للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ ما أحوجنا الي السلام فى عالم اليوم، حيث نجد الصراع والكراهية والحروب تنتشر من حولنا. ويعاني الكثيرين من الخوف والقلق وفقدان السلام والأمان. وقد يبحث البعض عن السلام بطرق خاطئة بعيدا عن الله ملك السلام ولا يحصلوا عليه لانهم لا يصغون لصوت الله القائل: {ليتك اصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر}(اش 48 : 18). أن السلام صفة من صفات الله ونحصل عليه يالإيمان الحي العامل بالمحبة والواثق في الله { فاذ تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح }(رو 5 : 1). الله مانح السلام لمحبيه { سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب} (يو 14 :27). والسلام كثمرة من ثمار الروح القدس نصلى من أجل أن نحصل عليه ونسعى في أثره لنكون أبناء لله{ طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون} (مت 5 : 9). والسلام له جوانب ثلاثة هى علاقتنا بالله وبالناس وأنفسنا.
+ السلام مع الله.. الله الهنا صانع السلام ومعطيه { الرب يعطي عزا لشعبه الرب يبارك شعبه بالسلام } (مز 29 : 11). ويأتي سلامنا مع الله من حياة الإيمان والطاعة له وحياة التوبة والشركة معه، والتى فيها نثق فى الله ووجوده معنا كل الايام فلا نخاف شئ { الرب نوري وخلاصي ممن اخاف الرب حصن حياتي ممن ارتعب}(مز 27 : 1) أما الاشرار فيبتعد سلام الله عنهم{ لا سلام قال الهي للأشرار.لأن الشرير كالبحر المضطرب الذي لا يستطيع أن يهدأ بل تقذف مياهه حمأة وطينا} (اش 2:57). في تسليم كامل لارادة الله نتكل عليه ونثبت فيه ونصلي ليمنحنا السلام وسط ضيقات الحياة { قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33)
+ السلام مع الناس.. من سمات المؤمن الحقيقى انه صانع سلام وما أجمل المخبرين بالسلام وصانعيه الذين يقدمون المحبة للغير ويدعو الى نشر السلام بين الناس فى تعاون بدل التنافس، وفى محبة عوض البغضة والكراهية وفى أحترام للغير وتقدير لكرامتهم الإنسانية دون تمييز دينى أوعنصرى أوعرقى أو طائفى { ما اجمل على الجبال قدمي المبشر المخبر بالسلام المبشر بالخير المخبر بالخلاص}(اش 52 : 7). يجب علينا أن نعمل على نشر السلام حولنا وتربية ابنائنا على أحترام الغير وتقديرهم ليكون السلام ليس مجرد كلمة تلقى على الغير بل سلوك حضارى وروحي فيه نتعاون بالمحبة على تقدم مجتمعنا وبلادنا.علينا ان نبادر الى صنع السلام والمحبة لمن حولنا ونقدم لهم البسمة والكلمة والخدمة الصادقة ليشعروا بمحبتنا ونعمل على راحة الغير وصنع الخير فالله يفضل الصلح والسلام بين الناس علي العبادة وتقديم الذبائح فيقول:{ إذا قدمت قربانك إلي المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فاترك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك} (مت23:5). فلا تجعل المشاكل تأتي بسببك بل كن صانع سلام ونتعلم كيف تحتمل وتغفر فالأقوى هو الوديع الهادي أما الذي يثور ويغضب ويعيب في الآخرين فهو الأضعف{ يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعف الضعفاء ولا نرضي أنفسنا} (رو2:15). وحقا قال الكتاب { لقمة يابسة ومعها سلامة خير من بيت ملان ذبائح مع خصام }(ام 17 : 1)
+السلام مع النفس.. السلام مع النفس نحصل عليه من حياة التوبة والنقاوة والقناعة والرضى بما هو بين أيدينا وممارسة وسائط النعمة والخلاص وعمل الخير. نحيا فى رضي الله وبقربه في إطمئنان وسلام داخلي. نثق فى قوة الله وحضوره فلا نخاف شئ أو أحد، حتى الموت الذى يخشاه البعض نثق انه إنتقال لعالم السلام الحقيقى والدائم الذى لا يوجد فيه حزن أو ضيق {الشرير يطرد بشره اما الصديق فواثق عند موته} (ام 14 : 32). بالإيمان نحيا فى سلام الله الذى يفوق كل عقل ونحيا على رجاء الحياة الأبدية {لاننا نعلم انه ان نقض بيت خيمتنا الارضي فلنا في السماوات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد ابدي}(2كو 5 : 1).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق