السبت، 10 يناير 2015
قبول النفس وتنميتها
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
أحبب نفسك محبة روحية..
+ لقد دعانا الرب ان نحب قريبنا كانفسنا. فكمقياس للحب للآخرين علينا ان نحب أنفسنا محبة روحية تربطها بالله وتبنيها وتمي مواهبها ووزناتها وقدراتها. علينا ان نصادق أنفسنا ونقوم أخطائها وننمي وزناتنا ونتاجر ونربح بها لمجد الله ولبنيان ملكوت الله داخلنا. قد يرجع سبب تعاسة الكثيرين الي ضعف تقديرهم لذواتهم، فهم يتطلعوا الي الجمال حولهم، لكنهم لا يرون الجمال الذى في أنفسهم، هم ينجزون وينجحون، لكنهم لا يسعدون، إنهم يقيّمون ذاتهم على إنجازاتهم فقط، يجب أن نتعلم أن نقدر ذاواتنا، ولا نقيّمها بحسب إنجازاتها فقط. علينا أن نحب أنفسنا ونتقبلها كما هي. على الأباء والأمهات أن يقدموا لابنائهم محبة غير مشروطه أو متوقفة على نجاحاتهم لينمو نمو نفسي سوى ويشجعوهم فى محبة الله القدير وعلى عمل الخير. علينا نحن أن نقبل ما قمنا به فى الماضى وأن كانت هناك أخطاء فبروح التعلم من الماضى نُصلح الحاضر لنجعل المستقبل أفضل. ونطلب الغفران على خطايا الماضى ولا نعود اليها ونسامح أنفسنا على أخطائها.
+ الله يحبك كما انت ويقبلك بقوتك وضعفك ويريد ان يحررك من ضعفك وخوفك ويفجر الامكانيات والطاقات الكامنة فيك وقد خلقك علي صورة ومثاله لك العقل المبدع والروح التي لاتموت والجسد ذو العاطفة الصادقة والمحبة الخلاقة والحرية المنضبطة والرجاء الذي يجب ان لا ينطفي فلماذا لا تصادق نفسك وتقبلها كما قبلنا المسيح لمجد الله الأب. انت فريد من نوعك فلا يوجد من يشبهك فلا تكون الا نفسك التي ارادها الله لك ووهبها القدرة والحكمة والنعمة ويهبها ملكوته السماوى.
هل انت صديق حقيقي لنفسك؟
+ علينا مع بداية العام وكل شهر ومناسبة ان نراجع ونحاسب أنفسنا ونجعلها تثمر ويدوم ثمرها. ولا نقلل من قدر أنفسنا فنحن ابناء وبنات لله ومحبوبين لديه، وكل منا شخص فريد من نوعه مخلوق لاعمال صالحه يقوم بها { لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها} (اف 2 : 10). علينا أن نكون أمناء على وزناتنا وفى عملنا وحياتنا الخاصة. نبنى علي أسس سليمة روحيا فكرنا وقولنا وأعمالنا وتصرفاتنا فاذا وجدنا أنفسنا نتصرف على أساس هذه الحقائق، نكون أصدقاء لانفسنا ونشجعها بالنتائج التي حققناها ونقبل ضعفاتنا الشخصية التى لا نستطيع تغييرها من حيث الشكل أو الظروف أو السمات الشخصية فهي تجعلنا متفردين ومتميزين عن غيرنا. ونحفّز أنفسنا لتحقيق المزيد من الطموحات كل يوم وننتهز الفرص المواتية للتقدم لكن ليس علي حساب الاخرين بل علينا أن نتقدم ونسعى لتشجيع ونمو شخصيات ونجاح الاخرين. ونطلب القوة والعون من الله ونصلى ليتقدمنا فى كل عمل صالح.
+ لا تقلّل من قدراتك ولا تقارن نقاط ضعفك بنقاط قوة غيرك؟ بل جرّب العكس وسترَى كم أنك بالفعل موهوب! وكم انعم الله عليك من نعم، قرّر أن تواجه القرارات الصعبة بنفسك, ولا تؤجل قراراً يجب أن تتخذه بنفسك لصالح مستقبلك الارضي والأبدي. أقبل نفسك وشخصيتك "كما هي" واعترف بالنقاط السلبية فيك وحاول معالجتها. فانت تقتدر الكثير وقوة الله في الضعف تكٌمل .
وقرّر أن تساعد الناس كلما تكون قادراً. افعل ذلك بكل حب. ولا تعامل نفسك أو غيرك بحدة أو بشدة. ولا تكثر من توبيخ نفسك أو غيرك بالنقد، طالما أنك لم تقِّصر في شئ وارضى بما رضاه الله لك. لا تتسرّع في إصدار أحكامك السلبية على الآخرين وأحسن الظن بهم والتمس لهم الاعذار.
+ حاول أن ترى جوانب مشرقة مبهجة في حياتك. وتذكر ان نعم الله كثيرة. اعرف "كل" نقاط قوتك وكن واثقا بنفسك بعد ثقتك بالله ولا تسمح لأحد بأن يجادلك بشأنها. لكن كن وديعا متواضعاً واقبل النقد البناء اما الذين يحاولوا هدم ما تبني فلا تلتفت لكلامهم بل اعزرهم علي سوء فهمهم، كن حكيما ولكن احرص ان لا تقول لاحد ذلك لكي لا تثير غيظ أو عداء احد .
تعرّف على مشاعرك الحقيقية السلبية من حقد،غيرة، حسد.. لا تنكرها ولكن اعمل على تغييرها بما هو إيجابى وبناء وأطلب من الله عوناً على ذلك. لا تقلّل من شأن نفسك، أمام نفسك أو أمام الآخرين. ولكن لا تمدح نفسك امام الناس ودع اعمالك الحسنة تشهد لك. ولا تبحث عن الناقص عندك.. بل اشكر الله على ما بين يديك من نعم؛ وتقدّم للأمام.
عندما تقبل نفسك ...
+ عندما تقبل نفسك، فإنك تصبح عصي تجاه رفض الآخرين لك وعندما تحب الآخرين كنفسك سيحبوك وستكون مصدر فرح وسلام وتشجيع للغير. ان الله يحبك انت ودعاك باسمك ( لا تخف لاني فديتك دعوتك باسمك انت لي. اذا اجتزت في المياه فانا معك و في الانهار فلا تغمرك اذا مشيت في النار فلا تلذع و اللهيب لا يحرقك) (اش 1:43-2). عندما تقبل نفسك، فإنك لن تفقد إيمانك بقدراتك الداخلية وتتغلب على جوانب الضعف المترسبة لديك أو خطاياك وسيتحول ذلك الي خبرة لمستقبل افضل {ليقل الضعيف بطل انا} (يؤ 3 : 10).
+ عندما تقبل نفسك، فإنك لن تضيّع الوقت تلهث باحثاً عن حب الآخرين بل سياتيك هذا الحب بصورة طبيعية. عندما تقبل نفسك، تنحصر جهودك في تطوير نفسك ولن تضيعها وقت في محاولة هزيمة الآخرين بل تنجح وتساعد وتشجع الغير على النجاح. ولا تبالغ في تقدير قيمة الأشياء المادية. ولا تقلل من قيمة نفسك التي فداها المسيح بدمة وستحب اللة ولن تشعر بالوحدة أو الظلم تجاه المشاعر السلبية بل ستمتد في حب منفتحاً علي الجميع في إيجابية وتضحية وبذل وعطاء.
+ عندما تقبل نفسك، فإنك لن تكون أسيرا للماضي. قبول الذات أمر ضرورى فبواسطته تستطيع تتطور وتقدم بثبات فى حاضرك الي مستقبل أفضل. عندما لا تقبل ذاتك، فانك تخاف مما يمكن أن يكشفه كل يوم يمر بك من حقائق عنك. وعندما تقبل نفسك، ستصبح الحقيقة أفضل أصدقائك. حينما تقبل ذاتك، يمكنك قبول من حولك بروح الأنفتاح على الغير بايجابية بناءة وبثقة فى النفس بروح الحكمة والتمييز.
علمني يارب ...
+ علمنى يارب إن أحب نفسي وابذلها بحب من اجلك ومن اجل الخير ومن اجل الخير والغير. ودربي علي الحياة وفق مشيئتك فانت الهي وعليك أتكل وبك انتصر. ساعدني يالهي ان اقبل نفسي كما هي وكما خلقتها انت علي صورتك، أن حياتي ثمينه عندك فلتكن عزيزة في عيني نفسي. قوم سبلي في رضاك وساعدني علي العمل بوصاياك.
+ علمني يارب ان اقول لا للخطا والخطيئة، ولا أرضي لنفسى ان تحيا الا كما ترضي الي يا الهي كابن بار لاب قدوس وصالح وأن القائل {اعلمك وارشدك الطريق التي تسلكها انصحك عيني عليك} (مز 32 : 8). هذا وعدك لي وانا متمسك بوعودك الصادقة، وانت أبي وسيد حياتي وبك اثق. فقودني في موكب نصرتك، أمين.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق