للأب القمص أفرايم الاورشليمى
خطايا محبوبة وثغرات مفتوحة...
أن أحطت بستانك أو بيتك بسياج ضخم ولكن تركت فيه ثغرة صغيرة غير مكتملة البناء الإ يكون ذلك فرصة للمتطفلين والعابثين واللصوص للدخول وللعبث أو سرقة ما فيه من خيرات، هكذا حياتك الروحية تحتاج الى يقظة وترميم ما بها من ثغرات لتمنع حتى الثعالب الصغيرة المفسدة للكرم الروحى والنمو. فكما جاء فى أشعياء النبى " و يقودك الرب على الدوام و يشبع في الجدوب نفسك و ينشط عظامك فتصير كجنة ريا و كنبع مياه لا تنقطع مياهه. و منك تبنى الخرب القديمة تقيم أساسات دور فدور فيسمونك مرمم الثغرة مرجع المسالك للسكنى" أش 11:58-12.
-أريد ان نسأل أنفسنا بصراحة وأمانة ما هى الخطايا المحبوبة التى يتعلق بها القلب وتبعدنا عن الرب ، وهل الكسل وأراحة الجسد أو التعرج بين الفرقتين يعيق تقدمى أم حبى لذاتى وسعيي للمديح يجعل صورة الله المحبوبة غير منعكسة على هذه الذات فاحيا انا لإ المسيح في. هل كبرياء القلب تمنع نعمة الله من الجريان على هضاب ارتفاع نفسى ها هو النبى الأنجيلى يحذرنا " نَادِ بِصَوْتٍ عَالٍ. لاَ تُمْسِكْ. ارْفَعْ صَوْتَكَ كَبُوقٍ وَأَخْبِرْ شَعْبِي بِتَعَدِّيهِمْ وَبَيْتَ يَعْقُوبَ بِخَطَايَاهُمْ. وَإِيَّايَ يَطْلُبُونَ يَوْماً فَيَوْماً وَيُسَرُّونَ بِمَعْرِفَةِ طُرُقِي كَأُمَّةٍ عَمِلَتْ بِرّاً وَلَمْ تَتْرُكْ قَضَاءَ إِلَهِهَا. يَسْأَلُونَنِي عَنْ أَحْكَامِ الْبِرِّ. يُسَرُّونَ بِالتَّقَرُّبِ إِلَى اللَّهِ. يَقُولُونَ: «لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟» هَا إِنَّكُمْ فِي يَوْمِ صَوْمِكُمْ تُوجِدُونَ مَسَرَّةً وَبِكُلِّ أَشْغَالِكُمْ تُسَخِّرُونَ. هَا إِنَّكُمْ لِلْخُصُومَةِ وَالنِّزَاعِ تَصُومُونَ وَلِتَضْرِبُوا بِلَكْمَةِ الشَّرِّ. لَسْتُمْ تَصُومُونَ كَمَا الْيَوْمَ لِتَسْمِيعِ صَوْتِكُمْ فِي الْعَلاَءِ" أش 1:58-4
أن كنا نصوم ونصلى فى تظاهر وكبرياء ونحى فى خصومة والتقاتل وعدم المصالحة أو المحبة للأخرين فان أصوامنا وصلواتنا تماثل ما فعله الفريسى قديما " وقال لقوم واثقين بأنفسهم انهم أبرار ويحتقرون الآخرين هذا المثل. إنسانان صعدا إلى الهيكل ليصليا واحد فريسي والآخر عشار. أما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا اللهم أنا أشكرك أني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار. أصوم مرتين في الأسبوع واعشر كل ما اقتنيه. وأما العشار فوقف من بعيد لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلاً اللهم ارحمني أنا الخاطئ. أقول لكم أن هذا نزل إلى بيته مبرراً دون ذاك لأن كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع." لو 9-18-14.
ان ترميم الثغرات فى حياتنا يحتاج منا الى العمل على أكتشافها والسهر لكى لا يتسلل منها الشيطان وأعوانه بيد تبنى ويد تحمل الأسلحة الروحية " البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس" (اف 6 : 11). فلنفحص ذواتنا فى نهاية العام لئلا نشابه الفريسى بل نتمثل بالعشار متذكرين خطايانا فى تواضع قلب طالبين المغفرة من الرب وبهذه التوبة والتواضع أمام الله تُقبل صلواتنا ونتبرر من خطايانا ، نحتاج للتوبة والاقلاع عن الخطايا المحبوبة لنا لكى لا يجد أبليس مكانا او اشياء له فى قلوبنا واله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبنى.
يقودك الرب على الدوام..
- فى البرية القفرة سار الشعب قديما وكان الرب يقودهم " و كان الرب يسير امامهم نهارا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق و ليلا في عمود نار ليضيء لهم لكي يمشوا نهارا و ليلا؟ (خر 13 : 21 وعندما جاعوا أرسل لهم المن وهو كرقاق بعسل وعندما أشتهوا أكل اللحوم ارسل لهم السلوى فأكلوا حتى الشبع وفى عطشهم رواهم من صخرة تابعتهم والصخرة هى مسيحنا صخر الدهور مع هذا تذمروا على الله وأكلوا وشبعوا ثم قاموا لفعل الخطية والشر من أجل ذلك مات الكثيرين منهم فى البرية ولم يصلوا الى نهاية الرحلة ونحن نحتاج الى قيادة الراعى الصالح الذي يعرف أحتاجاتنا وضعفاتنا وأمكانياتنا ويتكفل بنا على الدوام لا لنصل الى ارض الموعد ولكن لنصل الى الملكوت السماوى.
- أتبع المسيح أذن وأطلب قيادته على الدوام وأجعله سيدك وأعرف صوته من أصوات الغرباء وعندما يقودك بمهارته يهبك الحكمة والقوة والنعمة فتتعلم منه ويشبع فى صحراء الحياة نفسك ويروى عطشك الروحى والاجتماعى والنفسي فتكون مثمرا ويدوم ثمرك " اخيرا ايها الاخوة كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مسر كل ما صيته حسن ان كانت فضيلة و ان كان مدح ففي هذه افتكروا" (في 4 : 8)
- وقيادة الراعى تحتاج الى اليقظة والسهر على أنفسنا ورعيتنا لئلا يأتى الذئب فيبدد ويقتل الخراف، نحتاج للحفر واقتلاع الأشواك الخانقة للنفس وأزالة أحجار القساوة الروحية من القلوب ، نحتاج لبناء الخرب القديمة وأكتشاف الينابيع التى طمرها الأعداء في قلوبنا ..في بعض البلاد الغنية بالبترول الأن كانوا يتضورون جوعاً قديما والذهب الاسود تحت أقدامهم ونحن نجول نلتمس الحب من أبار العالم المشققة التى لا تضبط الماء ونبع الحياة الابدية داخلنا لا نكتشفه . أن ايماننا بعمل المسيح الخلاصى وسكنى الروح القدس ونعمته وثماره ومواهبه داخل النفس تحول حياتنا الى جنة رياء وبستان فيه كل الثمار المشتهاه للنفوس.
بناء على صخر...
- أننا نحتاج لسماع كلمة الله والعمل بها حتى نرمم ثغرات بيت بنائنا الروحى ونلاحظ أنفسنا والتعلم ونداوم على ذلك لنخلص أنفسنا والذين يسمعوننا أيضاً وكما قال المعلم الصالح "فكل من يسمع اقوالي هذه ويعمل بها اشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر. فنزل المطر وجاءت الانهار وهبت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط لانه كان مؤسسا على الصخر. وكل من يسمع اقوالي هذه ولا يعمل بها يشبه برجل جاهل بنى بيته على الرمل. فنزل المطر وجاءت الانهار وهبت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط وكان سقوطه عظيما". مت 24:7-28.
- والبناء الروحى للأنسان يحتاج للصبر والأستمرارية والرعاية المستمرة والسهر لخلاص النفس والثقة بالله ووعوده الصادقة فمن يصبر الى المنتهى فهذا يخلص وبصبركم تقتنون أنفسكم " و اما انتم ايها الاحباء فابنوا انفسكم على ايمانكم الاقدس مصلين في الروح القدس (يه 1 : 20) .
- أن الكنيسة فى حاجة ماسة فى هذة الأيام الأخيرة لتقديس حياة كل فرد لكى ما تنهض وتعيد مجدها الأول فقداسة الفرد تقود الى قداسة الجماعة وفساد أحد الأعضاء يعيق تقدم ونمو الجماعة ويشوه الصورة الجميلة لكنيسة المسيح التى أقتناها بدمه الثمين على عود الصليب. فهل تنهض عزيزى من جديد لترمم الثغرة فى بيت الله؟
أقوم الأن وارجع إلى أبى...
-أن كنت قد بددت ثروتى وأمكانياتى التى هى هبة منك ، وان كانت كبرياء ذاتى وشهواتى سبباً فى ضعف بيتنا الروحى ، أو كان جهلى وضعفى ويأسى بدد سلامى وتسبب فى دخول اللصوص وسلبهم لكنوزى فها أنا راجع اليك .
- بالقلب المنكسر والتوبة الصادقة والتصميم على الحياة معك للنفس الأخير فهب لى يا قدير البرء من خطاياى وأمراض نفسي بكنوز أدويتك الروحية .
- قدنى على الدوام وأهدنى وقت الظلام وروحك القدوس ينير ظلمتى ويشبع نفسي ويروى جدوب حياتى فأبنى ذاتى والأخرين على الإيمان المسلم لى من أبائى القديسين بالدم والعرق والجهاد فى الصلاة والصوم
- رمم أنت يارب الثغرات فى كنيستك المقدسة لكى لا يتخاصم ويحزن قلبك أبناء الكنيسة ولكى لا يتعثر السقيم ولكي تتقوى وتتشدد الركب المخلعة لتكون كنيستك مقدسة بلا عيب ولا دنس ، وتحيا شاهدة لآلامك وقيامتك وأنتصارك على الظلم والظلمة والشر والأشرار والخطية والضعف وتحيا على رجاء القيامة للنفس الأخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق