يعز علينا أنتقال الشاعر الكبير والوطني الأصيل ذو الحس المرهف والمعبر عن أمل وآلم الشعب المصرى، الذى رحل عن عالمنا بعد رحلة عطاء غزير عبر فيها عن تاريخ وحاضر ومستقبل بلادنا ومنطقتنا بشعر رقيق سيبقى تراث تحفظه القلوب والعقول والأجيال. نعزي أهله ومحبيه وأنفسنا وشعبنا ونطلب له الرحمة من لدن الله الرحيم القدير.
تبكيك الربابة
أخيرا مت يا شاعرنا عبد الرحمن
وأنت من زمان كتبت عن الموت
وانك محمول على الأكتاف منصان
يامنة تصرخ ومت يا أجدع إنسان
تبكيك الربابة يا آبه والناي بالأحزان
والقاهرة وبغداد والقدس تبكي الفنان
وأبو زيد الهلالي يلالي مات الإنسان
هيفضل شعرك حي يا خال عبد الرحمن
فى قلوبنا ذكراك عطرة على مر الزمان
كنت يا آبه خايف تموت قبل تغيير الوشوش
تغيرت وشوش وبقيت الدنيا مليانه وحوش
يا وطنى أصيل وكريم فى زمن كله مغشوش
خسارة رحيلك ولكن ارتحت يا عبد الرحمن!
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
..................
قصيدة الخال
للشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي
ماتت الحملان وبقيت الوحوش
ننتظر فيهم يموتوا.. ما بيموتوش
حتموت الحِملان
وتفضل الوحوش.
الوحوش..
ما بيزعلوش.. ما بيتعبوش
واقعين.. عمرهم ما بيحلموش.
مهما نصرخ من ألم
ما بيسمعوش.
ما بيرحموش لإنهم ما بيشوفوش
ما بيعرفوش حتى احنا مين
ما يميّزوش أكتر من اللى..
بتطلبه الكروش.
... ... ...
الدنيا وسْعِت.. ضاقت الأدوار
ضِقنا بحكماءْنا الكبار
أكوام من الأصفار
جنود العار.
ملّينا أطفالنا الصغار.
أحياء يموتوا الأصدقاء
باردين.
اللحم يرجع من جديد للطين.
هذا الزمان لِصفْوة الصامتين.
هذا المكان.
بيكره العارفين..
ولا فيش غرق فى البّر
ما غرقتوش.
هذا المكان بيكره العارفين
ويعذّب الأخيار
وما يجلب الا سيئ الأخبار.
كل الـــخُطى للخلف
كل الخطى.. للحتف.
كل الأمان.. أخطار.
كل الخطى.. للعار.
للحق سيف تالم
لا ناجى ولا سالم
الجاهل العالم
والجاهل الحاكم
والظالم العادل
والعادل الظالم.
سور يكره الأحجار
إذا عِلِى ينهار.
الشمس بتموت فوق
وحياتنا ميّت حلمها بنهار.
كإنه ليل فى عتمته.
تاه كل حدّ فى حدّ.
كإنه ضِل.. نقصّرُه.. يتمد.
زحف الجِزام..
من الجبين .. للخدّ.
والعدوى تترك دار
وتدخل دار.
وجُوُه بتمضى على عجل
راكبة الجماجم ع الِبدل
وابو كرش كنز القرش
لا خايف ولا محتار.
أبو كرش بيتاجر فى دمعتنا
وخيبة الأمل
أبو كرش بيتاجر فى بلاهتنا
وفى "بيض الحبَل"
كداب.. وغاوى النومة
فى ضل العروش.
وننتظر فيهم يموتوا..
ما بيموتوش.
حتموت الحِملان..
وتفضل الوحوش!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق