للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الله يقدم محبته للجميع ويريد كأب صالح أن الجميع يخلصون والي معرفة الحق يقبلون وهو يحذر الشرير قائلا: { حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ.} (حز 33 : 11). ولقد جاء السيد المسيح الي العالم ليعلن محبة الله للجميع { لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ} (يو 3 : 16) بالإيمان بالمسيح يصير المؤمنين شركاء فى الميراث وشركة الجسد الواحد ونوال موعد الروح القدس والحياة الأبدية { {أَنَّ الأُمَمَ شُرَكَاءُ فِي الْمِيرَاثِ وَالْجَسَدِ وَنَوَالِ مَوْعِدِهِ فِي الْمَسِيحِ بِالإِنْجِيلِ}(اف 3 : 6). فلسنا بعد غرباء بل رعية المسيح مع القديسين وأهل بيت الله { فَلَسْتُمْ إِذاً بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ} (اف 2 : 19). ففى المسيح يسوع وبالإيمان بالإنجيل وبالمعمودية والمسحة المقدسة ينسكب علينا الروح القدس وتستعلن ثماره فينا حسب غني نعمة الله وحكمته من أجل بناء الكنيسة وخلاص نفوسنا ويصير لنا جراءة وقُدوم ودخول إلى الآب بالإيمان بالمسيح والثقة فيه {لأن به لنا كلينا قُدُوماً في روح واحد إلى الآب.} (أف 2: 18). هذا السر الذى أعلنه القديس بولس الرسول ويعلنه الله لقديسيه { السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ وَمُنْذُ الأَجْيَالِ، لَكِنَّهُ الآنَ قَدْ اظْهِرَ لِقِدِّيسِيهِ،. الَّذِينَ ارَادَ اللهُ انْ يُعَرِّفَهُمْ مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هَذَا السِّرِّ فِي الأُمَمِ، الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ. الذين أراد الله أن يُعرِّفهم ما هو غِنَى مجد هذا السر في الأمم، الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد.}(كو 1: 26-27). وهذا هو السر "المسيح فينا" يحل المسيح بالإيمان فينا بالعماد والمسحة المقدسة وبالأكثر بالأتحاد بالمسيح فى سر الإفخارستيا الذى يجب أن نتقدَّم إليه فى توبة وإيمان وثقة بمواعيد الله الأمينة كما قال { مَن يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه} (يو 6: 56). بالتناول نثبت فى المسيح ويثبت فينا فى شركة وعشرة محبة وعلاقة شخصية قوية فننمو فى معرفته ومحبته من مجد الي مجد وتنتفي منا العزلة والوحده الي الشركة مع الله، لنحيا الإيمان الواحد وشركة الجسد الواحد ويحل ملكوت الله فينا ونتمتع بمذاقة الحياة الأبدية ونحن على الأرض.
+ بالمسيح يسوع صار الأمم يشاركون اليهود فى بركات ملكوت المسيح، ويصير المؤمنين من الأمم متساوون مع المؤمنين من اليهود فى حقوق الميراث الروحى وفى كونهم أعضاء الجسد الذى رأسه المسيح، وفي الوعد بالفداء الذى أعطى لآدم وحواء وكرره الله لإبراهيم وأنبياء العهد القديم، ويصير للأمم نصيب في الميراث مثل اليهود تماماً.
+ محبة الله وأحضانه مفتوحة لجميع الناس ليخلص كل من يؤمن به ويحيا فى كنيسته. من أجل هذا يجب أن ننفتح بالحب على كل أحد القريبين والبعيدين ونعلن خلاص الله المقدم لكل إنسان ليحيا الإيمان العامل بالمحبة لينال نصيبا وميراثا مع جميع القديسين. لقد كان اليهود ينظروا إلى الأمم بتعالي وأحتقار ويظنوا أنهم وحدهم ورثة المجد والمواعيد والميراث ومنهم وحدهم تتألف الأمة المختارة فلا يختلطون بأحد وكل هذا كان قبل إعلان هذا السر المجيد الذي به صار الأمم ورثة مع اليهود في الله, وأبناء لله بالإيمان بالمسيح يسوع (غلا 3: 26, رو 8: 17). واصبح المؤمنين أعضاء متآلفين في جسد المسيح الذي هو الكنيسة وبالتالي صاروا معا شركاء في نوال موعد الروح, الذي يأخذ مما للمسيح ويعطينا {قاسماً لكل واحد بمفرده نصيباً كما يشاء} (1كو 12: 11). صار المؤمنين شركاء مع بعضهم البعض في الميراث المقدس الذي لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل في السماء. في المسيح صرنا أغصاناً في الكرمة الواحدة وأعضاء أحياء في الجسد الواحد. في المسيح صار للمؤمنين حق نوال الروح القدس{ فَرَجَاؤُنَا مِنْ أَجْلِكُمْ ثَابِتٌ. عَالِمِينَ أَنَّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ شُرَكَاءُ فِي الآلاَمِ، كَذَلِكَ فِي التَّعْزِيَةِ أَيْضاً} (2كو 1 : 7). لذلك بالاكثر اجتهدوا أيها الاخوة الأحباء ان تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين بالجهاد روحي والتوبة المستمرة والإيمان العامل بالمحبة وملاحظة أنفسنا والتعليم الصحيح والمداومة على ذلك، نخلص نفوسنا ونتقوى فى الإيمان وننمو في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع لاننا اذا فعلنا ذلك لن نزل ابدا بل يقدم لنا بسعة الدخول الي ملكوت الله { لأَنَّهُ هَكَذَا يُقَدَّمُ لَكُمْ بِسِعَةٍ دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ} (2بط 1 : 11).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق