للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى
كنت
أتمنى فى يوم اموت وارتاح،
يمكن اشوف هناك افراح،
وفى يوم لقيت نفسى ميت!
وحاطينه فى تابوت!
وجسمى فى هدوم بيضاء،
وعليه حطين عطور وستور،
وحواليا شامم ريحة بخور.
وناس حواليا بتترحم .
وناس تتنحم،
وعايزينى أدفن ويرتاحوا.
وواحد سمعته بيقول:
اللى يموت يرتاح،
هو الدنيا فيها أيه أفراح؟.
واللى يقول دى موته مرتاحه،
لا تعب ولا مرض،
وفى حياته عاش فى الراحه.
ولا ساب عيل وراه يبكى ويتحصر.
ولا يوم من الظلم يتعسر.
وانا سامع وروحى حيه،
وبترفرف وتطير،
وكلى عيون شايفه ،
وخفايا ووجوه الناس عارفه،
وتقول يا ناس سيبونى فى حالى،
دا لسه شايف الراحه،
وبديت بجد الفرحه،
دا زمانكم أغبر وهباب،
وزمن كداب،
اللى باسم الدين بيتاجر،
والفاجر،
واللى من الظلم يهاجر،
واللى يهاجم دار جاره
ويقول كافر.
دا زمن سيطرة الاخوان.
اللقمة نأكلها بالمر.
والميه فى الحنفية بتضر.
والكلام بيتحدف زى الرصاص،
بدون ذوق ولا احساس.
والكهرباء مقطوعه،
وفى عز الحر.
ونسمع يوميا أخبار وحشه:
اللى على الفيس بوك يعك،
وكمان فى التويتر بيقولوا
تغريده عن حاجه فريده
بتذيد الدنيا كام تعقيده.
والاخبار كدابه والتلفزيون ممل بيعل.
ولا زحمة الشوارع والمواصلات.
والزباله جايبه امراض وآفات.
والبلطجه على ودنك
فى الشارع وحتى فى المستشفيات،
وكل يوم خناقة وخناقة.
وسواطير ورؤوس بتطير.
وصوت طلقات.
ولو خناقة فيها مسلم ومسيحى،
حتى لو على قميص تعيس
أتحرق من مكوه وبدون قصد!
دى مش هتكون خناقة بمطوه،
دا بيوت تتنهب وتتدمر،
وناس من بلادها تتهجر،
والفاضى يعمل شيخ وقاضى.
أنا متت وارتحت يا ابوى!
من جور السلطان،
ومن عدم القانون والاحزان،
ومن عدم الامان.
يالله بقى فى التربه وارونى
وبالتراب غطونى
وانا روحى على السماء رايحه،
بقت تسبح لله فرحانه،
وداخله للنور وكانه هناك قصور،
وزهور وملايكه وعطور،
واصوات بتقول قدوس قدوس ..
جه ملاك وهمس فى ودانى،
ارجع من تانى،
لفين قلتله بالهمس!
قالى انت مش دلوقتى المطلوب،
ارجع للجسد وتوب،
خليك شويه على الارض مصلوب،
ملقيتش حيله ولا وسيله .
ورجعت لقيت جسدى فى التابوت،
بينبض وبينهض ويقوم
وكانه صاحى من النوم.
وزعلت بجد هعيش من تانى.
ولقيت الناس بتقدملى تهانى.
على ايه؟
مهما مش عارفين!
اكد ايه فوق الناس،
فى فرح عايشين،
ياه ... هاعيش تانى!
يالله يمكن تتعدل .
واحوال بلادنا تتبدل.
ونتوب ونعرف ازاى،
نسعد حزانى القلوب،
ونرجع للنور،
ونسبح من غير فتور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق