للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ فى مسيرتنا نحو الكمال المسيحي علينا دائما أن ننمو فى النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح كوصية الكتاب المقدس { وَلَكِنِ انْمُوا فِي النِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. } (2بط 3 : 18) ننسي ما هو وراء ونمتد الي ما هو قدام {اَلصِّدِّيقُ كَالنَّخْلَةِ يَزْهُو كَالأَرْزِ فِي لُبْنَانَ يَنْمُو} (مز 92 : 12). ونمتد في المحبة لنذوق عمق محبة الله ولا نقف عند حد معين أو نتراجع الوراء الي وحتى إن تعثَّرنا يجب أن ننهض ونقوم بسرعة ونحيا حياة التدقيق والنمو الدائم الى أن نصل لي قياس قامة ملء المسيح { إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِلٍ. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ} (اف 4 : 1). نلتصق بالله ونتعلم منه ونحبة من كل القلب والفكر والنفس والقدرة ونتحد به فى بالتناول من الأسرار المقدسة وبالمحبة والإيمان والصلاة الدائمة. جاء عن القديس يوحنا المعمدان أنه كان {ينمو ويتقوى بالروح} (لو 1: 80). كما جاء عن الرب يسوع المسيح فى تجسده { كان يتقدَّم في الحكمة والقامة والنعمة، عند الله والناس} (لو 2: 52). فالنمو والإثمار كل الحياة علامة اتصال حقيقي للغصن بالكرمة أي للمؤمن في الرب، وهو دليل يُفرح قلب المؤمن ويحثه على دوام التقدُّم، كما أنه شهادة أمام العالم علي صحة إيماننا وعلى نور المسيح الذى فينا.
+ نمونا الروحي يحتاج منا الى الجهاد الروحي والتغصب { وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبِطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ.}(1كو 9 : 25). والي أي حد من الجهاد الروحي ضد الشيطان وأغراءته والخطية؟. نحن مطالبين الي البذل حتى الدم فخير لنا أن نموت فى الجهاد من أن نحيا في الكسل والخطية {لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ} (عب 12 : 4). ومع التغصب في الحياة الروحية نكتسب الفضائل ويتحول عمل الخير والصلاة الي عادات صالحة فى حياتنا وباستمرارنا فى النمو نجد مسرتنا فى النمو وسعادتنا فى محبة الله وراحتنا أن نعمل وصاياه وننمو فى معرفته وتسندنا وتقودنا نعمة روحه القدوس لنكون حارين فى الروح { غَيْرَ مُتَكَاسِلِينَ فِي الاِجْتِهَادِ حَارِّينَ فِي الرُّوحِ عَابِدِينَ الرَّبَّ }(رو 12 : 11). نمونا الروحي يعني أن إيماننا المسيحي حي مثمر، وأن معرفتنا بالرب تزداد، وأيضاً محبتنا وفهمنا لكلمة الله وتمسُّكنا بالحياة مع الله وثبات عيوننا على الحياة الأبدية. نمونا وثباتنا ورسوخنا فى الإيمان يُجنِّبنا تأثير الرياح والأعاصير المضادة والتي تخف وطأتها كلما مضينا نحو العمق. ونتقدم فى حياة المحبة والفرح والسلام لنحيا مذاقة الملكوت على الأرض. ننمو فى النعمة والحكمة والقامة لدي الله والناس ويستمر نمونا حتى الساعة الأخيرة: { أيضاً يُثمِرون في الشيبة، يكونون دِساماً وخُضْراً} (مز 92: 14). كما أن الرب يُتابع الغصن المثمر فيُنقِّيه بالتأديب والمساندة فيأتي بثمر أكثر (يو 15: 2). وفي مَثَل الوزنات، نري السيد الرب يمَدَح مَن تاجروا وربحوا ويصفهم بالصلاح والأمانة ويدعوهم للدخول الي الفرح الأبدي.
+ نحن ندرك أننا لا نستطيع أن ننمي أنفسنا: {مَن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعاً واحدة؟} (مت 6: 27؛ لو 12: 25). الغصن يستمد حياته ونموه من ثباته في الكرمة. نمونا الروحي في طبيعته عمل إلهي {الرب ينميكم ويزيدكم} (1تس 3: 12). وفي هذا يقول القديس بولس عن خدمته: {أنا غرست وأبُلُّوس سقى، ولكن الله كان يُنْمِي. إذاً ليس الغارس شيئاً ولا الساقي، بل الله الذي يُنمِي} (1كو 3: 7،6). والرب سبق وقال لنا: { بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً} (يو 15: 5). من أجل هذا من يريد أن ينمو يبتعد عن معطلات النمو ويقدم توبة صادقة ويثبت فى المسيح بالصلاة والتضرع الي الله والتناول من الأسرار المقدسة والتأمل فى كلامه والشهادة للإيمان المستقيم بالخدمة الروحية والعطاء ومحبة الله والغير وعمل الخير مع التواضع والوداعة الجهاد والأنقياد لروح الله. للمؤمن دور إيجابي وفعال للتجاوب مع نعمة الله والخضوع للروح القدس الذي يُنقِّي القلب ويضبط السلوك، ويُبعده عن الحرفية والشكلية والمظهرية ويقوده لمعرفة المسيح والنمو في محبته، والالتصاق به، ننمو في المحبة لله والقريب، بما يتطلَّبه من الاستمرار في الخروج من الذات، وتعمُّق الشركة مع الله واتساع القلب بالغفران والمحبة حتى للأعداء. ننمو في الإيمان، والثقة في شخص المسيح والاتكال على ذراعه الرفيعة وتسليم الحياة له وقبول التجارب والآلام بالشكر، لنذداد في كل عمل صالح (2كو 9: 8). نصلى من أجل أنفسنا وأخوتنا دائما{ لْيَمْلَأْكُمْ إِلَهُ الرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ وَسَلاَمٍ فِي الإِيمَانِ لِتَزْدَادُوا فِي الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ} (رو 15 : 13). أمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق