للأب
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
الوداعة ومفهومها
الروحي.....
+ الوداعة تعني الهدوء والوقار واللطف والبعد عن
العنف ودماثة الخلق والسكينة والحلم. كما تتضمن الاتزان فى التفكير والقول والعمل
والالتزام بالهدوء فى مختلف الظروف العامة ومواجهة المشكلات بروح الحلم والبساطة
والوقار والاخلاق. ان الوداعة هى اقتداء بالسيد المسيح الذى تميز بالوداعة
والتواضع والوقار ودعانا ان نتعلم منه { احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع
ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم }(مت 11 : 29). الوداعة هي بعد عن الغضب او
الكراهية تشبها بالمسيح الذي لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته.
+ الوداعة كثمرة من ثمار الروح القدس الذى هو روح الوداعة والحكمة والقداسة عكس السلوك حسب شهوات الجسد { واعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة. عبادة الاوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة. حسد قتل سكر بطر وامثال هذه التي اسبق فاقول لكم عنها كما سبقت فقلت ايضا ان الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله. واما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان.وداعة تعفف} (غلا 19:5-23 ). الوداعة هي قوة قادرة أن تدخل القلوب وتغيرها لتكون رقيقة وتجعل من المرء حليم وحكيم مع نفسه والغير. لا يتذمر او يجادل ولا يصاب بالكأبة أو يواجه حتى الاساءة بالاساءة بل بالاحسان { لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير} (رو 12 : 21).
+ الوداعة كثمرة من ثمار الروح القدس الذى هو روح الوداعة والحكمة والقداسة عكس السلوك حسب شهوات الجسد { واعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة. عبادة الاوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة. حسد قتل سكر بطر وامثال هذه التي اسبق فاقول لكم عنها كما سبقت فقلت ايضا ان الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله. واما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان.وداعة تعفف} (غلا 19:5-23 ). الوداعة هي قوة قادرة أن تدخل القلوب وتغيرها لتكون رقيقة وتجعل من المرء حليم وحكيم مع نفسه والغير. لا يتذمر او يجادل ولا يصاب بالكأبة أو يواجه حتى الاساءة بالاساءة بل بالاحسان { لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير} (رو 12 : 21).
+إن
القساوة والكبرياء تأتي بنتائج مرة سلبية والعنف لا يولد الا العنف ونحن لا نستطيع
ان نطفئ نيران الكراهية بالكراهية بل بالحكمة والوداعة واحتمال نقائص الآخرين. والقساوة
تصنع مرضي نفسيين حاقدين على من حولهم مما يقود الى العنف وتفشى الجريمة وتبعد
المحبة والسلام عن بيوتنا ومجتمعاتنا، والغضب ينتج عنه الخصام وعدم التفاهم والخصومات
والنزاعات والحروب. لقد صرنا نعانى فى مجتمعاتنا من العنف الذى يفتقد فيه الانسان الى
الأمن والامان وتسودة شريعة الغاب والبقاء للاقوي. اننا ان لم نواجه كحكماء هذه
الظواهر المرضية بقوة الأخلاق والقانون والرفض الاجتماعى للعنف والكراهية والبلطجة
سنجد انفسنا قد اصبحنا مجتمع بدائي متخلف ينحدر من هوة الى أخرى دون توقف اوعلاج .
+
لقد طوب السيد المسيح الوداعة { طوبى للودعاء لانهم يرثون الارض} (مت 5 : 5)
الكلمة اليونانيّة هنا المترجمة (ودعاء) إنّما تستخدم لوصف الحيوانات المستأنسة،
وكأن السيّد يطوّب طبيعتنا التي كانت قبلاً شرسة، وقد خضعت لروح الله مروّضها،
فتحوّلت إلى ألفة وحسن عشرة فى علاقتها مع الذات والغير والله. العالم يظن
أن الشخص الوديع يفقد الكثير بسبب خبث الأشرار ومكائدهم، لهذا أكّد السيّد أن
المكافأة هي "ميراث الأرض". وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم:
أن الأرض هنا تُفهم بالمعنى الحرفي، بينما يظن أن الوديع يفقد ماله، يعد المسيح
عكس ذلك، إنه لا يحثّنا بالبركات العتيدة فحسب بل وبالبركات الحاضرة أيضًا.
+ والوداعة
لا تعنى الخمول او عدم الشجاعة فهذا فهم خاطئ للوداعة يتنافى مع تعليم الكتاب ومع
سير الانبياء والاباء وكما يقول قداسة البابا شنوده الثالث( الحقيقة ان الوداعة لا
تتعارض مع الشهامة والشجاعة والنخوة والحزم. الوديع يعرف ان { لكل شيء زمان ولكل امر تحت السماوات وقت} (جا1:3).
المهم ان يعرف الوديع كيف يتصرف؟. يجب ان نعرف اذاً متى نكون طيبين ولطفاء فى حكمة
وعندما يدعو الموقف الى الشهامة والشجاعة والحزم والشهادة للحق لابد ان نكون شجعان
فى شهامة وكرم.
+
الوداعة تجعل الإنسان ناجحا فى علاقاته مع الآخرين ومحبوباً منهم فهو لا يميل الى
العنف او الانتقاد بل يحترم الاخرين ويقدرهم ولا يقيم نفسه قاضيا على الغير او
يتدخل فيما لا يعنيه وان طلبوا تدخله يُصلح الامور بهدوء ورقة دون ان يجرح مشاعر
الغير. يجعل الاخرين يحترمون رأيه دون ان يفرضه عليهم ولا يغضب على الاخرين حتى لو
صدرت منهم الفاظ جارحه بل يعالج الامور بحكمة. الشخص الوديع تراه باشا باسما، لا
يعبس فى وجه الاخرين ويعلم ان وجهه ليس ملكه فهو لايراه الا فى المرآة لذلك تراه
يرحب بابتسامة صادقة بالغير. واذ يعلم ان الكلام اللين يصرف الغضب والكلام الموجع
يهيج السخط، فانه يقدم كلاما طيباً للغير من قلب محب للاخوة. الشخص الوديع
يتصف بالبشاشة والمحبة والهدوء فى الملامح
والمشى والتصرفات والصمت الحكيم والتواضع امام الله والناس ويضبط نفسه وانفعالته
واقواله وتصرفاته حتى وسط الجو العاصف والخصام. الوداعة اذا فضيله حلوة نحتاج
اليها فى حياتنا الشخصية والاسرية وفى مواجهة التحديات التى تواجهنا
لنتجاوزها فى وداعة وحكمة وبساطه القديسين
.
+ وداعة السيد المسيح
وتعاليمه المقدسة
+
السيد المسيح الوديع كان منقاداً بالروح القدس { روح السيد الرب علي لان الرب
مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق
وللماسورين بالاطلاق.لانادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لالهنا لاعزي كل
النائحين.لاجعل لنائحي صهيون لاعطيهم جمالا عوضا عن الرماد ودهن فرح عوضا عن النوح
ورداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة فيدعون اشجار البر غرس الرب للتمجيد} (اش
1:61-3). لهذا راينا السيد المسيح في بدء خدمته دخل الى مجمع الناصرة وقال لهم اليوم
تم هذا المكتوب على مسامعكم.
+
السيد المسيح بالوداعة عمل وعلم وكان يجول فى المدن والقرى وبين الحقول وفى الطرقات
وفى المجامع والهيكل، يعلم ويشفى كل مرض وضعف فى الشعب ويمحو الذنب بالتعليم ويشبع
الجموع ويشفق على الجموع وعلى كل رجل وامراة وطفل {و لما راى الجموع تحنن عليهم اذ
كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها }(مت 9 : 36). وعندما بدء العظة على
الجبل رايناه يطوب الودعاء والمساكين والمضطهدين {ولما راى الجموع صعد الى الجبل
فلما جلس تقدم اليه تلاميذه . ففتح فاه وعلمهم قائلا. طوبى للمساكين بالروح لان
لهم ملكوت السماوات. طوبى للحزانى لانهم يتعزون. طوبى للودعاء لانهم يرثون الارض. طوبى
للجياع والعطاش الى البر لانهم يشبعون. طوبى للرحماء لانهم يرحمون. طوبى للانقياء
القلب لانهم يعاينون الله. طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون. طوبى
للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات. طوبى لكم اذا عيروكم وطردوكم وقالوا
عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات
فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم} (مت 1:5-12).
+
كان السيد المسيح وديعا مع الجميع لاسيما الأطفال محباً لهم يريد ان يشجعهم
وينميهم ويجعلهم مثالاً لنا فى التواضع والوداعة والبساطة {فقدموا اليه الاطفال
ايضا ليلمسهم فلما راهم التلاميذ انتهروهم. اما يسوع فدعاهم و قال دعوا الاولاد
ياتون الي ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله. الحق اقول لكم من لا يقبل ملكوت
الله مثل ولد فلن يدخله}( لو 15:18-17). وعندما سالوه عن من هو الاعظم فى الملكوت
قال لهم ان يتعلموا من الاطفال التواضع والوداعة والبساطة ومن وداعته قال لنا من
يقبل الاطفال فكانه قبلني (مت 1:18-6).
+ فى
وداعة راينا السيد الرب يرفع من شأن المرأة ويحترمها. ودافع عن الخطاة منهن محرراُ
اياهم من قيود الخطية والظلم الإجتماعى فعندما امسك شيوخ اليهود بامرأة فى ذات
الفعل تركوا الرجل وصبوا جام غضبهم على المرأة وارادوا ان يروا ما هو حكمه عليها،
رايناه يدافع عنها ويحررها من ايديهم {
وقال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر. ثم انحنى ايضا الى اسفل وكان
يكتب على الارض. واما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكتهم خرجوا واحدا فواحدا
مبتدئين من الشيوخ الى الاخرين وبقي يسوع وحده والمراة واقفة في الوسط. فلما انتصب
يسوع ولم ينظر احدا سوى المراة قال لها يا امراة اين هم اولئك المشتكون عليك اما
دانك احد. فقالت لا احد يا سيد فقال لها يسوع ولا انا ادينك اذهبي ولا تخطئي ايضا}(
يو 3:8-11). ومع المرأة السامرية رايناه يرفع العداوة بين اليهود والسامريين وبين
المراة والرجل ويخاطبها فى ود ويشجعها على التوبة ومعرفة وعبادة الله بالروح
والحق.
+ كان
الرب وديعاً مع الخطاة والعشارين والمنبوذين يدافع عن الخطاة والعشارين ويقدم لهم
المحبة والوداعة فاتحا لهم باب الرجاء والخلاص {لان ابن الانسان قد جاء لكي يخلص
ما قد هلك. ماذا تظنون ان كان لانسان مئة خروف وضل واحد منها افلا يترك التسعة
والتسعين على الجبال ويذهب يطلب الضال. وان اتفق ان يجده فالحق اقول لكم انه يفرح
به اكثر من التسعة والتسعين التي لم تضل.هكذا ليست مشيئة امام ابيكم الذي في
السماوات ان يهلك احد هؤلاء الصغار}( مت 11:18-14).
+
عامل السيد المسيح مقاوميه واعدائه بوداعة الحكمة.. راينا السيد المسيح فى وداعته
يعمل علي أقناع المقاومين له بحجته ومنطقه الرزين فى حكمة { ثم انصرف من هناك وجاء
الى مجمعهم. واذا انسان يده يابسة فسالوه قائلين هل يحل الابراء في السبوت لكي
يشتكوا عليه. فقال لهم اي انسان منكم يكون له خروف واحد فان سقط هذا في السبت في
حفرة افما يمسكه ويقيمه. فالانسان كم هو افضل من الخروف اذا يحل فعل الخير في
السبوت. ثم قال للانسان مد يدك فمدها فعادت صحيحة كالاخرى}( مت 9:12-13). وعندما
اتهموه انه برئيس الشياطين يخرج الشياطين لم يغضب عليهم بل كان حزينا على غلاظة
قلوبهم وناقشهم بالمنطق والحجة { واما
الكتبة الذين نزلوا من اورشليم فقالوا ان معه بعلزبول وانه برئيس الشياطين يخرج
الشياطين. فدعاهم وقال لهم بامثال كيف يقدر شيطان ان يخرج شيطانا. وان انقسمت
مملكة على ذاتها لا تقدر تلك المملكة ان تثبت. وان انقسم بيت على ذاته لا يقدر ذلك
البيت ان يثبت. وان قام الشيطان على ذاته وانقسم لا يقدر ان يثبت بل يكون له
انقضاء.لا يستطيع احد ان يدخل بيت قوي وينهب امتعته ان لم يربط القوي اولا وحينئذ
ينهب بيته} (مر1:3-5،22-27).
+ فى
وداعة حذرنا الله من الغضب .. ان السيد المسيح يدعونا الى ان نتعلم منه التواضع
والوداعة ويحذرنا من الغضب لخطورته { قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل ومن قتل
يكون مستوجب الحكم.واما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب
الحكم ومن قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع و من قال يا احمق يكون مستوجب نار
جهنم} (مت 21:5-22). ان الغضب يفقدنا حلمنا ووداعتنا ويقودنا الى فقد أعصابنا وقد
يتطور ويقود الى الكراهية والحقد والجريمة { الرجل الغضوب يهيج الخصام والرجل
السخوط كثير المعاصي} (ام 29 : 22). ومع الغضب تكثر الاخطاء والخطايا لهذا قال
القديس يعقوب الرسول { لان غضب الانسان لا يصنع بر الله} (يع 1 : 20). وينبهنا
الكتاب قائلا{ لا تسرع بروحك الى الغضب لان الغضب يستقر في حضن الجهال} (جا 7 : 9).
من اجل هذا قال القديس اسحق السريانى : ( ان الذى يصوٌم فمه عن الغذاء ولا يصٌوم
قلبه عن الغضب والحقد ولسانه عن الأباطيل فصومه باطل فصلاة الحقود كبذار وقعت على
الصخر، فالحقود يستثمر فى صلاته ما يستثمره الزارع فى البحر من الحصاد).
+
الرسل القديسين وحياتهم وتعليمهم بوداعة.. سار الاباء الرسل على نهج معلمهم الصالح
بوداعة ودعوا اليها فها هوذا القديس بولس الرسول يوصينا ان نسلك بوداعة { فاطلب
اليكم انا الاسير في الرب ان تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها.بكل تواضع
ووداعة وبطول اناة محتملين بعضكم بعضا في المحبة. مجتهدين ان تحفظوا وحدانية الروح
برباط السلام. جسد واحد وروح واحد كما دعيتم ايضا في رجاء دعوتكم الواحد.رب واحد
ايمان واحد معمودية واحدة} (اف 1:4-5). فكمختاري الله القديسين يكون لنا أحشاء
رافات ووداعة. هكذا علينا ان نسير فى طريق الفضيلة والتقوى لنمسك بالحياة الابدية
التى اليها دعينا {هذا واتبع البر والتقوى والايمان والمحبة والصبر والوداعة. جاهد
جهاد الايمان الحسن وامسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا واعترفت الاعتراف
الحسن امام شهود كثيرين} (1تيم 11:6-12).
كيف
نقتنى الوداعة ...
+ نحتاج
ان نجعل السيد المسيح قدوة لنا فى وداعته وتواضعه واحتماله وصبره { لانكم لهذا
دعيتم فان المسيح ايضا تالم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته. الذي لم
يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر.الذي اذ شتم لم يكن يشتم عوضا و اذ تالم لم يكن يهدد
بل كان يسلم لمن يقضي بعدل.الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت
عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم.لانكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الان
الى راعي نفوسكم واسقفها}( 1بط 21:2-25 ). اننا يجب ان نفكر فى مختلف مواقف الحياة
بماذا كان يرد او كيف كان يتصرف السيد المسيح لو كان مكاننا؟ { مع المسيح صلبت
فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان
ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلي} (غل 2 : 20). بهذا نقتنى الوداعة
والحكمة { لانه من عرف فكر الرب فيعلمه واما نحن فلنا فكر المسيح }(1كو 2 : 16).
+ اللطف والبعد عن القسوة ... اننا نحتاج الي
الأنقياد لروح الله فى أفكارنا وأقوالنا وتصرفاتنا وفى حكمة وأتزان نتصرف ونترفق بالآخرين
ونبتعد عن الخشونة والقسوة والتعامل {كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين}
(أف 2:4) . فهذه هى وصية الكتاب المقدس لنا { فالبسوا كمختاري الله القديسين
المحبوبين احشاء رافات ولطفا وتواضعا ووداعة وطول اناة} (كو 3 : 12). علينا ان
نسعى لاكتشاف النقاط المشتركة والبيضاء فى
كلام وتصرفات وسلوك الاخرين ونبنى علينا ونعمل على كسب قلوبهم ونشجعهم على السلوك
الحسن فنحن حين نريد ان نجنى العسل لا يجب علينا ابداً ان نحطم خلية النحل بل يجب
علينا ان نغذى النحل ونزرع له الورود حتى وان تعرضنا للسعاته فى بعض الاحيان .
فاننا لا ننكر ان الوديع قد يعانى من الظواهر السلبية حوله ولكن يحتمل الآخرين
كمرضى فى حاجة الى علاج وليس كعدوى نبتعد عنها بسلبية وبغضة تذيد من تفاقم المرض.
+
التواضع ولوم النفس.. الانسان المتواضع لا يغضب من أحد ولا يغضب أحد، تراه يلقى
بالملامة على نفسه. وان أخطأ اليه أحد يسامحه ويقول فى داخل نفسه انى استحق ذلك
بسبب خطاياى فيجد نعمة فى عين الله والناس { كذلك ايها الاحداث اخضعوا للشيوخ
وكونوا جميعا خاضعين بعضكم لبعض وتسربلوا بالتواضع لان الله يقاوم المستكبرين واما
المتواضعون فيعطيهم نعمة. فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه.ملقين
كل همكم عليه لانه هو يعتني بكم. اصحوا واسهروا لان ابليس خصمكم كاسد زائر يجول
ملتمسا من يبتلعه هو. فقاوموه راسخين في الايمان عالمين ان نفس هذه الالام تجرى
على اخوتكم الذين في العالم.واله كل نعمة الذي دعانا الى مجده الابدي في المسيح
يسوع بعدما تالمتم يسيرا هو يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويمكنكم}( 1بط 5:5-10).
+
الجواب اللين فى حكمة .. يجب ان نحرص على هدوء أعصابنا وافكارنا واذا ما واجهنا
انسان غاضب علينا او على من حولنا نعمل على تهدئته { الجواب اللين يصرف الغضب
والكلام الموجع يهيج السخط (ام 15 : 1). وان لم نستطيع فلنبتعد عن مصادقة الغضوبين
او نبعد عنهم وقت غضبهم ان أمكن { لا تستصحب غضوبا ومع رجل ساخط لا تجئ }(ام 22 :
24). قد نحتاج الى الحكمة فى الرد فمع البعض يكون الصمت علاج ومع الاخرين يكون شرح
الأمور وتفسيرها العلاج الناجع ومع البعض يكون أخذ الامور بهدوء والرد بفكاهة او
ابتسامة او اعتذار هو الذى يلطف الجو ويهدئ المشاعر .
+ نتذكر
نتائج عدم الوداعة والغضب... يجب علينا ان نتذكر فى ساعات الغضب، النتائج السيئة
التي تترتب عليه فنضبط ذواتنا. نحن فى غضبنا نقول كلاما صعباً نندم عليه وليس من
السهل علاجه واصلاحه وقد يتطور الغضب الى الخصام والأيذاء والاعتداء على الغير وتحطيم
وأفساد للعلاقات. كما ان الغضب بنتائجه تلك هو هزيمة للانسان وأنتصار لشيطان الغضب
ويجلب الامراض ويفقدنا أبديتنا. لكن ليس معنى هذا ان نهرب من التعامل فى انطواء بل
نهدء ونعمل على نقاوة قلوبنا وفى اوقات الهدوء نعاتب الاخرين فى محبة ووداعة
وأعتذار على الاخطاء سواء منا او من الغير فنحن نهدف الى نمو المحبة وحسن العشرة
وتقوية الروابط الاخوية فى حكمة ونمو فى حياة الفضيلة والبر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق