نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 5 نوفمبر 2015

فكرة لليوم وكل يوم 113- { كُونُوا هَادِئِينَ }

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ المؤمن وسط زحمة الحياة ومشاغلها وضوضائها لا ينبغي أن يضطرب أو يقلق أو يفقد هدوئه ووداعته بل يحرص أن يكون هادئ بإيمانه وثقته بالله كما قال النبي { اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟} (مز 27 : 1) وعلينا من وقت لأخر أن نجلس مع الله وأنفسنا في خلوة وصلاة وتأمل لكي نحرص أن نكون هادئين ونفكر بروح الصلاة والتأمل{ تَحْرِصُوا عَلَى أَنْ تَكُونُوا هَادِئِينَ} (1تس 4 : 11). فما أحوج الإنسان للهدوء والسكينة لاسيما أن أشتدت عليه الحرب الروحية { إِنْ صَعِدَتْ عَلَيْكَ رُوحُ الْمُتَسَلِّطِ فَلاَ تَتْرُكْ مَكَانَكَ لأَنَّ الْهُدُوءَ يُسَكِّنُ خَطَايَا عَظِيمَةً }(جا 10 : 4). وفى السكون والهدوء نرجع الي نفوسنا ونحاسبها ونعاتبها ونتوب، ولا نتخاصم من أجل أشياء زائلة ونخسر سلامنا فبالهدوء تكون قوتنا الروحية { لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: بِالرُّجُوعِ وَالسُّكُونِ تَخْلُصُونَ. بِالْهُدُوءِ وَالطُّمَأْنِينَةِ تَكُونُ قُوَّتُكُمْ} (اش 30 : 15). ولهذا ففى هدوء وخلوة علي جبل الكرمل عاش إيليا النبي فى صلاة وتأمل. وفي البرية على مدى ثلاثين عامًا، عاش يوحنا المعمدان حتي يوم ظهوره لاسرائيل. كما كان السيد المسيح يلتقي بتلاميذه ويأخذهم إلى موضع خلاء وأعطانا مثال لأهمية الخلوة وهدوء النفس عندما قضي أربعين يومًا وحده في الجبل قبل بدء خدمته في حياة هدوء. وكانت مريم أخت مرثا مثالًا لحياة الهدوء، في جلستها الهادئة عند قدميّ الرب.
+ الهدوء يجب أن يشمل جوانب حياتنا المختلفة حتى تمضى سفينة حياتنا بسلام وسط عالم مضطرب ومن هدوء الحواس والفكر نقتني هدوء الأعصاب والكلام والعواطف. فهدوء القلب من الشهوات حياة للإنسان { حَيَاةُ الْجَسَدِ هُدُوءُ الْقَلْبِ وَنَخْرُ الْعِظَامِ الْحَسَدُ }(ام 14 : 30). كما أن اللسان الوديع الهادي يعطي راحة لصاحبة { هُدُوءُ اللِّسَانِ شَجَرَةُ حَيَاةٍ وَاعْوِجَاجُهُ سَحْقٌ فِي الرُّوحِ} (ام 15 : 4). الهدوء والسكينة تحتاج منا لجهاد روحي وضبط للنفس حتى وسط ظروف الحياة الصعبة، فيجب أن يتحلي المؤمن بالصبر والمثابرة وضبط النفس والتعامل مع الغير بهدوء وأقناع فيكون كلامنا لين وهادئ ووديع {اَلْجَوَابُ اللَّيِّنُ يَصْرِفُ الْغَضَبَ وَالْكَلاَمُ الْمُوجِعُ يُهَيِّجُ السَّخَطَ} (ام 15 : 1). الكلام الهادئ يسمع ويطاع أكثر من الصراخ { كَلِمَاتُ الْحُكَمَاءِ تُسْمَعُ فِي الْهُدُوءِ أَكْثَرَ مِنْ صُرَاخِ الْمُتَسَلِّطِ بَيْنَ الْجُهَّالِ} (جا 9 : 17). علينا أن نرفع قلوبنا الي السماء ونطلب من الله أن يهدى قلوبنا ويسكت ريح الغضب والأضطراب ولاسيما عندما نري المخاطر تحيط بنا نطلب من الله ان يأمر الريح أن تسكت والبحر أن يهدأ { فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «اسْكُتْ. ابْكَمْ». فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ} (مر 4 : 39)
+ الشخص الهادئ يكسب الأصدقاء ويبعد عن العداء وينمو فى المحبة ويحتمل الغير ويرثي لضعفهم ويلتمس الأعزار لهم أما الكراهية فتجعل الإنسان غاضب وغير راضي على شئ ثائر لا يهداً ويثير المشاكل ويتسبب فى المتاعب لمن حوله ولكن بالهدوء والصبر يتلاقى الناس مهما إختلفت أفكارهم ويحلوا مشاكلهم في هدوء الحوار المشبع البناء. لهذا مدح المخلص الودعاء { طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ} (مت 5 : 5). الشخص الهادي يصنع سلام ويحل مشاكله فى هدوء كما جاء عن السيد المسيح { لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ. وَعَلَى اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ} ( مت 19:12-21). فى الهدوء ينمو إيماننا بالله ولا نضطرب أو نقلق وفى هدوء نفكر بتعقل وحكمة ونبتعد عن الخطايا{ الْهُدُوءَ يُسَكِّنُ خَطَايَا عَظِيمَةً} (جا 10 : 4). وكلما أقتربنا من الله تعلمنا من تواضعه ووداعته.
+ علينا أن ندرب أنفسنا على الهدوء ونضبط أنفسنا ونفكر قبل أن نتكلم هل كلامنا يبني ويفيد الغير والإ فلنصمت أفضل، علينا أن نلجأ الي الله بالصلاة والدعاء ونطلب منه حكمة وهدوء ووداعة { وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ }(يع 1 : 5). وعندما تواجهنا تحديات ومشاكل علينا أن نفكر فى الحلول الإيجابية المتاحة لنا وما هي أفضل الحلول ونعمل على تنفيذها. وعلينا أن نتدرب على الأنتصار على الشر بالخير والتغلب على الغضب بالصبر وطول البال ونعالج التسرع بالحكمة والتعقل { لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ} (رو12 : 2). كما أننا كلما قابلنا التحديات بروح الأبتسامة واللطف نقدر أن نذيل جو التوتر والقلق فى اللقاءات الصعبة فتعبر بالحكمة والهدوء. ندرب أنفسنا على الهدوء حتى فى فتح الأبواب وغلقها وفي الحديث مع الناس بصوت وديع هادي يعتمد علي الأقناع والمنطق لا علي علو الصوت، ونصادق الودعاء ونستشيرهم ونتعلم منهم الثقة والطمأنينة والسلام. ونتدرب علي عدم الاندفاع وعدم التسرع وطول البال والصبر فبعض الأمور تعالج بالصبر والحلم والبعد عن أسباب الأثارة والغضب. ولكن علينا أن نسرع الي صنع الخير ونكون رجال فى الملمات والضيقات. ومتى تصرف معنا البعض تصرف خاطئ، لا نتضايق فالناس فيهم الطيب وصعب الطباع، فلا نتوقع أننا نتعامل مع قديسين وأنما مع بشر عاديين، لهم أخطاؤهم وضعفاتهم وفي أحتمالنا لهم نريحهم ونكسبهم ونربح أنفسنا ايضا. كما يجب علينا أن نريح أجسادنا فلا نرهقها ونتوب عن خطايانا ولا نكتمها ونريح نفوسنا ونعالج أسباب توترها ونربطها بالله ومحبته فنربحها للحياة الأبدية.

ليست هناك تعليقات: