نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 6 يوليو 2019

من ثمار الروح القدس - 11 الصلاح




للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الصلاح هو ثمرة من ثمار الروح القدس فى قلب وحياة المؤمن، وهى أقتداء بالله كثير الصلاح، صانع الخيرات الرحوم { لانك انت يا رب صالح وغفور وكثير الرحمة لكل الداعين اليك} (مز 86 : 5). الصلاح هو السعى لعمل الخير في استقامة والتزام وهو يتضمن البعد عن الخطية والضعفات وعمل الخير مع الجميع كوصية الله لنا { اعْمَلِ الصَّالِحَ وَالحَسَنَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لِيَكُونَ لكَ خَيْرٌ}(تث 6 : 18). الله من أجل محبته للصلاح ورغبته في قيادتنا في طريق الصلاح وضع فينا إمكانيات كثيرة للصلاح فخلقنا علي صورته ومثاله في الصلاح والبر والعقل والحكمة، ومنحنا نعمة الضمير للتمييز بين الخير والشر ولما فسدت طبيعتنا بالخطية قام بتجديدها بالفداء والمعمودية. وجعلنا هياكل للروح القدس ليعمل فينا ويقودنا في طريق الصلاح ويرشدنا إلي جميع الحق ويعلمنا كل شيء ويذكرنا بكل ما قاله الرب لنا، كما إن روح الله يبكتنا علي كل خطية نرتكبها ويحثنا على التوبة وعمل الخير متى قصرنا في صنعه.
+ حياة الصلاح تجعل المؤمن ينقي قلبه من الخطية بالإيمان والصلاة ومحبة الله { اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْبِ يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ} (مت 12 : 35). والإنسان الصالح يحمل هموم الآخرين ويعتنى بهم على قدر طاقته يكفيه انه يعمل الخير وينال رضي القدير{ الصالح ينال رضى من قبل الرب اما رجل المكايد فيحكم عليه} (ام 12 : 2). وكنتيجة للصلاح يثق الناس بالإنسان الخير لصلاحه وأمانته وعمله الخير مع الجميع بدون غش أو رياء. لقد شعر داود النبي قديما بصلاح الله معه، فسعي لعمل الخير حتى
 مع عدوه. فإن كنت تشعر بإحسان الله عليك، فستكون حسب قلب الرب، وستفعل مشيئته، وستحمل ثمر الروح، حتى مع أعدائك. أن الله يقدر فينا عمل الخير كل حسب طاقته، وقد مدح السيد المسيح المرأة التي ألقت فلسين لا لأن قيمتهما كبيرة، ولكن لانها  قدَّمت كل ما عندها بصلاحها لبيت الله.
+ الإنسان الصالح يحمل هموم الآخرين، فيقدم دواءً لمريض، وطعاماً لجائع، وكساءً لعريان، وعزاءً لحزين. هو شخص يعتني بالآخرين، لا عنايةً مادية فقط، لكن عناية روحية فيقدم قدوة صالحة في مجتمعه وصورة طيبة لمسيحه القدوس ويقبل بمحبة للخدمة وكسيده يجول يصنع خيراً، فيسمع في اليوم الأخير { تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَملأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيباً فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَاناً فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضاً فَزُرْتُمُونِي.مَحْبُوساً فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ. فَيُجِيبُهُ ٱلأَبْرَارُ حِينَئِذٍ: يَارَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَاناً فَسَقَيْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيباً فَآوَيْنَاكَ، أَوْ عُرْيَاناً فَكَسَوْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟ فَيُجِيبُ ٱلْمَلِكُ: ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هٰؤُلاءِ ٱلأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ} (مت 25: 34-40(. أن المؤمن يثمر ثمرة الصلاح عندما يمتلكه الروح القدس، فيجعل محبته فعَّالة عامله نحو الجميع.
+ عندما يملأ الروح القدس قلوبنا ويسيطر على تصرفاتنا، نقوم بعملٍ الصلاح من أجل الله ودون أنتظار لأجر أو مكأفاة أو حتى شكر من أحد، ونقدم عملاً صالحاً لخدمته. ويقدم الإنجيل لنا مثال المرأة ساكبة الطيب كثير الثمن على رأس المسيح وهو متكئ. وعندما رأى تلاميذ المسيح الطِّيب المسكوب اغتاظوا وقالوا:  لماذا هذا الإتلاف؟ لأنه كان يمكن أن يُباع بكثير ويُعطى للفقراء». فدافع المسيح عنها وقال: «لماذا تزعجون المرأة؟ فإنها قد عملت بي عملاً حسناً» لأنها قدَّمت تقدمتها، ولم يهمّها استحسان الموجودين أو انتقادهم. ولم يكن حكمهم عليها يغيّر شيئاً مما عزمت أن تفعله، فقد امتلكت محبة المسيح عقلها وقلبها، فلم يعد هناك شخصٌ آخر يستولي على تفكيرها أو مشاعرها إلا يسوع وحده. ولما أحبت الله عملت معه عملاً حسناً. (مت 26: 7-13). أما الإنسان الشرير فقلبه خالٍ من كل صلاح لأن نفسه تأمره بالسوء، وهو لا يقدر أن يفعل أي صلاح إلا إذا غيَّر المسيح قلبه بعمل الروح القدس.
+ أن الله الاله الصالح يجازى كل واحد حسب عمله ولا ينسي عمل المحبة والصلاح { الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ، فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. وَمَجْدٌ وَكَرَامَةٌ وَسَلاَمٌ لِكُلِّ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاَحَ.}(رو 2: 6 ،7 ،10( فليساعدنا الله أن نقدّم أنفسنا وكل ما نملك له، فالعبد الصالح هو الذي يستثمر ما منحه له الرب من وزنات، فيصنع الصلاح، ويسمع استحسان سيده: { نِعِمَّا أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلصَّالِحُ وَٱلأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي ٱلْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى ٱلْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ} (متى 25: 21).

ليست هناك تعليقات: