظْ وَانْتَبِهْ إِلَى حُكْمِي يَا إِلَهِي وَسَيِّدِي إِلَى دَعْوَايَ. 24اقْضِ لِي حَسَبَ عَدْلِكَ يَا رَبُّ إِلَهِي فَلاَ يَشْمَتُوا بِي. 25لاَ يَقُولُوا فِي قُلُوبِهِمْ: «هَهْ! شَهْوَتُنَا». لاَ يَقُولُوا: «قَدِ ابْتَلَعْنَاهُ!» 26لِيَخْزَ وَلْيَخْجَلْ مَعاً الْفَرِحُونَ بِمُصِيبَتِي. لِيَلْبِسِ الْخِزْيَ وَالْخَجَلَ الْمُتَعَظِّمُونَ عَلَيَّ. 27لِيَهْتِفْ وَيَفْرَحِ الْمُبْتَغُونَ حَقِّي وَلْيَقُولُوا دَائِماً: «لِيَتَعَظَّمِ الرَّبُّ الْمَسْرُورُ بِسَلاَمَةِ عَبْدِهِ». 28وَلِسَانِي يَلْهَجُ بِعَدْلِكَ. الْيَوْمَ كُلَّهُ بِحَمْدِكَ.
تأمل..
+ صلاة لطلب العون والنصرة .. يتعرض المؤمن لحروب ومتاعب وتجارب كثيرة لكن ينبغى ان نثق ان الخلاص والعون آت من الله فنحيا على رجاء وثقة فى الله وهنا يتضرع داود النبي إلى الله الديان العادل ضد أعدائه الذين أبغضوه وأصروا على اضطهاده . فالمزمور توسل إلى الله العادل لتحقيق قضائه ضد الاعداء ومضطهدي شعبه. هذه الصرخات لا تعني أن داود النبي قد حمل كراهية شخصية ضد مقاوميه، وإنما كما سبق فقلنا إنها تمثل نبّوة عما يتم لمن يصر على مقاومة الله دون توبة؛ كما تمثل صرخة ضد إنسان الخطية، "ضد المسيح"، المقاوم لكنيسة الله بوحشية وعنف في أيام الضيقة العظيمة. تمثل أيضًا صرخات دماء الشهداء وصرخات الأبرار الذين رحلوا من العالم (رؤ 6: 10). وداود النبى يرمز للمسيح البار المتألِّم بلا خطية الذي هاج عليه حاسديه. ولذلك اقتبس السيد المسيح (آية19) أبغضوني بلا سبب وطبقها على نفسه (يو25:15). وكما تألم المسيح من اضطهاد الأعداء له، تتألم كنيسته فنحن في حرب روحية والله يعطي أولاده أسلحة روحية ضد إبليس وحروبه ويهزم لنا وبنا. ولذلك نحن نرفع شكوانا لله الذي يعطينا الغلبة وملاك الرب يهزم أعدائنا وحين ترى النفس عمل المخلص تصرخ من كيان الإنسان الداخلي يا رب من مثلك.
+ وصف الآلام والمتاعب.. الأعداء يقيموا شهود ظلم ضد المرنم وضد المسيح ومؤمنيه ليشهدوا بأشياء خاطئة لم يرتكبها. فهم قالوا عن المسيح أنه ببعلزبول يخرج الشياطين. وهم ردوا على حبه بالكراهية فهو كان يصلي لأجلهم ويصوم ويذلل نفسه في مرضهم ليشفيهم الله، وأما هم في آلامه فرحوا. وهذا ما حدث مع المسيح الذي كان يجول يصنع خيراً وقالوا أصلبه. وعن داود الذي بكي عندما سمع خبر موت شاول وإبشالوم. وكان يصلي لهم بالخير ليشفوا ولكنهم بسبب شرورهم لم يستفيدوا منها، وعادت صلاته إلى حضنه أي أنه هو تمتع ببركة صلاته عن الآخرين، وطلب الخير لهم.
+ تدخل وخلاص الله .. نرى هنا تدخل الله وصلاة المرنم ليرى خلاص الرب ويسبحه في بيت المقدس. ولسان الحال للأشرار يقول قد رأينا معجزات كثيرة للمسيح فلنرى الآن معجزة؟. كيف ينقذ نفسه من على الصليب أو ينقذ كنيسته من ضيقة شديدة دبرناها لها؟. وقد يصمت الله تاركاً كنيسته لبعض، والأشرار إذ يجدونها متألمة يتصورون أن الله تركها. والمرنم يقول استيقظ وانتبه إلى حكمي أي لا تتركني طويلاً في هذه التجربة التي سمحت بها حتى لا يشمتوا بي ونطلب إلي الله أن يعلن قيامته في حياتنا فنقوم ولا نبقى في قبر الشهوات والخطايا بل نحيا مع المسيح الغالب الشيطان وقواته والموت ونسبح عمل نعمته معنا ونقوم معه فى اليوم الأخير.
الأحد، 9 مارس 2014
آية وقول وحكمة ليوم الأثنين الموافق 3/10
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ وَيُنَجِّيهِمْ. ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ.} (مز 7:34-8)
قول لقديس..
( الذين يذوقون وينظرون خلال الخبرة "أن الرب حلو"، يصير هذا التذوق دعوة لمزيد من التمتع. ومن ثم فالذي يقوم أمام الرب على الدوام يختبر هذا الدافع المستمر نحو مزيد من التقدم) القديس غريغوريوس أسقف نيصص
حكمة للحياة ..
+ احفظني مثل حدقة العين بظل جناحيك استرني (مز 17 : 8)
Keep me as the apple of Your eye; Hide me under the shadow of Your wings. Psa 17:8
صلاة..
" أسبح الله فى كل وقت، وأبارك أسمه القدوس، فى ضيقتى صرخت الي الرب فخلصنى وانقذنى من ضعفى وخوفى وجهلى. الرب ملجأ لي وفداء، وبه أحتمى، الاسود عطشت وجاعت، أما أتقيائه فلم يعوزهم شئ، قريب انت يارب من المتواضعين ومنكسرى الروح تخلصهم، طيب هو الرب للنفس التى ترجوه، أختبر أبائنا قيادتك فى البرية، فحولتها الى فردوس حلو. ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب، طوبى لجميع المتكلين عليه، أمين"
من الشعر والادب
" أصنع الخير"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أبعد عن الشر
لا تكتوى بناره
أوعى تتكبر وتتغتر
تنكسر وتعانى أضراره
أصنع دائما الخير
تجنى أثماره
وأتقى الله
تبقى عنده محبوب
ويعلن لك أسراره
قراءة مختارة ليوم
الأثنين الموافق 3/10
الْمَزْمُورُ الرَّابِعُ وَالثَّلاَثُونَ
مز 1:34-22
1 أُبَارِكُ الرَّبَّ فِي كُلِّ حِينٍ. دَائِماً تَسْبِيحُهُ فِي فَمِي. 2بِالرَّبِّ تَفْتَخِرُ نَفْسِي. يَسْمَعُ الْوُدَعَاءُ فَيَفْرَحُونَ. 3عَظِّمُوا الرَّبَّ مَعِي وَلْنُعَلِّ اسْمَهُ مَعاً. 4طَلَبْتُ إِلَى الرَّبِّ فَاسْتَجَابَ لِي وَمِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي أَنْقَذَنِي. 5نَظَرُوا إِلَيْهِ وَاسْتَنَارُوا وَوُجُوهُهُمْ لَمْ تَخْجَلْ. 6هَذَا الْمِسْكِينُ صَرَخَ وَالرَّبُّ اسْتَمَعَهُ وَمِنْ كُلِّ ضِيقَاتِهِ خَلَّصَهُ. 7مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ وَيُنَجِّيهِمْ. 8ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ. 9اتَّقُوا الرَّبَّ يَا قِدِّيسِيهِ لأَنَّهُ لَيْسَ عَوَزٌ لِمُتَّقِيهِ. 10الأَشْبَالُ احْتَاجَتْ وَجَاعَتْ وَأَمَّا طَالِبُو الرَّبِّ فَلاَ يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ. 11هَلُمَّ أَيُّهَا الْبَنُونَ اسْتَمِعُوا إِلَيَّ فَأُعَلِّمَكُمْ مَخَافَةَ الرَّبِّ. 12مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذِي يَهْوَى الْحَيَاةَ وَيُحِبُّ كَثْرَةَ الأَيَّامِ لِيَرَى خَيْراً؟ 13صُنْ لِسَانَكَ عَنِ الشَّرِّ وَشَفَتَيْكَ عَنِ التَّكَلُّمِ بِالْغِشِّ. 14حِدْ عَنِ الشَّرِّ وَاصْنَعِ الْخَيْرَ. اطْلُبِ السَّلاَمَةَ وَاسْعَ وَرَاءَهَا. 15عَيْنَا الرَّبِّ نَحْوَ الصِّدِّيقِينَ وَأُذُنَاهُ إِلَى صُرَاخِهِمْ. 16وَجْهُ الرَّبِّ ضِدُّ عَامِلِي الشَّرِّ لِيَقْطَعَ مِنَ الأَرْضِ ذِكْرَهُمْ. 17أُولَئِكَ صَرَخُوا وَالرَّبُّ سَمِعَ وَمِنْ كُلِّ شَدَائِدِهِمْ أَنْقَذَهُمْ. 18قَرِيبٌ هُوَ الرَّبُّ مِنَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ وَيُخَلِّصُ الْمُنْسَحِقِي الرُّوحِ. 19كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ. 20يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِهِ. وَاحِدٌ مِنْهَا لاَ يَنْكَسِرُ. 21الشَّرُّ يُمِيتُ الشِّرِّيرَ وَمُبْغِضُو الصِّدِّيقِ يُعَاقَبُونَ. 22الرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ وَكُلُّ مَنِ اتَّكَلَ عَلَيْهِ لاَ يُعَاقَبُ.
تأمل..
+ الشكر والتسبيح لله ... أن خلاصنا من أيدى أعدائنا فى المقام الأول والأخير يتأتى من ثقتنا فى الله وهو يهبنا الحكمة والنعمة لنتصرف حسنا كما ان عدم أمانتنا لا يبطل أمانة الله ورحمته وخلاصه مما يملأ نفوسنا بروح التسبيح لتفيض بهجة بصلاح الرب ومراحمه ونختبر عذوبة صلاح الله؛ ومن ثم نقدر أن نشترك في ترديد تسبحتنا السماوية على الأرض ونحتمي في الله هنا كعربون للسلام الأبدي ونسبح الله في كل حين، سواء فيما نراه خيراً أو فيما نراه شراً، فالكل يعمل معاً للخير ويساعدنا على خلاص نفوسنا. وتسبيح الله يحتاج منا الى التواضع والوداعة وان كان الله لا يحتاج الى تسبيحنا بل نحن المحتاجين أن نعظمه ونسبحه بألسنتنا وقلوبنا فالله أعطانا محبته وخيراته.
+ أسباب تدعونا للتسبيح... ان هناك أسباب كثيرة تدعونا الى تسبيح الله وشكره، فالله ينقذنا من كل مخاوفنا وضيقاتنا ويخلصنا وهو عن يميننا فلا نتزعزع. وهو يهبنا الاستنارة والحكمة بروحه القدوس ونصير نور للعالم نعكس نور المسيح الذي في داخلنا. ومن يتكل على الله لا يخجل. بل يحوطه الله بملائكته، كما أنقذ بطرس من السجن. وعذوبة الله لمن اختبرها تنعش النفس وتشبعها. الله ملجأ لكل طالبيه، اشبال الاسود قد تجوع وتحتاج رغم قوتها ولكن المسكين الضعيف إذا إتكل على الله لن يحتاج إلى شئ. يجب ان نختبر ونذوق طيبه وعذوبه الله فلا يكفي أن نسمع عن الرب يسوع بل أن ندخل في شركة صلاة معه لنتذوق حلاوته فطوبى للرجل المتوكل عليه الذي لا يشعر بأن قوته أو قوة أي إنسان قادرة أن تعينه فيلجأ إلى الله وحده. ان سلوكنا فى تقوى ومخافة الله ينقينا من دنس الخطية. ومن يسلك في مخافة الله لن يعتاز إلى شئ وبداية مخافة الله وكلما تقدم الإنسان يتحول خوفه الى محبة، فلا يريد ان يحزن قلب الله الذي يحبه، ومثل هذا المؤمن يتذوق حلاوة الله.
+ السعادة والأمان الإلهي.. المؤمن يفرح ويسعد عندما يتقى الله ويبعد ويحيد عن الشر ويصنع الخير ويطلب السلامة، والمسيح هو سلامنا وعينه علينا ويسمع تضرعاتنا وحتى أن لم ينقذنا من الضيقة المادية التي في العالم، فهو سينقذنا روحياً ويخلص نفوسنا، وسماحه بالضيقة المادية سيكون كسماح الصائغ الذي يسمح بالنار أن تنقى الذهب. والله لا يسمح ان تطول التجربة حتى لا تنكسر عظام الإنسان الروحية ويفشل بل يعطي مع التجربة المخرج والتعزية والحلول.
آية للتأمل
{ مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ وَيُنَجِّيهِمْ. ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ.} (مز 7:34-8)
قول لقديس..
( الذين يذوقون وينظرون خلال الخبرة "أن الرب حلو"، يصير هذا التذوق دعوة لمزيد من التمتع. ومن ثم فالذي يقوم أمام الرب على الدوام يختبر هذا الدافع المستمر نحو مزيد من التقدم) القديس غريغوريوس أسقف نيصص
حكمة للحياة ..
+ احفظني مثل حدقة العين بظل جناحيك استرني (مز 17 : 8)
Keep me as the apple of Your eye; Hide me under the shadow of Your wings. Psa 17:8
صلاة..
" أسبح الله فى كل وقت، وأبارك أسمه القدوس، فى ضيقتى صرخت الي الرب فخلصنى وانقذنى من ضعفى وخوفى وجهلى. الرب ملجأ لي وفداء، وبه أحتمى، الاسود عطشت وجاعت، أما أتقيائه فلم يعوزهم شئ، قريب انت يارب من المتواضعين ومنكسرى الروح تخلصهم، طيب هو الرب للنفس التى ترجوه، أختبر أبائنا قيادتك فى البرية، فحولتها الى فردوس حلو. ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب، طوبى لجميع المتكلين عليه، أمين"
من الشعر والادب
" أصنع الخير"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أبعد عن الشر
لا تكتوى بناره
أوعى تتكبر وتتغتر
تنكسر وتعانى أضراره
أصنع دائما الخير
تجنى أثماره
وأتقى الله
تبقى عنده محبوب
ويعلن لك أسراره
قراءة مختارة ليوم
الأثنين الموافق 3/10
الْمَزْمُورُ الرَّابِعُ وَالثَّلاَثُونَ
مز 1:34-22
1 أُبَارِكُ الرَّبَّ فِي كُلِّ حِينٍ. دَائِماً تَسْبِيحُهُ فِي فَمِي. 2بِالرَّبِّ تَفْتَخِرُ نَفْسِي. يَسْمَعُ الْوُدَعَاءُ فَيَفْرَحُونَ. 3عَظِّمُوا الرَّبَّ مَعِي وَلْنُعَلِّ اسْمَهُ مَعاً. 4طَلَبْتُ إِلَى الرَّبِّ فَاسْتَجَابَ لِي وَمِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي أَنْقَذَنِي. 5نَظَرُوا إِلَيْهِ وَاسْتَنَارُوا وَوُجُوهُهُمْ لَمْ تَخْجَلْ. 6هَذَا الْمِسْكِينُ صَرَخَ وَالرَّبُّ اسْتَمَعَهُ وَمِنْ كُلِّ ضِيقَاتِهِ خَلَّصَهُ. 7مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ وَيُنَجِّيهِمْ. 8ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ. 9اتَّقُوا الرَّبَّ يَا قِدِّيسِيهِ لأَنَّهُ لَيْسَ عَوَزٌ لِمُتَّقِيهِ. 10الأَشْبَالُ احْتَاجَتْ وَجَاعَتْ وَأَمَّا طَالِبُو الرَّبِّ فَلاَ يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ. 11هَلُمَّ أَيُّهَا الْبَنُونَ اسْتَمِعُوا إِلَيَّ فَأُعَلِّمَكُمْ مَخَافَةَ الرَّبِّ. 12مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذِي يَهْوَى الْحَيَاةَ وَيُحِبُّ كَثْرَةَ الأَيَّامِ لِيَرَى خَيْراً؟ 13صُنْ لِسَانَكَ عَنِ الشَّرِّ وَشَفَتَيْكَ عَنِ التَّكَلُّمِ بِالْغِشِّ. 14حِدْ عَنِ الشَّرِّ وَاصْنَعِ الْخَيْرَ. اطْلُبِ السَّلاَمَةَ وَاسْعَ وَرَاءَهَا. 15عَيْنَا الرَّبِّ نَحْوَ الصِّدِّيقِينَ وَأُذُنَاهُ إِلَى صُرَاخِهِمْ. 16وَجْهُ الرَّبِّ ضِدُّ عَامِلِي الشَّرِّ لِيَقْطَعَ مِنَ الأَرْضِ ذِكْرَهُمْ. 17أُولَئِكَ صَرَخُوا وَالرَّبُّ سَمِعَ وَمِنْ كُلِّ شَدَائِدِهِمْ أَنْقَذَهُمْ. 18قَرِيبٌ هُوَ الرَّبُّ مِنَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ وَيُخَلِّصُ الْمُنْسَحِقِي الرُّوحِ. 19كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ. 20يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِهِ. وَاحِدٌ مِنْهَا لاَ يَنْكَسِرُ. 21الشَّرُّ يُمِيتُ الشِّرِّيرَ وَمُبْغِضُو الصِّدِّيقِ يُعَاقَبُونَ. 22الرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ وَكُلُّ مَنِ اتَّكَلَ عَلَيْهِ لاَ يُعَاقَبُ.
تأمل..
+ الشكر والتسبيح لله ... أن خلاصنا من أيدى أعدائنا فى المقام الأول والأخير يتأتى من ثقتنا فى الله وهو يهبنا الحكمة والنعمة لنتصرف حسنا كما ان عدم أمانتنا لا يبطل أمانة الله ورحمته وخلاصه مما يملأ نفوسنا بروح التسبيح لتفيض بهجة بصلاح الرب ومراحمه ونختبر عذوبة صلاح الله؛ ومن ثم نقدر أن نشترك في ترديد تسبحتنا السماوية على الأرض ونحتمي في الله هنا كعربون للسلام الأبدي ونسبح الله في كل حين، سواء فيما نراه خيراً أو فيما نراه شراً، فالكل يعمل معاً للخير ويساعدنا على خلاص نفوسنا. وتسبيح الله يحتاج منا الى التواضع والوداعة وان كان الله لا يحتاج الى تسبيحنا بل نحن المحتاجين أن نعظمه ونسبحه بألسنتنا وقلوبنا فالله أعطانا محبته وخيراته.
+ أسباب تدعونا للتسبيح... ان هناك أسباب كثيرة تدعونا الى تسبيح الله وشكره، فالله ينقذنا من كل مخاوفنا وضيقاتنا ويخلصنا وهو عن يميننا فلا نتزعزع. وهو يهبنا الاستنارة والحكمة بروحه القدوس ونصير نور للعالم نعكس نور المسيح الذي في داخلنا. ومن يتكل على الله لا يخجل. بل يحوطه الله بملائكته، كما أنقذ بطرس من السجن. وعذوبة الله لمن اختبرها تنعش النفس وتشبعها. الله ملجأ لكل طالبيه، اشبال الاسود قد تجوع وتحتاج رغم قوتها ولكن المسكين الضعيف إذا إتكل على الله لن يحتاج إلى شئ. يجب ان نختبر ونذوق طيبه وعذوبه الله فلا يكفي أن نسمع عن الرب يسوع بل أن ندخل في شركة صلاة معه لنتذوق حلاوته فطوبى للرجل المتوكل عليه الذي لا يشعر بأن قوته أو قوة أي إنسان قادرة أن تعينه فيلجأ إلى الله وحده. ان سلوكنا فى تقوى ومخافة الله ينقينا من دنس الخطية. ومن يسلك في مخافة الله لن يعتاز إلى شئ وبداية مخافة الله وكلما تقدم الإنسان يتحول خوفه الى محبة، فلا يريد ان يحزن قلب الله الذي يحبه، ومثل هذا المؤمن يتذوق حلاوة الله.
+ السعادة والأمان الإلهي.. المؤمن يفرح ويسعد عندما يتقى الله ويبعد ويحيد عن الشر ويصنع الخير ويطلب السلامة، والمسيح هو سلامنا وعينه علينا ويسمع تضرعاتنا وحتى أن لم ينقذنا من الضيقة المادية التي في العالم، فهو سينقذنا روحياً ويخلص نفوسنا، وسماحه بالضيقة المادية سيكون كسماح الصائغ الذي يسمح بالنار أن تنقى الذهب. والله لا يسمح ان تطول التجربة حتى لا تنكسر عظام الإنسان الروحية ويفشل بل يعطي مع التجربة المخرج والتعزية والحلول.
السبت، 8 مارس 2014
آية وقول وحكمة ليوم الأحد الموافق 3/9
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ أَنْفُسُنَا انْتَظَرَتِ الرَّبَّ. مَعُونَتُنَا وَتُرْسُنَا هُوَ. لأَنَّهُ بِهِ تَفْرَحُ قُلُوبُنَا لأَنَّنَا عَلَى اسْمِهِ الْقُدُّوسِ اتَّكَلْنَا. لِتَكُنْ يَا رَبُّ رَحْمَتُكَ عَلَيْنَا حَسْبَمَا انْتَظَرْنَاكَ.} (مز20:22-22)
قول لقديس..
( ليكن الله هو رجاءكم، قدرتكم على الاحتمال، قوتكم. ليكن تسبيحكم، غايتكم وموضع راحتكم، وعونكم في جهادكم.) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ انتظرتك يا رب انتظرت نفسي وبكلامه رجوت (مز 130 : 5)
I wait for the LORD, my soul waits, And in His word I do hope. Psa 130:5
صلاة..
" أنتظرت نفسى الرب، وعلى أسمه توكلت، عليك يارب القيت رجائى من الرحم وانت الى الشيبة ترعى وترحم. أسمك قدوس ورحمتك من جيل الي جيل للذين يتقونك، الرب شتت المستكبرين بفكر قلوبهم، أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتواضعين، الرب حصناً وقوةً لشعبه، من أجل ذلك تسبح نفسى الرب وكل ما فى باطني يبارك أسمه القدوس، يارب خلص شعبك وبارك ميراثك وأهدنا الي ملكوتك فنترنم بالحان التسبيح ونمجد أسمك القدوس الي الأبد، أمين"
من الشعر والادب
" أهتفوا للرب أيها الصديقين"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
اهتفوا للرب أيها الصديقين
سبحوه يا جميع المستقيمين
فرحمته تشمل الخلق أجمعين
ونعمته تقبل الخطاة الراجعين
أنزلت الأعزاء عن الكراسى
ورفعت الأمناء المتواضعين
أنتظر الرب وليتشدد قلبك
ولا يضعف عزمك ولا يلين
فالرب قوة لمن عليه متكلين.
قراءة مختارة ليوم
الأحد الموافق 3/9
الْمَزْمُورُ الثَّالِثُ وَالثَّلاَثُونَ
مز 1:33-22
1 اِهْتِفُوا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ بِالرَّبِّ. بِالْمُسْتَقِيمِينَ يَلِيقُ التَّسْبِيحُ. 2احْمَدُوا الرَّبَّ بِالْعُودِ. بِرَبَابَةٍ ذَاتِ عَشَرَةِ أَوْتَارٍ رَنِّمُوا لَهُ. 3غَنُّوا لَهُ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً. أَحْسِنُوا الْعَزْفَ بِهُتَافٍ. 4لأَنَّ كَلِمَةَ الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ وَكُلَّ صُنْعِهِ بِالأَمَانَةِ. 5يُحِبُّ الْبِرَّ وَالْعَدْلَ. امْتَلَأَتِ الأَرْضُ مِنْ رَحْمَةِ الرَّبِّ. 6بِكَلِمَةِ الرَّبِّ صُنِعَتِ السَّمَاوَاتُ وَبِنَسَمَةِ فَمِهِ كُلُّ جُنُودِهَا. 7يَجْمَعُ كَل أَمْوَاج الْيَمِّ. يَجْعَلُ اللُّجَجَ فِي أَهْرَاءٍ. 8لِتَخْشَ الرَّبَّ كُلُّ الأَرْضِ وَمِنْهُ لِيَخَفْ كُلُّ سُكَّانِ الْمَسْكُونَةِ. 9لأَنَّهُ قَالَ فَكَانَ. هُوَ أَمَرَ فَصَارَ. 10الرَّبُّ أَبْطَلَ مُؤَامَرَةَ الأُمَمِ. لاَشَى أَفْكَارَ الشُّعُوبِ. 11 أمَّا مَساعي الرَّبَ فلِلأبَدِ قائِمة وأفْكارُ قَلبِه مدى الأجيالِ باقِيَة. 12طُوبَى لِلأُمَّةِ الَّتِي الرَّبُّ إِلَهُهَا الشَّعْبِ الَّذِي اخْتَارَهُ مِيرَاثاً لِنَفْسِهِ. 13مِنَ السَّمَاوَاتِ نَظَرَ الرَّبُّ. رَأَى جَمِيعَ بَنِي الْبَشَرِ. 14مِنْ مَكَانِ سُكْنَاهُ تَطَلَّعَ إِلَى جَمِيعِ سُكَّانِ الأَرْضِ. 15الْمُصَوِّرُ قُلُوبَهُمْ جَمِيعاً الْمُنْتَبِهُ إِلَى كُلِّ أَعْمَالِهِمْ. 16لَنْ يَخْلُصَ الْمَلِكُ بِكَثْرَةِ الْجَيْشِ. الْجَبَّارُ لاَ يُنْقَذُ بِعِظَمِ الْقُوَّةِ. 17بَاطِلٌ هُوَ الْفَرَسُ لأَجْلِ الْخَلاَصِ وَبِشِدَّةِ قُوَّتِهِ لاَ يُنَجِّي. 18هُوَذَا عَيْنُ الرَّبِّ عَلَى خَائِفِيهِ الرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ 19لِيُنَجِّيَ مِنَ الْمَوْتِ أَنْفُسَهُمْ وَلِيَسْتَحْيِيَهُمْ فِي الْجُوعِ. 20أَنْفُسُنَا انْتَظَرَتِ الرَّبَّ. مَعُونَتُنَا وَتُرْسُنَا هُوَ. 21لأَنَّهُ بِهِ تَفْرَحُ قُلُوبُنَا لأَنَّنَا عَلَى اسْمِهِ الْقُدُّوسِ اتَّكَلْنَا. 22لِتَكُنْ يَا رَبُّ رَحْمَتُكَ عَلَيْنَا حَسْبَمَا انْتَظَرْنَاكَ.
تأمل..
+ ترنيمة النصرة والفرح.. يكشف داود النبى عن سبب تهليل الأبرار وفرحهم في الرب من اجل خلاصه لهم ومغفرته لخطاياهم ويتحدث عن حال المؤمن التائب وقد تفجرت في داخله ينابيع التسبيح والفرح الداخلي كعطية إلهية. فلا انفصال بين حياة التوبة وحياة التسبيح من أجل ذاته ومن أجل معاملاته مع شعبه ومراحمه، إنه أغنية حب يترنم بها كل قلب يختبر أعمال الله العجيبة معه، ورعايته الخاصة. ويبدأ المزمور كما ينتهي بتقديم عنصرين من عناصر العبادة: تقديم ذبيحة شكر لله الملك العظيم والمجيد، والثقة فيه حيث نترجى باتضاع في خلاصه. فهذا المزمور تعليمى وحِكمي وليتورجي ويُحتفل به خاصة في بدء السنة الجديدة. لتمجد خطة الله العظيم في عنايته بشعبه، الأمر الذي يهب رجاءً في المستقبل فالله الذي أنقذ شعبه قديما هو هو لا يتغير ومحبته لنا دائماً كل يوم.
+ أمانة الله وعدله.. أننا نسبح الله من أجل استقامته وعدله ووصاياه الصالحة التى أعطاها لنا لكي نحيا في فرح. ولما خالفناها أرسل كلمته المتجسد ليصلح إنحرافنا. فأمتلأت الأرض من رحمة الرب وهو خلق العالم كله لأجلنا، بكلمة الرب صنعت السموات وبنسمة فيه كل جنودها. الله يحفظ العالم بقوته، فالمياه مجتمعة في أماكنها في البحر ولا تغرق الأرض. بل أن الله شق البحر الأحمر أمام موسى والشعب وجمع المياه كسور من كل ناحية ووضع لها خطاً لا تتعداه. الله فى محبته يبطل مؤامرات الأعداء ضد شعبه ويثبت ويحقق خطته من أجل خلاص شعبه الرب. الرب من السموات ينظر برحمته وإنعاماته على شعبه الذي فداه ويتعهدهم بمراحمه وبروحه القدوس يعيد صورتنا إلى صورة المسيح ويعطينا ثمار الروح وكل قوات شر التى قد تحيط بكنيسته هي كلا شئ أمام قوته ولنرى ماذا حدث لفرعون وجنوده لذلك طوبى للأمة التي الرب إلهها.
+ التطلع الى الأبدية .. يتمتع خائفوا الرب برحمة الله الحانية، الواهبة النعم، التي تكشف عن اهتمام شخصي وتقديره للنفس البشرية مما يفرح قلب المؤمنين. وإدراك من داود النبى لقوة إسم الله القدوس، فلهذا لا يكّف المرتل عن الصراخ طالبًا رحمة الله، فى وسط تسبيحه، مدركًا أن ما يناله هنا هو عربون لأمجاد لا يُعبَّر عنها في الحياة الأبدية. وكأنه مع كل نصرة، وكل نجاح، وكل شبع يزداد الحنين نحو الشبع الكامل في الملكوت الأبدي فيمتزج الفرح بصرخات القلب الخفية وأنينه نحو التمتع باللقاء الأبدي مع الله وجهًا لوجه.
الجمعة، 7 مارس 2014
آية وقول وحكمة ليوم السبت الموافق 3/8
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ.} (مز 8:32)
قول لقديس..
( لنخلع الإنسان العتيق وأعماله ونلبس الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله "أف24، 22: 4" ونلهج في ناموس الله نهاراً وليلاً بعقل متضع وضمير نقي. لنطرح عنا كل رياء وغش مبتعدين عن كل كبرياء ومكر. ونتعهد بحب الله ومحبة القريب لنصبح خليقة جديدة ) القديس أثناسيوس الرسولى
حكمة للحياة ..
+ ليترك الشرير طريقه ورجل الاثم افكاره وليتب الى الرب فيرحمه والى الهنا لانه يكثر الغفران (اش 55 : 7)
Let the wicked forsake his way, And the unrighteous man his thoughts; Let him return to the LORD; and He will have mercy on him; And to our God for He will abundantly pardon. Isa 55:7
صلاة..
" أيها الرب الهي، أعترف لك بخطاياى وذنوبى وإثامى وأنى قد تجاسرت بتكاسل وهوى وحدت عن وصاياك وخنت محبتك، وفى كبرياء ورياء وعدم حكمة فعلت الشر لارضاء لأهوائى وكما الأبن الضال بددت ميراثى فى الكورة البعيدة وها انا راجع اليك بكل قلبى معترفا اننى أخطئت يا أبتاه فى السماء وقدامك ولست مستحقا ان أدعى لك ابناً. فاقبلنى اليك ايها الرب الرحيم يا من لا يرد من يرجع اليه وأغفر لي حسب مراحمك الكثيرة خطاياى وامنحنى بهجه خلاصك لاترنم قائلا طوبى للذى غفر إثمه وسترت خطيته، طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية ولا فى روحه غش، أمين"
من الشعر والادب
" بمراحم الرب أرنم"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
بمراحم ونعم الهى أغني
بحبه كل يوم بيشملنى
ولا طرفه عين بيهملنى
يغفر خطاياى ويحملني
أعترف له بذنبى وبإثمي
يرفع خطاياى ويرحمنى
لطريقه يرشدنى ويعلمنى
فى حدقة عينه بيحفظنى
من كل ضيقة يخلصنى
أفرح بحبه اللى غامرنى
قراءة مختارة ليوم
السبت الموافق 3/8
الْمَزْمُورُ الثَّانِي وَالثَّلاَثُونَ
مز 1:32- 11
1 طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ. 2طُوبَى لِرَجُلٍ لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ. 3لَمَّا سَكَتُّ بَلِيَتْ عِظَامِي مِنْ زَفِيرِي الْيَوْمَ كُلَّهُ 4لأَنَّ يَدَكَ ثَقُلَتْ عَلَيَّ نَهَاراً وَلَيْلاً. تَحَوَّلَتْ رُطُوبَتِي إِلَى يُبُوسَةِ الْقَيْظِ. سِلاَهْ. 5أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: «أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي» وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي. سِلاَهْ. 6لِهَذَا يُصَلِّي لَكَ كُلُّ تَقِيٍّ فِي وَقْتٍ يَجِدُكَ فِيهِ. عِنْدَ غَمَارَةِ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ إِيَّاهُ لاَ تُصِيبُ. 7أَنْتَ سِتْرٌ لِي. مِنَ الضِّيقِ تَحْفَظُنِي. بِتَرَنُّمِ النَّجَاةِ تَكْتَنِفُنِي. سِلاَهْ. 8أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ. 9لاَ تَكُونُوا كَفَرَسٍ أَوْ بَغْلٍ بِلاَ فَهْمٍ. بِلِجَامٍ وَزِمَامٍ زِينَتِهِ يُكَمُّ لِئَلاَّ يَدْنُوَ إِلَيْكَ. 10كَثِيرَةٌ هِيَ نَكَبَاتُ الشِّرِّيرِ أَمَّا الْمُتَوَكِّلُ عَلَى الرَّبِّ فَالرَّحْمَةُ تُحِيطُ بِهِ. 11افْرَحُوا بِالرَّبِّ وَابْتَهِجُوا يَا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ وَاهْتِفُوا يَا جَمِيعَ الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.
تأمل..
+ التوبة والأعتراف بالخطية .. هذا المزمور من مزامير التوبة العميقة والفرح بالغفران الإلهي وبينما نرى الدموع والعبرات والأسى في حياة التائب فى المزمور السادس، نشعر هنا بمدى الراحة التي يتمتع بها الخاطي الذي لا يكتم خطيته، بل يقول: {أعترف للرب بإثمي} فعندما يرفض الخاطئ أن يكشف عن إثمه يذداد حزنا وكابة فيقول { أنا سكت فبُليت عظامي، من صراخي طول النهار} وإذ يكشف عن خطيته تغُفر ويختبر بركات الغفران الإلهي وارشاد الله للتائبين فى طريق الخلاص.
+ الغفران الإلهي.. طوبى للتائب المعترف والتارك خطاياه، لا يحسب له الرب خطية. فالله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه وغير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المصالحة (2كو14:5-19). والخاطئ الذي يتمتع بغفران خطاياه والستر عليها يُحسب كبرئ لا يحمل في قلبه ولا فكره ولا فمه ولا في روحه غش. وهذا هو عمل نعمة الله التي تصلح إنحراف الإنسان الداخلي. نحن نحصل على كل هذه النعم بواسطة المعمودية التي بها نستر عرينا. ثم إن فقدنا هذه النعمة بخطايانا نستعيد ما فقدناه بالتوبة والاعتراف. ان من يكتم خطاياه لا ينجح وربما ظن داود النبى أن الزمن كفيل بعلاج خطيته وعلاج للموقف ولكنه لاحظ أن كيانه الداخلي إهتز، وعظامه بدأت تشيخ وتبلى. فكلما طالت المدة بدون اعتراف كلما زادت حالة الإنسان سوءاً. من هنا كان الاعتراف بداية طريق الإصلاح. والانسحاق أمام الله وإدانة النفس هي طريق العودة الى الله. وبالتوبة والأعتراف يعود التائب لحياة الصلاة ليعطيه الله خلاصاً وسط ضيقاته.
+ حماية الله وارشاده.. الله فى غفرانه يستر علينا، فنحتمي فى قوته فلا يدركنا طوفان الدينونة. ويكون لنا مرشد ومعلم في الطريق الملوكي. وهو يعطي أولاده حكمة وفهم فلا يكونوا كفرس أو بلا فهم. ولو كانت النفس متمردة جامحة يضع الله في أفواهها لجاماً يقيدها به ويضبطها ويؤدبها حتى ولو ببعض التجارب التي يسمح بها، وكأنه يضع لجاماً في أفواهنا فلا نجمح وراء شهواتنا. وان كان الغم هو نصيب الأشرار، فإن الفرح المضاعف هو نصيب الصديقين ومستقيمي القلب أما سرّ الفرح فهو "الرب". إننا نفرح بالرب كغافر للخطايا، وكملجأ وكقائد لحياتنا. لقد بدأ المزمور بتطويب من غفرت آثامهم وانتهى بالبهجة بالرب. بغفران خطايانا تصير قلوبنا مخلصة وأمينة لله ويعلن الرب ملكوته المفرح فينا.
آية للتأمل
{ أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ.} (مز 8:32)
قول لقديس..
( لنخلع الإنسان العتيق وأعماله ونلبس الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله "أف24، 22: 4" ونلهج في ناموس الله نهاراً وليلاً بعقل متضع وضمير نقي. لنطرح عنا كل رياء وغش مبتعدين عن كل كبرياء ومكر. ونتعهد بحب الله ومحبة القريب لنصبح خليقة جديدة ) القديس أثناسيوس الرسولى
حكمة للحياة ..
+ ليترك الشرير طريقه ورجل الاثم افكاره وليتب الى الرب فيرحمه والى الهنا لانه يكثر الغفران (اش 55 : 7)
Let the wicked forsake his way, And the unrighteous man his thoughts; Let him return to the LORD; and He will have mercy on him; And to our God for He will abundantly pardon. Isa 55:7
صلاة..
" أيها الرب الهي، أعترف لك بخطاياى وذنوبى وإثامى وأنى قد تجاسرت بتكاسل وهوى وحدت عن وصاياك وخنت محبتك، وفى كبرياء ورياء وعدم حكمة فعلت الشر لارضاء لأهوائى وكما الأبن الضال بددت ميراثى فى الكورة البعيدة وها انا راجع اليك بكل قلبى معترفا اننى أخطئت يا أبتاه فى السماء وقدامك ولست مستحقا ان أدعى لك ابناً. فاقبلنى اليك ايها الرب الرحيم يا من لا يرد من يرجع اليه وأغفر لي حسب مراحمك الكثيرة خطاياى وامنحنى بهجه خلاصك لاترنم قائلا طوبى للذى غفر إثمه وسترت خطيته، طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية ولا فى روحه غش، أمين"
من الشعر والادب
" بمراحم الرب أرنم"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
بمراحم ونعم الهى أغني
بحبه كل يوم بيشملنى
ولا طرفه عين بيهملنى
يغفر خطاياى ويحملني
أعترف له بذنبى وبإثمي
يرفع خطاياى ويرحمنى
لطريقه يرشدنى ويعلمنى
فى حدقة عينه بيحفظنى
من كل ضيقة يخلصنى
أفرح بحبه اللى غامرنى
قراءة مختارة ليوم
السبت الموافق 3/8
الْمَزْمُورُ الثَّانِي وَالثَّلاَثُونَ
مز 1:32- 11
1 طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ. 2طُوبَى لِرَجُلٍ لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ. 3لَمَّا سَكَتُّ بَلِيَتْ عِظَامِي مِنْ زَفِيرِي الْيَوْمَ كُلَّهُ 4لأَنَّ يَدَكَ ثَقُلَتْ عَلَيَّ نَهَاراً وَلَيْلاً. تَحَوَّلَتْ رُطُوبَتِي إِلَى يُبُوسَةِ الْقَيْظِ. سِلاَهْ. 5أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: «أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي» وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي. سِلاَهْ. 6لِهَذَا يُصَلِّي لَكَ كُلُّ تَقِيٍّ فِي وَقْتٍ يَجِدُكَ فِيهِ. عِنْدَ غَمَارَةِ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ إِيَّاهُ لاَ تُصِيبُ. 7أَنْتَ سِتْرٌ لِي. مِنَ الضِّيقِ تَحْفَظُنِي. بِتَرَنُّمِ النَّجَاةِ تَكْتَنِفُنِي. سِلاَهْ. 8أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ. 9لاَ تَكُونُوا كَفَرَسٍ أَوْ بَغْلٍ بِلاَ فَهْمٍ. بِلِجَامٍ وَزِمَامٍ زِينَتِهِ يُكَمُّ لِئَلاَّ يَدْنُوَ إِلَيْكَ. 10كَثِيرَةٌ هِيَ نَكَبَاتُ الشِّرِّيرِ أَمَّا الْمُتَوَكِّلُ عَلَى الرَّبِّ فَالرَّحْمَةُ تُحِيطُ بِهِ. 11افْرَحُوا بِالرَّبِّ وَابْتَهِجُوا يَا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ وَاهْتِفُوا يَا جَمِيعَ الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.
تأمل..
+ التوبة والأعتراف بالخطية .. هذا المزمور من مزامير التوبة العميقة والفرح بالغفران الإلهي وبينما نرى الدموع والعبرات والأسى في حياة التائب فى المزمور السادس، نشعر هنا بمدى الراحة التي يتمتع بها الخاطي الذي لا يكتم خطيته، بل يقول: {أعترف للرب بإثمي} فعندما يرفض الخاطئ أن يكشف عن إثمه يذداد حزنا وكابة فيقول { أنا سكت فبُليت عظامي، من صراخي طول النهار} وإذ يكشف عن خطيته تغُفر ويختبر بركات الغفران الإلهي وارشاد الله للتائبين فى طريق الخلاص.
+ الغفران الإلهي.. طوبى للتائب المعترف والتارك خطاياه، لا يحسب له الرب خطية. فالله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه وغير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المصالحة (2كو14:5-19). والخاطئ الذي يتمتع بغفران خطاياه والستر عليها يُحسب كبرئ لا يحمل في قلبه ولا فكره ولا فمه ولا في روحه غش. وهذا هو عمل نعمة الله التي تصلح إنحراف الإنسان الداخلي. نحن نحصل على كل هذه النعم بواسطة المعمودية التي بها نستر عرينا. ثم إن فقدنا هذه النعمة بخطايانا نستعيد ما فقدناه بالتوبة والاعتراف. ان من يكتم خطاياه لا ينجح وربما ظن داود النبى أن الزمن كفيل بعلاج خطيته وعلاج للموقف ولكنه لاحظ أن كيانه الداخلي إهتز، وعظامه بدأت تشيخ وتبلى. فكلما طالت المدة بدون اعتراف كلما زادت حالة الإنسان سوءاً. من هنا كان الاعتراف بداية طريق الإصلاح. والانسحاق أمام الله وإدانة النفس هي طريق العودة الى الله. وبالتوبة والأعتراف يعود التائب لحياة الصلاة ليعطيه الله خلاصاً وسط ضيقاته.
+ حماية الله وارشاده.. الله فى غفرانه يستر علينا، فنحتمي فى قوته فلا يدركنا طوفان الدينونة. ويكون لنا مرشد ومعلم في الطريق الملوكي. وهو يعطي أولاده حكمة وفهم فلا يكونوا كفرس أو بلا فهم. ولو كانت النفس متمردة جامحة يضع الله في أفواهها لجاماً يقيدها به ويضبطها ويؤدبها حتى ولو ببعض التجارب التي يسمح بها، وكأنه يضع لجاماً في أفواهنا فلا نجمح وراء شهواتنا. وان كان الغم هو نصيب الأشرار، فإن الفرح المضاعف هو نصيب الصديقين ومستقيمي القلب أما سرّ الفرح فهو "الرب". إننا نفرح بالرب كغافر للخطايا، وكملجأ وكقائد لحياتنا. لقد بدأ المزمور بتطويب من غفرت آثامهم وانتهى بالبهجة بالرب. بغفران خطايانا تصير قلوبنا مخلصة وأمينة لله ويعلن الرب ملكوته المفرح فينا.
الخميس، 6 مارس 2014
آية وقول وحكمة ليوم الجمعة الموافق 3/7
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{مَا أَعْظَمَ جُودَكَ الَّذِي ذَخَرْتَهُ لِخَائِفِيكَ وَفَعَلْتَهُ لِلْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ تُجَاهَ بَنِي الْبَشَرِ. تَسْتُرُهُمْ بِسِتْرِ وَجْهِكَ مِنْ مَكَايِدِ النَّاسِ. تُخْفِيهِمْ فِي مَظَلَّةٍ مِنْ مُخَاصَمَةِ الأَلْسُنِ.} (مز 19:31-20)
قول لقديس..
(الإنسان الذي يكرّس نفسه لله مرة وعلى الدوام، يعبر الحياة بعقل مستريح) القديس مار إسحق السرياني
حكمة للحياة ..
+ يفرح جميع المتكلين عليك الى الابد يهتفون وتظللهم ويبتهج بك محبو اسمك (مز 5 : 11)
Let all those rejoice who put their trust in you; Let them ever shout for joy, because You defend them; Let those also who love Your name be joyful i You. Psa 5:11
صلاة..
" ليقل أتقياء الرب: لولا أن الرب كان معنا، عندما قام الأشرار علينا، لابتلعونا وهلكنا وخاب رجائنا، أقوياء قاموا علينا، والأشرار طلبوا نفسي، لم يجعلوا الله أمامهم، خلصنى يا الهي، نجينى من الهلاك عبدك، عليك توكلت فخلصنى. ليس لي ملجأ سواك ولا معين غيرك، قلت أنت صخرتي، قوتى وشفاء روحي ونفسي وجسدى، نجت أنفسنا كالعصفور من فخ الصياد، الفخ أنكسر ونحن نجونا. سلمنا فصرنا نحمل، قوتى وتسبحتى هو الرب وقد صار لي خلاصا مقدسا، لتتشدد وتتقوى نفوسكم يا جميع منتظرى الرب، أمين"
من الشعر والادب
" للرب الحرب"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أنتظرت نفسى خلاص الرب
فى وسط الضيق والكرب
خلصنى من أعداء غٌرب
أشرار، بلا رحمة ولا حب
صرخت اليك أنقذني يارب
حتى أن تركنى خلانى القرب
واثق فيك وحبك جوا القلب
تنصرنى وأهتف للرب الحرب
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 3/7
الْمَزْمُورُ الْحَادِي وَالثَّلاَثُونَ
1 عَلَيْكَ يَا رَبُّ تَوَكَّلْتُ. لاَ تَدَعْنِي أَخْزَى مَدَى الدَّهْرِ. بِعَدْلِكَ نَجِّنِي. 2أَمِلْ إِلَيَّ أُذْنَكَ. سَرِيعاً أَنْقِذْنِي. كُنْ لِي صَخْرَةَ حِصْنٍ بَيْتَ مَلْجَأٍ لِتَخْلِيصِي. 3لأَنَّ صَخْرَتِي وَمَعْقِلِي أَنْتَ. مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ تَهْدِينِي وَتَقُودُنِي. 4أَخْرِجْنِي مِنَ الشَّبَكَةِ الَّتِي خَبَّأُوهَا لِي لأَنَّكَ أَنْتَ حِصْنِي. 5فِي يَدِكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي. فَدَيْتَنِي يَا رَبُّ إِلَهَ الْحَقِّ. 6أَبْغَضْتُ الَّذِينَ يُرَاعُونَ أَبَاطِيلَ كَاذِبَةً. أَمَّا أَنَا فَعَلَى الرَّبِّ تَوَكَّلْتُ. 7أَبْتَهِجُ وَأَفْرَحُ بِرَحْمَتِكَ لأَنَّكَ نَظَرْتَ إِلَى مَذَلَّتِي وَعَرَفْتَ فِي الشَّدَائِدِ نَفْسِي 8وَلَمْ تَحْبِسْنِي فِي يَدِ الْعَدُوِّ بَلْ أَقَمْتَ فِي الرُّحْبِ رِجْلِي. 9اِرْحَمْنِي يَا رَبُّ لأَنِّي فِي ضِيقٍ. خَسَفَتْ مِنَ الْغَمِّ عَيْنِي. نَفْسِي وَبَطْنِي. 10لأَنَّ حَيَاتِي قَدْ فَنِيَتْ بِالْحُزْنِ وَسِنِينِي بِالتَّنَهُّدِ. ضَعُفَتْ بِشَقَاوَتِي قُوَّتِي وَبَلِيَتْ عِظَامِي. 11عِنْدَ كُلِّ أَعْدَائِي صِرْتُ عَاراً وَعِنْدَ جِيرَانِي بِالْكُلِّيَّةِ وَرُعْباً لِمَعَارِفِي. الَّذِينَ رَأُونِي خَارِجاً هَرَبُوا عَنِّي. 12نُسِيتُ مِنَ الْقَلْبِ مِثْلَ الْمَيْتِ. صِرْتُ مِثْلَ إِنَاءٍ مُتْلَفٍ. 13لأَنِّي سَمِعْتُ مَذَمَّةً مِنْ كَثِيرِينَ. الْخَوْفُ مُسْتَدِيرٌ بِي بِمُؤَامَرَتِهِمْ مَعاً عَلَيَّ. تَفَكَّرُوا فِي أَخْذِ نَفْسِي. 14أَمَّا أَنَا فَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ يَا رَبُّ. قُلْتُ: «إِلَهِي أَنْتَ». 15فِي يَدِكَ آجَالِي. نَجِّنِي مِنْ يَدِ أَعْدَائِي وَمِنَ الَّذِينَ يَطْرُدُونَنِي. 16أَضِئْ بِوَجْهِكَ عَلَى عَبْدِكَ. خَلِّصْنِي بِرَحْمَتِكَ. 17يَا رَبُّ لاَ تَدَعْنِي أَخْزَى لأَنِّي دَعَوْتُكَ. لِيَخْزَ الأَشْرَارُ. لِيَسْكُتُوا فِي الْهَاوِيَةِ. 18لِتُبْكَمْ شِفَاهُ الْكَذِبِ الْمُتَكَلِّمَةُ عَلَى الصِّدِّيقِ بِوَقَاحَةٍ بِكِبْرِيَاءَ وَاسْتِهَانَةٍ. 19مَا أَعْظَمَ جُودَكَ الَّذِي ذَخَرْتَهُ لِخَائِفِيكَ وَفَعَلْتَهُ لِلْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ تُجَاهَ بَنِي الْبَشَرِ. 20تَسْتُرُهُمْ بِسِتْرِ وَجْهِكَ مِنْ مَكَايِدِ النَّاسِ. تُخْفِيهِمْ فِي مَظَلَّةٍ مِنْ مُخَاصَمَةِ الأَلْسُنِ. 21مُبَارَكٌ الرَّبُّ لأَنَّهُ قَدْ جَعَلَ عَجَباً رَحْمَتَهُ لِي فِي مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ. 22وَأَنَا قُلْتُ فِي حَيْرَتِي: «إِنِّي قَدِ انْقَطَعْتُ مِنْ قُدَّامِ عَيْنَيْكَ». وَلَكِنَّكَ سَمِعْتَ صَوْتَ تَضَرُّعِي إِذْ صَرَخْتُ إِلَيْكَ. 23أَحِبُّوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ أَتْقِيَائِهِ. الرَّبُّ حَافِظُ الأَمَانَةِ وَمُجَازٍ بِكَثْرَةٍ الْعَامِلَ بِالْكِبْرِيَاءِ. 24لِتَتَشَدَّدْ وَلْتَتَشَجَّعْ قُلُوبُكُمْ يَا جَمِيعَ الْمُنْتَظِرِينَ الرَّبَّ.
تأمل..
+ حياتنا بين يدى الله .. هذا المزمور صلاة إنسان مضطهد يئن ويطلب تدخل الله وحمايته في مواجهة تهديد الموت العنيف. صلاة داود النبى هذا المزمور أثناء تمرد أبشالوم عليه أو أثناء اضطهاد شاول المرير له بعد هروبه إلى قعيلة حيث كان في برية معون (1 صم 23: 13-26)؛ وقد عانى داود من التعب والأحزان والضعف وتوبيخ الأعداء ومن الشعور بالعزلة والخوف والخطر. لقد آمن أنه في كل ظروف التعب فان الله هو ملجأه. المزمور يمثل الصراع الدائم الذي يُعاني منه المؤمنون أو الكنيسة ككل في هذا العالم الحاضر من الشيطان وقواته، والخلاص والنصرة اللذين يتبعان هذا الصراع على وجه اليقين. إن كان داود النبى صرخ إلى الرب في ضيقته بسبب اتفاق أهل قعيلة مع شاول على تسليمه، قائلاً: {في يديك استودع روحي} فإن هذه هي صرخة الرب يسوع الذي إذ حمل خطايا العالم كله على كتفيه على الصليب (لو 23: 46)، وعقب الصليب قام فى مجد منتصرا. فان هذا المزمور صرخة كل تقي في كل جيل حين يحدق به الضيق من كل جانب، فيحوّل الله صرخته المرة إلى ترنم وتسبيح.
+ الله ملجأ المؤمن.. داود النبى وقد حاقت به مخاطر الموت يلقي كل إتكاله على الله، فالله عادل يرى ظلم أعداء المؤمنين لهم وينجيهم طالما وضعنا ثقتنا فيه. الله يسمع حتى تنهدات القلب الداخلية. وهنا المرنم يشعر بان عدوه نصب له فخاً، ويطلب من الله الحماية. ويصل المرنم إلى أقصى درجات الاتكال على الله فيستودع روحه في يدي الله. ولقد كانت هذه آخر كلمات الرب يسوع على الصليب وآخر كلمات اسطفانوس (أع59:7). وحين تصل النفس إلى هذه الدرجة من التسليم تشعر بأقصى درجات الأمان لذلك رأى اسطفانوس السماء مفتوحة، بل صلي طالباً لمن يرجمونه غفران خطيتهم. فإن كان الله قد بذل ابنه لأجلنا فهو لن يبخل علينا بأي شئ (رو32:8) ونلاحظ الاستجابة الإلهية لهذه النفس التي ألقت إتكالها على الله، فنرى نغمة الفرح في كلامه بعد ذلك فى ثقة في أن الله سيخلصه ويحرره، فالله حررنا من قيود إبليس لندخل إلى سعة الفردوس. لقد اختبر المرنم سعة طريق الرب، ولم تعد الآلام تحطمه، ولم يعد قلبه يحمل سوى الحب لله وللجميع حتى أعداؤه.
+ طلب الخلاص... يصرخ المرنم إلى الله لينعم عليه بالرحمة والخلاص من الضيق، فطالما نحن في العالم سيكون لنا ضيق من حروب داخلية وحروب خارجية، ومن يستسلم للحزن والضيق يصيبه الضرر في بصيرته وفي نفسه وجسده. يجب أن نطلب فى ثقة تدخل لله ونحول مشاعرنا إلى صلاة فنتعزى ونثق انه سيغلب بنا وفينا، وعندما نتعزى نسبح، فنجد تضرعاتنا ممزوجة بالتسابيح حتى لو تخلى عنا الكثيرين وصرنا مثل إناءٍ متلف فمهما اشتدت العزلة ومؤامرات الأعداء المحيقة فنحن نجد في الله المعونة والعزاء والنصرة، ومهما اشتد ظلام الآلام فالله يضئ بوجهه علينا فنتعزى.
+ الحياة المنتصرة على الآلام... يتدخل الله لخلاص المؤمنين من ضعفهم وخوفهم وأعدائهم فلهذا يفرحوا ويشكروا الرب وهذا ما يقودنا للتمتع بالمراحم الإلهية فنرتفع فوق الألم ويسبح القلب شكراً لله إذ يشعر بالاستجابة الإلهية. ويساعدنا في هذا أن نتذكر مراحم الرب في الماضي معنا. وحينما نشعر بأننا نرى المسيح وندخل إلى عذوبة الحوار معه لن نلتفت إلى الآلام بل نتطلع الى الله ونرى رحمته وعذوبته فما أعظم نعم الله علينا وحمايته لنا مما يدعونا لمحبته والسير فى تقواه منتظرين خلاصه ورحمته وعمل نعمته.
آية للتأمل
{مَا أَعْظَمَ جُودَكَ الَّذِي ذَخَرْتَهُ لِخَائِفِيكَ وَفَعَلْتَهُ لِلْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ تُجَاهَ بَنِي الْبَشَرِ. تَسْتُرُهُمْ بِسِتْرِ وَجْهِكَ مِنْ مَكَايِدِ النَّاسِ. تُخْفِيهِمْ فِي مَظَلَّةٍ مِنْ مُخَاصَمَةِ الأَلْسُنِ.} (مز 19:31-20)
قول لقديس..
(الإنسان الذي يكرّس نفسه لله مرة وعلى الدوام، يعبر الحياة بعقل مستريح) القديس مار إسحق السرياني
حكمة للحياة ..
+ يفرح جميع المتكلين عليك الى الابد يهتفون وتظللهم ويبتهج بك محبو اسمك (مز 5 : 11)
Let all those rejoice who put their trust in you; Let them ever shout for joy, because You defend them; Let those also who love Your name be joyful i You. Psa 5:11
صلاة..
" ليقل أتقياء الرب: لولا أن الرب كان معنا، عندما قام الأشرار علينا، لابتلعونا وهلكنا وخاب رجائنا، أقوياء قاموا علينا، والأشرار طلبوا نفسي، لم يجعلوا الله أمامهم، خلصنى يا الهي، نجينى من الهلاك عبدك، عليك توكلت فخلصنى. ليس لي ملجأ سواك ولا معين غيرك، قلت أنت صخرتي، قوتى وشفاء روحي ونفسي وجسدى، نجت أنفسنا كالعصفور من فخ الصياد، الفخ أنكسر ونحن نجونا. سلمنا فصرنا نحمل، قوتى وتسبحتى هو الرب وقد صار لي خلاصا مقدسا، لتتشدد وتتقوى نفوسكم يا جميع منتظرى الرب، أمين"
من الشعر والادب
" للرب الحرب"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أنتظرت نفسى خلاص الرب
فى وسط الضيق والكرب
خلصنى من أعداء غٌرب
أشرار، بلا رحمة ولا حب
صرخت اليك أنقذني يارب
حتى أن تركنى خلانى القرب
واثق فيك وحبك جوا القلب
تنصرنى وأهتف للرب الحرب
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 3/7
الْمَزْمُورُ الْحَادِي وَالثَّلاَثُونَ
1 عَلَيْكَ يَا رَبُّ تَوَكَّلْتُ. لاَ تَدَعْنِي أَخْزَى مَدَى الدَّهْرِ. بِعَدْلِكَ نَجِّنِي. 2أَمِلْ إِلَيَّ أُذْنَكَ. سَرِيعاً أَنْقِذْنِي. كُنْ لِي صَخْرَةَ حِصْنٍ بَيْتَ مَلْجَأٍ لِتَخْلِيصِي. 3لأَنَّ صَخْرَتِي وَمَعْقِلِي أَنْتَ. مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ تَهْدِينِي وَتَقُودُنِي. 4أَخْرِجْنِي مِنَ الشَّبَكَةِ الَّتِي خَبَّأُوهَا لِي لأَنَّكَ أَنْتَ حِصْنِي. 5فِي يَدِكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي. فَدَيْتَنِي يَا رَبُّ إِلَهَ الْحَقِّ. 6أَبْغَضْتُ الَّذِينَ يُرَاعُونَ أَبَاطِيلَ كَاذِبَةً. أَمَّا أَنَا فَعَلَى الرَّبِّ تَوَكَّلْتُ. 7أَبْتَهِجُ وَأَفْرَحُ بِرَحْمَتِكَ لأَنَّكَ نَظَرْتَ إِلَى مَذَلَّتِي وَعَرَفْتَ فِي الشَّدَائِدِ نَفْسِي 8وَلَمْ تَحْبِسْنِي فِي يَدِ الْعَدُوِّ بَلْ أَقَمْتَ فِي الرُّحْبِ رِجْلِي. 9اِرْحَمْنِي يَا رَبُّ لأَنِّي فِي ضِيقٍ. خَسَفَتْ مِنَ الْغَمِّ عَيْنِي. نَفْسِي وَبَطْنِي. 10لأَنَّ حَيَاتِي قَدْ فَنِيَتْ بِالْحُزْنِ وَسِنِينِي بِالتَّنَهُّدِ. ضَعُفَتْ بِشَقَاوَتِي قُوَّتِي وَبَلِيَتْ عِظَامِي. 11عِنْدَ كُلِّ أَعْدَائِي صِرْتُ عَاراً وَعِنْدَ جِيرَانِي بِالْكُلِّيَّةِ وَرُعْباً لِمَعَارِفِي. الَّذِينَ رَأُونِي خَارِجاً هَرَبُوا عَنِّي. 12نُسِيتُ مِنَ الْقَلْبِ مِثْلَ الْمَيْتِ. صِرْتُ مِثْلَ إِنَاءٍ مُتْلَفٍ. 13لأَنِّي سَمِعْتُ مَذَمَّةً مِنْ كَثِيرِينَ. الْخَوْفُ مُسْتَدِيرٌ بِي بِمُؤَامَرَتِهِمْ مَعاً عَلَيَّ. تَفَكَّرُوا فِي أَخْذِ نَفْسِي. 14أَمَّا أَنَا فَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ يَا رَبُّ. قُلْتُ: «إِلَهِي أَنْتَ». 15فِي يَدِكَ آجَالِي. نَجِّنِي مِنْ يَدِ أَعْدَائِي وَمِنَ الَّذِينَ يَطْرُدُونَنِي. 16أَضِئْ بِوَجْهِكَ عَلَى عَبْدِكَ. خَلِّصْنِي بِرَحْمَتِكَ. 17يَا رَبُّ لاَ تَدَعْنِي أَخْزَى لأَنِّي دَعَوْتُكَ. لِيَخْزَ الأَشْرَارُ. لِيَسْكُتُوا فِي الْهَاوِيَةِ. 18لِتُبْكَمْ شِفَاهُ الْكَذِبِ الْمُتَكَلِّمَةُ عَلَى الصِّدِّيقِ بِوَقَاحَةٍ بِكِبْرِيَاءَ وَاسْتِهَانَةٍ. 19مَا أَعْظَمَ جُودَكَ الَّذِي ذَخَرْتَهُ لِخَائِفِيكَ وَفَعَلْتَهُ لِلْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ تُجَاهَ بَنِي الْبَشَرِ. 20تَسْتُرُهُمْ بِسِتْرِ وَجْهِكَ مِنْ مَكَايِدِ النَّاسِ. تُخْفِيهِمْ فِي مَظَلَّةٍ مِنْ مُخَاصَمَةِ الأَلْسُنِ. 21مُبَارَكٌ الرَّبُّ لأَنَّهُ قَدْ جَعَلَ عَجَباً رَحْمَتَهُ لِي فِي مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ. 22وَأَنَا قُلْتُ فِي حَيْرَتِي: «إِنِّي قَدِ انْقَطَعْتُ مِنْ قُدَّامِ عَيْنَيْكَ». وَلَكِنَّكَ سَمِعْتَ صَوْتَ تَضَرُّعِي إِذْ صَرَخْتُ إِلَيْكَ. 23أَحِبُّوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ أَتْقِيَائِهِ. الرَّبُّ حَافِظُ الأَمَانَةِ وَمُجَازٍ بِكَثْرَةٍ الْعَامِلَ بِالْكِبْرِيَاءِ. 24لِتَتَشَدَّدْ وَلْتَتَشَجَّعْ قُلُوبُكُمْ يَا جَمِيعَ الْمُنْتَظِرِينَ الرَّبَّ.
تأمل..
+ حياتنا بين يدى الله .. هذا المزمور صلاة إنسان مضطهد يئن ويطلب تدخل الله وحمايته في مواجهة تهديد الموت العنيف. صلاة داود النبى هذا المزمور أثناء تمرد أبشالوم عليه أو أثناء اضطهاد شاول المرير له بعد هروبه إلى قعيلة حيث كان في برية معون (1 صم 23: 13-26)؛ وقد عانى داود من التعب والأحزان والضعف وتوبيخ الأعداء ومن الشعور بالعزلة والخوف والخطر. لقد آمن أنه في كل ظروف التعب فان الله هو ملجأه. المزمور يمثل الصراع الدائم الذي يُعاني منه المؤمنون أو الكنيسة ككل في هذا العالم الحاضر من الشيطان وقواته، والخلاص والنصرة اللذين يتبعان هذا الصراع على وجه اليقين. إن كان داود النبى صرخ إلى الرب في ضيقته بسبب اتفاق أهل قعيلة مع شاول على تسليمه، قائلاً: {في يديك استودع روحي} فإن هذه هي صرخة الرب يسوع الذي إذ حمل خطايا العالم كله على كتفيه على الصليب (لو 23: 46)، وعقب الصليب قام فى مجد منتصرا. فان هذا المزمور صرخة كل تقي في كل جيل حين يحدق به الضيق من كل جانب، فيحوّل الله صرخته المرة إلى ترنم وتسبيح.
+ الله ملجأ المؤمن.. داود النبى وقد حاقت به مخاطر الموت يلقي كل إتكاله على الله، فالله عادل يرى ظلم أعداء المؤمنين لهم وينجيهم طالما وضعنا ثقتنا فيه. الله يسمع حتى تنهدات القلب الداخلية. وهنا المرنم يشعر بان عدوه نصب له فخاً، ويطلب من الله الحماية. ويصل المرنم إلى أقصى درجات الاتكال على الله فيستودع روحه في يدي الله. ولقد كانت هذه آخر كلمات الرب يسوع على الصليب وآخر كلمات اسطفانوس (أع59:7). وحين تصل النفس إلى هذه الدرجة من التسليم تشعر بأقصى درجات الأمان لذلك رأى اسطفانوس السماء مفتوحة، بل صلي طالباً لمن يرجمونه غفران خطيتهم. فإن كان الله قد بذل ابنه لأجلنا فهو لن يبخل علينا بأي شئ (رو32:8) ونلاحظ الاستجابة الإلهية لهذه النفس التي ألقت إتكالها على الله، فنرى نغمة الفرح في كلامه بعد ذلك فى ثقة في أن الله سيخلصه ويحرره، فالله حررنا من قيود إبليس لندخل إلى سعة الفردوس. لقد اختبر المرنم سعة طريق الرب، ولم تعد الآلام تحطمه، ولم يعد قلبه يحمل سوى الحب لله وللجميع حتى أعداؤه.
+ طلب الخلاص... يصرخ المرنم إلى الله لينعم عليه بالرحمة والخلاص من الضيق، فطالما نحن في العالم سيكون لنا ضيق من حروب داخلية وحروب خارجية، ومن يستسلم للحزن والضيق يصيبه الضرر في بصيرته وفي نفسه وجسده. يجب أن نطلب فى ثقة تدخل لله ونحول مشاعرنا إلى صلاة فنتعزى ونثق انه سيغلب بنا وفينا، وعندما نتعزى نسبح، فنجد تضرعاتنا ممزوجة بالتسابيح حتى لو تخلى عنا الكثيرين وصرنا مثل إناءٍ متلف فمهما اشتدت العزلة ومؤامرات الأعداء المحيقة فنحن نجد في الله المعونة والعزاء والنصرة، ومهما اشتد ظلام الآلام فالله يضئ بوجهه علينا فنتعزى.
+ الحياة المنتصرة على الآلام... يتدخل الله لخلاص المؤمنين من ضعفهم وخوفهم وأعدائهم فلهذا يفرحوا ويشكروا الرب وهذا ما يقودنا للتمتع بالمراحم الإلهية فنرتفع فوق الألم ويسبح القلب شكراً لله إذ يشعر بالاستجابة الإلهية. ويساعدنا في هذا أن نتذكر مراحم الرب في الماضي معنا. وحينما نشعر بأننا نرى المسيح وندخل إلى عذوبة الحوار معه لن نلتفت إلى الآلام بل نتطلع الى الله ونرى رحمته وعذوبته فما أعظم نعم الله علينا وحمايته لنا مما يدعونا لمحبته والسير فى تقواه منتظرين خلاصه ورحمته وعمل نعمته.
الأربعاء، 5 مارس 2014
آية وقول وحكمة ليوم الخميس الموافق 3/6
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ حَوَّلْتَ نَوْحِي إِلَى رَقْصٍ لِي. حَلَلْتَ مِسْحِي وَمَنْطَقْتَنِي فَرَحاً. لِكَيْ تَتَرَنَّمَ لَكَ رُوحِي وَلاَ تَسْكُتَ. يَا رَبُّ إِلَهِي إِلَى الأَبَدِ أَحْمَدُكَ.} (مز11:30-12)
قول لقديس..
( يلزم وجود من هو كموسى يقدم نفسه لأجل الخطاة، أو مثل إرميا النبي، الذي بالرغم من قول الرب له: وأنت فلا تصلِّ لأجل هذا الشعب."إر 7: 16". إلاَّ أنه صلى من أجلهم، ونال لأجلهم الغفران. ففي صلاة نبي كهذا أمرهم الرب أن ينزعوا ثياب النوح والتنهدات قائلاً : اخلعي يا أورشليم حلة النوح والمذلة، والبسي بهاء المجد من عند الله إلى الأبد.) القديس أمبروسيوس
حكمة للحياة ..
+ استجبني يا رب استجبني ليعلم هذا الشعب انك انت الرب الاله وانك انت حولت قلوبهم رجوعا (1مل 18 : 37)
Hear me, O LORD, hear me, that this people may know that You are the LORD God and that You turned their hearts back to you again. Ki 18:37
صلاة..
" أشكرك يارب من أجل مراحمك الجزيلة والمتجددة. يامن يقبل اليه توبة الخطاة ويرحم شعبه ويجود عليه بالخلاص والنجاة. منقذ حياتنا من الفساد ومتوجنا بالمراحم والرأفات، انت الطبيب الحقيقى لارواحنا ونفوسنا واجسادنا. ترد نفوسنا من طريق الضلال، وتهدى أرجلنا الى سبل البر والسلام، تحول حزننا الي فرح، وتمنحنا روح المحبة والنصح والقوة. وتبدل يأسنا الى رجاء، وظلمتنا الى نور وشكوكنا الى إيمان ويقين، فنترنم بعملك الخلاصى ونحيا قوة التوبة والحياة المقامة معك. أيها الرب الهنا ما أعجب أسمك فى الأرض كلها "
من الشعر والادب
" يارب من مثلك ؟"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
بعد الظلمة لابد هيطلع نور
والتائب على الخطية يثور
ويكون كلام الله له دستور
بمراحم الرب يرنم فى حبور
يارب من مثلك رحيم وستور!
تقبل الخاطي وتجعله أبن النور
تحول حزنه لفرح كلى وسرور
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 3/6
الْمَزْمُورُ الثَّلاَثُونَ
1 أُعَظِّمُكَ يَا رَبُّ لأَنَّكَ نَشَلْتَنِي وَلَمْ تُشْمِتْ بِي أَعْدَائِي. 2يَا رَبُّ إِلَهِي اسْتَغَثْتُ بِكَ فَشَفَيْتَنِي.3يَا رَبُّ أَصْعَدْتَ مِنَ الْهَاوِيَةِ نَفْسِي. أَحْيَيْتَنِي مِنْ بَيْنِ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ. 4رَنِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَتْقِيَاءَهُ وَاحْمَدُوا ذِكْرَ قُدْسِهِ. 5لأَنَّ لِلَحْظَةٍ غَضَبَهُ. حَيَاةٌ فِي رِضَاهُ. عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ. 6وَأَنَا قُلْتُ فِي طُمَأْنِينَتِي: «لاَ أَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ». 7يَا رَبُّ بِرِضَاكَ ثَبَّتَّ لِجَبَلِي عِزّاً. حَجَبْتَ وَجْهَكَ فَصِرْتُ مُرْتَاعاً. 8إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَصْرُخُ وَإِلَى السَّيِّدِ أَتَضَرَّعُ. 9مَا الْفَائِدَةُ مِنْ دَمِي إِذَا نَزَلْتُ إِلَى الْحُفْرَةِ؟ هَلْ يَحْمَدُكَ التُّرَابُ؟ هَلْ يُخْبِرُ بِحَقِّكَ؟ 10اسْتَمِعْ يَا رَبُّ وَارْحَمْنِي. يَا رَبُّ كُنْ مُعِيناً لِي. 11حَوَّلْتَ نَوْحِي إِلَى رَقْصٍ لِي. حَلَلْتَ مِسْحِي وَمَنْطَقْتَنِي فَرَحاً 12لِكَيْ تَتَرَنَّمَ لَكَ رُوحِي وَلاَ تَسْكُتَ. يَا رَبُّ إِلَهِي إِلَى الأَبَدِ أَحْمَدُكَ.
تأمل..
+ شكر لمحبة الله وخلاصه.. مزمور شكر لله وأعتراف بعمل نعمته ومحبته وشفائه للنفس ونجاتها وخلاصها من الخطية والمرض وتجديد الله لها ليجعل المؤمن بيتا مقدسا ومكرسا له. يرى القديس أثناسيوس الرسولي أن هذا المزمور أنشده داود النبي لما عرف أن الرب قد غفر إثمه، وتجددت بالتوبة نفسه الكائنة في بيت الرب لتكون مسكنا لله وهو نبوة عن ربنا الذي جدد طبيعتنا البشرية بكونها بيته الخاص به وذلك بقوة القيامة. فخلال السقوط في الخطية مرضت النفس ويتم شفائها بقبول عمل المسيح الخلاصى، وقد أستخدم المزمور لتدشين قصر داود نفسه. وعلينا أن نكرّس لله أنفسنا وبيوتنا وعائلاتنا ونطلب بركته. فالمزمور هو صلاة شكر ترفعها الكنيسة والنفس البشرية التي تخلصت من الموت ولم يعد لابليس سلطان عليها بعد ان تقدست لله وأنقذها الرب من الهاوية والهلاك. ويسأل المرتل كل من آمن بخلاص الله أن يسبح معه مراحم الله، فغضب الله لا يمتد طويلاً ولكنه يؤدب لكي يعطي حياة أبدية. وعلينا ان نحاسب أنفسنا قبل ان ننام ونتوب عن خطايانا ليتجدد فينا روح التوبة والفرح ونقوم فى جدة الحياة بروح القوة والفرح.
+ دعوة للتذكر والتعلم من الماضى... هذا المزمور هو تسبحة الخاطئ التائب، فبخطيتنا نستحق الهلاك في الجب وبتوبتنا يرضى الله علينا فننجو من الهلاك ونسبح الله على قبوله لنا. والتسبيح هو عمل الروح القدس فينا الذي يدفعنا لنسبح الله. المرتل يدعونا للتعلم من الماضى وخبراته وإذ إتكل على ذاته أخطأ فحجب الله وجهه عنه، فصار محروماً من نعمة الله ورحمته. ولقد حدث مع داود هذا فعلاً ففي كبرياء قلبه أراد إحصاء الشعب فسقط، ويعترف أن كل ما هو جميل وعظيم فيه إنما هو بنعمة الله وليس لبر فيه وحين يصرف الله وجهه عنا يتحوَّل الجمال والقوة إلى قلق واضطراب. وهذا ما حدث للبشرية إذ بسقوطها فقدت سلامها وقوتها وسلطانها ولم يعد أمامها سوى الصرخ إلى الله من أجل مراحمه عليها وتحقيق مواعيده الإلهية.
+ تجديد التسبيح... يحول الله حزن التائب إلى فرح عندما يقبل الى التوبة فتغفر خطاياه ويشترك في احتفال بهيج ويتناول من الأسرار المقدسة فيلبس ثوب الخلاص ويتغير داخله وتستجاب صلاته لذلك في كنيستنا القبطية نرتل هذا المزمور أثناء ارتداء ملابس الخدمة البيضاء قبل صلاة القداس، لكي تترنم لله أروحنا ولا تسكت ونحمد الله لنعمته وخلاصه.
آية للتأمل
{ حَوَّلْتَ نَوْحِي إِلَى رَقْصٍ لِي. حَلَلْتَ مِسْحِي وَمَنْطَقْتَنِي فَرَحاً. لِكَيْ تَتَرَنَّمَ لَكَ رُوحِي وَلاَ تَسْكُتَ. يَا رَبُّ إِلَهِي إِلَى الأَبَدِ أَحْمَدُكَ.} (مز11:30-12)
قول لقديس..
( يلزم وجود من هو كموسى يقدم نفسه لأجل الخطاة، أو مثل إرميا النبي، الذي بالرغم من قول الرب له: وأنت فلا تصلِّ لأجل هذا الشعب."إر 7: 16". إلاَّ أنه صلى من أجلهم، ونال لأجلهم الغفران. ففي صلاة نبي كهذا أمرهم الرب أن ينزعوا ثياب النوح والتنهدات قائلاً : اخلعي يا أورشليم حلة النوح والمذلة، والبسي بهاء المجد من عند الله إلى الأبد.) القديس أمبروسيوس
حكمة للحياة ..
+ استجبني يا رب استجبني ليعلم هذا الشعب انك انت الرب الاله وانك انت حولت قلوبهم رجوعا (1مل 18 : 37)
Hear me, O LORD, hear me, that this people may know that You are the LORD God and that You turned their hearts back to you again. Ki 18:37
صلاة..
" أشكرك يارب من أجل مراحمك الجزيلة والمتجددة. يامن يقبل اليه توبة الخطاة ويرحم شعبه ويجود عليه بالخلاص والنجاة. منقذ حياتنا من الفساد ومتوجنا بالمراحم والرأفات، انت الطبيب الحقيقى لارواحنا ونفوسنا واجسادنا. ترد نفوسنا من طريق الضلال، وتهدى أرجلنا الى سبل البر والسلام، تحول حزننا الي فرح، وتمنحنا روح المحبة والنصح والقوة. وتبدل يأسنا الى رجاء، وظلمتنا الى نور وشكوكنا الى إيمان ويقين، فنترنم بعملك الخلاصى ونحيا قوة التوبة والحياة المقامة معك. أيها الرب الهنا ما أعجب أسمك فى الأرض كلها "
من الشعر والادب
" يارب من مثلك ؟"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
بعد الظلمة لابد هيطلع نور
والتائب على الخطية يثور
ويكون كلام الله له دستور
بمراحم الرب يرنم فى حبور
يارب من مثلك رحيم وستور!
تقبل الخاطي وتجعله أبن النور
تحول حزنه لفرح كلى وسرور
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 3/6
الْمَزْمُورُ الثَّلاَثُونَ
1 أُعَظِّمُكَ يَا رَبُّ لأَنَّكَ نَشَلْتَنِي وَلَمْ تُشْمِتْ بِي أَعْدَائِي. 2يَا رَبُّ إِلَهِي اسْتَغَثْتُ بِكَ فَشَفَيْتَنِي.3يَا رَبُّ أَصْعَدْتَ مِنَ الْهَاوِيَةِ نَفْسِي. أَحْيَيْتَنِي مِنْ بَيْنِ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ. 4رَنِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَتْقِيَاءَهُ وَاحْمَدُوا ذِكْرَ قُدْسِهِ. 5لأَنَّ لِلَحْظَةٍ غَضَبَهُ. حَيَاةٌ فِي رِضَاهُ. عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ. 6وَأَنَا قُلْتُ فِي طُمَأْنِينَتِي: «لاَ أَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ». 7يَا رَبُّ بِرِضَاكَ ثَبَّتَّ لِجَبَلِي عِزّاً. حَجَبْتَ وَجْهَكَ فَصِرْتُ مُرْتَاعاً. 8إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَصْرُخُ وَإِلَى السَّيِّدِ أَتَضَرَّعُ. 9مَا الْفَائِدَةُ مِنْ دَمِي إِذَا نَزَلْتُ إِلَى الْحُفْرَةِ؟ هَلْ يَحْمَدُكَ التُّرَابُ؟ هَلْ يُخْبِرُ بِحَقِّكَ؟ 10اسْتَمِعْ يَا رَبُّ وَارْحَمْنِي. يَا رَبُّ كُنْ مُعِيناً لِي. 11حَوَّلْتَ نَوْحِي إِلَى رَقْصٍ لِي. حَلَلْتَ مِسْحِي وَمَنْطَقْتَنِي فَرَحاً 12لِكَيْ تَتَرَنَّمَ لَكَ رُوحِي وَلاَ تَسْكُتَ. يَا رَبُّ إِلَهِي إِلَى الأَبَدِ أَحْمَدُكَ.
تأمل..
+ شكر لمحبة الله وخلاصه.. مزمور شكر لله وأعتراف بعمل نعمته ومحبته وشفائه للنفس ونجاتها وخلاصها من الخطية والمرض وتجديد الله لها ليجعل المؤمن بيتا مقدسا ومكرسا له. يرى القديس أثناسيوس الرسولي أن هذا المزمور أنشده داود النبي لما عرف أن الرب قد غفر إثمه، وتجددت بالتوبة نفسه الكائنة في بيت الرب لتكون مسكنا لله وهو نبوة عن ربنا الذي جدد طبيعتنا البشرية بكونها بيته الخاص به وذلك بقوة القيامة. فخلال السقوط في الخطية مرضت النفس ويتم شفائها بقبول عمل المسيح الخلاصى، وقد أستخدم المزمور لتدشين قصر داود نفسه. وعلينا أن نكرّس لله أنفسنا وبيوتنا وعائلاتنا ونطلب بركته. فالمزمور هو صلاة شكر ترفعها الكنيسة والنفس البشرية التي تخلصت من الموت ولم يعد لابليس سلطان عليها بعد ان تقدست لله وأنقذها الرب من الهاوية والهلاك. ويسأل المرتل كل من آمن بخلاص الله أن يسبح معه مراحم الله، فغضب الله لا يمتد طويلاً ولكنه يؤدب لكي يعطي حياة أبدية. وعلينا ان نحاسب أنفسنا قبل ان ننام ونتوب عن خطايانا ليتجدد فينا روح التوبة والفرح ونقوم فى جدة الحياة بروح القوة والفرح.
+ دعوة للتذكر والتعلم من الماضى... هذا المزمور هو تسبحة الخاطئ التائب، فبخطيتنا نستحق الهلاك في الجب وبتوبتنا يرضى الله علينا فننجو من الهلاك ونسبح الله على قبوله لنا. والتسبيح هو عمل الروح القدس فينا الذي يدفعنا لنسبح الله. المرتل يدعونا للتعلم من الماضى وخبراته وإذ إتكل على ذاته أخطأ فحجب الله وجهه عنه، فصار محروماً من نعمة الله ورحمته. ولقد حدث مع داود هذا فعلاً ففي كبرياء قلبه أراد إحصاء الشعب فسقط، ويعترف أن كل ما هو جميل وعظيم فيه إنما هو بنعمة الله وليس لبر فيه وحين يصرف الله وجهه عنا يتحوَّل الجمال والقوة إلى قلق واضطراب. وهذا ما حدث للبشرية إذ بسقوطها فقدت سلامها وقوتها وسلطانها ولم يعد أمامها سوى الصرخ إلى الله من أجل مراحمه عليها وتحقيق مواعيده الإلهية.
+ تجديد التسبيح... يحول الله حزن التائب إلى فرح عندما يقبل الى التوبة فتغفر خطاياه ويشترك في احتفال بهيج ويتناول من الأسرار المقدسة فيلبس ثوب الخلاص ويتغير داخله وتستجاب صلاته لذلك في كنيستنا القبطية نرتل هذا المزمور أثناء ارتداء ملابس الخدمة البيضاء قبل صلاة القداس، لكي تترنم لله أروحنا ولا تسكت ونحمد الله لنعمته وخلاصه.
الثلاثاء، 4 مارس 2014
آية وقول وحكمة ليوم الأربعاء الموافق 3/5
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ الرَّبُّ يُعْطِي عِزّاً لِشَعْبِهِ. الرَّبُّ يُبَارِكُ شَعْبَهُ بِالسَّلاَمِ.} (مز 11:29)
قول لقديس..
( إننا نثق في ذاك الذي قال: افرحوا، أنا قد غلبت العالم. لأننا ننال النصرة على عدونا إبليس، بمعونته وحمايته) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ اخيرا ايها الاخوة افرحوا اكملوا تعزوا اهتموا اهتماما واحدا عيشوا بالسلام واله المحبة والسلام سيكون معكم (2كو 13 : 11)
Finally, brethren, farewell. Become complete. Be of good comfort, be of one mind, live in peace; and the God of love and peace will be with you. 2 Co 13:11
صلاة..
" أيها الرب الهنا الذى يريد أن الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون، لك نعطي المجد والعزة والكرامة ونريد أن نعبدك بالروح والحق ونتبعك بكل القلب. ونصلى بكل قلوبنا لكي ما تعرفنا ارادتك المقدسة لنصنعها كل حين، ونطلب أن تسمعنا صوتك وتقودنا فى الطريق وأهباً الحكمة والسلام لشعبك أجمعين. نصلى ليصل صوت كلامك الى كل نفس، لتلين القلوب القاسية وتخشع والقلوب المتكبرة تنكسر وتجذع، والبعيدين عنك يرجعوا ويطيعوا صوتك الوديع ونكون رعية واحدة لراع وأحد، أمين"
من الشعر والادب
" صوت الرب"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
وسط الأصوات الكثيرة،
المزعجة أو المثيرة،
صوتك يارب أنا أًسيره
اللي نايم يوقظ ضميره
والصاحى للخير ينيره.
صوت يحطم قسوتي
ويدى حلاوة لدنيتي
ويفتح لي باب أبديتي
يدينى حكمة فى كلمتي
صوتك سلامي وبهجتي.
قراءة مختارة ليوم
الأربعاء الموافق 3/5
الْمَزْمُورُ التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ
مز 11:29-10
1قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْداً وَعِزّاً. 2قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدَ اسْمِهِ. اسْجُدُوا لِلرَّبِّ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ. 3صَوْتُ الرَّبِّ عَلَى الْمِيَاهِ. إِلَهُ الْمَجْدِ أَرْعَدَ. الرَّبُّ فَوْقَ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ. 4صَوْتُ الرَّبِّ بِالْقُوَّةِ. صَوْتُ الرَّبِّ بِالْجَلاَلِ. 5صَوْتُ الرَّبِّ مُكَسِّرُ الأَرْزِ وَيُكَسِّرُ الرَّبُّ أَرْزَ لُبْنَانَ 6وَيُمْرِحُهَا مِثْلَ عِجْلٍ. لُبْنَانَ وَسِرْيُونَ مِثْلَ فَرِيرِ الْبَقَرِ الْوَحْشِيِّ. 7صَوْتُ الرَّبِّ يَقْدَحُ لُهُبَ نَارٍ. 8صَوْتُ الرَّبِّ يُزَلْزِلُ الْبَرِّيَّةَ. يُزَلْزِلُ الرَّبُّ بَرِيَّةَ قَادِشَ. 9صَوْتُ الرَّبِّ يُوَلِّدُ الإِيَّلَ وَيَكْشِفُ الْوُعُورَ وَفِي هَيْكَلِهِ الْكُلُّ قَائِلٌ: «مَجْدٌ». 10الرَّبُّ بِالطُّوفَانِ جَلَسَ وَيَجْلِسُ الرَّبُّ مَلِكاً إِلَى الأَبَدِ. 11الرَّبُّ يُعْطِي عِزّاً لِشَعْبِهِ. الرَّبُّ يُبَارِكُ شَعْبَهُ بِالسَّلاَمِ.
تأمل..
+ سلطان الله وعظمته .. هذا المزمور يدعونا الى الأعتراف بسيادة الرب وسلطانه؛ فيدعونا الى أعطاء المجد والعزة لله مع الكائنات العلوية ومع الطبيعة المتمثلة فى صوت الرعد العنيف الصادر عن الطبيعية. ويرى البعض أن داود النبي قد وضع هذا المزمور بعد انتهائه من تحضير الخيمة وخروجه منها أن الخيمة هنا تشير الي الجسد الذي تسكنه النفس، والخروج منه إنما الرحيل من هذا العالم الزائل، وكأن المزمور يعلمنا التأهب للسفر والرحيل إلى الوطن السماوي. ويرى بعض الآباء هذا المزمور بكونه مزمور عمل الله المجيد الذي يَهُبُّ بروحه القدوس كعاصفة تزلزل أعماق النفس وتُعدّها للخروج من هذا العالم بحياة مقدسة تمجد الله. إنه مزمور مجد الله العامل في شعبه ليدخل بهم إلى شركة أمجاده. ونجد "صوت الرب" يتكرر سبع مرات، مصورًا قوة الكلمة وفاعليتها في حياة بني البشر. أنه الكلمة الأزلي المتجسد الذي نزل إلى العالم ليُقيم من تلاميذه رسل يدعونا للتمتع بالحياة الإنجيلية الجديدة، وبالإيمان والمعمودية نولد ولادة جديدة كابناء لله ننعم بالبركة والعّز والمجد.
+ دعوة إلى عبادة الله .. يطلب دواد النبى من كل أبناء الله أن يسجدوا لله ويمجدوا اسمه. وفي السجود إنسحاق وشعور بالاحتياج. اننا نمجد الله بأعمالنا الصالحة ليراها الناس ويمجدوه (مت16:5). كما اننا مدعوين لتقديم أنفسنا واجسادنا كذبائح حية مقبولة ونقدم تسبيحنا كثمر شفاه تعترف بمجد الرب الذى يقودنا بروحه القدوس
+ سماع صوت الرب.. ان كلمة صوت الرب تكررت سبعة مرات في إشارة لعمل الروح القدس الكامل في الكنيسة وفي السبع أسرارها السبعة. ان صوت الرب قوى وفي العهد القديم حينما تكلم الله أرعد الجبل وخرجت نار فخاف الجميع، وحينما تكلم بولس إرتعب فيلكس الوالي، وحينما كلم المسيح السامرية تغيرت، وشعر موسى بجلال الرب وهو أمامه في العليقة، وكان المسيح بالرغم من اتضاعه في جلال عجيب فهو مولود في مذود ولكن ملائكة السماء ترتل له في جلال. هرب إلى مصر فتحطمت أصنامها، ومن يصغى لصوت الرب الله ويستجيب يعمل فيه بقوة فكلمة الرب تخيف المتكبرين وتحطم تجبرهم ولا شئ يثبت أمام مجد الرب مهما كانت قوته، فهو يحول الانسان المقفر كبرية خربة الى جنة مثمرة. يحول القلوب الحجرية لقلوب لحمية حية، ويحول الجحود والقساوة إلى حب وتوبة وإشتياق لله. ويولد في نفس المؤمن الفرح والسلام والاشتياق إلى ينابيع الامتلاء من الروح القدس. صوت الرب يكشف الوعور أي الغابات الكثيفة التى بسبب كثافة أشجارها تحجز عنها نور الشمس فتكون مظلمة، وأرضها موحلة تحيا فيها الثعابين والزواحف السامة، وداود رأى أن صوت الله يكشف هذه الغابات فيشرق فيها نور الشمس والمسيح هو شمس برنا. الذى تهرب منه الحيات والعقارب. أن صوت الرب يمنح المؤمن السلام ويحطّم كبرياء الانسان العتيق وشهواته ليقيم إنساناً جديداً (رو3:6،4) وهذا الإنسان الجديد يملك الله علي قلبه فيعطي المجد والشكر لله على عمله ويتمع المؤمن بسلام الله الكامل.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)