نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الاثنين، 26 يناير 2015

(3) فكرة لليوم وكل يوم

فكرة لليوم وكل يوم (3)
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
لما كانت حياة الأنسان من صنع أفكاره التى تترجم الى أفعال، وسلوكنا يتحول الى عادات ويصبح حياتنا ويحدد مصيرنا، فقد أصبح لزاما علينا أن ننمى أنفسنا بافكار مقدسة صالحة ونحولها الى سلوك مقدس ونجول نصنع خير مفتدين الوقت فانه مقصر. علينا إن نثمر ويدوم ثمرنا الصالح ليمتد بنا الي الأبدية السعيدة.

(15) مفتدين الوقت ...
{ الحكيم عيناه في راسه واما الجاهل فيسلك في الظلام.} ( جا 14:2). الانسان العاقل يفكر في أفعاله قبل وقوعها وليس بعد حدوثها، الكلمات قبل نطقها والفرصه قبل ضياعها والوقت قبل مروره. علينا ان لا نتسرع بالحكم علي الأشياء ونحرص علي ألا تضيع الفرص التي قد لا تتكرر ومنها فرصة التوبة والحياة مع الله ( لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه) "مت26:16".
فلنسلك في الحياة كحكماء لا كجهلاء مفتدين الوقت لان الايام شريرة . يا احبائي حياتنا اوقات ومن يضيع اوقاته فانه يضيع حياته. فليكن وقتنا ثمين في أعيننا نستغله في خدمة الله والناس وبناء انفسنا علي الايمان الاقدس، أمين.
.................................
(16) حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ
نحن في حاجة الي التوبة الدائمة والرجوع الي الله لنحيا حياة الإيمان العامل بالمحبة، ولاننا نخطئ سواء بالفكر أو القول أو العمل فعلينا ان نحاسب أنفسنا ونتوب. كما نحتاج لمن يرفع عنا عقوبة الخطية، ولما كانت الخطية هى تعدى وكسر لوصايا الله وعقوبتها الموت فقد تجسد الأبن الكلمة ومات من أجل خلاصنا وقام ليبررنا ويهبنا حياة أبدية.
جاء الينا حمل الله الذى يرفع خطية العالم. الذى شهد له يوحنا المعمدان قائلا : {هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ}(يو 29:1). السيد المسيح هو الحمل الذى بلا عيب ولا دنس القدوس الذى حمل أوجاعنا ومعاصينا وأثامنا والذى قال عنه أشعيا النبي { مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا } (أش 5:53-6). فشكر لله الذى أعطانا الغلبة والخلاص وأعلن محبته لنا فبموته خلصنا وبقيامته بررنا وبروحه يقدسنا ويقودنا لنحيا في محبته وننعم بسلامه ونعترف بخلاصه العجيب كل أيام حياتنا، أمين
......
(17) «مُدَّ يَدَكَ».
كان السيد المسيح وسيبقى دائما يجول يصنع خير مع كل أحد لاسيما من يطيعوا دعوته للإيمان وعمل الخير وهو على استعداد تام ليشفى الايدي المشلولة كما فعل قديما{ وَقَالَ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَدُهُ يَابِسَةٌ: «قُمْ وَقِفْ فِي الْوَسْطِ». فَقَامَ وَوَقَفَ. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَسْأَلُكُمْ شَيْئاً: هَلْ يَحِلُّ فِي السَّبْتِ فِعْلُ الْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ الشَّرِّ؟ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَوْ إِهْلاَكُهَا؟». ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى جَمِيعِهِمْ وَقَالَ لِلرَّجُلِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا. فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى.} (لو 8:6-10).
أعزائى.. لنمد أيدينا اليابسة لصنع الخير فيشفيها الطبيب الشافى ويستخدمها لصلاحه ويباركها، لنمسح دموع المحتاجين ونواسي الحزانى ونصافح الأعداء ونصلى من أجل المسيئين ونضمد جراح المتألمين { قَّوِمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ، وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى.} (عب 12:12-13).
وفي كل مرة يكون في وسعنا ان نعمل الخير ونقصر فاننا نرفض الشفاء. فمد يدك ولا تقصر في عمل الخير، فما يزرعه الانسان أياه يحصد على الأرض وفي السماء، أمين.
........................................
(18) سعي الله لخلاصنا ..
+ الله بين محبته العظيمة لكل نفس بشرية بطرق كثيرة فدعانا ابناء له {انظروا اية محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله } (1يو 3 : 1). فى سعي الله الى خلاصنا، يدعونا للثقة بمحبته وفدائه ورحمته والى العوده الى أحضانه { لا تخف لاني فديتك دعوتك باسمك انت لي. اذا اجتزت في المياه فانا معك وفي الانهار فلا تغمرك اذا مشيت في النار فلا تلذع واللهيب لا يحرقك}(أش 1:43-2). ان الله يحبنا ومن اجل هذه المحبة خلقنا ويرعانا ويغفر لنا خطايانا ويريدنا ان نعرفه ونحبه ونسعى الى خلاص انفسنا والنجاة من تيار الأثم الذى فى العالم والفوز بالحياة الأبدية. فهل نسعى الى خلاص نفوسنا أم نهمل خلاصنا الثمين ونهلك. الأمر يتعلق بحرية أرادتنا وقبولنا لهذا الخلاص الثمين وتجاوبنا بالتوبة والإيمان العامل بالمحبة والسعى فى الجهاد الروحى منقادين بروحه القدوس.
..................................
(19) ماذا تريد يارب إن أفعل؟ ..
نفسك أكرم لدى الله من العالم وأمواله وممتلكاته ولكن البعض ينسى هذا ويسعى نحو ارضاء شهواته وملذاته غير مهتم بالخلاص الثمين الذى يريده الله لهم فيظن البعض ان حياته فى أمواله أو ارضاء شهواته كالغنى الغبي الذى اتكل على ممتلكاته دون الله وهلك ولم تستطيع كل ثروات العالم ان تخلص روحه فى يوم الدينونة الرهيب. {لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26). فلنسع اذا من اجل خلاصنا ونسلك لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الإيام شريرة .
لنصطلح اذن يا أحبائى مع أنفسنا ونجلس معها نحاسبها ونعاتبها وقد تحتاج الى ان نعاقبها ونرجع عن أخطائنا ونتوب عن خطايانا. ونكون صادقين مع ذواتنا ولا ننقاد وراء شهواتنا ورغباتنا بل فى هدوء نسأل الله: ماذا تريد يارب ان أفعل؟. والله الأمين فى عمل الخير يرشدنا لنعمل مشيئة فى حياتنا ونصطلح مع الله الذى يريد خلاصنا ونجاتنا من فخاخ الشيطان وسعادتنا الأبدية. نصطلح مع أنفسنا فينعكس ذلك على علاقاتنا بالأخرين فنحيا فى سلام مع الغير ونحبهم محبة صادقة روحية ونخدمهم من أجل الله ونحيا ونتمتع بسلام الله الذى يفوق كل عقل والذى يحفظ حياتنا واراحنا فى المسيح يسوع ربنا.
.......................................
(20) عريس النفس البشرية ..
فى علاقة الله مع شعبه ومع كل نفس يرتفع بنا الى علاقة الأتحاد الروحي والسمو لتحب النفس ربها والهها كعريس قد أختار بهائها ويريد ان تحيا معه فى محبة دائمة واتحاد روحي لا يفصله عارض فتفرح النفس بالله وتقول مع النبي { فرحا افرح بالرب تبتهج نفسي بالهي لانه قد البسني ثياب الخلاص كساني رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة ومثل عروس تتزين بحليها} (اش 61 : 10). ولهذا جاء يوحنا المعمدان ليهئ الطريق للرب ويقول عن الرب يسوع المسيح { من له العروس فهو العريس و اما صديق العريس الذي يقف و يسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس اذا فرحي هذا قد كمل }(يو 3 : 29).
علاقة المحبة هذه لابد ان تترجم لإيمان وثقة وطاعة لله في حياتنا، فنحيا الإيمان العامل بالمحبة ونثق في محبة الله لنا ونطيعه من كل القلب عاملين على تنفيذ وصاياه بمحبة في أنفتاح على الغير وخدمته العريس السمائى ودعوة الاخرين لكي يذوقوا ما أطيب الرب، لنكون رعيه واحدة لراعي واحد، أمين.
..........................................
(21) أفرحوا في الرب ...
المؤمن الذى يحيا مع الله يحيا حياة الفرح الروحي الدائم الذى لا يشوبه كدر. يعرف ان الفرح بالرب هو مصدر قوة وسلام ورجاء متجدد في حياته، يفرح بقبول الله لتوبته . ويفرح بالرب وعمله معه { افرح وابتهج بك ارنم لاسمك ايها العلي }(مز 9 : 2). رحمة الله المتجدده كل صباح تفرح قلوبنا دائما { ابتهج وافرح برحمتك لانك نظرت الى مذلتي }(مز 31 : 7).
المؤمن يثق فى وعد الرب ان أسمه مكتوب في سجلات السماء { ولكن لا تفرحوا بهذا ان الارواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري ان اسماءكم كتبت في السماوات} (لو 10 : 20). حتى في حروبنا الروحية فاننا نفرح { كما اشتركتم في الام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده ايضا مبتهجين}(1بط 4 : 13). ونفرح عندما نعلم عظيم أجرنا حتى فى الاضطهاد من أجل الله { طوباكم اذا ابغضكم الناس واذا افرزوكم وعيروكم واخرجوا اسمكم كشرير من اجل ابن الانسان. افرحوا في ذلك اليوم وتهللوا فهوذا اجركم عظيم في السماء لان اباءهم هكذا كانوا يفعلون بالانبياء} (لو 6 : 23).
علينا ان نلجأ الى الله بالصلاة والشكر ونحيا في فرح بالرب كل حين مسبحين ومع القديس بولس الرسول نردد { افرحوا في الرب كل حين واقول ايضا افرحوا }(في 4 : 4).

ليست هناك تعليقات: