للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ كم مرة هاجت علينا رياح التجارب والضيقات فخفنا وضعف إيماننا؟ فهل عندما نواجه الرياح والأمواج نصلي بدموع وعمق الي الله ليسكت الريح وأمواج التجارب أم نلجأ الي الشكوى والتذمر؟. ذات مرة أنطلق السيد المسيح مع التلاميذ ليلا عبر بحيرة طبرية والمعروفة بالعواصف العنيفة المفاجئة وهبت عليهم الريح وهاجت الأمواج وكان السيد نائما فاضطرب التلاميذ وأيقظوه خوفا من الغرق فقام وأنتهر الريح وأسكت البحر{ فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟» فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «اسْكُتْ! ابْكَمْ!». فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. وَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هَكَذَا؟ كَيْفَ لاَ إِيمَانَ لَكُمْ؟» فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً، وَقَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَنْ هُوَ هَذَا؟ فَإِنَّ الرِّيحَ أَيْضاً وَالْبَحْرَ يُطِيعَانِهِ!} ( مر38:4-41). أن السفينة هي صورة مصغرة للكنيسة التى تتعرض لعواصف شديدة يثيرها الشيطان ضدها، أو مثال لكل نفس بشرية تقبل المسيح داخلها وتؤمن به فيثير الشيطان ضدها رياح التجارب. لكن علينا أن نتشجع ونتشدد ونتقوى فى الإيمان ولا نخاف أو نضطرب بل نصرخ ونصلى لله وهو قطعاً لن يسمح للسفينة أن تغرق وكيف تغرق وهو بداخلها. إذاً لنصرخ للمسيح دون أن يضعف أو نفقد إيماننا، ولا نشك ولو للحظة أن السفينة ستغرق، وإلاّ سنسمع توبيخ السيد المسيح ما بالكم خائفين يا قليلى الإيمان؟.
+ الخوف هو طاقة مدمرة تشل التفكير السليم وتفقدنا القدرة على العمل المناسب فى الوقت المناسب. وقد جاء السيد المسيح ليحررنا من العبودية الخوف المرضى من الشيطان والضيقات والموت ويهبنا حرية مجد ابناء الله. والكتاب المقدس مملوء بوعود الله الصادقة والمعزية واعماله القوية مع ابنائه والتى تعطي الاطمئنان والسلام الداخلى وعدم الخوف. لقد تكررت كثيراً عبارة "لا تخف" فى الكتاب المقدس مرات كثيرة جداً لكى نحيا فى سلام وعدم خوف. أن الله كاب لنا يرعى ابنائه ولن ينسانا حتى ان نسيت الام رضيعها. وحتى فى الظروف والاحداث الصعبة فان المؤمن لا يخاف فمادام الله معنا فمن علينا، انه الذى جاز بالفتية فى اتون النار وسد افواه الاسود وقاد الكنيسة عبر تاريخها الطويل يجعل كل الاشياء تعمل معنا للخير للذين يحبون الله.
+ مع الإيمان لا خوف من مستقبل او مرض او اضطهاد او حتى استشهاد فالله ربنا القادر على كل شئ سيقودنا فى موكب نصرته. لن يستطيع شئ ان يؤذينا الا بسماح منه ولفائدتنا ومهما حصل من احداث لا ينبغي أن تؤثر على سلام المؤمن الداخلى { سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب} (يو 14 : 27). ان الله ليس عنا ببعيد بل به نحيا ونتحرك ونوجد وهو قادر ان يدافع عنا ويعطينا الشجاعة والقوة والنجاح { لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح (2تي 1 : 7) . ولنا وعوده الصادقة { لا تخف لاني معك لا تتلفت لاني الهك قد ايدتك واعنتك وعضدتك بيمين بري. انه سيخزى ويخجل جميع المغتاظين عليك يكون كلا شيء مخاصموك ويبيدون. تفتش على منازعيك ولا تجدهم يكون محاربوك كلا شيء وكالعدم.لاني انا الرب الهك الممسك بيمينك القائل لك لا تخف انا اعينك} (اش 10:41-13).
+ قد نواجه المشاكل ونظن أن الله لا يسمع أو أنه لا يستجيب. ربما ذلك يحدث حتى نكتشف طبيعتنا الضعيفة ونشعر باحتياجنا للمخلص وحاجتنا للصلاة. وقد تكون الضيقات بسماح من الله لنتعلم ويقوى عودنا فالبحر الهادئ لا يصنع ربان ماهر. وقد نواجه المشكلات بسبب قرارات خاطئة أتخذناها وترتب عليها نتائج صعبة وتحتاج للتقويم والأصلاح وقد يكون تأخر الإستجابة فرصة لشفائنا ولإصلاح شأننا، المهم أن تهدأ نفوسنا المضطربة حتى قبل هدوء الرياح والأمواج من حولنا، ولنعلم أنه طالما نحن فى الجسد، وطالما كانت الكنيسة على الأرض فهناك عواصف فالعالم مضطرب. لكن لنطمئن ونثق فى المسيح الحال بالإيمان معنا وفينا فلن نغرق، ولكن وجود الله معنا لا يمنع التجارب وعلينا أن نركز أنظارنا على المسيح ونحو السماء فلا نخاف، بل ننال سلام وهدوء وسط التجربة. حتى ان واجهت سفينة حياتنا التحديات فان الرب قادر وقاهر التحديات {امنوا بالرب الهكم فتامنوا }(2اخ 20 : 20). وامامنا وعود الرب الصادقة { تشددوا و تشجعوا لا تخافوا ولا ترهبوا وجوههم لان الرب الهك سائر معك لا يهملك و لا يتركك } (تث 31 : 6). {من يغلب فساعطيه ان يجلس معي في عرشي كما غلبت انا ايضا وجلست مع ابي في عرشه }(رؤ 3 : 21).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق