للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الإيمان المستقيم هو المدخل السليم والأساس الذي نبني عليه حياتنا الروحية
وعلاقتنا بالله { بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن
بانه موجود وانه يجازي الذين يطلبونه.} (عب6:11). الإيمان ليس مجرد عقيدة
إنما هو أيضًا حياة معاشة تظهر ثمارها في حياتنا { من ثمارهم تعرفونهم.. كل شجرة
جيدة تصنع أثمارًا ردية. ولا شجرة ردية أن تصنع أثمارًا جيدة. فإذن من ثمارهم
تعرفونهم} (متى 7: 16-20). بهذا يمكن إن يختبر الإنسان نفسه. لأنه من ثمارهم
تعرفونهم. مع تأكيدنا علي أهمية العقيدة السليمة فهى تقودنا لحياة روحية سليمة مع
الله. ويجب إن نؤمن بمحبة الله المعلنة فى أبنه ربنا يسوع المسيح الذى تجسد من أجل
خلاصنا وبذل ذاته علي الصليب كفارة لخطايانا وقام من أجل تبريرنا ووهبنا روحه القدوس
ليقودنا ويعزينا ويرشدنا ويعمل فى الكنيسة واسرارها لكي ما تظهر ثمار الروح
ومواهبه فينا ويكون لنا الإيمان العامل بالمحبة { لانه في المسيح يسوع لا الختان
ينفع شيئا ولا الغرلة بل الايمان العامل بالمحبة} (غل 5 : 6). الإيمان يقودنا لحياة التسليم الكامل
لمشيئة الله وللشكر والرضا في كل ظروف الحياة، وطاعة الوصية الالهية.
+ الإيمان
كثمرة من ثمار الروح القدس يجعلنا نحيا مع الله فى عشرة محبة وعلاقة وثيقة، فنثق
فى وعود الله وصفاته ونحبه ونطيعه ونقول مع القديس بولس الرسول{ مع المسيح صلبت
فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان
ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلي}( عب 20:2). الإيمان هو الثقة بما
يرجى والإيقان بأمور لا تري، الإيمان قوة ضد الشك والارتياب والتزعزع. الإيمان يهبنا ثقة
بالله ويجعلنا نحبه ونحب الغير وعمل الخير ونخدم ابنائه ونحب كنيسته وخدامه كبرهان
عملي على الإيمان الصادق .
+
الشك يضعف الإيمان وضعف الإيمان يؤدى إلى الخوف والخوف يسبب السقوط. التلاميذ
لما هاجت عليهم الأمواج في السفينة والسيد المسيح كان نائم فيها، جعلتهم
يشكون في اهتمام الرب بهم. والشك أضعف إيمانهم، فخافوا. لذلك وبخهم الرب قائلًا {ما
بالكم خائفين يا قليلي الإيمان} (متى 8: 26). في كل مرة تخاف، وبخ نفسك على قلة
إيمانك. قل لنفسك أين هو إيماني بأن الله موجود، وبأنه ضابط الكل يرى كل شيء وقل
لنفسك أين إيماني بمحبة الله، وبتدخله لحل مشاكلنا، وبقدرته على كل شيء؟، وأين
إيماني بأن الله صانع الخيرات، هذه الأفكار تقوى إيمانك، وتمنحك سلامًا، وثقة بعمل
الله. فالإيمان يريح للنفس ويشعرها بالأمان فى وجود الله معنا.
+ أن حياة الإيمان المسيحى المستقيم
والعامل بالمحبة ممكنة مهما كانت ظروف العصر؟ فالله لم يترك نفسه بلا شاهد وفى كل
زمان وبكل مكان نرى أناس كثيرين عاشوا بالإيمان وارضوا الله حسب وعد الله الصادق {حيث
كثرت الخطية ازدادت النعمة جدًا}(رو2:5). وان كان البعض لقلة إيمانهم يرون صعوبة
الحياة مع الله وأن العالم أضحى مثل سدوم وعمورة . ونحن لا ننكر إن هناك بعض
المشاكل التي نشأت نتيجة الظروف المتغيرة والتطورات العصرية فى عصر النت والدش
والسباق العلمي والتكنولوجي والمادي والصراع والحروب والظروف الاقتصادية الصعبة
التى تثقل كاهل العديد من الأسر. لكن الروح القدس قادر ان يقودنا ويقوى إيماننا
والله أمس واليوم وغداً هو هو من يطلبه يجده يقوى إيمانه ويذيد رجاءه وينمى محبته فى
وسط هذه المتغيرات. يجب إن نثق فى الله ولا ننظر الي الظروف بل بعيون الإيمان
نتطلع الى الله ونصادق القديسين ونطلب شفاعتهم وصلواتهم ونبعد عن الشك ونصلى ونقول
مع القديس بولس { أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني} (في 4: 13). بالإيمان
نتغلب على كل قوى الشر والمادية والظروف الصعبة المحيطة ونقول ونختبر قول الرب { كل
شيء مستطاع للمؤمن}( مر9: 23).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق