نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 28 نوفمبر 2015

صلوات قصيرة عن آيات (1)


الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
{ قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ} (يو 33:16)
يارب أنت هو سلامنا فى وقت الضيق، وأنت لنا يا الله الأب المحب والصديق والرفيق طوال الطريق. حتى وان واجهتنا المتاعب والتجارب فلنا ثقة أنك أنت هو المنتصر الغالب. وكما غلبت بسلطانك الشيطان وقوات الظلمة وعالم الأثم وأنتصرت علي الموت فستغلب بنا وتقيمنا معك لمجد أسمك القدوس. فشكرا لك يا الهنا على محبتك الأبوية ونصرتك الإلهية ونعمتك الغنية وحضورك الدائم معنا.
يا ملك السلام، أعطنا سلامك وهبنا قوة الإيمان برعايتك ونمي محبتنا لك لكي نثبت فيك كل حين، أمين.

(2)
{ لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ.}
(لو 32:12)
نحن قطيع صغير بدون الله يمكن أن نضعف أو نبتعد أو حتى نهلك أو نضيع. لكن الله الهنا قادر ومحب وأمين، وقد وعدنا بكلامه المعزي والصادق والأمين أنه سيكون معنا كل الأيام. الله يشجعنا قائلا لا تخف أيها القطيع الصغير لان أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت. وأن كان الله معنا فمن علينا!.
أنت يارب ترعانا وتقودنا فى موكب نصرتك وتجعل الضعيف قوى والجاهل تصيره حكيم وتحفظنا من مكر إبليس وشروره وحيله لاننا شعبك ورعيتك.
نحن نثق فى راعينا الصالح لذلك لا نخاف شر. نحيا معك الله أمنين ولمعونتك يا أبينا السماوي دائما طالبين وفى قوتك واثقين وعلى رجاء الحياة الأبدية نحيا فرحين. أمين

(3)

{أَمْسَكْتَ بِيَدِي الْيُمْنَى. بِرَأْيِكَ تَهْدِينِي وَبَعْدُ إِلَى مَجْدٍ تَأْخُذُنِي. مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئاً فِي الأَرْضِ}
(مز 23:73-25)
يا اله أبائنا القديسين، يا من قاد الكنيسة عبر تاريخها الطويل نشكرك على محبتك وعمل نعمتك وخلاصك العجيب. أنت الممسك بإيدى شعبك القائل لنا ثقوا أني قد غلبت العالم وها أنا معكم كل الأيام والي أنقضاء الدهر أقودكم فى الطريق التي تسلكونها عيني عليكم، أرشدكم وأعلمكم. أنت تمسك بايدينا وتقودنا عبر رحلة الحياة فلا يستطيع أحد أن يأخذنا منك.
برايك الصالح تهدينا فانت كلي الحكمة وليست شئ خفي عنك من أجل ذلك نطلب من صلاحك أن تهدى أرجلنا الي سبل الحق وتهدي عقولنا لمحبتك ومخافتك وحب الغير عمل الخير. أمل يارب نفوسنا لنعمل مرضاتك كل حين وأملأ أرواحنا بنعمة روحك القدوس لكي ترتفع وتحلق فى سماء معرفتك ومحبتك وخدمتك.
ربي جعلتك نصيبي السماوي ومعك لا أريد شئ علي الأرض ومن أجل هذا أثق فيك ياله خلاصنا أنك ستمسك بيدي وتقودني الي المجد، وحتى تأتي ساعة أنطلاقي أراك سيدي تفتح ذراعاك الحنونة لتضمني الي سماء المجد وأسبحك مع كافة القديسين أمين.

(4)

{ هَذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ }
(يو 15 : 12)
يا الله الأب كلي المحبة والتحنن والرآفات، أيها ألأبن الكلمة الذي أحبنا وحبه أراد أن ينقذنا من الهلاك الأبدي ولما كان الموت فى طريق خلاصنا جاء الينا متجسدا وبذل ذاته علي عود الصليب حبا بنا وبموته أبطل عز الموت وبقيامته وهبنا الحياة الأبدية. هبنا يارب أن نحيا وننقاد بروحك القدوس، روح الحكمة والمحبة والشركة والقداسة.
علمنا يارب أن نحب بعضنا بعض كما أحببتنا أنت، ومن محبتك الباذلة والغافرة والمحررة والمطهرة والساترة نتعلم أن نغفر للمسيئين الينا، ونحتمل بعضنا بعضا ونقدم بعضنا بعض في الكرامة، علمنا كيف ينتصر الحب علي مشاعر الكراهية، ويتغلب العطاء على الأنانية والبغضة ويمحو نور المحبة ظلام العداوة.
بمحبتك يارب أغفر خطايانا، وبنعمتك أجعلنا نقبل منك هذا الغفران ونقبل أنفسنا كما هي ونتغير ونتقوى بروحك القدوس ليكون لنا فكرك المقدس وقلبك المتسع وروح المحبة الفياضة التي تمتد بالبذل والعطاء لتقبل وتحترم وتحب الجميع من كل أمة وجنس وعرق ودين.
علمني يارب أن المحبة هي رباط الكمال، وانت المحبة الكاملة ومن بعد عنك ضل ومال، ومن يثبت فيك يثبت فى المحبة ويتحرر من كل قيود الخطية والأغلال.

(5)

{ وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.}
( 27:14)

أيها الرب الهنا يا من برحمته تجسد لخلاصنا وبمحبته من أجل السرور الموضوع أمامه، سار في درب الصليب متألما وقبل الموت بارادته حبا بنا. لقد أظهرت يا سيدي علي الصليب لنا قوة البذل والمحبة والتضحية والغفران والتواضع. نشكرك على نعمتك الغنية ومحبتك الأبدية وقبولك للخطاة الضالين.
نريد يارب ان نتبعك ونحمل صليب محبتك ونكون تلاميذ لك، نسير علي نفس الدرب حتى لو كان مؤلما وصعب. وعندما نتعثر في الطريق أمسك بايدينا وأقمنا وكن لنا نعما الرفيق. نسير خلفك ونحتمل من أجلك ونخدمك ونشهد لمحبتك ونسير خلفك في طريق الجلجثة وأثقين أنه أشراقة القيامة المجيدة تنتظر الأوفياء المحبين لسيدهم والأمناء المقتدين به في كل شئ.
سيدى .. أعنا على حمل الصليب وعزي كل السائرين على نفس الدرب. وأجعلنا تلاميذ مخلصين لك، أعمل يارب فينا من أجل خلاصنا وأقمنا من كل خطية مطهرا أيانا بدم صليبك. وعلمنا من الصليب قوة المحبة الأحتمال وجمال الفضيلة وعظمة التواضع وطريق الخلاص.

الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

نياحة الأنبا أبراهام مطران القدس والشرق الأدني



{ فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ }(مت 25 : 21)

يعز علينا أن ننعي أنتقال أبينا وسيدنا وحبيبنا نيافة الحبر الجليل الأنبا أبراهام مطران القدس والشرق الأدنى الي فردوس النعيم فى مدينة القدس ظهر اليوم عن عمر يقارب الثلاثة وسبعون عاما بعد أن خدم شعب الايباراشية بامانة وأخلاص لما يقرب من ربع قرن من الزمن.
نيافتة من مواليد 30/6/1943م. بأسم أبراهيم سدراك وهو أخ بالجسد للأب القمص القديس المتنيح ثأوفيلس المحرقي. وكان من المترددين علي دير المحرق العامر من صباه.
حصل على بكالريوس الزراعة من جامعة أسيوط 1962م. ثم حصل علي ماجستير ودكتوراة في النباتات الطبية 1968م.
كما حصل علي بكالوريوس الكلية الإكليريكية بالقاهرة 1968م.
خدم نيافته شماس وأمين خدمة مع الطيب الذكر الأنبا دوماديوس مطران الجيزة ثم ترهب بدير القديس الأنبا بيشوى العامر 19/ 3/1984 باسم الراهب سدراك الأنبا بيشوى ثم رسم قسا فى 23/7/1990م. وخدم بعدها كاهنا فى سويسرا وبعد نياحة الأنبا باسيليوس مطران القدس الأسبق أختير ورسم مطرانا علي القدس فى 14/11/1991م.
تميز نيافة الأنبا أبراهام بمحبته لله ونسكة وزهده وتدقيقة وحرصة على خلاص نفسه كما تميز بجديته فى الخدمة وحرصة على رعيته وأعلاء شأن كنيسته أينما حل.
صبر على تجربة المرض وأحتمل بشكر فقده لبصره وأعطاه الله بصيرة وحس روحي وذكاء متوقد وقاد شعبه بحكمة وأخلاص.
نقدم خالص التعازى لقداسة البابا تاوضروس الثاني بابا وبطريرك الأسكندرية وسائر بلاد الكرازة المرقسية ولمجمعنا المقدس وبخاصة نيافة الأنبا صرابامون رئيس ديره العامر ومجمع رهبان دير القديس الأنبا بيشوى ومجمع رهبان الكرسي الأورشليمي ولشعب الأيباراشية ولمحبة وأهله وعارفي فضله.
هذا ويتم الأن تشيكل وفد رفيع المستوى من أعضاء مجمع كنيستنا المقدس للسفر للقدس للصلاة على جسده الطاهر فى موعد سيحدد لاحقا.
الرب أعطي والرب أخذ ليكون أسمه مباركا الي الأبد.

الخميس، 19 نوفمبر 2015

فكرة لليوم وكل يوم 116- { كُونُوا رَاسِخِينَ }

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ علي قدر ما نعمق أساسات البناء ونرسخه على أرضية وقواعد صلبة سليمة وصلبة، علي قدر ما يثبت ويعلو ويستمر البناء ولا تؤثر فيه المخاطر التي يتعرض لها. هكذا يدعونا الكتاب المقدس أن نكون ثابتين وراسخين فى الإيمان بالله وفى محبته وفى العمل معه عالمين أن تعبنا وصومنا وخدمتنا وكل عمل خير نقدمه من أجل الرب له أجرته ومكأفاته {إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ}(1كو 15 : 58). رسوخنا فى الإيمان يعنى ثباتنا فى المسيح وشبعنا بكلمته وطاعتنا لوصاياه ومحبتنا له من كل القلب وعلاقتنا الشخصية الوطيدة به وتناولنا من الأسرار المقدسة ونمونا وثمرنا المتكاثر لحسابه كالغصن وثباته فى الكرمة كما قال الرب { اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً.} ( يو 4:15-5). يطلب منا السيد المسيح أن نثبت فيه فالغصن لا يقدر أن يأتى بثمر من ذاته ما لم يثبت فى الكرمة. هكذا يجب أن تكون لنا حياة مسيحية بفكر قلب وسلوك مسيحي لائق باولاد الله القديسين. يكون لنا فكر المسيح { وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ }(1كو 2 : 16). ونسير حسب سلوكه { مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً} (1يو 2 : 6) نتبعه في محبته وبذله ورحمته ووداعته وأتضاعه وخدمته. وأذ نتبعه ونخدمه فانه يعدنا أننا سنكون معه { إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضاً يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ }(يو 12 : 26)
+ إيماننا بابوة الله وصلاحة ومحبته وأعترافنا برحمته وأحساناته يجب أن تدفعنا لحياة الإيمان العامل بالمحبة فنجاهد ونتاجر ونستثمر الوزنات المعطاة لنا من الله ونقدم فى إيماننا فضيلة ومعرفة وتعفف وصبر ومحبة أخوية ومتى كان فينا السعي والجهاد في الفضائل ونمونا فيها، تصيرلنا حياة نشيطة مملوءة ثمارًا. وتكون الثمار وسيلة للنمو والثبات فى معرفة حقيقية لربنا يسوع المسيح وصلاة وصلة روحية راسخة بالروح القدس الذى يهبنا بنعمته أن ننمو يوما فيوم { وَلِهَذَا عَيْنِهِ وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً،. وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْراً، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى،. وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً. لأَنَّ هَذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.} (2بط 5:1-8). أن هدفنا من كل الفضائل المسيحية هو معرفة المسيح معرفة راسخة وكاملة وحقة وسليمة. فمن يجاهد لكى ينمو فى الفضائل يعرف ربنا يسوع معرفة حقيقية. ويثبت فيه ويكون له هذا الثبات حياة أبدية. وسلسلة الفضائل تبدأ بالإيمان والتغصب على فعل ما هو صالح، وتنتهى بالمحبة، فالله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله يثبت فيه، لهذا يدعونا الرب يسوع المسيح للثبات فى محبته { كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي} (يو 15 : 9).
+ مع الثمر المتكاثر والعمل الروحي إلا أنه تظهر لدي المؤمن ضعفات وخطايا مما لا يرغبه الله فينا فيقوم الله بمساعدتنا لكي نكتشفه وينقينا منه متى كان لنا تواضع وطاعة وأنقياد لروحه القدوس، يقوم الله بالعمل ككرام يقلم أغصان الكرمة لكي تأتي بثمر أكثر. فلا نرفض تأديب الرب، بل ونعد أنفسنا للأنتصار فى الحروب الروحية وأحتمال التجارب فى إيمان بالله ومحبة ورجاء فى الله، أذ حررنا المسيح من العبودية للشيطان والشهوات ومحبة المال فيجب علينا أن نثبت فى الحق والحق يحررنا ويقودنا فى موكب نصرته { فَاثْبُتُوا إِذاً فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ (غل 5 : 1). يجب أن نسهر علي خلاص نفوسنا ونثبت فى الإيمان المستقيم فى مواجهة قوى الشر { اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوُّوا }(1كو 16 : 13). نتمسك برجائنا فى المسيح ووعوده فى الإنجيل { مُتَأسِسينَ وَرَاسِخِينَ وَغَيْرَ مُنْتَقِلِينَ عَنْ رَجَاءِ الإِنْجِيلِ، الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ} (كو 1:23). نقاوم إبليس ولا نرضخ لتهديد أو وعيد حتى تتحقق لنا المواعيد فالله صادق وأمين ووعده بالنصرة أكيد لمن يقاوم راسخ فى الإيمان حتى وأن تألمنا يسيرا فالله يكملنا ويثبتنا ويقوينا ويقودنا فى موكب نصرته {اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فَقَاوِمُوهُ رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هَذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ. وَإِلَهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيراً، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ. لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.} (1بط 8:5-11).

الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

فكرة لليوم وكل يوم 115- { شُرَكَاءُ فِي الْمِيرَاثِ }

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الله يقدم محبته للجميع ويريد كأب صالح أن الجميع يخلصون والي معرفة الحق يقبلون وهو يحذر الشرير قائلا: { حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ.} (حز 33 : 11). ولقد جاء السيد المسيح الي العالم ليعلن محبة الله للجميع { لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ} (يو 3 : 16) بالإيمان بالمسيح يصير المؤمنين شركاء فى الميراث وشركة الجسد الواحد ونوال موعد الروح القدس والحياة الأبدية { {أَنَّ الأُمَمَ شُرَكَاءُ فِي الْمِيرَاثِ وَالْجَسَدِ وَنَوَالِ مَوْعِدِهِ فِي الْمَسِيحِ بِالإِنْجِيلِ}(اف 3 : 6). فلسنا بعد غرباء بل رعية المسيح مع القديسين وأهل بيت الله { فَلَسْتُمْ إِذاً بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ} (اف 2 : 19). ففى المسيح يسوع وبالإيمان بالإنجيل وبالمعمودية والمسحة المقدسة ينسكب علينا الروح القدس وتستعلن ثماره فينا حسب غني نعمة الله وحكمته من أجل بناء الكنيسة وخلاص نفوسنا ويصير لنا جراءة وقُدوم ودخول إلى الآب بالإيمان بالمسيح والثقة فيه {لأن به لنا كلينا قُدُوماً في روح واحد إلى الآب.} (أف 2: 18). هذا السر الذى أعلنه القديس بولس الرسول ويعلنه الله لقديسيه { السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ وَمُنْذُ الأَجْيَالِ، لَكِنَّهُ الآنَ قَدْ اظْهِرَ لِقِدِّيسِيهِ،. الَّذِينَ ارَادَ اللهُ انْ يُعَرِّفَهُمْ مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هَذَا السِّرِّ فِي الأُمَمِ، الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ. الذين أراد الله أن يُعرِّفهم ما هو غِنَى مجد هذا السر في الأمم، الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد.}(كو 1: 26-27). وهذا هو السر "المسيح فينا" يحل المسيح بالإيمان فينا بالعماد والمسحة المقدسة وبالأكثر بالأتحاد بالمسيح فى سر الإفخارستيا الذى يجب أن نتقدَّم إليه فى توبة وإيمان وثقة بمواعيد الله الأمينة كما قال { مَن يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه} (يو 6: 56). بالتناول نثبت فى المسيح ويثبت فينا فى شركة وعشرة محبة وعلاقة شخصية قوية فننمو فى معرفته ومحبته من مجد الي مجد وتنتفي منا العزلة والوحده الي الشركة مع الله، لنحيا الإيمان الواحد وشركة الجسد الواحد ويحل ملكوت الله فينا ونتمتع بمذاقة الحياة الأبدية ونحن على الأرض.
+ بالمسيح يسوع صار الأمم يشاركون اليهود فى بركات ملكوت المسيح، ويصير المؤمنين من الأمم متساوون مع المؤمنين من اليهود فى حقوق الميراث الروحى وفى كونهم أعضاء الجسد الذى رأسه المسيح، وفي الوعد بالفداء الذى أعطى لآدم وحواء وكرره الله لإبراهيم وأنبياء العهد القديم، ويصير للأمم نصيب في الميراث مثل اليهود تماماً.
+ محبة الله وأحضانه مفتوحة لجميع الناس ليخلص كل من يؤمن به ويحيا فى كنيسته. من أجل هذا يجب أن ننفتح بالحب على كل أحد القريبين والبعيدين ونعلن خلاص الله المقدم لكل إنسان ليحيا الإيمان العامل بالمحبة لينال نصيبا وميراثا مع جميع القديسين. لقد كان اليهود ينظروا إلى الأمم بتعالي وأحتقار ويظنوا أنهم وحدهم ورثة المجد والمواعيد والميراث ومنهم وحدهم تتألف الأمة المختارة فلا يختلطون بأحد وكل هذا كان قبل إعلان هذا السر المجيد الذي به صار الأمم ورثة مع اليهود في الله, وأبناء لله بالإيمان بالمسيح يسوع (غلا 3: 26, رو 8: 17). واصبح المؤمنين أعضاء متآلفين في جسد المسيح الذي هو الكنيسة وبالتالي صاروا معا شركاء في نوال موعد الروح, الذي يأخذ مما للمسيح ويعطينا {قاسماً لكل واحد بمفرده نصيباً كما يشاء} (1كو 12: 11). صار المؤمنين شركاء مع بعضهم البعض في الميراث المقدس الذي لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل في السماء. في المسيح صرنا أغصاناً في الكرمة الواحدة وأعضاء أحياء في الجسد الواحد. في المسيح صار للمؤمنين حق نوال الروح القدس{ فَرَجَاؤُنَا مِنْ أَجْلِكُمْ ثَابِتٌ. عَالِمِينَ أَنَّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ شُرَكَاءُ فِي الآلاَمِ، كَذَلِكَ فِي التَّعْزِيَةِ أَيْضاً} (2كو 1 : 7). لذلك بالاكثر اجتهدوا أيها الاخوة الأحباء ان تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين بالجهاد روحي والتوبة المستمرة والإيمان العامل بالمحبة وملاحظة أنفسنا والتعليم الصحيح والمداومة على ذلك، نخلص نفوسنا ونتقوى فى الإيمان وننمو في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع لاننا اذا فعلنا ذلك لن نزل ابدا بل يقدم لنا بسعة الدخول الي ملكوت الله { لأَنَّهُ هَكَذَا يُقَدَّمُ لَكُمْ بِسِعَةٍ دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ} (2بط 1 : 11).

السبت، 14 نوفمبر 2015

لك أقول قم


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
دعوة للتوبة والقيامة ..
+ جاء السيد المسيح الى إرضنا يجول يصنع خير ويدعو للإيمان يشفى المرضى ويعلم الجهال ويشبع الجياع ويفتح أعين العميان ويكرز ببشارة التوبة والخلاص { من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات} (مت 4 : 17) وهو يدعونا فى وقتنا الحاضر { قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالانجيل }(مر 1 : 15). ولا تظنوا ان هؤلاء الذين دعاهم الرب الى التوبة كانوا أكثر شراً منا نحن الذين نحيا فى عالمنا المعاصر { وكان حاضرا في ذلك الوقت قوم يخبرونه عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم. فاجاب يسوع وقال لهم اتظنون ان هؤلاء الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا.كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. او اولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم اتظنون ان هؤلاء كانوا مذنبين اكثر من جميع الناس الساكنين في اورشليم. كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون} (لو1:13-5).
+ نحن نحتاج الى قوة التوبة والقيامة من حياة الخطية والكسل لحياة التوبة والعمل، ومن حياة الضعف والموت الروحى الى حياة القوة الروحية العاملة فينا بقوة القيامة المجيدة . ان السيد المسيح له المجد يلح علينا ويدفعنا للقيامة والصلاة بلجاجة لتعبر عنا أزمنة الضيق الى حياة القيامة المجيدة. ونقوم كما فعل الابن الضال اذ أحس بالجوع والحرمان والحاجة الى الاحساس بالشبع والأمان فى بيت الله الابوى { فرجع الى نفسه و قال كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز و انا اهلك جوعا. اقوم و اذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء و قدامك} (لو17:15-18).
+ يجب علينا أن نحيا فى توبة وصلاة وقيام من حياة الخطية والكسل ونقدم توبة شاملة ونصنع لنا ثمار تليق بالتوبة{ فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله } (كو 3 : 1). ان شرور فرد قد تلحق الهزيمة بكثيرين وقد راينا قديما ان خطيئة عخان بن كرمى تسببت فى هزيمة أمه { هكذا قال الرب اله اسرائيل في وسطك حرام يا اسرائيل فلا تتمكن للثبوت امام اعدائك حتى تنزعوا الحرام من وسطكم}( يش 13:7). كما ان قداسة الافراد ونهضتهم قد يقودها افراد فلقد قبل الله ان لا يحرق سدوم وعمورة ان وجد فيها عشرة أبرار بل وقال لارميا النبى قديما { طوفوا في شوارع اورشليم وانظروا واعرفوا وفتشوا في ساحاتها هل تجدون انسانا او يوجد عامل بالعدل طالب الحق فاصفح عنها}( أر 1:5).

قوة القيامة وعمل الله فينا ...
+ اننا فى سعينا الى حياة التوبة والقيامة والصلاة لا نعتمد فقط على قوتنا الذاتية بل نتكل على الله الهنا القوي ونثق انه قادر ان يقودنا فى موكب نصرته ونجاهد فى صبر ناظرين الي رئيس إيماننا ومكمله الرب يسوع ونقول مع المرنم { الرب قوتي ونشيدي وقد صار خلاصي هذا الهي فامجده اله ابي فارفعه} (خر 15 : 2). الله يعمل في كنيسته عبر التاريخ وهو رب الكنيسة وحاميها ويدافع عنها علي مدى التاريخ وهو قادر أن ينجينا من أتون النار المتقد ومن شر الأشرار ومؤامراتهم وحتى ان سمح الله بالتجارب أوالاستشهاد من أجل الإيمان فنحن شهود أوفياء لمن بذل ذاته فداء عنا وقام ليقيمنا لنحيا حياة أبدية .
+ ان مسيحنا القدوس رئيس الحياة وملك الدهور وواهب القيامة ، ومن أمن به ولو مات فسيحيا وهو أمس واليوم والي الإبد يتحنن على شعبه وعلى كل نفس تعانى الظلم والخطية والضعف ويقول لكل نفس منحنية تحت ثقل الخطية {ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ فَوَقَفَ الْحَامِلُونَ. فَقَالَ: «أَيُّهَا الشَّابُّ لَكَ أَقُولُ قُمْ} (لو 7 : 14) نعم هو يتحنن كل كل أرملة فقدت رجلها وكل أم فقدت أبنها وعلي كل الأبرياء ضحايا الأرهاب فى كل مكان وهو يشفق علي كل شاب أوفتاه لا يجدوا الحنان او المحبة وهو يطمئن كل من يعانى الخوف او الضعف ويتقدم الينا اليوم وفى كل يوم ليعين المتعبين ويشفى المرضى ويداوى المجروحين{تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم.احملوا نيري عليكم و تعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم. لان نيري هين وحملي خفيف} (مت28:11- 30 ). اننا ندعوه اليوم وكل يوم ان يتحنن علينا فى مصر وعلى منطقتنا وعلى عالمنا لكى من يقيمنا بقوة قدرته وعمل مجده ناظراً الي دموعنا وأنينا ومتاعبنا وضيقاتنا لكى نفرح وتفرح الكنيسة بعمل الله فيها .
+ اننا نثق فى عمل الله فى كنيسته ومع ابناءه وهو رب الكنيسة وملجانا فى الضيقات والشدائد ننصلى اليه لي وهو معين لمن ليس له معين ، هو قديما جاء خصيصاً الى مريض بركة حسدا الذى قال له { ياسيد ليس لى انسان يلقينى في البركة متى تحرك الماء بل بينما انا ات ينزل قدامي اخر.قال له يسوع قم احمل سريرك وامش. فحالا برئ الانسان وحمل سريره} (يو7:5-9 ). السيد المسيح لا يشفى فقط من المرض الجسدى بل له السلطان على مغفرة الخطايا {ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا قال للمفلوج لك اقول قم واحمل فراشك واذهب الى بيتك ففي الحال قام امامهم وحمل ما كان مضطجعا عليه ومضى الى بيته وهو يمجد الله. فاخذت الجميع حيرة ومجدوا الله وامتلاوا خوفا قائلين اننا قد راينا اليوم عجائب.} (لو 5 : 24-26 ).
+ ان قدرة الله وقوة القيامة لاتشمل فقط اقامتنا فى اليوم الأخير ليعطى كل واحد كحسب عمله ولكنها ايضاً تشمل اقامة الاحياء لانه يوجد الكثيرين ممن يظنون انهم احياء وهم أموات، الضالين والمنحرفين والمتعصبين والجهال، والمتكبرين والخطاة والأنانيين والبعيدين والجهال والذين يبيعون الإيمان تحت تأثير الخوف او تحت الأغراء او الوعيد او التهديد لكل هؤلاء جاء المسيح المحرر { و جاء الى الناصرة حيث كان قد تربى و دخل المجمع حسب عادته يوم السبت و قام ليقرا. فدفع اليه سفر اشعياء النبي و لما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه. روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق و للعمي بالبصر و ارسل المنسحقين في الحرية. واكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر و سلمه الى الخادم و جلس و جميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم}(لو 16:4-21).
+ ان السيد المسيح له المجد يقول لكل من يشعرون بالضعف انا هو قوتكم ، ولمن يعانون الخوف انا هو سلامكم ولمن يشعرون بضعف أمكانياتهم انا هو مفجر طاقاتكم { يعطي المعيي قدرة ولعديم القوة يكثر شدة (اش 40 : 29) ان مسيحنا القدوس قام ليقيمنا ويجلسنا معه فى ملكوت السموات وهو يقول لم فقد عزيز لديه { انا هو القيامة والحياة من امن بي ولو مات فسيحيا} (يو 11 : 25) نعم أحبائنا احياء وكملائكة الله فى الفردوس وسنلتقى بهم ونسعد معا بالوجود فى حضرة الله { واما ان الموتى يقومون فقد دل عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول الرب اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب. وليس هو اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده احياء} (لو 37:20-38) .
قم ايها النائم ..
+ انها دعوة لنا للقيام والتوبة والرجوع الى الله ، فلا نتوانى فى زمن الجهاد فخير لنا ان نموت ونحن نجاهد فى حياة التوبة والصلاة والعمل من ان نموت فى حياة الكسل والخطية ونهلك وماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه { لذلك يقول استيقظ ايها النائم وقم من الاموات فيضيء لك المسيح }(اف 5 : 14). لنقوم ونقول لا تشمتى بي يا عدوتى فانى ان سقطت أقوم ، وان مشيت فى الظلمة فالرب نوراً لي.
+ والى تلك الركب المخلعة نقول ان المسيح القائم يدعونا الى ان نتشدد متعلقين بذراعه القوية وقوته المقتدرة فمن كان يظن ان شاول الطرسوسى يتغير ويتحول الى القديس بولس الرسول الذى جال العالم كله مبشراً بالإنجيل او سمعان بن يونا الصياد الذى ضعف وانكر أمام الجوارى يجاهد وبعظة واحدة يرد ثلاثة الأف نفس . ومن كان يظن ان مريم الخاطئة التى كانت الشياطين تسيطر عليها تصبح مبشرة بالقيامة حتى أمام القصر نفسه . ومن كان يظن ان لص كموسى الإسود يؤمن بالمسيح ويصير اباً ومعلماً للرهبنة ومرشداً تهابه الشياطين . انها اذن قوة القيامة العاملة فى كل أحد وفى كل جيل .
+ اننا مدعوين الى تبعية رئيس إيماننا ومكمله الذى أحتمل الظلم فى صبر وطاعة للأب السماوى، طاعة حتى الموت، موت الصليب ، فجلس عن يمين الأب { لاعرفه وقوة قيامته وشركة الامه متشبها بموته }(في 3 : 10). نعم مدعوين الى معرفة أختبارية نذوق فيها نعمة الله وحنانه وصبره وعمل قوة قيامته فينا من أجل خلاصنا ولكى نذوق أمجاد القيامة فاننا مدعوين الى شركة الآلام ، حمل الصليب بفرح وشكر لنخلص انفسنا والبشرية الساقطة .
+ واذ لنا رئيس كهنة مجرب فى كل شئ يقدر ان يعين المجربين نرفع اليه أعين قلوبنا ونسلم اليه أمر حاضرنا ومستقبلنا ، ونطلب منه القوة والصبر والعزاء فى أزمنه الضيق ونكنز فى السماء كنوزنا ودموعنا والآمنا وهو قادر ان يمسح الدموع ويعين المجربين ويعطى عزاء للمحزونين ويكأفانا بأكليل الظفر {فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله }(كو 3 : 1). اننا مدعوين بقوة القيامة لنحيا فى سلام الإيمان {منتظرين الرجاء المبارك و ظهور مجد الله العظيم و مخلصنا يسوع المسيح} (تي 2 : 13). {وليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} (رو 15 : 13).

الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

شعر قصير رحة البال


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)

رحة البال

تعالوا يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال
للي يغفر الخطايا ويعدل اللي أنحنى ومال
يشيل عنكم الهموم حتى لو كانت بثقل جبال
يرفع عنا التعب ويفرح القلب ويحقق الأمال
أوعى فى ضيقلك تركض أو تجرى وراء مال
ولا تخضع لشهوات إبليس ويغرك يوم جمال
دا كله فاني ومع المسيح وحده راحة البال
تعالو اليه وتعلموا منه المحبة دا كله كمال

(2)
" محتاجين لأيديك"
محتاجين لأيديك يارب دائما تصنع التغيير
ترفع الساقط بمحبة من غير كبرياء أو تعيير
تكون رجاء للبائس وتغني المحتاج والفقير
تشفى المريض وتمسح دموع الحزين يا قدير
الجاهل يتعلم منك وينال حكمة ونعمة فى التدبير
تنصرنا فى الحروب والضعيف بطل معاك يصير
تريح التعبان وتقودنا ومعك سفينة حياتنا تسير


(3)

" هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ يَقُولُ الرَّبُّ "

مش أنت اللي قلت هَلمّ نتحاجج معا يارب؟
وأن كانت خطاياكم كالقرمز تصير كالثلج
وأن كنا خطاة تقيمنا وتقودنا معاك للمجد
وقلت أنك بتدعو خطاة للتوبة بصبر وحب
أنا جاي باعترفلك بضعفي وجهلي وذنوبي
أنت الوحيد تقدر تغسل قلبي وتستر عيوبي
أديني تبرير وسلام وكن فرحي ومحبوبي

..........

(4)

" أهدينا يارب"

يارب أهدينا دائما لطريق الحق وصنع الخير
دا أنتٓ يارب اله محب وعلي كل شئ قدير
ومعاك يارب الضعيف يقوي وبطل يصير
الجاهل يأخد حكمة وينال منك نعمة وتقدير
معاك يقوي إيماننا ورجائنا وفي محبة نسير
.............

(5)
"شعلة الإيمان"
قالوا الزمان متلقب وغدار ملهوش أمان
قلت عشان كدا نحتاج بقوة لشعلة الإيمان
إيمان برب رحيم، يهتم بينا ويرحم الإنسان
يقودنا فى طريق الخير ويصبرنا في الأحزان
يا بخته اللي يعيش وينام في رعاية الرحمن
يحيا في سلام الله، مطمئن مهما تقلب الزمان
ينام فى راحة بال بضمير مرتاح ومش قلقان
وحتى عند الموت، تستقبله الملائكة بالأحضان


.........
(6)

"أبني على صخر "
سمعت أنه فيه فى بلاد بعيده مطر وسيول
قلت آه بتصير وكل اللي شايفه يوم هيزول
وصحيت لقيت بيتنا بيهاجمه المطر كالغول
صرخت يارب أرحمنا لا لا دا مش معقول
أصلي اللي بعيد عنا مش زى اللي منا ينول
واللي يبني بيته على صخر يثبته على طول
لكن البيت المبني على رمل، يجيه يوم ويزول
...............
(7)
" أرحموا بعض"
يارب ياللي نجي نوح وبنيه من الطوفان
نجينا وأرحمنا وتراّف علي بني الإنسان
بحر الحياة من غير سيول مليان بالأحزان
صوت قالي أرحموا بعض يرحمكم الرحمن
بالشر والأثم حتى الطبيعة تثور بالطوفان
العالم ذاغ للشر والفساد والناس بقت غيلان
محتاجين للتوبه الي الله والرجوع بالأحسان
أزرعوا خير تحصدوه، دا الشر أخرته خسران
.......
(8)

" سيبوا الوطن"
وطني بدم أجدادي تكون وشجرة شاب
وطنى بعرق أجدادي أرتوي منه التراب
كل ذرة فيك يا وطنى قلبي فيها بحبه داب
ليه يدب فيك الفساد ويهربوا منه الشباب
بخاف عليك من اللي بينهشو فيك كالكلاب
يسرقوا وينهبوا ويبيعوا فيك حتى التراب
خدوا المغانم وأبعدوا عنا يا شلة ذئاب
سيبوا الوطن لي من أجله عانوا العذاب

.....

السبت، 7 نوفمبر 2015

فكرة لليوم وكل يوم 114- { كُونُوا رِجَال }

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الرجولة الروحية ... يدعونا الكتاب أن نكون رجال، ولا يقصد هنا الرجال فقط بل أن يكون لنا كمؤمنين رجال أو نساء صفات الرجولة الروحية من الجدية والشهامة والحكمة والصبر والثبات على الإيمان والمبادي الفاضلة، كما أن الرجولة تعني البعد والترفع عن الصغائر والشهوات والأنانية أو التمركز حول الذات وأن يكون لنا القدرة على أتخاذ القرارات الصعبة وتنفيذها فى مختلف الظروف { اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوُّوا }(1كو 16 : 13). علينا أن نحرص وندقيق كجنود صالحين لله على خلاص نفوسنا لان لنا أعداء شياطين يسعوا الي هلاكنا فيجب أن نقاومهم ثابتين فى الإيمان المستقيم نقف ضد التيارات الفكرية ولا ننساق وراء التعاليم المنحرفة { كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ} (اف14:4).
النضح الروحي للمؤمن يعنى ان يكون لديه الحس الروحي والحكمة والتمييز بين الخير والشر وأتباع الخير وكلام البر فيكون لنا خبرة روحية والتزام روحي بتبعيه الله ورفض الشر وعمل الخير مع الجميع لاسيما خاصتنا وأهل الإيمان والمحتاجين { لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ،. وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ} ( عب 13:5-14).
+ الحكمة وضبط النفس.. عندما أراد فرعون مصر قديما رجلا يدير ويدبر أقتصاد مصر ويعبر بها سنوات القحط والغلاء قال له مشيريه { فَالآنَ لِيَنْظُرْ فِرْعَوْنُ رَجُلاً بَصِيراً وَحَكِيماً وَيَجْعَلْهُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ} (تك 41 : 33) فاجاب الملك قائلا { فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِعَبِيدِهِ: "هَلْ نَجِدُ مِثْلَ هَذَا رَجُلاً فِيهِ رُوحُ اللهِ؟"} (تك 41 : 38). لقد أختير يوسف كمدبر لأقتصاد مصر وكان ناجحا متميزا لان الرب كان معه وهو كشاب تميز فى غربته بالعفة والأمانة ورفض الشر حتى لو تعرض للسجن والظلم ولهذا رفعه الله وأنقذ به مصر وأهله من الجوع. ونحن فى العهد الجديد أخذنا روح التبني والحكمة الذى يهبنا حكمة وفهم ومعرفة ومخافة الرب { رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ } (اش 11 : 2). ويجب علينا أن لا ننقاد وراء شهوات العالم أو نشاكل أهل هذا الدهر بل نكون أقوياء فى الإيمان وننقاد لروح الله ونتمم مقاصده وأرادته فى حياتنا, ونتحكم فى حواسنا ونضبط السنتنا وعيوننا { إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْثُرُ فِي الْكَلاَمِ فَذَاكَ رَجُلٌ كَامِلٌ، قَادِرٌ أَنْ يُلْجِمَ كُلَّ الْجَسَدِ أَيْضاً }(يع 3 : 2).
+ الجدية ورفض الشر ... يطوب الكتاب الرجولة الروحية التى ترفض الشر فلا يسلك المؤمنين فى مشورة الأشرار وطرقهم ومشورتهم بل تكون مسرتهم فى كلام الله فتنجح طريقهم ويثمروا ثمر البر فى وقته بعكس الأشرار الذين سريعا ما يتبددوا ويهلكوا { طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ. لَكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَاراً وَلَيْلاً. فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِيِ الْمِيَاهِ الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ.} مز 1:1-3). فى رجولة روحية يعمل ويجتهد المؤمن فى تواضع ووداعة ويعمل على أستثمار وزناته ووقته وعمله وماله {أَرَأَيْتَ رَجُلاً مُجْتَهِداً فِي عَمَلِهِ؟ أَمَامَ الْمُلُوكِ يَقِفُ. لاَ يَقِفُ أَمَامَ الرَّعَاعِ!} (ام 22 : 29).
+ الحلم والشجاعة فى روح الصلاة ... من مميزات الرجولة الروحية الحقة الحلم والوداعة والتواضع فى شجاعة وحكمة وقوة ولقد أختار الرب قديما موسي النبي ليقود الشعب عبر الصحراء فى مسيرة طويلة لحلمة ووداعته { وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيماً جِدّاً أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الذِينَ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ} (عد 12 : 3). وفى ثبات أما قوي الشر أختار الله نحميا النبي ليرمم اسوار أورشليم والهيكل ووقف نحميا أمام تحدى ألاعداء وطلب من الله أن يقويه ورفض الهروب أو التوقف عن العمل والبناء { لأَنَّهُمْ كَانُوا جَمِيعاً يُخِيفُونَنَا قَائِلِينَ: قَدِ ارْتَخَتْ أَيْدِيهِمْ عَنِ الْعَمَلِ فَلاَ يُعْمَلُ. فَالآنَ يَا إِلَهِي شَدِّدْ يَدَيَّ. وَدَخَلْتُ بَيْتَ شَمَعْيَا بْنِ دَلاَيَا بْنِ مَهِيطَبْئِيلَ وَهُوَ مُغْلَقٌ فَقَالَ: لِنَجْتَمِعْ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ إِلَى وَسَطِ الْهَيْكَلِ وَنُقْفِلْ أَبْوَابَ الْهَيْكَلِ لأَنَّهُمْ يَأْتُونَ لِيَقْتُلُوكَ. فِي اللَّيْلِ يَأْتُونَ لِيَقْتُلُوكَ. فَقُلْتُ: أَرَجُلٌ مِثْلِي يَهْرُبُ؟ وَمَنْ مِثْلِي يَدْخُلُ الْهَيْكَلَ فَيَحْيَا! لاَ أَدْخُلُ.} ( نح 9:6-11). ان الله يطلب رجال العمل والصلاة. ولقد عاتب الله قديما الشعب فى زمن السبي لانهم فعلوا الشر وتباعدوا عن الله ووصاياه وطلب منهم حتى ولو رجلاً يرمم الثغرة ويصلي من أجل الشعب ويقوده فلم يجد { وَطَلَبْتُ مِنْ بَيْنِهِمْ رَجُلاً يَبْنِي جِدَاراً وَيَقِفُ فِي الثَّغْرِ أَمَامِي عَنِ الأَرْضِ لِكَيْلاَ أَخْرِبَهَا, فَلَمْ أَجِدْ!. فَسَكَبْتُ سَخَطِي عَلَيْهِمْ. أَفْنَيْتُهُمْ بِنَارِ غَضَبِي. جَلَبْتُ طَرِيقَهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ } ( حز 30:22-23). نعمل مع الرب ونخدمه بامانة على وزناته المتنوعة ونقول مع أشعياء النبي {هَئَنَذَا أَرْسِلْنِي} (اش 6 : 8). الرجولة الروحية تعنى الشهامة والوقوف مع الحق والعطاء { فَيَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْتَمِلَ أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ وَلاَ نُرْضِيَ أَنْفُسَنَا }(رو 15 : 1). فى رجولة نعمل ولا ننتظر مدح من الناس بل ننتظر المجازاة من الله الذي يعطي كل واحد حسب عمله { فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ }(مت 16 : 27).

الخميس، 5 نوفمبر 2015

فكرة لليوم وكل يوم 113- { كُونُوا هَادِئِينَ }

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ المؤمن وسط زحمة الحياة ومشاغلها وضوضائها لا ينبغي أن يضطرب أو يقلق أو يفقد هدوئه ووداعته بل يحرص أن يكون هادئ بإيمانه وثقته بالله كما قال النبي { اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟} (مز 27 : 1) وعلينا من وقت لأخر أن نجلس مع الله وأنفسنا في خلوة وصلاة وتأمل لكي نحرص أن نكون هادئين ونفكر بروح الصلاة والتأمل{ تَحْرِصُوا عَلَى أَنْ تَكُونُوا هَادِئِينَ} (1تس 4 : 11). فما أحوج الإنسان للهدوء والسكينة لاسيما أن أشتدت عليه الحرب الروحية { إِنْ صَعِدَتْ عَلَيْكَ رُوحُ الْمُتَسَلِّطِ فَلاَ تَتْرُكْ مَكَانَكَ لأَنَّ الْهُدُوءَ يُسَكِّنُ خَطَايَا عَظِيمَةً }(جا 10 : 4). وفى السكون والهدوء نرجع الي نفوسنا ونحاسبها ونعاتبها ونتوب، ولا نتخاصم من أجل أشياء زائلة ونخسر سلامنا فبالهدوء تكون قوتنا الروحية { لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: بِالرُّجُوعِ وَالسُّكُونِ تَخْلُصُونَ. بِالْهُدُوءِ وَالطُّمَأْنِينَةِ تَكُونُ قُوَّتُكُمْ} (اش 30 : 15). ولهذا ففى هدوء وخلوة علي جبل الكرمل عاش إيليا النبي فى صلاة وتأمل. وفي البرية على مدى ثلاثين عامًا، عاش يوحنا المعمدان حتي يوم ظهوره لاسرائيل. كما كان السيد المسيح يلتقي بتلاميذه ويأخذهم إلى موضع خلاء وأعطانا مثال لأهمية الخلوة وهدوء النفس عندما قضي أربعين يومًا وحده في الجبل قبل بدء خدمته في حياة هدوء. وكانت مريم أخت مرثا مثالًا لحياة الهدوء، في جلستها الهادئة عند قدميّ الرب.
+ الهدوء يجب أن يشمل جوانب حياتنا المختلفة حتى تمضى سفينة حياتنا بسلام وسط عالم مضطرب ومن هدوء الحواس والفكر نقتني هدوء الأعصاب والكلام والعواطف. فهدوء القلب من الشهوات حياة للإنسان { حَيَاةُ الْجَسَدِ هُدُوءُ الْقَلْبِ وَنَخْرُ الْعِظَامِ الْحَسَدُ }(ام 14 : 30). كما أن اللسان الوديع الهادي يعطي راحة لصاحبة { هُدُوءُ اللِّسَانِ شَجَرَةُ حَيَاةٍ وَاعْوِجَاجُهُ سَحْقٌ فِي الرُّوحِ} (ام 15 : 4). الهدوء والسكينة تحتاج منا لجهاد روحي وضبط للنفس حتى وسط ظروف الحياة الصعبة، فيجب أن يتحلي المؤمن بالصبر والمثابرة وضبط النفس والتعامل مع الغير بهدوء وأقناع فيكون كلامنا لين وهادئ ووديع {اَلْجَوَابُ اللَّيِّنُ يَصْرِفُ الْغَضَبَ وَالْكَلاَمُ الْمُوجِعُ يُهَيِّجُ السَّخَطَ} (ام 15 : 1). الكلام الهادئ يسمع ويطاع أكثر من الصراخ { كَلِمَاتُ الْحُكَمَاءِ تُسْمَعُ فِي الْهُدُوءِ أَكْثَرَ مِنْ صُرَاخِ الْمُتَسَلِّطِ بَيْنَ الْجُهَّالِ} (جا 9 : 17). علينا أن نرفع قلوبنا الي السماء ونطلب من الله أن يهدى قلوبنا ويسكت ريح الغضب والأضطراب ولاسيما عندما نري المخاطر تحيط بنا نطلب من الله ان يأمر الريح أن تسكت والبحر أن يهدأ { فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «اسْكُتْ. ابْكَمْ». فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ} (مر 4 : 39)
+ الشخص الهادئ يكسب الأصدقاء ويبعد عن العداء وينمو فى المحبة ويحتمل الغير ويرثي لضعفهم ويلتمس الأعزار لهم أما الكراهية فتجعل الإنسان غاضب وغير راضي على شئ ثائر لا يهداً ويثير المشاكل ويتسبب فى المتاعب لمن حوله ولكن بالهدوء والصبر يتلاقى الناس مهما إختلفت أفكارهم ويحلوا مشاكلهم في هدوء الحوار المشبع البناء. لهذا مدح المخلص الودعاء { طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ} (مت 5 : 5). الشخص الهادي يصنع سلام ويحل مشاكله فى هدوء كما جاء عن السيد المسيح { لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ. وَعَلَى اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ} ( مت 19:12-21). فى الهدوء ينمو إيماننا بالله ولا نضطرب أو نقلق وفى هدوء نفكر بتعقل وحكمة ونبتعد عن الخطايا{ الْهُدُوءَ يُسَكِّنُ خَطَايَا عَظِيمَةً} (جا 10 : 4). وكلما أقتربنا من الله تعلمنا من تواضعه ووداعته.
+ علينا أن ندرب أنفسنا على الهدوء ونضبط أنفسنا ونفكر قبل أن نتكلم هل كلامنا يبني ويفيد الغير والإ فلنصمت أفضل، علينا أن نلجأ الي الله بالصلاة والدعاء ونطلب منه حكمة وهدوء ووداعة { وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ }(يع 1 : 5). وعندما تواجهنا تحديات ومشاكل علينا أن نفكر فى الحلول الإيجابية المتاحة لنا وما هي أفضل الحلول ونعمل على تنفيذها. وعلينا أن نتدرب على الأنتصار على الشر بالخير والتغلب على الغضب بالصبر وطول البال ونعالج التسرع بالحكمة والتعقل { لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ} (رو12 : 2). كما أننا كلما قابلنا التحديات بروح الأبتسامة واللطف نقدر أن نذيل جو التوتر والقلق فى اللقاءات الصعبة فتعبر بالحكمة والهدوء. ندرب أنفسنا على الهدوء حتى فى فتح الأبواب وغلقها وفي الحديث مع الناس بصوت وديع هادي يعتمد علي الأقناع والمنطق لا علي علو الصوت، ونصادق الودعاء ونستشيرهم ونتعلم منهم الثقة والطمأنينة والسلام. ونتدرب علي عدم الاندفاع وعدم التسرع وطول البال والصبر فبعض الأمور تعالج بالصبر والحلم والبعد عن أسباب الأثارة والغضب. ولكن علينا أن نسرع الي صنع الخير ونكون رجال فى الملمات والضيقات. ومتى تصرف معنا البعض تصرف خاطئ، لا نتضايق فالناس فيهم الطيب وصعب الطباع، فلا نتوقع أننا نتعامل مع قديسين وأنما مع بشر عاديين، لهم أخطاؤهم وضعفاتهم وفي أحتمالنا لهم نريحهم ونكسبهم ونربح أنفسنا ايضا. كما يجب علينا أن نريح أجسادنا فلا نرهقها ونتوب عن خطايانا ولا نكتمها ونريح نفوسنا ونعالج أسباب توترها ونربطها بالله ومحبته فنربحها للحياة الأبدية.

الاثنين، 2 نوفمبر 2015

فكرة لليوم وكل يوم 112- { شُرَكَاءُ فِي الآلاَمِ والتَّعْزِيَةِ }

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ نحن نثق أن الآمنا وضيقاتنا هي شركة مع المسيح المتألم الذى عاني الظلم والألم والأفتراء والتجديف والموت وقام ليقيمنا معه فى المجد، وهو عون لنا فى الطريق نحو تخطى والتغلب علي التجارب والآلام وضامن أكيد لنا لخلاصنا ونجاتنا وحياتنا وشفائنا وقيامتنا { فَرَجَاؤُنَا مِنْ أَجْلِكُمْ ثَابِتٌ. عَالِمِينَ أَنَّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ شُرَكَاءُ فِي الآلاَمِ، كَذَلِكَ فِي التَّعْزِيَةِ أَيْضاً} (2كو 1 : 7). وفي الآلام يجب ان يكون لنا رجاء وثقة لا تتزعزع بالله ومحبته المعلنة فى أبنه الوحيد يسوع المسيح ربنا. نؤمن أن كل الضيقات والآلام التي يحتملها المؤمن هى بارادة الله وسماح منه لخيرنا وتكميلنا وتهب لنا أكاليل سمائية { لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ يَقُولُ الرَّبُّ أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرٍّ لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً} (ار 29 : 11). الرجاء بالله لا يخزي لان الله أمين ويفكر ويعمل لسلامنا وأبديتنا وهو لا يترك المتكلين عليه ويسكب محبته فى قلوبنا { وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا} (رو 5 : 5). الرجاء المسيحي وسط الآلام هو طوق نجاة لنا ونحن نواجه أمواج الحياة وتجاربها واثقين ان الله سيقودنا فى موكب نصرته سواء على مستوى العالم الحاضر او الحياة الأبدية.
+ عاين القديس بولس الرسول، السيد المسيح القائم أولاً في حياته ثم دخل بعد ذلك إلى حلبة الآلام فقال { لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهاً بِمَوْتِهِ} (في 3 : 1). وأعلن السيد المسيح لبولس الرسول عن أمجاد قيامته أولاً، ثم أخبر حنانيا عن الآلام التي سيحتملها من أجل الكرازة بالإيمان. بولس المتألم في سجنه وقيوده يعرف أن آلامه شركة مع المسيح المتألم. وعلى خطي السيد المسيح نسير ونعلم ونتألم ونتعزي بالروح القدس ونتمتع بشركة متجددة بالمسيح العامل فينا، ومن خلال الشركة العملية مع المسيح المتألم ينفتح لنا الباب بالأكثر للتعزيات الإلهية وعوض الشكوى مما يصبب المؤمن من آلام نختبر بركاتها وننمو في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح. كما يعرض الصائغ الذهب للنار حتى يراها قد تنقت، هكذا قد يسمح اللَّه بامتحان المؤمنين بالضيقات حتى يتنقوا ويحصلوا على نفعٍ عظيمٍ. لذلك علينا أن نحتمل بشكر الآلام عندما تحل بنا ولا نتذمر ولا تخور قلوبنا، إذا يسمح الله بالتجارب بهدف وللفائدة. علينا أن نصلي في التجربة طالبين التعزية والخلاص ونرفع قلبنا وفكرنا وروحنا نحو السيد المسيح المتألم والمصلوب عوض انشغالنا بالآلام لنجد التعزية والسلام والحكمة. ومن يشتركون في الآلام يشتركوا في التعزية {لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ} (عب2:18).
+ بائس ذلك الانسان الذى يبحث فى تعزية أرضية، من عالم يفتقر الى الفرح والسلام، قد يسمح الله بشركة الآلام لنكون شراء معه في الآلم والتعزية ايضا نتعلم ونتواضع ونصرخ الى الله ولا تتعلق قلوبنا بالأرض وما عليها من أشياء فانية، بل ترتفع الي السماء بالصلاة بإيمان الى الله القادر على كل شئ { ادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي} (مز 50 : 15). لقد صلى دانيال وانقذه الله من الأسود الجائعة، كما نجي الفتية فى أتون النار، وأنقذ القديسين بطرس وبولس من السجن، وهو أمس واليوم والى الأبد يقدر ان يعزى فى الضيق والحزن وينصف فى الظلم ويقوى فى الضعف وهو رجاء من ليس له رجاء ومعين من ليس له معين، ميناء الذين فى العاصفة. نصلى ان يحل الله بروحه القدوس داخلنا ويهبنا تعزية بصوته الوديع الهادي والمفرح فنتعزي بما فى الكتاب { لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ} (رو 15 :4). وعندما نقرائه نتعزى {فلما قراوها فرحوا لسبب التعزية} (اع 15 : 31). ونتعلم ونتعزي من حياة وسير القديسين وأقوالهم كما قال القديس بولس الرسول{ مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلَهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ،. الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ.لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذَلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضاً} ( 2كو 3:1-5). يجب أيضا أن نتخذ من الاباء القديسين وهم سحابة الشهود المحيطة بنا شفعاء وأصدقاء نلجأ لصلواتهم ومؤازتهم لنا فى الضيق والمرض والحزن فنجد الراحة والتعزية، السلام والفرح والصبر والرجاء.