للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ يتعرض المؤمن فى حياته لأغراءات كثيرة. لاسيما فى عصر السموات المفتوحة والنت والدش والتلفزيون، وما أكثر العثرات التى تقابلنا كل يوم من الشيطان والأشرار والبيئة الخاطئة وعلينا أن نحب الله ونحفظ وصاياه ونرفض الشر ومشورة إبليس أو أصدقاء السوء ونلتصق بالخير ونسلك بحكمة لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الأيام شريرة. نشبع بعشرة لله ونحب أخوتنا محبة روحية تبنيهم. ونرفض الأغراء ولا نقبل السقوط. لقد خدعت الحية والشيطان أمنا حواء : { فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ.} ( تك 5:3-6). هنا راينا الله يبادر بالبحث عن أبوينا ويسأل أمنا حواء {فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ.} ( تك 13:3) كان قصد الله بالسؤال أن تعترف حواء بخطيتها ولكن هذا لم يحدث، بل بررت نفسها وألقت اللوم علي الحية كما القي آدم باللوم علي حواء. وربما يكون جواب حواء أفضل من جواب آدم إذ هي تقر بأنها خدعت ولكن آدم وهو رأس المرأة أختبأ وراء إمرأة كان المفروض أنها هي تمتثل به وتتعلم منه.
+ أن ابوينا آدم وحواء سقطا فى خطايا عديدة يذكر العديد منها مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالت فى كتابه عن آدم وحواء ومنها العصيان ومخالفة فالله أنذرهم وخالفوا الوصية بمعرفة وليس عن جهل. كما أنها خطية المعاشرات الرديئة فى الحوار مع الحية وقبول كلامها، وتستمر حواء في الحوار بينما الحية تشكك في كلام الله. فسقطت أمنا حواء في خطية الشك في الله ومحبته. وإنقادت حواء للحية وآدم لحواء. كما أنهما في ضعف إيمان قبلا كلام الحية أكثر من كلام الله وأستسلما لخطية الشهوة فالشجرة صارت فى عينيهما جيدة للأكل وبهجة للعيون وشهية للنظر. كما أنهما سقطا في خطية الكبرياء، أذ أرادا أن يصيرا مثل الله " وهي نفس سقطة الشيطان (أش 14:14). ووقعا فى خطية عدم القناعة فكان أمامهم كل شجر الجنة ولم يكتفوا به. وقعت أمنا حواء فى خطية إعثار الآخرين وأعطت رجلها أيضاً. وحاولا تبرير النفس بالقاء التبعية علي الغير بما يحمل من مشاعر عدم المحبة فآدم يرجع السبب في خطيته لله ولحواء، وحواء ترجع السبب الي الحية وبعد السقوط قاما بتغطية الخطية بأوراق التين كمحاولة للتستر من الخارج ولا فائدة للتغطية سوي بدم المسيح. وهربا آدم وحواء من الله في جهل بقدرة الله والظن أنهما حين يختبئان لا يراهما الله. ونحن لسنا فى حال أفضل من أبوينا بل كثيرا ما نبتعد عن وصايا الله ونسمع لمشورة الشيطان ونقع فى نفس الخطايا ونتسبب فى العثرات لغيرنا وويل لمن تأتى من قبله العثرات.
+ الله يسأل كل منا عقب كل خطية ويبكتنا بروحه القدوس قائلا{ مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟} لكي نرجع اليه ونعترف بخطيئتنا، فهل نلقى باللوم على الشيطان أو الغير أو البيئة الخاطئة ونقدم الأعزار والتبريرات أم نعترف بخطيئتنا وذنوبنا {من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم}(ام 28 : 13). الأفضل أن نسأل أنفسنا قبل الشروع فى العمل هل هذا الفكر أو العمل يرضى الله أم لا؟ وكل فكر أو عمل لا يرضى الله لا نفكر فيه ولا نعمله. وعلينا أن نسرع بالتوبة عن الخطية متى فعلنا شئ لا يرضى الله ونترك الخطية ونعترف بجهلنا وضعفنا ونطلب الغفران { ليترك الشرير طريقه ورجل الاثم افكاره وليتب الى الرب فيرحمه والى الهنا لانه يكثر الغفران} (اش 55 : 7). علينا أن ننقاد لروح الله فى كل عمل صالح ونحيد عن الشر ونصنع الخير حينئذ يكون لنا المدح من الله {لانه يجازي الانسان على فعله وينيل الرجل كطريقه }(اي 34 : 11). {فان ابن الانسان سوف ياتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله} (مت 16 : 27). علينا أن نصلح ما قد أفسدناه ونتعلم من خبرات الماضي والأخرين ونحيا حياة الإيمان العامل بالمحبة ونثمر ثمر البر. جيد أن لا نخطئ وأن أخطئنا نسرع الى التوبة ونشكر الله على محبته فهو لا يشاء هلاك الخاطئ مثلما يرجع فتحيا نفسه { فاذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقا وعدلا فحياة يحيا لا يموت. كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه في بره الذي عمل يحيا (حز 18 : 21- 22).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق